الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النوع الثاني والثمانون
في علم الإمالة والفتح وما بينهما
النوع الثاني والثمانون
في علم الإمالة والفتح وما بينهما
قال الحافظ السيوطي- رحمه الله تعالى-: قد أفرد هذا النوع بالتصنيف جماعة من القراء، منهم ابن القاصح عمل كتابه:"قرة العين في الفتح والإمالة وبين اللفظين".
قال الداني: الفتح والإمالة لغتان مشهورتان فاشيتان على [ألسنة] الفصحاء من العرب [الذين] نزل القرآن بلغتهم، فالفتح لغة أهل الحجاز، والإمالة لغة عامة أهل نجد من تميم وأسد وقيس، قال: والأصل فيها حديث حذيفة- رضي الله تعالى عنه- مرفوعا: "اقرؤوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم وأصوات أهل الفسق وأهل
الكتابين". قال: فالإمالة لا شك من الأحرف السبعة، ومن لحون العرب وأصواتها. قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، قال: كانوا يرون أن الألف والياء في القراءة سواء. قال: يعني بالألف والياء: التفخيم والإمالة. وأخرج في تاريخ [القراء] من طريق أبي عاصم الضرير الكوفي، عن محمد بن عبيد [الله]، عن عاصم، عن زر بن حبيش، قال: قرأ رجل على عبد الله بن مسعود بـ (طه)، ولم يكسر، فقال عبد الله: "طه" وكسر الطاء والهاء، فقال الرجل: "طه" ولم يكسر، فقال عبد الله: "طه" وكسر الطاء والهاء، فقال الرجال: "طه" ولم يكسر، فقال عبد الله: "طه" وكسر، ثم قال: والله لهكذا علمني
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ابن الجزري: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ورجاله ثقات إلا محمد بن عبيد الله، وهو العرزمي فإنه ضعيف عند أهل الحديث، وكان رجلا صالحا لكن ذهبت كتبه، وكان يحدث من حفظه فأتي عليه من ذلك.
قال القسطلاني: وأخرجه من هذا الوجه ابن مردويه في تفسيره، وزاد في آخره: وكذا نزل بها جبريل. وفي "جمال القراء"
عن صفوان بن عسال أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ: {يا يحيى} [مريم: 12] فقيل له: يا رسول الله تميل وليس في لغة قريش؟ ! فقال: "هي لغة الأخوال من بني سعد".
قال الإمام أبو عمرو الداني- رحمه الله تعالى- في "التيسير": اعلم أن حمزة والكسائي كانا يميلان كل ما كان من الأسماء والأفعال من ذوات الياء، فالأسماء نحو قوله عز وجل:{موسى} [البقرة: 51]، و {عيسى} [البقرة: 87]، و {يحيى} [مريم: 7]، و {الموتى} [البقرة: 73]، و {طوبى} [الرعد: 29]، و {إحدى} [الأنفال: 7]، و {كسالى} [النساء: 142]، و {سكارى} [النساء: 43]، و {أسارى} [البقرة: 85]، و {يتامى} [النساء: 127]، و {فرادى} [الأنعام: 94]، و {النصرى} [البقرة: 62]، و {الأيمى} [النور: 32]، و {الحوايا} [الأنعام: 146]، و {بشرى} [البقرة: 97]، و {ذكرى} [الأنعام: 69]، و"سيمى" و {ضيزى} [النجم: 22]، وشبهه مما ألفه التأنيث، وكذلك:{الهدى} [البقرة: 120]، و {العمى} [فصلت: 17] {والضحى} [الضحى: 1]، و {الربوا} [البقرة: 275]، {ومأوىه} ، و {مأواكم} [العنكبوت: 25]، و {مثواه} [يوسف: 21]، و {مثواكم} [الأنعام: 128]، وما كان مثله من المقصور، وكذلك "الأذى" [البقرة: 264]، [الأعراف: 169]،
و {أزكى} [البقرة: 232]، و {أولى} [آل عمران: 68]، و {الأعلى} [النحل: 60]، وشبهه من الصفات والأفعال نحو قوله تعالى:{أتى} [النحل: 1]، و {سعى} [البقرة: 114]، و {رمى} [الأنفال: 17]، و {زكى} [النور: 21]، و {فسوى} [القيامة: 38]، و {يخفى} [آل عمران: 5]، و {تهوى} [البقرة: 87]، و {يرضى} [النساء: 108]، وشبهه مما ألفه منقلبة عن ياء، وكذلك أمالا {أنى} التي تكون بمعنى كيف نحو قوله:{أنى شئتم} [البقرة: 223}، و {أنى لك} [آل عمران: 37]، وشبهه، وكذلك {يا ويلتي} [المائدة: 31]، و {يا حسرتي} [الزمر: 56]، {يا أسفى} [يوسف: 84]، وكذلك {متى} [البقرة: 214]، و {بلى} [البقرة: 81]، و {عسى} [البقرة: 216] حيث وقع، وكذلك ما أشبهه مما هو مرسوم في المصاحف بالياء ما خلا خمس كلم، و [هن] {حتى} [البقرة: 55]، و {لدا} [غافر: 18]، و {على} [البقرة: 5]، و {إلى} [البقرة: 14]، و {ما زكى} [النور: 21]، فإنهن مفتوحات/ بإجماع، وكذلك جميع
ذوات الواو من الأسماء والأفعال، فالأسماء نحو قوله:{الصفا} [البقرة: 158]، و {سنا برقه} [النور: 43]، و {شفا جرف} [التوبة: 109]، و {أبا أحد} [الأحزاب: 40]، وشبهه، والأفعال نحو:{خلا} [البقرة: 76]، و {دعا} [آل عمران: 38]، و {بدا} [الأنعام: 28]، و {دنا} [النجم: 8]، و {عفا} [آل عمران: 152]، و {علا} [القصص: 4]، وشبهه ما لم يقع شيء من ذلك بين ذوات الياء في سورة أواخر آيها على ياء، أو يلحقه زيادة نحو قوله عز وجل:{يدعى} [الصف: 7]، و {يتلى} [النساء: 127]، و {فمن اعتدى} [البقرة: 178]، و {من استعلى} [طه: 64]، و [{أنجاكم} [[إبراهيم: 6]، وكذلك {نجانا} [الأعراف: 89]، و {نجاكم} [الإسراء: 67]، و {زكاها} [الشمس: 9]، وشبهه، فإن الإمالة فيه سائغة لانتقاله بالزيادة إلى ذوات الياء، ويعرف ما كان من الأسماء من ذوات الواو بالتثنية إذا قلت: صفوان، وعصوان، وسبوان، و [شفوان] وشبهه، ويعرف الأفعال
بردكها إلى نفسك إذا قلت: خلوت، ودنوت، وبدوت، ودعوت، وعلوت وشبهه، فيظهر لك الواو في ذلك كله، فيمتنع إمالته لذلك، وكذلك تعتبر ما كان من ذوات الياء من الأسماء والأفعال بالتثنية وبردك الفعل/ إليك، فتقول: هديان، وعميان، وهويان، وسعيت، وهديت، وشبهه، فتظهر لك الياء في ذلك كله فتميله.
وقرأ أبو عمرو ما كان من جميع ما تقدم فيه راء بعدها ياء بالإمالة، وما كان رأس آية في سورة، أواخر آيها على ياء، أو على هاء ألف، أو كان على وزن فعلى أو فعلى أو فعلى بفتح الفاء وكسرها وضمها، ولم يكن فيه راء بين اللفظين، وما عدا ذلك بالفتح.
وقرأ ورش جميع ذلك بيت اللفظين إلا ما كان من ذلك في سورة أواخر آيها على هاء ألف، فإنه أخلص الفتح فيه على خلاف بين