الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النوع الحادي والتسعون
علم اختلاف القراء
في أوجه القراءات
النوع الحادي والتسعون
علم اختلاف القراء في أوجه القراءات
ويسمى في عرفهم ب"علم فرش الحروف".
ولنذكر من ذلك سورة واحدة، ليعلم من وقف على ذلك حقيقة هذا الفن، ويطلبه من مظانه، والسورة المذكورة هي (أم القرآن).
قال الحافظ الكبير، العالم الشهير، أبو عمرو الداني في كتابه
"التيسير": "سورة أم القرآن"[قرأ]: عاصم والكسائي: {ملك يوم الدين 4} [الفاتحة: 4] [بالألف. والباقون: بغير ألف.
خلف: {الصراط} و {صراط} حيث وقعا، بإشمام الصاد الزاي.
وخلاد: بإشمامها الزاي في قوله عز وجل: {الصراط المستقيم} [الفاتحة: 6] هنا خاصة.
وقنبل: بالسين حيث وقعا، والباقون: بالصاد.
وحمزة: "عليهم، وإليهم، ولديهم"، بضم الهاء. والباقون بكسرها.
ابن كثير، وقالون- بخلاف عنه- يضمان الميم التي للجمع ويصلانها بواو مع الهمزة وغيرها، نحو:"عليهمو، أنذرتهمو، أم لم تنذرهمو" وشبهه وورش: يضمها ويصلها مع الهمزة فقط/. والباقون بسكونها.
حمزة، والكسائي: يضمان الهاء، والميم، إذا كان قبل الهاء كسرة، أو ياء ساكنة، وأتى بعد الميم ألف وصل، نحو:"عليهم الذلة"[البقرة: 61، وآل عمران: 112]. و"وبهم الأسباب"[البقرة: 166] و"يريهم الله"، [البقرة: 167]، وشبهه، وذلك في حال الوصل. فإذا وقفا على الميم كسرا الهاء، وسكنا الميم.
وحمزة على أصله في الكلم الثلاث/المتقدمة، بضم الهاء منهن على كل حال. وأبو عمرو بكسر الهاء والميم في ذلك كله في حال الوصل أيضا.
والباقون: يكسرون الهاء، ويضمون الميم. ولا خلاف بين جماعة القراء، والنحويين في أن الميم- في جميع ما تقدم- ساكنة في الوقف.
فاعلم ذلك وبالله [التوفيق].
وقال في أول "النشر": قال الشيخ أبو محمد مكي في
"إبانته": ذكر اختلاف الأئمة المشهورين- غير السبعة- في سورة (الحمد) مما يوافق خط المصحف وتقرأ به.
قرأ إبراهيم بن أبي عبلة: "الحمد لله"[الفاتحة: 2] بضم اللام الأولى، وقرأ الحسن البصري: بكسر الدال. وفيهما بعد في العربية، ومجازهما الاتباع.
قرأ أبو صالح: "مالك يوم الدين"[الفاتحة: 4] بالألف والنصب على النداء، وكذلك محمد بن السمفيع اليماني، وهي قراءة حسنة. وقرأ أبو حيوة:"ملك يوم" بالنصب على النداء بغير ألف. وقرأ على بن أبي طالب: "ملك يوم الدين" بنصب اللام والكاف وجعله فعلا ماضيا ونصب "يوم".
وروى عبد الوارث عن أبي عمرو أنه قرأ: "ملك يوم" بإسكان اللام والخفض. وهي منسوبة لعمر بن عبد العزيز.
وقرأ عمرو بن قائد الأسواري: "إياك نعبد وإياك"[الفاتحة: 5]
بتخفيف الياء فيهما، وقد كره ذلك بعض المتأخرين، لموافقة [لفظه] لفظ "إيا" الشمس وهو ضياؤها.
وقرأ يحيى بن وثاب: "نستعين" بكسر النون الأولى، وهي لغة مشهورة حسنة.
وروى الخليل بن أحمد، عن ابن كثير أنه قرأ:"غير المغضوب" بالنصب، ونصبه حسن على الحال، أو على الصفة من "الذين أنعمت عليهم".
قرأ أيوب السختياني: "ولا الضالين" بهمزة مفتوحة في موضع الألف، وهو قليل في كلام العرب. قال: فهذا موافق لخط المصحف، والقراءة به لمن رواه عن الثقات جائزة لصحة وجهه في العربية، وموافقته الخط إذا صح نقله.
ثم قال في "النشر": قلت: وبقي قراءات غير ما ذكر، ومنسوبة لأهل العلم، عن الأئمة المشهورين في (الفاتحة)، توافق المصحف أيضا، ولم يذكرها. منها:
إمالة: "لله"، رواية قتيبة عن الكسائي بلا خلاف. وعنه في:"العالمين" و"الرحمن" و"مالك" خلاف.
ورفع "الرحمن الرحيم"[2]، و"مالك"[3] قراءة.
وإدغام ميم: "الرحيم" في ميم "مالك" قراءة يعقوب في جميع
روايته طريق الشهرزوري.
و"مالك يوم" بالتنوين، و"ملك يوم" و"نعبد وإياك" باتباع الكسرة قبل الياء، والضمة قبل الواو.
وورش من طريق الأهوازي- وهي لغته- "وأياك" بفتح الهمزة مع التشديد.
وقرأ الحسن البصري: "يعبد" بياء مضمومة، وفتح الباء على التجهيل، وهي لغة مشكلة، وتوجه على الاستعارة، والالتفات.
وروى الأصمعي عن أبي عمرو، والشيزري، وابن أبي
سريج عن الكسائي: "الزراط"، بالزاي الخالصة، وليست مما يعد مخالفة الرسم- لما قدمنا- وهي لغة مشهورة. انتهى.