الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النوع الرابع والتسعون
علم أحكام المصلي
إذا أخطأ في القراءة
النوع الرابع والتسعون
علم أحكام المصلي
إذا أخطأ في القراءة
ولم يذكر هذا النوع الحافظ السيوطي في "الإتقان".
وقد رأيت في فتاوى رئيس مذهب أبي حنيفة قاضي خان رضي الله عنه فصلا مطولا يناسب هذا النوع فأوردته برمته.
قال في "فتاوى قاضيخان": المصلي إذا أخطأ في القراءة فذلك لا يخلو من وجوه: إما أن يكون الخطأ في الإعراب، أو بتخفيف المشدد، أو بتشديد المخفف، أو بترك المد في الممدود، أو بإدخال المد في غيره، أو بذكر حرف مكان حرف، أو كلمة مكان كلمة، أو آية مكان آية، أو بالتقديم والتأخير، أو يوصل المنفصل، أو ضده، أو الخطأ في النسبة.
[أولا]: أما الخطأ في الإعراب، إذا لم يغير المعنى، لا يفسد الصلاة عند الكل، كما لو قرأ:"إن المؤمنين والمؤمنات"[الأحزاب: 35]، وقرأ:{ولم يجعل له عوجا} [الكهف: 1] بالنصب. أو قرأ: "قواما" مكان {قواما}
[الفرقان: 67]، أو قرأ:{الحمد لله رب العلمين (2)} [الفاتحة: 2] بنصب الدال، ونصب النون {الرحمن} وميم {الرحيم} و {نعبد} بفتح الباء، أو بكسرها، فإن ذلك لا يفسد الصلاة، لأن الخطأ في الإعراب مما لا يمكن الاحتراز عنه فيعذر. ولهذا لو قال لرجل: زنيت، بالخفض، أو قال لامرأته: زنيت، بنصب التاء؛ يحد؛ لأنه يفهم من الخطأ ما يفهم من الصواب.
وإن غير المعنى تغييرا فاحشا بأن قرأ: {وعصى ءادم ربه} [طه: 121] بنصب ميم آدم، ورفع [باء] الرب أو قال:{البارئ المصور} [الحشر: 24] بنصب الواو، أو قرأ:{إنما يخشى الله من عباده العلمؤا} [فاطر: 28] برفع الهاء [في] الاسم الكريم، ونصب العلماء، أو قرأ:{خلقنا} [الأعراف: 181]، {وجعلنا} [الأنبياء: 31] بفتح القاف، واللام، {ومن يغفر الذنوب إلا الله} [آل عمران: 135] بفتح هاء "الله"، {وما يعلم تأويله إلا الله} [آل عمران: 7] بفتح الهاء. {ولا يغرنكم بالله الغرور} [فاطر: 5] بفتح الغين وكسر الراء. {
…
أن الله برئ من المشركين ورسوله} [براءة: 3] بكسر لام الرسول {وأنت خير المنزلين} [المؤمنين: 29] بفتح الزاي - وما أشبه ذلك - مما لو تعمده يكفر - إذا قرأ خطأ - فسدت صلاته في قول المتقدمين.
وأختلف المشايخ المتأخرون في ذلك: فقال محمد بن مقاتل، وأبو نصر محمد بن سلام، وأبو بكر بن سعيد البلخي، والفقيه أبو جعفر الهندواني، والشيخ الإمام أبو بكر محمد بن الفضل، والشيخ الإمام إسماعيل الزاهد، وشمس الأئمة الحلواني، رحمهم الله تعالى: لا تفسد صلاته.
وما قاله المتقدمون أحوط؛ لأنه لو تعمد ذلك يكون كفرا، وما يكون كفرا لا يكون من القرآن. وما قاله المتأخرون، أوسع؛ لأن الناس لا يميزون بين إعراب يفسد وإعراب لا يفسد.
وهذا على قول أبي يوسف - رحمه الله تعالى - ظاهر؛ لأنه لا يعتبر الإعراب، عرف ذلك في مسائل:
منها: إذا قال رجل لامرأته: أنت واحدة، ونوى به الطلاق عنده يقع، نصب الواحدة، أو رفعها، أو لم يعربها.
ومنها: لو قال لغيره: أنا قاتل أباك، في قول محمد لا يلزمه شيء،
ويحمل على الوعيد/. ولو قال: أنا قاتل أبيك، يكون إقرارا على نفسه بالقتل في قول محمد. وفي قول أبي يوسف لا يلزمه شيء في الوجهين.
ومنها: إذا قال لعبده: رأسك رأس حر، أو رأس حرا، أو رأس حر في قول أبي يوسف يسوي بين الكل ولا يعتق، وفي قول محمد يعتق في الوجه الثاني.
ثم بعد هذا يذكر أكثر مسائل هذا الفضل على قول القاضي الإمام شمس الأئمة أبي بكر الزرنجري لأنه كان مشهورا بعلم القراءة:
المصلي إذا قرأ: {إياك نعبد} [الفاتحة: 5] بكسر الكاف. أو قرأ: {أنعمت عليهم} [الفاتحة: 7] بكسر التاء، فسدت صلاته في قول المتقدمين، ولا تفسد في قول المتأخرين. ولو قرأ {إن الله لا يخلف الميعاد} [آل عمران: 9] برفع الدال، أو بكسرها، لا تفسد صلاته عند الكل، ولو قرأ:{ذلك كفرة أيمنكم} [المائدة: 89] بكسر الألف، أو قرأ:{ولم يلبسوا إيمنهم} [الأنعام: 82] بنصب الألف، لا تفسد صلاته.
وأما الوجه الثاني: إذا خفف المشدد، قال القاضي الإمام: لا تفسد صلاته بتخفيف المشدد إلا في قوله تعالى: {رب العلمين} [الفاتحة: 2] أو قرأ: {إياك نعبد} [الفاتحة: 5] بغير تشديد تفسد صلاته.
وعامة المشايخ رحمهم الله على أن ترك المد والتشديد بمنزلة الخطأ في الإعراب لا تفسد الصلاة في قول المتأخرين.
ولو قرأ: {والقمر إذا تلها (2)} [الشمس: 1] وقرأ: {أفعيينا} [ق: 15] بالتشديد لا تفسد صلاته. ولو قرأ: {وإياك نستعين} [الفاتحة: 5] بغير الهمز لا تفسد صلاته لأنه لا يغير المعنى. ولو قرأ: {اهدنا الصرط المستقيم} [الفاتحة: 6] وأظهر لام الصراط، لا تفسد صلاته؛ لأنه لا يغير المعنى؛ وكذا لو قال:{الصرط} [الفاتحة: 6] بالألف واللام لا تفسد صلاته. ولو قرأ: {إياك نعبد} [الفاتحة: 5] وأشبع ضمة الدال حتى تصير واوا لم تفسد صلاته. وكذلك لو قرأ: "آمين" بتشديد الميم لا تفسد صلاته.
وأما إذا أخطأ بذكر حرف مكان حرف في كلمة، ولم يغير المعنى، بأن قرأ:"إن المسلمون"، "إن الظالمون" وما أشبه ذلك، لا تفسد صلاته لأنه لا يغير المعنى فيفهم بالخطأ ما يفهم بالصواب، وكذلك لو قرأ:"إياب" مكان {أواب} [ص: 19، 44] لم تفسد، وعن أبي يوسف - رحمه الله تعالى - تفسد صلاته؛ لأنه ليس في القرآن. وإن ذكر حرفا مكان حرف، وغير المعنى، فإن أمكن الفصل بين الحرفين من غير مشقة كـ "طاء" مع الصاد، فقرأ:"الطالحات" مكان {الصلحت} تفسد صلاته عند الكل. وإن كان لا يمكن الفصل بين الحرفين إلا بمشقة - كـ "ظاء" مع الضاد أو الصاد مع السين، والطاء مع التاء، اختلف المشايخ - رحمهم الله
تعالى - فيه: قال أكثرهم: [لا] تفسد صلاته.
وعن أبي نصر العراقي: كل كلمة فيها "عين" أو "حاء" أو "قاف"[أو طاء] أو "تاء" أو فيها "سين" أو "صاد" فقرأ: السين مكان الصاد، أو الصاد مكان السين، جاز. [و] إذا [قرأ]"التحيات لله" بالطاء، أو قرأ "الدحيات لله" بالدال، قال القاضي الإمام - رحمه الله تعالى -: لا تفسد صلاته. ولو قرأ: {إذا جاء نصر الله والفتح} [النصر: 1] بالسين، وقرأ:{ولا يغوث ويعوق ونسرا} [نوح: 23] بالصاد، لا تفسد صلاته.
ولو قرأ: {الصمد} [الإخلاص: 2] بالسين، قال شمس الأئمة السرخسي، .................................................
وعبد الواحد الشيباني - رحمهما الله - لا تفسد صلاته. وكذا لو قرأ: {أسطير الأولين} [الأنعام: 25، الأنفال: 31، النحل: 24، المؤمنون: 83، الفرقان: 5، النمل: 68، الأحقاف: 17، القلم: 15، المطففين: 13] بالتاء، لا تفسد صلاته. ولو قرأ:{إلا ما اضطررتم} [الأنعام: 119] بالطاء تفسد صلاته. وكذا إذا قرأ: "إلا ما طررتم" بذال مكان الضاد، تفسد صلاته.
ولو قرأ بالتاء مع الضاد {إلا ما اضطررتم} لا تفسد صلاته.
ولو قرأ: {خاسئا وهو حسير} [تبارك: 4] بصاد مكان السين لا تفسد صلاته. وكذا لو قرأ: "عسير" بالعين مع السين لا تفسد صلاته. ولو قرأ: "غصير" بالغين مع الصاد لا تفسد صلاته. ولو قرأ: {يوم تبلى السرائر} [الطارق: 9] باللام لم تفسد صلاته. [ولو قرأ: "يوم تبلى السرائل" باللام تفسد صلاته].
ولو قرأ: {القنتين} [التحريم: 12] بالطاء تفسد صلاته. ولو قرأ: {لا انفصام لها} [البقرة: 256] بالسين تفسد صلاته. ولو قرأ: "لا انفصال" باللام. لم تفسد صلاته. ولو قرأ: {وعنت الوجوه} [طه: 111] بالدال
تفسد صلاته. ولو قرأ {لأنتم أشد رهبة} [الحشر: 13] بالطاء تفسد صلاته. ولو قرأ: {إلا من خطف الخطفة} [الصافات: 10] بالتاء فيهما تبطل صلاته. ولو قرأ: {يوم نبطش البطشة الكبرى} [الدخان: 16] بالتاء فيهما، تفسد صلاته، ولو قرأ:{في يوم ذي مسغبة} [البلد: 14] بالقاف تفسد صلاته.
ولو قرأ: {ذوقوا مس سقر} [القمر: 48] بالعين تفسد صلاته. ولو قرأ: {ذلكم بأنه إذا دعى الله وحده} [غافر: 12] بالعين لم تفسد صلاته. ولو قرأ: {هم أظلم وأطغى} [النجم: 52] بالتاء لا تفسد صلاته. ولو قرأ: "وأتقى" بالتاء والقاف تفسد صلاته. ولو قرأ: {والعديت ضبحا (1)} [العاديات: 1] بالطاء، تفسد صلاته. ولو قرأ:{يوم ترجف الأرض والجبال} [المزمل: 14] بالراء تفسد صلاته. وكذا لو قرأ: {يوم ترجف الأرض والجبال} [المزمل: 14] بالراء تفسد صلاته. وكذا لو قرأ: {وترى الجبال} [النمل: 88] بالراء تفسد صلاته. ولو قرأ: {تحسبها جامدة} [النمل: 88] بالذال تفسد صلاته. وكذا لو قرأ: "جادمة" مقلوبة تفسد صلاته. ولو قرأ: "خامدة" بالخاء لا تفسد صلاته.
وكذا لو قرأ: {فتنقلبوا خسرين} [آل عمران: 149، والمائدة: 21]، "خائبين" [أو] "خائنين" لا تفسد صلاته. ولو قرأ:{فليعبدوا رب هذا البيت الذي} [قريش: 3، 4] قرأ: "التي" فهو بمنزلة ما لو قرأ: "إياك نعبد وإياك نستعين" /. ولو قرأ: {فظلتم تفكهون} [الواقعة: 65]: "تفكحون" بالحاء، أو "تفكعون" بالعين - تفسد صلاته.
ولو قرأ: {بل الساعة موعدهم} [القمر: 46] بالراء، أو قرأ: بالصاد، أو قرأ: بالطاء، تفسد صلاته في الوجوه كلها. وكذا لو قرأ:{فإن عصوك} [الشعراء: 216] بالسين، ولو قرأ:{ليغيظ بهم الكفار} [الفتح: 29]، بالضاد، أو بالذال، لا تفسد صلاته.
ولو قرأ: {فيحفكم تبخلوا} [محمد: 37] فقرأ: "فيخفكم" بالخاء، لا تفسد صلاته. ولو قرأ:{وربك يخلقا ما يشاء ويختار} [القصص: 68] قرأ: "ربك" بالنصب، لا تفسد صلاته.
ولو قرأ: {ويلبسون ثيابا خضرا} [الكهف: 31] بالدال، أو بالذال، لا تفسد صلاته، ولو قرأ:{إن هؤلاء يحبون العاجلة} [الإنسان: 27] قرأ: "يكذبون العاجلة" تفسد صلاته.
ولو قرأ: {يعوذون برجال} [الجن: 6]، (يعودون) بالدال لا تفسد صلاته. ولو قرأ {استرق} [الحجر: 18] بالغين، تفسد صلاته. ولو قرأ:{هذا ما لدى عتيد} [ق: 23] قرأ: عنيد" بالنون لا تفسد صلاته. وكذا لو قرأ: {كل كفار عتيد} [ق: 24] بالتاء
لا تفسد صلاته. ولو قرأ: {وسوف ينبئهم الله} [المائدة: 14]"يبينهم - من البيان" لا تفسد صلاته. ولو قرأ: {إلا النار} [البقرة: 174]"إلا الناس" تفسد صلاته. ولو قرأ: {وما ءاتينهم من كتب يدرسونها} [سبأ: 44] قرأ: "وما أهلكناهم" تفسد صلاته. ولو قرأ: {ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملى لهم خير لأنفسهم أنما نملى لهم} [آل عمران: 178] قرأ الثاني بالنصب والأولى بالكسر لا تفسد صلاته عند المتأخرين. ولو قرأ: {كلا إذا بلغت التراقى (26)} [القيامة: 26]"بلغت" بالقاف لا تفسد صلاته. ولو قرأ: {ولا تكل للخائنين خصيما} [النساء: 105] بسين تفسد صلاته. وكذا لو قرأ: "خطيما" بالطاء بدلا عن "خصيما".
وكذا لو قرأ: "عظيما" بالظاء. ولو قرأ: {وما هو على الغيب بضنين (24)} ، [التكوير: 24] بالذال لا تفسد صلاته.
ولو قرأ: {فأكثروا فيها الفساد (12)} [الفجر: 12] قرأ "فأرسلوا فيها الفساد" لا تفسد صلاته.
ولو قرأ: {غير المغضوب} [الفاتحة: 7] بالقاف تفسد صلاته. وكذا لو قرأ: {المغضوب} بالطاء.
ولو قرأ: {الضالين} [الفاتحة: 7] بالطاء، أو بالذال، لا تفسد صلاته. ولو قرأ:"الدالين"
بالدال تفسد صلاته. ولو قرأ: {الصرط} بالتاء، تفسد صلاته. وعلى قول أبي نصر العراقي لا تفسد. ولو قرأ:"الشيطان" بالتاء، لا تفسد صلاته.
ولو ترك الألف [واللام] في {الرحمن الرحيم} [الفاتحة: 3] لا تفسد صلاته. ولو قرأ: {قل هو الله أحد (1)} [الإخلاص: 1] أحت.
بالتاء تفسد صلاته. وكذا لو قرأ: {ولم يكن له} [الإخلاص: 4] قرأ: "ولم يكل" باللام تفسد صلاته. ولو قرأ: {أنحن صددنكم} [سبأ: 32]"سددناكم" بسين لا تفسد صلاته. وكذا لو قرأ: {لعلكم تصطلون} [النمل: 7]"تسطلون" بسين لا تفسد صلاته. ولو قرأ: {أم موسى فرغا} [القصص: 10] بالعين لا تفسد صلاته. ولو قرأ: [{يأيها الذين ءامنوا صلوا عليه} [بسين لا تفسد صلاته. ولو قال: {لا تأخذه سنة ولا نوم} [البقرة: 255] قرأ: "لا تأخذه ثنة" تفسد صلاته. ولو قرأ: {ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديرهم بطرا} [الأنفال: 47] بالتاء لا تفسد صلاته. ولو قرأ:
{إن هؤلاء متبر ما هم فيه} [الأعراف: 139] قرأ: "مدبر" أو "مدمر" لا تفسد صلاته. ولو قرأ: {وشروه بثمن بخس} [يوسف: 20] قرأ: "بثمن بخص" لا تفسد صلاته.
ولو قرأ: {فإنما هى زجرة وحدة} [النازعات: 13] بالحاء تفسد صلاته. ولو قرأ: "ونخل ظلعها هضيم"[الشعراء: 148] قرأ: بالظاء، أو بالذال - تفسد صلاته. ولو قال:{طلعها} تلعها، بالتاء لا تفسد صلاته. ولو قرأ:{وأمطرنا عليهم مطرا} [الأعراف: 84] بالتاء، تفسد صلاته. ولو قرأ:{ربنا ءامنا بما أنزلت وأتبعنا الرسول} [آل عمران: 53] قرأ: "وأتبعنا" بالنصب ورفع "الرسول" لا تفسد صلاته عند المتأخرين.
وكذا لو قرأ: {فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك} [آل عمران: 184] بنصب كاف "كذب" لا تفسد صلاته عند المتأخرين، وكذا لو قرأ:{كذبت أصحب ليكة} [الشعراء: 176] برفع الكاف، أو {إن الشيطن ينزغ بينهم} [الإسراء: 53] بالعين لا تفسد صلاته. وكذا لو قرأ: {ولا أدنى من ذلك ولا أكثر} [المجادلة: 7]"ولا أكبر" لا تفسد صلاته.
ولو قرأ: " وعسى أن تكرهوا وهو شر لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو خيركم" لا تفسد صلاته. ولو قرأ: {فإن الله بما يعملون} [الأنفال: 29] قرأ بالنصب "إن الله" لا تفسد صلاته. ولو قرأ: {إلا عن
موعدة وعدها إياه} [التوبة: 114] قرأ: بالذال "موعذة" بالظاء - لا تفسد صلاته. ولو قرأ: {وما أنا بظلم للعبيد} [ق: 29]"بذلام للعبد" بالذال تفسد صلاته.
[ولو] قرأ: "للعبيذ" بالذال، أو بالطاء، تفسد صلاته. ولو قرأ: ولو قرأ: {قل موتوا بغيظكم} [آل عمران: 119] بالضاد - لا تفسد صلاته. ولو قرأ: {فظا غليظ القلب} [آل عمران: 159] بالضاد تفسد صلاته. ولو قرأ: {خلصوا نجيا} [يوسف: 80]"خلطوا نجيا" لا تفسد صلاته. ولو قرأ: {والأغلل التى كانت عليهم} [الأعراف: 157]"والأعناق التي كانت عليهم" لا تفسد صلاته. ولو قرأ: {بما كنتم تكفرون} [آل عمران: 106، الأنعام: 30، الأنفال: 35، يس: 64، الأحقاف: 34]"بما كنتم تكسبون" لا تفسد صلاته /.
ولو قرأ: {فى البحر سربا} [الكهف: 61] قرأ: "صربا " بالصاد، تفسد صلاته. ولو قرأ:{نسبا} [الصافات: 158] قرأ "نصبا" بالصاد، تفسد صلاته. ولو قرأ:{إذ أوينا إلى الصخرة} [الكهف: 63] بالسين، تفسد صلاته. ولو قرأ:{فطرت الله التى فطر الناس عليها} [الروم: 30] قرأهما: بالتاء. أو قرأ: {فاطر السموت والأرض} [الأنعام: 14، يوسف: 101، إبراهيم: 10، فاطر: 1، الزمر: 46، الشورى: 11] بالتاء تفسد صلاته.
ولو قرأ: {فضل الله} [البقرة: 64، النساء: 83، 113، والمائدة: 54، ويوسف: 38، والنور: 10، 14، 20، 21، والحديد: 21، 29، والجمعة: 4، 10، والمزمل: 20]"فصل الله" لا تفسد صلاته.
ولو قرأ: {نفصل الأيت} [الأنعام: 55، والأعراف: 32، 174، والتوبة: 11، ويونس: 24، والروم: 28] بالسين فسدت صلاته.
ولو قرأ: {كتب فصلت} [فصلت: 3]"فضلت" لا تفسد صلاته. ولو قرأ: {ولا تقبلوا لهم شهدة أبدا} [النور: 4] قرأ: "لا تقتلوا لهم شهادة" تفسد صلاته. ولو قرأ: {ويدرؤا عنها العذاب} [النور: 8]"يذرأ" بالذال، تفسد
صلاته. ولو قرأ: {والطور (1) وكتب} [الطور: 1، 2]"والتور" بالتاء، تفسد صلاته. ولو قرأ:{مسطور} [الطور: 2]"مستور" بالتاء، لا تفسد. ولو قرأ:{ومن يشاقق الرسول} [النساء: 115]"يساقق" بالسين، تفسد صلاته. وكذا لو قرأ:{كنتم تشقون فيهم} [النحل: 27] بالسين، تفسد صلاته. ولو قرأ:{وطفقا يخصفان} [الأعراف: 22، طه: 121] بالسين، فسدت صلاته. ولو قرأ:{إنا أرسلنا عليهم ريحا} [القمر: 19]"روحا" لا تفسد صلاته. وكذا لو قرأ: {تنزل الملئكة والروح} [القدر: 4] بـ "والريح"[ولو قرأ]: {كأنما يساقون إلى الموت} [الأنفال: 6] قرأها بالشين لم تفسد صلاته. وكذا لو قرأ: {ومن الجبال جدد بيض} [فاطر: 27] بالذال وقرأ: {ورتل القرآن ترتيلا} [المزمل: 4]"ترتيبا"، أو قرأ:{سورة أنزلنها} [النور: 1] بالصاد "صورة" أو قرأ: {فى عقبه} [الزخرف: 28]، "في عنقه" /. أو قرأ:{فعال لما يريد} [هود: 107] بالتاء، أو قرأ:{ومن كل كرب} [الأنعام: 64]"كلب" لا تفسد صلاته في هذه الوجوه. ولو قرأ: {ولا يغرنكم بالله الغرور} [لقمان: 33، وفاطر: 5] بكسر الغين تفسد صلاته. وكذا لو قال: {سوط عذاب} [الفجر: 13] بالصاد، تفسد صلاته. ولو قرأ:{من قسورة} [المدثر: 51] بالصاد أو الشين، تفسد صلاته. ولو قرأ:{فسحقا لأصحب السعير} [الملك: 11] قرأ: "الشعير" بالشين، تفسد صلاته، ولو قرأ:{أو لم نعمركم ما يتذكر فيه وجاءكم النذير} [فاطر: 37] قرأ بالضاد "بالنضير" مكان "النذير" لا تفسد صلاته.
{لولا أن ربطنا} [القصص: 10] قرأها بالتاء "ربتنا" تفسد صلاته.
ولو قرأ: {هو أفصح منى لسانا} [القصص: 34] قرأها بالسين: "أفسح" لا تفسد صلاته.
ولو قرأ: {بل عجبت ويسخرون (12)} [الصافات: 12] بالحاء، أو قرأ:{وإذا ذكروا لا يذكرون (13) وإذا رأوا ءاية يستسخرون (14)}
[الصافات: 13، 14] بالحاء مكان الخاء لا تفسد صلاته. وكذا لو قرأ: {ومن يزغ منهم عن أمرنا} [سبأ: 12] بالعين. ولو قرأ: {ولوطا ءاتينه} [الأنبياء: 74] بالتاء، لا تفسد صلاته. ولو قرأ:{من القالين} [الشعراء: 168] قرأها: "من الغالين" بالغين لا تفسد صلاته. ولو قرأ: {الذين ينقضون} [البقرة: 27] بالصاد. أو قرأ: بالغين لا تفسد صلاته. ولو قرأ: {فسينغضون إليك رءوسهم} [الإسراء: 51] بالقاف "فسينقضون" لا تفسد صلاته.
{وهم لا يستكبرون} [النحل: 49، السجدة: 15] قرأ بالثاء "لا يستكثرون". أو قرأ: {وإن كنت لمن السخرين} [الزمر: 56] بالحاء مكان الخاء لا تفسد صلاته. ولو قرأ: {ثم لا يجاورونك} [الأحزاب: 60] بالزاي، مكان الراء أو قرأ:{وما ينطق عن الهوى (3)} [النجم: 3] بالتاء، "ينتق". أو قرأ:{ليسئل الصدقين عن صدقهم} [الأحزاب: 8] بالسين فيهما مكان الصاد. أو قرأ: {وكانوا يصرون} [الواقعة: 46] بالسين مكان الصاد. أو قرأ: {ولا تكن كصاحب الحوت} [القلم: 48] بالطاء، لا تفسد صلاته في الوجوه كلها. {وهو مكظوم} [القلم: 48] وقرأ بالدال، أو بالصاد، تفسد صلاته. {ما يأتيهم من رسول} [يس: 30] قرأ: "من رزق"، لا تفسد صلاته. {ألم يجدك يتيما} [الضحى: 4] قرأها: "يجتك" بالتاء تفسد صلاته. {وقولوا قولا سديدا} [الأحزاب: 70] قرأها: بالصاد "صديدا" تفسد صلاته. وكذا لو قرأ: {وقل جاء الحق وزهق الباطل} [الإسراء: 81]"الباطن" بالنون مكان اللام - تفسد صلاته. ولو قرأ: {وكانت من القنتين} [التحريم: 12] بالطاء مكان التاء. أو قرأ: {إذا هم يقنطون} [الروم: 36]. أو قرأ؛ {ومن يقنط من رحمه ربه} [الحجر: 56] قرأهما: بالتاء مكان الطاء تفسد صلاته. {ومن يقنت منكن} [الأحزاب: 31] قرأها: بالطاء تفسد صلاته. {حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين} [يوسف: 85] قرأها: "من الجاهلين" تفسد صلاته. {أيهم أقرب لكم نفعا} [النساء: 11]"أغرب" بالغين فسدت صلاته. {خمط وأثل} [سبأ: 16] قرأها: "وأتل" بالتاء، تفسد صلاته، ولو قرأ: {فاكتبنا مع
الشاهدين [آل عمران: 53، المائدة: 83]} "فاكتمنا" بالميم، لا تفسد صلاته. {وأوتيت من كل شيء} [النمل: 23] قرأها: "من كل نفس". ولو قرأ: {ولا يستثنون (18)} [القلم: 18] بالطاء، مكان التاء، لا تفسد صلاته. {وجوه يومئذ ناضرة (22)} [القيامة: 22] قرأها: بالظاء "ناظرة" لا تفسد صلاته. {ويجنبها الأشقى} (11)} [الأعلى: 11] قرأ: [الأتقى] قال: إن وصل به {الذي يصلى النار الكبرى (12)} [الأعلى: 12] تفسد صلاته، وإن لم يصل به ووقف ثم ابتدأ بـ {الذي يصلى النار} [الأعلى: 12] لا تفسد صلاته. وكذا لو قرأ: {وسيجنبها الأتقى (17)} [الليل: 17]"الأشقى" مكان "الأتقى" إن وصل به {الذي يؤتى ماله يتزكى (18)} [الليل: 18] تفسد صلاته وإلا فلا/.
ولو قرأ: {ما ودعك ربك} [الضحى: 3] بغير تشديد وترك التشديد في "الرب" أيضا، فإن ترك التشديد في قوله:"ودعك" لا تفسد صلاته. وفي "الرب" تفسد صلاته. ولو قرأ: {أسفل سفلين} [التين: 5] بالألف واللام لا تفسد صلاته. {حتى مطلع الفجر} [القدر: 5] قال: "الفجـ" انقطع نفسه فركع لم تفسد صلاته. قرأ: {وإنه على ذلك لشهيد (7)} [العاديات: 7]"لشديد" لا تفسد صلاته. قرأ: {فالمغيرت صبحا (3)} [العاديات: 2] بالسين "سبحا" تفسد صلاته. {فأثرن به نفعا (4)} [العاديات: 3] تفسد صلاته. {فأما اليتيم فلا تقهر (9)} [الضحى: 9] قرأها: "تكهر" لا تفسد صلاته. وكذا لو قرأ: {لإيلف قريش (1)} [قريش: 1]: "كريش" لا تفسد صلاته. {كلا إذا بلغت التراقي (26)} [الإنسان: 26] قرأها: "التراعي" بالعين مكان القاف، قيل: لا تفسد. {فالتقمه الحوت} [الصافات: 142] قرأها: "فالتقطه الحوت" قيل: لا تفسد صلاته. قرأ: {هل أتك حديث الغشية (1)} [الغاشية: 1]"العاشية" بالعين، تفسد صلاته. وكذا لو قرأ:{واليل إذا يغشى (1)} [الليل: 1]"يعشى". {وذللت قطوفها تذليلا} [الإنسان: 14] قرأها: بالضاد "ضللت" تفسد صلاته.
ولو قرأها: بالظاء لا تفسد.
ولو قرأ: {وذللنها لهم} [يس: 72] بالضاد، تفسد صلاته. ولو قرأها: بالظاء لا تفسد. ولو قرأ: {فظلت أعناقهم} [الشعراء: 4] قرأها: بالضاد أو بالذال، لا تفسد صلاته. {ألم يجدك يتيما} [الضحى: 6] قرأها: "يزدك يتيما" لا تفسد صلاته. {يؤمئذ تحدث أخبارها (4)} [الزلزلة: 4] قرأها: "أحبارها" اختلفوا فيه؛ قال بعضهم: تفسد صلاته.
{وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} [العصر: 3] قرأهما: بالسين، تفسد. {ألم يجعل كيدهم في تضليل (2)} [الفيل: 2] قرأها: بالدال، لا تفسد صلاته. ولو قرأها: بالطاء تفسد صلاته. {إنا أعطينك الكوثر (1)} [الكوثر: 1] وعند الوصل "الكوثر" لا تفسد صلاته. ولو تعمد ذلك فكذلك. وكذا لو قرأ: {إياك نعبد وإياك نستعين (5)} [الفاتحة: 5] يصير عند الوصل كأنه قرأ: {إياك نعبد وإياك نستعين (5)} فهو كذلك.
{فصل لربك وانحر (2)} [الكوثر: 2] قرأها: "وانهر" تفسد صلاته. {تبت يدا أبي لهب} [المسد: 1] قرأها: "تبت أدا أبي لهب" تفسد صلاته. {حمالة الحطب} [المسد: 4] قرأها: بالتاء "الحتب" تفسد صلاته. {رحلة الشتاء والصيف} [قريش: 2] قرأهما: بالسين، تفسد صلاته. وكذا لو قرأ:"الشتاء" بالطاء مكان التاء. قرأ: {كعصف مأكول} [الفيل: 5] كعصف، تفسد صلاته. ولو قرأ:{يدع اليتيم} [الماعون: 2] غير مشدد لا تفسد
صلاته. {قل أعوذ برب الفلق (1)} [الفلق: 1] و {قل أعوذ برب الناس (1)} [الناس: 1] وترك تشديد "الرب" فيهما، اختلفوا فيه: قال بعضهم: لا تفسد. {ومن شر غاسق إذا وقب (3)} [الفلق: 3] قرأها: "فاسق" تفسد صلاته، وكذا لو قرأ:"وقب" و"وخب". {ومن شر حاسد إذا حسد (5)} [الفلق: 5] قرأهما: بالصاد، "حصد" لا تفسد صلاته. {من الجنة والناس} [الناس: 6] قرأها: بالنصب "من الجنة" لا تفسد.
{كيهدم فى تضليل} [الفيل: 2] قرأ: بالظاء قال بعضهم: لا يصح تفسد. {إذا لأذقنك} [الإسراء: 75] قرأ: بالصاد، أو بالظاء، تفسد صلاته. {ولا تكن من الغفلين} [الأعراف: 205] قرأ: "من الغافرين" بالراء، تفسد صلاته. قرأ:{لنكونن من الخاسرين} [المائدة: 30]"من الشاكرين"/ تفسد صلاته. {ومن يكتمها} [البقرة: 283] بالباء، تفسد صلاته. {إن يتبعون إلا الظن وإن الظن} [النجم: 28] قرأ: بالضاد، لا تفسد صلاته. {ذالكم أزكى لكم وأطهر} [البقرة: 232] بالذال "أذكى لكم وأطهر" لا تفسد صلاته. ولو قرأ: "وأظهر" بالضاد، لا تفسد صلاته، أو بالذال، تفسد صلاته. "قال فرعون ذروني أقتل" [غافر: 26] لم يجزم، فقرأ بالرفع، لا تفسد صلاته. "قال فرعون ذروني أقتل" [غافر: 26] لم يجزم، فقرأ بالرفع، لا تفسد صلاته. {أذاعوا به} [النساء: 83] قرأها: بالضاد "أضاعوا" لا تفسد صلاته. {فآمنت طائفة} [الصف: 14] قرأها: بالطاء "فأمنط" لا تفسد صلاته، ولو قرأها: بالتاء {طائفة} تفسد صلاته. {كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها} [الحج: 22] قرأها: [بالذال] تفسد صلاته. {حتى إذا فزع عن قلوبهم} [سبأ: 23] قرأها: بالراء والغين لا تفسد، وهي قراءة. {فمن يجير الكفرين من عذاب أليم} [تبارك: 28] "فمن ينجي الكافرين" لا تفسد صلاته. {ثم عموا وصموا
كثير منهم} [المائدة: 71] قرأها؛ بالسين، "وسموا" تفسد صلاته. {نصر من الله وفتح قريب} [الصف: 13] قرأها: "غريب" بالغين، لا تفسد صلاته. {لنسفعا ناصية بالناصية} [العلق: 15، 16] قرأهما: بالسين، لا تفسد صلاته/ وكذا لو قرأ:"لنصفعا" بالصاد، لا تفسد صلاته. {كاذبة} [العلق: 16] بالدال، لا تفسد صلاته. ولو قرأ:{خاطئة} [العلق: 16]"خاتية" تفسد صلاته. قرأ: {فأما الزبد فيذهب جفاء} [الرعد: 17] قرأ: "فأما الذهب" تفسد صلاته.
{أتوكؤا عليها} [طه: 18]"أتوكل عليها"، لا تفسد صلاته. قرأ:{سلهم أيهم بذلك زعيم (40)} [القلم: 40]"زنيم" تفسد صلاته. قرأ: {كيف ضربوا لك الأمثال} [الإسراء: 48]"كذبوا لك الأمثال" لا تفسد صلاته. قرأ: {يومئذ يصدر الناس} [الزلزلة: 6] بالسين والطاء، "يسطر" تفسد صلاته. ولو قرأها: بالسين والتاء اختلفوا: قال بعضهم: لا تفسد. {وإذا مسه الخير} [المعارج: 21]"الخر" بطرح الياء، لا تفسد صلاته. [لأنه] حذف حرفا، وحذف الحرف لا يفسد الصلاة. قرأ:{وزرابى مبثوثة (16)} [الغاشية: 16]"زرابيب" قال: يعيد الصلاة. قرأ: {سقنه لبلد ميت فأنزلنا به الماء} [الأعراف: 57] فأحيينا به الماء، اختلفوا فيه: قال بعضهم: لا تفسد صلاته. قرأ: {إنى أريد أن أنكحك} [القصص: 27]"أردت أن أنكحك" تفسد صلاته.
قرأ: {ما ننسخ من ءاية أو ننسها} [البقرة: 106] قرأ: "من آية أو نؤسها"، لا تفسد صلاته. {سيقولون ثلثة رابعهم} [الكهف: 22] "ثلاثة ربهم"، تفسد صلاته. قرأ:{ومن يضلل الله} [غافر: 33] بالظاء لا تفسد صلاته. قرأ: {الحمد لله} [الفاتحة: 2] برفع اللام الأولى لا تفسد صلاته.
{وثمنية أيام حسوما} [الحاقة: 7] قرأها: بالصاد، "حصوما" قال: أبو عصمة سعد بن معاذ المروزي - رحمه الله تعالى -: تفسد. قرأ: {فسترضع له أخرى} [الطلاق: 6]"فسنعرض" لا تفسد صلاته. قرأ: {والتين} [التين: 1] بالطاء، تفسد صلاته. قرأ:{لعلى أطلع إلى إله موسى} [القصص: 38] بالتاء، لم تفسد صلاته. قرأ:{وابتغ فيما ءاتاك الله} [القصص: 77] بالعين "وأبتع" لا تفسد صلاته.
قرأ: {وزروع} [الشعراء: 148، الدخان: 26] بالذال، لا تفسد صلاته. قرأ:{إن الذي فرض عليك القرءان} [القصص: 85] بالطاء "فرط" تفسد صلاته. قرأ: {لبنا خالصا} [النحل: 66] بالسين، لا تفسد صلاته. قرأ:{إنه كان بي حفيا} [مريم: 47]"خفيا" بالخاء، لا تفسد صلاته. قرأ:{بكل ريع} [الشعراء: 128]"بكل ربع" بالباء، لا تفسد صلاته. قرأ:{وإنا لجميع حذرون (56)} [الشعراء: 56] بالضاد، لا تفسد صلاته. قرأ:{لا تدرون أيهم} [النساء: 11] بالذال "تذرون" تفسد صلاته. قرأ: {لولا أن تداركه نعمة من ربه} [القلم: 49] بالذال، تفسد صلاته. قرأ:{قل كل متربص فتربصوا} [طه: 135] بالسين فيهما، تفسد صلاته. وإن قرأ:{وإن كنت لمن السخرين} [الزمر: 56] قرأ: "الساحرين" تفسد صلاته. قرأ: {فسوف نؤتيه أجرا عظيما} [النساء: 74]"نصليه أجرا" لا تفسد صلاته.
قرأ: {صفحا منشرة} [المدثر: 52][سفحا] بالسين، تفسد صلاته. قرأ:{ما سبقكم بها من أحد} [الأعراف: 80، العنكبوت: 28]"سبغكم" بالغين، لا تفسد صلاته. وهو قراءة. قرأ:{فمن فرض فيهن الحج}
[البقرة: 197] بالطاء، أو بالدال، تفسد صلاته. قرأ:{وذروا ظاهر الإثم} [الأنعام: 120] بالطاء، أو بالضاد، "وضروا" تفسد صلاته. قرأ:{وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام} [الأنعام: 136] بالطاء، أو بالضاد، "مما ضرأ"، تفسد صلاته.
قرأ: {وتلذ الأعين} [الزخرف: 71] بالصاد، أو بالظاء، مكان الذال تفسد صلاته. قرأ:{فطاف عليها طائف} [القلم: 19] بالتاء، "تائف" تفسد صلاته. قرأ:{لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير} [آل عمران: 181] ووقف عليه، لا تفسد صلاته. قرأ:{عزيز عليه ما عنتم} [التوبة: 128] ووقف عليه، لا تفسد صلاته. قرأ:{ءأنت قلت للناس} [المائدة: 116] ووقف عليه، قرأ:{وقال الله لا تتخذوا} [النحل: 51] ووقف عليه. قرأ {ألا إنهم من إفكهم ليقولون (151)} [الصافات: 152] فوقف عليه. أو قرأ {ثم تولوا عنه وقالوا معلم} [الدخان: 14] فوقف عليه. أو قرأ: {فحشر فنادى (23) فقال} [النازعات: 23، 24] فوقف عليه، إن وقف لانقطاع النفس في هذه المواضع لا تفسد صلاته. قرأ:{من بعثنا من مرقدنا هذا} [يس: 52] ووقف عليه، قال: هذا وقف حسن. قرأ: {وما أنتم بمصرخى} [إبراهيم: 22] فوقف عليه. وابتدأ بقوله: {إني كفرت} ، قال: لو تعمد ذلك يكفر وتبطل صلاته. قرأ: {لفي ضلل مبين} [يوسف: 8] ووقف عليه، وابتدأ بقوله:{اقتلوا يوسف} [يوسف: 9] لا يأثم، ولا تبطل صلاته. قرأ:{أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب} [المائدة: 31]"الغبار" قال الفقيه أبو جعفر - رحمه الله تعالى - تفسد صلاته. إذا قرأ: {الرحمن (1) علم القرءان (2)} [الرحمن: 1، 2]"الشيطان علم القرآن" تفسد صلاته. وكذا لو قرأ: {إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن} [مريم: 45]"عذاب من الشيطان" تفسد.
/ولو قرأ: {ومن يؤمن بالله ويعمل صلحا يدخله جنات} [الطلاق: 11]{ومن يكفر بالله} ، تفسد صلاته. هذا إذا قرأ موصولا. وإن كان مفصولا لا تفسد صلاته. وإن قرأ:{وإن ربكم الرحمن} [طه: 90]"وإن ربكم الشيطان" تفسد صلاته. وكذا لو قرأ: {قد تبين الرشد من الغي} [البقرة: 256] قرأ بالقاف "القي" تفسد. قرأ: {يدخلون في دين الله} [النصر: 2]"يتخلون" بالتاء، تفسد صلاته. {أنعمت عليهم} [الفاتحة: 7] قرأه باللام، تفسد صلاته. وإذا قرأ:"عيسى بن لقمان" تفسد صلاته؛ لأنه نسبه إلى الأب وليس له أب. ولو قرأ/: "موسى بن مريم" لأن كلاهما/ في القرآن، وليس فيه نسبة من لا له أب إلى أب. فلا تفسد صلاته. ولو قرأ:"موسى بن عيسى" لا تفسد صلاته في قول محمد، وإحدى الروايتين عن أبي يوسف، وعليه العامة. ولو قرأ:"عيسى بن عمران" تفسد صلاته.
ولو قرأ: "موسى بن لقمان": قال الفقيه أبو بكر القاضي الإمام الزرنجري لا تفسد صلاته، بخلاف ما لو نسب عيسى إلى الأب؛ لأن عيسى لا أب له، ولا كذلك موسى بن لقمان؛ لأن موسى له أب إلا أنه أخطأ في
اسم الأب، وموسى ولقمان كلاهما في القرآن، فلا تفسد صلاته. ولو قرأ:"عيسى بن سارة" تفسد صلاته. وكذا لو قرأ: "ومريم ابنت غيلان" تفسد صلاته؛ لأنه قرأ ما ليس في القرآن.
وإن أخطأ في القراءة ولم تكن المسألة فيما ذكرنا؛ فمن المشايخ من ينظر: إن كان الخطأ في الإعراب، فقد ذكرنا أنه إن لم يفحش لا تفسد صلاته عند الكل، كما لو قال:{إن المسلمين والمسلمت} [الأحزاب: 35] بنصب التاء. وإن فحش بأن قرأ ما لو تعمده يكفر، فكذلك عند المتأخرين، والإعادة أحوط. وإن أخطأ بذكر حرف مكان حرف ولم يختلف المعنى، والتي قرأها تكون في القرآن، جازت صلاته عند الكل، كما لو قال:"إن المسلمون""إن الظالمون". وإن يختلف المعنى، لكن ما قرأه ليس في القرآن، كما لو قرأ:"كونوا قيامين بالقسط""لا تذر على الأرض من الكافرين دوارا"[نوح: 26] أو كما لو قرأ: {الحي القيوم} [البقرة: 255] فسدت صلاته في قول أبي يوسف - رحمه الله تعالى -، وفي قول أبي حنيفة ومحمد رحمهما الله لا تفسد. وإن اختلف المعنى ولم تكن التي قرأها في القرآن نحو أن يقرأ:"فسحقا لأصحاب الشعير"
تفسد صلاته عند الكل، ولا يميز بين حرف وحرف. بخلاف ما قاله أبو نصر العراقي. ولا يعتبر تعذر الفصل بين الحرفين، ولا قرب المخارج، كما قاله محمد بن سلمة، إنما العبرة باتفاق المعنى، في قول أبي حنيفة ومحمد - رحمهما الله تعالى -؛ ولوجود المثل عند أبي يوسف. ولو قرأ:{إنه ظن أن لن يحور (14)} [الانشقاق: 14]"يحول"، مكان "يحور" قال أبو القاسم الصفار البلخي - رحمه الله تعالى -: لا تفسد صلاته؛ لأن التحوير، والتحويل، معناهما واحد. ولو قرأ:{وفرش مرفوعة (34)} [الواقعة: 34] بالقاف، اختلفوا فيه: قال بعضهم: فسدت صلاته لأن المرقوع ثوب خلق متمزق، وثياب أهل الجنة لا تكون كذلك.
وقال بعضهم: لا تفسد صلاته؛ لأن الرقعة عبارة عن نفس الشيء يقال: ثوب جيد الرقعة، إذا كان أصله جيدا. ولو قرأ: {وأخذ برأس أخيه
يجره إليه} [الأعراف: 150] بالحاء والزاي. قال بعضهم: تفسد صلاته؛ لأن "الحز" قطع و"الجر" ليس بقطع. وقال بعضهم: لا تفسد؛ لأن الجر هو التمييز، ثم التمييز قد يكون قطعا، وقد لا يكون، فإذا قرأ:"يجره إليه" كان مقصده، خصه بهذا الأخذ حيث أخذ [برأسه ولم يأخذ] برأس السامري. ولو قرأ:{فعزرنا} [يس: 14]"فعزرنا"، قال بعضهم: تفسد صلاته؛ لاختلاف المعنى؛ لأن "التعزيز" إهانة، و"التعزيز" كرامة. وقال بعضهم: لا تفسد؛ لأن في درء الحد والاكتفاء بما دون الحد كرامة. قال الله جل شأنه: {لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه} [الفتح: 9] أقول: ليس معنى الآية ما يفهمه كلامه، بل "التعزير" في الآية بمعنى: الإكرام والاحترام. والتعزير: مشترك بين الإهانة والكرامة. يقال: عزر فلانا بمعنى أكرمه، وعزره بمعنى أهانه. وأصل التعزير في معنى الاجتماع والتشييع. ثم لما كان من يظهر إكرامه يكون ذلك سببا لاجتماع الخلق،
قيل فيه: تعزير. وكذلك الإهانة. انتهى.
فإذا زاد حرفا في كلمة فهو على وجهين: إن لم يغير المعنى ومثله/ يوجد في القرآن لا تفسد صلاته في قولهم، كما لو قرأ:{وأمر بالمعروف وانه عن المنكر} [لقمان: 17] بزيادة الياء. أو قرأ: {إنا رادوه إليك} [القصص: 7] بزيادة دال. أو قرأ: {فحيوا بأحسن منها أو ردوها} [النساء: 10] يقرأ: أو "رددوها"، أو قرأ:{ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخلهم} [النساء: 14] بزيادة ميم، قال عامة المشايخ - رحمهما الله تعالى -، وكذا في قياس [قول] أبي يوسف في رواية. وإن تغير المعنى بالزيادة بأن قرأ:{واليل إذا يغشى (1) والنهار إذا تجلى (2) وما خلق الذكر والأنثى (3) إن سعيكم لشتى (4)} [الليل: 1 - 4] بزيادة "واو"، أو قرأ:{يس (1) والقرءان الحكيم (2) إنك لمن المرسلين (3)} [يس: 1 - 3]، تفسد صلاته؛ لأنه جعل جواب القسم قسما. وإن نقص حرفا من كلمة: إن لم يتغير المعنى، لا تفسد صلاته في قولهم، كما لو قرأ:{ولقد جاءتهم رسلنا بالبينت} [المائدة: 32]"ولقد جاءهم" بحذف التاء، أو قرأ:{قالوا إنما أنت من المسحرين (153) ما أنت إلا بشر مثلنا فأت بآية إن كنت من الصدقين (154)} [الشعراء: 153 - 154] بحذف الواو، أو قرأ:{فسبحان الذى بيده ملكوت كل شيء} [يس: 83].
قرأ "سبحان الذي بيده ملكوت كل شيء" وكذا ما جاء في القرآن بالواو، والفاء، وبدونهما، إذا قرأ بغيرها لم تفسد صلاته. وإن كان حذف أصليا من كلمة وتغير المعنى تفسد صلاته عند أبي حنيفة ومحمد. كما لو قرأ:{ومما رزقنهم} [البقرة: 3، والأنفال: 3، والحج: 35، والقصص: 54، والسجدة: 16، والشورى: 38] بحذف الراء والزاي، قرأ:{وليقولوا درست} [الأنعام: 105] بغير دال، أو قرأ:{ومما خلقنا أنعما} [الفرقان: 49] بغير خاء، أو قرأ:{واليل إذا يغشى (1) والنهار إذا تجلى (2) وما خلق الذكر والأنثى (3)} [الليل: 1 - 3] بحذف الواو عن "ما خلق" لأن الواو فيه واو قسم، [فإذا حذف حرف القسم] يصير جوابا للقسم، ويصير نفيا بعدما كان إثباتا، ولو تعمد به يكفر، فإذا/ جرى على لسانه سهوا وخطأ تفسد صلاته. وقالوا: على قياس قول أبي يوسف - رحمه الله تعالى - لا تفسد؛ لأن المقروء موجود في القرآن. ولو كانت الكلمة ثلاثية فحذف حرفا من أولها [أ] ووسطها، كما لو قرأ:{عربيا} "ربيا" بحذف العين، أو "عربا" بحذف "الياء" تفسد صلاته، أما لتغير المعنى، أو لأنه يصير لغوا في الكلام. وكذا لو حذف الحرف الآخر، نحو أن يقرأ:{ضرب الله مثلا} [الزمر: 29، التحريم: 10] بحذف "الباء" فإن كان الحذف على وجه الترخيم لا تفسد صلاته،
وشرطه: أن يكون [بعد] النداء من أسماء [الأعلام]، وأن لا يكون الاسم ثلاثيا، بل يكون رباعيا، أو خماسيا، فيحذف الحرف الآخر، كما لو قرأ:{يملك} [الزخرف: 77]"يا مال"؛ لأن الترخيم نوع من الفصاحة، يقال: يا حرث - مكان - يا حارثة، أو عائش، مكان يا عائشة. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعائشة رضي الله عنها:"يا عائش".
وإن قدم حرفا على حرف في كلمة، كما لو قرأ:{كعصف مأكول} [الفيل: 5] قرأ: "كعصف" أو قرأ: {فرت من قسورة (51)} [المدثر: 50] من "قوسرة"، أو قرأ:{والعصر (1) إن الإنسن لفي خسر (2)} [العصر: 1، 2]"سخر" تفسد صلاته؛ لأن بالتقديم والتأخير يتغير المعنى. وإن أخطأ بذكر كلمة مكان كلمة، فغن كان بينهما مخالفة في المعنى، والثانية لا يوجد مثلها في القرآن، تفسد صلاته. في قولهم: كما لو قرأ: "وإن الفجار لفي حميم"[الانفطار: 14] أو قرأ: {إن الذين ءامنوا وعملوا الصلحت} [البقرة: 277]
"الحسنات". وإن كان بينهما موافقة في المعنى إلا أن الثانية ليست في القرآن، بأن قرأ:"طعام الفاجر" مكان {طعام الأثيم (44)} [الدخان: 44] لا تفسد صلاته، في قول أبي حنيفة ومحمد - رحمهما الله تعالى -، وكذا لو قرأ:{إن إبراهيم لأياه حليم} [هود: 75]. وعن أبي يوسف - رحمه الله تعالى - فيه روايتان.
وإن كانت الكلمة الثانية في القرآن فهو على وجهين:
إما أن [تكون] موافقة للأولى في المعنى أو مخالفة. فإن كانت موافقة لا تفسد صلاته، في قولهم، كما لو قرأ:{الحكيم} مكان {العليم} أو ما أشبه ذلك.
وإن كانت مخالفة، كما لو قرأ:"وعدا علينا إن كنا غافلين" - مكان - {فعلين} [الأنبياء: 104]. أو قرأ: "الشيطان" بدل {الرحمن على العرش استوى (5)} [طه: 5] أو ما أشبه ذلك، أو ختم/ آية الرحمة بآية العذاب، أو على العكس، قال عامة المشايخ - رحمهم الله تعالى - تفسد صلاته في قول أبي حنيفة ومحمد - رحمهما الله تعالى -. وعن أبي يوسف فيه روايتان، والصحيح هو الفساد؛ لأنه أخبر بخلاف ما أخبر الله تعالى به.
ولو قرأ: {ألست بربكم} "قالوا نعم"[الأعراف: 172] قالوا: تفسد صلاته. وكذا لو قرأ: {وإذ قال إبرهيم رب أرني كيف تحي الموتى قال أولم تؤمن} "قال نعم"[البقرة: 260]، أو قرأ:{ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم ءايت ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا} "قالوا نعم"[الزمر: 71]، أو قرأ:{ويوم يعرض الذين كفروا على النار أليس هذا بالحق} "قالوا نعم"
[الأحقاف: 34] تفسد صلاته؛ لأن "بلى" إذا ذكرت عقيب النفي يراد به رد النفي والتصديق في الإثبات. و"نعم" يكون تصديقا في النفي. يقول الرجل ألم أعطك كذا؟ ألم أبعك هذا العبد [بألف؟ إن] قال: بلى، يكون ردا للنفي وتصديقا للإثبات، معناه: لا بل أعطيتني، ولا بل بعتني. وإذا قال نعم: يكون تصديقا في المنفي معناه: ما بعتني، ولا أعطيتني. فإذا اختلف المعنى اختلافا فاحشا تفسد صلاته.
قلت: سيأتي في بحث "الأدوات" تحقيق "نعم" و"بلى". و"نعم"- كما ذكره - تصديق للنفي و"بلى" تكذيب للنفي ورد له، غير أن الأمثلة المذكورة كلها إثبات لا نفي، و"نعم" و"بلى" يجاب بهما الإثبات، كما سيأتي تحقيقه في بحث الأدوات.
وإن أراد أن يقرأ كلمة فجرى على لسانه شطر كلمة [أخرى] فرجع وقرأ الأولى، أو ركع ولم يتم الشطران أو قرأ شطرا من كلمة لو أتمها تفسد صلاته، كما لو قرأ:{والتين والزيتون (1)} [التين: 1] ووقف، ثم ابتدأ:{لقد خلقنا الإنسن} [التين: 4] لا تفسد صلاته. وكذا لو قرأ: {إن الذين ءامنوا وعملوا الصلحت} [البينة: 7] ووقف، ثم قرأ:{أولئك هم شر البرية} [البينة: 7]. وإن لم يقف وقرأ موصولا إذا لم يغير الأولى
بالثانية كما لو قرأ: {إن الذين ءامنوا وعملوا الصلحت} [البينة: 7]، "فلهم جزاء الحسنى" أو قرأ:{وجوه يومئذ غبرة} [عبس: 40]، {أولئك هم الكفرة الفجرة (42)} [عبس: 42] لا تفسد صلاته. وإن تغير المعنى. ولو قرأ: "إن الأبرار لفي جحيم، وإن الفجار لفي نعيم"[الانفطار: 13، 14] أو قرأ: "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم شر البرية"[البينة: 7]، أو قرأ:"وجوه يومئذ عليها غبرة"[عبس: 40]"أولئك هم المؤمنون" تفسد صلاته؛ لأنه أخبر بخلاف ما أخبر الله تعالى [به]. وقال بعضهم: لا تفسد صلاته، لعموم البلوى، والأول أصح. وإن ترك كلمة من آية، إن لم يتغير المعنى، كما لو قرأ:{وما تدري نفس ماذا تكسب غدا} [لقمان: 34] وترك "ذا"، لا تفسد صلاته؛ لأنه يفهم به ما يفهم بدون الترك. وكذا لو قرأ:{ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم} [البقرة: 120]، وترك "من"، أو قرأ:"وجزاء سيئة مثلها"[الشورى: 40] ولم يذكر السيئة الثانية، لا تفسد صلاته. وإن تغير المعنى بترك كلمة، بأن قرأ:{فما لهم لا يؤمنون (20)} [الإنشقاق: 20]، وترك "لا". أو قرأ:"وإذا قرئ عليهم القرآن يسجدون"[الانشقاق: 21] وترك "لا". أو قرأ: "وإذا قرئ عليهم القرآن يسجدون"[الانشقاق: 21] وترك "لا" تفسد صلاته عند العامة؛ لأنه أخبر بخلاف ما أخبر الله تعالى به، ولو اعتقد ذلك يكفر، فإذا أخطأ تفسد صلاته، وقيل: لا تفسد؛ لأنه فيه بلوى وضرورة، والصحيح الأول.
فإن زاد كلمة في آية، فهذا على وجهين: إن كانت الزيادة في القرآن أو لم تكن: فإن كانت في القرآن ولم يتغير المعنى بأن قرأ: {لا تعبدون
إلا الله وبالوالدين إحسانا [وبرا] وذي القربى} [البقرة: 83]، أو قرأ:{إن الله كان غفورا رحيما [عليما]} ، {والله غفور رحيم [كريم]} [التحريم: 1]، أو قرأ:{وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز لحكيم [العليم]} [المائدة: 118] لا تفسد صلاته، في قولهم. وإن كانت [الزيادة] تغير المعنى، وهي موجودة في القرآن، مثل أن يقرأ:{من ءامن بالله واليوم الآخر/ وعمل صلحا [وكفر] فلهم أجرهم عند ربهم} [البقرة: 62] تفسد صلاته. أو قرأ: {والذين ءامنوا بالله ورسله - وكفروا - {أولئك سوف يؤتيهم أجورهم} [النساء: 152]. أو قرأ: {فأما من أعطى واتقى (5) - وكفر - وصدق بالحسنى (6)} [الليل: 6]. أو قرأ: {وأما من بخل واستغنى (8) / - وآمن - وكذب بالحسنى (9)} [الليل: 8 - 9] أو قرأ: {والذين كفروا وكذبوا بأياتنا - وآمنوا - أولئك أصحب النار} [التغابن: 10] لأنه لو تعمد ذلك يكفر، فإذا أخطأ تفسد صلاته.
وإن لم تكن الزيادة موجودة في القرآن، ويتغير بها المعنى بأن قرأ:{وأما ثمود فهدينهم - وعصيناهم - فاستحبوا العمى على الهدى} [فصلت: 17] تفسد صلاته؛ لأنه تغير فاحش لو تعمده يكفر، فإذا أخطأ تفسد صلاته. وهو الأصل في جنس هذه المسائل. وإن كانت الزيادة لا تغير المعنى بأن قرأ:{كلوا من ثمره إذا أثمر - واستحصد -} [الأنعام: 141]. أو قرأ: {فيها فكهة ونخل [وتفاح] ورمان} [الرحمن: 68] لا تفسد صلاته؛ لأنه ليس فيه تغيير للمعنى. بل هذه زيادة تشبه القرآن، وما يشبه القرآن لا يفسد الصلاة، مروي ذلك عن أبي حنيفة - رحمه الله تعالى -.
وإن ترك آية من سورة، وقد قرأ مقدار ما تجوز به الصلاة، جازت صلاته. وإن وصل في غير موضعه، أو فصل في غير موضعه فقد ذكرنا نحوه، وإن لم
يتغير المعنى تغيرا فاحشا، بأن وقف على الشرط، وابتدأ بالجزاء فقرأ:{إن الذين ءامنوا وعملوا الصلحت} [البينة: 7] ووقف، وابتدأ:{أولئك هم خير البرية} [البينة: 7] أو قال: {من عمل صلحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن} [النحل: 97] فوقف عليه، وابتدأ بقوله:{فلنحيينه حياة طيبة} [النحل: 97]، أو فصل بين الوصف والموصوف، بأن قرأ:{إنه كان عبدا} [الإسراء: 3] ووقف، ثم ابتدأ بقوله:{شكورا} [الإسراء: 3] فمثل هذا لا يحسن، ولا تفسد صلاته، وكذا لو فصل بين قوله:{ألا بذكر الله} {تطمئن القلوب} [الرعد: 28] لا تفسد صلاته، وإن كان لا يحسن هذا الوقف؛ لأن مواضع الوصل والفصل لا يعرفها إلا العلماء.
وإن تغير المعنى تغيرا فاحشا، نحو أن يقرأ:{الله لا إله} [البقرة: 255] ووقف، ثم ابتدأ بقوله:{إلا هو} ، أو قرأ:{وقالت اليهود} [التوبة: 30] ووقف، ثم بدأ بقوله:{عزير ابن الله} ونحو ذلك، قال عامة علمائنا - رحمهم الله تعالى -: لا تفسد صلاته، لما قلنا من المعنى، وقال بعضهم: تفسد.
وأما حكم التخفيف والتشديد، فقد ذكرنا فيه قول القاضي الإمام - رحمه الله تعالى -. ومن العلماء من قال: ترك التشديد إذا كان يغير تغييرا فاحشا كما لو قرأ: {وظللنا عليهم الغمم} [الأعراف: 160] بالتخفيف. وقرأ: {إن النفس لأمارة بالسوء} [يوسف: 53] بدون التشديد، أو شدد كاف {إياك نعبد} وكاف "إياك نستعين" [الفاتحة: 4] تفسد صلاته. وينبغي أن لا تفسد؛ لأنه زاد حرفا لا يغير المعنى، فلا تفسد صلاته، وكذا إذا شدد.
وأما ترك المد، إن لم يغير المعنى، كما في قوله تعالى:{إنا أنزلنا} [النساء: 105]، {إنا أعطينك الكوثر (1)} [الكوثر: 1] لا تفسد صلاته. وإن غير المغنى كما في قوله: {دعاء ونداء} [البقرة: 171]{وجزؤا} وما أشبه ذلك، اختلف المشايخ فيه حسب اختلافهم في ترك التشديد إذا غير المعنى، فإن كان الرجل ممن لا يحسن بعض الحروف، ينبغي أن يجتهد، ولا يعذر في ذلك، فإن كان لا نطلق لسانه في بعض الحروف إن لم يجد آية ليس فيها تلك الحروف تجوز صلاته ولا يؤم غيره، وكذا الرجل إذا كان لا يقف في مواضع الوقف، أو يتنحنح عند القراءة، لا يؤم غيره. وإن وجد آية لا يكون فيها تلك الحروف فقرأها جازت صلاته عند الكل. وإن قرأ الآية التي فيها تلك الحروف، قال بعضهم: لا تجوز صلاته. لأنه ترك القراءة مع القدرة عليها، بخلاف الأخرس إذا صلى وحده [حيث] تجوز صلاته، وإن كان [يقدر على أن يقتدي] بغيره؛ لأن ذلك قد يكون وقد لا يكون.
[ولو] قرأ في صلاته ما ليس في مصحف الإمام، نحو مصحف عبد الله بن مسعود - رضي الله تعالى عنه -، وأبي بن كعب - رضي الله
تعالى عنه -. إن لم يكن معناه في مصحف الإمام، ولم يكن ذلك ذكرا ولا تهليلا، تفسد صلاته؛ لأنه من كلام الناس. وإن كان معناه في مصحف الإمام تجوز صلاته في قياس قول أبي حنيفة ومحمد - رحمهما الله تعالى -، ولا تجوز في قياس قول أبي يوسف - رحمه الله تعالى -. أما عند أبي حنيفة فلأنه تجوز قراءة القرآن بأي لفظ كان. ومحمد - رحمه الله تعالى - يجوز لفظ العربية [و] لا يجوز بغيرها. ولا يقال كيف يجوز بقراءة عبد الله بن مسعود، ورسول الله صلى الله عليه وسلم رغبنا في قراءة القرآن بقراءته؟ لأنا نقول إنما لا تجوز الصلاة بما كان في مصحفه الأول؛ لأن ذلك قد انتسخ، وعبد الله بن مسعود رضي الله عنه أخذه بقراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول عمره، وأهل (الكوفة) أخذوا/ بقراءته الثانية، وهي قراءة عاصم، فإنما رغبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك القراءة. كذا ذكره الطحاوي.
ولو قرأ القرآن في صلاته بالألحان: إن غير الكلمة تفسد صلاته - كما عرف -. فإن كان ذلك في أحد حروف المد، واللين، وهي: الياء، والألف، والواو، ولا يغير المعنى إلا إذا فحش، وعند الشافعي -
رضي الله تعالى عنه - الخطأ في غير (الفاتحة) لا يفسد الصلاة؛ لأن عنده الكلام لا يقطع الصلاة إذا لم يكن تعمدا، وليس هذا بعمد؛ لأنه يريد قراءة القرآن. وإنما تفسد الصلاة بالخطأ في (الفاتحة)؛ لأن عنده لا تجوز الصلاة بدون (الفاتحة).
وإن قرأ بالألحان في غير الصلاة: اختلفوا في جوازه: وعامة المشايخ - رحمهم الله تعالى - كرهوا ذلك، وكرهوا الاستماع أيضا؛ لأنه تشبه بالفسقة في فسقهم. وكذا الترجيح في الأذان. انتهى. والله سبحانه وتعالى أعلم.