الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحكم الثالث: القلب:
وهو في الباء الموحدة فقط، نحو:{أنبئهم} [البقرة: 33]، {أن بورك} [النمل: 8]، {عليم بذات} [آل عمران: 119]، فاتفقوا على قلب النون الساكنة المتوسطة أو المتطرفة والتنوين [ميما] خالصة بإخفاءهما بغنة، عار عن الإدغام.
وليحترز القارئ عند اللفظ من كن الشفتين على الميم المقلوبة في اللفظ لئلا يتولد من كنهما غنة من الخيشوم، فليتلطف بسكون الميم، والله الموفق.
الحكم الرابع: الإخفاء:
وهو عند باقي حروف المعجم، وهو ما عدا حروف الإظهار والإدغام، [وحرف] الإقلاب وجملتها خمسة عشر حرفا، وهي:
القاف نحو: {ينقلب} [البقرة: 143]، {من قرار} [إبراهيم: 26]، {يتابع قبلتهم} [البقرة: 145].
والكاف: {أنكالا} [المزمل: 12]، {فمن كان} [البقرة: 184]، {كتب كريم} [النمل: 29].
والجيم: {أنجيتنا} [يونس: 22]، {وإن جنحوا} [الأنفال: 61]، {ولكل جعلنا} [النساء: 33].
والشين: {ينشئ} [العنكبوت: 20]، {فمن شهد} [البقرة: 185]، {غفور شكور} [فاطر: 30].
والضاد: {منضود} [هود: 82]، {من ضعف} [الروم: 54]، {وكلا ضربنا} [الفرقان: 39].
والطاء: {وما ينطق} [النجم: 3]، {من طين} [الأنعام: 2]، {صعيدا طيبا} [النساء: 43].
والدال: {عنده} [البقرة: 140]، {من دابة} [الأنعام: 38]، {عملا دون} [الأنبياء: 82].
والتاء: {كنتم} [البقرة: 23]، {ومن تاب} [هود: 112]، {جنات تجري} [البقرة: 25].
والصاد: {ينصركم} [آل عمران: 160]، {ولمن صبر} [الشورى: 43]، {عملا صالحا} [التوبة: 102].
والسين: {الإنسن} [النساء: 28]، {أن سيكون} [المزمل: 20]، {ورجلا سلما} [الزمر: 29].
والزاي: {ينزل} [سبأ: 2]، {من زوال} [إبراهيم: 44]، {نفسا زكيه} [الكهف: 40].
[والظاء]{انظر} [النساء: 50]، {من ظهير} [سبأ: 22]، {ظلا ظليلا} [النساء: 57].
والذال: {لينذر} [الكهف: 2]، {من ذهب} [الكهف: 31]، {ذرية وكيلا} [الإسراء: 2، 3].
والثاء: {الأنثى} [النجم: 21]، {فمن ثقلت} [الأعراف: 8]، {أزوجا ثلثة} [الواقعة: 7].
والفاء: {ينفق} [البقرة: 264]، {من فضله} [البقرة: 90]، {خالدا فيها} [النساء: 14].
فهذه حروف الإخفاء، وأمثلتها مرتبة على ترتيب المخارج./
واتفقوا على إخفاء النون الساكنة المتوسطة والمتطرفة، والتنوين عند هذه الحروف إخفاء يبقى معه صفة الغنة.
وإنما تعين الإخفاء لأن النون والتنوين لم يقربا من هذه الحروف كقربهما من حروف الإدغام فيدغمان فيهن، ولم يبعدا منهن كبعدهما من حروف الحلق فيظهران عندهن، فلذا تعين الإخفاء الذي هو حالة بين الإظهار والإدغام وإخفاؤهما على قدر قربهما منهن فكلما قوي التناسب بالمخرج أو الصفة قرب الإدغام، وكلما قل قرب [إلى] الإظهار، قاله الجعبري.
وهو معنى قول غيره: فما قربا منه [كان] عنده إخفاء، وما بعدا
عنه [كان عنده إظهار].
فإن قلت: ما الفرق بين المخفي والمدغم؟
أجيب بأن المدغم مشدد، والمخفي مخفف.
واتفقوا على أنه لا عمل للسان في النون والتنوين حالة الإخفاء كعمله فيهما مع ما يظهران عنده وما يدغمان فيه بغنة، وإنما يخرجان مع حروف الإخفاء من الخيشوم.
و[ليحترز القارئ] من المد قبل إخفاء النون، نحو:{إن كنتم} [البقرة: 23] لئلا يتولد منها واو فتصير كونتم.
وليحترز أيضا من تثقيل النون بإلصاق اللسان [فوق الثنايا العليا عند الإخفاء، فذلك خطأ، وطريق الخلاص منه تجافي اللسان] قليلا عن مخرج النون، والله أعلم.
وإن كان المدغم والمدغم فيه من كلمة فالحكم عام في الوصل والوقف.
وإن كانا من كلمتين فالحكم يختص بالوصل، وهذا عام في جميع نوعي الإدغام- الكبير والصغير- والله أعلم.
انتهى ملخصا من "لطائف الإشارات" للقسطلاني رحمه الله تعالى.