المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌النوع السادس والثمانونعلم حكم هاء الكناية - الزيادة والإحسان في علوم القرآن - جـ ٤

[محمد عقيلة]

فهرس الكتاب

- ‌النوع الحادي والثمانونعلم الإدغام والإظهاروالإخفاء والإقلاب

- ‌فأما المدغم من المتماثلي

- ‌تنبيهان:

- ‌ضوابط:

- ‌وأما الإدغام الصغير:

- ‌قاعدة:كل [حرفين] التقيا أولهما ساكن وكانا مثلين أو جنسين وجب إدغام الأول منها لغة وقراءة

- ‌فائدة:كره قوم الإدغام في القرآن، وعن حمزة أنه كرهه في الصلاة، فتحصلنا على أقوال ثلاثة

- ‌تتميم:

- ‌فالإظهار:

- ‌والإدغام:

- ‌والإقلاب:

- ‌والإخفاء:

- ‌النوع الثاني والثمانونفي علم الإمالة والفتح وما بينهما

- ‌فصل:وتفرد الكسائي دون حمزة بإمالة {أحياكم} [

- ‌فصل:وتفرد الكسائي أيضا في رواية الدوري بالإمالة في قوله: {وفي ءاذاننا} [

- ‌فصل.وتفرد حمزة بإمالة عشرة أفعال

- ‌فصل:وأمال أبو عمرو والكسائي في رواية الدوري كل ألف بعدها راء مجرورة هي لام الفعل

- ‌فصل:وأمال أبو عمرو والكسائي أيضا في رواية الدوري فتحة الكاف

- ‌فصل:وتفرد هشام بالإمالة في قوله تعالى: {ومشارب}

- ‌فصل:وكلما أميل في الوصل لعلة تعدم في الوقف

- ‌النوع الثالث والثمانونعلم المد والقصر

- ‌ لا بد للمد/ من شرط وسبب

- ‌والثاني- وهو سببه- يسمى موجبه

- ‌القسم الأول: اللفظي

- ‌تنبيه:

- ‌تنبيه:إجراء الطول والتوسط في المغيرة النقل إنما يتأتى حالة الوصل

- ‌تنبيه:قال في "النشر": القراءة في الوقف على نحو: {رءا القمر} [

- ‌القسم الثاني من سببي المد: السبب المعنوي

- ‌النوع الرابع والثمانونعلم تخفيف الهمز

- ‌النوع الخامس والثمانونفي أحكام النون الساكنة والتنوين

- ‌هو عند سيبويه والجمهور خمسة أقسام:

- ‌تمكين:

- ‌والعوض:

- ‌وعوض عن مضاف إليه:

- ‌وتنوين المقابلة:

- ‌وتنوين الترنم:

- ‌ أحكام النون الساكنة والتنوين أربعة:

- ‌الأول: الإظهار:

- ‌الحكم الثاني: في الإدغام:

- ‌الحكم الثالث: القلب:

- ‌الحكم الرابع: الإخفاء:

- ‌النوع السادس والثمانونعلم حكم هاء الكناية

- ‌النوع السابع والثمانونعلم أحكام الراءاتفي التفخيم والترقيق

- ‌فأما المفتوحة في أحوالها الثلاثة:

- ‌وأما الأصل المطرد:

- ‌النوع الثامن والثمانونعلم أحكام اللام تفخيما وترقيقا

- ‌النوع التاسع والثمانونعلم احكام ياءات الإضافة

- ‌النوع التسعونعلم ياءات الزوائد

- ‌النوع الحادي والتسعونعلم اختلاف القراءفي أوجه القراءات

- ‌النوع الثاني والتسعونعلم توجيه القراءات

- ‌المرسوم:

- ‌النوع الثالث والتسعونعلم قراءة النبي صلى الله عليه وسلم مما صح إسناده أو قارب الصحيح

- ‌النوع الرابع والتسعونعلم أحكام المصليإذا أخطأ في القراءة

- ‌النوع الخامس والتسعون"علم آيات الأحكام

- ‌سورة البقرة

- ‌سورة آل عمران

- ‌سورة النساء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعراف

- ‌سورة الأنفال

- ‌سورة التوبة

- ‌سورة هود

- ‌سورة الرعد

- ‌سورة النحل

- ‌سورة الإسراء

- ‌سورة الكهف

- ‌سورة طه

- ‌سورة الحج

- ‌سورة المؤمنون

- ‌سورة النور

- ‌سورة الفرقان

- ‌سورة الشعراء

- ‌سورة القصص

- ‌سورة العنكبوت

- ‌سورة الروم

- ‌سورة لقمان

- ‌سورة الأحزاب

- ‌سورة ص

- ‌سورة فصلت

- ‌سورة الشورى

- ‌سورة الأحقاف

- ‌سورة محمد

- ‌سورة الفتح

- ‌سورة الحجرات

- ‌سورة ق

- ‌سورة الذاريات

- ‌سورة الطور

- ‌سورة النجم

- ‌سورة الرحمن

- ‌سورة الواقعة

- ‌سورة الحديد

- ‌سورة المجادلة

- ‌سورة الحشر

- ‌سورة الممتحنة

- ‌سورة الصف

- ‌سورة الجمعة

- ‌سورة المنافقون

- ‌سورة التغابن

- ‌سورة الطلاق

- ‌سورة التحريم

- ‌سورة المعارج

- ‌سورة المزمل

- ‌سورة المدثر

- ‌سورة الإنسان

- ‌سورة المطففين

- ‌سورة الإنشقاق

- ‌سورة البلد

- ‌سورة الضحى

- ‌سورة البينة

- ‌سورة الماعون

الفصل: ‌النوع السادس والثمانونعلم حكم هاء الكناية

‌النوع السادس والثمانون

علم حكم هاء الكناية

ص: 99

النوع السادس والثمانون

علم حكم هاء الكناية

ولم يفرد هذا النوع الحافظ السيوطي- رحمه الله تعالى- في "الإتقان".

قال الحافظ القسطلاني- رحمه الله تعالى- في كتابه "لطائف الإشارات": ذكروا هذا النوع بعد الإدغام؛ لأنه أول أصل اختلف فيه وقع بعد الإدغام الواقع في الفاتحة، وهو {فيه هدى} [البقر: 2].

ويسميها البصريون ضميرا، وهو اسم مبني لشبه [الحرف] وضعا وافتقارا على حركة لتوحيده وكانت ضمة تقوية لها، ووصلت لخفائها وانفرادها، وكانت المدة واوا اتباعا وكسرت الهاء مع الكسرة [والياء] مجانسة فصارت الصلة ياء لذلك، وفتحت للمؤنث فصارت ألفا، وحذفت الصلة وقفا وتخفيفا، وبقيت الألف في المؤنث للدلالة على الفرعية. وتأتي باعتبار طرفيها على أربعة أقسام:

الأول: أن تقع بين متحركين نحو: {إنه هو} [البقرة: 37]، {قال له صاحبه} [الكهف: 37]، و {يضل به كثيرا} [البقرة: 26]، {فى ربه [أن

ص: 100

ءاتىه الله الملك إذ قال} [البقرة: 258].

ولا خلاف في صلتها بعد الضم بواو وبعد الكسر بياء لأنه حرف خفي.

القسم الثاني: أن تقع بين ساكنين نحو: {وءاتينه الإنجيل} [المائدة: 46]، و {فيه القرءان} [البقرة: 185].

القسم الثالث: أن تقع بين متحرك وساكن نحو: {قوله الحق} [الأنعام: 73]، و {له الملك} [البقرة: 247]، و {فقد نصره الله} [التوبة: 40]، و {ومن ءايته اليل} [فصلت: 37]، و {على عبده الكتب} [الكهف: 1].

وهذان القسمان لا خلاف في عدم الصلة فيهما لأجل الجمع بين الساكنين على غير حدهما إلا} لأهله امكثوا} [طه: 10]، و {عليه الله} [الفتح: 10].

القسم الرابع: أن يقع بين ساكن ومتحرك نحو: {عقلوه وهم يعلمون} [البقرة: 75]، و {فيه هدى} [البقرة: 2]. وهذا القسم مختلف فيه، فابن كثير يصل الهاء بياء في الوصل إن كان الساكن قبل الهاء ياء، نحو:{فيه هدى} ، وبواو إن كان الساكن غيرها، نحو:{خذوه فغلوه (30)} [الحاقة: 30]، و {اجتبه وهده} [النحل: 121] على الأصل/ ووافقه ابن محيصن.

وقرأ حفص: {فيه مهانا} [69] بـ (الفرقان) بالصلة وفاقا للمكيين

ص: 101

للجمع بين اللغتين، وقيل: قصد بهما مد الصوت تسميعا بحال العاصي، وقرأ الباقون بكسر الهاء بعد الياء، وضمها بعد غيرها مع حذف الصلة لأجل التخفيف، إلا أن حفصا ضمها في} أنسنيه إلا الشيطن} [63] بـ (الكهف)، وكذا} عهد عليه الله} بـ (الفتح)[10]، ووافقه ابن محيصن في موضع الفتح، وهو من القسم الثالث، وزاد ضم كل هاء ضمير مكسورة قبلها كسرة، وياء ساكنة إذا وقع بعدها ساكن، نحو:{به انظر} [الأنعام: 46]، {يهدى به الله} [المائدة: 16]، وقرأ الأصبهاني عن ورش بضم} به انظر}، وقد وجهوا حذف الصلة الجمهور بأن الهاء خفية يضعف حجزها فحذفت الصلة لتوهم التقاء الساكنين، وهو قول سيبويه كما ذكره الجعبري، وقيل: تخفيفا اجتزاء بالكسرة قبلها.

وقد استثنوا من القسم الأول حروفا، خالف بعض القراء أصله فيها، وجملتها اثنا عشر حرفا:

منها: أربعة أحرف في سبعة مواضع، وهو} يؤده إليك}، و {لا يؤده إليك} [75] بـ (آل عمران)، و {نؤته منها} [آل عمران: 145] فيها أيضا، أثنان، وثالث في (الشورى)} نؤته منها} [20]، و {نوله}

ص: 102

و} نصله} [115] في (النساء)، فسكن هذه الأربعة في السبعة مواضع أبو عمرو وهشام من طريق [الداجوني] وأبو بكر وحمزة وكذلك عيسى بن وردان من طريق النهراوني عن ابن شبيب، وأبي بكر بن هارون كلاهما عن الفضل عنه، وابن جماز من طريق الهاشمي، ووافقهم الحسن والأعمش.

وقرأ قالون وهشام من طريق الحلواني بخلاف عنه، وابن ذكوان من أكثر طرق الصوري، وكذا يعقوب وابن جماز من طريق الدوري وابن وردان من باقي طرقه باختلاس كسرة الهاء.

وقرأ الباقون بإشباع الكسر، ووافقهم اليزيدي، وبه قرأ هشام في وجهه الثاني من طريق الحلواني، وعليه أكثر المؤلفين عنه وهو الثاني لابن

ص: 103

ذكوان أيضا. وقد تلخص من هذا أن لهشام في هذه الأربعة ثلاثة أوجه: الإسكان والصلة والاختلاس، ولأبي جعفر وجهين: الإسكان والاختلاس.

ومنها: {يأته مؤمنا} [75] بـ (طه)، فقرأ بالإسكان السوسي بخلاف عنه، وهو في "الشاطبية" كالداني من جميع طرقه وفاقا لسائر المغاربة، وبالصلة رواه صاحب "العنوان" وابن سوار وابن مهران وفاقا لسائر العراقيين، ونص على الوجهين عنه معا المهدودي في "هدايته"/ ووافقه اليزيدي بخلاف - أيضا - وقرأ قالون وكذا ابن وردان ورويس بوجهين: بكسر الهاء مع حذف الصلة، ومع إثباتها، فحذفها لقالون قرأ به الداني على أبي الحسن، وهو طريق ابن مهران [والعلاف والشناي عن أبي بويان، وطريق صالح بن إدريس عن أبي نشيط، وذكره في التجريد والتبصرة وغيرها، وهو لابن وردان من طريق هبة الله ابن جعفر، وابن العلاف، وابن مهران] عن أصحابهم عن الفضل، ولرويس من طريق العراقيين أجمعين. والإثبات لقالون قرأ به الداني على أبي الفتح ولم يذكر في جامعه عن الحلواني غيره، وهو طريق إبراهيم الطبري،

ص: 104

و [غلام] الهراس عن ابن بويان، وطريق جعفر بن محمد عن الحلواني، والوجهان عند "الشاطبية" كأصلها، وهو لابن وردان عند النهرواني وابن هارون من جميع طرقهما. ولرويس من رواية طاهر بن غلبون والداني من طريقيه وفاقا لسائر المغاربة. وقرأ الباقون وهم: ورش، وابن كثير، والدوري، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وكذا ابن جماز، وروح، وخلف بإثبات الصلة، ووافقهم/ ابن محيصن والحسن والأعمش.

ومنها: {ويتقه} في (النور)[52] فقرأه قالون. وحفص، وكذا يعقوب بكسر الهاء من غير إشباع. وقرأ أبو عمرو وهشام من طريق الباجوني، وأبو بكر وكذا ابن وردان من طريق الرازي وهبة الله بإسكان الهاء، ووافقهم اليزيدي، والحسن، والأعمش على الإسكان وجها واحدا. واختلف عن هشام من طريق الحلواني، وعن ابن ذكوان، وخلاد، وكذا عن ابن جماز وابن وردان. فاما الحلواني عن هشام فروى حذف الصلة ابن عبدان وابن مجاهد عن الجمال، وبه قرأ الداني على فارس وليس في "التيسير" غيره، وروى النقاش، وأحمد الداري وابن شنبوذ جميع طرقهم عن الجمال بإشباع الكسرة، والوجهان له في الحرز، وأما ابن ذكوان فالأكثر من طريق

ص: 105

الصوري على حذف الصلة، وروى عنه زيد من طريق أبي العز وغيره إثباتها، ورواه الأخفش من جميع طرقه، وأما خلاد فأخذ له بالإسكان ابن مهران وابن سوار وفاقا لسائر العراقيين، وبه قرأ الداني على أبي الفتح، ونص له على الصلة صاحب "العنوان" و"التلخيص" وفاقا لسائر المغاربة، والوجهان له في "الحرز" كأصله، وأما ابن وردان فروى الإسكان عنه النهرواني وابن هارون الرازي وهبة الله، وروى الإشباع عنه ابن مهران، والعلاف، والوراق، وأما ابن جماز فروى عنه الإشباع الهاشمي من طريق رزين، وروى عنه الدوري والهاشمي من طريق الجمال القصر، وقرأ الباقون بالإشباع وكلهم كسر القاف إلا حفص فإنه سكنها حملا للمنفصل على المتصل فإنهم يسكنون عين فعل فيقولون: كبد وكتف في كبد وكتف، فهي كلمة واحدة، ثم أجروا ما أشبه ذلك من المنفصل مجرى المتصل كقوله:

قالت سليمي اشتر لنا سويقا ................

ص: 106

يريد: اشترى لنا.

وقول مكي: كان يجب على من أسكن القاف أن يضم الهاء؛ لأن هاء الكناية إذا سكن ما قبلها ولم يكن الساكن ياء ضمت، نحو:(منه) و (عنه)، ولكن لما كان سكون القاف عارضا لم يعتد به وأبقى الهاء على كسرتها بسكونها التي كانت عليها مع كسر القاف ولم يصلها بياء، لأن الياء المحذوفة قبل الهاء منوية فبقى الحذف الذي في الياء قبل الهاء على أصله. تعقبه الشاطبي _ كما نقله في الدر _ فقال: تعليله حذف الصلة بأن الياء المحذوفة قبل الهاء مقدرة منوية

إلى آخره غير مستقيم من قبل أنه قرأ: "يؤدهي"[آل عمران: 75] وشبهه بالصلة، ولو كان يعتبر ما قاله من تقدير الياء قبل الهاء لم يصلها. انتهى.

قال أبو عبدالله الفاريس [شارح] قصيدته هو وإن قرأ:

ص: 107

"يؤدهي" وشبهه بالصلة فإنه قرأ: {يرضه} [الزمر: 7] بغير صلة فألحق مكي تبعه بـ {يرضه} ، وجعله مما خرج فيه عن نظائره لاتباع الأثر والجمع بين اللغتين، ويرجح ذلك عنده لأن اللفظ عليه، ولما كانت القاف في حكم المكسورة بدليل كسر الهاء بعدها صار كأنه "يتقه" بكسر القاف والهاء من غير صلة، كقراءة قالون وهشام في أحد وجهيه، فعلله بما يعلل به قراءتهما، والشاطبي ترجح عنده حمله على الأكثر مما قرأ به لا على ما قل، فاقتضى تعليله بما ذكر. انتهى.

ومنها: {فألقه إليهم} [28] في (النمل)، فقرأه قالون وابن ذكوان من أكثر طرق الصوري، وكذا يعقوب وابن جماز من طريق الدوري، وابن وردان من غير طريق النهرواني بكسر الهاء من غير إشباع إجراء على الأصل/ قبل حذف اللام، إذ لو تثبت لم توصل عنده. وقرأ أبو عمرو، وهشام، وعاصم من طريق الداجوني، وكذا ابن وردان من طريق النهراوني، وابن جماز من طريق الهاشمي بإسكان الهاء؛ لأنها لما حذفت اللام وحلت الهاء موضعها سكنت. ووافقهم اليزيدي، والحسن، والأعمش من غير خلاف، واختلف عن الحلواني عن هشام في الاختلاس. وقرأ الباقون بإشباع الكسر، وبه قرأ الحلواني في الوجه الثاني جمعا بين اللغتين، فيصير لهشام ثلاثة أوجه: الإسكان والاختلاس والإشباع.

ومنها: {يرضه لكم} [7] في (الزمر)، فقرأه نافع، وحفص، وحمزة، وكذا يعقوب بضم الهاء من غير صلة، ووافقهم الأعمش. واختلف فيه عن

ص: 108

ابن ذكوان، وكذا ابن وردان، فحذف الصلة لابن ذكوان من رواية الصوري والنقاش عنه الأخفش إلا من طريق الداني وابن الفحام، وهو لابن وردان من رواية ابن العلاف، وابن مهران، والخبازي، والوراق عن أصحابهم، وروى الإشباع عن ابن ذكوان ابن الأخرم عن الأخفش من جميع طرقه إلا المبهج، ولم يذكر في "العنوان" و"التذكرة" وفاقا لسائر المصريين والمغاربة عنه غيره، وهو لابن وردان من رواية ابن/ هارون الرازي وهبة الله بن جعفر، والنهرواني عن أصحابهم عنه.

وقرأه السوسي بالإسكان، ووافقه الحسن، واختلف فيه عن الدوري، وهشام، وأبي بكر، وكذا عن ابن جماز، ووافقهم اليزيدي، فالإسكان للدروي رواه أبو الزعراء من طريق ابن المعدل، وابن فرج من طريق المطوعي عنه. ولم يذكر في "العنوان" غيره، وهو لهشام في "الشاطبية"

ص: 109

كـ"التيسير" من قراءته على أبي الفتح [لكن تعقبه في "النشر" بان ظاهره أن يكون من طريق ابن عبدان، والذي في "جامع البيان" أنه من قراءاته على أبي الفتح] عن عبد الباقي بن الحسن الخراساني، عن أبي الحسن بن خليع، عن مسلم بن عبيد الله بن محمد، عن أبيه، عن الحلواني، وليس عبيدالله هذا من طرقهما، ثم نفى وجدانه رواية الإسكان لهشام بعد التتبع إلا من غير طرق نشره، ثم قال: وفي ثبوته عن الداجوني عندي نظر، ولولا شهرته عن هشام وصحته في نفس الأمر لم نذكره. انتهى. وهو _ أعني الإسكان _ لأبي بكر من رواية يحيي بن آدم من طريق [أبي]

ص: 110

حمدون، ولابن جماز عند الهاشمي من غير طريق الأشناني. وروى الصلة عن الدوري: ابن مجاهد، عن أبي الزعراء، وزيد بن أبي بلال عن ابن فرح من [غير] طريق القطان والحمامي، ولم يذكر في "التلخيص"، و"التبصرة"، و"الهداية" وفاقا لسائر المصريين والمغاربة عنه غيره، وفي "الشاطبية" كظاهر "التيسير" الوجهان له، وهي لابن جماز من رواية الدوري عنه، والأشناني عن الهاشمي، وروى الاختلاس عن هشام سائر الرواة، واتفق عليه سائر أهل الأمصار في جميع مصنفاتهم. وهو لأبي بكر من رواية العليمي، وابن آدم من طريق شعيب سوى ابن خيرون عند، والوجهان عنده في "العنوان"، وقرأ الباقون بالإشباع، وبه قرأ الدوري وابن ذكوان، وكذا ابن جماز، وابن وردان في وجههم الثاني، ووافقهم ابن محيصن واليزيدي في أحد وجهيه. فتلخص أن لكل من الدوري وابن جماز وجهان: الإسكان والإشباع، ووافقهم اليزيدي، ولكل من هشام وأبي بكر وجهان: الإسكان والاختلاس. ولكل من ابن ذكوان وابن وردان وجهان:

ص: 111

الاختلاس والإشباع. انتهى ملخصا.

منها: {أرجه} في (الأعراف)[111] و (الشعراء)[36]. فقراءه قالون، وابن ذكوان، وكذا ابن وردان من طريق ابن هارون/ عن الفضل وهبة الله بن جعفر من طرقه بكسر الهاء من غير صلة فيهما. وقرأ ورش والكسائي، وكذا ابن جماز وابن وردان من طريق ابن شبيب عن الفضل وخلف بكسر الهاء مع الصلة، وقرأ ابن كثير وهشام من طريق الحلواني بضم الهاء مع الصلة، ووافقهما ابن محيصن، وقرأ أبو عمرو والداجوني عن هشام وأبي بكر من طريق أبي حمدون ونفطويه عن [الصريفيني] كلاهما عن يحيي عنه، وكذا يعقوب بضم الهاء من غير صلة، ووافقهم اليزيدي والحسن. وقرأ عاصم من غير طريق [أبي] حمدون، ونفطويه، وحمزة والحسن. وقرأ عاصم من غير طريق [أبي] حمدون، ونفطويه، وحمزة بإسكان الهاء، ووافقهم الأعمش.

ومنها: {أن لم يره} [7] في سورة (البلد)، و {خيرا يره} و {شرا

ص: 112

يره} [8، 7] في (الزلزلة). فأما موضع البلد فقراءه هشام من طريق الداجواني بالإسكان، وقراءة ابن وردان ويعقوب بخلاف عنهما بالكسر من غير إشباع، [وقرأه] الباقون بالإشباع، وبه قرأ هشام من طريق الحلواني، وكذا ابن وردان ويعقوب في وجهيهما الثاني، وهو الذي رواه الجمهور عن روح.

وأما موضعي الزلزلة فقرأهما هشام من جميع طرقه، وكذا ابن وردان من طريق النهرواني، عن ابن شبيب، عن الفضل بالإسكان. وقرأ يعقوب بخلاف عنه، وابن وردان من طريق النهرواني والعلاف عن ابن شبيب بكسر الهاء من غير إشباع. وقرأ الباقون بالإشباع، وبه قرأ يعقوب في الوجه الثاني، وابن وردان من باقي طرقه في الوجه الثالث، وفي "المستنير" و "الإرشاد" تخصيص رويس بالإشباع، وروح بالاختلاس، وصححوا كلا الوجهين عن يعقوب.

ومنها: {بيده} موضعي (البقرة): و {أو يعفوا الذى بيده عقدة النكاح} [237]، {إلا من اغترف غرفة بيده} [249]، وموضع المؤمنين:{قل من بيده ملكوت كل شئ} [88]، وموضع (يس):{بيده ملكوت كل شئ} [83]، فقرأه رويس باختلاس كسرة الهاء في الأربعة، وقرأ الباقون بالإشباع فيها.

ومنها: {ترزقانه} [37] في (يوسف) فقرأه قالون، وكذا ابن وردان بخلاف عنهما باختلاس كسرة الهاء، وهو الذي في "كفاية" أبي العز،

ص: 113

و"غاية" أبي العلاء عن أبي نشيط عن قالون، ورواه الطبري عن الحلواني، ورواه أبو بكر بن هارون الرازي عن ابن وردان، وقرأ الباقون بالإشباع، وبه قرأ قالون من الطريقين كما رواه سائر الرواة، وهو الذي لم يذكر المغاربة غيره، وكذا رواه سائرهم عن ابن وردان.

ومن ذلك: {لمن خشي ربه} [البينة: 8] في حالة الوصل بالبسملة قراءة قالون من طريق أبي نشيط باختلاس ضمة الهاء فيما انفرد به أبو بكر الخياط من طريق أبي نشيط كما حكاه الهمداني عنه.

ومما استثنوه من القسم الثاني وهو الذي وقعت الهاء فيه بين الساكنين {فأنت عنه تلهى (10)} [عبس: 10] في رواية تشديد التاء من {تلهى} عن البزي، ووافقه ابن محيصن في أحد وجهيه فإنهما يقرآنه بواو الصلة بين الهاء والتاء، ويمدان لالتقاء الساكنين.

ومما استثنوه _ أيضا_ من القسم الثالث، وهو ما وقعت الهاء فيه بين متحرك وساكن حرفان:

أحدهما: {يأتيكم به انظر كيف} [46] بـ (الأنعام)، فقرأه ورش من طريق الأصبهاني بضم الهاء، ووافقه ابن محيصن، [وقرأه] الباقون بكسرها، وبه قرأ ورش من طريق الأزرق.

الثاني: {لأهله امكثوا} في (طه)[10] و (القصص)[29]، فقراءه حمزة بضم الهاء فيهما، ووافقه ابن محيصن والأعمش، والباقون بالكسر فيهما.

انتهى والله الموفق.

ص: 114