الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بعده همز أو ساكن عند من رأى ذلك، والإجماع أنهما سبب الفرعي، وأيضا، فهو يتكلم على قول الشاطبي:
وإن تسكن اليا بين فتح وهمزة .....................................
وليس كلام الشاطبي إلا في الفرع؛ بل أقول: إن كلام أبي شامة تصريح بأن حرفي اللين ممدودان مدة قدر حرف المد، وذلك أنه قال في الانتصار لمذهب الجماعة على ورش في قصر اللين وهنا لما لم يكن فيهما مد كان القصر عن يسير يصيران به على لفظهما إذا كانت حركتهما مجانسة، فقوله: على لفظهما، دليل المساواة، وعلى هذا فهو بريء مما فهمه السائل من كلامه، وهذا مما لا ينكره عاقل. انتهى.
وإذا تقرر هذا، فاعلم أنه
لا بد للمد/ من شرط وسبب
،
فالأول حرفه،
والثاني- وهو سببه- يسمى موجبه
،
وهو إما لفظي أو معنوي.
القسم الأول: اللفظي
و[هو] نوعان، لأنه إما همز أو سكون، والأول إما متقدم على
حروف المد أو متأخر، والثاني إما متصل مع حرف المد في كلمة واحدة أو منفصل.
فالأول: نحو: {أولئك} [البقرة: 5]] و {جاءك} [{أولياء} [آل عمران: 28]{السوأى} [الروم: 10]، {من سوء} [آل عمران: 30]، و {لم يمسسهم سوء} [آل عمران: 174]، و {سيء} [هود: 77]، وعند {بيوت النبي} [الأحزاب: 53]، عند من همز، فاتفق الأئمة على مده وعدم قصره اعتبارا بأثر الهمز، وهو معنى قوله في التيسير: لا خلاف بينهم في تمكين المد زيادة، وهو زيادة المد المسمى في الاصطلاح المد الفرعي، لأن حرف المد ضعيف خفي، والهمز قوي صعب، فزيدوا في المد تقوية للضعيف عند مجاورة القوي، وقيل: ليتمكن من اللفظ بالهمز على حقها.
وفي المعجم الكبير للطبراني بإسناد رجاله ثقات- كما في
النشر- عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رجلا كان يقرأ عليه: {إنما الصدقت للفقراء والمسكين} [التوبة: 60]، فقال ابن مسعود: ما هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كيف أقرأكها يا أبا عبد الرحمن؟ قال: "أقرأنيها {إنما الصدقات للفقراء والمساكين} فمدها". فهذا نص صريح في لزومه مد المتصل، وأجمع عليه أئمة القراء، لا يعرف منهم خلاف في ذلك، حتى إن إمام المتأخرين في هذا الفن شيخ مشايخنا الشيخ ابن الجزري قال: تتبعت قصر المتصل فلم أجده في قراءة صحيحة ولا شاذة.
نعم، اختلفوا في تفاوت الزيادة في المراتب مراعاة لسنن القراءة على قدر مراتب القراء في التحقيق والحذر وغيرهما، ونصوص النقلة فيها مختلفة، بعضهم صرح بمده قدرا واحدا مشبعا من غير إفراط، وفاقا لما اتفق عليه أكثر العراقيين، وكثير من المغاربة، وبعضهم صرح بتفاوته، واختلف/ القائلون بالتفاوت على كم مرتبة هو؟ والذي ذهب إليه الداني، وطاهر
ابن غلبون، وابن الباذش، وابن بليمة إلى أنه أربع مراتب:
فالأولى: لحمزة وورش من طريق الأزرق، وابن ذكوان من طريق الأخفش عند العراقيين، ووافقهم الشنبوذي عن الأعمش.
والثانية: لعاصم.
والثالثة: لابن عامر والكسائي، وكذا خلف، ووافقهم المطوعي عن الأعمش.
والرابعة: لقالون وورش من طريق الأصبهاني، وابن كثير وأبي عمرو، وكذا أبو جعفر ويعقوب، ووافقهم ابن محيصن، و [اليزيدي]، والحسن، وليس دون هذه المرتبة إلا قصر المنفصل.
وذهب آخرون كالأهوازي وابن مهران إلى أن مراتبه ثلاثة: وسطى، وفوقها، ودونها.
وآخرون إلى: أنه مرتبتان، طولى لحمزة ومن معه، ووسطى
للباقين، وبذلك كان يقرئ الشاطبي ويأخذ، كما حكاه عنه تلميذه السخاوي، وعلل عدوله عن المراتب الأربعة بأنه لا يتحقق، ولا يمكن الإتيان بها كل مرة على قدر السابقة. وتعقبه الجعبري بأن عبارة الشاطبي مطلقة تحتمل التفاوت والتسوية، ولفظه:
إذا ألف أو ياؤها بعد كسرة أو الواو ع ن ضم لقي الهمز طولا
فحمل هذا على أنه كان يقرئ بخلاف ما عليه "التيسير" وسائر النقلة، ولعله استأثر بنقله، وقوله: إن المراتب لا تتحقق
…
إلى آخره، فكذلك مدتاه، فالأولى حمل قوله على رأيه في البحث لا روايته توفيقا. انتهى.
وهذا الذي نقله عنه السخاوي، روي عن ابن مجاهد، والطرسوسي، وأبي الطاهر بن خلف، وغيرهم، فقول الجعبري أنه خلاف ما عليه سائر النقلة غير مسلم، والله أعلم.
وإن كان الهمز منفصلا عن حرف المد بأن وقع سابقهما آخر كلمة، ولاحقهما أول التالية نحو:{بما أنزل} [البقرة: 90]، {قالوا ءامنا} [البقرة: 14]، و {وأمره إلى الله} [البقرة: 275]، {به إلا الفاسقين} [البقرة: 26]، و {عليهم ءأنذرتهم أم لم} [البقرة: 6] عند من وصل الميم، و {لمن خشى
ربه} [البينة: 8]، {إذا زلزلت الأرض} [الزلزلة: 1] عمن وصل بين السورتين، ونحو:{اتبعون أهدكم} [غافر: 38] عند من يثبت الياء. واختلف في مده فقرأه ابن كثير وكذا أبو جعفر بالقصر فقط، ووافقهما ابن محيص والحسن.
واختلف فيه عن قالون من طريقه، وورش من طريق الأصبهاني، وعن أبي عمرو من روايته، وهشام وحفص من طريق [زرعان] عن عمرو عنه، وكذا يعقوب، ووافقهم اليزيدي.
وطريق صاحب "التيسير"، وابن سفيان، ومكي، وغيرهم من المغاربة أن المد للدوري وكذلك لقالون، لكن نص في "التيسير" على الخلاف لأبي نشيط عنه.
وبالقصر قرأ على أبي الفتح، وبالمد على أبي الحسن. وخص بعضهم مد قالون بأبي نشيط، والقصر بالحلواني.