الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بعضهم تفخيم الأول بحرف الاستعلاء مع ضعف السبب فيه. وعورض {بقنطار} [آل عمران: 75] المرقق، وأجيب بأن ما ثبت على خلاف الدليل لا يقاس عليه، وانفتاح حرف الاستعلاء مع ضعف السبب فيه وتمكنه في "قنطار"، وعن {على سرر} بان المفتوحة أنسب بالمكسورة من المضمومة، وذهب آخرون إلى تفخيم/ {بشرر} كالمهدوي، وابن بليمة، وصاحب "العنوان"، وابن سفيان، واتفق هؤلاء على تفخيمه في الوقف، أما الراء الثانية فسيأتي أنه إذا وقف على المكسورة بـ (الروم) ترقق مع تفخيم الأولى، وإذا وقف بالسكون فخم إلا أن ينكسر ما قبلها، أو يرقق، أو تكون ساكنة، فهذه بعد مرقق، فترقق الأولى وصلا لتناسب المجاور لها، وهي الراء الثانية، فهو ترقيق لترقيق كالإمالة للإمالة، واستصحت ترقيقها وقفا لأن ذهاب الكسرة عارض كالإمالة، ورققت الثانية وقفا لمجاورة الأولى فلما اكتسبت الراء الأولى الترقيق من الثانية اكتسبت الثانية وقفا الترقيق من الأولى.
وأما الأصل المطرد:
فهو أنه اختلف عنه فيما وقع من أقسام الراء المفتوحة بأنواعها المذكورة منونا، وهو أقسام:
الأول: أن تكون الراء بعد كسرة مجاورة، وهو في ثمانية عشر حرفا {شاكرا} [النساء: 147]، و {صابرا} [الكهف: 69]، و {ناصرا} [الجن: 24]، و {سمرا} [المؤمنون: 67]، و {ذاكرا} ، و {حاضرا} [الكهف: 49]، و {طائر} [الأنعام: 38]، و {عاقرا} [مريم: 5]، و {مدبرا} [النمل: 10]، و {ظهرا} [الكهف: 22]، و {مبصرا} [يونس: 67]، و {فاجرا} [نوح: 27]، و {سرا} [البقرة: 235]، و {مستقرا} [الفرقان: 24].
الثالث: أن [تكون] الراء بعد ياء ساكنة، ويكون حرف مد ولين.
ومنه ما يكون على وزن (فعيلا)، وهو {قديرا} [النساء: 133]، و {خبيرا} [النساء: 35]، و {كبيرا} [البقرة: 282]، و {بشيرا} [البقرة: 119]، و {بصيرا} [النساء: 58]، و {وزيرا} [طه: 29]، و {عسيرا} [الفرقان: 26]، و {نذيرا} [البقرة: 119]، و {صغيرا} [البقرة: 282]، و {وحريرا} [الإنسان: 12]، و {وأسيرا} [الإنسان: 8]، و {كثيرا} [البقرة: 26] اثنا عشر حرفا.
ومنه ما يكون على غير ذلك، وهو {تقديرا} [الفرقان: 2]، و {تطهيرا} [الأحزاب: 33]، و {تبذيرا} [الإسراء: 26]، و {تفجيرا} [الإسراء: 91]، و {تكبيرا} [الإسراء: 111]، و {تتبيرا} [الإسراء: 7]، و {تدميرا}
[الإسرا: 16]، و {تفسيرا} [الفرقان: 33]، و {قواريرا} [الإنسان: 15]، و {قمطريرا} [الإنسان: 10]، و {مستطيرا} [الإنسان: 7]، و {زمهريرا} [الإنسان: 13]، و {منيرا} [الفرقان: 61].
ومنه/ ما يكون بعد حرف لين، في ثلاثة:{سيرا} [الطور: 10]، و {طيرا} [آل عمران: 49]، و {خيرا} [البقرة: 158].
فمنهم من رقق الراء في هذه الأقسام مطلقا في الحالين على القياس كصاحب "التذكرة"، و"العنوان"، و"التلخيص"، وبه قرأ الداني على [أبي] الحسن.
ومنهم من استثنى ذلك ففخمه وصلا ووقفا من أجل التوين اللاحق له، كالهذلي أبي الطيب، وابن غلبون، وغيرهما.
ومنهم من أخذ في ذلك بالتفصيل كالداني، والشاطبي، وأبي الفتح، والخاقاني، وابن بليمة، ومكي، وابن الفخام، فخموا ما كان بعد ساكن صحيح مظهر في الثمانية المذكورة وفاقا للجمهور.
واتفقوا على ترقيق الحرفين المدغمين {سرا} [البقرة: 235]، و {مستقرا} [الفرقان: 24] لذهاب الفاصل لفظا، ومن هؤلاء من استثنى من
هؤلاء الكلمات الثمانية {وجهرا} [النحل: 75] فرققه كابن سفيان، وابن شريح، والمهدوي، وعللوه بخفاء الهاء، ولم يستثنه الشاطبي كالداني وغيره ففخموه، وذكر الوجهين فيه مكي، وذهب آخرون منهم طاهر بن غلبون وغيره غلى ترقيق {ذكرا} [البقرة: 200] لوجود السبب وارتفاع المانع، ومن ثم قال الداني: أقيس، وبه قرأ طاهر، إلا:{مصرا} [البقرة: 61]، و {إصرا} [البقرة: 286]، و {قطرا} [الكهف: 96]، و {وقرا} [الذاريات: 2] لأجل حرف الاستعلاء.
وذهب الجعبري كأبي شامة إلى التسوية في التفخيم بين ذكر المفتوح وذكر المضموم وتمحل في الكنز لإخراج ذلك من كلام الحرز، فقال: ومثال الناظم دال على العموم، و {ذكر مبارك} [الأنبياء: 50] مثالا للمضمومة، ونصبها لإرتفاع المصدر عليها، ولو حكاها
لأجاد، ثم قال: ولو قال مثل:
كذكرا رقيق للأقل وشاكرا
…
خبير لأعيان وسحرا تعدلا
لنص على الثلاثة. فسوى بين ذكر المنصوب وذكر المرفوع، وتعقبه ابن الجرزي فقال: هذا كلام من لم يطلع على مذهب القوم في اختلافهم في ترقيق الراءات وتخصيصهم الراء المفتوحة بالترقيق دون المضمومة، وإن مذهبه ترقيق المضمومة لم يفرق بين {ذكرا} [البقرة: 200]، و {سحر} [المائدة: 110]، و {شاكرا} ، و {قادرا} [الأنعام: 37]، و {مستمر} [القمر: 2] /، و {يغفر} [آل عمران: 129]. انتهى.
وقد اختلف هؤلاء القائلون بالتفصيل فيما عدا ما فصل بالساكن الصحيح، فمنهم من رقق في الحالين كالداني، والشاطبي، وابن الفحام، سواء كان بعد ياء، أو كسرة متصلة نحو:{بصيرا} [النساء: 58]، و {شاكرا} [النساء: 147]، وهو أحد الوجهين في "الكافي" و"التبصرة".
ومنهم من رققه وقفا وفخمه وصلا لأجل التنوين كالمهدوي وابن سفيان، وفي الثاني في "الكافي".
وأما الراء المكسورة وتكون كسرتها لازمة وعارضة، وتكون _أيضا_ مبتدأة، نحو:{رزقا} [البقرة: 22]، و {رضون} [آل عمران: 15]، و {ربيون} [آل عمران: 146]، و {رجال} [الأعراف: 46]. ومتوسطة، نحو:{الطارق} [الطارق: 1]، و {فارض} [البقرة: 68]، و {إصرى} [آل عمران: 81].
ومتطرفة نحو: {وبالزبر} [فاطر: 25]، و {والفجر (1)} [الفجر: 1]، و {الطور} [الطور: 1]، و {المعمور} [الطور؛ 4]، ونحو:{فليحذر الذين} [النور: 63]، وفي:{فلينظر الإنسن} [الطارق: 5] مما كسر لالتقاء الساكنين. ونحو: {وانحر إن شانئك} [الكوثر: 3، 2]، و {انتظر إنهم} [السجدة: 30]، فما حرك بحركة النقل فاتفقوا على ترقيقها لجميع القراء.
وأما الراء المضمومة فتكون تارة أول الكلمة، وتارة وسطها، وتارة طرفها، ويكون قبلها متحرك وساكن.
فالمتحرك يكون فتحا، نحو:{وردوا} [يونس: 30]، {ورمان} [الرحمن: 68]، {وأقرب رحما} [الكهف: 81]. ونحو: {أمروا} [النساء: 60]، و {صبروا} [الأعراف: 137]، {فعقروها} [هود: 65]. ونحو: {بشر} [آل عمران: 47]، و {نفر} [الجن: 1]. ونحو: {القمر} [الأنعام: 77]، و {الشجر} [النحل: 68].
وكسرا، نحو:{لرقيك} [الإسراء: 93]، و {برءوسكم} [المائدة: 6].
ونحو: {الصبرين} [القصص: 80]، و {سيروا} [الأنعام: 11]. ونحو: {شاكرا} [النساء: 147]، و {مستطيرا} [الإنسان: 7]. ونحو: {الساحر} [طه: 69]، و {الأخر} [البقرة: 8]، و {المدثر} [المدثر: 1].
وضما، نحو:{هذا تأويل رءيى} [يوسف: 100]. ونحو: {وزخرفا} [الزخرف: 35]. ونحو: {حمر} [المدثر: 50]، و {سرر} [الحجر: 47].
ونحو: {فما تغن النذر} [القمر: 5].
وأما الساكن فيكون ياء غيرها: فالياء في: {رءيى} [يوسف: 43].
ونحو: {كبيرهم} [يوسف: 80]، و {سيروا} [الأنعام: 11]. ونحو: {قدير} [البقرة: 20]، و {بصير} [البقرة: 96]. ونحو: {العير} [يوسف: 70]،
{أسطير} [الأنعام: 25]، و {خير} [البقرة: 54]، و {غير} [الفاتحة: 7].
وأما غير الياء فـ {الرجعى} [العلق: 8]، {وهم رقود} [الكهف: 18]، {ولو ردوا} [الأنعام: 28]. ونحو: {لعمرك} [الحجر: 72]، و {يفرط} [طه: 45].
ونحو: {زخرفا} [الزخرف: 35]. ونحو: {عشرون} [الأنفال: 65]، و {يقصرون} [الأعراف: 202]. ونحو: {مكر} [الأعراف: 99]، و {ذكر} [المائدة: 91]. ونحو: {السحر} [البقرة: 102]، و {البر} [البقرة: 177] فيرقق ورش من طريق الأزرق الراء في هذه الأقسام إذا كانت متوسطة أو متطرفة، منونة أو غير منونة بعد ياء ساكنة، نحو:{سيروا} [الأنعام: 11]، و {قديرا} [النساء: 133]. أو كسرة نحو: {كافر} [البقرة: 41]، و {شاكرا} [البقرة: 158]، و {يغفر} [آل عمران: 129]. أو حال بين الكسرة ساكن، نحو:{ذكركم} [الأنبياء: 10]، و {كبر} [غافر: 56]، و {ذكر} [المائدة: 91]، على اختلاف بين الرواة عنه، والترقيق هو الذي في "الشاطبية" كأصلها وفاقا للجمهور، وبه قرأ الداني على أبي الفتح، والخاقاني، ونقله عن عامة أهل الأداء من أصحاب ورش من المصريين والمغاربة، وصححه في "النشر" من جهة النص والرواية والقياس.
وذهب آخرون إلى التفخيم إجراء لها مجرى المفتوحة، وبه قال أبو الحسن ابن غلبون، وقرأ الداني عليه وهو في "العنوان".
واختلف المرققون لهذا القسم في: {عشرون} [الأنفال: 65]، و {كبر ما هم ببلغيه} [غافر: 56]، ففي "الشاطبية" كأصلها ترقيقها وفاقا لأبي الفتح فارس، والخاقاني، وبه أخذ الطبري، وابن بليمة، وفي "التبصرة" تفخيمهما، وبه أخذ ابن سفيان، والمهدوي، وابن الفحام وغيرهم.
وأما الراء الساكنة، وتكون _أيضا_ مبتدأة ومتوسطة وآخرا، ويكون أيضا، قبلها: فتح، نحو:{وارزقنا} [المائدة: 114]، و {وارحمنا} [البقرة: 286]. ونحو: {وبرق} [البقرة: 19]، و {خردل} [الأنبياء: 47]، و {الأرض} [البقرة: 22]، و {العرش} [الأعراف: 54]، و {الرحمن} [الفاتحة: 3]، و {وردة} [الرحمن: 37]، و {قرية} [البقرة: 259]، و {مريم} [البقرة: 87]، و {المرء} [البقرة: 102].
وضم نحو: {القرءان} [البقرة: 185]، و {الفرقان} [آل عمران: 4]، و {الغرفة} [الفرقان: 75]، و {كرسيه} [البقرة: 255]، و {الخرطوم} [القلم: 16]، و {ترجى} [الأحزاب: 51]، و {سأرهقه} [المدثر: 17]، و {زرتم} [التكاثر: 2].
وكسر نحو: {فرعون} [البقرة: 49]، و {شرعة} [المائدة: 48]، {لشرذمة} [الشعراء: 54]، و {مرية} [هود: 17]، و {الفردوس} [الكهف: 107]، و {أم لم تنذرهم} [البقرة: 6].
و{أحصرتم} [البقرة: 196]، و {استئجره} [القصص: 26]، و {أمرت}
[الأنعام: 14]، و {يتفطرن} [مريم: 90]، و {قرن} [الأحزاب: 33].
ونحو: {يغفر} [الأنفال: 38]، و {يسخر} [الحجرات: 11]، و {تذر} [المدثر: 28]، و {تقهر} [الضحى: 9]، {تنهر} [الضحى: 10]. ونحو: {واستغفر} [آل عمران: 159]، و {يغفر} [آل عمران: 31]، و {ولا تصعر} [لقمان: 18]. ونحو: {فانظر} ، و {أن اشكر} [لقمان: 12]، و {فلا تكفر} [البقرة: 102] فهذه أقسام ساكنة.
وقد أجمع على تفخيمها كل القراء إذا توسطت بعد فتح نحو: {الأرض} [البقرة: 61]، أو ضم نحو:{القرءان} [البقرة: 185]،
إلا في: {قرية} [البقرة: 259]، و {مريم} [البقرة: 87] حيث وقعا، و {المرء وزوجه} في (البقرة)[102]، و {المرء وقلبه} في (الأنفال)[24] مما قبله فتح فاختلفوا في ترقيقه وتفخيمه، وصوب في "النشر" التفخيم في الثلاثة/ لجميع القراء وفاقا للمحققين وجمهور أهل الأداء لعدم سبب الترقيق المتقدم. وذهب غلى الترقيق/ في الأولين لجميع القراء ابن شريح، ومكي، والأهوازي لأجل الياء بعد الراء الساكنة حملا لها على المتقدمة.
وغلط الحصري من فخمها وبالغ في ذلك. وخص بعضهم ترقيقها لورش من طريق الأزرق، والتفخيم لسائر القراء، وإليه ذهب ابن بليمة وغيره.
وبالترقيق في: {المرء} لورش _أيضا_ وأخذ كثير من المغارية من طريق المصريين، وإليه ذهب ابن الفحام لأجل كسر الهمز. والصواب التفخيم كما تقدم. ولا فرق بين ورش وغيره في الثلاثة.
وقد اتفقوا على تفخيم {ترميهم} [الفيل: 4]، و {رب العرش} [التوبة: 129]، و {الأرض} [البقرة: 61]، ونحو: ذلك، ولا فرق بينه وبين {المرء} .
وإن وقعت الراء الساكنة بدع كسرة فإن كانت الكسرة عارضة نحو: {أم ارتابوا} [النور: 50]، و {لمن ارتضى} [الأنبياء: 28] فلا خلاف في تفخيمها.
وقد تكون بعد كسر مختلف فيه بين القراء، كقراءة {بعذاب اركض}
[ص: 42، 41] فتضم النون في قراءة نافع، وابن كثير، وغيرهما، وتكسر في قراءة أبي عمرو وغيره، فهي مفخمة على كل حال لوقوعها بعد ضم، ولكون الكسرة عارضة.
وأما قوله تعالى: {وإن قيل لكم ارجعوا} [النور: 28]، و {المطمئنة (27) ارجعى} [الفجر: 28، 27]، و {ءامنوا اركعوا} [الحج: 77]، و {الذين ارتدوا} [محمد: 25]، و {تفرحون ارجع إليهم} [النمل: 37، 36]، فلا تقع الكسرة في ذلك ونحوه إلا في الابتداء، فهي _أيضا_ مفخمة في ذلك لعروض الكسر قبلها، وكون الراء في أصلها التفخيم. وأما إن كانت الكسرة لازمة نحو:{فرعون} [البقرة: 49]، و {مرية} [هود: 17]، و {اصبر} [ص: 17]، {ولا تصعر} [لقمان: 18] فلا خلاف في [ترقيقها] لجميع القراء لوقوعها ساكنة بعد كسر إلا أن تقع بعد حرف استعلاء متصل فلا خلاف في تفخيمها. والوارد في ذلك في القرآن {قرطاس} في (الأنعام)[7]، و {فرقة} [التوبة: 122]، و {وإرصادا} في (التوبة)[107]، و {مرصادا} في (النبأ)[21]، و {لبالمرصاد} في (الفجر)[14]، وغلط ابن بليمة، وصاحب "الكافي" ترقيق ذلك لمخالفتها ما عليه عمل أهل الداء.
والمراد بالكسرة اللازمة التي تكون على حرف أصلي أو منزل منزلة الأصلي
يخل إسقاطه بالكلمة، والعارضة هي الداخلة على غير الأصل، ولم ينزل منزلة الجزء منها، ولا يخل إسقاطه بها، وهي في باء الجر ولامه وهمزة الوصل، وقيل: العارضة ما كانت على حرف زائد، وإليه ذهب صاحب "التجريد" وغيره، وتظهر فائدة الخلاف في:{مرفقا} في (الكهف)[16] على قراءة من قرأ بكسر الميم وفتح الفاء، فعلى الأول تكون لازمة فترقق الراء معها، وعلى الثاني تكون عارضة فتفخم، والأول هو الصواب لإجماعهم على ترقيق {المحراب} [آل عمران: 37]، و {إخراجا} [نوح: 18] لورش، وذهب صاحب "التجريد" غلى تفخيمها لأجل زيادة الميم، وعورض بـ {ربنا} [البقرة: 127]، وصوب في "النشر" الترقيق، وأن الكسرة لازمة وإن كانت الميم زائدة. انتهى.
وأما تفخيم {مرصادا} [النبأ: 21]، و {لبالمرصاد} [الفجر: 14]، فمن أجل حرف الاستعلاء بعده لا من أجل عروض الكسرة قبل.
واختلف في: {فرق} في (الشعراء)[63]، فرققه _ لضعف المانع بالكسر _ صاحب "الهداية" وفاقا لجمهور المغاربة، وفخمه آخرون، وهو ظاهر "العنوان" ونص "التيسير" وفاقا لساءر أهل الأداء، وهو القياس،
والوجهان في "الشاطبية" كجامع البيان والإعلان، وصححهما في "النشر"؛ قال: إن النصوص متواترة على الترقيق، وحكى غير واحد الإجماع عليه، قال: والقياس [إجراء] الوجهين في [فرقة] حالة الوقف [لمن] أمال هاء التأنيث، ولا أعلم فيها نصا. انتهى.
وقد خرج بقيد الاتصال في حرف الاستعلاء إذا كان منفصلا نحو: {فاصبر صبرا} [المعارج: 5]، و {أنذر قومك} [نوح: 1]، {ولا تصعر خدك} [لقمان: 18]، فليس في ذلك ونحوه إلا الترقيق، ولا عبرة بحروف الاستعلاء/، فهذا حكم الراء في الوصل.
وأما حكمها في الوقف: فإذا وقف على المتطرفة بالسكون أو بالإشمام، فإن كان قبلها كسرة نحو:{بعثر} [العاديات: 9]، أو ساكن نحو:{الشعر} [يس: 69]. أو ياء ساكنة نحو: {والخنازير} [المائدة: 60]،
و {لا ضير} [الشعراء: 50]. أو فتحة ممالة نحو: {كتب الأبرار} [المطففين: 18] عند من أمال الألف، أو مرققة نحو:{بشرر} [المرسلات: 32] عند من رقق الراء رققت في ذلك كله.
فلو كان الساكن حرف استعلاء نحو: {مصر} [يوسف: 21]، و {عين القطر} [سبأ: 12]، فاختلف في ذلك، فأخذ بالتفخيم جماعة كابن شريح، وهو قياس مذهب ورش من طريق المصريين. وأخذ آخرون بالترقيق، ونص على الداني في "جامعه" و"كتاب الراءات" له، وهو الأشبه في مذهب الجماعة. واختير التفخيم في:{مصرا} والترقيق في: {القطر} نظرا للوصل، وعملا بالأصل.
وإن كان قبلها غير ذلك فخمت، سواء كانت مكسورة في الوصل، أو لم تكن نحو:{الحجر} [البقرة: 60]، و {لا وزر} [القيامة: 11]، {ليفجر} [القيامة: 5]، و {النذر} [الأحقاف: 21]، و {والفجر (1)} [الفجر: 1]، و {ليلة القدر} [القدر: 1].
وجوز بعضهم ترقيق المكسورة في ذلك، ولو كانت الكسرة عارضة، وخص آخرون ذلك بورش. والصحيح التفخيم، وإن وقف بالروم.
فإن كانت حركتها كسرة رقق لكل القراء. وإن كانت ضمة فإن كان قبلها كسرة، أو ساكن قبله كسرة، أو ياء ساكنة رققت لورش من طريق الأزرق وحده، وفخمت لسائر القراء والأصبهاني. وإن لم يكن قبلها شئ من ذلك فخمت للكل إلا إذا كانت مكسورة، فبعضهم يقف عليها بالترقيق.
والحامل _ كما في "النشر" _ أن المتطرفة إذا سكنت في الوقف جرت مجرى المتوسطة، تفخم بعد الفتحة والضمة كـ {العرش} [الأعراف: 54]، و {كرسيه} [البقرة: 255]، وترقق بعد الكسرة نحو:{لشرذمة} [الشعراء: 54]، وأجريت الياء الساكنة والفتحة الممالة قبل الراء المتطرفة إذا سكنت مجرى الكسرة، وأجري الإشمام في المرفوع مجرى السكون، وإذا وقف عليها بالروم جرت مجراها في الوصل. انتهى ملخصا من "الطائف الإشارات" للقسطلاني رحمه الله تعالى.