الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لديَّ، فبادرتُ إلى تأليف هذه «الرسالةِ» ، في هذا الشأنِ حذراً من الكتمان الذي وعد الله مرتكبَه بالنيران " (1).
موضوعات الكتاب ونظام ترتيبه
الكتابُ رسالةٌ شرعية ميقاتية في وقت صلاة الفجر، جمع فيها المؤلفُ ما جاء عن الفجر في القرآن والسنة وكتب الفقه والمواقيت، فتناول الفجر من حيث كونِه ميقاتاً شرعياً وظاهرة فلكية، بدأها في (الباب الأول) بتلمُّس مصطلح (الفجر) وعلامات الفجر التي يُعرف بها في القرآن، فذهب يغُوص في تفسير الآيات التي جاء فيها ذكرُ الفجر، واستعان في ذلك بالتفاسير، كتفسير البيضاوي، وأبي السعود، والنيسابوري، والشربيني وكُتبِ أحكام القرآن مثل التي للموزعي ودرواز والأحمدي، واسترشد بمعاجم اللغة مثل: قاموس الفيروزبادي، وبعلم المعاني والبديع مثل: شرح البديعية، وبما جاء عن الفجر وعلاماته في شعر العرب، وكتب الفقه، وخلُص مما عرضه إلى أن علامات الصادق التي تميز بها عن الكاذب:
(1) ينظر صفحة 118.
الاعتراض، ومخالطة بياضه لحمرة، وتزايد ضوئه الذي يتبين به النهار.
وفي (الباب الثاني): انتقل المؤلف إلى المصدر الثاني من مصادر التشريع (السنة النبوية)؛ للتعرُّف على علامات الفجر، لكنه نادراً ما يذهب مباشرة إلى كتب الحديث المسندة كالصحاح والسنن والمسانيد، وينقُل غالباً عن الكتب التي جمعت الأحاديث من أمهات الحديث المذكورة ورتبتَها على أبواب الفقه وشروح الأحاديث، مثل كتاب «المنهج المبين في أدلة المجتهدين» لعبد الوهاب الشعراني، و «تيسير الوصول إلى جامع الأصول» لعبد الرحمن بن علي الشيباني الديبعي، و «الدر النثير في تلخيص نهاية ابن الأثير» لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، و «التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير» للحافظ ابن حجر العسقلاني، و «مختصر سنن الترمذي» للحافظ عبد العظيم بن عبد القوي المنذري، ومن «سنن البيهقي الكبرى» لأحمد بن الحسين البيهقي و «فتح الباري شرح صحيح البخاري» لحافظ ابن حجر العسقلاني و «إرشاد الساري شرح صحيح البخاري» لأحمد بن محمد القسطلاني «وشرح مشكاة
المصابيح» لابن حجر الهيتمي وغيرها من المصادر الحديثية، وقد استعان «بقاموس» الفيروزأبادي وغيره في فهم مدلولِ هذه الأحاديث، ومن عادة المؤلف في عامة أبواب الكتاب أن يفتتح الباب بنقل نصوصِ الشرع وأقوال العلماء، ثم يُعقِّب عليها بكلام يضعه تحت عنوان:(تنبيهات) أو (فوائد) أو يصدره بقوله: (فعُلم) وكأنه يلخصُ بعبارته ما قالوه، حتى إذا ما لَمَّهُ وأَحكمَ زَبْرَهُ أَلقَاهُ على «الرسالة» التي يحاول في هذا الكتاب نقض العبارات التي لا يرى صوابَها عبارةً عبارة.
وفي (الباب الثالث) نقل المؤلف توضيحات الأئمة والفقهاء والميقاتيين في مسألة الفجر، واعتنى بكلام الإمام الغزالي في «الإحياء» في مسألة الفجر، فأسهب في تقليب عبارات الغزالي؛ لأنه يعلم مكانة الغزالي و «إحيائه» في مجتمع حضرموت وأوساطه العلمية.
ثم غاص المؤلف في بعض تفاصيل (ظاهر الفجر)، ودليلُه في ذلك ما جاء في كتب علم الميقات، مثل: كتاب «اليواقيت في علم المواقيت» لإبراهيم بن علي الأصبحي و «الشامل في أدلة القبلة
وحساب الروم والمنازل» لمحفوظ بن عبد الرحمن باعباد الحضرمي و «سراج التوحيد الباهج النور في تمجيد صانع الوجود مقلب الدهور» لعبد الله بن أسعد اليافعي، وختم (الباب الثالث) بفَصْلٍ مُقتضب في بيان أوقات صلاة الصبح الأربع:(الفضيلة، والاختيار، والجواز، والكراهة) رَبَطَ فيه بين ما قرره الفقهاء وما قدَّره أهل الميقات، ثم ختم كلامه كما في الأبواب السابقة بالتنويه بأخطاء «الرسالة» التي يرد عليها، وفي (الباب الرابع) بيان الفجر من علم الفلك، أورد فيه ما جاء في كتب الفلك والميقات مثل كتاب «الهداية من الضلالة في معرفة الوقت والقبلة بغير آلة» لأحمد ابن سلامة القليوبي، و «نصب الشرك في علم الفلك» لعثمان بن أبي بكر العمودي، و «اليواقيت في علم المواقيت» لإبراهيم بن علي الأصبحي، و «سلم العروج إلى معرفة المنازل والبروج» لمحمد بن عبد الرحمن بن عفالق الإحسائي، و «شرح المختصر» لمحمد بن محمد بن الحطاب الرعيني المكي، و «وسيلة الطلاب لمعرفة القبلة وأوقات الصلاة لأولي الألباب» لشاد بن متاك السواحلي، وما جاء في مؤلفات الميقاتيين الحضارم مثل «رسالة علي بن عبد الرحيم بن قاضي في
الهلال» و «منظومة عمر بن سقاف الصافي في الفلك» و «مؤلف» بارجاء فيه، ورسالة «عبد الله بن محمد بن قطنة في مسألة الهلال» عن الساعة الفلكية والزمانية وأجزائهما وما تَسعُهُ من القراءة، ثم فَصَّلَ فيما قدروه لحصة الفجر وما ضبطوها به من المنازل والساعات وحركة القمر، ولتطبيق ما قدره الفلكيون والموقتون لحصة الفجر أَفْرَدَ في ختام هذا الباب فصلاً في بيان حصة الفجر في القطر الحضرمي، قام المؤلف بحساب حصة الفجر في القطر الحضرمي وقت الاعتدال والطول والقصر ثم ذهب يُقدِّر حصة فجر حضرموت، وفق ما رآه من جداول لمواقيت الصلاة في حضرموت ومكة، وضعها مختصون في هذا العلم مثل رضوان أفندي وغيره، وختم الكتاب بـ (فصل) تطرَّق فيه لمسائل ثلاث وثيقة الصلة بمسألة الفجر:
(المسألة الأولى): في مراتب معرفة دخول الوقت من علم وإخبار واجتهاد وحساب. و (المسألة الثانية): في شروط المخبر بالوقت عن علم أو اجتهاد، وختم الكتاب (بمسألة ثالثة) بيَّن فيها الحكم الشرعي في الذين يُقدمون صلاتهم على الفجر مع زعمهم طلوعه وليس كذلك، وختم هذه المسألة والكتاب بتحذير شديد يقول فيه: