الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نشأتهُ وطلبهُ للعلم
وُلِدَ بقريةِ (المَسِيْلَةِ) التي يسميها البعض بـ (غُرَف آل شيخ)(1)، وتقع قرية (المَسِيْلَةُ) جنوب مدينة تريم بوادي حضرموت، وكان ميلاده بها ليلة الجمعة 20 جمادى الأولى سنة 1209هـ (2)، الذي يوافق 12 ديسمبر 1794م. ووالده السيد الصالح عمر بن أبي بكر بن
(1) ينظر: عبد الله السقاف. تاريخ الشعراء الحضرميين. (3/ 209).
تُعرف قرية (المَسيلة) بغرف آل شيخ نسبة لشيخ بن أحمد بن يحيى جد المؤلف، قال عقيل ابن المؤلف في ترجمة المؤلف: أنه دفن في غرف آل شيخ وقبره فيها. يقصد (المَسِيلة) تميزاً لها عن قرية (الغُرف) المعروفة وهي غُرف آل زيدان من القرامصة التميميين، ومن ظن أن (الغُرف) هي غرف آل شيخ فقد وَهِم (ينظر: عقيل. تذكرة الأحياء. (مخطوط)، وعبد الرحمن المشهور. شمس الظهيرة. ص 312. وابن عبيد الله السقاف. إدام القوت ص 819).
(2)
ينظر: عقيل. تذكرة الأحياء. مخطوط. وعيدروس بن عمر. عقد اليواقيت الجوهرية 1/ 130. وعبد الله السقاف. تاريخ الشعراء الحضرميين. 3/ 209.
عمر بن يحيى (1)، ووالدته السيدة الشجاعة خديجة بنت حسين بن طَاهِر (2)، وآل طَاهِر أخواله وأخوال أبيه، وقد تولى تربيتَهُ وتأديبَهُ وتعليمَهُ مع أبيه خالاه العالمان طاهر وعبد الله بن حسين بن طاهر، ولازال المؤلف مُنْصَاعاً لتوجيهاتِ خاليه حتى بَعْدَ أن صار كبيراً (3)، فمؤلفنا إذن تَرَعْرَعَ في ما يمكن أن نسميها (المدرسةَ الطَّاهِريَّةَ) التي كان يديرها خاله العلامة طاهر بن حسين بن طاهر (4)، ومن سمات هذه المدرسة: الجمع بين الخَلْفِيَّة الفقهية الشرعية والعقيدة
(1) يعد والد المؤلف من الساعين في الإصلاح بين الناس والقبائل وإخماد نار الفتن، وكان فيمن ساند ثورة العلامة طاهر بن حسين بن طاهر، توفي سنة 1229هـ. (ينظر: عبد الرحمن المشهور. شمس الظهيرة. 2/ 587. وأحمد علوي. شرف المحيا. ص 22 - 25، الذي نقل عن شجرة أنساب آل يحي).
(2)
ينظر: علي الحبشي. كلام الحبيب علي الحبشي. ص66. والكاف. الفرائد الجوهرية. ص 162. وينظر صفحة 29 من هذا الكتاب.
(3)
ينظر: بعض تلك المواقف التربوية: علي العطاس. تاج الأعراس (273 - 275).
(4)
ينظر: صفحة 223.
السنية والرِّيادة السياسية والإِرادة الجَهَادية والاعتزازُ بالنسبة العَلَويَّة والزُّهد في الحياة الدنيوية، وقد تركت هذه المدرسة بصماتٍ واضحةً في شخصية المؤلف وسلوكه. وقد تحدث المؤلف عن اجتهاده زمن الطلب فقال:" كنتُ في أيام الصغر أقرأُ على خالي طاهر بن الحسين في «فتح الجَوَادِ شرح الإِرْشَاد» وأطالع عليه بقية شروحه المجتمعة عندي «كالإِمْداد» و «الإِسْعاد» و «التمشِيَة» وغيرها مع «التُّحفة» و «النهاية» و «المُغْنِي» وغيرها، وكنت أحفظ جميع ما يقرره ويتكلم به خالي طاهر في المدرس، في قراءتي وقراءة غيري من الطلبة وكنت أُدِيمُ المطالعةَ في الليل حتى اَسْتَوعِب الليلَ فيها، وقد تجيءُ بعض الأحيان الوالدةُ - رحمها الله - فتأخذ السراجَ من عندي قهراً شفقةً منها عليَّ من كثرةِ السهرِ ومواصلتِهِ "(1)،
وكان له في صغره مجاهدات، فكان كثير الصلاة يطيلها، مواظباً على قيام الليل (2).
(1) عقيل. تذكرة الأحياء. مخطوط. وينظر: (عيدروس بن عمر. عقد اليواقيت الجوهرية .. 1/ 128).
(2)
ينظر: عقيل. تذكرة الأحياء. مخطوط.