الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(وأحسن الاستعارات ما قرب منها دون ما بعد، وأعظمها في هذا الباب قوله تعالى:
{وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18)} ، فإن ظهور الأنوار من المشرق من أشعة الشمس قليلاً قليلاً، بينه وبين إخراج النفس مشابهة شديدة القُرب) انتهى. وقال الشربيني على قوله سبحانه (وتعالى) (1):
[الآية الرابعة]:
({وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ} (34)((2): أَضَاءَ وتبيَّن) ((3) انتهى. ويدل على: أنه بياض تخالطه حمرة؛ فهو مُشرَّب بها ((4)، وهذا أفضل الألوان؛ ولهذا وُصف به بياضه صلى الله عليه وسلم ((5).
(1) أثبتناها من (ب).
(2)
[المدثر: 34].
(3)
الخطيب الشربيني. تفسير الشربيني. ص (4\ 435).
(4)
قال ابن منظور: كل لون خالط لونا آخر فقد أُشربه. (ابن منظور. لسان العرب. (1/ 487) مادة: شرب).
(5)
روى مسلم عن أنس: «كان أزهر» (مسلم. صحيح مسلم 4/ 1825 رقم 2347).
فالمراد بالأحمر في الأحاديث وكلام العلماء: أن بياض الفجر مُشرَّب بها، لا الحمرة الخالصة [كما](1) مرّ.
وقوله تعالى: ({وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ (34)}، {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18)} ، قال في «القاموس» ((2):(الصبح: الفجر)(3). وقال فيه (الفجر: ضوء الصباح، وهو حمرة الشمس في سواد الليل)(4) انتهى. فعلم به: أن الصبح عند العرب هو ضوء الصباح، الذي هو حمرة الشمس في سواد الليل، فالمراد بضوء الصباح البياض الذي تخالطه تلك الحمرة، واحترز بقوله:(في سواد الليل) عن الحمرة التي قبل الشمس، إذ هي لا تكون فيه بل في بياض النهار، وبين ذلك أن الصبح بياض مُشرَّب بحمرة، قول الدميري في «شرح
(1) في الأصلين (أ) و (ب): (ما).
(2)
أي الفيروزآبادي: مجد الدين محمد بن يعقوب بن محمد الفيروزآبادي الشيرازي (729هـ - 817 هـ) وكتابه «القاموس المحيط» . (الزركلي. الأعلام. 7/ 146).
(3)
الفيروزآبادي. القاموس. (1/ 469).
(4)
الفيروزآبادي. القاموس. (2/ 153).
المنهاج» (1) - لما ذكر الماتن: (الصبح) -: (وسميت بذلك لأنها تفعل بعد الفجر، الذي يجمع بياضاً وحمرة فإنه يقال وجه صبيح للذي فيه بياض وحمرة)(2) انتهى. وقال القليوبي في «حاشيته على التحرير» (3): (قوله: (فوقت الصبح) الصبح: اسم أصالةٍ لما اشتمل على بياض وحمرةٍ، سميت بذلك لاشتمال وقتها عليه) انتهى. وقال ابن العماد في «القول التمام» (4): (وللصبح خمسة
(1) الدميري: محمد بن موسى بن عيسى الدميري الشافعي المصري (742هـ - 808هـ) وكتابه: «النجم الوهاج في شرح المنهاج» و «حياة الحيوان» . (الزركلي. الأعلام. 7/ 118)(كحالة. معجم المؤلفين. 11/ 66).
(2)
الدميري. النجم الوهاج. (2/ 76).
(3)
القليوبي: أحمد بن أحمد بن سلامة القليوبي المصري الشافعي (ت1069هـ)، له حاشية على «شرح التحرير» للشيخ زكريا الأنصاري. (الزركلي. الأعلام. 1/ 92)(كحالة. معجم المؤلفين. 1/ 148).
(4)
ابن عماد: شهاب الدين أحمد بن عماد بن يوسف الإقفهسي المصري الشافعي (750هـ - 808هـ)، وكتابه «القول التمام في أحكام المأموم والإمام». (مخ: 2624)، (الزركلي. الأعلام. 1/ 185)، (الباباني. هدية العارفين (1/ 63)، (حاجي خليفة. كشف الظنون (2/ 1363).