المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

سورة‌ ‌ الإسراء فضلها   أخرج البخاري بسنده عن ابن مسعود قال: بني إسرائيل، - الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور - جـ ٣

[حكمت بشير ياسين]

الفصل: سورة‌ ‌ الإسراء فضلها   أخرج البخاري بسنده عن ابن مسعود قال: بني إسرائيل،

سورة‌

‌ الإسراء

فضلها

أخرج البخاري بسنده عن ابن مسعود قال: بني إسرائيل، والكهف، ومريم، وطه، والأنبياء هن من العِتاق الأوَل، وهن من تِلادي.

(الصحيح- التفسير- سورة الأنبياء 4739) . وتسمى سورة الإسراء سورة بني إسرائيل وسورة سبحان، والعتاق جمع عتيق وهو القديم، أو هو كل مابلغ الغاية في الجودة، وبالثاني جزم جماعة في هذا الحديث، وقوله:(وهن من تلادي) أي مما حفظ قديما، والتلاد قديم الملك وهو بخلاف الطارف، ومراد ابن مسعود أنهن من أول ما تعلم من القرآن، وأن لهن فضلا لما فيهن من القصص وأخبار الأنبياء والأمم. (انظر فتح الباري 8/388) .

قال الإمام أحمد: ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد بن زيد، عن مروان أبي لبابة قال سمعت عائشة تقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول ما يريد أن يفطر، ويفطر حتى نقول: ما يريد أن يصوم، وكان يقرأ كل ليلة ببني إسرائيل والزمر.

(المسند 6/‌

‌1

89) . أخرجه الترمذي والنسائي والحاكم كلهم من طريق حماد بن زيد به، وقال الترمذي: حديث حسن غريب، وسكت عنه الحاكم والذهبي، وصححه الألباني وحسنه فاروق حمادة (سنن الترمذي- فضائل القرآن رقم 2920، وعمل اليوم والليلة رقم 712، والمستدرك 2/434، وصحيح الجامع الصغير 4/250، وصحيح سنن الترمذي رقم 2332) .

قوله تعالى (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله)

وردت أحاديث في ذكر صفة الإسراء والمعراج أصحها ما أخرجه البخاري ومسلم بسنديهما عن قتادة عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان -وذكر يعني رجلا بين الرجلين- فأتيت بطست من ذهب ملآن حكمة وإيمانا، فشق من النحر إلى مراق البطن، ثم غسل البطن بماء زمزم، ثم ملىء حكمة وإيمانا وأتيت بدابة أبيض دون البغل وفوق الحمار البراق، فانطلقت مع جبريل، حتى أتينا السماء

ص: 213

الدنيا، قيل: من هذا؟ قال جبريل، قيل من معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم. قيل: مرحباً به، ولنعم المجى جاء، فأتيت على آدم فسلمت عليه فقال: مرحباً بك من ابن ونبي، فأتينا السماء الثانية، قيل: من هذا؟ قال جبريل، قيل: من معك قال: محمد صلى الله عليه وسلم، قيل أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحباً به، ولنعم المجى جاء، فأتيت على عيسى ويحيى، فقالا: مرحباً بك من أخ ونبي، فأتينا السماء الثالثة، قيل: من هذا؟ قيل: جبريل، قيل من معك؟. قال: محمد قيل وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل مرحباً به، ولنعم المجى جاء، فأتيت على يوسف فسلمت، فقال: مرحباً بك من أخ ونبي، فأتينا السماء الرابعة، قيل من هذا؟ قال: جبريل، قيل من معك؟ قيل محمد صلى الله عليه وسلم، قيل وقد أرسل إليه؟ قال نعم، قيل: مرحباً به ولنعم المجيء جاء، فأتيت على إدريس فسلمت عليه فقال: مرحباً بك من أخ ونبي فأتينا السماء الخامسة، قيل من هذا؟ قيل: جبريل، قيل ومن معك؟ قيل: محمد، قيل وقد أرسل إليه؟ قال نعم، قيل مرحباً به ولنعم المجى جاء، فأتينا على هارون، فسلمت عليه، فقال مرحباً بك من أخ ونبي، فأتينا على السماء السادسة، قيل من هذا؟ قيل جبريل، قيل من معك؟ قيل محمد صلى الله عليه وسلم، قيل: وقد أرسل إليه؟ مرحباً به نعم المجىء جاء، فأتيت على موسى فسلمت عليه فقال: مرحباً بك من أخ ونبي فلما جاوزت بكى فقيل: ما أبكاك قال: يارب، هذا الغلام الذي بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أفضل مما يدخل من أمتي، فأتينا السماء السابعة، قيل من هذا: قيل: جبريل قيل: من معك؟ قيل: محمد، قيل وقد أرسل إليه؟ مرحباً به ولنعم الجيء جاء، فأتيت على إبراهيم فسلمت عليه فقال: مرحباً بك من ابن ونبي، فرفع في البيت المعمور، فسألت جبريل فقال: هذا البيت المعمور، يصلى فيه كل يوم سبعون ألف ملك، إذا خرجوا لم يعودوا إليه آخر ماعليهم، ورفعت لي سدرة المنتهى، فاذا نبقها كأنه قلال هجر، وورقها كأنه آذان الفيول، في أصلها أربعة أنهار: نهران باطنان ونهران ظاهران، فسألت جبريل فقال: أما الباطنان ففي

ص: 214

الجنة، وأما الظاهران النيل والفرات، ثم فرضت علي خمسون صلاة، فأقبلت حتى جئت موسى فقال ما صنعت؟ قلت فرضت علي خمسون صلاة، قال أنا أعلم بالناس منك عالجت بني إسرائيل أشد المعالجة، وإن أمتك لاتطيق، فارجع إلى ربك فسله، فرجعت فسألته، فجعلها أربعين، ثم مثله ثم ثلاثين، ثم مثله فجعل عشرين، ثم مثله فجعل عشرا، فاتيت موسى فقال مثله فجعلها خمسا: فأتيت موسى فقال: ماصنعت؟ قلت جعلها خمسا، فقال مثله قلت فسلمت، فنودى: إني قد أمضيت فريضتي، وخففت عن عبادي، وأجزي الحسنة عشرا.

(صحيح البخاري - بدء الخلق باب ذكر الملائكه رقم 3207) ، (وصحيح مسلم- الإيمان، ب الإسراء برسول الله رقم 462) . واللفظ للبخاري، وذكره الحافظ ابن حجر وقال: ليس في أحاديث المعراج أصح منه (انظر تفسير القاسمي 10/991) .

وأخرج مسلم بسنده عن ثابت البناني عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أتيت البراق (وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه) قال: فركبته حتى أتيت بيت المقدس". قال: فربطه بالحلقة التي يربط به الأنبياء قال: "ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين، ثم خرجت، فجاءني جبريل عليه السلام بإناء من خمر وإناء من لبن، فاخترت اللبن فقال جبريل: اخترت الفطرة ثم عرج بنا إلى السماء

".

(الصحيح- الإيمان، ب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم رقم 261) .

قال البيهقي: وفي هذا السياق دليل على أن المعراج كان ليلة أسرى به عليه الصلاة والسلام من مكة إلى البيت المقدس، ذكره كثير ثم أيده فقال: وهذا الذي قاله هو الحق الذي لاشك فيه ولامرية.

قال الإمام أحمد: ثنا عبد الصمد وحسن قالا: ثنا ثابت قال: حسن أبو زيد قال عبد الصمد: قال: ثنا هلال عن عكرمة عن ابن عباس قال: أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ثم جاء من ليلته فحدثهم بمسيره وبعلامة بيت المقدس وبعيرهم فقال ناس، قال حسن: نحن نصدق محمداً بما يقول: فارتدوا كفارا

ص: 215

فضرب الله أعناقهم مع أبي جهل وقال أبو جهل: يخوفنا محمد بشجرة الزقوم هاتوا ثمرا وزبد تزقموا ورأى الدجال في صورته رؤيا عين ليس رؤيا منام وعيسى وموسى وإبراهيم صلوات الله عليهم فسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال فقال: أقمر هجانا قال: حسن قال: رأيته فيلما أقمر هجانا احدى عينيه قائمة كأنها كوكب درى كان شعر رأسه أغصان شجرة ورأيت عيسى شابا أبيض جعد الرأس حديد البصر مبطن الخلق ورأيت موسى أسحم آدم كثير الشعر قال: حسن الشعرة شديد الخلق ونظرت إلى إبراهيم فلا أنظر إلى إرب من آرابه إلا نظرت إليه مني كانه صاحبكم فقال جبريل عليه السلام: سلم على مالك فسلمت عليه.

(المسند 1/473)، وأخرجه النسائي في التفسير من حديث أبي زيد ثابت بن يزيد عن هلال -وهو ابن خباب- به وهو إسناد صحيح كما قال ابن كثير. وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن هلال بن خباب، قال يحيى القطان: إنه تغير قبل موته، وقال يحيى بن معين: لم يتغير ولم يختلط، ثقة.

مأمون (مجمع الزوائد 1/66-67) ، وصححه أحمد شاكر (المسند رقم 3546) .

أخرج عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس أتى النبي صلى الله عليه وسلم بالبراق به مسرحا ملجما يركبه فاستصعب عليه، فقال له جبريل ما يحملك على هذا؟ فوالله ما ركبك أحد قط أكرم على الله منه فارفض عرقا، فارفض: أي تصبب وسال عرقا وسكن.

(السنن- التفسير، ب من سورة بني إسرائيل رقم 3131)، وأخرجه الترمذي والطبري من طريق عبد الرزاق به. وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب ولا نعرفه إلا من حديث عبد الرزاق، وصححه الألباني (صحيح سنن الترمذي 3/67 رقم 2503) .

وقد تقدم فضل التسبيح في بداية سورة الفاتحة عند قوله تعالى: الحمد لله

وفي سورة البقرة ونحن نسبح بحمدك.

قوله تعالى (لنريه من آياتنا)

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله (لنريه من آياتنا) ما أراه الله من الآيات والعبر في طريق بيت المقدس.

ص: 216

قوله تعالى (وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل ألا تتخذوا من دوني وكيلا)

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله (وآتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني إسرائيل) جعله الله لهم هدى، يخرجهم من الظلمات إلى النور، وجعله رحمة لهم.

وأخرج الطبري وآدم بن أبي إياس بالإسناد الصحيح عن مجاهد: في قوله (ألا تتخذوا من دوني وكيلا) شريكا.

قوله تعالى (ذرية من حملنا مع نوح)

قال الشيخ الشنقيطي: ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة من حملهم مع نوح تنبيها على النعمة التي نجاهم بها من الغرق ليكون في ذلك تهييج لذرياتهم على طاعة الله، أي ياذرية من حملنا مع نوح فنجيناهم من الغرق، تشبهو بأبيكم فاشكروا نعمنا وأشار إلى هذا المعنى في قوله:(أولئك من الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح) الآية، وبين الله في موضع آخر الذين حملهم مع نوح من هم؟ وبين الشيء الذي حملهم فيه وبين من بقي له نسل وعقب منهم ومن انقطع لم يبق منه نسل ولاعقب فبين أن الذين حملهم مع نوح: هم أهله ومن آمن معه من قومه في قوله (قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن)، وبين أن الذين آمنوا من قومه قليل بقوله (وما آمن معه إلا قليل) وبين أن ممن سبق عليه القول من أهله بالشقاء امرأته وابنه قال في امرأته:(وضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح) إلى قوله (وقيل ادخلا النار مع الداخلين) وقال في ابنه (وحال بينهما الموج فكان من المغرقين) .

قال الطبري: حدثنا ابن عبد الأعلى قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر قال: قال مجاهد: بنوه ونساؤهم ونوح ولم تكن امرأته.

ورجاله ثقات، وإسناده صحيح.

ص: 217