الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة
المؤمنون
قوله تعالى (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ
(1)
الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ)
قال الحاكم: أخبرنا أحمد بن سهل الفقيه ببخاري، ثنا قيس بن أنيف، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا جعفر بن سليمان عن أبي عمران عن يزيد بن بابنوس قال: قلنا لعائشة رضي الله عنها: يا أم المؤمنين كيف كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم؟. قالت: كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، ثم قالت: تقرأ سورة المؤمنين اقرأ قد أفلح المؤمنون حتى بلغ العشر فقالت هكذا كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. (المستدرك 2/392 -ك التفسير- سورة المؤمنون) .
وأقره الذهبي وأخرجه البخاري في (الأدب المفرد 1/407 ح 308) ، وصححه الألباني في (صحيح الأدب المفرد ح 234) .
وما بعد هذه الآية بيان لها لمعرفة صفات المؤمنين.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، في قوله:(الذين هم في صلاتهم خاشعون) يقول: خائفون ساكنون.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله:(والذين هم عن اللغو معرضون) يقول: الباطل.
قوله تعالى (والذين هم على صلواتهم يحافظون)
انظر حديث البخاري عن ابن مسعود عند الآية رقم (36) من سورة النساء، وهو حديث: "أي العمل أحب إلى الله؟ قال: الصلاة على وقتها
…
".
قال الطبري: حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق (والذين هم على صلواتهم يحافظون) على وقتها.
ورجاله ثقات وسنده صحيح.
قوله تعالى (أولئك هم الوارثون)
قال ابن ماجة: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن سنان، قالا: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما منكم من أحد إلا له منزلان: منزل في الجنة، ومنزل في النار. فإذا مات، فدخل النار، ورث أهل الجنة منزله. فذلك قوله تعالى (أولئك هم الوارثون) .
(سنن ابن ماجة 2/1453 - ك الزهد، ب صفة الجنة ح 4341) . قال البوصيرى: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين (مصباح الزجاجة 3/327) . وأخرجه الطبري من طريق أبي معاوية به، (التفسير 18/6،5) ، وصحح إسناده ابن حجر (الفتح 11/442) ، وصحح إسناده الألباني (السلسلة الصحيحة 5/348 ح 2279) .
قال الطبري: حدثنا الحسن بن يحيى، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، في قوله (أولئك هم الوارثون) قال: يرثون مساكنهم، ومساكن إخوانهم، التي أعدت لهم لو أطاعوا الله.
رجاله ثقات وسنده صحيح وأبي صالح هو ذكوان السمان.
قوله تعالى (الدين يرثون الفردوس هم فيها خالدون)
قال البخاري: حدثنا محمد بن عبد الله، حدثنا حسين بن محمد أبو أحمد، حدثنا شيبان، عن قتادة، حدثنا أنس بن مالك: أن أم الربيع بنت البراء -وهي أم حارثة بن سراقة- أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا نبي الله ألا تحدثني عن حارثة -وكان قتل يوم بدر أصابه سهم غرب- فإن كان في الجنة صبرت، وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء؟ قال: يا أم حارثة، إنها جنان في الجنة، وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى.
(الصحيح 6/25-26 ح 2809 الفتح - ك الجهاد، ب من أتاه سهم غرب فقتله) .
قوله تعالى (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين)
انظر حديث ابن مسعود المتقدم عند الآية رقم (8) من سورة الرعد، وهو حديث: "إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوماً
…
".
وانظر حديث أبي موسى الأشعري في سورة البقرة آية (30) وفيه: "إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض
…
".
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله (من سلالة) من مني آدم.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة (من طين) قال: استل آدم من طين.
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله (ثم أنشأناه خلقاً آخر) قال: نفخ فيه الروح.
قوله تعالى (وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ)
انظر مطلع سورة الإسراء، وحديث العروج إلى السموات السبع ففيها بيان سبع طرائق.
قوله تعالى (وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون)
قال الشيخ الشنقيطي: قوله تعالى (وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون) ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أنه أنزل من السماء ماء معظماً نفسه جل وعلا بصيغة الجمع المراد بها التعظيم، وأن ذلك الماء أنزله من السماء، أسكنه في الأرض لينتفع به الناس في الآبار، والعيون، ونحو ذلك. وأنه جل وعلا قادر على إذهابه لو شاء أن يذهبه فيهلك جميع الخلق بسبب ذهاب الماء من أصله جوعاً وعطشاً وبين أنه أنزله بقدر أي بمقدار معين عنده يحصل به نفع الخلق ولا يكثره عليهم، حتى يكون كطوفان نوح لئلا يهلكهم، فهو ينزله بالقدر الذي فيه المصلحة، دون المفسدة سبحانه جل علا ما أعظمه وما أعظم لطفه بخلقه. وهذه المسائل الثلاث التي ذكرها في هذه الآية الكريمة، جاءت مبينة في غير هذا الموضع.
الأولى: التي هي كونه: أنزله بقدر أشار إليها في قوله (وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم) .
والثانية: التي هي إسكانه الماء المنزل من السماء في الأرض بينها في قوله جل وعلا (ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض) والينبوع: الماء الكثير وقوله (فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين) على ما قدمنا في الحجر.
والثالثة: التي هي قدرته على إذهابه أشار لها في قوله تعالى (قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين) .
قوله تعالى (وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين)
قال الشيخ الشنقيطي: قوله تعالى (وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين) قوله: وشجرة: معطوف على: جنات من عطف الخاص على العام. وقد قدمنا مسوغه مراراً: أي فأنشأنا لكم به جنات، وأنشأنا لكم به شجرة تخرج من طور سيناء وهي شجرة الزيتون، كما أشار له تعالى بقوله (يوقد من شجرة مباركة زيتونة) الآية، والدهن الذي تنبت به: هو زيتها المذكور في قوله (يكاد زيتها يضيء) ..
انظر حديث الحاكم عن أبي أسيد الآتي عند الآية (35) من سورة النور، وهو:"كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة".
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله (طور سيناء) قال: المبارك.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله (تنبت بالدهن) يقول: هو الزيت يؤكل ويدهن به.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله (تنبت بالدهن) قال: الزيتون.
قوله تعالى (وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون)
انظر سورة النحل آية (66) إذ ذكر فيها اللبن وفي آية (5) من سورة النحل بينّ بعض منافعها وآية (80) ، وسورة الزمر آية (6) وفيها بيان أنواع الأنعام، وسورة غافر آيه (79) فيها بيان بعض المنافع وكذا في سورة الزخرف آية (12) .
قوله تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ
…
) إلى قوله تعالى (وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ)
هذه الآيات في قصة نوح وقومه والفلك وقد تقدم طرف منها في تفسير سورة هود (25-48) .
قوله تعالى (فإذا جاء أمرنا وفار التنور فاسلك فيها من كل زوجين اثنين) أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله تعالى (وفار التنور) قال: كانت آية لهم إذا رأوا التنور قد فار منها الماء أن يسلك فيها من كل زوجين اثنين.
وانظر سورة هود آية (40) لبيان فاسلك أي: احمل.
قوله تعالى (ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون) انظر سورة هود آية (45، 46)
قوله تعالى (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ)
وقد استجاب الله تعالى لنوح كما في سورة هود آية (48) : (قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ) .
قولَه تعالى (ثم أنشأنا من بعدهم قرناً آخرين)
قوله تعالى (ثم أنشأنا من بعدهم قرناً آخرين) : هم قوم هود عليه السلام كما قرر الحافظ ابن كثير في (قصص الأنبياء 1/89، 91) واستشهد بهذه الآية.
قوله تعالى (فأرسلنا فيهم رسولاً)
أي: هود كما تقدم في الآية السابقة.
قوله تعالى (وقال الملأ من قومه)
أي: قوم عاد الذين أرسل الله تعالى إليهم رسولاً وهو هود عليه الصلاة والسلام.
قوله تعالى (ولئن أطعتم بشراً مثلكم إنكم إذاً لخاسرون) إلى قوله (فأخذتهم الصيحة بالحق فجعلناهم غثاء فُبعداً للقوم الظالمين)
هذه الآيات كلها في قوم عاد مع رسولهم هود عليه الصلاة والسلام.
وانظر سورة الأعراف الآيات (65-72) وسورة هود الآيات (50-60) وسورة الشعراء الآيات (123-140) وسورة الأحقاف (21-26) . وفي هذه الآيات تفصيل يكمل بعضه بعضها لبيان قصة هود مع قومه.
قوله تعالى (أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم تراباً وعظاماً أنكم مخرجون) انظر سورة الرعد آية (5) وتفسيرها، وسورة الإسراء آية (49-50) وتفسيرها.
قوله تعالى (هيهات هيهات لما توعدون)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، في قوله (هيهات هيهات) يقول: بعيد بعيد.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة ففي قوله (هيهات هيهات لما توعدون) قال: يعني البعث.
قوله تعالى (إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ)
انظر سورة الإسراء آية (49-50) وتفسيرهما.
قوله تعالى (فجعلناهم غثاء)
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد (غثاء) كالرميم الهامد الذي يحتمل السيل. يعني به ثمود.
قوله تعالى (ثم أرسلنا رسلنا تترى)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله (ثم أرسلنا رسلنا تترى) يقول: يتبع بعضها بعضاً.