الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قوله تعالى (قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا
(72)
إِنَّا آَمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى)
انظر سورة الشعراء آية (50-51) .
قوله تعالى (إنه من يأت ربه مجرما فإن له نار جهنم لا يموت فيها ولا يحيى)
قال مسلم: وحدثي نصر بن علي الجهضمي، حدثنا بِشر -يعني ابن المفضل-، عن أبي مسلمة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما أهل النار الذين هم أهلها، فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون.
ولكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم -أو قال بخطاياهم- فأماتهم إماتة، حتى إذا كانوا فحما، أذن بالشفاعة، فجيء بهم ضبائر ضبائر. فبُثوا على أنهار الجنة، ثم قيل: يا أهل الجنة أفيضوا عليهم، فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل" فقال رجل من القوم: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان بالبادية.
(الصحيح 1/172-173 ح 185- ك الإيمان، في إثبات الشفاعة وإخراج الموحدين من النار) .
وانظر تتمة قول السحرة الذين آمنوا بموسى عليه السلام، وتحديهم لفرعون، في سورة الأعراف آية (125-126) .
قوله تعالى (ولقد أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى)
قال الشيخ الشنقيطي: ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه أوحى إلى نبيه موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام أن يسري بعباده، وهم بنو إسرائيل فيخرجهم من قبضة فرعون ليلاً، وأن يضرب لهم طريق في البحر يبسا، أي يابسا لا ماء فيه ولا بلل، وأنه لا يخاف من فرعون وراءه أن يناله بسوء. ولا يخشى البحر أمامه أن يغرق قومه. وقد أوضح هذه القصة في غير هذا الموضع كقوله في سورة الشعراء (وأوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي إنكم متبعون فأرسل فرعون في المدائن حاشرين إن هؤلاء لشرذمة قليلون وإنهم لنا لغائظون وإنا
لجميع حاذرون فأخرجنهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم كذلك وأورثناها بني إسرائيل فأتبعوهم مشرقين فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون قال كلا إن معي ربي سيهدين فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم) .
قال البخاري: حدثني يعقوب بن إبراهيم، حدثنا روح، حدثنا شعبة، حدثنا أبو بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:"لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، واليهود تصوم عاشوراء، فسألهم فقالوا؟ هذا اليوم الذي ظهر فيه موسى على فرعون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "نحن أولى بموسى منهم فصوموه".
(صحيح البخاري 8/288- ك التفسير- سورة طه، ب (الآية) ح 4737) .
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله (يبسا)، قال: يابسا.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله (لا تخاف دركا ولا تخشى) يقول: (لا تخاف) من آل فرعون (دركا ولا تخشى) من البحر غرقا.
قوله تعالى (وأضل فرعون قومه وما هدى)
قال الشيخ الشنقيطي: يعني أن فرعون أضل قومه عن طريق الحق وما هداهم إليها. وهذه الآية الكريمة بين الله فيها كذب فرعون في قوله (قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد) ومن الآيات الموضحة لذلك قوله تعالى (ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وملئه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد يقدم قومه يوم القيمة فأوردهم النار بئس الورد المورود) .
قوله تعالى (يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الأيمن ونزلنا عليكم المن والسلوى)
انظر سورة البقرة آية (57) وفيها بيان المن والسلوى، وانظر آية (51) لبيان المواعدة.
قوله تعالى (كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله (ولا تطغوا فيه)، يقول: ولا تظلموا.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة قوله (فيحل عليكم غضبي) يقول: فينزل عليكم غضبي.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله (فقد هوى)، يقول: فقد شقى.
قوله تعالى (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله (وإني لغفار لمن تاب) من الشرك (وآمن)، يقول: وحد الله (وعمل صالحاً)، يقول: أدى فرائضي.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله (ثم اهتدى)، يقول: لم يشكك.
قوله تعالى (قال فإنا قد فتننا قومك من بعدك وأضلهم السامري فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي)
قال الحاكم: أخبرني أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم الحنظلي، ثنا جعفر بن محمد بن شاكر، ثنا عفان، ثنا أبو عوانة -وأخبرنا- أبو الحسين، ثنا جعفر، ثنا سعد بن عبد الحميد، ثنا هشام عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ورحم الله موسى ليس المعاين كالمخبر أخبره ربه أن قومه فتنوا بعده فلم يلق الألواح فلما رآهم وعاينهم ألقى الألواح".
(وصححه الحاكم في (المستدرك 2/380- ك التفسير- سورة طه. ووافقه الذهبي) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله (فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا) : أي حزينا على ما صنع قومه من بعده.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله (موعدي) قال: عهدي، وذلك العهد والموعد هو ما بيناه قبل.
قوله تعالى (قالوا ما أخلفنا موعدك بملكنا ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم فقذفناها فكذلك ألقى السامري)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله (ما أخلفنا موعدك بملكنا)، يقول: بأمرنا.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله (أوزارا)، قال: أثقالا.
وقوله (من زينة القوم)، قال: هي الحلي التي استعاروها من آل فرعون فهي الأثقال أو الأنفال.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله (فقذفناها) قال: فألقيناها (فكذلك ألقى السامري) : كذلك صنع.
قوله تعالى (فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسي)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (فنسي) يقول: قال السامري: موسى نسى ربه عندكم. وهو اختيار الطبري.
وانظر في الآيات التالية (95-97) من السورة نفسها لبيان صنيع السامري وبين في سورة الأعراف آية (148) أن العجل من حليم أي من الذهب.
قوله تعالى (أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا)
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد (ألا يرجع إليهم قولا) ، العجل.
قوله تعالى (ولقد قال لهم هارون من قبل إنما فتنتم به)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي (قال لهم هارون من قبل إنما فتنتم به)، يقول: إنما ابتليتم به، يقول: بالعجل.
قوله تعالى (قال فما خطبك يا سامري)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي (قال فما خطبك يا سامري) قال: مالك يا سامري.
قوله تعالى (قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها)
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله (فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها)، قال: من تحت حافر فرس جبرئيل نبذه السامري على حلية بني إسرائيل، فانسبك عجلا جسدا له خوار، حفيف الريح فيه فهو خواره، والعجل: ولد البقرة.
قوله تعالى (قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مِساس وإن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا)
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله (فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس)، قال: عقوبة له.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (وإن لك موعدا لن تخلفه) يقول: لن تغيب عنه.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله (ظلت عليه عاكفا) الذي أقمت عليه.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله (ثم لننسفنه في اليم نسفا)، يقول: لنذرينه في البحر.
قوله تعالى (يوم القيامة وزرا)
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله (يوم القيامة وزرا) قال: إثما.
قوله تعالى (وساء لهم يوم القيامة حملا)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله (وساء لهم يوم القيامة حملا)، يقول: بئسما حملوا.
قوله تعالى (يتخافتون بينهم)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله (يتخافتون بينهم)، يقول: يتسارون بينهم.
قوله تعالى (فيذرها قاعا صفصفا)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله (قاعا صفصفا)، يقول: مستويا لانبات فيه.
قوله تعالى (لا ترى فيها عوجا ولا أمتا)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله (لا ترى فيها عوجا ولا أمتا)، يقول: واديا، ولا أمتا: يقول: رابية.
قوله تعالى (وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله (وخشعت الأصوات للرحمن)، يقول: سكنت.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله (فلا تسمع إلا همسا)، يقول: الصوت الخفي.
قوله تعالى (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (يعلم ما بين أيديهم) من أمر الساعة (وما خلفهم) من أمر الدنيا.
قوله تعالى (وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله (وعنت الوجوه للحي القيوم)، يقول: ذلت.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله (وقد خاب من حمل ظلما)، قال: من حمل شوكا.
قوله تعالى (ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما)
قال الشيخ الشنقيطي: قوله تعالى (ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا هضما) ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن من يعمل من الصالحات وهو مؤمن بربه فلا يخاف ظلما ولا هضما. وقد بين هذا المعنى في غير هذا الموضع؛ كقوله تعالى (إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما) وقوله (إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله (ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن) وإنما يقبل الله من العمل ما كان في إيمان.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله: (فلا يخاف ظلما ولا هضما)، قال: لا يخاف ابن آدم يوم القيامة أن يظلم فيزاد عليه في سيئاته ولا يظلم فيهضم في حسناته.
قوله تعالى (وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) ما حذروا به من أمر الله وعقابه، ووقائعه بالأمم قبلهم (أو يحدث لهم) القرآن (ذكرا) أي جداً وورعا.
وانظر سورة فصلت آية (3) .
قوله تعالى (ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما)
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله (ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه) قال: لا تتله على أحد حتى نبينه لك.
قال الشيخ الشنقيطي: قوله تعالى (ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما) كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جاءه جبريل بالوحي كلما قال جبريل آية قالها معه صلى الله عليه وسلم من شدة حرصه على حفظ القرآن؛ فأرشده الله في هذه الآية إلى ما ينبغي. فنهاه عن العجلة بقراءة القرآن مع جبريل بل أمره أن ينصت لقراءة جبريل حتى ينتهي ثم يقرؤه هو بعد ذلك فإن الله ييسر له حفظه. وهذا المعنى المشار إليه في هذه الآية أوضحه الله في غير هذا الموضع كقوله في القيامة (لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرانه ثم إن علينا بيانه) .
قوله تعالى (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما)
قال الشيخ الشنقيطي: قوله (ولقد عهدنا إلى آدم) أي أوصيناه ألا يقرب تلك الشجرة. وهذا العهد إلى آدم الذي أجمله هنا بينه في غير هذا الموضع كقوله في البقرة (وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين) فقوله (ولا تقربا هذه الشجرة) هو عهده إلى آدم المذكور هنا.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي)، يقول: فترك.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله (ولم نجد له عزما) أي: صبرا.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله (ولم نجد له عزما)، يقول: لم نجعل له عزما.
قوله تعالى (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى)
انظر سورة البقرة آية (34) وتفسيرها.
قوله تعالى (فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقى)
انظر سورة البقرة آية (35) وتفسيرها.
قال البخاري: حدثنا قتيبة، حدثنا أيوب بن النجار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"حاجّ موسى آدم فقال له: أنت الذي أخرجت الناس من الجنة بذنبك وأشقيتهم؟ قال: قال آدم: يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه، أتلومني على أمر كتبه الله على قبل أن يخلقني، أو قدّره عليّ قبل أن يخلقني؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فحجّ آدم موسى".
(صحيح البخاري 8/288 ح 4738- ك التفسير، سورة طه) ، (صحيح مسلم 4/2043 ح 15- ك القدر) .
قوله تعالى (وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله (وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى) يقول: لا يصيبك فيها عطش ولا حر.
قوله تعالى (فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي (قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى) إن أكلت منها كنت ملكا مثل الله (أو تكونا من الخالدين) فلا تموتان أبدا.
قال الشيخ الشنقيطي: الفاء في قوله (فأكلا) تدل على أن سبب أكلهما هو وسوسة الشيطان المذكورة قبله في قوله (فوسوس إليه الشيطان) أي: فأكلا منها بسبب تلك الوسوسة. وكذلك الفاء في قوله (فبدت لهما سوءاتهما) تدل على أن سبب ذلك هو أكلهما من الشجرة المذكورة، فكانت وسوسة الشيطان سببا للأكل من تلك الشجرة، وكان الأكل منها سببا لبدو سوءاتهما.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله (وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة) يقول: يوصلان عليهما من ورق الجنة.
قوله تعالى (وعصى آدم ربه فغوى)
انظر حديث البخاري عن أبي هريرة عند آية (117) سورة طه.
قوله تعالى (ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى)
انظر تفسيرها في سورة البقرة آية (37) قوله تعالى (فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم) .
قوله تعالى (
…
فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى)
أخرج ابن أبي شيبة عن أبي خالد الأحمر عن عمرو بن قيس عن عكرمة عن ابن عباس: ضمن الله لمن تبع القرآن أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة ثم تلا (فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى) .
(المصنف 13/371 ح 1663) وأخرجه أبو الفضل عبد الرحمن الرازي في فضائل القرآن ح 84، من طريق ابن أبي شيبة وحسنه المحقق) وأخرجه الحاكم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس بنحوه، وصححه ووافقه الذهبي (المستدرك 2/381) .
قوله تعالى (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا)
قال ابن حبان: أخبرنا أبو خليفة، قال: حدثنا أبو الوليد قال: حدثنا حماد ابن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله جل وعلا:(فإن له معيشة ضنكا)، قال: عذاب القبر.
(الإحسان 7/388-389 ح 3119) . وأخرجه الحاكم (المستدرك 1/381) من طريق أبي داود السجستاني عن أبي الوليد به. وسكت عنه هو والذهبي. وحسن الشيخ الأرنؤوط إسناده في حاشية الإحسان. وأخرج له الحاكم شاهدا من حديث أبي سعيد (المستدرك 2/381) وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق حماد بن سلمة به، نقله ابن كثير وقال: إسناد جيد (التفسير 5/317) .
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله تعالى (معيشة ضنكا) قال: الضنك الضيق، يقال: ضنكا في النار.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله (فإن له معيشة ضنكا)، يقول: الشقاء.
قوله تعالى (ونحشره يوم القيامة أعمى)
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله (ونحشره يوم القيامة أعمى)، قال: عن الحجة.
قال أبو جعفر: والصواب من القول في ذلك ما قال الله تعالى ذكره، وهو أنه يحشر أعمى عن الحجة ورؤية الشيء كما أخبر جل ثناؤه فعم ولم يخصص.
قوله تعالى (قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا)
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد (وقد كنت بصيرا) في الدنيا بصيرا بحجتي.
قوله تعالى (قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة: (قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى)، قال: نسي من الخير ولم ينس من الشر.
قوله تعالى (وكذلك نجزي من أسرف)
قال الشيخ الشنقيطي: قوله تعالى (وكذلك نجزي من أسرف) ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أنه يجازي المسرفين ذلك الجزاء المذكور وقد دل مسلك الإيماء والتنبيه على أن ذلك الجزاء لعلة إسرافهم على أنفسهم في الطغيان والمعاصي، وبين في غير هذا الموضع أن جزاء الإسراف النار وذلك في قوله تعالى (وأن المسرفين هم أصحاب النار) وبين في موضع آخر أن محل ذلك إذا لم ينيبوا إلى الله ويتوبوا إليه وذلك في قوله (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) إلى قوله (وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب) الآية.
قوله تعالى (ولعذاب الآخرة أشد وأبقى)
قال الشيخ الشنقيطي: قوله تعالى (ولعذاب الآخرة أشد وأبقى) ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن عذاب الآخرة أشد وأبقى أي أشد ألما وأدوم من عذاب الدنيا، ومن المعيشة الضنك التي هي عذاب القبر. وقد أوضح هذا المعنى في غير هذا الموضع؛ كقوله تعالى (ولعذاب الآخرة أشق ومالهم من الله من واق) .
قوله تعالى (أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات لأولي النهى)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله (كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم) لأن قريشا كانت تتجر إلى الشام، فتمر بمساكن عاد وثمود ومن أشبههم، فترى آثار وقائع الله تعالى بهم.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله (لأولي النهي)، بقول: التقى.
قوله تعالى (ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى)
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله (ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى) الأجل المسمى: الدنيا.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله (لكان لزاما)، يقول: موتا.
قوله تعالى (فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى)
قال البخاري: حدثنا مسدد قال: حدثنا يحيى عن إسماعيل، حدثنا قيس قال لي جرير بن عبد الله: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى القمر ليلة البدر فقال: "أما إنكم سترون ربكم كما ترون هذا لا تضامون -أو لا تضاهون- في رُؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا" ثم قال (فسبّح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها) .
(صحيح البخاري 2/63- ك مواقيت الصلاة- ب فضل صلاة الفجر ح 573) .
قال مسلم: وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق بن إبراهيم، جميعاً عن وكيع. قال أبو كريب: حدثنا وكيع، عن ابن أبي خالد ومسعر والبختري بن المختار. سمعوه من أبي بكر بن عمارة بن رُؤيبة عن أبيه. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل
غروبها" يعني الفجر والعصر. فقال له رجل من أهل البصرة: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. قال الرجل: وأنا أشهد إني سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم. سمعته أذناي ووعاه قلبي.
(الصحيح 1/440 ح 634 ك المساجد، ب فضل صلاة الصبح والعصر
…
) .
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله (فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس)، قال: هي صلاة الفجر (وقبل غروبها)، قال: صلاة العصر (ومن آناء الليل)، قال: صلاة المغرب والعشاء (وأطراف النهار) قال: صلاة الظهر.
قوله تعالى (زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم ليه ورزق ربك خير وأبقى)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله (زهرة الحياة الدنيا) : أي زينة الحياة الدنيا.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله (لنفتنهم فيه)، قال: لنبتليهم فيه (ورزق ربك خير وأبقى) مما متعنا به هؤلاء من هذه الدنيا.
قوله تعالى (نحن نرزقك والعاقبة للتقوى)
قال ابن ماجة: حدثنا محمد بن بشار، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة عن عُمر بن سليمان قال: سمعت عبد الرحمن بن أبان بن عثمان بن عفان عن أبيه؛ قال: خرج زيد بن ثابت من عند مَرْوان، بنصف النهار. قلتُ: ما بعث إليه، هذه الساعة، إلا لشيء سأل عنه. فسألته، فقال: سألنا عن أشياء سمعناها من رسول الله صلى الله عليه وسلم. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من كانت الدنيا همه، فرق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومَن كانت الآخرة نيته، جمع الله له أمره، وجعل غِناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة".
(السنن 2/1375 - ك الزهد، ب الهم بالدنيا ح 4105) قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات رواه أبو داود الطيالسي عن شعبة بنحوه ورواه الطبراني بإسناد لا بأس به ورواه ابن حبان في صحيحه بنحوه ورواه أبو يعلى الموصلي من طريق أبان بن عثمان عن زيد بن ثابت وله شاهد عن حديث أبي هريرة رواه الترمذي في الجامع وابن ماجة. (مصباح الزجاجة 2/321) . وقال الألباني: صحيح. (صحيح ابن ماجة 2/393) . ذكره ابن كثير (5/322) . وقال الحافظ العراقي. إسناد جيد (تخريج الأحياء 6/2387 وعزاه الهيثمي إلى الطبراني في (الأوسط) ثم قال: ورجاله وثقوا (مجمع الزوائد 10/247) .
قوله تعالى (أولم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى)
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله (أولم تأتهم بينة ما في الصحف الأولى)، قال: التوراة والأنجيل.
وقد بين الله تعالى إن الصحف الأولى هي صحف إبراهيم وموسى عليهما السلام كما في نهاية سورة الأعلى، وقد فصل الله عز وجل بعض ما في صحف إبراهيم وموسى قال تعالى (أم لن ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم الذي وفي
…
) الآيات: 36-54.
قوله تعالى (ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى)
انظر حديث أحمد عن الأسود بن سريع المتقدم عند الآية (15) من سورة الإسراء وفيه: "وأما الذي مات في الفترة فيقول: رب ما أتاني لك رسول".
قال الشيخ الشنقيطي: قوله تعالى (ولو أنا أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى) هذه الآية تشير إلى معناها آية القصص التي هي قوله تعالى (ولولا أن تصيبهم مصيبة بما قدمت أيديهم فيقولوا ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك ونكون من المؤمنين) وأن تلك الحجة التي يحتجون بها لو لم يأتهم نذير هي المذكورة في قوله تعالى (لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل) .
قوله تعالى (قل كل متربص فتربصوا)
قال الشيخ الشنقيطي: أمر الله جل وعلا نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الآية الكريمة: أن يقول للكفار الدين يقترحون عليه الآيات عنادا وتعنتا: كل منا ومنكم متربص أي منتظر ما يحل بالآخر من الدوائر كالموت والغلبة. وقد أوضح في غير هذا الموضع أن ما ينتظره النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والمسلمون كله خير؛ لعكس ما ينتظر ويتربص الكفار؛ كقوله تعالى (قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون) ، وقوله (ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرما ويتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء) الآية، إلى غير ذلك من الآيات. والتربص: الانتظار.