الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة".
(السنن 4/601-602- ك الزهد، ب ما جاء في الصبر على البلاء ح 2398) وقال: حديث حسن صحيح) . وأخرجه الدارمي في سننه (2/320- ك الرقاق، ب أشد الناس بلاء)، والحاكم في المستدرك (1/41) كلاهما من طريق: سفيان، عن عاصم به نحوه. وأخرجه ابن حبان (الإحسان 4/253 ح 2910) من طريق هدبة بن خالد، عن حماد به. وأخرجه الضياء المقدسي في (المختارة 3/252-255 ح 1056-1059) من طرق عن عاصم به. قال محققه في جميع هذه الروايات: إسناده صحيح، وعزاه العراقي للطبراني وصحح إسناده (تخريج الأحياء 5/2100 ح 3310) .
قوله تعالى (وآتيناه أهله ومثلهم معهم)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (وآتيناه أهله ومثلهم معهم) قال الحسن وقتادة: أحيا الله أهله بأعيانهم، وزاده إليهم مثلهم.
انظر سورة ص آية (41-44) للمزيد عن أيوب عليه الصلاة والسلام.
قوله تعالى (وإسماعيل وإدريس وذا الكفل)
انظر سورة مريم آية (56-57) .
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد، في قوله (وذا الكفل) قال رجل صالح غير نبي تكفل لنبي قومه أن يكفيه أمر قومه، ويقيمه لهم، ويقضى بينهم بالعدل، ففعل ذلك فسمي ذا الكفل.
وقد رجح ابن كثير أن ذا الكفل نبي وتوقف الطبري في ذلك.
قوله تعالى (وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)
قال الترمذى: حدثنا محمد بن يحيى. حدثنا محمد بن يوسف. حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن إبراهيم بن محمد بن سعد عن أبيه عن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له".
(السنن 5/528- ك الدعوات ح 3505) وأخرجه أحمد (المسند 1/170) والحاكم في (المستدرك 2/382-3
83
- ك التفسير) من طريق محمد بن علي الرقي عن محمد بن يوسف به، وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وأخرجه الضياء المقدسي في المختارة (3/233-236 ح 1040-1042) من طرق عن يونس بن أبي إسحاق به مطولاً، وصحح محققه أسانيدها. وصححه أحمد شاكر في حاشيته على المسند (ح 1462) ، وصحح إسناده الألباني (صحيح سنن الترمذي ح 2785) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله (فظن أن لن نقدر عليه) يقول: ظن أن لن يأخذه العذاب الذي أصابه.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة، قوله (فنادى في الظلمات) ظلمة الليل، وظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت.
قوله تعالى (فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين)
انظر تفاصيل قصة يونس في سورة الصافات آية (139-148) .
قوله تعالى (وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يُسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين)
انظر لبيان قصة زكريا عليه السلام سورة آل عمران الآيات (37-41) وسورة مريم الآيات (2-11) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله (وأصلحنا له زوجه) كانت عاقرا، فجعلها ولودا، ووهب له منها يحيى.
أخرج البستي بسنده الحسن عن الحسن في قوله في قصة زكريا (ويدعوننا رغبا ورهبا) قال: ذلك لأمر الله - جل اسمه.
قوله تعالى (والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين)
انظر سورة مريم الآيات (16-34) ، وسورة التحريم آية (12) .
قوله تعالى (إن هذه أمتكم أمة واحدة)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله (أمتكم أمة واحدة) يقول: دينكم دين واحد.
قوله تعالى (حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون)
قال البخاري: حدثنا أحمد: حدثنا أبي، حدثنا إبراهيم، عن الحجاج بن حجاج، عن قتادة، عن عبد الله بن أبي عتبة، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ليحجّن البيتُ وليعتمرنَّ بعد خروج يأجوج ومأجوج" تابعه أبان وعمران عن قتادة. وقال عبد الرحمن عن شعبة قال: "لا تقوم الساعة حتى لا يُحجّ البيتُ". والأول أكثر. سمع قتادة عبدَ الله وعبدُ الله أبا سعيد.
(الصحيح 3/531 ح 1593) - ك الحج- ب قول الله تعالى (جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس
…
)) .
قال ابن ماجة: حدثنا أبو كريب. ثنا يونس بن بكر، عن محمد بن إسحاق حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد، عن أبي سعيد الخدري؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"تفْتح يأجوج ومأجوج. فيخرجون كما قال الله تعالى (وهم من كل حدب ينسلون) . فيعمّون الأرض. وينحاز منهم المسلمون. حتى تصير بقية المسلمين في مدائنهم وحصونهم، ويضمّون إليهم مواشيهم، حتى إنهم ليمرون بالنهر فيشربونه، حتى ما يذرون فيه شيئا. فيمر آخرهم على أثرهم. فيقول قائلهم: لقد كان بهذا المكان، مرة، ماء. ويظهرون على الأرض. فيقول قائلهم: هؤلاء أهل الأرض، قد فرغنا منهم. ولننازلنّ أهل السماء. حتى إن أحدهم ليهز حربته إلى السماء، فترجع مخضّبة بالدم. فيقولون: قد قتلنا أهل السماء، فبينما هم كذلك. إذ بعث الله دواب كنغف الجراد. فتأخذ بأعناقهم فيموتون موت الجراد. يركب بعضهم بعضاً. فيُصبح المسلمون لا يسمعون لهم حِسا. فيقولون: مَن رجل يشري نفسه، وينظر ما فعلوا؟ فينزل منهم رجل قد وطّن نفسه على أن يقتلوه. فيجدهم موتى. فيناديهم: ألا أبشروا. فقد هلك عدوكم فيخرج الناس ويخلون سبيل مواشيهم. فما يكون لهم رعي إلا لحومهم. فتشكَر عليها، كأحسن ما شكرت من نبات أصابته قط".
(السنن- الفتن، باب فتنة الدجال وخروج عيسى ابن مريم وخروج يأجوج ومأجوج- 2/1363 ح 4079) ، وأخرجه أحمد من طريق محمد بن إسحاق به، نحوه (المسند 3/77) . وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، رواه الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي سعيد أيضا، ورواه أبو يعلى الموصلي في مسنده ثنا عقبة ثنا يونس فذكره بتمامه، ثم رواه من طريق محمود بن لبيد بن الأشهل. عن أبي سعيد مرفوعا فذكره. وأخرجه ابن حبان في صحيحه (الإحسان 15/244-245 ح 6830) من طريق يعقوب بن إبراهيم ابن سَعْد عن أبيه عن ابن إسحاق به. ورواه الحاكم في المستدرك عن محمد بن يعقوب عن أحمد بن عبد الجبار عن يونس بن بكير به، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم. (مصباح الزجاجة 2/311) وقال الألباني: حسن صحيح (صحيح ابن ماجة 2/388) . ذكره ابن كثير (5/367) .
قال ابن ماجة: حدثنا محمد بن بشار. ثنا يزيد بن هارون. ثنا العوام بن حوشب. حدثني جبلة بن سحيم عن مؤثر بن عفازة، عن عبد الله بن مسعود قال: لما كان ليلة أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم لقي إبراهيم وموسى وعيسى. فتذاكروا الساعة. فبدأوا بإبراهيم. فسألوه عنها. فلم يكن عنده منها علم. ثم سألوا موسى. فلم يكن عنده منها علم. فرد الحديث إلى عيسى بن مريم. فقال: قد عهد إلي فيما دون وجبتها. فأما وجبتها. فلا يعلمها إلا الله. فذكر خروج الدجال. قال: فأنزل فأقتله. فيرجع الناس إلى بلادهم. فيستقبلهم يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون. فلا يمرون بماء إلا شربوه. ولا بشيء إلا أفسدوه. فيجأرون إلى الله. فأدعو الله أن يميتهم. فتنتن الأرض من ريحهم. فيجأرون إلى الله. فأدعو الله. فيرسل السماء بالماء. فيحملهم فيلقيهم في البحر. ثم تنسف الجبال وتمد الأرض مد الأديم. فعهد إلي: متى كان ذلك، كانت الساعة من الناس. كالحامل التي لا يدري أهلها متى تفجؤهم بولادتها.
قال العوَّام: وَوجد تصديق ذلك في كتاب الله (حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون) .
(السنن 2/1365 ح 4081- ك الفتن، ب فتنة الدجال
…
) وأخرجه أحمد (المسند ح 3556) عن هشيم. والطبري (التفسير 16/27-28) من طريق أحمد بن إبراهيم عن هشيم. والحاكم (المستدرك 4/488-489) من طريق يزيد بن هارون، كلاهما عن العوام بن حوشب عن جبلة به. قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وقال البوصيري: إسناده صحيح رجاله ثقات، ومؤثر بن عفازة ذكره ابن حبان في الثقات، وباقي رجال الإسناد ثقات (انظر سنن ابن ماجة) وقال محقق المسند: إسناده صحيح.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله (من كل حدب ينسلون) قال: جمع الناس من كل مكان جاءوا منه يوم القيامة، فهو حدب.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله:(من كل حدب ينسلون) يقول: من كل شرف يقبلون.
قوله تعالى (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون لهم فيها زفير وهم فيها لايسمعون إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون)
قال الحاكم: حدثنا أبو العباس قاسم بن القاسم السياري ثنا محمد بن موسى ابن حاتم ثنا علي بن الحسن بن شقيق ثنا الحسين بن واقد عن يزيد النحوى عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون) فقال المشركون الملائكة وعيسى وعزير يعبدون من دون الله فقال: لو كان هؤلاء الذين يعبدون آلهة ما وردوها قال: فنزلت (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون) عيسى وعزير والملائكة.
هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. (المستدرك 2/384-385- ك التفسير) وصححه الذهبي، وفي سنده محمد بن موسى بن حاتم تكلم فيه ولكنه توبع فقد أخرجه الطبراني في (المعجم الكبير 12/153 ح 12739) ، والطحاوي (شرح مشكل الآثار 3/15-16 ح 986) ، والواحدي (أسباب النزول ص 353) كلهم من طريق علي بن المديني عن يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عياش عن عاصم عن أبي رزين عن أبي يحيى عن ابن عباس، وأخرجه الطبري (التفسير 17/97) ، وابن أبي حاتم (كما في تفسير ابن كثير 3/198) من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد، في قول الله (حصب جهنم) قال: حطبها.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد، في قوله (أولئك عنها مبعدون) قال: عيسى، وعزير، والملائكة.
قوله تعالى (
…
لا يحزنهم الفزع الأكبر)
الفزع الأكبر هو عند النفخ في الصور كما في قوله تعالى (ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله) سورة النمل آية (87) وانظر تفسيرها هناك
قوله تعالى (وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون)
قال الشيخ الشنقيطي: قوله تعالى (وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون) ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن عباده المؤمنين الذين سبقت لهم منه الحسنى (تتلقاهم الملائكة) أي تستقبلهم بالبشارة وتقول لهم (هذا يومكم الذي كنتم توعدون) أي توعدون فيه أنواع الكرامة والنعيم قيل: تستقبلهم على أبواب الجنة بذلك وقيل عند الخروج من القبور كما تقدم. وما ذكره جل وعلا من استقبال الملائكة لهم بذلك بينة في غير هذا الموضع كقوله في فصلت (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم) .
قوله (يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين)
أخرج الطبري وعبد الرزاق بسنديهما الحسن عن ابن عباس، قوله (كطي السجل للكتب يقول: كطي الصحيفة على الكتاب.
قال البخاري: حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن المغيرة بن النعمان -شيخ من النخَع- عن سعيد بن جُبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلا (كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين) ثم إن أول من يُكسى يوم القيامة إبراهيم، ثم يجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا ربّ أصحابي، فيقال: لا تدرى ما أحدثوا بعدك. فأقول كما قال العبد الصالح (وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم) إلى قوله (شهيد) فيقال: إن هؤلاء الذين لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم".
(صحيح البخاري 8/292- ك التفسير، سور الأنبياء، ب (الآية) ح 4740) ، (وصحيح مسلم 4/2194 ح 58- ك الجنة وصفة نعيمها وأهللها، ب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة ح 4740) .
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد (أول خلق نعيده) قال: حفاة عراة غلفا.
قوله تعالى (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون)
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد (الزبور) قال: الكتاب (من بعد الذكر) قال: أم الكتاب عند الله.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله (أن الأرض) قال: الجنة (يرثها عبادي الصالحون) .
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن عبد الرحمن بن زيد، في قوله (أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) قال: الجنة.
قوله تعالى (إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله (إن في هذا لبلاغا لقوم عابدين) يقول: عاملين.
قوله تعالى (فإن تولوا فقل آذنتكم على سواء)
قال الشيخ الشنقيطي: قوله (فإن تولوا) أي أعرضوا وصدوا عما تدعوهم إليه (فقل آذنتكم على سواء) أي أعلمتكم أني حرب لكم كما أنكم حرب لي برئ منكم كما أنتم برآء مني وهذا المعنى الذي دلت عليه هذه الآية أشارت إليه آيات أخر كقوله (وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء) أي ليكن علمك وعلمهم بنبذ العهود على السواء وقوله تعالى (فإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا برئ مما تعملون) وقوله (آذنتكم) الأذان الإعلام ومنه الأذان للصلاة وقوله تعالى (وأذان من الله) الآية، أي إعلام منه، وقوله (فأذنوا بحرب من الله) الآية، أي أعلموا.