الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والطهر وتمقت الظلم والباطل: نفتح للمسلم مدارسنا ونتلقاه في مستشفياتنا ونعرض عليه محاسن لغتنا ثم نقف أمامه منتظرين النتيجة بصبر وتعلق بأهداب الأمل إذ المسلم هو الذي امتاز بين الشعوب الشرقية بالاستقامة والشعور بالمحبة ومعرفة الجميل.
بهذه الطريقة فقط يمكن للمبشر أن يدخل إلى قلوب المسلمين ولو أن أحدًا أظهر لنا شغفًا وميلاً عظيمًا إلى طرد كل العثمانيين من أوروبا ومن جهة الأرض كلها يجب أن نجيبه قائلين بل سنتحد إن شاء الله مع العثمانيين وندعوهم بكل إخلاص للاشتراك معنا في اقتباس أنوار النصرانية.
مَوْضُوعَاتٌ تَبْشِيرِيَّةٌ:
خاض المؤتمر بعد إتمامه الموضوع السابق في موضوعات كثيرة منها كيفية عرض العقيدة النصرانية
والمناظرة فيها والوسائل التي يجب التذرع بها لنشر مبادئها والتحكك بالنفوس الإسلامية والوقوف أمام صبغة الإسلام والصفات التي ينبغي أن يتصف بها مبشر المسلمين بالنصرانية والإنجيل.
ثم قال القسيس (ثرونتن) وعرض على المؤتمر هذه النظريات الأولية:
1 -
الشعب البسيط يلزمه إنجيل بسيط.
2 -
الشرق سئم المجادلات الدينية.
3 -
الشرق يحتاج إلى دين خلقي روحي.
واستنتج من هذه النظريات الأولية القواعد الآتية:
1 -
يجب أن لا نثير نزاعًا مع مسلم.
2 -
يجب أن لا يحرض مسلم على الموافقة والتسليم بمبادئ النصرانية إلا عرضًا وبعد أن يشعر المبشر بأنا الشروط الطبيعية والعقلية والروحية قد توفرت في ذلك المسلم.
3 -
إذا حدث سوء تفاهم حول الدين المسيحية فيجب أن يزال في الحال ولو أفضى الأمر إلى المناقشة.
أما (لفروا) أسقف مدينة لاهور فيرى أن المبشر الذي يعد نفسه لمجادلة المسلمين في أمور الدين يجب أن تتفوق فيه الصفات الخلقية والاستقامة التامة على المزايا العقلية، وأن يكون مقتنعًا بصحة البراهين التي يحتج بها وأن يكون صحيح المجاملة وأن يضع الأمل بالفوز على خصمه نصب عينيه ويحاول حمل خصمه على الرضوخ للحقيقة. وهذا الأسقف يستنكر قسوة التعاليم القديمة ويرى أنها كانت ترمي إلى التغلب
على العدو لا إلى اكتساب مودته. ثم قال: ويظهر لي أن كثيرًا من إخواننا المُبَشِّرِينَ يريدون أن يبشروا الناس برشقهم بالحجارة لا بعرض الحقيقة عليهم. نعم إن هذه الطريقة قد تفيد ولكني أشك في موافقتها للتبشير وبما ينتج عنها من الحالات النفسية.
وختم كلامه قائلاً: «يجب على المبشر أن يتذرع بالصبر والسكينة وأن يكون حاكمًا على عواطفه إلى الغاية القصوى. وأن لا يخالج نفسه أقل ريب في أنه هو الذي سيفوز» .
وهذا كان آخر مناقشات المؤتمر. ثم قام القسيس زويمر رئيس المؤتمر وقال: «إن انعقاد هذا المؤتمر كان بالتقريب نتيجة لأعمال (شأن التبشير المتطوعين) أما البحث في أحوال العالم الإسلامي وتشيره بالنصرانية فقد سبق الخوض فيه
في مؤتمر كلفلند. هذه الخريطة التي نراها أمامنا الآن موسومة باسم (خريطة تنصير العالم الإسلامي في هذا العصر) قد بعثت الأمل في قلوب ألوف من الطلبة في مؤتمر ناشفيل الذي انعقد في شهر فبراير (شباط) الماضي والتبشير متوقف على وجود زمرة من المُبَشِّرِينَ المتطوعين الذين يقفون حياتهم ويضحونها في هذا السبيل ثم ختم كلامه راجيًا أن يكون لندائه صدى في المدارس الجامعة في أوروبا وأمريكا».