الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ممالك النصرانية وانحطاط ممالك الإسلام كل ذلك تتمة لوسائل التعليم البروتستاني.
وقال المؤلف عن نتائج أعمال المُبَشِّرِينَ في بلاد العرب: إن من المتعذر تعيين نتائج هذه الأعمال الخيرية إلا أن مما يدعو إلى الاغتباط والسرور أننا اقتطفنا ثمرات أعمالنا في كل منطقة من مناطق التبشير. فالأوهام تبددت وحل محلها التسامح والاهتمام الحقيقي بالتعاليم النصرانية، وفي كل سنة تباع ألوف من نسخ الكتاب المقدس وكميات وافرة من الكتب والكراسات والمجلات.
ويهتم المُبَشِّرُونَ الآن بإقامة مستشفى في الشيخ عثمان، لأنه بينما كان عدد المرضى الذين عرضوا أنفسهم على أطباء المُبَشِّرِينَ يبلغ 2000 فقط فقد صاروا الآن 20.000.
فَارِسْ:
أنشأ القسيس «سان كلير تيسدال» تقريرًا عن التبشير
في فارس وهو لا يختلف عن التقارير المتعلقة بتبشير البلاد العثمانية من حيث قلة مادته.
بذلت إرساليات التبشير جهدها في بلاد فارس ونجحت في تبديد ما يعتقدونه في النصارى من أنهم مشركون بالله ويعبدون آلهة ثلاثة. وهذا الاعتقاد وقر في نفوس المسلمين لما يشاهدونه في الكنائس الشرقية والكاثوليكية إلا أنهم عادوا الآن فصاروا يفرقون بين الفرقتين النصرانيتين وتبين لديهم أن البروتستانية خالية من الوثنية فارتاحوا لها.
قال صاحب التقرير إنه لما عين سنة 1892 سكرتيرًا لجمعية تبشير الكنيسة كان الاعتقاد السائد هو أنه يستحيل أن يتنصر المسلم ويتعمد إلا إذا عَرَّضَ نفسه للموت. ولكن الاضطهاد قد خف الآن وصارت أبواب فارس مفتوحة للمبشرين بالإنجيل أكثر من
غيرها. واكتسب المُبَشِّرُونَ محبة الناس لهم بسبب الأعمال الطيبة التي تصدر عن المُبَشِّرِينَ فتجعل الأعداء أيضًا يعترفون بأن النصرانية مصدر عمل صالح. ومهما يكن عدد المُتَنَصِّرِينَ لا يزال قليلاً فإن هنالك جمعيات صغيرة مسيحية اندمج فيها المُتَنَصَّرونَ الفارسيون من نساء ورجال. وهذه الجمعيات الصغيرة منتشرة في كل مكان وصل إليه المبشرون، وفوق ذلك فإن عددًا عظيمًا من المسلمين ينتمي إلى النصرانية سِرًّا ويقال إن بينهم من لا يتأخر عن إعلان نصرانيته عندما تنتشر حرية الأديان في فارس.
والوسائل التي يتذرع بها المُبَشِّرُونَ هنا هي الإرساليات الطبية من نساء ورجال ورحلات المُبَشِّرِينَ والأعمال النسائية ورجال التبشير يتحككون بالمسلمين ويحاولون الحصول على مودتهم ويستخدمون فريقًا منهم
مكاتب التبشير ويدخلون معهم في المناقشات الدينية إلا أنهم لا يجرحون عواطفهم. والهمة لنشر الإنجيل والتوراة وسائر كتب التبشير باللغة الفارسية والاعتناء بتعليم الذين تنصروا ولا يزالوا في دور التجربة.
وأنكر القسيس زويمر على صاحب هذا التقرير إغفاله ذكر المدارس وما لها من التأثير إذ أن المدارس أحسن مَا يُعَوِّلُ عليه المُبَشِّرُونَ في التحكك بالمسلمين.
وقد قال أحد المبشرين: المدارس هي من أحسن الوسائل لترويج أغراض المُبَشِّرِينَ وقد كان عدد التلاميذ في المدرسة التبشيرية في طهران قبل سنتين فقط 40 إلى 50 فصاروا الآن 115 وكلهم يتلقون التربية النصرانية بكل إتقان. وكذلك الحال في مدرسة تبريز التي يديرها هذا القسيس، فقد كان فيها 3 تلاميذ من المسلمين ثم صاروا 50 ومثل ذلك مدرسة أوروبية