الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عمومية عاملة و433 جمعية لإعانتها و22 جمعية مختلفة.
وترد على صناديق إرساليات التبشير أموال كثيرة منها 60.500.000 فرنك في السنة تدخل في صناديق جمعيات التبشير البريطانية والإيرلندية و 67.000.000 فرنك في صناديق الجمعيات الأمريكية والكندية و 7.200.000 في صناديق الجمعيات الأسترالية والأفريقية. ولغة هذه الجمعيات كلها الإنكليزية. وأما إرساليات التبشير الأخرى فيرد على صناديقها 20.100.000فرنك.
أَقْوَالُ المَجَلَّةِ الإِنْكِلِيزِيَّةِ:
أما المجلة الثانية فهي مجلة " العالم الإسلامي " الإنكليزية التي تصدر منذ شهر فبراير سنة 1911 ويتولى إدارتها القسيس زويمر رئيس إرسالية البحرين. وقد استهل
عددها الأول بما يأتي:
تبين لنا من مراجعة مجلة " العالم الإسلامي" الفرنساوية و" مجلة الإسلام " الألمانية ومن " دائرة المعارف الإسلامية " الجديدة المحررة بثلاث لغات: أن زيادة العناية والاهتمام بأمر الإسلام تستدعي إصدار مجلة إنكليزية خاصة بالأبحاث الإسلامية ودرس أفكار المسلمين وعلاقاتهم بالكنيسة والخطة التي ينبغي انتهاجها مع المسلمين وإذا كانت الكنائس المسيحية تحاول التحكك بالإسلام فيجب عليها قبل كل شيء أن تعرف مركز الإسلام.
دخلنا بعد مؤتمر القاهرة في دور جديد ظهرت فيه أهمية تنصير المسلمين، وشعر زعماء التبشير بأن الكنيسة لا بد لها من سبر غور المسألة الإسلامية، وأن تحسن العناية بتربية المُبَشِّرِينَ وتتوقع خيرًا من أعمالهم.
ومهمة تنصير المسلمين تقضي بإيجاد ميدان مشترك للعمل تتضافر فيه الأفكار والأبحاث والمجهودات.
ومجلتنا تستحسن الاهتمام الشديد الذي أبداه مؤتمر إدنبرج، وستجتهد هي في متابعة البحث والمداولة في المسائل التي بحث المؤتمر فيها، وتواصل الجهد لجمع كلمة الذين يحبون المسلمين!! ويشتغلون لخيرهم!!
وهذه المجلة لا تمثل فرقة أو مذهبًا واحدًا من فرق الكنيسة وأحزابها بل هي ستكون واسعة الصدر سعة تامة.
وقد نشرت هذه المجلة مقالة بقلم المستر تشارلس وطسون تحت عنوان «العالم الإسلامي» قال فيها: إن من الخطأ الحكم على مؤتمر إدنبرج بأنه لم يهتم بالمسائل الإسلامية. لأن الغاية من عقد هذا المؤتمر هي البحث في مسائل العالم الخارج عن النصرانية والاهتمام بإيجاد
وحدة وتضامن بين المُبَشِّرِينَ في أعمالهم وإن نظرة واحدة توجه إلى قرارات المؤتمر تظهر لصاحبها الحظ الكبير الذي كان للمسائل الإسلامية من أعمال المؤتمر. فقد كان المؤتمر مُؤَلَّفًا من ثماني لجان اختصت الأولى والرابعة منها بالتوسع في بحث المسألة الإسلامية أما مهمة اللجنة الأولى فهي أن تبحث في المسائل الإسلامية من الوجهة الخارجية وفي إيجاد ميدان عام مشترك لأعمال المُبَشِّرِينَ واختيار خطة «الهجوم» و «الغارة» وتقرير هذه اللجنة يتضمن إحصاء متعلقًا بالمسلمين وعددهم ومبلغ ارتقائهم فِي كُلِّ قُطْرٍ.
ومما جاء في هذا الإحصاء أن في جزائر «ماليزيا» والهند الهولندية 36.000.000 مسلم وهم يزداد عددهم يومًا بعد يوم بقدر ما ينقص من عدد الوثنيين. وتبين للجنة أن المُبَشِّرِينَ في الهند وقفوا جُزْءًا من خمسة أجزاء من أعمالهم على تبشير المسلمين فيها. ولهذه
اللجنة فروع بحث بعضها في حال الإسلام في الشرق الأدنى وآسيا الوسطى. وقد جاء في تقارير هذه الفروع أن المُبَشِّرِينَ تعذر عليهم الخوض في المسألة الإسلامية ولكن أعضاء اللجنة يأملون زوال الصعوبات التي تقف في طريق إرساليات التبشير.
وجاء في تقرير اللجنة عن حالة الإسلام في إفريقيا: «إن الموقف فيها صار حَرِجًا لسرعة تقدم الإسلام من مركزه الواسع في الشمال ومعاقله التي في السواحل إلى الجنوب والغرب الأفريقي، والمُبَشِّرُونَ كانوا أخطأوا في تقديراتهم السابقة لأنه تبين لهم فيما بعد أن بعض البلاد التي كانوا يحسبونها خالية من الأديان المعروفة هي إما إسلامية محضة وإما أنها على أهبة الدخول في الإسلام» .
وتقول اللجنة: إن العداء الذي كان يظهره المسلمون للمبشرين قد خفت وطأته بالنسبة لما كانوا عليه.
ثم تناولت اللجنة البحث في الأمور الاجتماعية
الإسلامية التي تمهد السبيل لتنصير المسلمين فحضت جمعيات التبشير على توسيع نطاق التعليم الذي يشرف المُبَشِّرُونَ عليه. وحصرت قراراتها بجملتين اثنتين:
الأولى: أن ترقي الإسلام الذي يتهدد أفريقيا الوسطى يجعل الكنيسة تفكر في مسألة دقيقة وهي: هل ينبغي أن تكون القارة السوداء إسلامية أو نصرانية؟
الثانية: أن المسائل الإسلامية في الشرق على الخصوص صار لها مكان هام في أعمال المُبَشِّرِينَ عقب الانقلابات التي حدثت في بلاد الدولة العثمانية وفارس مع أنها لم تكن تهم الكنيسة قبل هذه الانقلابات إلا قليلاً، ولذلك أصبح من مقتضيات الظروف أن تقوم إرساليات التبشير بعمل ينطبق على المسائل الإسلامية.
هذا شيء من أعمال اللجنة الأولى. أما اللجنة الثانية فهي خاصة بتمهيد ميدان العمل لرجال الإكليروس
في إرساليات التبشير وقد أشارت إلى الإسلام عَرَضًا لأن كل المجهودات التي يبذلها المُبَشِّرُونَ لتأسيس كنائس يقوم بأكثر أعمالها أو بعضها المسلمون المُتَنَصَّرونَ فشلت تَمَامًا إلا في جزء من بلاد الهند الغربية.
واللجنة الثالثة خاضت في الأعمال المدرسية التي يقوم بها المُبَشِّرُونَ واكتفت بهذه الكلمة عن المسلمين فقالت:
اتفقت آراء سفراء الدول الكبرى في عاصمة السلطنة العثمانية على أن معاهد التعليم الثانوية التي أسسها الأوربيون كان لها تأثير على حل المسألة الشرقية يرجح على تأثير العمل المشترك الذي قامت به دول أوروبا كلها.
وقد كان للإسلام الحظ الوافر من مذكرات اللجنة الرابعة لأنها كانت مكلفة بالبحث في علاقات الإنجيل بالديانات الخارجة عن النصرانية والوسائل التي تظهر النصرانية على تلك الديانات المزاحمة لها. وتناولت هذه اللجنة البحث في الإسلام بصراحة ومجاملة فذكرت
ما ترى أنه موضع ضعف فيه وما للنصرانية عليه من المزايا مستندة على أقوال المُبَشِّرِينَ وَالمُتَنَصِّرِينَ.
وتداولت اللجنة الخامسة في كيفية تعليم المُبَشِّرِينَ وتربيتهم وألحت بضرورة تعليم المُبَشِّرِينَ في البلاد الإسلامية دين الإسلام ولغة تلك البلاد.
وأما اللجنة السادسة فبينت كيف تنظم إرساليات التبشير وذكرت شيئًا عن الإسلام وعلاقاته بإرساليات التبشير المدرسية للأمريكيين.
والموضوع الذي بحثته اللجنة السابعة هو علاقات المُبَشِّرِينَ بحكومات البلاد التي يبشرون فيها وموقف المُتَنَصِّرِينَ الوطنيين أمام حكوماتهم، خصوصًا في البلاد العثمانية وفارس. وانتقدت انتقادًا شديدًا على الخطة غير المسيحية التي تنتهجها بعض الدول الأوروبية مثل إنكلترا في النيجر والسودان وقالت: إنها خطة
من شأنها ترويج الإسلام والتزام طرفه.
أما اللجنة الثامنة من المؤتمر فقد خاضت في كيفية الاشتراك وتوحيد أعمال التبشير ولم تخض في المسألة الإسلامية إلا قليلاً حيث قالت في تقريرها: الأمر الذي لا مرية فيه أن المهمة الصعبة التي يقوم بها المُبَشِّرُونَ في البلاد الإسلامية لم تظهر في غاية الصعوبة إلا لأنه يعسر على جمعية تبشير واحدة أن تقوم بها ولكن وحدة العمل ستكون أحسن وأسرع حل لهذه المعضلة في إكمال مهمة التبشير.
وقد تناقش المؤتمر في المواضيع التي خاضت فيها اللجنة وكان للمعضلة الإسلامية حظ وافر إذ قام الدكتور القسيس «كارل كوم» الذي كان راجعًا من أفريقيا