الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلى استماع صوت المبشرين. ثم تقرر سَنَةَ 1907 أن تؤسس جمعية أخرى، لتبشر الكهول فأسست وأخذت تباشر أعمالها، وترفع التقارير بهذا الشأن.
هذا ملخص القسم الأول من كتاب المستر «بلس» ، فيما يتعلق بتاريخ إرساليات التبشير وأعمالها في بلاد الإسلام.
وأما القسم الثاني، فخاص بذكر مراكز تنظيم هذه الإرساليات، وإدراة أعمالها في كل قطر على حدة. وإلى القارئ ملخص هذا القسم.
أَفْرِيقْيَا:
قال المستر «بلس» : «إن الدين الإسلامي هو العقبة القائمة في طريق تقدم التبشير بالنصرانية في أفريقيا والمسلم
هو العدو اللَّدُودُ لنا، لأن انتشار الإنجيل لا يجد معارضًا لا من جهل السكان، ولا من وثنيتهم، ولا من مناضلة الأمم المسيحية وغير المسيحية. وليس خصمنا هو العربي الذي يرتاد البلاد للاتجار بالرقيق - لأن هذه التجارة صارت صعبة - بل إن هذا الخصم المعارض، هو الشيخ أو الدرويش صاحب النفوذ في أفريقيا، أكثر مما هو كذلك في فارس، فالشيخ والدرويش يجوبان شواطئ البحر الأحمر والنيجر، والمغرب، وواداي، ويبثان في الأهالي أن المهدي ينتظر ظهوره، وسينشر الإسلام في كل الأقطار. وقد ظهر مهدي منذ سنين فحارب الإنكليز ثم توفي فتولى الأمر بعده خليفة غُلِبَ على أمره.
أما الشيخ السنوسي، العدو الألد للنفوذ الفرنسي والإنكليزي فله تقاليد أخرى».
ويقول المستر «بلس» : «إن طلبة الأزهر، يعتقدون
بالمهدي. وأما المغاربة، فلا يزال يدور في خلدهم إمكان الجهاد، وهو يرى أن الملحمة الكبرى بين أوروبا والإسلام ستنشب في غربي أفريقيا أو في شمالها. ولا ينبغي أن نستدل على حقيقة هذه الملحمة المنتظرة بالقتال الذي حدث في السودان.
دخل المُبَشِّرُونَ الكاثوليك ربوع أفريقيا منذ القرن الخامس عشر، أي في أثناء الاكتشافات [البرتغالية] وبعد ذلك بكثير أخذت ترد إرساليات التبشير البروتستانية إنكليزية وألمانية وكذلك إرساليات التبشير الفرنسوية.
ولم تهتم جمعية الكنيسة البروتستانية بالتبشير في أفريقيا الغربية إلا منذ سَنَةِ 1804، حيث تعاونت إرسالياتها وانكفأت على الكونغو، وهذه الجمعية تقاتل الآن بمؤازرة الأسقف «صموئيل كروتز» الزنجي سلطة الإسلام المتدفق في النيجر الغربية.
وفي سَنَةِ 1819 اتفقت هذه الجمعية مع الأقباط
وألفت في مصر إرسالية عهدت إليها نشر الإنجيل في أفريقيا الشرقية، وقررت إرسال مبشرين إلى الحبشة، ولكنها فشلت على أثر المنافسة بين اليسوعيين والبروتستان.
ثم أخذ المُبَشِّرُونَ السويديون والإنكليز يرتادون غربي أفريقية، وتبعهم مبشرو المدرسة الجامعة فهبطوا مدينة «ممباسة» ثم عززت ألمانيا إرسالياتها عقب اتساع مستعمراتها لكن سرعان ما ظهرت المنازعات بين الكاثوليك والبروتستان وكان أهم ذلك في «أوغندة» بين مبشريها الوطنيين والرهبان البيض الذين ألف إرساليتهم الكاردينال «لافيجري» .
وتوفد المُبَشِّرُونَ على أفريقية الوسطى عقب بعثة «لفنستون» و «ستانلي» سَنَةَ 1878، فاقتسموا مناطقها مع اختلاف جنسياتهم بين ألماني واسكتلندي وإنكليزي ومورافي، وهؤلاء انتشرت إرسالياتهم بدون انقطاع من