الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأوضح بكل بيان الخطر الذي يهدد أفريقيا وأنذر به الدكتور «جورج روسون» . وتكلم المبشر «كوغبرغ» عن أحوال تركستان الشرقية. ثم أشار القسيس «لبسوس» إلى عدم وجود مؤلفات مسيحية تختص بالمسلمين. وانبرى القسيس «صموئيل زويمز» فأوضح بكل براعة وبيان المعضلة الإسلامية العمومية.
أَقْوَالُ المَجَلَّةِ السَّوِيسْرِيَّةِ:
نشرت مجلة إرساليات التبشير البروتستانتية التي تصدر في بلدة (بَالْ) في سويسرا سلسلة مقالات عن تقارير اللجنتين السابعة والثامنة من لجان مؤتمر إدنبرج وتكاد تكون هذه المقالات المتسلسلة تكملة لما نشرته " مجلة العالم الإسلامي " الإنكليزية. أما مقالات المجلة السويسرية فمكتوبة بقلم الأستاذ «شلاتار» صاحب التقرير المقدم إلى مؤتمر إدنبرج عن ضرورة
إعداد الوسائل لتوحيد أعمال التبشير. قال هذا الأستاذ:
إن مسألة توحيد أعمال التبشير من أهم ما ينبغي للإرساليات على وجه العموم العناية به ما دامت النصرانية لم تنتشر إلا بين ثلث بني الإنسان وبالتالي ما دام أمام النصرانية عمل جسيم يجب أن تتمه. إذ من المحقق أن الأمم المتجانسة التي لا تدين بالنصرانية قد أخذت تتدرج إلى الأعمال التاريخية وسيقوم بينها وبين المنتمين إلى الإنجيل نزاع ومعارك شديدة. لذلك ينبغي للمبشرين أن يتضافروا ويتعاونوا لتكون ثمرات مجهوداتهم وهم متحدون أربعة أمثالها وهم متفرقون. وهنا استشهد بحوادث اشترك المُبَشِّرُونَ في الفليبين وكوريا بالعمل لها فأدت إلى النجاح. مثال ذلك: أنهم تفاهموا في دهلي فتسنى لهم تحديد مناطق أعمالهم، وفي الصين نجح المُبَشِّرُونَ المنتمون إلى جمعيات متعددة في
تأسيس مجلس لتوزيع الأعمال فكان موضع ثقة الجميع واتحدت اثنتان من الإرساليات المنصرفة إلى طبع الكتب الدينية ونشرها فطبعتا كتابًا جمعت فيه النقط والمسائل التي تتفقان فيها. وانفردتا في نشر ما تختلفان عليه. وكذلك الحال في الجرائد والمجلات والمطبوعات التي تنتشر بمشاركة الإرساليات المختلفة. ثم بنى على ذلك ما لهذا التضامن والاشتراك من المحاسن والتأثير في جمع الكلمة وقال: إن لجنة مؤتمر إدنبرج أقرت على ضرورة تعاون الإرساليات المختلفة ليتسنى لها تأسيس كنيسة واحدة وسط كل أمة غير مسيحية كما فعل المُبَشِّرُونَ في بعض جهات اليابان والصين والهند الوسطى. وقد ختمت لجنة مؤتمر إدنبرج قرارها في هذا الشأن بالجملة الآتية:
«إن الميل إلى تثبيت كنيسة المسيح المنشقة
يزداد يوما بعد يوم».
ومما يجدر بالذكر أن لجنة مختلطة تألفت للنظر في هذا الأمر. وأشار الأستاذ «شلاتار» إلى أهمية اللجنة السابعة التي كان اللورد بلفور - وزير اسكتلنده السابق وهو الآن عضو في المجلس الأعلى - رئيس شرف لها. نظرت هذه اللجنة في المستندات التي وردت عليها من المُبَشِّرِينَ عن علاقاتهم بحكومات البلاد الموجودين فيها وَعَمَّا إِذَا كَانَ يوجد في سبيل التبشير ونحوه موانع وعقبات. وعلى هذا فاللجنة السابعة بحثت عن حالة التبشير في كل البلاد.
امتدحت اللجنة خطة حكومة اليابان مع المُبَشِّرِينَ بمقدار ما استهجنت العداء الذي يظهره الموظفون الصينيون لكل شيء تشتم منه رائحة الأجنبي. أما في الهند فالمُبَشِّرُونَ متمتعون بالراحة لأن الحكومة تساعدهم وتعضدهم بالإعلانات وتشرف على المكان الذي تصرف فيه هذه الإعلانات. إلا أنها مع ذلك واقفة على الحياد في الأمور الدينية. وتساءلت اللجنة عما إذا كان من الممكن أن تخرج حكومة الهند عن حيادها الديني!؟ وحكومة هولندة تشد
أزر المُبَشِّرِينَ أكثر من الحكومة الإنجليزية وهي قد رتبت لهم مرتبات مالية لتصرف على المستشفيات والملاجئ والمدارس. وسبب الاتفاق بين الحكومة الهولندية والمُبَشِّرِينَ وجود (فون بوتزيلر) قنصل المُبَشِّرِينَ والوسيط بينهم وبين الحكومة. أما في آسيا الغربية فأعمال المُبَشِّرِينَ قاصرة على الطب لأن نشر الإنجيل لم يزل محظورًا هناك وَالمُتَنَصِّرونَ عرضه للهلاك في فارس وهدف للأخطار الشديدة في البلاد العثمانية. والمعضلة الإسلامية في أفريقيا أعقد منها في آسيا وكل ما يستطيعه المُبَشِّرُونَ هناك هو منافسة المسلمين في التقرب من الوثنيين والاستيلاء عليهم ليس إلا.
والبلاد التي يدخلها الإنكليز يكون باب التبشير فيها مفتوحًا إلا أن أهمية ذلك تقل إذا علم أن سياسة الإنكليز التي يشكو منها المُبَشِّرُونَ مبنية على المجاملة القصوى إلى حد يضر بالمسيحيين، حتى إن الموظف يضطر للخضوع
إلى العادات والتقاليد الإسلامية واعتبار يوم الجمعة يوم راحة والاشتغال في يوم الأحد كما هي الحال في مصر والسودان، ولا حاجة إلى التصريح بأن هذه الخطة التي تعرقل أعمال المُبَشِّرِينَ وتدعو إلى سخطهم وتجعل الأقباط عرضة للظلم كل ذلك احتفاظًا بمصلحة المسلمين. والمسيحيون في مصر كانوا إلى سنة 1907 محرومين من تعلم أمر دينهم في مدارس الحكومة على نفقة كنيستهم بينما الحكومة تعلم القرآن على نفقتها (1) فإذا كان الإنكليز يودون أن يروا تعليم الأخلاق النصرانية ظاهرة على غيرها فينبغي لهم أن يساووا بين مسلمي مصر ونصاراها في الحقوق. أما في مدغشقر فقد كان المُبَشِّرُونَ يلاقون صعوبة وشدة في المعاملة.
والقسم الثاني من أعمال هذه اللجنة يتعلق بموقف
(1) راجع خطبة المرحوم السيد علي يوسف في المؤتمر المصري لتعرف قيمة هذه الأقوال.