الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غير القول بأن الله وحده هو المطلع على مستقبل أعمالنا بين المسلمين، وعلى نتائجها. وإن الله لم يبارك داود النبي لكثرة عدد قومه. أجل إذا تصفحنا الإحصائيات يتبين لنا أن عدد المسلمين الذين تنصروا وتعمدوا هو عدد غير مسر وَغَيْرُ مُرْضٍ إلا أن هذا العدد مهما يكن قليلاً بذاته فإن أهميته أعظم مما يتصور المتصورون.
وصفوة القول أننا حصلنا على نتيجة واحدة جوهرية وهي أننا أعددنا آلات العمل فترجمنا الإنجيل، ودربنا الوطنيين على مهنة التبشير. وأتمما تهيئة الأدوات اللازمة وهي الكنائس والمدارس والمستشفيات والجرائد والكتب، ولم يبق علينا إلا أن نستعمل هذه الأدوات.
الجَزِيرَةُ العَرَبِيَّةُ:
قال وِلْيَامْ جِيفُّورْدْ [بلجريف](*): «متى توارى القرآن
[تَعْلِيقُ مُعِدِّ الكِتَابِ لِلْمَكْتَبَةِ الشَّامِلَةِ]:
• بلجريف: ولد وليام بلجريف ( William Gifford Palgrave) سنة 1826م لأب عالم مشهور جداً، لعب دوراً هاماً في تأسيس " دائرة المعارف العامة البريطانية "، وبلجريف كان يعرف بين أفراد عائلته بـ «جفي» ، التحق بالجيش البريطاني في بومباي، ووقعت عينه على العرب لأول مرة أثناء مروره بمصر في يناير عام 1848م عندما كان في طريقه إلى الهند. ولم تمر سنة على سفره حتى ترك السلك العسكري. وانضم إلى جماعة الآباء اليسوعيين المسيحية.
وقد اعترف بلجريف فيما بعد أنه كان يهدف من خلال انضمامه إلى هذه الجماعة للعمل كمبشر بالنصرانية بين العرب.
تعلم بلجريف اللغة العربية وأتقنها إتقان جيداً حتى كانت تكون لغته الأم مما ساعده كثير في تنقلاته.
وكان يجيد اللغات الفرنسية والألمانية والايطالية واللاتينية اليونانية وأيضاً القديمة.
يقول عنه د. روبن بدول [1]«بلجريف جندي وراهب يسوعي وعميل سري (جاسوس) وأخيراً دبلوماسي» .
ويقول عنه أسعد عيد الفارس [2] ربما كان من جواسيس الفرنسيين في الوطن العربي، روائي حالم.
ورحلة بلجريف إلى الجزيرة العربية عام 1862/ 1863م كانت رحلة يكتنفها الغموض فيغايتها وبقيت أيضاً غايتها سرية، ولم يكن لدى الأوربيين في ذلك الوقت معلومات حديثة ودقيقة عن نجد، وقد استطاع بلجريف إقناع رؤسائه الدينيين أنه ربما ينجح في تحويل الوهابيين إلى النصرانية.
ولكن يذكر بلجريف في مقدمة كتابه؛ أن الغرض من الرحلة هوالأمل في تأدية بعض الخدمات الاجتماعية لشعب تلك المنطقة الواسعة ورغبته الملحة فيتوصيل مياه الحياة الشرقية الراكدة بمياه أوربا الجارية!!!!! ولكني أعتقد بأنهارحلة جاسوسية متقنه ومعده لها جيداً.
وعند وصول بلجريف إلى أوروبا قدم تقريره إلى الإمبراطور نابليون الثالث والذيتضمن خطة لضم مصر وسوريا ووضعهما تحت الحماية الفرنسية.
وتوفي في عام 1888م ودفن في ضاحية فولهام البريطانية.
في عام 1865م ظهر كتاب بلجريف «مذكرات رحلة كاملة في وسط الجزيرة العربية وشرقها» وقد أهداه إلى الرحالة «نيبور» [3] وقد ترجم بعد سنة إلى الفرنسية.
[ترجمة أخرى]
• ويليام جيفورد بلغريف ( William Gifford Palgrave) عاش في الفترة ما بين (1826م - 1888م) ويعدّ من أشهر الرحالة الذين زاروا جزيرة العرب، ولد في ويستمنستر بإنجلترا، والده هو المؤرخ الإنجليزي السير فرانسيس بلجريف.
حصل على الشهادة الجامعية من كلية الثالوث المقدس في جامعة أكسفورد عام 1846م. وألتحق بعد تخرجه بالجيش البريطاني في الهند عام 1847م، وفي الهند تحوّل من البروتستانتية إلى الكاثوليكية فاستقال من الجيش وقرر أن يكون راهبا وانضم إلى جماعة اليسوعيون (جماعة يسوع)، حيث خدم الجماعة في الهند وروما حيث ودرس علم اللاهوت في كلية رومانو في إيطاليا، ثم انتقل إلى لبنان لأغراض تبشيرية عام 1857م، وبعد وقت قليل أصبح مسؤولا عن المدارس الدينية والبعثات التبشيرية المسيحية في البلدان العربية ومنطقة الشرق الأوسط.، وحين اندلعت حرب أهلية في لبنان عام 1860 م، غادرها بلجريف إلى بريطانيا ومارس مهامه الدينية في محاضرات حول بعثاته في الشرق، اقنع رؤسائه بدعم رحلة إلى داخل الجزيرة العربية التي كانت حينها تمثل (أرضا مجهولة Terra incognita) ، ثم غادر بريطانيا إلى فرنسا وألتحق بالكلية الجزويتية بـ نيس.
ومن فرنسا عاد بلجريف نحو مناطق شمال الجزيرة العربية في بعثة تبشيرية مدعومة من الأمبراطور الفرنسي نابليون الثالث الذي اقنعه بلجريف بان المعرفة الجيدة بأحوال الجزيرة العربية ستفيد الاطماع الامبريالية لفرنسا في أفريقيا والشرق الأوسط، وبدأ رحلته عن طريق القاهرة ثم نحو بيروت ثم نحو الجزيرة العربية، متنكرا فيها بشخصية طبيب سوري يرافقه خادم له، وزار فيها معان والجوف وحائل وبريدة والرياض والهفوف والقطيف والبحرين وقطر وعمان في رحلة استغرقت منه حوالي عام كامل.
الكتاب في عام 1865م قام بلجريف بنشر كتابه عن هذه الرحلة في جزئين بعنوان: Narrative of a year's journey through central and eastern Arabia 1862 - 63 ( قصة عام من الرحلات عبر وسط الجزيرة العربية وشرقها 1862م-1863م)[1][2][3] وقد اهدى الكتاب إلى ذكرى (كارستن نيبور) حيث قال عنه (في تكريم الذكاء والشجاعة التي فتحت أبواب الجزيرة العربية لأوروبا).
الجدير بالذكر أن رحلة بلجريف هذه أحدثت صدىً واسعاً بين المستشرقين، فممن أنكر رحلة بلجريف منهم بادجر والسير هاري سانت جون فلبي المعروف بـ (عبد الله فيلبي) وجاكلين بيرين وغيرهم، وأكَّدها آخرون، والذي يظهر أنَّ أسلوب بلجريف النرجسي ومبالغاته الأدبيَّة وعدم التزام الدقة العِلميَّة، كل هذا مع ما عُرف عنه من تقَلُّبات سياسيَّة ومذهبية أجلبت عليه أقلام بعض زملائه اليسوعيين، وانظر (مسائل من تاريخ الجزيرة العربيَّة) لأبي عبد الرحمن بن عقيل الظاهري صـ 196، ومع ذلك يتميز كتاب بلجريف هذا عن غيره من كتب الرحالة الأوائل بالتوصيف الاجتماعي والفروقات النفسية والجسدية لسكان المناطق التي مر بها، فتجده يعقد المقارنات بين سكان الشمال وبين سكان نجد ومقارنات بين المناطق داخل نجد نفسها وو مقارنات باهل الاحساء والقطيف والصراعات المذهبية والحضارية بين السكان ومن يمر فوق اراضي الجزيرة العربية.
له كتاب " وسط الجزيرة العربية وشرقها " في جزأين، ترجمة صبري محمد حسن، المجلس الأعلى للثقافة - مصر، 2001
ومدينة مكة عن بلاد العرب يمكننا حينئذٍ أن نرى العربي يتدرج في سبيل الحضارة التي لم تبعده عنها إلا محمد وكتابه».
قال مؤلف كتاب " العالم الإسلامي اليوم ": وقد أدرك أهمية هذه الفكرة القسيس «يانغ» صاحب التقرير عن التبشير في جزيرة العرب فجعلها نصب عينية في كل الأعمال ولكننا نتساءل عما إذا كان قد حان الوقت للعمل بها وعما تكون نتيجة التبشير حينئذٍ.
وقد سبق للقسيس «زويمر» رئيس إرسالية التبشير في البحرين أَنْ أَلَّفَ كتابًا سماه " مهد الإسلام " وسيأتي الكلام على هذا الكتاب بعد أن أتى فيه على تاريخ إرساليات التبشير في جزيرة العرب وما تطمع به هذه الإرساليات وأشار بوجه خاص إلى إرسالية التبشير العربية وهي الابنة الممتازة لكنيسة
الإصلاح الأمريكية ولها فروع أربعة أقدمها عهدًا «جمعية تبشير الكنيسة» التي تفرع عنها فرع آخر في فارس سنة 1882 وقد استقلت هذه الجمعية بأعمالها باسم «جمعية التبشير العربية العثمانية» ، ولها في بغداد أربع إرساليات، وفي الموصل واحدة. وفي سنة 1885 ذهب إلى عدن «إيون كيث فالكونر» وهو الابن الثالث للكونت «كنتور» فأسس هناك إرسالية تبشير أسكوتلندية سماها باسمه وهي مؤلفة من طبيبين مبشرين وتبعتها «إرسالية التبشير العربية» التي أسست سنة 1889 وهي تابعة لكنيسة الإصلاح الأمريكية فانتشرت في البصرة والبحرين ولها في البحرين خمسة مبشرين، اثنان منهم طبيبان واثنان امرأتان ولها في البصرة أربعة مبشرين أحدهم طبيب وفي «الشيخ عثمان» إرسالية تبشير دانماركية كان
سلطان «مكلا» طردها من بلاده (1). وتوجد في الجزيرة إرسالية أخرى تمدها جمعياتها بالمال والاعانات. وانتقل المؤلف بعد هذا البيان إلى ذكر النفقات الجسيمة التي تتكبدها إرسالية التبشير في جزيرة العربي، ومما قاله: إن مرتبات المُبَشِّرِينَ والموظفين عندهم وبائعي كتبهم تساوي ثلاثة أضعاف مرتبات أمثالهم في الهند. ومما يخفف أمر هذه النفقات أن المُبَشِّرِينَ في بلاد العرب اتخذوا لهم مراكز تمهد لهمه سبيل التوغل في داخل الجزيرة. وكل الإرساليات هناك على اختلاف نزعاتها وأشكاله ومعاهدها الطبية والتهذيبية والأدبية ترمي إلى غاية واحدة. والمرضى يشدون الرحال من أصقاع بعيدة إلى مستشفيات المُبَشِّرِينَ في الموصل وبغداد والبصرة والبحرين والشيخ
(1)«الشيخ عثمان» اسم مكان في جوار عدن. و «المكلا» ثغر في حضرموت شرقي عدن.
عثمان وعدن وعندما يرحل الأطباء جائبين البلاد ينثرون في النفوس بذورًا يمكن للمبشرين وبائعي الكتب أن يحصدوها بعد ذلك وينمو غراسها.
والتعليم المدرسي والتربية الأخلاقية اللذين يعنى بهما المُبَشِّرُونَ قد أسفرا عن نتائج جمة وأثمرا ثمرات نافعة في الأطفال والمراهقين على السواء.
وقال القسيس «زويمر» إنه جمع تلاميذه المسلمين مرة ووضع بين أيديهم كُرَةً تمثل الكرة الأرضية ثم حول عليها نوراً قويًا وبرهن لهم بذلك على أن الأمر بصيام شهر رمضان ليس آتيًا من عند الله لأنه يتعذر أداء هذه الفريضة في بعض البلاد.
وقال أيضًا: إن المحاضرات التي يلقيها القسس المُبَشِّرُونَ على الحاضرين من المسلمين أثناء تمثيل حوادث التوراة بالفانوس السحري والخرائط الإحصائية عن ارتقاء