الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(9 - (ص) تَغْدُو إِلَى مصر من أَرض برحة
…
فهى إِلَى جنابه تحيتى)
(ش)[تغدوا] مُعْجمَة ثمَّ مُهْملَة من الغدو، وَهُوَ سير أول النَّهَار، وَلم يرد النَّاظِم إِلَّا مُطلق السّير.
[وبرحة] بِالْمُوَحَّدَةِ الْمَفْتُوحَة، بعْدهَا مُهْملَة سَاكِنة، ثمَّ حاء مُهْملَة، من البرح قَالَ فى " الْقَامُوس ": وَهُوَ الشدَّة، وَالشَّر، وَمَوْضِع بِالْيمن [فَيحْتَمل] أَن الْإِرْسَال كَانَ مِنْهُ أَو من مَكَان فِيهِ فتْنَة كبرصة من بِلَاد الرّوم، فقد أَقَامَ النَّاظِم عِنْد ملكهَا أبي يزِيد بن عُثْمَان من سنة ثَمَان وَتِسْعين إِلَى أَن قتل فى سنة خمس، وَكَذَلِكَ هُوَ فى بعض النّسخ وَالْأَمر فِيهِ سهل.
[والجناب] بِالْفَتْح الفناء، وَمَا قرب من محلّة الْقَوْم. [والتحية] : السَّلَام يُقَال: حياك الله أى سلم عَلَيْك وَهِي مفعلة من الْحَيَاة وَإِنَّمَا أدغمت لِاجْتِمَاع الْأَمْثَال.
آدَاب طَالب الحَدِيث
(10 - (ص) فَمن يُرِيد أَن يرى مُحدثا
…
فليعلمن من قبل أَن يحدثا)
(11 - كَيْفيَّة النَّقْل مَعَ السماع
…
وَمَا لمتنه من الْأَنْوَاع)
(ش) أَي فليعلمن بِقِرَاءَة هَذِه الْمُقدمَة أَو مَا يقوم مقَامهَا من مُقَدمَات الْفَنّ متفهما لذَلِك من أَهله الممارسين لَهُ كَيْفيَّة الْأَخْذ والتحمل وَكَيْفِيَّة السماع على مَا سيأتى تَفْصِيله.
وَسَائِر أَنْوَاع الحَدِيث وَهِي عِنْد ابْن الصّلاح خَمْسَة وَسِتُّونَ نوعا واحتوت " النخبة " الَّتِى لشَيْخِنَا مَعَ اختصارها على أَكثر من مائَة نوع.
و [من] مَوْصُولَة وَالضَّمِير فى [مَتنه] للْحَدِيث والمتن هُوَ الْغَايَة الَّتِي انْتهى إِلَيْهَا الْإِسْنَاد.
و [الْأَنْوَاع] جمع نوع، وَالْمرَاد هُنَا: الْقسم، وَكَذَا الصِّنْف إِذْ مَعْنَاهُمَا مُتَقَارب وَأكْثر الْمُحدثين وَكَذَا المُصَنّف لَا يُرَاعى اصْطِلَاح من فرق بَينهمَا، وَمَا وَقع فى بعض النّسخ من حذف الْيَاء من يرد على أَن من شَرْطِيَّة يخْتل بهَا الْوَزْن إِلَّا بِإِثْبَات اللَّام، أَو الْمُوَحدَة أَو أَن.
(12 - (ص) فأولا بعد خلوص نِيَّته
…
أهم مَا إِلَيْهِ صدق لهجته)
(ش) لما كَانَ الْإِخْلَاص أصل كل عمل لقَوْله تَعَالَى: {وَمَا أمروا إِلَّا ليعبدوا الله مُخلصين لَهُ الدّين} ، وَلقَوْله [صلى الله عليه وسلم] :" إِنَّمَا الْأَعْمَال بِالنِّيَّاتِ ".
فينبغى أَن يكون أول مَا يبْدَأ بِهِ من يُرِيد الِاشْتِغَال بِالْحَدِيثِ النبوى قبل الشُّرُوع فى شَيْء مِنْهُ تَصْحِيح النِّيَّة فى طلبه لله تَعَالَى خَالِصا، والحذر من قصد التَّوَصُّل بِهِ إِلَى غَرَض من
الْأَغْرَاض (الدنيونية) ويبتهل إِلَى الله تَعَالَى فى التَّوْفِيق والتيسير فقد روينَا عَن حَمَّاد بن سَلمَة أَنه قَالَ: " من طلب الحَدِيث لغير الله مكر بِهِ "، وَسَأَلَ أَبُو عَمْرو أبن نجيد أَبَا عَمْرو بن حمدَان - وكأنا من الصَّالِحين - بأى نِيَّة أكتب الحَدِيث؟ فَقَالَ ألستم تروون أَن عِنْد ذكر الصَّالِحين تتنزل الرَّحْمَة؟ قَالَ: نعم قَالَ: فَرَسُول الله [صلى الله عليه وسلم] رَأس الصَّالِحين.
ثمَّ يَأْخُذ نَفسه بالآداب السّنيَّة، والأخلاق المرضية وأهم مَا يضمه إِلَى الْإِخْلَاص مِنْهَا [صدق اللهجة] لِأَن مبْنى هَذَا الْفَنّ عَلَيْهِ إِذْ هُوَ مُتَعَلق بالأخبار [واللهجة] بفتحتان وبتسكين الْهَاء أَيْضا: اللِّسَان. و [أَولا] مَنْصُوب على الظَّرْفِيَّة.
(13 - (ص) ثمَّ يُبَادر السماع العالى
…
مقدم الأولى من العوالى)
(ش) أَي [ثمَّ] بعد الْإِخْلَاص والصدق يُبَادر بِسَمَاع مَا عِنْد أرجح شُيُوخ بَلَده إِسْنَادًا، وعلما ودينا وشهرة، وَيقدم الْأَعْلَى فالأعلى من الحَدِيث، فالعلو سنة بَالِغَة.
قَالَ الإِمَام احْمَد: " طلب الْإِسْنَاد العالى سنة عَمَّن سلف "[/ 20] ، وَعَن ابْن معِين، وَقد قيل لَهُ فى مرض مَوته: مَا تشْتَهى؟ قَالَ: " بَيت خَال وَسَنَد عَال "، وَإِنَّمَا كَانَ الْعُلُوّ مرغوبا فِيهِ أقرب إِلَى الصِّحَّة وَقلة الْخَطَأ، لِأَنَّهُ مَا من راو من رجال الْإِسْنَاد إِلَّا وَالْخَطَأ جَائِز عَلَيْهِ، فَكلما كثرت الوسائط وَطَالَ السَّنَد كثرت مظان التجويز، وَكلما قلت قلت، فَإِن كَانَ فى النُّزُول مزية يست فى الْعُلُوّ كَأَن يكون رِجَاله أوثق