الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وماذا بعد الاعتزال؟ تقول شيماء: شجّعني كبار الفنانات وهنأنَنِِي على الحجاب، وعندما اتخذت قرار الحجاب كنت مرتبطة لحسن حظي بعمل للأطفال كنت أقدّمه بلا حجاب، وعندما تحدثت مع المسؤولين عن إنتاج البرنامج - وهم من أمانة الأوقاف الكويتية - وبأنني سأرتدي الحجاب ولن أستطيع الوفاء بالعقد دون حجاب رحّبوا بذلك، بل وسَعِِِدوا به.
وتقول شيماء: أنا الآن متفرغة لدراستي تماماً، أقضي أوقات فراغي في قراءة القرآن وقصص الأنبياء وبعض الكتب الدينية الأخرى، وأحاول الدخول في مجال الكتابة فأسجل أفكاري وخواطري، كما أعيش كأي فتاة في كنف أسرة ترعاني وبين صديقات الدراسة، وقبل كل ذلك وبعده في كنف الله ومعيته، فمن يلجأ إليه سبحانه فلن يضيع.
نخبة من أقوال التائبين والتائبات:
هالة الصافي:
الرقص كله فجور، وأما تسميته بالمشاعر فكذب رخيص. أحسست بالفرق الهائل بين حياتي سابقاً ولاحقاً، فقد صار لحياتي الآن قيمة ومعنى.
وتقول عزة ابنة هالة:
في السابق لم أكن أشعر بحنان الأمومة، فقد كانت أمي مشغولة دوماً عني بعملها في حفلات الرقص في الملاهي والفنادق، وحالياً فإنني أجد أمي معي، نصلي معاً، ونقرأ القرآن معاً، نسعى في عمل الخير معاً، فهي لي أم وأخت وصديقة، أجد عندها كل العطف
الذي أريده (1) .
أفراح الحصري:
في سراييفو رحّبوا بي بصفتي ابنة للشيخ الحصري رحمه الله وليس لأنني ياسمين الخيام (2) .
شيماء:
أقول لكل فتاة تقف على باب الفن: أنت داخلة إلى حفرة من حفر جهنم لن تخرجي منها بسهولة.
كنت أسأل: ماذا سأستفيد بعد كل هذه الشهرة والنجومية؟! والثمن ضياع ديني وتشويه سمعتي، وأخيراً قررت.. فليذهب الفن إلى الجحيم (3) .
سهير البابلي:
إن الفنان حين يتعب في عمله ويدعو الله بأن يوفقه في عمله هو مثل الحرامي الذي يدعو الله بالتوفيق حين يتوجه للسرقة.
حسن يوسف:
حينما ابتعدت عن الوسط الفني وبدأت أدرس الحركة الفنية التي تقدم هذه النوعية (الهابطة) من الأفلام أيقنت تماماً بأن وراءها مخططاً مرسوماً لتخريب عقول الشباب وإبعادهم عن الدين ودفعهم إلى الانحراف (4) .
(1) الأسرة، العدد 67.
(2)
المصدر السابق. [وياسمين الخيام هو الاسم الفني لها] .
(3)
الأسرة، العدد 77.
(4)
من محاضرة، بعنوان «توبة الممثل حسن يوسف من الفن والسينما» ، تسجيلات الدعوة الإسلامية بالرياض.
حملات مسعورة:
يريد بعض الإعلاميين إطفاء جذوة الحق والفضيلة في قلوب التائبات من الفنانات وكأنهم لا يدركون أنهم بهذا يحاربون ربّ الأرباب سبحانه وتعالى الذي أمر بالتوبة، ووعد التائبين بالمغفرة، في آيات كريمة عدة. منها قوله تعالى:{إِلَاّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا *} [الفُرقان: 70] .
لقد تصاعدت الحرب الشرسة على صفحات بعض الجرائد والمجلات مثل «روز اليوسف» «وصباح الخير» وغيرهما، هذه المجلات التي ما زالت تفتّ في عَضُد المجتمع المسلم، هادفة في ذلك إلى استئصال الإسلام. وقد قابلت ثلة من الفنانات التائبات ذلك برسالة صدق وإصرار على الحق.
تقول الرسالة (1) :
لما كانت الحملة الشرسة الموجّهة إلينا - نحن الفنانات السابقات اللاتي اعتزلن الفن - قد ازدادت شراسة، ولما لم يبق عند بعض المغرضين إلا التعرض لنا والتقوّل علينا.. ولما كنا نحتسب أجرنا عند الله ونصبر ونترفع عن الرد، فقد جرّأ هذا الموقف بعضهم فازدادت القصص الملفقة حتى كان آخرها الادعاء بأننا قد أخذنا أجراً للطاعة، وقبضنا الملايين من أجل التخلي عن السفور والتبرج
…
؟ ولما منَّ الله علينا بالبصيرة علمنا أنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور، فلقد تركنا الدنيا بزينتها ومتعها الرخيصة الزائلة، وانشغلنا بعمارة الآخرة
…
ولقد أخذنا وعداً
(1) مجلة المجتمع، العدد 1015.
بالفعل، ولكنه وعد من رب العالمين بالجنة التي وعد بها عباده الطائعين، ومن أوفى بعهده من الله؟
…
نعم لقد تاجرنا مع الله، فربحت تجارتنا {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} [التّوبَة: 111] ، ونحن نعلنها صراحة - ولكل من سيتقول علينا-: إننا لم نعد ولن نعود إلى ما كنا عليه أبداً بفضل الله ولو كره الكارهون.. ونحن نسأل من أغضبهم حجابنا: ما قولكم في الطبيبة والمهندسة والمحامية والطالبة وطوائف المجتمع كافة اللاتي ارتدين الحجاب وعدن إلى الله، ونسألهم ممن قبض هؤلاء ليتحجّبن؟!.
اتقوا الله فعمّا قريب سوف تلقونه، وتُسألون عما كنتم تقولون ولن ندعو لكم إلا بالهداية، أذاقكم الله من طعم طاعته ما ذقناه وثبّتنا الله به على طريقه حتى نلقاه وهو راضٍ عنا، والحمد الله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
التوقيع: العائدات إلى الله
نسرين- مديحة كامل- شهيرة - أميرة - هالة الصافي -
…
هالة فؤاد - كامليا العربي - شمس البارودي.
وتقول التائبة شمس البارودي:
إن الحملات التي أتعرض لها شيء عجيب ومثير للدهشة، لقد بدأت تلك الحملات بعد أن هداني الله بفضله وعظمته.
أخذوا يعرضون أفلامي التي تبرّأت منها، ورأيتها ذنباً سأظل طيلة عمري أبكي ندماً عليه، لدرجة أنه بعد حجابي واعتزالي الفن بشهور، كانت جميع دور العرض في مصر، وفي البلاد العربية أيضاً، تعرض الأفلام التي تبرأت منها، ظنوا أنهم بذلك يحاربونني، ولكنني أقول لهم:
إنكم لا تحاربونني أنا، بل تحاربون الله.
إن حيائي هو زينتي، واحتشامي هو رأس مالي، وقد نشرت أكثر من إعلان بالصحف أرجوهم فيه أن يحرقوا هذه الأفلام بعد أن تبت إلى الله سبحانه وتعالى وكانوا يردّون على ذلك بزيادة الحرب ضدي، ففوّضت أمري إلى الله.
يقول الدكتور حلمي القاعود:
توالى إعلان التوبة من قبل آخرين وأخريات إيماناً منهم بأن الواقع الفني الراهن هو إساءة صارخة للدين والمجتمع والأمة وابتذال فاضح لا همَّ له إلا تلويث الفكر والشعور والوجدان، ومؤامرة رخيصة للنيل من الدين الإسلامي (وحده!) ومن قيم الأمة وتراثها ومجدها، وبعد ذلك تحويل المسلمين إلى قطيع من الباحثين عن إشباع حاجاتهم بكل طرق الحرام.
كان لا بد لأهل المنهج التجاري التآمري الخبيث وأصحاب المصالح الشيطانية والأفكار الإجرامية أن يتحدوا، وأن يأخذوا المبادرة للتشنيع على الظاهرة ومهاجمتها، وَلَيِّ أعناق الحقائق،