الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الغيب، وذلك كما أخبر سبحانه بقوله:{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ} [آل عِمرَان: 179]، وبقوله تعالى:{قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَاّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ *} [النَّمل: 65] ، والآيات الكريمة في ذلك كثيرة.
فنّ العروض الكرتونية وتأصيل عقيدة السّحر:
إن هذا الفنّ يعتمد على الخيال، بل على الخيال الجامح، لذلك فإننا نلاحظ كثرة العروض المتعلقة بالسّحر، ذلك أن أثر الأعمال السّحرية يكون - فيما يظهر - خارقًا للأمور التي اعتاد عليها الناس، وتأسيساً عليه، كان السّحر وما يتعلق به من خرافات وخيالات أرضاً خصبة للغاية لهذا النوع من الفنّ، فالسحر هو محاولة تحكم بشؤون البشر، وهو - فيما يظنه بعضهم- مصدر سعادةٍ أو شقاء، وموئل أمن أو مَفْزعًا من خوف.
ويصوّر أصحاب هذا الفن قدرة الساحر على أنها مطلقة لا يعجزها شيء، فهو قادر - بزعمهم - على إيجاد ما يريد إيجاده، وعلى إهلاك من يريد إهلاكه، فقد يُخرج من الزهرة طفلاً جميلاً، وقد يجعل من الحيوان إنساناً، ومن الإنسان شجرة، أو أن يخلق أي شيء يريده!! وذلك بخلطه لمركبات كيماوية معينة، وقراءة طلاسم عليها، أو التفوّه بكلمات محدّدة، تعلق في ذهن الطفل، فيجربها هذا الطفل المخدوع بعد ذلك مرات عديدة، فلا يرى لها أي أثر في الواقع، فيقع عندئذٍ فريسة للتناقض بين الواقع والمتخيل، فيعود مرة أخرى ليحقق أحلامه بهذه العروض، فلا يؤمن بعدها بإمكانية الإنتاج في الواقع، مما يتسبب في هدم كثير من إمكانات الأمة، هذا فضلاً عن ثبوت هذه المعتقدات في قلبه وروحه، مما يناقض ما كان يعتقده
من أن عمل السحر كفر، ومن استقرار بُغضِ السحرة في قلبه، ومن اعتقاد وجوب قتلهم حدّاً، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:«حدُّ السَّاحِرِ ضربةٌ بالسيفِ» (1) .
تروي إحداهن فتقول: في الموعد المحدد نادت الطفلة الكبرى أختها الصغرى بلهفة: تعالي، أفلام كرتون
…
وجرت الصغيرة لتأخذ مكانها إلى جانب أختها أمام جهاز التلفاز، ودارت أحداث المشهد التالي، مترافقاً بتعليق من المقدّم: تذهب الأم إلى السّاحر وتطلب منه منحها طفلاً.. ويُشفق السّاحر على حالها، لأنها عاقر لا تنجب أطفالاً، ويعطيها حبة قمح، ويقول لها: اغرسيها وانتظري حتى العام القادم.. وفي العام القادم تتحول حبة القمح إلى طفلة جميلة
…
ويستمر العرض إلى النهاية وبعدها تستغرب والدة الطفلة المشاهدة سؤال ابنتها: أمي لماذا لا تذهبين إلى السّاحر فتطلبين منه أن يعطيك طفلة جميلة مثل هذه؟ وحين همّت الأم بالإجابة، ردّت عليها أختها: الساحر لا يعطي أطفالاً، الله فقط هو الذي يعطي الأطفال.. وتردّ الصغيرة: ألم تري كيف أعطى السّاحر طفلة جميلة لتلك السيدة؟ وتجيبها الأخت الكبرى: ولكن هذا السّاحر قد مات وليس موجوداً الآن.. وتقول الأم: ولكن ما لبث أن دبّ القلق في نفسي على أطفالي من هذه الأفلام الموجّهة إليهم (2) .
هذا هو فنّ العروض الكرتونية - غالبًا - فهو لا يخدم عقيدةً ولا خُلقاً ولا هدفاً، اللهم إلا تدمير شخصية الناشئة ومسْخها ودفعها
(1) أخرجه الترمذي؛ كتاب: الحدود، باب: ما جاء في حد الساحر، برقم (1460) عن جندب رضي الله عنه. قال الترمذي: والصحيح عن جندب موقوف، والعمل على هذا الحديث عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم. اهـ.
(2)
المجتمع، العدد:868.