الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صورته أكثر فأكثر لدى النساء، وإن تعجب حقاً، فاعجب من امرأة قد باتت راضية - بما أملاه الفن عليها - باتخاذ زوجها خليلة، فتصبر على ذلك وتدعو له بالصلاح وتمام الهداية، فإن تزوج بخليلته دعت عليه وصممت على الانفصال عنه!! وهذا - ولاشك - امتداد لجهود اليهود الدؤوبة في تفكيك المجتمع المسلم، وليس آخرها ما رأيناه من مقررات مؤتمر المرأة العالمي، وفيها دعوة صريحة للإباحية، وحث على تحديد النسل، فلصالح مَنْ مثل هذه المقررات؟!
جـ- الأنبياء عليهم السلام والصحابة رضي الله عنهم:
لقد قام الممثل العالمي جون جوجت بتمثيل شخصية رسول الله نوح عليه السلام، وقد أنتجت هذا الفيلم شركة إنتاج عالمية، فبنت سفينة ضخمة جداً، يقال إنها أكبر من سفينة (تيتانك) الشهيرة، (1) وحشروا فيها من كل زوجين اثنين ليكون جون جوجت هو نوح عليه السلام قائد هذه السفينة التي يحشر فيها المؤمنين ومن كلٍّ زوجين اثنين من الحيوانات، إن قيام ممثل بتمثيل شخصية رسول من رسل الله ليس قطعاً من معاني التكريم، وإنما هو مساس - ولا شك- بذات الرسول ومكانته في قلوب المؤمنين.
وهكذا صارت شخصيات الأنبياء والرسل عليهم السلام عرضة للتجسيد وباباً للكسب المادي، فلماذا المساس بالرسل وهم الذين أعلى الله مكانتهم واصطفاهم برسالاته وبكلامه، وجعلهم للناس قدوة؟!
وليس بمستغرب - بعد ذلك - أن يقوم الفنانون بتمثيل
(1) مجلة «نصف الدنيا» بتصرف.
شخصيات الصحابة رضوان الله عليهم، وكم تجد في ذلك من مفارقات مقيتة، فالممثل الذي يمثل الأدوار المنحرفة هو نفسه الذي يمثل دور نبي أو صحابي، والممثلة الفاتنة في بعض الأفلام هي عينها من يمثل دور صحابية جليلة، وهذا ينبئ عن التناقضات الخطيرة التي يعيشها أهل الفن في حياتهم اليومية وفي أدوارهم التمثيلية، ثم إنهم بعد ذلك يبثون هذه التناقضات إلى المشاهد، وأكثر ما يؤثر هذا على الناشئة الأبرياء.
وفي فيلم (تلك الليلة) تظهر طقوس الدين النصراني، حيث يصوّر هذا الفيلم الراهب (الأب توما) وصراعاته النفسية المريرة بين الفضيلة والرذيلة، حتى يسقط أخيراً في الهاوية.
والملحوظ في الفيلم ظهور السيد المسيح عليه السلام بشكل خيالي كالطيف، وهذا اعتداء صارخ على نبي الله المسيح عليه السلام، واستخفاف واضح من أهل الفن بالأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام.
وقد نادى بعض المفكرين والممثلين إلى تمثيل شخصيات الصحابة ومن هؤلاء الدكتور أحمد شلبي، والممثل عبد الله غيث وغيرهما، وبيّنوا أن ذلك لن يكون إلا بضوابط كمعرفة سلوك الممثل وتاريخه، والنصوص الموضوعة الهادفة إلى التعريف بالصحابة رضوان الله عليهم والاقتداء بهم، ومكان التصوير.... وغير ذلك.
إلا أن الأزهر الشريف - وبعد نقاش مطوّل في حكم المسألة - أصدر موافقته على تمثيل شخصيات الصحابة الكرام باستثناء الخلفاء الراشدين الأربعة وبقية المُبشَّرين بالجنة، وآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.