الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أهدافهم، وقد أقيمت المهرجانات الدولية السينمائية والفنية بعامة لتكريم من يسهم في تغريب الأمة عن معتقداتها وخصوصياتها، مثل مهرجان القاهرة الدولي، ومهرجان القارات الثلاث، وغيرهما.
الفضائيات والعولمة:
لقد عمّقت الفضائيات مفهوم العولمة فتقحّمت على كثير من المسلمين بيوتهم، لتؤدي هدف الغرب بكل حرية وجرأة، وكانت هذه الفضائيات ترجمة واقعية للعولمة، مع أنها ليست كل العولمة، فنرى في الفضائيات: عولمة الأخلاق، وعولمة الثقافة، وعولمة الحياة الاجتماعية، وعولمة الجنس، وعولمة الرذيلة، وذلك من خلال مقدار يكاد لا ينفد من البرامج والأفلام والمسلسلات.
ويستغل الغرب ذو القدرات التقنية المذهلة، والمعلوماتية المتطورة، يستغل الإعلامَ العربي والإسلامي فيملي عليه أفكاره المنحرفة مؤثّراً بذلك على أفراد المجتمعات الإسلامية، وبخاصة الشباب منهم.
وترى الدكتورة ثناء العاصي أستاذة التربية بجامعة طنطا: «أننا أصبحنا اليوم نواجه مشكلات اجتماعية ونفسية عديدة في تربية أطفالنا أمام الثقافات والعادات التي يفرضها علينا العالم الخارجي من خلال قنواته الفضائية المختلفة، ومن ثَمّ فإننا نحتاج إلى تنشئة أطفالنا بأسلوب يواكب العصر، ويحميهم من الأفكار والسلوكيات الشاذة» (1) .
وفي الفترة الأخيرة ظهرت بعض القنوات الفضائية الأجنبية التي
(1) مجلة حواء، ص15.
تروج للدعارة وتدعو لممارسة الجنس عبر الهاتف، ومن المؤسف أن هذه القنوات الغربية تقوم ببث سمومها دون اعتماد رموز التقاط بث معينة (تشفير) ، مما ساعد على رواجها ليس في البيوت فحسب، بل داخل المقاهي في الأحياء الشعبية أيضاً، فكانت النتيجة انسياق بعض الشباب وراء هذه القنوات، ومن هؤلاء طالب جامعي أدمن على مشاهدتها.. فسرق خط تلفون جاره وأجرى مكالمات دولية مع هذه القنوات بلغت قيمتها 60 ألف جنيه (1) .
وفي دراسة أعدها مكتب الخدمة الاجتماعية بمنطقة أبو ظبي التعليمية تبين فيها أن نسبة 90% من الطلاب المتأخرين دراسياً يقضون معظم أوقاتهم في متابعة الأفلام (الخارجة عن الآداب) والصور العارية وحلقات المصارعة الحرة التي تعرضها القنوات الفضائية الأجنبية، ويُعدّ هذا هو السبب الرئيس والأساس في تدهور مستوى التحصيل الدراسي والسلوكي لديهم (2) .
متى يتوقف هذا السيل الجارف؟ وكيف تدرأ الأمة الإسلامية عن نفسها هذا الخطر الداهم؟ إن الأمر يحتاج إلى كوادر وإمكانات كبيرة، تعمل على إنشاء فضائيات إسلامية متخصصة في المجال الإعلامي مجازةٍ من قبل أهل العلم، لتقدم موضوعات غنية ثقافياً وتربوياً، ولتعمل على تحصين أفراد المجتمع بالعقيدة الصحيحة، وعلى إيجاد البدائل المشروعة عن كل ما هو دخيل، فلا نأخذ من تيار العولمة إلا ما يوافق عقيدتنا الإسلامية وخصائص مجتمعاتنا المحافظة.
(1) العزو السابق.
(2)
مجلة زهرة الخليج، العدد 995.