الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والسيادة المبعدة له عن كنف مولاه لَشَدِيدٌ قوى مبالغ فيه مباه به حريص في طلبه متعب نفسه في تحصيله وحبه وما هذا الا من غاية كفرانه بنعم الله وحرمانه عن مقتضى كرمه سبحانه وضعف يقينه بفضل الله وموائد انعامه وإحسانه
أَفَلا يَعْلَمُ ولا يدرك ولا يشعر الإنسان الكفور الكنود المحب للجاه والمال وقت إِذا بُعْثِرَ اى بعث ونشر وحشر ما فِي الْقُبُورِ من الموتى
وَحُصِّلَ اى جمع وميز ما فِي الصُّدُورِ من المكنونات والمضمرات خيرا كان او شرا
إِنَّ رَبَّهُمْ الذي أظهرهم من كتم العدم ورباهم بأنواع الكرم بِهِمْ وبعموم ما جرى عليهم من شئونهم وتطوراتهم يَوْمَئِذٍ وهو يوم القيامة التي فيها تبلى السرائر وتكشف الضمائر لَخَبِيرٌ وبصير بعموم ما جرى عليهم في نشأة الاختبار خيرا كان او شرا فيجازيهم على مقتضى علمه وخبرته بلا فوت شيء من ذلك ومع علمه سبحانه بهم وبما صدر عنهم يعملون عملا سيئا يؤاخذون عليه. نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
خاتمة سورة العاديات
عليك ايها الإنسان الكامل المجبول على حكمة المعرفة والإيقان ان تشمر ذيلك الى ما جبلت لأجله وتخلى خلدك عن مطلق الاشغال العائقة عن التوجه الحقيقي نحو الحق فلك ان ترى يوم الجزاء بين يديك ونصب عينيك وبالجملة لا تغفل عن الله فانه يرقبك في أولاك وأخراك وفي عموم أوقاتك وازمانك وحالاتك
[سورة القارعة]
فاتحة سورة القارعة
لا يخفى على الموقنين المنكشفين بسرائر النشأتين ان النشأة الاولى ما هي الا لاكتساب المعارف والحقائق الكامنة في مطاوى التكاليف الإلهية المكنونة في سرائر أوامره ونواهيه وحكمه وأحكامه والثانية انما هي للجزاء المترتب على تلك المعارف والحقائق ولا شك ان من تهاون وتقاصر عن ما لزمه في الاولى فقد ضل وغوى واستحق الويل واللظى ولحق بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وفي الآخرة يجازون بمقتضاها وللتهويل على اصحاب الغفلة وتقريعهم على ترك ما أوجب عليهم وأمرهم سمى سبحانه يوم القيامة بالقارعة وابهمها تفظيعا وتهويلا فقال بعد التيمن بِسْمِ اللَّهِ المتصف بالقهر واللطف حسب النشأتين الرَّحْمنِ على عموم المطيعين من عباده في النشأة الاولى الرَّحِيمِ على المخلصين منهم في النشأة الاخرى يوصلهم الى أقصى درجات النعيم
[الآيات]
الْقارِعَةُ اى الساعة الموعودة المعهودة التي تقرع الأسماع من هولها وهيبتها وتدهش العقول من شدتها وصولتها ثم ابهمها سبحانه تهويلا فقال
مَا الْقارِعَةُ المذكورة وايّة شيء هي ثم ابهمها مرة اخرى مخاطبا لحبيبه صلى الله عليه وسلم تأكيدا لتهويلها ومبالغة على تفظيعها فقال
وَما أَدْراكَ وأعلمك يا أكمل الرسل مَا الْقارِعَةُ العجيبة الشأن الفظيعة العظيمة الهائلة المهولة ثم عد سبحانه لوازمها وما يترتب عليها لينتقل منها إليها وانما أشار سبحانه بهذه الطريقة ايضا الى شدة هولها وفظاعتها فيكون تهويلا وتأكيدا على تأكيد ومبالغة غب مبالغة اذكر يا أكمل الرسل لمن تذكر واتعظ
يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ من نهاية افزاعهم واخوافهم كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ اى كالطير المتهافت المتساقط على النار من شدة اضطرابه يعنى يكون الناس