الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في خلال الليالى والأسحار وفي آناء الليل وأطراف النهار لعل الله يرقبك عن فتنة ما ذرأ وبرأ ويكف عنك شرور من عاداك بالسحر والعين وغيرها بمنه وجوده
[سورة الناس]
فاتحة سورة الناس
لا يخفى على من انكشف له سرائر التوحيد واليقين وانفتح عليه أبواب معالم الدين القويم والصراط المستقيم اى من تمسك بحبل التوفيق الإلهي واستمسك به لا بد وان يحفظ نفسه دائما عن فتنة شياطين القوى الامارة التي توسوس في صدور الأنام بأنواع الوسوسة وتوقعهم في اصناف الفتن والمحن الناشئة من الأوهام والخيالات الباطلة المتعلقة بنشأة الناسوت حتى تزيغ قلوبهم وتضلهم عن الطريق المستبين لذلك لقن سبحانه حبيبه صلى الله عليه وسلم الاستعاذة والالتجاء نحوه سبحانه من غوائل الشيطان واغوائه تتميما لتربيته وتكميله وتنبيها على من تبعه من المؤمنين وإرشادا لهم فقال بعد ما تيمن بِسْمِ اللَّهِ المدبر لمصالح عباده بمقتضى جوده الرَّحْمنِ عليهم يحفظهم عما يبعدهم عن كنف حفظه الرَّحِيمِ عليهم ينبههم على ما يضرهم ويغويهم ليتمكنوا في الدين القويم ويترسخوا على الصراط المستقيم
[الآيات]
قُلْ يا أكمل الرسل بعد ما مكنك الحق في مقعد التوحيد وهداك للوصول الى ينبوع بحر الحقيقة التي هي الوحدة الذاتية ملتجأ الى الله مستمسكا بعروة عصمته أَعُوذُ والوذ بِرَبِّ النَّاسِ الذي أظهرهم من كتم العدم ورباهم بأنواع اللطف والكرم
مَلِكِ النَّاسِ ومتولى أمورهم
إِلهِ النَّاسِ إذ ظهور الكل منه ورجوعه اليه ولا مالك لهم سواه ولا اله غيره
مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الموسوس المثير للفتن في قلوب الناس الْخَنَّاسِ الدفاع الرجاع للناس عن نور الهداية والفلاح الى ظلمات البدع والضلال
الَّذِي يُوَسْوِسُ دائما فِي صُدُورِ النَّاسِ ويلقى في روعهم ما يغويهم عن طريق الحق ويغريهم الى الباطل الزائغ الزائل وهذا الخناس الموسوس في صدور الناس قد يكون
مِنَ الْجِنَّةِ اى من جنس الجن يوسوس على الانس من طرق الوهم والخيال فيضله عن الصراط المستقيم وَقد يكون من جنس النَّاسِ ايضا يوسوس من طرق الحواس إذ بعض النفوس الخبيثة الانسية يضل بعض الضعفاء عن طريق الحق ويوقعهم في فتنة عظيمة وعذاب اليم.
أعاذنا الله وعموم عباده من شر كلا الفريقين بفضله وجوده
خاتمة سورة الناس
عليك أيهما المحمدي المعتصم بحبل التوفيق المستمسك بالعروة الوثقى التي هي الدين القويم الإلهي والشرع الشريف المصطفوى ان تواظب على امتثال الاحكام الشرعية والأوامر الإلهية النازلة في القرآن العظيم وتجتنب عن مطلق النواهي والمحظورات الموردة فيه من لدن حكيم عليم فعليك بالإخلاص في كل الأعمال والاتكال على الله في عموم الأحوال وعليك الاشتغال بالطاعات ودوام المراقبة مع الله في عموم الحالات فانه سبحانه يوصلك حسب لطفه وجوده الى أعلى المقامات وارفع الدرجات نعتصم بك يا ذا القوة المتين ونتوكل عليك يا ذا الجود العظيم ونستعيذ بك في عموم الأحوال والأهوال من الشيطان الرجيم. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب وأنت الملهم للصواب والموفق على نيل الثواب منك المبدأ وإليك المآب وعندك أم الكتاب
وبعد ما اتفق بتوفيق الله إتمامه وتم بلطفه ختمه وختامه جاء بفضل الله وسعة رحمته وجوده كنزا مملوا بلآلى نفيسة