الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَأَمَّا الَّذِي حَكَيْنَاهُ عَنْهُ آنِفًا فَإِنَّمَا قَالَهُ عَلَى وَجْهِ الْكَرَاهَةِ ، أَنْ يُجِيزَ الْعِلْمَ لِمَنْ لَيْسَ مِنْ أَهْلِهِ وَلَا خَدَمَهُ ، وَعَانَى التَّعَبَ فِيهِ ، فَكَانَ يَقُولُ ، إِذَا امْتَنَعَ مِنْ إِعْطَاءِ الْإِجَازَةِ لِمَنْ هَذِهِ صِفَتُهُ: يُحِبُّ أَحَدُهُمْ أَنْ يُدْعَى قَسًّا وَلَمَّا يَخْدُمِ الْكَنِيسَةَ ، وَيَضْرِبُ ذَلِكَ مَثَلًا ، يَعْنِي أَنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ فَقِيهَ بَلَدِهِ وَمُحَدِّثَ مِصْرِهِ ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يُقَاسِيَ عَنَاءَ الطَّلَبِ وَمَشَقَّةَ الرِّحْلَةِ ، اتِّكَالًا عَلَى الْإِجَازَةِ ، كَمَنْ أَحَبَّ مِنْ رُذَالِ النَّصَارَى أَنْ يَكُونَ قَسًّا وَمَرْتَبَتُهُ لَا يَنَالُهَا الْوَاحِدُ مِنْهُمْ إِلَّا بَعْدَ اسْتِدْرَاجٍ طَوِيلٍ وَتَعَبٍ شَدِيدٍ ، وَكَانَ مَالِكٌ يَشْتَرِطُ فِي الْإِجَازَةِ أَنْ يَكُونَ فَرْعُ الطَّالِبِ مُعَارَضًا بِأَصْلِ الرَّاوِي ، حَتَّى كَأَنَّهُ هُوَ، وَأَنْ يَكُونَ الْمُجِيزُ عَالِمًا بِمَا يُخْبِرُ بِهِ ، مَعْرُوفًا بِذَلِكَ ، ثِقَةً فِي دِينِهِ وَرِوَايَتِهِ ، وَأَنْ يَكُونَ الْمُسْتَجِيزُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ، وَعَلَيْهِ سَمْتُهُ حَتَّى لَا يُوضَعَ الْعِلْمُ إِلَّا عِنْدَ أَهْلِهِ
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الصَّيْرَفِيُّ ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ الْأَصَمَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ سُلَيْمَانَ ، يَقُولُ: فَاتَنِي مِنَ الْبُيُوعِ مِنْ كِتَابِ الشَّافِعِيِّ ثَلَاثُ وَرَقَاتٍ ، فَقُلْتُ لَهُ: أَجِزْهَا لِي ، فَقَالَ لِي «مَا قُرِئَ عَلَيَّ كَمَا قُرِئَ عَلَيَّ وَرَدَّدَهَا عَلَيَّ غَيْرَ مَرَّةٍ ، حَتَّى أَذِنَ اللَّهُ فِي جُلُوسِهِ فَجَلَسَ فَقُرِئَ عَلَيْهِ» وَهَذَا الْفِعْلُ مِنَ الشَّافِعِيِّ مَحْمُولٌ عَلَى الْكَرَاهَةِ ، لِلِاتِّكَالِ عَلَى الْإِجَازَةِ بَدَلًا مِنَ السَّمَاعِ ، لِأَنَّهُ قَدْ حُفِظَ عَنْهُ الْإِجَازَةُ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ مَا لَمْ يَسْمَعْهُ مِنْ كُتُبِهِ ، وَسَنَذْكُرُ الْخَبَرَ بِذَلِكَ فِي مَوْضِعِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى، فَأَمَّا اعْتِلَالُ مَنْ لَمْ يَقْبَلْ أَحَادِيثَ الْإِجَازَةِ بِأَنَّهَا تَجْرِي مَجْرَى الْمَرَاسِيلِ وَالرِّوَايَةِ عَنِ الْمَجَاهِيلِ ، فَغَيْرُ صَحِيحٍ ، لِأَنَّا نَعْرِفُ الْمُجِيزَ بِعَيْنِهِ وَأَمَانَتِهِ وَعَدَالَتِهِ ، فَكَيْفَ يَكُونُ بِمَنْزِلَةِ مَنْ لَا نَعْرِفُهُ ، وَهَذَا وَاضِحٌ لَا شُبْهَةَ فِيهِ
بَابُ ذِكْرِ بَعْضِ أَخْبَارِ مَنْ كَانَ يَقُولُ بِالْإِجَازَةِ وَيَسْتَعْمِلُهَا
أَخْبَرَنِي الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْمَرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَى الْكَاتِبُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَسَّانِيُّ، ثنا مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ الْمُزَنِيَّ الْوَاسِطِيَّ ، عَنْ عَوْفٍ الْأَعْرَابِيِّ ، قَالَ:" قَالَ رَجُلٌ لِلْحَسَنِ: إِنَّ عِنْدِي كِتَابًا مِنْ عِلْمِكَ، أَفَأَرْوِيهِ عَنْكَ؟ قَالَ: نَعَمْ "
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتُوَيْهِ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، ثنا أَبُو ضَمْرَةَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ ، قَالَ:" أَشْهَدُ عَلَى ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ كَانَ يُؤْتَى بِالْكِتَابِ مِنْ كُتُبِهِ فَيَتَصَفَّحَهُ وَيَنْظُرُ فِيهِ ، ثُمَّ يَقُولُ: هَذَا حَدِيثِي أَعْرِفُهُ خُذْهُ عَنِّي "
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ الصَّيْرَفِيُّ ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ الْأَصَمَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّورِيَّ ، يَقُولُ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ ، يَقُولُ: ثنا أَبُو ضَمْرَةَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ:" كُنْتُ أَرَى الزُّهْرِيَّ يُؤْتَى بِالْكِتَابِ مَا قَرَأَهُ وَلَا قُرِئَ عَلَيْهِ ، فَيُقَالُ لَهُ: نَرْوِي هَذَا عَنْكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ "
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، ثنا أَبِي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَيْبَةَ ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ شُعَيْبٍ ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا ضَمْرَةَ ، يَقُولُ: أَشْهَدُ عَلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ: «كَانَ الزُّهْرِيُّ يُؤْتَى بِالْكِتَابِ فَيُقَالُ نَرْوِيهِ عَنْكَ؟ فَيَقُولُ نَعَمْ ، مَا قَرَأَهُ وَلَا قُرِئَ عَلَيْهِ»
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الْبَصْرِيُّ ، قَالَا: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ، ثنا جَدِّي، ثنا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، ثنا ابْنُ وَهْبٍ، ثنا سُفْيَانُ ، وَهُوَ ابْنُ عُيَيْنَةَ ، قَالَ:" رَأَيْتُ رَجُلًا جَاءَ إِلَى ابْنِ شِهَابٍ بِكِتَابٍ فِيهِ أَحَادِيثُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، فَقَالَ لَهُ: أُحَدِّثُ بِهَذَا عَنْكَ؟ فَقَالَ لَهُ ابْنُ شِهَابٍ: نَعَمْ ، وَلَمْ يَقْرَأْهُ عَلَيْهِ "
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ ، قَالَا: أنا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ الْأَبَّارُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ ، قَالَ: ابْنُ جُرَيْجٍ جَاءَ إِلَى الزُّهْرِيِّ بِأَحَادِيثَ فَقَالَ أُرِيدُ أَنْ أَعْرِضَهَا عَلَيْكَ فَقَالَ كَيْفَ أَصْنَعُ بِشُغْلِي؟ قَالَ فَأَرْوِيهَا عَنْكَ؟ قَالَ: نَعَمْ " وَاللَّفْظُ لِابْنِ رِزْقٍ
أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُعَدِّلُ، ثنا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَكِيمِيُّ، ثنا أَبُو قِلَابَةَ، ثنا عَمِّي، ثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ ، قَالَ:" كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ شِهَابٍ فَجَاءَ ابْنُ جُرَيْجٍ ، وَمَعَهُ ثُلُثُ قِرْطَاسٍ فِيهِ حَدِيثٌ ظَهْرًا وَبَطْنًا ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ ، أَرْوِي هَذَا عَنْكَ؟ قَالَ: نَعَمْ " قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: وَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَيُّهُمَا أَعْجَبُ ، ابْنُ شِهَابٍ أَوِ ابْنُ جُرَيْجٍ ، يَقُولُ لَهُ أَرْوِي هَذَا عَنْكَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ " قُلْتُ: عَجِبَ سُفْيَانُ كَيْفَ لَمْ يَنْظُرِ ابْنُ شِهَابٍ إِلَى الْمَكْتُوبِ فِي الْقِرْطَاسِ ، أَهُوَ مِنْ حَدِيثِهِ أَمْ لَا ، وَكَيْفَ اسْتَجَازَ ابْنُ جُرَيْجٍ أَنْ يَسْأَلَهُ إِجَازَةَ ذَلِكَ ، وَلَعَلَّ ابْنَ شِهَابٍ كَانَ قَدْ عَرَفَ الْقِرْطَاسَ ، بَلْ عَسَاهُ أَنْ يَكُونَ هُوَ كَتَبَهُ ، فَأَغْنَاهُ ذَلِكَ عَنِ النَّظَرِ فِيهِ ، أَوْ كَانَ يَعْتَقِدُ أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ لَا يَسْتَجِيزُ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ حَدِيثِهِ ، لِأَمَانَةِ ابْنِ جُرَيْجٍ عِنْدَهُ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْمُطَرِّزُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْوَاعِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي حُذَيْفَةَ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ الْحَلَبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، ثنا أَبُو سَعْدٍ عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ:" أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ الزُّهْرِيَّ ، دَفَعَ إِلَى بَعْضِ أَصْحَابِهِ أَحَادِيثَ مِنْ أَحَادِيثِهِ فِي طُومَارٍ ، فَقَالَ: هَذِهِ أَحَادِيثِي خُذْهَا فَحَدِّثْ بِهَا ، فَقَبِلَ ذَلِكَ مِنْهُ "
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، أنا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مَحْمُودٍ الْهَرَوِيُّ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ ، ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْوَكِيلُ، أنا مُوسَى بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّرَّاجُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ ، قَالَا: ثنا الْمُسَيِّبُ بْنُ وَاضِحٍ، ثنا ابْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدٍ الْكَلَاعِيِّ ، قَالَ
⦗ص: 320⦘
: " أَعْطَانِي مَكْحُولٌ دِفْتَرًا ، فِيهِ حَلَالٌ وَحَرَامٌ ، فَقَالَ: خُذْ هَذَا الدِّفْتَرَ فَارْوِهِ وَحَدِّثْ بِهِ عَنِّي ، قُلْتُ لَهُ: كَيْفَ أَرْوِيهِ وَأُحَدِّثُ بِهِ عَنْكَ وَأَنَا لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْكَ؟ قَالَ: بَلَى ، أَنَا أَقُولُ: ارْوِهِ وَحَدِّثْ بِهِ عَنِّي وَتَقُولُ: لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْكَ؟ وَاللَّفْظُ لِلْبَاغَنْدِيِّ "
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْبَغَوِيُّ ، ح وَأَخْبَرَنا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْعَلَّافُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشَّافِعِيُّ ـ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: ثنا ، وَقَالُ مُحَمَّدٌ: ـ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ كَزَالٍ، ثنا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، قَالَ:" رَأَيْتُ ابْنَ جُرَيْجٍ جَاءَ إِلَى أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ بِكُرَّاسَةٍ مُطْبَقَةٍ ، فَقَالَ: أَرْوِي هَذِهِ عَنْكَ؟ قَالَ: نَعَمْ "
أَخْبَرَنَا ابْنُ الْفَضْلِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ: " رَأَى ابْنَ جُرَيْجٍ جَاءَ إِلَى أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ بِكِتَابٍ فَقَالَ: هَذَا حَدِيثُكَ فَأَجِزْهُ لِي ، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَخَذَ الْكِتَابَ وَذَهَبَ "
أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيِّ ، قَالَ: قَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ: قَالَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ: " جَاءَ ابْنُ جُرَيْجٍ بِكِتَابٍ فَقَالَ: هَذَا حَدِيثُكَ أَرْوِيهِ عَنْكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ ، قَالَ يَحْيَى: فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: مَا أَدْرِي أَيُّهُمَا أَعْجَبُ "
أَخْبَرَنَا ابْنُ الْفَضْلِ ، قَالَ: أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، قَالَ:" جَاءَ ابْنُ جُرَيْجٍ بِصَحِيفَةٍ مَكْتُوبَةٍ ، فَقَالَ لِي: يَا أَبَا الْمُنْذِرِ ، هَذِهِ أَحَادِيثُ أَرْوِيهَا عَنْكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ ، فَذَهَبَ فَمَا سَأَلَنِي عَنْ شَيْءٍ غَيْرِهَا "
وَأَخْبَرَنَا ابْنُ الْفَضْلِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا يَعْقُوبُ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، ثنا
⦗ص: 321⦘
يَحْيَى بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، قَالَ:" طَلَبْتُ مِنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ أَحَادِيثَ أَبِيهِ ، قَالَ: فَأَخْرَجَ إِلَيَّ دِفْتَرًا فَقَالَ: فِي هَذَا أَحَادِيثُ أَبِي ، صَحَّحْتُهُ وَعَرَفْتُ مَا فِيهِ ، فَخُذْهُ عَنِّي وَلَا تَقُلْ كَمَا يَقُولُ هَؤُلَاءِ: حَتَّى أَعْرِضَهُ "
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ ، فِي كِتَابِهِ إِلَيْنَا، أنا أَبُو الْمَيْمُونِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو النَّصْرِيُّ، ثنا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ ، قَالَ:" دَفَعَ إِلَيَّ يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ صَحِيفَةً ، فَقَالَ: ارْوِهَا عَنِّي ، وَدَفَعَ إِلَيَّ الزُّهْرِيُّ صَحِيفَةً فَقَالَ: ارْوِهَا عَنِّي "
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّيْمَرِيُّ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الرَّازِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الزَّعْفَرَانِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ، ثنا الْحِزَامِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ، عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ:«أَنَّ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي جَعْفَرٍ ، كَتَبَ لِي كُتُبًا فَحَدَّثْتُهَا عَنْهُ ، وَلَمْ أَعْرِضْهَا عَلَيْهِ»
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْأَكْبَرُ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْخَزَّازُ، أنا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ مَرَابَا، ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ ، يَقُولُ:«حَدِيثُ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ، هِيَ مُنَاوَلَةٌ»
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمُؤَدِّبُ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِيُّ، أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَاضِي، ثنا السَّاجِيُّ يَعْنِي زَكَرِيَّا بْنَ يَحْيَى، ثنا هَارُونُ الْإِيلِيُّ
⦗ص: 322⦘
، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ ، كَاتَبُ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ:«أَنَّ اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ ، كَانَ يُجِيزُ كُتُبَ الْعِلْمِ لِكُلِّ مَنْ سَأَلَهُ ذَلِكَ ، وَلَا يَمْتَنِعُ ، وَيَرَاهَا جَائِزَةً وَاسِعَةً لِمَنْ أَخَذَهُ وَحَدَّثَ بِهِ»
كَتَبَ إِلَيَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عُثْمَانَ يَذْكُرُ أَنَّ أَبَا الْمَيْمُونِ الْبَجَلِيَّ أَخْبَرَهُمْ، أَخْبَرَنَا أَبُو زُرْعَةَ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ ، قَالَ:" دَفَعَ إِلَيَّ الْأَوْزَاعِيُّ كِتَابِي بَعْدَ مَا نَظَرَ فِيهِ فَقَالَ: ارْوِهِ عَنِّي "
أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ ، وَأَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ السَّرَّاجُ ، قَالَا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْأَصَمُّ ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدَ ، يَقُولُ: سَمِعْتُ ابْنَ شُعَيْبٍ ، يَقُولُ:" لَقِيتُ الْأَوْزَاعِيَّ وَمَعِي كِتَابٌ كُنْتُ كَتَبْتُهُ مِنْ أَحَادِيثِهِ ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا عَمْرٍو ، هَذَا كِتَابٌ كَتَبْتُهُ مِنْ أَحَادِيثِكَ ، قَالَ: هَاتِهِ ، قَالَ: فَأَخَذَهُ وَانْصَرَفَ إِلَى مَنْزِلِهِ وَانْصَرَفْتُ أَنَا ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَيَّامٍ لَقِيَنِي بِهِ - لَمْ يَقُلِ السَّرَّاجُ بِهِ - فَقَالَ: هَذَا كِتَابُكَ قَدْ عَرَضْتُهُ وَصَحَّحْتُهُ ، قُلْتُ: يَا أَبَا عَمْرٍو ، فَأَرْوِي عَنْكَ؟ قَالَ: نَعَمْ ، فَقُلْتُ: أَذْهَبُ فَأَقُولُ: أَخْبَرَنِي الْأَوْزَاعِيُّ؟ قَالَ: نَعَمْ ، قَالَ أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ: وَأَنَا أَقُولُ كَمَا قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ "
أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْقُرَشِيُّ ، بِأَصْبَهَانَ، أنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ الطَّبَرَانِيُّ، ثنا أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ، ثنا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ ، قَالَ:" كَانَ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ عَسِرًا فِي الْحَدِيثِ ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ ، فَقَالَ: هَذِهِ كُتُبِي قَدْ صَحَّحْتُهَا ، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْخُذَهَا فَلْيَأْخُذْهَا ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْرِضَ فَلْيَعْرِضْ ، وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَسْمَعَهَا مِنِ ابْنِي فَلْيَسْمَعْهَا ، فَإِنَّهُ قَدْ سَمِعَهَا مِنِّي "
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الْبَرْقَانِيُّ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُوسَى الْأَرْدَبِيلِيُّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ النَّجْمِ، ثنا سَعِيدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَرْذَعِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا زُرْعَةَ ، يَقُولُ:«لَمْ يَسْمَعْ أَبُو الْيَمَانِ مِنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ إِلَّا حَدِيثًا وَاحِدًا ، وَالْبَاقِي إِجَازَةٌ»
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْوَاعِظُ، ثنا أَبِي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْبَاغَنْدِيُّ ، إِمْلَاءً، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ عُبَيْدُ بْنُ هِشَامٍ الْحَلَبِيُّ ، قَالَ:" كُنَّا عِنْدَ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ فَأَتَاهُ صَالِحُ بْنُ يُوسُفَ أَوْ صَالِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الصَّحِيفَةُ الَّتِي دَفَعْتُهَا إِلَيْكَ نَظَرْتَ فِيهَا؟ فَقَامَ مَالِكٌ فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ ، وَقَالَ: قَدْ نَظَرْتُ فِيهَا ، وَهِيَ مِنْ حَدِيثِي فَارْوِهَا عَنِّي "
أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ حَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ الدَّقَّاقُ، ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْوَلِيدُ بْنُ بَكْرٍ الْأَنْدَلُسِيُّ ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ الْمَلَاحِمِيَّ بِبُخَارَى يَقُولُ: سَمِعْتُ الْوَزَّانَ يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ حَامِدٍ ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ الْمُتَوَكِّلِ ، يَقُولُ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أَبِي أُوَيْسٍ ، يَقُولُ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ ، يَقُولُ:" السَّمَاعُ عِنْدَنَا عَلَى ثَلَاثَةِ أَضْرُبٍ: أَوَّلُهَا قِرَاءَتُكَ عَلَى الْعَالِمِ ، وَالثَّانِي قِرَاءَةُ الْعَالِمِ عَلَيْكَ ، وَالثَّالِثُ أَنْ يَدْفَعَ إِلَيْكَ الْعَالِمُ كِتَابًا قَدْ عَرَفَهُ فَيَقُولُ لَكَ: ارْوِهِ عَنِّي "
حَدَّثَنِي أَبُو طَالِبٍ يَحْيَى بْنُ عَلِيٍّ الدَّسْكَرِيُّ، أنا أَبُو يَعْقُوبَ يُوسُفُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى السَّهْمِيُّ بِجُرْجَانَ، ثنا أَبُو نُعَيْمِ بْنُ عَدِيٍّ، ثنا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ، قَالَ: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ ، يَقُولُ:" إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ وَهْبٍ ، قَالَ لِسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ الَّذِي عَرَضَ عَلَيْكَ أَمْسِ فُلَانٌ أَجَزْتَهَا لِي؟ قَالَ: نَعَمْ "
أَخْبَرَنَا ابْنُ الْفَضْلِ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحُمَيْدِيَّ ، يَقُولُ:" كُنْتُ أَرَى ابْنَ وَهْبٍ يَجِيءُ إِلَى سُفْيَانَ ، وَكَانَ يَسْكُنُ فِي دَارِ كِرَاءٍ ، وَلَهُ دَرَجَةٌ طَوِيلَةٌ ، فَكُنْتُ أَرَى ابْنَ وَهْبٍ يَقِفُ عِنْدَ الدَّرَجَةِ فَيَقُولُ لِسُفْيَانَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، هَذَا مَا سَمِعَ ابْنُ أَخِي مِنْكَ فَأَجِزْهُ لِي فَيَقُولُ سُفْيَانُ: نَعَمْ "
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْعَلَاءِ الدَّلَّالُ، ثنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَاعِظُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ الْمَوْصِلِيُّ، ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِدْرِيسَ، ثنا يَعِيشُ بْنُ الْجَهْمِ ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ
⦗ص: 324⦘
عِيَاضٍ ، يَقُولُ:«يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ ، إِنَّا وَإِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ، يَعْنِي الْمُنَاوَلَةَ وَالْإِجَازَةَ»
أَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ الْخَطِيبُ الْحَرْبِيُّ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ ، أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ يُوسُفَ الشِّكْلِيَّ ، حَدَّثَهُمْ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّاشِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْيَمَانِيُّ، ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ الْعَدَنِيُّ ، قَالَ: " كُنَّا عِنْدَ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ الثَّوْرِيِّ بِمَكَّةَ فَاخْتَصَمَ إِلَيْهِ الْمَكِّيُّونَ وَالْعِرَاقِيُّونَ فِي الْإِجَازَةِ ، فَقَضَى لِلْمَكِّيِّينَ عَلَى الْعِرَاقِيِّينَ بِالْإِجَازَةِ فَقَالُوا لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، كَيْفَ نَقُولُ؟ قَالَ: قُولُوا: «ثَنَا»
أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَقِيهُ، أنا عَيَّاشُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الزَّعْفَرَانِيُّ، أَخْبَرَنِي أَبُو يَحْيَى زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ، حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ عَلِيٍّ ، قَالَ: قَالَ لِي حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ يَعْنِي الْكَرَابِيسِيَّ لَمَّا كَانَتْ قَدْمَةُ الشَّافِعِيِّ الثَّانِيَةُ أَتَيْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ: تَأْذَنُ أَنْ أَقْرَأَ عَلَيْكَ الْكُتُبَ؟ فَأَبَى وَقَالَ: «خُذْ كُتُبَ الزَّعْفَرَانِيِّ فَانْسَخْهَا ، فَقَدْ أَجَزْتُهَا لَكَ فَأَخَذْتُهَا إِجَازَةً»
حُدِّثْتُ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحَنْبَلِيِّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْخَلَّالُ قَالَ: أنا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْأَنْطَاكِيُّ، ثنا حُمَيْدُ بْنُ زَنْجُوَيْهِ ، قَالَ:" لَمَّا رَجَعْنَا مِنْ مِصْرَ دَخَلْنَا عَلَى أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فَقَالَ: مَرَرْتُمْ بِأَبِي حَفْصٍ عَمْرِو بْنِ أَبِي سَلَمَةَ؟ قَالَ: فَقُلْنَا لَهُ: وَمَا كَانَ عِنْدَ أَبِي حَفْصٍ؟ إِنَّمَا كَانَتْ عِنْدَهُ خَمْسُونَ حَدِيثًا لِلْأَوْزَاعِيِّ ، وَالْبَاقِي مُنَاوَلَةً ، فَقَالَ: وَالْمُنَاوَلَةُ كُنْتُمْ تَأْخُذُونَ مِنْهَا وَتَنْظُرُونَ فِيهَا "
قَرَأْتُ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ أَخِي الْخَلَّالِ عَنْ أَبِي سَعْدٍ الْإِدْرِيسِيِّ ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سَعِيدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ الْحُسَيْنِ النَّسَفِيُّ ، بِسَمَرْقَنْدَ، سَمِعْتُ أَبَا سَعْدٍ أَحْمَدَ بْنَ عُمَرَ بْنِ هَارُونَ الْبُخَارِيَّ يَقُولُ: " كُنْتُ عِنْدَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فَنَاوَلَهُ رَجُلٌ مِصْرِيُّ كِتَابًا ، وَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ هَذِهِ أَحَادِيثُكَ أَرْوِيهَا عَنْكَ؟ فَنَظَرَ فِي الْكِتَابِ وَقَالَ: إِنْ
⦗ص: 325⦘
كَانَ عَنِّي فَارْوِهِ "
أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَتَّابِيُّ ، قَالَ: ثنا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ هَارُونَ الْمُقْرِئُ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ حَفْصٍ ، قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ: «مَا أَجَازَ أَحْمَدُ لِأَحَدٍ شَيْئًا ، إِلَّا جُزْئَيْنِ لِعبَّاسٍ الْمَدِينِيِّ ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ فِيهِمَا ثُمَّ أَجَازَهُمَا لَهُ»
حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ الْأَعْرَجُ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ إِمْلَاءً بِنَيْسَابُورَ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مُحَمَّدٍ الْإِدْرِيسِيَّ ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْكَاغَذِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا طَلْحَةَ مَنْصُورَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهَ الْمَرْوَزِيَّ يَقُولُ: سَأَلْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ الْإِجَازَةَ لِمَا بَقِيَ عَلَيَّ مِنْ تَصَانِيفِهِ ، فَأَجَازَهَا لِي وَقَالَ:«الْإِجَازَةُ وَالْمُنَاوَلَةُ عِنْدِي كَالسَّمَاعِ الصَّحِيحِ»
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ الْبَادَا ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ شَاذَانَ ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي دَاوُدَ، وَسُئِلَ عَنِ الْإِجَازَةِ ، فَقَالَ:«قَدْ أَجَزْتُ لَكَ وَلِأَوْلَادِكَ وَلِحَبَلِ الْحَبَلَةِ، يَعْنِي الَّذِينَ لَمْ يُولَدُوا بَعْدُ» قَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَأَلْتُ الْقَاضِيَ أَبَا الطَّيِّبِ طَاهِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الطَّبَرِيَّ عَنِ الْإِجَازَةِ لِلطِّفْلِ الصَّغِيرِ ، هَلْ يُعْتَبَرُ فِي صِحَّتِهَا سِنُّهُ أَوْ تَمْيِيزُهُ ، كَمَا يُعْتَبَرُ ذَلِكَ فِي صِحَّةِ سَمَاعِهِ؟ فَقَالَ: لَا يُعْتَبَرُ ذَلِكَ ، وَالْقِيَاسُ يَقْتَضِي عَلَى هَذَا صِحَّةَ الْإِجَازَةِ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ مَوْلُودًا فِي الْحَالِ ، مِثْلَ أَنْ يَقُولَ الرَّاوِي لِلطَّالِبِ: أَجَزْتُ لَكَ وَلِمَنْ يُولَدُ لَكَ ، فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّ بَعْضَ أَصْحَابِنَا قَالَ ، لَا تَصِحُّ الْإِجَازَةُ لِمَنْ لَا يَصِحُّ سَمَاعُهُ ، فَقَالَ: قَدْ يَصِحُّ أَنْ يُجِيزَ لِلْغَائِبِ عَنْهُ ، وَلَا يَصِحُّ السَّمَاعُ مِنْهُ لِمَنْ غَابَ عَنْهُ - أَوْ كَلَامًا هَذَا مَعْنَاهُ. قَالَ الخطيب: وَالْإِجَازَةُ إِنَّمَا هِيَ إِبَاحَةُ الْمُجِيزِ لِلْمُجَازِ لَهُ رِوَايَةَ مَا يَصِحُّ عِنْدَهُ أَنَّهُ حَدِيثُهُ ، وَالْإِبَاحَةُ تَصِحُّ لِلْعَاقِلِ وَغَيْرِ الْعَاقِلِ ، وَلَيْسَ نُرِيدُ بِقَوْلِكَ: الْإِبَاحَةُ الْإِعْلَامَ ،