الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
702 - (16) والرابع منها باب فضائل علي رضي الله تعالى عنه وأرضاه
ــ
702 -
(16) والرابع منها باب فضائل علي رضي الله تعالى عنه وأرضاه
هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكنى أبا الحسن، واسم أبي طالب عبد مناف، وقيل اسمه كنيته، واسم هاشم عمرو، وسمي هاشمًا لأنه أول من هشم الثريد، وأم علي فاطمة بنت أسد بن هاشم وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي، توفيت مسلمة قبل الهجرة، وقيل: إنها هاجرت، وكان علي أصغر ولد أبي طالب، كان أصغر من جعفر بعشر سنين، وكان جعفر أصغر من عقيل بعشر سنين، وكان عقيل أصغر من طالب بعشر سنين، وروي عن سلمان وأبي ذر والمقداد وخباب وجابر وأبي سعيد الخدري وزيد بن أرقم أن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم أجمعين أول من أسلم يعنون من الرجال، وإلا فقد اتفق الجمهور على أن أول من أسلم وأطاع النبي صلى الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد، وقد تقدم قول من قال: إن أول من أسلم أبو بكر رضي الله عنه.
وقد روى أبو عمر بن عبد البر عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أولكم واردًا علي الحوض أولكم إسلامًا علي بن أبي طالب" ذكره صاحب الشريعة [1/ 377] واللالئ [1/ 169] والموضوعات [1/ 247] وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح، قيل أسلم وهو ابن سبع سنين، وقيل ابن ثمان، وقيل ابن عشر، وقيل ابن ثلاث عشرة، وقيل ابن خمس عشرة، وقيل ابن ثماني عشرة، وروى سلمة بن كهيل عن حبة بن جوين العرني قال: سمعت عليًّا رضي الله عنه يقول: أنا أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة خمس سنين، وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال: مكثت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا لا يصلي معه أحد غيري إلا خديجة وأجمعوا على أنه رضي الله عنه صلى إلى القبلتين، وأنه شهد بدرًا وأحدًا ومشاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كلها إلا غزوة تبوك فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يتخلف في أهله وقال له:"أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى" وزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدة نساء أهل الجنة فاطمة وآخى بينه وبينه وقال صلى الله عليه وسلم: "لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق" رواه ابن عساكر في تاريخه [4/ 131]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
باللفظ المذكور ورواه الترمذي [3736] والنسائي [8/ 116]، بلفظ:"لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق" وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: "إنه يحبه الله ورسوله وإنه يحب الله ورسوله".
وكان رضي الله عنه قد خص من العلم والشجاعة والحلم والزهد والورع ومكارم الأخلاق ما لا يسعه كتاب ولا يحويه حصر حساب، بويع له بالخلافة يوم مقتل عثمان واجتمع على بيعته أهل الحل والعقد من المهاجرين والأنصار إلا نفرًا منهم فلم يكرههم، وسئل عنهم فقال: أولئك قوم خذلوا الحق ولم يعضدوا الباطل، وتخلف عن بيعته معاوية ومن معه من أهل الشام وجرت عند ذلك خطوب لا يمكن حصرها والتحمت حروب لم يسمع في المسلمين بمثلها، ولم تزل ألويته (فئته) منصورة عالية على الفئة الباغية إلى أن جرت قضية التحكيم، وخدع فيها ذو القلب السليم، وحينئذٍ خرجت الخوارج فكفرو وكل من معه، وقالوا: حكمت الرجال في دين الله والله تعالى يقول: {إِنِ الْحُكْمُ إلا لِلَّهِ} [الأنعام / 57] ثم اجتمعوا وشقوا عصا المسلمين ونصبوا راية الخلاف وسفكوا الدماء وقطعوا السبيل فخرج إليهم بمن معه ورام رجوعهم فأبوا إلا القتال فقاتلهم بالنهروان فقتلهم واستأصل جميعهم ولم ينج منهم إلا اليسير، وقد تقدم قوله صلى الله عليه وسلم:"يقتلهم أولى الطائفتين بالحق" رواه مسلم [1064] ثم انتدب إليه رجل من بقايا الخوارج، يقال له عبد الرحمن بن ملجم، قال الزبيري: كان من حمير فأصاب دماء فيهم فلجأ إلى مراد فنسب إليهم فدخل على علي في مسجده بالكوفة فقتله ليلة الجمعة (وقيل في صلاة صبحها) لإحدى عشرة ليلة خلت من رمضان، وقيل لثلاث عشرة، وقيل لثمان عشرة، وقيل في أول ليلة من العشر الآخر من رمضان سنة أربعين، واختلف في موضع قبره اختلافًا كثيرًا يدل على عدم العلم به، وأنه مجهول، وكذلك اختلف في سنه يوم قتل فقيل ابن سبع وخمسين إلى خمس وستين سنة، وكانت مدة خلافته أربع سنين وستة أشهر وستة أيام، وقيل ثلاثة، وقيل أربعة عشر يومًا فأخذ عبد الرحمن بن ملجم فقتل أشقى هذه الأمة، وكان علي رضي الله عنه إذا رآه يقول: ما يمنع أشقاها أو ما ينتظر أشقاها أن يخضب هذه من هذا والله ليخضبن هذه من دم هذا ويشير إلى لحيته ورأسه خضاب دم لا خضاب حناء ولا عبير.
6062 -
(2383)(138) حدثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِي وَأبُو جَعفَرٍ، مُحَمَّدُ بْنُ الصبَّاح وَعُبَيدُ اللهِ القَوَارِيرِيُّ وَسُرَيجُ بْنُ يُونُسَ كُلُّهُمْ عَن يُوسُفَ بنِ المَاجِشُونِ، (وَاللَّفْظُ لابنِ الصَّبَّاحِ)، حَدَّثَنَا يُوسُفُ، أَبُو سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ،
ــ
وقد روى النسائي وغيره من حديث عمار بن ياسر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي رضي الله عنه: "أشقى الناس الذي عقر الناقة، والذي يضربك على هذا ووضع يده على رأسه حتى يخضب هذه" يعني لحيته ذكره السيوطي في الدر المنثور [8/ 531] وعزاه لابن أبي حاتم وابن مردويه والبغوي وأبي نعيم في الدلائل.
وتأخر موته رضي الله عنه ولا رضي عن قاتله عن ضربه ثلاثة أيام، وجملة ما حفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة حديث وسبعة وثلاثون حديثًا مثل أحاديث عمر رضي الله عنهما أخرج له منها في الصحيحين أربعة وأربعون حديثًا اهـ من المفهم.
واستدل المؤلف رحمه الله تعالى على الترجمة بحديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه فقال:
6062 -
(2383)(138)(حدثنا يحيى بن يحيى التميمي) النيسابوري (وأبو جعفر محمد بن الصباح) الدولابي البغدادي، ثقة، من (10) روى عنه في (7) أبواب (وعبيد الله) بن عمر بن ميسرة الجشمي مولاهم أبو شعيب (القواريري) البصري، ثقة، من (10) روى عنه في (10) أبواب (وسريج) مصغرًا (بن يونس) بن إبراهيم المروزي الأصل ثم البغدادي، ثقة، من (10) روى عنه في (11) بابا (كلهم) رووا (عن يوسف) بن يعقوب (الماجشون) بن عبيد الله بن أبي سلمة دينار القرشي التيمي مولاهم مولى محمد بن المنكدر أبي سلمة المدني، ثقة، من (8) روى عنه في (4) أبواب، وفي بعض النسخ (عن يوسف الماجشون) بحذف لفظة ابن وكلاهما صحيح، والماجشون لقب يعقوب وهو لقب جرى عليه وعلى أولاده وأولاد أخيه، وهو لفظ فارسي، ومعناه الأحمر الأبيض المورد، سمي يعقوب بذلك لحمرة وجهه وبياضه ووضاءته وهو معرب (ماه كون) ومعناه شبيه القمر (واللفظ لابن الصباح) قال ابن الصباح:(حدثنا يوسف أبو سلمة الماجشون، حدثنا محمد بن المنكدر) بن عبد الله بن الهدير مصغرًا القرشي التيمي
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَن أَبِيهِ، قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِعَلِى: "أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِن مُوسَى
ــ
المدني، ثقة، من (3) روى عنه في (11) بابا (عن سعيد بن المسيب) المخزومي المدني، ثقة، من (2) روى عنه في (17) بابا (عن عامر بن سعد بن أبي وقاص) الزهري المدني، ثقة، من (3) روى عنه في (9) أبواب (عن أبيه) سعد بن أبي وقاص الزهري المدني رضي الله عنه، وهذا السند من سداسياته (قال) سعد:(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي) بن أبي طالب رضي الله عنه: (أنت) نازل (مني بمنزلة هارون من موسى) عليهما السلام، قال له ذلك حين خرج صلى الله عليه وسلم إلى غزوة تبوك واستخلفه على المدينة وخلفه في أهله وصعب على علي تخلفه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك الغزوة وشق فسكنه النبي صلى الله عليه وسلم وانسه بقوله:(أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى) وذلك أن موسى عليه السلام لما عزم على الذهاب لما وعده الله به من المناجاة قال لهارون: {اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ} [الأعراف / 142].
وقد استدل بهذا الحديث الروافض والإمامية وسائر فرق الشيعة على أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف عليًّا رضي الله عنه على جميع الأمة، فأما الروافض فقد كفروا الصحابة كلهم لأنهم عندهم تركوا العمل بالحق الذي هو النص على استخلاف علي رضي الله عنه واستخلفوا غيره بالاجتهاد، ومنهم من كفر عليًّا رضي الله عنه لأنه لم يطلب حقه وهؤلاء لا يشك في كفرهم لأن من كفر الأمة كلها والصدر الأول فقد أبطل نقل الشريعة وهدم الإسلام، وأما غيرهم من الفرق فلم يرتكب أحد هذه المقالة الشنيعة القبيحة القصعاء ومن ارتكبها منهم ألحقناه بمن تقدم في التكفير ومأواه جهنم وبئس المصير، وعلى الجملة فلا حجة منهم في هذا الحديث فإن النبي صلى الله عليه وسلم إنما استنابه في أمر خاص، وفي وقت خاص، كما استناب موسى هارون عليهما السلام في وقت خاص فلما رجع موسى عليه السلام من مناجاته عاد هارون إلى أول حالاته على أنه قد كان هارون شرك مع موسى في أصل الرسالة فلا تكون لهم فيما راموه دلالة، وغاية هذا الحديث أن يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما استخلف عليًّا رضي الله عنه على المدينة فقط فلما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من تبوك قعد مقعده
إِلَّا أنهُ لَا نَبِي بَعْدِي".
قَال سَعِيدٌ: فَأَحبَبْتُ أَن أُشَافِهَ بِهَا سَعْدًا. فَلَقِيتُ سَعْدًا. فَحَدَّثْتُهُ بِمَا حَدَّثَنِي
ــ
وعاد علي رضي الله عنه إلى ما كان عليه قبل، وهذا كما استخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة ابن أم مكتوم وغيره، ولا يلزم من ذلك استخلافه دائمًا بالاتفاق اهـ من المفهم (إلا) أي لكن (أنه) أي أن الشأن والحال (لا نبي بعدي) إنما قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا الاستثناء تحذيرًا مما وقعت فيه طائفة من غلاة الرافضة فإنهم قالوا: إن عليًّا كان نبيًّا يوحى إليه، وقد تناهى بعضهم في الغلو إلى أن صار في علي إلى ما صارت إليه النصارى في المسيح، فقالوا: إنه الإله، وقد حرق علي رضي الله عنه من قال ذلك فافتتن بذلك جماعة منهم وزادهم ضلالًا، وقالوا: الآن تحققنا أنه الله لأنه لا يعذب بالنار إلا الله، وهذه كلها أقوال عوام جهال سخفاء العقول لا يبالي أحدهم بما يقول فلا ينفع معهم البرهان لكن السيف والسنان اهـ من المفهم.
وقال الحافظ: إنما قال هذا الاستثناء دفعًا لما عسى أن يتوهم من تشبيه علي بهارون أن عليًّا من الأنبياء فرفع هذا التوهم بأن التشبيه ليس في كونه نبيًّا، وهذا من الدلائل القاطعة على أنه ليس بعد النبي صلى الله عليه وسلم نبي، وأن النبوة بجميع أقسامها قد انتهت عليه صلى الله عليه وسلم وأخرج أحمد عن سعيد بن المسيب عن سعد: فقال علي: رضيت رضيت. ذكره الحافظ في الفتح [7/ 74] ولا شك أن في هذا الحديث فضيلة ظاهرة لعلي رضي الله عنه ولكنه لا تعرض فيه لكونه أفضل من غيره، وفضيلة أبي بكر وكونه خليفة للنبي صلى الله عليه وسلم ثابتة بدلائل متظاهرة قد مر كثير منها في هذا الكتاب في أبواب متعددة.
(قال سعيد) بن المسيب بالسند السابق: (فأحببت أن أشافه) وأكلم وأخاطب بشفتي (بها) أي بهذه المقالة يعني قوله أنت مني بمنزلة هارون إلخ أي تمنيت أن أسأل (سعدًا) عن هذا الحديث وأسمع منه بلا واسطة. وقوله: (بها) أي عنها فالباء بمعنى عن، والضمير الحديث ولكن أنثه نظرًا لكونه بمعنى المقالة وعبر عنه بالمقالة لقلة ألفاظه، ويحتمل أن يكون الضمير عائدًا إلى الشفة لعلمها من السياق أي أن أخاطبه بشفتي؛ أي وددت أن أسأل سعدًا عن هذا الحديث وأسمع منه مشافهة أي واصلًا من شفته إلى شفتي (فلقيت سعدًا فحدثته) أي فحدثت سعدا (بما حدثنيـ) ـه
عَامِرُ. فَقَال: أَنَا سَمِعْتُهُ. فَقُلْتُ: آنتَ سَمِعْتَهُ؟ فَوَضَعَ إِصبَعَيهِ عَلَى أُذُنَيهِ فَقَال: نَعَمْ. وإلا فَاسْتَكَّتَا.
6063 -
(00)(00) وحدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ. ح وَحَدثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ. قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعفَرٍ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الحَكَمِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ سَعدِ بْنِ
ــ
(عامر فقال) سعد: (أنا) بلا واسطة (سمعته) أي سمعت هذا الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم قال سعيد بن المسيب: (فقلت) لسعد بن أبي وقاص: (آنت) أي هل أنت (سمعته) من النبي صلى الله عليه وسلم بلا واسطة سأله استثباتًا لا شكًّا في سماعه (فوضع) سعد (إصبعيه) السبابتين (على أذنيه) رفعًا للشك عن سعيد (فقال) سعد: (نعم) سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم (وإلا) أي وإن لم أسمعه منه بأذني، ونسبت السماع إليهما كذبًا (فاستكتا) أي صمتا هاتان الأذنان وحرمتا من سماع الأشياء فيما بعد جزاء على كذبي عليهما، ودعا على نفسه بالصمم إن لم يكن سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، والفاء رابطة لجواب إن الشرطية لما في الجواب من معنى الطلب الذي هو الدعاء عليهما وإن كان لفظه ماضيًا، وقوله:(فاستكتا) بتشديد الكاف، قال الأبي: صمتا وأصل السكك ضيق الصماخ وهو أيضًا صغر الأذنين، وكل ضيق من الأشياء فهو أسَكٌ اهـ.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [1/ 185] والبخاري أخرجه في مناقب علي [3706] وفي المغازي باب غزوة تبوك [4416] والترمذي في مناقب علي [3731].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث سعد رضي الله عنه فقال:
6063 -
(00)(00)(وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا غندر) محمد بن جعفر الهذلي البصري (عن شعبة ح وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر) الهذلي (حدثنا شعبة عن الحكم) بن عتيبة بالتاء الفوقية وبالتصغير الكندي مولاهم أبي محمد الكوفي ثقة ثبت، من (5) روى عنه في (9) أبواب (عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص) الزهري المدني، ثقة، من (3) روى عنه في (5) أبواب (عن) أبيه (سعد بن
أَبِي وَقَّاصٍ. قَال: خَلَّفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ. فَقَال: يَا رسُولَ اللهِ، تُخَلِّفُنِي فِي النسَاءِ وَالصبْيَانِ؟ فَقَال:"أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى؟ غيرَ أنهُ لَا نَبِي بَعْدِي".
6064 -
(00)(00) حدثنا عُبَيدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ. حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، فِي هَذَا الإِسْنَادِ.
6065 -
(00)(00) حدثنا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَمُحَمدُ بْنُ عَبَّادٍ،
ــ
أبي وقاص) رضي الله عنه. وهذا السند من سداسياته، غرضه بيان متابعة مصعب بن سعد لعامر بن سعد (قال) سعد:(خلف) بتشديد اللام من باب فعل المضعف أي جعل (رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب) خليفة على المدينة (في) مدة خروجه لـ (غزوة تبوك) وقوله: (خلف) من التفعيل، وإ كان مضبوطًا في بعض النسخ من الثلاثي أي أقام خلفه وجعله خليفة له في أهله عليه وأهل علي، قال في القاموس: يقال: خلف فلانًا إذا جعله خليفة اهـ (فقال) علي رضي الله عنه (يا رسول الله) أ (تخلفني) بتقدير همزة الاستفهام لدلالة المقام عليه أي أتجعلني خليفة (في النساء والصبيان فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما) حرف استفتاح بمعنى ألا (ترضى أن تكون) نازلًا (مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي) ويحتمل كون الهمزة في أما للاستفهام التقريري وكون ما نافية، وقد سبق البحث عن معنى الحديث في الرواية الأولى فراجعه.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث سعد رضي الله عنه فقال:
6064 -
(00)(00)(حدثنا عبيد الله بن معاذ) العنبري البصري (حدثنا أبي) معاذ بن معاذ العنبري البصري، ثقة، من (9)(حدثنا شعبة في هذا الإسناد) أي بهذا الإسناد السابق يعني عن الحكم عن مصعب عن سعد، غرضه بسوق هذا السند بيان متابعة معاذ بن معاذ لمحمد بن جعفر، وفائدته تقوية السند الأول.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثالثًا في حديث سعد رضي الله عنه فقال:
6065 -
(00)(00)(حدثنا قتيبة بن سعيد) الثَّقفي البلخي (ومحمد بن عباد) بن الزبرقان أبو عبد الله المكي، نزيل بغداد، صدوق، من (10) روى عنه في (8) أبواب
(وَتَقَارَبَا فِي اللفْظِ)، قَالا: حَدَّثَنَا حَاتِمٌ، (وَهُوَ ابْنُ إِسمَاعِيلَ)، عَنْ بُكَيرِ بْنِ مِسْمَارٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَال: أَمَرَ مُعَاويةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ سَعْدًا فَقَال: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسُبَّ أبَا التُّرَابِ؟ فَقَال: أَمَّا مَا ذَكَرْتُ ثَلاثًا قَالهُنَّ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَلَنْ أَسُبَّهُ. لأَنْ تَكُونَ لِي وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ
ــ
(وتقاربا في اللفظ قالا: حدثنا حاتم وهو ابن إسماعيل) العبدري مولاهم أبو إسماعيل المدني، صدوق، من (8) روى عنه في (12) بابا (عن بكير بن مسمار) القرشي الزهري، مولاهم مولى عامر بن سعد أبي محمد المدني أخو مهاجر بن مسمار، روى عن مولاه عامر في مناقب علي بن أبي طالب، وفي الزهد، وابن عمر وجابر وغيرهم، ويروي عنه (م ت س) وحاتم بن إسماعيل وأبو بكر الحنفي والواقدي، وثقه العجلي، وقال النسائي: لا بأس به، وقال في التقريب: صدوق، من الرابعة، مات سنة (153) ثلاث وخمسين ومائة (عن) مولاه (عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه) سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة بكير بن مسمار لسعيد بن المسيب (قال) عامر بن سعد:(أمر معاوية بن أبي سفيان) الأموي الشامي، الخليفة المشهور (سعدا) بن أبي وقاص رضي الله عنهما أي أمره بسب علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأبى سعد أن يسب عليًّا (فقال) معاوية بن أبي سفيان لسعد:(ما منعك) يا سعد (أن تسب أبا التراب) علي بن أبي طالب حين أمرتك أن تسبه، وأبو التراب كنية علي بن أبي طالب رضي الله عنه كناه به النبي صلى الله عليه وسلم حين نام في تراب المسجد النبوي وأيقظه فقال له:"قم أبا التراب، قم أبا التراب"(فقال) سعد لمعاوية: (أما) شرطية (ما) مصدرية (ذكرت) بضم التاء للمتكلم وحده وهو سعد (ثلاثًا) مفعول ذكرت، وجملة (قالهن له) أي لعلي (رسول الله صلى الله عليه وسلم صفة سببية لثلاثًا، وجملة ذكرت صلة ما المصدرية والمصدر المؤول منها مرفوع على الابتداء، والخبر جملة قوله: (فلن أسبه) والفاء فيه رابطة لجواب أما واقعة في غير موضعها كما هو المعروف في الفاء الرابطة لجواب أما كما هي مكررة مع أما في متن الآجرومية في باب علامات الإعراب، والتقدير أما تذكري ثلاثًا قالهن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: فمانع سبي أياه أبدًا فوالله (لأن تكون) وتحصل (لي واحدة منهن) أي من تلك
أحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ. سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لَهُ، خَلَّفَهُ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ، فَقَال لَهُ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللهِ، خَلَّفْتَنِي مَعَ النَّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ؟ فَقَال لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى. إلَّا أَنَّهُ لَا نُبُوَّةَ بَعْدِي". وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ يَوْمَ خَيبَرَ: "لأعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ" قَال: فَتَطَاوَلْنَا لَهَا فَقَال: "ادْعُوا لِي عَلِيًّا"
ــ
المقالات الثلاث (أحب إلي) أي عندي (من) حصول (حمر النعم) والإبل لي التي هي أحب الأموال وأرغبها عند العرب.
الأولى من تلك المقالات الثلاث ما تضمنه قولي (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له) أي لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه حين (خلفه) أي خلف عليًّا في أهله صلى الله عليه وسلم وفي أهل نفسه وعلى من في المدينة أي يقول حين جعله خليفة في المدينة مدة خروجه، وفي بعض النسخ وخلفه بزيادة الواو فتكون الجملة حالية (في بعض مغازيه) وهي غزوة تبوك كما مر، وقوله:(فقال له علي) رضي الله عنه معطوف على خلفه (يا رسول الله خلفتني) أي تركتني في المدينة (مع) من تخلف فيها من (النساء والصبيان) وقوله: (فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: معطوف على قوله: "فقال له علي" لأن العطف كان بالفاء كما هو القاعدة النحوية كما بيناه في الفتوحات القيومية في باب العطف (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى) وهذه هي المقالة الأولى المقصودة من الحديث، وفيها فضيلة ظاهرة وخصوصية باهرة لعلي رضي الله عنه، وقوله:(إلا أنه لا نبوة بعدي) دافع لما يتوهم من التشبيه من كون علي نبيًّا كما مر.
والثانية منها ما تضمنه قولي: (سمعته) صلى الله عليه وسلم (يقول يوم) غزوة (خيبر) والله (لأعطين الراية رجلًا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال) سعد: (فتطاولنا لها) أي تشرفنا لتلك الراية وحرصنا على نيلها، وأصل التطاول امتداد العنق والارتفاع بالجسم طلبًا للطلوع على الشيء الذي لا يظهر لك إلا بالارتفاع، والمراد رفعنا وجوهنا وأظهرنا أنفسنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتذكرنا عسى أن يختارنا لهذه السعادة (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم:(ادعو لي عليًّا) رضي الله
فَأُتِيَ بِهِ ارْمَدَ. فَبَصَقَ فِي عَينِهِ وَدَفَعَ الرَّايَةَ إِلَيهِ. فَفَتَحَ اللهُ عَلَيهِ. وَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {فَقُلْ تَعَالوْا نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ} [آل عمران: 61] دَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيًا وَفَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَينًا فَقَال: "اللَّهُمَّ هَؤُلاءِ أَهْلِي"
ــ
عنه ففيه منقبة عظيمة لعلي رضي الله عنه حيث صرح فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله (فأتي به) أي بعلي، حالة كونه أرمد أي وجع العين (فبصق) أي بزق رسول الله صلى الله عليه وسلم (في عينه) وفي بعض الروايات زيادة (فبرئ) من ساعته (ودفع الراية إليه ففتح الله) خيبر (عليه) أي على يديه، والراية هي العلم التي هي علامة الإمارة اهـ مرقاة، قال القاضي عياض: هذا من أعظم فضائل علي رضي الله عنه وأكرم مناقبه، وفي الحديث من أعلام النبوة علامتان قولية وفعلية؛ فالقولية قول يفتح الله على يديه فكان كذلك، والفعلية بصاقه صلى الله عليه وسلم في عينه وكان أرمد فبرئ من ساعته اهـ.
وفي غير كتاب مسلم (أنه صلى الله عليه وسلم مسح على عيني علي رضي الله عنه ورقاه) وفيه من الفقه جواز المدح بالحق إذا لم تخش على الممدوح فتنة، وقد تقدم القول في محبة الله العبد ومحبة العبد لله، وفيه ما يدل على أن الأولى بدفع الراية إليه من اجتمع له الرئاسة والشجاعة وكمال العقل اهـ من المفهم.
والمقالة الثالثة ما تضمنه قولي (ولما نزلت هذه الآية) يعني قوله تعالى: {فَقُلْ تَعَالوْا نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ} [آل عمران: 61](دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليًّا وفاطمة وحسنًا وحسينًا فقال: اللهم هؤلاء أهلي).
[تتمة]: (وقول معاوية لسعد بن أبي وقاص ما منعك أن تسب أبا تراب) يدل على أن معظم بني أمية كانوا يسبون عليًّا وينتقصونه، وذلك لما وقر في أنفسهم من أنه أعان على قتل عثمان، وأنه أسلمه لمن قتله بناء منهم على أنه كان بالمدينة، وأنه كان متمكنًا من نصرته وكل ذلك ظن كذب وتأويل باطل غطى التعصب منه وجه الصواب، وقد قدمنا أن عليًّا رضي الله عنه أقسم بالله أن ما قتله ولا مالأ على قتله ولا رضيه، ولم يقل أحد من النقلة (أهل العلم) قط ولا سمع من أحد أن عليًّا كان من القتلة ولا أنه دخل معهم الدار عليه، وأما ترك نصرته فعثمان رضي الله عنه أسلم نفسه ومنع من نصرته كما ذكرناه في بابه، ومما تشبثوا به أنهم نسبوا عليًّا إلى ترك أخذ القصاص من قتلة عثمان وإلى أنه
6066 -
(00)(00) حدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ، عَنْ شُعْبَةَ. ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ. قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ. سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ أَنَّهُ قَال لِعَلِيٍّ:"أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى".
6067 -
(2384)(139) حدَّثنا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، (يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِيَّ)، عَنْ سُهَيلٍ، عَنْ أَبِيهِ،
ــ
منعهم منهم وأنه قام دونهم وكل ذلك أقوال كاذبة أنتجت ظنونًا غير صائبة ترتب عليها ذلك البلاءكما سبق به القضاء اهـ من المفهم.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة رابعًا في حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه فقال:
6066 -
(00)(00)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا غندر) محمد بن جعفر (عن شعبة ح وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا: حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم) بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني، ثقة، من (5) روى عنه في (13) بابا، قال سعد:(سمعت إبراهيم بن سعد) بن أبي وقاص، ثقة، من (3) روى عنه في (4) أبواب (عن) أبيه (سعد) بن أبي وقاص رضي الله عنه (عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا السند من سداسياته، غرضه بيان متابعة إبراهيم بن سعد لعامر بن سعد (أنه) صلى الله عليه وسلم (قال لعلي: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى) عليهما السلام.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث سعد بن أبي وقاص بحديث أبي هريرة رضي الله عنهما فقال:
6067 -
(2384)(139)(حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا بعقوب يعني ابن عبد الرحمن) بن محمد بن عبد الله (القاري) بتشديد الياء التحتانية نسبة إلى قارة قبيلة من العرب، المدني، ثقة، من (8) روى عنه في (8) أبواب (عن سهيل) بن أبي صالح السمان أبي يزيد المدني، صدوق، من (6) روى عنه في (13) بابا (عن أبيه) أبي صالح
عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال، يَوْمَ خَيبَرَ:"لأُعْطِيَّنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ. يَفْتَحُ اللهُ عَلَى يَدَيهِ". قَال عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: مَا أَحْبَبْتُ الإِمَارَةَ إِلَّا يَوْمَئِذٍ. قَال: فَتَسَاوَرْتُ لَهَا رَجَاءَ أَنْ أُدْعَى لَهَا. قَال: فَدَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ. فَأَعطَاهُ إِيَّاهَا. وَقَال: "امْشِ. وَلَا تَلْتَفِتْ. حَتَّى يَفْتَحَ اللهُ عَلَيكَ". قَال: فَسَارَ عَلِيٌّ شَيئًا ثُمَّ وَقَفَ وَلَمْ يَلْتَفِتْ
ــ
السمان ذكوان الزيات المدني، ثقة، من (3) روى عنه في (8) أبواب (عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم) غزوة (خيبر): والله (لأعطين هذه الراية) أي راية قائد العسكر (رجلًا يحب الله ورسوله يفتح الله) عز وجل (على يديه) هذه المدينة يعني مدينة خيبر (قال عمر بن الخطاب: ما أحببت الأمارة إلا يومئذٍ) أي يوم إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأعطين الراية .. إلخ لوصف النبي صلى الله عليه وسلم من يُعطاها بمحبة الله ورسوله، قال الأبي: يعني إمارة ذلك اليوم فقط للوصف الذي وصف به من يعاطاها من محبة الله تعالى ورسوله ومحبتهما له اهـ منه (قال) عمر: (فتساورت لها) بالسين والواو والراء أي تطاولت لها كما صرح به في الرواية الأخرى أي حرصت عليها ورغبت فيها وتشوقت لها أي أظهرت وجهي وتصديت لذلك ليتذكرني رسول الله صلى الله عليه وسلم وتطلعت أي رفعت عنقي لها (رجاء أن أدعى) وأنادى (لها) أي لتلك الراية (قال) أبو هريرة: (فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب) رضي الله عنه (فاعطاه) أي فأعطى عليًّا (إياها) أي تلك الراية (وقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب: (امش) إلى جهة العدو (ولا تلتفت) عنهم يمينًا ولا شمالًا، وهذا حض على التقدم إلى جهة العدو وترك التأني عنهم، والالتفات هنا النظر يمنة ويسرة، وقد يكون على وجه المبالغة في التقديم وقد يكون معنى لا تلتفت لا تنصرف عنهم ولا ترجع وراءك (حتى يفتح الله عليك) هذه المدينة وينصرك على من فيها من الأعداء، يقال: التفت إذا انصرف اهـ سنوسي، والمعنى لا تنصرف عن العدو حتى يفتح الله عليك (قال) أبو هريرة:(فسار علي) بن أبي طالب ومشى من عند النبي صلى الله عليه وسلم (شيئًا) أي قليلًا (ثم وقف ولم يلتفت) يمينًا ولا شمالًا ولا وراء امتثالًا لأمره صلى الله عليه وسلم بعدم الالتفات
فَصَرَخَ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلَى مَاذَا أُقَاتِلُ النَّاسَ؟ قَال: قَاتِلْهُمْ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدا رَسُولُ اللهِ. فَإذَا فَعَلُوا ذلِكَ فَقَدْ مَنَعُوا مِنْكَ دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالهُمْ. إِلَّا بِحَقِّهَا. وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ".
6068 -
(2385)(140) حدَّثنا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، (يَعْنِي ابْنَ أَبِي حَازِمِ)، عَنْ أبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلٍ. ح وَحَدَّثَنَا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، (وَاللَّفْظُ هَذَا)، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، (يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ)،
ــ
(فصرخ) علي رضي الله عنه أي نادى صارخًا رافعًا صوته بقوله: (يا رسول الله على ماذا أقاتل الناس) أي على تحصيل أي شيء أقاتلهم (قال) له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قاتلهم) أي قاتل الناس (حتى يشهدوا) ويقروا (أن لا إله إلا الله و) يشهدوا (أن محمدًا رسول الله فإذا فعلوا ذلك) أي أقروا بالشهادتين (فقد منعوا) أي حفظوا (منك دماءهم) من إراقتها بالقتل (وأموالهم) من الأخذ بها بالأسر (إلا بحقها) أي إلا بحق الدماء من القصاص والحد، وحق الأموال من الزكاة وغرامة المتلفات (وحسابهم) على ما في سرائرهم من الإذعان وعدمه (على الله) تعالى.
قوله: (فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا) قال النووي: هذا فيه الدعاء إلى الإسلام قبل القتال وقد قال بإيجابه طائفة على الإطلاق، ومذهبنا ومذهب الاخرين أنهم إن كانوا ممن لم تبلغهم دعوة الإسلام وجب إنذارهم قبل القتال وإلا فلا يجب لكن يستحب اهـ.
وهذا الحديث مما انفرد به الإمام مسلم من بين أصحاب الأمهات.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث سعد بحديث سهل بن سعد رضي الله عنهم فقال:
6068 -
(2385)(140)(حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز يعني ابن أبي حازم) سلمة بن دينار المخزومي مولاهم المدني، صدوق، فقيه، من (8) روى عنه في (6) أبواب (عن أبي حازم) سلمة بن دينار التمار الأعرج المدني، ثقة، من (5) روى عنه في (12) بابا (عن سهل) بن سعد بن مالك بن خالد الأنصاري الخزرجي رضي الله عنه روى عنه في (5) أبواب. وهذا السند من رباعياته (ح وحدثنا قتيبة بن سعيد (واللفظ)) أي لفظ حديثه الذي روى عن يعقوب (هذا) الآتي والذي رواه عن عبد العزيز معناه (حدثنا يعقوب يعني ابن عبد الرحمن) بن محمد بن عبد الله القاري المدني، ثقة، من
عَنْ أَبِي حَازِمٍ. أَخْبَرَنِي سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ؟ أَن رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال يَوْمَ خَيبَرَ: "لأُعْطِيَنَّ هَذِهِ الرَّايَةَ رَجُلًا يَفْتَحُ اللهُ عَلَى يَدَيهِ. يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ. وَيُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ" قَال: فَبَاتَ النَّاسُ يَدُوكُونَ لَيلَتَهُمْ أَيُّهُمْ يُعْطَاهَا. قَال: فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّاسُ غَدَوْا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. كُلُّهُمْ يَرْجُونَ أَنْ يُعْطَاهَا. فَقَال: "أَينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ؟ ! فَقَالُوا: هُوَ، يَا رَسُولَ اللهِ، يَشْتَكِي عَينَيهِ. قَال فَأَرْسِلُوا إِلَيهِ. فَأُتِيَ بِهِ، فَبَصَقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي عَينَيهِ. وَدَعَا لَهُ فَبَرَأَ. حَتَّى كَأَنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ وَجَعٌ. فَأعْطَاهُ الرَّايَةَ. فَقَال عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللهِ، أُقَاتِلُهُمْ
ــ
(8)
روى عنه في (8) أبواب (عن أبي حازم أخبرني سهل بن سعد) وهذا السند من رباعياته أيضًا (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: لأعطين هذه الراية) أي هذا العلم الذي يكون علامة على أمير الجيش (رجلًا يفتح الله) هذه المدينة (على يديه يحب الله ورسوله) صفة ثانية لرجلًا (ويحبه الله ورسوله) معطوف على ما قبله (قال) سهل بن سعد: (فبات الناس) تلك الليلة المستقبلة (يدوكون) بالدال المهملة والواوفي أغلب النسخ أي يخوضون ويتحدثون في ذلك طول (ليلتهم أيهم) أي أي الناس (يعطاها) أي يعطى تلك الراية، وفي بعض النسخ:"يذكرون" بالذال المعجمة وبالراء، ومعنى يدوكون أي يتقاضون بحيث اختلطت أقوالهم فيمن يعطاها، يقال: بات القوم يدوكون دوكًا أي في اختلاط ودوران، ووقعوا في دوكة بفتح الدال وضمها، وإنما فعلوا ذلك حرصًا على نيل هذه الرتبة الشريفة والمنزلة الرفيعة التي لا شيء أشرف منها اهـ من المفهم (قال) سهل:(فلما أصبح الناس) أي دخلوا في الصباح (غدوا) أي بكروا من منازلهم (على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجون) ويطمعون (إن يعطاها فقال) لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أين علي بن أبي طالب فقالوا) له: (هو) أي علي بن أبي طالب (يا رسول الله يشتكي عينيه) أي يرمد عينيه (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فأرسلوا إليه) أي إلى علي في منزله (فأتي به) أي بعلي (فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا) الله (له) بالعافية والشفاء (فبرأ) أي شفي علي من رمده في ذلك الوقت فكانت عينه كاملة في الصحة والحدة (حتى) كان علي (كأن لم يكن به) قط (وجع) ولا رمد (فأعطاه الراية فقال علي) رضي الله عنه: (يا رسول الله أقاتلهم
حَتَّى يَكُونُوا مِثْلَنَا. فَقَال: "انْفُذْ عَلَى رَسْلِكَ. حَتَّى تَنْزِلَ بِسَاحَتِهِمْ. ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الإِسْلامِ. وَأَخْبِرْهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيهِمْ مِنْ حَقِّ اللهِ فِيهِ. فَوَاللهِ، لأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ"
ــ
حتى يكونوا مثلنا) أي حتى يدخلوا في ديننا فيصيروا مثلنا فيه (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي (انفذ) من باب نصر أي امض وامش إلى العدو وتقدم إليه (على رسلك) وهينتك مترفقًا متثبتًا ولا تتعجل عليهم (حتى تنزل بساحتهم) وناحيتهم قريبًا منهم (ثم) بعد نزولك في ساحتهم (ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله) وفرضه وواجبه (فيه) أي في الإسلام من الصلاة والزكاة وغيرهما من أركان الإسلام ولا تتعجل عليهم بسفك دماءهم وأخذ أموالهم (فوالله لأن يهدي الله) ويرشد (بك رجلًا واحدًا خير لك) أجرًا (من أن يكون لك حمر النعم) التي تتصدق بها لو كانت لك أي من الإبل الحمر وهو من إضافة الصفة إلى الموصوف، وكانت الإبل الحمر من أنفس أموال العرب يضربون بها المثل في نفاسة الشيء وإنه ليس هناك شيء أنفس منه، وفي قوله:(فوالله لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا) إلخ فيه حض عظيم على تعليم العلم وبثه في الناس وعلى الوعظ والتذكير بالدار الآخرة والخير، وهذا كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر:"إن الله وملائكته يصلون على معلمي الناس الخير" قال الهيثمي في مجمع الزوائد [1/ 124] رواه الطبراني في الكبير، وفيه القاسم أبو عبد الرحمن وثقه البخاري وضعفه أحمد، وقال في المرقاة: والظاهر أن قوله: فوالله إلخ تأكيد لما أرشده من دعائهم إلى الإسلام أولًا فإنه ربما يكون سببًا لإيمانهم من غير حاجة إلى قتالهم المتفرع عليه حصول الغنائم من حمر النعم وغيرها فإن إيجاد مؤمن واحد خير من إعدام ألف كافر على ما صرح به ابن الهمام اهـ منه. والهداية الدلالة والإرشاد، والنعم هي الإبل وحمرها هي خيارها حسنًا وقوة ونفاسة لأنها أفضل عند العرب ويعني به والله أعلم أن ثواب تعليم رجل واحد وإرشاده للخير أعظم من ثواب هذه الإبل النفيسة لو كانت لك فتصدقت بها لأن ثواب تلك الصدقة ينقطع بموتها وثواب العلم والهدى لا ينقطع إلى يوم القيامة كما قال صلى الله عليه وسلم:"إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة -فذكر منها- علم ينتفع به" رواه أحمد [21/ 372] ومسلم [1631] والترمذي [1376] والنسائي [6/ 251].
6069 -
(2386)(141) حدَّثنا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا حَاتِمٌ، (يَعْنِي ابْنَ إِسْمَاعِيلَ)، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأكَوَعِ، قَال: كَانَ عَلِيٌّ قَدْ تَخَلَّفَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي خَيبَرَ. وَكَانَ رَمِدًا. فَقَال: أَنَا أتَخَلَّفُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَخَرَجَ عَلِيٌّ فَلَحِقَ بِالنبِي صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا كَانَ مَسَاءُ اللَّيلَةِ الَّتِي فَتَحَهَا اللهُ فِي صَبَاحِهَا. قَال رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم:"لأعْطِيَنَّ الرَّايَةَ، أَوْ لَيَأْخُذَن بالرَّايَةِ، غَدًا، رَجُلٌ يُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ، أَوْ قَال: يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، يَفْتَحُ اللهُ عَلَيهِ" فَإِذَا نَحْنُ بِعَلِيٍّ، وَمَا نَرْجُوهُ
ــ
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [5/ 333] والبخاري [3009]
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثالثًا لحديث سعد بن أبي وقاص بحديث أم سلمة بن الأكوع رضي الله عنهما فقال:
6069 -
(2386)(141)(حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا حاتم يعني ابن إسماعيل) العبدري مولى بني عبد الدار أبو إسماعيل المدني، صدوق، من (8) روى عنه في (12) بابا (عن يزيد بن أبي عبيد) الحجازي أبي خالد الأسلمي مولاهم مولى سلمة بن الأكوع، ثقة، من (4) روى عنه في (6) أبواب (عن سلمة) بن عمرو (بن الأكوع) سنان بن عبد الله الأسلمي أبي مسلم المدني رضي الله عنه روى عنه في (4) أبواب. وهذا السند من رباعياته (قال) سلمة بن الأكوع (كان علي) بن أبي طالب رضي الله عنه (قد تخلف) أولًا في المدينة (وكان رمدًا) أي وجع العين (فقال) علي لنفسه هل (أنا أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزواته بتقدير الاستفهام أي لا أتخلف عنه (فخرج علي) من المدينة (فلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم فلما كان مساء الليلة) الواقعة بعد ذلك المساء (التي فتحها الله) خيبر (في صباحها) أي في صباح تلك الليلة، وهو صباح اليوم التالي لتلك الليلة (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله (أعطين) هذه (الراية أو) قال الراوي أو من دونه وأو للشك منه (ليأخذن بالراية غدًا رجل يحبه الله ورسوله) بنسبة المحبة إلى الله ورسوله (أو قال) الراوي (يحب الله ورسوله) بنسبة المحبة إلى الرجل (يفتح الله) تعالى هذه المدينة (عليه) أي على يدي ذلك الرجل (فإذا نحن) راؤون (بعلي و) الحال نحن (ما نرجوه) أي ما نرجوا ولا نظن مجيء علي رضي الله
فَقَالُوا: هَذَا عَلِيٌّ. فَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الرَّايَةَ. فَفَتَحَ اللهُ عَلَيهِ.
6070 -
(2387)(142) حدَّثني زُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ وَشُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ. جَمِيعًا عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ. قَال زُهَيرٌ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. حَدَّثَنِي أَبُو حَيَّانَ. حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ حَيَّانَ
ــ
عنه، والفاء عاطفة لما بعدها على جواب الشرط، وإذا فجائية، والتقدير: فلما كان مساء تلك الليلة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأعطين هذه الراية رجلًا يحبه الله ورسوله" ففاجأنا رؤية علي رضي الله عنه (فقالوا) أي فقال الحاضرون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضهم لبعض (هذا) الطالع علينا (علي) قد جاء، والحال نحن ما نرجو مجيئه فدنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (فاعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية ففتح الله) خيبر (عليه) أي على يدي علي رضي الله تعالى عنه وأرضاه.
قال الأبي: وفي كتاب الاكتفاء لأبي الربيع قال: أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجت مع علي حين أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية فلما دنا من الحصن خرج إليه مقاتلتهم فضربه رجل من يهود فطرح ترسه بيده، فتناول علي بابا كان عند الحصن فتترس له عن نفسه فلم يزل بيده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه، ثم ألقاه من يده حين فرغ، لقد رأيتني مع نفر سبعة أنا ثامنهم نجتهد أن نقلب ذلك الباب فما قلبناه اهـ.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري أخرجه في مواضع منها باب مناقب علي بن أبي طالب [2 0 37] وفي المغازي باب غزوة خيبر [4309].
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى رابعًا لحديث سعد بن أبي وقاص بحديث زيد بن أرقم رضي الله تعالى عنهما فقال:
6070 -
(2387)(142)(حدثني زهير بن حرب وشجاع بن مخلد) الفلاس أبو الفضل البغوي البغدادي، صدوق، من (9) روى عنه في (3) أبواب (جميعًا) أي كلاهما (عن) إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي القرشي مولاهم أبي بشر البصري المعروف بـ (ابن علية) ثقة، من (8) روى عنه في (15) بابا (قال زهير: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثني أبو حيان) يحيى بن سعيد بن حيان التيمي الكوفي المدني، العابد من تيم الرباب، ثقة، من (6) روى عنه في (6) أبواب (حدثني يزيد بن حيان) التيمي الكوفي،
قَال: انْطَلَقْتُ أَنَا وَحُصينُ بْنُ سَبْرَةَ وَعُمَرُ بْنُ مُسْلِمٍ إِلَى زَيدِ بْنِ أَرْقَمَ. فَلَمَّا جَلَسْنَا إِلَيهِ قَال لَهُ حُصَينٌ: لَقَدْ لَقِيتَ، يَا زَيدُ! خَيرًا كَثِيرًا. رَأَيتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. وَسَمِعْتَ حَدِيثَهُ. وَغَزَوْتَ مَعَهُ. وَصَلَّيتَ خَلْفَهُ. لَقَدْ لَقِيتَ، يَا زَيدُ! خَيرًا كَثِيرًا حَدِّثْنَا، يَا زَيدُ، مَا سَمِعْتَ مِن رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَال: يَا ابْنَ أَخِي، وَاللهِ، لَقَدْ كَبرَتْ سِنِّي. وَقَدُمَ عَهْدِي. وَنَسِيتُ بَعْضَ الَّذِي كُنْتُ أَعِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَمَا حَدَّثْتُكُمْ
ــ
روى عن زيد بن أرقم في الفضائل، وشبرمة بن الطفيل وعتبة بن عقبة، ويروي عنه (م د س) وأبو حيان وسعيد بن مسروق والأعمش، وثقه النسائي، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال في التقريب: ثقة، من الرابعة (قال) يزيد بن حيان:(انطلقت أنا وحصين بن سبرة) روى عن زيد بن أرقم وشبرمة بن الطفيل وعتبة بن عقبة وعنه ابن أخيه أبو حيان التيمي والأعمش بن خليفة وسعيد بن مسروق قال النسائي ثقة ذكره ابن حبان في الثقات (قلت): وقال يعقوب بن سفيان حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري حدثنا يزيد بن حيان هو من قدماء أهل الكوفة اهـ تهذيب التهذيب وقال الإمام البخاري في التاريخ الكبير [3/ 4] حصين بن سبرة، سمع عمر قوله، روى عنه إبراهيم التيمي اهـ (وعمر بن مسلم) بن عمارة بن أكيمة مصغرًا الليثي المدني، وقيل اسمه عمرو، صدوق، من السادسة وقال البخاري في التاريخ الكبير [6/ 198] عمر بن مسلم بن سالم هو عمر ابن أبي فروة أبو حفص الجهني الكوفي سمع أباه. مراسيل اهـ (إلى زيد بن أرقم) بن زيد بن قيس بن النعمان الأنصاري الخزرجي الكوفي الصحابي المشهور رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (فلما جلسنا إليه) أي عنده (قال له) أي لزيد (حصين) بن سبرة: والله (لقد لقيت يا زيد خيرًا كثيرًا) لأنك (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه لقد لقيت يا زيد خيرًا كثيرًا) لا يحصر توكيد لفظي للقسم الأول (حدَّثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله؟ قال) زيد لحصين بن سبرة (يا ابن أخي) يعني أخوة الدين (والله لقد كبرت سني) أي عمري وحياتي، أنث الفعل نظرًا إلى كون سني بمعنى حياتي أو بمعنى سني حياتي يقال: كبر زيد من باب فرح بمعنى كثرت سنو عمره (وقدم عهدي) أي بعد زمن صحبتي لرسول الله صلى الله عليه وسلم (ونسيت بعض) الحديث (الذي كنت أعي) وأحفظ (من رسول الله صلى الله عليه وسلم فما حدَّثتكم) من
فَاقْبَلُوا. وَمَا لَا، فَلَا تُكَلِّفُونِيهِ. ثُمَّ قَال: قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا فِينَا خَطِيبًا. بِمَاءٍ يُدْعَى خُمًّا. بَينَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ. فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيهِ، وَوَعَظَ وَذَكَّرَ. ثُمَّ قَال:"أَمَّا بَعْدُ. أَلا أَيُّهَا النَّاسُ، فَإِنَّمَا أَنا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ، وَأَنا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَينِ: أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنَّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللهِ. وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ" فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللهِ وَرَغَّبَ فِيهِ. ثُمَّ قَال:
ــ
حديث (فاقبلوا) مني (وما لا) أحدّثكم به (فلا تكلفونيه) أي فلا تكلفوني بتحديثه لكم لأنه إما أن يكون لم أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مما سمعته منه ونسيته (ثم) بعدما فرغ من هذا الكلام شرع في تحديثه لنا فـ (قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا) من الأيام (فينا خطيبًا) أي واعظًا لنا بالوعد والوعيد (بماء) أي عند ماء (يُدعى) أي يسمى (خمًا) بضم الخاء المعجمة وتشديد الميم وهو اسم لغيضة على ثلاثة أميال من الجحفة عندها غدير مشهور يُضاف إلى الغيضة أي الغابة فيقال له غدير خم اهـ سنوسي، وكانت هذه الخطبة في مرجعه صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع كان ذلك (بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه) في خطبته (ووعظ) في خطبته بالترغيب (وذكّر) فيها بتشديد الكاف أي بالترهيب (ثم) بعدما وعظ الناس وذكرهم (قال أما بعد ألا) أي انتبهوا واستمعوا ما أقول لكم (أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك) أي يقرب (أن يأتيني رسول ربي) يعني ملك الموت (فأُجيب) دعوة ربي (وأنا تارك فيكم ثقلين) بفتح الثاء المثلثة والقاف أي حمولتين، قال النووي: قال العلماء: سُميا ثقلين لعظمهما وكبر شأنهما، وقيل لثقل العمل بهما، وقال المازري: قال ثعلب: سماهما ثقلين لأن العمل والأخذ بهما ثقيل والعرب تقول لكل شيء نفس ثقل فجعلهما ثقلين لعظمهما اهـ (أولهما كتاب الله) الكريم والقرآن العظيم (فيه) أي في كتاب الله (الهدى) أي الهداية من الضلالة والشرك إلى التوحيد والعقائد الصحيحة (و) فيه (النور) أي البيان للأحكام الشرعية العملية التي كلفتم بها (فخذوا بكتاب الله) تعالى بالحفظ والتلاوة لألفاظه (واستمسكوا به) أي وتمسكوا به بالعمل بما فيه من الأحكام الاعتقادية والعملية بالعمل بما فيه واتباعه (قال) زيد بن أرقم: (فحث) رسول الله صلى الله عليه وسلم أي حض (على) الأخذ بـ (كتاب الله ورغّب فيه) أي في العمل بما فيه من الأحكام مطلقًا (ثم قال) رسول الله
"وَأَهْلُ بَيتِي. أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيتِي، أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيتِي". فَقَال لَهُ حُصَينٌ: وَمَنْ أَهْلُ بَيتِهِ يَا زيدُ؟ أَلَيسَ نِسَاؤُهُّ مِنْ أَهْلِ بَيتِهِ، قَال: نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيتِهِ. وَلكِنْ أَهْلُ بَيتِهِ مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ. قَال: وَمَنْ هُمْ؟ قَال: هُمْ آلُ عَلِيٍّ، وَآلُ عَقِيلٍ، وَآلُ جَعْفَرٍ، وَآلُ عَبَّاسٍ. قَال: كُلُّ هَؤُلاءِ حُرِمَ الصَّدَقَةَ؟ قَال: نَعَمْ
ــ
صلى الله عليه وسلم: (و) ثانيهما (أهل بيتي) وأصحاب قرابتي (أذّكركم الله) أي أعظكم بالله وأوصيكم بالله (في أهل بيتي) بمعرفة قدرهم وفضلهم وأداء حقوقهم، وقوله:(أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي) بالتكرار مرتين توكيد لفظي للمرة الأولى (فقال له) أي لزيد بن أرقم حصين بن سبرة (ومن أهل بيته) صلى الله عليه وسلم: (يا زيد أليس نساؤه) وأزواجه (من أهل بيته) صلى الله عليه وسلم (قال) زيد: (نساؤه) وأزواجه (من أهل بيته) وسكنه (ولكن أهل بيته) أي ولكن المراد بأهل بيته في هذا الحديث هم (من حُرم) ومُنع (الصدقة) أي من أخذ الصدقة والزكاة (بعده) صلى الله عليه وسلم (قال) حصين بن سبرة: (ومن هم) أي ومن الذين حرموا ومُنعوا من أخذ الصدقة (قال) زيد: (هم آل علي) وأولاده وإن سفلوا (وآل عقيل) بن أبي طالب كذلك (وآل جعفر) بن أبي طالب كذلك (وآل عباس) بن عبد المطلب كذلك رضي الله عنهم أجمعين (قال) حصين لزيد: (كل هؤلاء) المذكورين (حرم الصدقة قال) زيد: (نعم) حرموا الصدقة.
قوله: (نساؤه من أهل بيته) .. إلخ قال القاضي عياض: يعني أن نساءه من أهل مسكنه ولسن المراد هنا وإنما أهل بيته هنا أهله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده صلى الله عليه وسلم أي الذين منعتهم خلفاء بني أمية صدقته التي خصه الله سبحانه بها من سهم ذوي القربى وكانت تفرق عليهم في أيامه وأيام الخلفاء الأربعة لقوله في الحديث (بعده) وزيد بن أرقم كان عاش حتى أدرك ذلك لأنه توفي سنة ثمان وستين (68) ويحتمل أنه يعني الذين حرموا الصدقة التي هي أوساخ الناس وقد جاء ذلك عن زيد مفسرًا في غير هذا الحديث وقيل: من آل محمد؟ قال: الذين لا تحل لهم الصدقة آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس، وهو حجة لمالك في قصره المنع علي بني هاشم لأنه لم يذكر سواهم وأدخل الشافعي معهم بني المطلب لحديث "إنما نحن وبنو المطلب
6071 -
(00)(00) وحدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ. حَدَّثَنَا حَسَّانُ، (يَعْنِي ابْنَ إِبْرَاهِيمَ)، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ زَيدِ بْنِ أَرْقَمَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِنَحْوهِ، بِمَعْنَى حَدِيثِ زُهَيرٍ
ــ
شيء واحد" ومال إليه بعض شيوخنا، وقال بعض أصحابنا: هم بنو قصي، وقيل: هم قريش كلها، وتقدم ذلك في كتاب الزكاة اهـ من الأبي.
واعلم أنه لا تعارض بين الأحاديث التي ذكر فيها كتاب الله وحده وبين الأحاديث التي ذُكرت فيها السنة النبوية معه لأن ذكر الكتاب يتضمن السنة بالضرورة لأن العمل بكتاب الله يستلزم اتباع السنة بوجهين: الأول: كتاب الله قد أمرنا باتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، والثاني: أن القرآن قد صرح في مواضع كثيرة بأن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما بُعث معلمًا للكتاب ومبينًا له وذلك يقتضي أن تكون سنته صلى الله عليه وسلم حجة في الدين فالحاصل من مجموع أحاديث خطبة حجة الوداع وحديث الغدير هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالتمسك بالكتاب والسنة وجعلهما أصلين متبوعين يرجع إليهما معرفة أحكام الدين وأمر بمعرفة قدر أهل البيت وإكرامهم وأداء حقوقهم.
وهذا الحديث مما انفرد به الإمام مسلم عن أصحاب الأمهات الخمس ولكن شاركه أحمد فيه [4/ 367 وا 37]، وأخرجه الدارمي أيضًا في فضائل القرآن [3319].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه فقال:
6071 -
(00)(00)(وحدثنا محمد بن بكار بن الريان) بتحتانية الهاشمي مولاهم أبو عبد الله البغدادي، ثقة، من (10) روى عنه في (4) أبواب (حدثنا حسان يعني ابن إبراهيم) بن عبد الله العنزي أبو هاشم الكوفي، صدوق، من (8) روى عنه في (3) أبواب (عن سعيد بن مسروق) الثوري أبي سفيان الكوفي، ثقة، من (6) روى عنه في (7) أبواب (عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة سعيد بن مسروق لأبي حيان (عن النبي صلى الله عليه وسلم وساق) سعيد بن مسروق (الحديث) السابق (بنحوه) أي بنحو حديث أبي حيان أي بقريبه لفظًا ومعنى، وقوله:(بمعنى حديث زهير) متعلق بقوله وحدثنا محمد بن بكار أي
6072 -
(00)(00) حدَّثنا أَبُو بَكرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيلٍ. ح وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. أخْبَرَنَا جَرِيرٌ. كِلاهُمَا عَنْ أبِي حيَّانَ، بِهَذا الإِسْنَادِ، نَحْوَ حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ، وَزَادَ فِي حَدِيثِ جَرِيرٍ:"كِتَابُ اللهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ. مَنِ اسْتَمْسَكَ بِهِ، وَأَخَذَ بِهِ، كَانَ عَلَى الْهُدَى وَمَنْ أَخْطَأَهُ ضَلَّ".
6073 -
(00)(00) حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارِ بْنِ الرَّيَّانِ. حَدَّثَنَا حَسَّانُ، (يَعْنِي ابْنَ إِبْرَاهِيمَ)، عَنْ سَعِيدٍ، (وَهُوَ ابْنُ مَسْرُوقٍ)، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ زَيدِ بْنِ أَرْقَمَ
ــ
وساق محمد بن بكار بمعنى حديث زهير لا بمعنى حديث شجاع، ففي هذا السند متابعتان متابعة سعيد لأبي حيان ومتابعة محمد بن بكار لزهير بن حرب والله أعلم.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه فقال:
6072 -
(00)(00)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن فضيل) بن غزوان الضبي مولاهم أبي عبد الرحمن الكوفي، صدوق، من (9) روى عنه في (20) بابا (ح وحدثنا سحاق بن إبراهيم) الحنظلي المروزي (أخبرنا جرير) بن عبد الحميد الضبي الكوفي، ثقة، من (8) روى عنه في (16) بابا (كلاهما) أي كل من جرير وابن فضيل رويا (عن أبي حيان) يحيى بن سعيد الضبي الكوفي (بهذا الإسناد) يعني عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم، غرضه بيان متابعة ابن فضيل وجرير لإسماعيل بن إبراهيم وساق (نحو حديث إسماعيل) بن إبرا هيم (و) لكن (زاد) إسحاق بن إبراهيم (في حديث جرير) وروايته بعد قوله:(كتاب الله فيه الهدى والنور) أي زاد لفظة (من استمسك به) بالعمل بما فيه من الأحكام (وأخذ به) بتلاوته وحفظه (كان على الهدى) أي على الهداية التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم (ومن أخطأه) بترك العمل بما فيه وبترك تلاوته وحفظه (ضل) أي بعُد عن الهدى الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثالثًا في حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه فقال:
6073 -
(00)(00)(حدثنا محمد بن بكار بن الريان حدثنا حسان يعني ابن إبراهيم عن سعيد وهو ابن مسروق عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم) رضي الله عنه.
قَال: دَخَلْنَا عَلَيهِ فَقُلْنَا لَهُ: لَقَدْ رَأَيتَ خَيرًا. لَقَدْ صَاحَبْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَصَلَّيتَ خَلْفَهُ. وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِنَحْو حَدِيثِ أَبِي حَيَّانَ. غَيرَ أَنَّهُ قَال: "أَلا وَإِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَينِ: أَحَدُهُمَا كِتَابُ اللهِ عز وجل. هُوَ حَبْلُ اللهِ، مَنِ اتَّبَعَهُ كَانَ عَلَى الْهُدَى. وَمَنْ تَرَكَهُ كَانَ عَلَى ضَلالةٍ". وَفِيهِ: فَقُلْنَا: مَنْ أَهْلُ بَيتِهِ؟ نِسَاؤُهُ؟ قَال: لَا. وَايمُ اللهِ، إِنَّ الْمَرْأَةَ تَكُونُ مَعَ الرَّجُلِ الْعَصْرَ مِنَ الدَّهْرِ، ثُمَّ يُطَلِّقُهَا فَتَرْجِعُ إِلَى أَبِيهَا وَقَوْمِهَا. أَهْلُ بَيتِهِ أضْلُهُ، وَعَصَبَتُهُ الَّذِينَ حُرِمُوا الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ
ــ
وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة سعيد بن مسروق لأبي حيان (قال) يزيد بن حيان:(دخلنا) نحن أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم (عليه) أي على زيد بن أرقم (فقلنا له) أي لزيد: والله (لقد رأيت خيرًا) كثيرًا (لقد صاحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصليت خلفه وساق) أي ذكر سعيد (الحديث) السابق (بنحو حديث أبي حيان) وروايته (غير أنه) أي لكن أن سعيد بن مسروق (قال) في روايته لفظة (ألا وإني تارك فيكم ثقلين أحدهما كتاب الله عز وجل هو حبل الله) سبحانه وعروته الوثقى وعهده الذي عاهدهم عليه، قال النووي: قيل المراد بحبل الله عهده، وقيل السبب الموصل إلى رضاه ورحمته، وقيل هو نوره الذي يهدى به اهـ (من اتبعه) أي اتبع ما فيه بامتثال المأمورات واجتناب المنهيات (كان على الهدى) الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم (ومن تركه) أي ترك اتباعه بترك المأمورات وارتكاب المنهيات (كان على ضلالة) وغواية (وفيه) أي وفي حديث سعيد لفظة (فقلنا) لزيد بن أرقم (من أهل بيته) صلى الله عليه وسلم هل هم (نساؤه) وأزواجه (قال) زيد:(لا) أي ليس أهله نسائه (وايم الله) واسمه قسمي (إن المرأة تكون مع الرجل العصر) أي القطعة (من الدهر) أي من الزمن الذي لا نهاية له (ثم) بعدما جلست معه العصر الطويل (يطلِّقها) لسبب من الأسباب (فـ) تنقطع العلاقة من بينهما و (ترجع إلى أبيها وقومها) أي عشيرتها فعلاقة الزوجة غير مستمرة فتنقطع أيضًا بموت أحدهما فـ (أهل بيته) صلى الله عليه وسلم (أصله) كالعباس (وعصبته) كآل علي وعقيل (الذين حُرِموا الصدقة) أي حقوقهم من الفيء والغنيمة (بعده) أي بعد وفاته صلى الله عليه وسلم وبعد الخلفاء الأربعة أي منعتهم ولاة بني أمية.
وقوله في هذه الرواية أعني رواية سعيد بن مسروق فقلنا من أهل بيته نساؤه؟ قال: لا. يعارض في الظاهر ما سبق في رواية أبي حيان نساؤه من أهل بيته، قلنا يجمع بينهما
6074 -
(2388)(143) حدَّثنا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، (يَعْنِي ابْنَ أَبِي حَازِمٍ)، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ. قَال: اسْتُعْمِلَ عَلَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ مِنْ آلِ مَرْوَانَ. قَال: فَدَعَا سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ، فَأمَرَهُ أَنْ يَشْتِمَ عَلِيًّا. قَال: فَأبَى سَهْلٌ. فَقَال لَهُ: أَمَّا إِذْ أَبَيتَ فَقُلْ: لَعَنَ اللهُ أَبَا التُّرَابِ. فَقَال سَهْلٌ: مَا كَانَ لِعَلِيٍّ اسْمٌ أَحَبَّ إِلَيهِ مِنْ أَبِي التُّرَابِ. وَإِنْ
ــ
بأن زيد بن أرقم اعترف في الرواية الأولى بكون نساءه من أهل بيته من حيث اللغة والعُرف، ومن جهة سكناهن في بيته، ومن جهة أن الأمة مأمورة باحترامهن ومعرفة قدرهن، وأنكر في الرواية الثانية بكونهن أهل بيته من جهة أن المراد بأهل بيته من حُرِموا الصدقة بعده صلى الله عليه وسلم.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى خامسًا لحديث سعد بن أبي وقاص بحديث سهل بن سعد رضي الله عنهم فقال:
6074 -
(2388)(143)(حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز يعني ابن أبي حازم عن) أبيه (أبي حازم) سلمة ابن دينار المخزومي مولاهم المدني، ثقة، من (5) (عن سهل بن سعد) بن مالك الأنصاري الخزرجي رضي الله عنهما. وهذا السند من رباعياته (قال) أبو حازم:(استعمل) أي أُمِّر وجُعل أميرًا (على المدينة) النبوية (رجل من آل مروان) قيل: هو مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي ولفظ أل مقحم اهـ من تنبيه المعلم (قال) أبو حازم (فدعا) ذلك الأمير (سهل بن سعد فأمره) أي فأمر ذلك الأمير سهل بن سعد (أن يشتم) ويسب (عليًّا) بن أبي طالب رضي الله عنه (قال) أبو حازم (فأبى سهل) وامتنع من شتم علي (فقال) الأمير لسهل: (أما) حرف شرط نائبة عن اسم الشرط وفعله، وقوله:(إذ أبيت) ظرف متعلق بجوابه أعني قوله: (فقل) والفاء فيه رابطة لجواب أما واقعة في غير موضعها لأن موضعها موضع أما وتقدير الكلام مهما يكن من شيء فقل وقت إبائك من شتمه (لعن الله أبا التراب) أي طرده الله من رحمته فأمره بشتم علي أو لعنه لما كان من شدة العصبية في بعض أمراء بني أمية، ولم يثبت مثل ذلك عن أحد من الصحابة أو عمن يقتدى بهم في الدين وقد ثبت إنكار سهل بن سعد على ذلك الأمير (فقال سهل) لذلك الأمير (ما كان لعلي) بن أبي طالب رضي الله عنه (اسم أحب إليه) أي عند علي بن أبي طالب (من أبي التراب) الذي هو كنيته (وإن) مخففة من الثقيلة بدليل
كَانَ لَيَفْرَحُ إِذَا دُعِيَ بِهَا. فَقَال لهُ: أخبِرْنَا عَنْ قِصَّتِهِ. لِمَ سُمِّيَ أبَا تُرَابٍ؟ قَال: جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيتَ فَاطِمَةَ. فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا فِي الْبَيتِ. فَقَال: "أَينَ ابْنُ عَمِّكِ؟ " فَقَالتْ: كَانَ بَينِي وَبَينَهُ شَيءٌ. فَغَاضَبَنِي فَخَرَجَ. فَلَمْ يَقِلْ عِنْدِي. فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لإِنْسَانٍ: "انْظُرْ أَينَ هُوَ؟ "فَجَاءَ فَقَال: يَا رَسُولَ اللهِ، هُوَ فِي الْمَسْجِدِ رَاقِدٌ. فَجَاءَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُضْطَجِعٌ. قَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ شِقِّهِ. فَأصَابَهُ تُرَابٌ. فَجَعَلَ
ــ
ذكر اللام الفارقة بعدها واسمها ضمير الشأن أي وإن الشأن والحال (كان) علي بن أبي طالب (ليفرح) ويسر (إذا دُعي) ونُودي (بها) أي بهذه الكنية (فقال) ذلك الأمير (له) أي لسهل بن سعد (أخبرنا) يا سهل (عن قصته) أي عن قصة علي وسبب تسميته بهذه الكنية وكونها أحب الأسماء عنده، وقوله:(لم سُمِّي) وكُني علي (أبا تراب) بدل عن قوله أخبرنا (قال) سهل: (جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة) ابنته رضي الله عنه ليزورهم (فلم يجد) رسول الله صلى الله عليه وسلم (عليًّا في البيت فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أين ابن عمك؟ ) يريد عليًّا رضي الله عنه وفيه إطلاق ابن العم على أقارب الأب لأنه ابن عم أبيها لا ابن عمها، وقال الحافظ في الفتح [1/ 536] فيه إرشادها إلى أن تخاطبه بذلك لما فيه من الاستعطاف بذكر القرابة وكأنه صلى الله عليه وسلم فهم ما وقع بينهما فأراد استعطافها عليه بذكر القرابة القريبة بينهما (فقالت) فاطمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم:(كان بيني وبينه) أي بين علي (شيء) من المغاضبة (فغاضبني) أي غضب على وغضبت عليه (فخرج) من عندي (فلم يقِل) علي بكسر القاف لأنه من قال يقيل نظير باع من القيلولة وهو نوم نصف النهار أي فلم ينم (عندي) نوم القيلولة (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان) معه، ولم أر من ذكر اسم هذا الإنسان (انظر) -أيها الإنسان (أين) ذهب (هو) أي علي فخرج ذلك الإنسان من عندنا فبحث عن علي فوجده ينام في حصوة المسجد (فجاء) ذلك الإنسان ورجع إلينا (فقال: يا رسول الله هو) أي علي (في المسجد راقد) أي نائم (فجاءه) أي فجاء عليًّا (رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو) أي والحال أن عليًّا (مضطجع) على جنبه نائم (قد سقط) أي وقد سقط (رداؤه عن شقه) أي عن جانب بدنه، استدل بهذا الحديث من أجاز النوم في المسجد كما سيأتي (فأصابه) أي فأصاب شق بدنه (تراب فجعل) أي شرع
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُهُ عَنْهُ ويقُولُ "قُمْ أَبا التُّرَابِ، قُمْ أَبَا التُّرَابِ"
ــ
(رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه) أي يمسح التراب (عنه) أي عن علي (و) الحال أنه صلى الله عليه وسلم (يقول) له: (قم) يا (أبا التراب) من فوق التراب (قم أبا التراب) بالتكرار مرتين، فهذا سبب تسمية علي بأبي التراب ففي قوله:(قم أبا التراب) ممازحة المغضب بما لا يزيد في غضبه بل يجعل به تأنيسه، وفيه التكنية بغير الولد وفيه مدارة الصهر وتسكينه من غضبه، وقد روى ابن إسحاق من طريقه وأحمد من حديث عمار بن ياسر قال: نمت أنا وعلي في غزوة العسيرة في نخل فما أفقنا إلا بالنبي صلى الله عليه وسلم يُحرّكنا برجله يقول لعلي: "قم يا أبا التراب" لما يرى عليه من التراب، وهذا إن ثبت حُمل على أنه خاطبه بذلك في هذه الواقعة الأخرى اهـ من فتح الباري [7/ 72].
قال العيني: قوله صلى الله عليه وسلم: (قم أبا التراب) .. إلخ فيه إباحة النوم في المسجد لغير الفقراء ولغير الغريب، وكذا القيلولة في المسجد فإن عليًّا لم يقل عند فاطمة رضي الله تعالى عنهما، وفيه أيضًا الممازحة للغاضب بالتكنية له بغير كنيته إذا كان ذلك لا يغضبه بل يؤنسه اهـ منه.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في مواضع منها في الاستئذان باب القائلة في المسجد [6280].
قوله: (فجاءه صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع) إقراره على ذلك دليل على جواز النوم في المسجد للمتأهل الذي له منزل وبه قال بعض أهل العلم وكرهه مالك من غير ضرورة وأجازه للغرباء لأنهم في حاجة وضرورة، وقد تقدم ذلك في كتاب الصلاة، ومسح النبي صلى الله عليه وسلم جنب علي من التراب وهو يقول:"قم أبا التراب قم أبا التراب" دليل على محبته له وشفقته عليه ولطفه به ولذلك كان ذلك الاسم أحب إلى علي رضي الله عنه من كل ما يُدعى به.
فيا عجبًا من بني أمية كيف صيّروا الفضائل رذائل والمناقب معايب لكن غلبة الأهواء تعوض الظلمة من الضياء، وقد ذكر أبو عمر ابن عبد البر بإسناده إلى ضرار الصدائي وقال له معاوية: صف لي عليًّا فقال: اعفني يا أمير المؤمنين، قال: صفته أما إذا ولا بد من وصفه، فكان والله بعيد المدى شديد القوى، يقول فصلًا ويحكم عدلًا،
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
يتفجر العلم من جوانبه وتنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها ويأنس من الليل ووحشته، وكان غزير الدمعة طويل الفكرة، يعجبه من اللباس ما قصر، ومن الطعام ما خشن، كان فينا كأحدنا، يجيبنا إذا سألناه، ويفتينا إذا استفتيناه، ونحن والله مع تقريبه إيانا وقربه منا لا نكاد نكلمه هيبة له، يعظِّم أهل الدين، ويقرّب المساكين، لا يطمع القوي في باطله، ولا ييأس الضعيف من عدله، وأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه قابضًا على لحيته يتملل تملل السليم (اللديغ والجريح أشرف على الهلاك كأنهم يتفاءلون له بالسلامة) ويبكي بكاء الحزين ويقول: يا دنيا غرّي غيري، إلي تعرضت أم إليّ تشوفت، هيهات هيهات، قد طلقتك ثلاثًا لا رجعة بعدها، فعمرك قصير، وخطرك قليل، آهٍ، من قلة الزاد، وبُعد السفر، ووحشة الطريق، فبكى معاوية وقال: رحم الله أبا حسن كان والله كذلك كيف حزنك عليه يا ضرار؟ قال: حزن من ذبح واحدها في حجرها.
[قلت]: وهذا الحديث يدل على معرفة معاوية بفضل علي رضي الله عنه ومنزلته وعظيم حقه ومكانته وعند ذلك يبعد على معاوية أن يصرح بلعنه وسبه لما كان معاوية موصوفًا به من الفضل والدين والحلم وكرم الأخلاق، وما يُروى عنه من ذلك فأكثره كذب لا يصح، وأصح ما فيها قوله لسعد بن أبي وقاص: ما يمنعك أن تسب أبا التراب؟ وهذا ليس بتصريح بالسب وإنما هو سؤال عن سبب امتناعه ليستخرج من عنده من ذلك أو نقيضه كما قد ظهر من جوابه ولما سمع ذلك معاوية سكت وأذعن وعرف الحق لمستحقه، ولو سلمنا أن ذلك من معاوية حمل على السب فإنه يحتمل أن يكون طلب منه أن يسبه بتقصير في اجتهاده في إسلام عثمان إلى قاتليه أو في إقدامه على الحرب والقتال للمسلمين وما أشبه ذلك مما يمكن أن يقصر بمثله من أهل الفضل، وأما التصريح باللعن وركيك القول كما قد اقتحمه جهال بني أمية وسفلتهم فحاش معاوية منه، ومن كان على مثل حاله من الصحبة والدين والفضل والحلم والعلم والله سبحانه وتعالى أعلم اهـ من المفهم.
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب من الأحاديث ستة: الأول: حديث سعد بن أبي وقاص ذكره للاستدلال به على الترجمة وذكر فيه أربع متابعات، والثاني: حديث
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
أبي هريرة ذكره للاستشهاد، والثالث: حديث سهل بن سعد ذكره للاستشهاد، والرابع: حديث سلمة بن الأكوع ذكره للاستشهاد، والخامس: حديث زيد بن أرقم ذكره للاستشهاد وذكر فيه ثلاث متابعات، والسادس: حديث سهل بن سعد الثاني ذكره للاستشهاد.
وقد وصلت إلى هذا الموضع من الكتاب بتاريخ 23/ 7 / 1427 هـ.
***