الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6168 -
(00)(00) حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ خِرَاشٍ. حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ. حَدَّثَنَا سُلَيمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ. حَدَّثَنَا ثَابِتٌ. حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَال: مَاتَ ابْنٌ لأَبِي طَلْحَةَ، وَاقْتَصَّ الْحَدِيثَ بِمِثْلِهِ.
فضائل بلال
ــ
قال القرطبي: ظهرت إجابة دعوته صلى الله عليه وسلم لهما في قوله: "بارك الله لكما في غابر ليلتكما" فإنه تزايد لعبد الله هذا عشرة من الأولاد كلهم حملوا عنه العلم، ومنهم إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة شيخ مالك رحمهم الله تعالى اهـ من الأبي.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [3/ 188]، والبخاري [6129 و 6203]، وأبو داود [4969]، والترمذي [333 و 1989]، وابن ماجه [3720].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أنس هذا رضي الله عنه فقال:
6168 -
(00)(00)(حدثنا أحمد بن الحسن بن خراش) بكسر الخاء المعجمة الخراساني البغدادي، صدوق. من (11) روى عنه في (8) أبواب (حدثنا عمرو بن عاصم) بن عبيد الله بن الوازع الكلابي البصري، صدوق، من (9) روى عنه في (4) أبواب (حدثنا سليمان بن المغيرة) القيسي البصري، ثقة، من (7) روى عنه في (9) أبواب (حدثنا ثابت) بن أسلم البناني البصري (عن أنس بن مالك) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة عمرو بن عاصم لبهز بن أسد (قال) أنس:(مات ابن لأبي طلحة واقتص) أي ذكر عمرو بن عاصم (الحديث) السابق (بمثله) أي بمثل حديث بهز بن أسد.
فضائل بلال
وأما بلال فهو بلال بن رباح الحبشي التيمي مولاهم مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنهما وتسمى أمه حمامة، واختلف في كنيته فقيل أبو عبد الله، وقيل أبو عبد الكريم، وقيل أبو عبد الرحمن، وقيل أبو عمرو وكان حبشيًّا، قال ابن إسحاق: كان بلال لبعض بني جمح مُوَلَّدًا من مولديهم، وقيل من مولدي مكة، وقيل من مولدي السراة، وقال ابن مسعود: أول من أظهر الإسلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمار وأمه سمية وصهيب وبلال والمقداد، فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم
6169 -
(2441)(195) حدَّثنا عُبَيدُ بْنُ يَعِيشَ
ــ
فمنعه الله بعمه، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم فأخذهم المشركون وألبسوهم أدراع الحديد وصقروهم في الشمس فما منهم إنسان إلا وأتاهم على ما أرادوه منه إلا بلالًا فإنه هانت عليه نفسه في الله تعالى وهان على قومه فأعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول: أحد أحد، وفي رواية وجعلوا الحبل في عنقه، وقال سعيد بن المسيب: كان بلال شحيحًا على دينه وكان يُعذب على دينه فإذا أراد المشركون أن يفارقوه قال: الله الله، فاشتراه أبو بكر بخمس أواق، وقيل بسبع، وقيل بتسع، فاعتقه فكان يؤذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يروح إلى الشام فقال له أبو بكر رضي الله عنه: بل تكون عندي فقال: إن كنت أعتقتني لنفسك فاحبسني وإن كنت أعتقتني لله فذرني أذهب إليه، فقال: اذهب، فذهب إلى الشام فكان بها حتى مات رضي الله عنه.
"قلت": وظاهر هذا أنه لم يؤذن لأبي بكر وقد ذكر ابن أبي شيبة عن حسين بن علي عن شيخ يقال له الحفص عن أبيه عن جده قال: أذن بلال حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أذن لأبي بكر حياته، ولم يؤذن في زمان عمر، فقال له عمر: ما منعك أن تؤذن؟ قال: إني أذنت لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قُبض وأذنت لأبي بكر رضي الله عنه حتى قُبض لأنه كان ولي نعمتي، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"يا بلال ليس عمل أفضل من الجهاد في سبيل الله" ذكره المتقي الهندي في كنز العمال [20935] وعزاه لعبد بن حميد فخرج فجاهد، ويقال إنه أذّن لعمر رضي الله عنه إذ دخل الشام فبكى عمر وبكى المسلمون وكان بلال خازنًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقال عمر: أبو بكر سيدنا وأعتق بلالًا سيدنا، وتوفي بلال بدمشق ودُفن عند الباب الصغير بمقبرتها سنة عشرين وهو ابن ثلاث وستين سنة، وقيل سنة إحدى وعشرين وهو ابن سبعين اهـ من المفهم.
ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على فضائل بلال بحديث أبي هريرة رضي الله عنهما فقال:
6169 -
(2441)(195)(حدثنا عبيد بن يعيش) بكسر المهملة المحاملي أبو محمد الكوفي العطار، روى عن أبي أسامة في الفضائل، وعبد الله بن نمير في الدعاء،
وَمُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ الْهَمْدَانِيُّ. قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ. ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيرٍ، (وَاللَّفْظُ لَهُ)، حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا أبُو حَيَّانَ التَّيمِيُّ، يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ. قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِبِلالٍ، عِنْدَ صَلاةِ الْغَدَاةِ:"يَا بِلالُ، حَدِّثْنِي بِأرْجَى عَمَلِ عَمِلْتَهُ، عِنْدَكَ، فِي الإسْلامِ مَنْفَعَةً. فَإِنِّي سَمِعْتُ اللَّيلَةَ خَشْفَ نَعْلَيكَ بَينَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ"
ــ
ويحيى بن آدم في الفتن، وأبي بكر بن عياش وعبد الرحمن بن محمد المحاربي، ويروي عنه (م س) وأبو حاتم، قال أبو داود: ثقة ثقة، وقال ابن معين وأبو حاتم: صدوق، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: ربما يخطئ، وقال في التقريب: ثقة، من صغار العاشرة، مات سنة (228) ثمان وعشرين ومائتين (و) أبو كريب (محمد بن العلاء الهمداني) الكوفي (قالا: حدثنا أبو أسامة) حماد بن أسامة الهاشمي الكوفي، ثقة، من (9)(عن أبي حيان) التيمي يحيى بن سعيد بن حيان الكوفي المدني، من تيم الرباب، ثقة، من (6) روى عنه في (6) أبواب (ح وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير واللفظ له حدثنا أبي) عبد الله بن نمير (حدثنا أبو حيان التيمي يحيى بن سعيد) بن حيان (عن أبي زرعة) هرم بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي الكوفي، ثقة، من (3) روى عنه في (3) أبواب (عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذان السندان من خماسياته (قال) أبو هريرة:(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال) بن رباح رضي الله عنه (عند صلاة الغداة) أي عند الفراغ من صلاة الصبح (يا بلال حدثني بارجى عمل عملته عندك في الإسلام منفعة) في الكلام تقديم وتأخير، والتقدير: حدثني بأرجى عمل عندك منفعة وثوابًا عملته في الإسلام (فإني سمعت) هذه (الليلة) أي البارحة (خشف نعليك) أي صوتهما (بين يدي) أي قدامي (في الجنة) أي سمعت تحرك مشيك وصوته.
قوله: (خشف نعليك) بفتح الخاء وسكون الشين وهو صوت المشي الخفيف، وفي رواية البخاري (دف نعليك) وأصله من دف الطائر إذا حرّك جناحيه وهو قائم على رجليه، وفي قوله:(الليلة) إشارة إلى أن ذلك وقع في المنام، قوله:(بين يدي في الجنة) قال الحافظ في الفتح [3/ 35] ومشيه بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم كان من عادته في اليقظة فاتفق مثله في المنام ولا يلزم من ذلك دخول بلال الجنة قبل النبي صلى الله عليه وسلم لأنه في مقام التابع وكأنه أشار صلى الله عليه وسلم إلى بقاء بلال على ما
قَال بِلالٌ: مَا عَمِلْتُ عَمَلًا فِي الإِسْلامِ أَرْجَى عِنْدِي مَنْفَعَةً، مِنْ أَنِّي لَا أَتَطَهَّرُ طُهُورًا تَامًّا، فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيلٍ وَلَا نَهَارٍ، إلا صَلَّيتُ بِذلِكَ الطُّهُورِ، مَا كَتَبَ اللهُ لِي أَنْ أُصَلِّيَ
ــ
كان عليه في حال حياته واستمراره على قرب منزلته، وفيه منقبة عظيمة لبلال رضي الله عنه اهـ.
قال القرطبي: هذا السؤال إنما أخرجه من النبي صلى الله عليه وسلم ما اطلع عليه من كرامة بلال رضي الله عنه بكونه أمامه في الجنة فسأله عن العمل الذي لازمه حتى أوصله إلى ذلك، وقد جاء هذا الحديث في كتاب الترمذي بأوضح من هذا من حديث بريدة بن الحصيب قال: أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بلالًا فقال: "يا بلال بم سبقتني إلى الجنة؟ فما دخلت الجنة قط إلا سمعت خشخشتك أمامي، دخلت الجنة فسمعت خشخشتك أمامي" وذكر الحديث فقال بلال: يا رسول الله ما أذنت قط إلا صليت ركعتين، ولا أصابني حدث قط إلا توضأت عنده، ورأيت أن لله تعالى علي ركعتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"بهما" قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح اهـ مفهم.
قوله: (بهما) أي سبب ثواب فعل ذينك الأمرين وصلت إلى ما رأيت من كونك معي في الجنة اهـ من المفهم.
(قال بلال ما عملت) يا رسول الله (عملًا في الإسلام أرجى عندي منفعة من أني لا أتطهر) من حدث (طهورًا تامًّا في) آية (ساعة من ليل ولا نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب الله) وقدّر (لي أن أصلي) به من عدد ركعات الصلاة، وفي الحديث فضيلة سنة الوضوء، قال ابن التين: إنما اعتقد بلال ذلك أي كونه أرجى أعماله لأنه علم من النبي صلى الله عليه وسلم أن الصلاة أفضل الأعمال وأن عمل السر أفضل من عمل الجهر، والظاهر أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله عن الأعمال المتطوّع بها وإلا فالفرائض أفضل قطعًا اهـ.
قال الدهني: وفيه فضيلة الصلاة عقب الوضوء، وهي تسمى شكر الوضوء وهي مستحبة عندنا وسنة عند الشافعي وإنها تباح في أوقات الكراهة الخمسة في حق النوافل عنده لأن الصلاة ذات سبب تباح عنده في أي وقت كان والله أعلم اهـ.