الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
704 - (18) والباب السادس منها باب فضائل طلحة والزبير وأبي عبيدة بن الجراح رضي الله تعالى عنهم أجمعين
ــ
704 -
(18) والباب السادس منها باب فضائل طلحة والزبير وأبي عبيدة بن الجراح رضي الله تعالى عنهم أجمعين
(أما طلحة) فهو طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن كعب بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي، وفي مرة يجتمع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد المشاهد كلها إلا بدرًا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بعثه وسعيد بن زيد يتجسسان خبر عير قريش، فلقيا رسول الله صلى الله عليه وسلم منصرفه من بدر فضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمهما وأجرهما فكانا كمن شهدها، وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذٍ طلحة الخير، ويوم ذات العشيرة طلحة الفياض، ويوم حنين طلحة الجود، وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، ووقى النبي صلى الله عليه وسلم بيده فشلّت إصبعاه وجُرح يومئذٍ أربعًا وعشرين جراحة، وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وقال فيه صلى الله عليه وسلم:"من سره أن ينظر إلى شهيد يمشي على الأرض فلينظر إلى طلحة" وقال فيه أيضًا: "طلحة ممن قضى نحبه" أي ممن وفي بنذره.
وجملة ما رُوي عنه من الحديث ثمانية وثلاثون حديثًا في الصحيحين منها سبعة، وقُتل يوم الجمل، وكان يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين، ويقال: إن سهمًا غربًا وهو السهم الذي لا يُعرف راميه أتاه فوقع في حلقه فقال: باسم الله {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا} [الأحزاب / 38] ويقال: إن مروان بن الحكم قتله ودُفن بالبصرة وهو ابن ستين سنة وقيل ابن اثنتين وستين سنة وقيل ابن أربع.
(وأما الزبير) رضي الله عنه فيكنى أبا عبد الله بولده عبد الله لأنه كان أكبر أولاده وهو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، وفي قصي يجتمع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمه صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلمت وأسلم الزبير وهو ابن ثمان سنين وقيل ابن ست عشرة سنة فعذبه عمه بالدخان لكي يرجع عن الإسلام فلم يفعل، هاجر إلى أرض الحبشة الهجرتين، ولم يتخلف عن غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أول من سل سيفًا في سبيل الله، وكان عليه يوم بدر ريطة -هي الملاءة كلها نسج واحد وقطعة
6087 -
(2393)(148) حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكرٍ الْمُقَدَّمِيُّ وَحَامِدُ بْنُ عُمَرَ الْبَكْرَاويُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى
ــ
واحدة وكل ثوب لين رقيق- صفراء قد اعتجر بها، وكان على الميمنة فنزلت الملائكة على سيماه، وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، وبايعه على الموت فقُتل يوم الجمل وهو ابن خمس وسبعين سنة، وقيل خمس وستين، وقيل بضع وخمسون قتله ابن جرموز، وكان من أصحاب علي فأُخبر علي بذلك فقال: بشر قاتل ابن صفية بالنار. وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، ورُوي عنه من الحديث مثل ما رُوي عن طلحة وله في الصحيحين مثل ماله فيهما سواء.
وأما أبو عبيدة رضي الله عنه فاسمه عامر بن عبد الله بن الجراح بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، وفي فهر يجتمع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وففر هو من قريش، ومنه تقرشت قريش على الصحيح لا من النضر بن كنانة المذكور، وإلى فهر تجتمع بطون قريش كلها ومن لم يكن من ولد فهر فليس بقريش وبطون قريش خمسة وعشرون بطنًا، أسلم قديمًا مع عثمان بن عفان رضي الله عنهما، وهاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية، وشهد بدرًا والمشاهد كلها، وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ونزع يومئذٍ بثنيتيه الحلقتين اللتين دخلتا في وجنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقعت ثنيتاه فكان أهتم -وهو من تكسرت ثناياه من أطرافها أو من أصولها- وكان من أحسن الناس هتمًا يزينه هتمه، وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وولي فتح الشام وحروبها، ومات في طاعون عمواس بالأردن، وقبر ببيسان وهو ابن ثمان وخمسين سنة رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على فضل طلحة بن عبيد الله بحديثه رضي الله عنه فقال:
6087 -
(2393)(148)(حدثنا محمد بن أبي بكر) بن علي بن عطاء بن مقدم الثقفي (المقدمي) بتشديد الدال المفتوحة البصري، ثقة، من (10) روى عنه في (5)(وحامد بن عمر) بن حفص بن عمر بن عبد الله بن أبي بكرة الثقفي (البكراوي) نسبة إلى جده الأعلى أبو عبد الرحمن البصري، ثقة، من (10) روى عنه في (6) أبواب (ومحمد بن عبد الأعلى) القيسي الصنعاني ثم البصري، ثقة، من (10) روى عنه في (4)
قَالُوا: حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، (وَهُوَ ابْنُ سُلَيمَانَ)، قَال: سَمِعْتُ أَبِي، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، قَال: لَمْ يَبْقَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ تِلْكَ الأَيَّامِ التِي قَاتَلَ فِيهِنَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، غَيرُ طَلْحَةَ وَسَعْدٍ. عَنْ حَدِيثِهِمَا
ــ
أبواب (قالوا: حدثنا المعتمر وهو ابن سليمان) بن طرخان التيمي البصري، ثقة، من (9) روى عنه في (10) أبواب (قال) المعتمر:(سمعت أبي) سليمان بن طرخان التيمي البصري، ثقة، من (4) روى عنه في (13) بابا (عن أبي عثمان) النهدي عبد الرحمن بن ملّ بن عمرو بن عدي النهدي الكوفي، ثقة مخضرم، من (2) روى عنه في (11) بابا (قال) أبو عثمان:(لم يبق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض تلك الأيام التي قاتل فيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم للمشركين (غير طلحة) بن عبيد الله (وسعد) بن أبي وقاص رضي الله عنهما، والمراد ببعض الأيام يوم غزوة أحد، حالةكون أبي عثمان راويًا (عن حديثهما) يعني أنهما حدثاني بذلك فيكون الحديث مرفوعًا من مسندهما فيكون سنده من خماسياته، وقوله:(عن حديثهما) هو قول من روى هذا الحديث عن أبي عثمان وهو سليمان بن طرخان ومراده أن أبا عثمان إنما حدّث بثبات طلحة وسعد رواية عنهما، ولم يكن شاهدًا لثباتهما لأنه تابعي وليس صحابيًّا ولا أنه حدّث بذلك رواية عن غيرهما بل طلحة وسعد حدثاه بذلك، فاستدل بهذا الحديث المؤلف على فضل طلحة فقط لأن مناقب سعد قد مرت في الترجمة السابقة فليس سعد مرادًا هنا بل إنما ذكره لإتمام الحديث وأدائه على هيئته، وقد قدمنا آنفًا في ترجمة طلحة أن طلحة ثبت يومئذٍ، ووقى النبي صلى الله عليه وسلم بيده فشلّت أصبعاه وجُرح يومئذٍ أربعًا وعشرين جراحة، واتفق لطلحة في ذلك اليوم أن النبي صلى الله عليه وسلم أثقل بالجراح وكان عليه درعان فنهض ليصعد على صخرة كانت هنالك فلم يستطع فحنى طلحة ظهره لاصقًا بالأرض حتى صعد النبي صلى الله عليه وسلم على ظهره حتى رقى على الصخرة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أوجب طلحة"رواه أحمد [1/ 165]، والترمذي [1692] أي أوجب له ذلك الفعل الثواب الجزيل عند الله والمنزلة الرفيعة اهـ من المفهم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في فضائل الصحابة باب ذكر طلحة بن عبيد الله [3722 و 3723].
ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على فضل الزبير بحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهم فقال:
6088 -
(2394)(149) حدَّثنا عَمْرٌو النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَينَةً، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ. قَال: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: نَدَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ. فَانْتَدَبَ الزُّبَيرُ. ثُمَّ نَدَبَهُمْ، فَانْتَدَبَ الزَّبَيرُ. ثُمَّ نَدَبَهُمْ. فَانْتَدَبَ الزُّبَيرُ. فَقَال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيٌّ وَحَوَارِيَّ الزُّبَيرُ"
ــ
6088 -
(2394)(149)(حدثنا عمرو) بن محمد بن بكير (الناقد) أبو عثمان البغدادي (حدثنا سفيان بن عيينة عن محمد بن المنكدر) بن عبد الله بن الهدير القرشي التيمي المدني، ثقة، من (3) روى عنه في (11) بابا (عن جابر بن عبد الله) رضي الله عنهما. وهذا السند من رباعياته (قال) محمد بن المنكدر:(سمعته) أي سمعت جابرًا (يقول: ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس يوم) غزوة (الخندق) وتُسمى غزوة الأحزاب أي ناداهم فقال: "من يأتينا بخبر القوم" أي من يتجسس لنا المشركين ويأتينا بخبرهم، وسبب هذا الندب ما أخرجه البخاري في الجهاد والمغازي ولفظه (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب:"من يأتينا بخبر القوم" فقال الزبير: أنا، ثم قال:"من يأتينا بخبر القوم" فقال الزبير: أنا .. هكذا ثلاث مرات" وإنما بعثه رسول الله ليأتي بخبر بني قريظة لما بلغه أنهم نقضوا العهد ووافقوا قريشًا على محاربة المسلمين، قال القاضي: قوله: (ندب الناس) أي رغبهم في الجهاد وحضهم عليه (فانتدب الزبير) أي أجاب له الزبير إلى ما دعا إليه من البعث إلى القوم ليتجسسهم، ومعنى قولك: ندبته فانتدب أي دعوته فأجاب دعوتي، والندب بسكون الدال التحضيض والترغيب في الشيء، قال صاحب الأفعال: ندبتهم للحرب وجهتهم إليه (ثم ندبهم) رسول الله صلى الله عليه وسلم أي ناداهم مرة ثانية (فانتدب) أي أجاب له (الزبير) والناس ساكتون لأن الليلة ليلة قر وريح (ثم ندبهم) مرة ثالثة (فانتدب) له (الزبير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم عندما أجاب له الزبير ثلاث مرات والناس ساكتون (لكل نبي) من الأنبياء (حواري) أي ناصر، وقيل خاصة، وقيل بطانة مطلع على سره، وهو مفرد مرفوع بالضمة الظاهرة على ياء النسبة منسوب إلى الحوار وهو البياض (وحواريّ) أي خاصتي والمفضل عندي وناصري (الزبير) بن العوام رضي الله عنه، ويقال لكل ناصر نبي حواريه تشبيهًا بحواري عيسى عليه السلام، وحواريو عيسى خاصته والمفضلون عنده،
6089 -
(00)(00) حدَّثنا أَبُو كُرَيبٍ. حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ. ح وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيبٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. جَمِيعًا عَنْ وَكِيعٍ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ. كِلاهُمَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ
ــ
قال الأزهري: الحواريون خلصان الأنبياء أي الذين أخلصوا من كل عيب، والدقيق الحواري الذي سُبك ونُخل مرة بعد أخرى. وقد تقدم الكلام على ذلك في كتاب الإيمان وأشبه ما يقال فيه هنا أنه الخاصة والفاضل عنده أو من يصلح للخلافة بعده أو الصاحب والخليل. واختُلف في ضبط قوله:(وحواريّ الزبير) فضبطه الأكثر بكسر الياء مخففًا حواريي منسوب إلى حوار، وقيدناه عن أبي علي بفتح الياء مشددًا منسوب إلى حواري مثل مصرخي اهـ سنوسي.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [3/ 314]، والبخاري في مواضع منها في مناقب الزبير [3719]، والترمذي في مناقب الزبير [3745]، وابن ماجه في المقدمة [122].
[تتمة]: قوله: (وإن حواريّ) أصله بالإضافة إلى ياء المتكلم على وزن مصرخي لكن حُذفت الياء اكتفاء بالكسرة، وقد تُبدل الكسرة فتحة للتخفيف، ويُروى بالكسرة والفتحة، وأصله حواريي بثلاث ياءات فاستثقلوا فحذفوا إحدى ياءي النسبة ثم أدغموا الثانية بعد تسكينها في ياء المتكلم وياء المتكلم تفتح سيما عند التقاء الساكنين فاختلاف الروايتين مبني على أن المحذوف ياء المتكلم أر إحدى ياءي النسب، ومعناه إن خاصتي وناصري، وكان الخاصة من كان مطلوبًا بالنداء في ذلك اهـ من مرشد ذوي الحاجة إلى سنن ابن ماجه نقلًا عن السندي.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في هذا الحديث فقال:
6089 -
(00)(00)(حدثنا أبو كريب حدثنا أبو أسامة) حماد بن أسامة الهاشمي الكوفي، ثقة، من (9)(عن هشام بن عروة) ثقة، من (5)(ح وحدثنا أبو كريب وإسحاق بن إبراهيم جميعًا) أي كل من أبي كريب وإسحاق بن إبراهيم رويا (عن وكيع) بن الجراح (حدثنا سفيان) بن سعيد الثوري (كلاهما) أي كل من هشام وسفيان رويا (عن محمد بن المنكدر عن جابر) بن عبد الله رضي الله عنهما (عن النبي صلى الله
عَلَيهِ وَسَلَّمَ. بِمَعْنَى حَدِيثِ ابْنِ عُيَينَةَ.
6095 -
(2395)(150) حدَّثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْخَلِيلِ وَسُوَيدُ بْنُ سَعِيدٍ. كِلاهُمَا عَنِ ابْنِ مُسْهِرٍ. قَال إِسْمَاعِيلُ: أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيرِ. قَال: كُنْتُ أَنَا وَعُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، يَوْمَ الْخَنْدَقِ، مَعَ النِّسْوَةِ، فِي أُطُمِ حَسَّانٍ، فَكَانَ يُطَأْطِئُ لِي مَرَّةً فَأَنْظُرُ. وَأُطَأْطِئُ لَهُ مَرَّةَ فَيَنْظُرُ. فَكُنْتُ أَعْرِفُ أَبِي إِذَا مَرَّ عَلَى فَرَسِهِ فِي السِّلاحِ، إِلَى بَنِي قُرَيظَةَ
ــ
عليه وسلم) غرضه بسوق هذين السندين بيان متابعة هشام بن عروة وسفيان الثوري لسفيان بن عيينة، وساقا (بمعنى حديث ابن عيينة).
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث جابر بحديث الزبير رضي الله عنهما فقال:
6090 -
(2395)(150)(حدثنا إسماعيل بن الخليل) الخزاز بمعجمات أبو عبد الله الكوفي، ثقة، من (10) روى عنه في (3) أبواب (وسويد بن سعيد) بن سهل الهروي الأصل ثم الحدثاني نسبة إلى الحديثة بلدة على الفرات، صدوق، من (10) روى عنه في (7) أبواب (كلاهما) رويا (عن) علي (بن مسهر) القرشي الكوفي، ثقة، من (8) روى عنه في (14) بابا (قال إسماعيل) بن الخليل (أخبرنا علي بن مسهر) بصيغة السماع (عن هشام بن عروة عن أبيه) عروة بن الزبير (عن عبد الله بن الزبير) بن العوام عن الزبير بن العوام الحديث الآتي أعني قوله:(لقد جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا السند من سداسياته، ثم ذكر قصة قبل الحديث بقوله: (قال) عبد الله بن الزبير: (كنت أنا وعمر بن أبي سلمة) ربيب النبي صلى الله عليه وسلم (يوم) غزوة (الخندق مع النسوة في أطم حسان) بن ثابت، والأطم الحصن وجمعه آطام كعنق وأعناق ويقال في الجمع إطام كأكم وإكام، قال عبد الله بن الزبير:(فكان) عمر بن أبي سلمة (يطاطئ) أي يخفض لي ظهره (مرة) أي تارة فأركب ظهره (فأنظر) إلى جيش المسلمين (وأطاطئ) أي أخفض أنا (له) أي لعمر بن أبي سلمة ظهري (مرة) أخرى (فينظر) عمر بن أبي سلمة إلى جيش المسلمين، قال عبد الله بن الزبير:(فكنت) أنا (أعرف أبي) الزبير بن العوام من بين الناس (إذا مر) أبي ومشى بين الناس راكبًا (على فرسه) متغطيًا (في السلاح) ومتقلدًا به، وقوله:(إلى بني قريظة) متعلق بمر. وفي هذا الحديث دليل على
قَال: وَأَخْبَرَنِي عَبدُ اللهِ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيرِ. قَال: فَذَكَرْتُ ذلِكَ لأَبِي. فَقَال: وَرَأَيتَنِي يَا بُنَيَّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَال: أَمَا وَاللهِ، لَقَدْ جَمَعَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَوْمَئِذٍ،
ــ
حصول ضبط الصبي وتمييزه وهو ابن أربع سنين لأن ابن الزبير وُلد عام الهجرة في المدينة، وكان الخندق سنة أربع من الهجرة على الصحيح اهـ نووي، وفيه رد على جمهور المحدثين في قولهم: إنه لا يصح إلا ضبط ابن خمس، والصواب ضبط من حصل له التمييز وإن كان دون أربع، وفيه فضيلة لابن الزبير لضبطه القصة وهو في هذا السن اهـ من الأبي.
قوله: (أنا وعمر بن أبي سلمة) يعني عمر بن عبد الله بن عبد الأسد بن هلال المخزومي المدني، ربيب النبي صلى الله عليه وسلم من صغار الصحابة، أمه أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قوله:(مع النسوة في أطم حسان) الأطم بضم الهمزة والطاء الحصن وجمعه آطام كما مر آنفًا، وكانت النساء والصبيان قد جمعهن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حصن لحسان بن ثابت الأنصاري شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قوله:(فكان يطاطئ لي مرة) من طأطأ الرباعي المضاعف المهموز يقال: طأطأ يطأطئ طئطئة وطئطاء نظير زلزل أي كان عمر يخفض لي ظهره لأتطلع من جدار الحصن وأفعل له مرة مثل ذلك ليتطلع هو إلى خارج الحصن، قوله:(فكنت أعرف أبي .. إلخ) وفي رواية البخاري: (فنظرت فإذا أنا بالزبير على فرسه يختلف إلى بني قريظة ويتردد مرتين أو ثلاثًا فلما رجعت قلت: يا أبت رأيتك تختلف! قال: أو هل رأيتني يا بني؟ قلت: نعم).
(قال) هشام بن عروة: أخبرني أبي عروة بن الزبير عن عبد الله بن الزبير (وأخبرني) أيضًا أخي (عبد الله بن عروة) بن الزبير أبو بكر المدني، ثقة، من (3) روى عنه في (3) أبواب (عن عبد الله بن الزبير قال) عبد الله بن الزبير:(فدكرت ذلك) الذي فعلنا مع عمر بن أبي سلمة من التطلع إلى القوم من فوق جدار الحصن الأبي) والدي الزبير بن العوام (فقال) أبي الزبير بن العوام: هل تطلعت من فوق الحصن (ورأيتني يا بني؟ قلت) له: (نعم) رأيتك يا والدي حين تختلف إلى بني قريظة مرتين أو ثلاثًا (قال) أبي الزبير بن العوام: (أما) حرف استفتاح كألا أي انتبه واستمع ما أقول لك (والله) أي أقسم بالله الذي لا إله غيره (لقد جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذٍ) أي يوم إذا اختلفت
أَبَوَيهِ. فَقَال: "فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي".
6091 -
(00)(00) وحدّثنا أَبُو كُرَيبٍ. حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيرِ. قَال: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْخَنْدَقِ كُنْتُ أَنَا وَعُمَرُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ فِي الأُطُمِ الَّذِي فِيهِ النِّسْوَةُ. يَعْنِي نِسْوَةَ النَّبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِمَعْنَى
ــ
إلى بني قريظة أي جمع لي (أبويه) في التفدية (فقال) لي: (فداك أبي وأمي) وفي رواية البخاري (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من يأت بني قريظة فيأتيني بخبرهم، فانطلقت، فلما رجعت جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه فقال: فداك أبي وأمي") وقد التبست هذه القصة على بعض الناس بقصة حذيفة بن اليمان مع أنه قد بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم طليعة ليأتي بخبر الأحزاب، وبعث الزبير لخبر بني قريظة لما بلغه أنهم نقضوا العهد وساعدوا الأحزاب، قال القرطبي: قوله: (فداك أبي وأمي) هو بفتح الفاء والقصر فعل ماض فإن كُسرت الفاء مددت، والمقصود منه التشريف والتعظيم، وفيه جواز المدح في حضور الممدوح إذا كان أهلًا له اهـ من المرشد. وهذا الحديث يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع أبويه لغير سعد بن أبي وقاص وحينئذٍ يشكل بما رواه الترمذي من قول علي إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جمع أبويه لأحد إلا لسعد وقال له يوم أحد:"فداك أبي وأمي" رواه الترمذي [2829 و 3753] ويرتفع الإشكال بأن يقال إن عليًّا أخبر بما في علمه، ويحتمل أن يريد به أنه لم يقل ذلك في يوم أحد لأحد غيره.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [1/ 164]، والبخاري [3720]، والترمذي [3743] كلاهما في مناقب الزبير بن العوام وابن ماجه [123].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في هذا الحديث فقال:
6091 -
(00)(00)(وحدثنا أبو كريب حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه) عروة بن الزبير (عن عبد الله بن الزبير) وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة أبي أسامة لعلي بن مسهر (قال) عبد الله بن الزبير: الما كان يوم الخندق كنت أنا وعمر بن أبي سلمة في الأطم) الحصن (الدي فيه النسوة يعني) عبد الله بن الزبير بتلك النسوة (نسوة النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه (وساق الحديث) أي ذكر أبو أسامة (بمعنى
حَدِيثِ ابْنِ مُسْهِرٍ، فِي هَذَا الإِسْنَادِ. وَلَمْ يَذْكُرْ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُرْوَةَ فِي الْحَدِيثِ. وَلكِنْ أَدْرَجَ الْقِصَّةَ فِي حَدِيثِ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ الزُّبَيرِ.
6197 -
(50) وحدَّثنا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، (يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ)، عَنْ سُهَيلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ عَلَى حِرَاءٍ، هُوَ
ــ
حديث) علي (بن مسهر) لا لفظه، ولفظة في في قوله (في هذا الإسناد) بمعنى الباء عدل إليها فرارًا من كراهة توالي حرفي جر متحدي اللفظ والمعنى، والعامل متعلقة بساق أيضًا أي ساق أبو أسامة ذلك المعنى بهذا الإسناد يعني عن هشام عن أبيه عن عبد الله بن الزبير (و) لكن (لم يذكر) أبو أسامة (عبد الله بن عروة في الحديث ولكن أدرج) أبو أسامة (القصة) أي قصة عبد الله بن الزبير المذكورة في حديث عبد الله بن عروة يعني قوله: فذكرت ذلك لأبي. . إلخ (في حديث هشام) وروايته (عن أبيه عن) عبد الله (بن الزبير) قال القاضي عياض: قوله: (ولكن أدرج القصة في حديث هشام عن أبيه) يعني أن في حديث ابن مسهر قبله عن هشام عن أبيه عن عبد الله بن الزبير الحديث إلى قوله: وأخبرني عبد الله بن عروة عن عبد الله بن الزبير معناه أن أبا أسامة لم يذكر قوله: وأخبرني عبد الله بن عروة عن عبد الله بن الزبير في تمام الحديث لكنه جاء به كله مدرجًا في حديث هشام ومتداخلًا فيه كأنه من حديث هشام والله أعلم اهـ من الأبي.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث جابر واستشهد أيضًا لحديث أبي عثمان النهدي بحديث أبي هريرة رضي الله عنهم فقال:
6092 -
(2396)(151)(وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز يعني ابن محمد) بن عبيد الله الدراوردي الجهني المدني، صدوق، من (8) روى عنه في (9) أبواب (عن سهيل) بن أبي صالح السمان، صدوق، من (6) روى عنه في (13) بابا (عن أبيه) أبي صالح ذكوان الزيات، ثقة، من (3) روى عنه في (8) أبواب (عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء) بكسر الحاء والمد جبل بمكة معروف يذكر فيصرف، ويؤنث فلا يُصرف، ومن رواه بفتح الحاء والقصر فليس بشيء اهـ من الأبي، وقال القرطبي: وقد أخطأ من فتح حاءه ومن قصره اهـ (هو) أتى به لتأكيد اسم كان ليصح عطف ما بعده عليه أي كان النبي
وَأَبُو بَكْر وَعُمَرُ وَعُثمَانُ وَعَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيرُ. فَتَحَرَّكَتِ الصَّخرَةُ. فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اهْدَأْ، فَمَا عَلَيكَ إلا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ".
6093 -
(00)(00) حدَّثنا عُبَيدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ خُنَيسٍ وَأَحْمَدُ
ــ
صلى الله عليه وسلم (وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير) رضي الله تعالى عنهم أجمعين أي اجتمعوا على صخرة كانت فيه (فتحركت الصخرة) بهم (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مخاطبًا للجبل (اهدأ) أي اسكن يا جبل ولا تتحرك بنا (فما عليك) يا جبل (إلا نبي) يريد نفسه (أو صديق) يريد أبا بكر (أو شهيد) يريد الباقين منهم، قال القاضي عياض: هذا من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم لانخراق العادة بتحركه وبموت غيره وغير أبي بكر شهيدًا كما ذكر، قال القرطبي: وعبّر بأو التي للتقسيم والتنويع لإفادتها ذلك، ويصح أن تكون بمعنى الواو اهـ مرقاة، فالنبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، والصديق أبو بكر، والشهيد من بقي، وهذا من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيًّا، وأبو بكر صديقًا، ومات من سواهما شهيدًا، وأما قتل عمر وعثمان وعلي فمشهور لأن عمر قتله العلج، وعثمان قُتل مظلومًا، وعلي غيلة، وأما الزبير فقُتل بوادي السباع بقرب البصرة منصرفًا تاركًا للقتال يوم الجمل، وكذلك طلحة اعتزل تاركًا للقتال فأصابه سهم فقتله، وقد ثبت أن من قتل ظلمًا فهو شهيد في الأجر والاسم وإن لم يكن له حكمه في الصلاة والغسل، وقد وقع في الطريق الآتي ذكر سعد بن أبي وقاص أيضًا مع أنه لم يُقتل، وأجاب عنه القاضي عياض بأنه إنما سُمي شهيدًا لكونه مشهودًا له وهو أحد الوجوه في تسمية الشهيد شهيدًا، واختُلف في معنى الصديق فقيل: هو تابع النبي، وقيل: هو فعيل من الصدق مبالغة في ذلك، وقيل: هو من كثرة الصدقة اهـ أبي.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [2/ 419]، والترمذي في مناقب عثمان بن عفان [3697].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
6093 -
(00)(00)(حدثنا عبيد الله بن محمد بن يزيد بن خنيس) مصغرًا المخزومي أبو يحيى المكي، روى عن إسماعيل بن أبي أوشى في فضائل الزبير وأبيه، ويروي عنه في (م) والسراج وطائفة، قال في التقريب: مقبول، من الحادية عشرة، مات
بْنُ يُوسُفَ الأَزْدِيُّ. قَالا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيسٍ. حَدَّثَنِي سُلَيمَانُ بنُ بِلالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سُهَيلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ عَلَى جَبَلِ حِرَاءِ، فَتَحَرَّكَ. فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"اسْكُنْ حِرَاءُ، فَمَا عَلَيكَ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ" وَعَلَيهِ النبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيرُ وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنهم.
6094 -
(2397)(152) حدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيرٍ وَعَبْدَةُ
ــ
سنة (252) اثنتين وخمسين ومائتين (وأحمد بن يوسف) بن خالد بن سالم (الأزدي) السلمي النيسابوري، ثقة، من (11) روى عنه في (11) بابا (قالا: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس) عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي أبو عبد الله بن أبي أويس المدني، ثقة، من (10) روى عنه في (7) أبواب (حدثني سليمان بن بلال) التيمي المدني، ثقة، من (8) روى عنه في (13) بابا (عن يحيى بن سعيد) بن قيس الأنصاري المدني، ثقة، من (5) روى عنه في (16) بابا (عن سهيل بن أبي صالح) ذكوان الزيات (عن أبيه) أبي صالح السمان (عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من سباعياته، غرضه بيان متابعة يحيى بن سعيد لعبد العزيئ بن محمد (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على جبل حراء فتحرك) الجبل (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مخاطبًا للجبل (اسكن) يا (حراء) واهدأ ولا تتحرك (فما عليك) أي ليس عليك (إلا نبي أو صديق أو شهيد) وأو فيه بمعنى الواو (و) الحال أنه ليس (عليه) أي على الجبل إلا (النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم أجمعين، والعطف بالواو هنا يدل على أن أو فيما قبله بمعنى الواو كما بيناه أولًا.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثالثا لحديث جابر بحديث عائشة رضي الله عنهما فقال:
6094 -
(2397)(152)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا) عبد الله (بن نمير) الهمداني الكوفي، ثقة، من (9) روى عنه في (17) بابا (وعبدة) بن سليمان الكلابي أبو
قَالا: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ أَبِيهِ قَال: قَالتْ لِي عَائِشَةُ: أبَوَاكَ، وَاللهِ مِنَ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أصَابَهُمُ الْقَرْحُ
ــ
محمد الكوفي، ثقة، من (8) روى عنه في (12) بابا (قالا: حدثنا هشام) بن عروة الأسدي المدني، ثقة، من (5)(عن أبيه) عروة بن الزبير، ثقة، من (3) (قال) عروة:(قالت لي) خالتي (عائشة) أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها. وهذا السند من خماسياته (أبواك) تعني أبا بكر والزبير ففيه تغليب الأب على الجد لأن أم عروة أسماء بنت أبي بكر فهو جد له لأمه أي أبوك وجدك أقسمت لك (والله) أي بالله لكائنان (من الذين استجابوا) أي من النفر الذين أجابوا (لله والرسول) صلى الله عليه وسلم حين دعاهم إلى الخروج إلى حمراء الأسد وهي من المدينة على ثمانية أميال على يسار الطريق لمن أراد ذا الحليفة وهم سبعون رجلًا أي أجابوا إلى الخروج إليها (من بعدما أصابهم القرح) أي الجراح في غزوة أحد أي كانا من الذين أنزل الله فيهم هذه الآية منهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والزبير وسعد وطلحة وابن عوف وابن مسعود وحذيفة بن اليمان وأبو عبيدة بن الجراح وجابر بن عبد الله، رُوي أن أبا سفيان وأصحابه لما انصرفوا من أحد فبلغوا الروحاء ندموا على رجوعهم إلى مكة، وقالوا: إنا قتلنا أكثرهم ولم يبق منهم إلا القليل فلم تركناهم بل اللازم لنا أن نرجع ونستأصلهم فهموا بالرجوع إلى المدينة فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأراد أن يرهب الكفار ويريهم من نفسه ومن أصحابه قوة فندب أصحابه إلى الخروج في طلب أبي سفيان وقال: "لا أريد أن يخرج معي الآن إلا من كان معي في القتال بالأمس" فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قوم من أصحابه قيل: كانوا سبعين رجلًا حتى بلغوا حمراء الأسد وكان بأصحابه القرح فتحاملوا على أنفسهم حتى لا يفوتهم الأجر فألقى الله الرعب في قلوب المشركين فذهبوا فنزلت هذه الآية إلى آخر القصة.
قوله: (استجابوا) بمعنى أجابوا فالسين والتاء زائدتان لا للطلب كما قال الشاعر:
وداع دعا يا من يجيب إلى الندا. . . . .. فلم يستجبه عند ذاك مجيب
أي لم يجبه وقيل: إن استجاب أخص من أجاب لأنه أعم من أن يكون الجواب بالموافق أو بغيره واستجاب ليس إلا بالموافق، وأشارت عائشة بذلك إلى ما جرى في غزوة حمراء الأسد إثر وقعة أحد اهـ من الأبي.
6095 -
(00)(00) وحدَّثناه أَبُو بَكرٍ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ. حَدَّثَنَا هِشَامٌ، بِهَذَا الإِسْنَادِ. وَزَادَ: تَعْنِي أَبَا بَكْرٍ وَالزُّبَيرَ.
6096 -
(00)(00) حدَّثنا أَبُو كرَيبٍ، مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ. حَدَّثَنَا وَكِيعٌ. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنِ الْبَهِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ. قَال: قَالتْ لِي عَائِشَةُ: كَانَ أَبَوَاكَ مِنَ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أصَابَهُمُ الْقَرْحُ.
6097 -
(2398)(153) حدَّثنا أَبُو بَكرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
ــ
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في المغازي باب الذين استجابوا لله والرسول [4077]، وابن ماجه في المقدمة باب فضل الزبير [114].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها فقال:
6095 -
(00)(00)(وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة حدثنا هشام بهذا الإسناد) يعني عن عروة عن عائشة. وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة أبي إسامة لعبد الله بن نمير وعبدة (و) لكن (زاد) أبو أسامة عليهما لفظة (تعني) عائشة بالأبوين (أبا بكر) جد عروة (والزبير) أباه.
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديثها فقال:
6096 -
(00)(00)(حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء) الهمداني الكوفي (حدثنا وكيع) بن الجراح الرؤاسي الكوفي (حدثنا إسماعيل) بن أبي خالد سعيد البجلي الأحمسي الكوفي، ثقة، من (4) روى عنه في (8) أبواب (عن) عبد الله بن يسار (البهي) بفتح الموحدة وكسر الهاء وتشديد الياء مولى مصعب بن الزبير المدني، صدوق، من (3) روى عنه في (4) أبواب (عن عروة قال: قالت لي عائشة) رضي الله تعالى عنها. وهذا السند من سداسياته، غرضه بيان متابعة البهي لهشام بن عروة (كان أبواك) يا عروة أي جدك وأبوك (من) النفر (الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح).
ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء الثالث من الترجمة وهو فضل أبي عبيدة بحديث أنس رضي الله عنهما فقال:
6097 -
(2398)(153)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا إسماعيل) بن إبراهيم
ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ خَالِدٍ. ح وَحَدَّثَنِي زُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُلَيَّةَ. أَخْبَرَنَا خَالِدٌ، عَنْ أبِي قِلابَةَ. قَال: قَال أَنَسٌ: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِن لِكُل أُمَّةٍ أَمِينًا
ــ
الأسدي البصري المعروف بـ (ابن علية عن خالد ح وحدثني زهير بن حرب حدثنا إسماعيل بن علية أخبرنا خالد) بن مهران المجاشعي أبوالمنازل الحذاء البصري، ثقة، من (5) روى عنه في (15) بابا (عن أبي قلابة) عبد الله بن زيد الأزدي الجرمي البصري، ثقة، من (3) روى عنه في (11) بابا (قال) أبو قلابة:(قال أنس) بن مالك رضي الله عنه. وهذان السندان من خماسياته (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لكل أمة) من الأمم (أمينًا) من الأمانة وهو ضد الخيانة، وهي عبارة عن قوة الرجل على القيام بحفظ ما يوكل إلى حفظه ويخلى بينه وبينه وهي ماخوذة من قولهم ناقة أمون أي قوية على الحمل والسير فكان الأمين هو الذي يوثق به في حفظ ما يوكل إلى أمانته حتى يؤديه لقوته على ذلك وكان أبو عبيدة قد خصه الله تعالى من هذا بالحظ الأوفر والنصيب الأكثر بحيث شهد له بذلك النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم وصار له ذلك الاسم والعلم المعلوم وقد ظهر ذلك من حاله للعيان حتى استوى في معرفته كل إنسان.
وذلك أن عمر رضي الله عنه لما قدم الشام متفقدًا أحوال الناس والأمراء ودخل منازلهم وبحث عنهم أراد أن يدخل منزل أبي عبيدة وهو أمير على الشام قد فُتحت عليه بلاده وترادفت عليه فتوحاته وخبراته واجتمعت له كنوزه وأمواله فلما كلمه عمر رضي الله عنه في ذلك قال له أمير المؤمنين: والله لئن دخلت منزلي لتعصرن عينيك، فلما دخل منزله لم يجد فيه شيئًا يرد أكثر من سلاحه وأداة رحل بعيره، فبكى عمر رضي الله عنه وقال: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم أنت أمين هذه الأمة، أو كما قال، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخبر عن كل واحد من أعيان أصحابه رضي الله عنهم بما غلب عليه من أوصافه وإن كانوا كلهم فضلاء علماء حكماء مختارين لمختار فقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي من حديث أنس بن مالك:"أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ، وأفرضهم زيد، وأقرؤهم أبي، ولكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة" رواه الترمذي [3790 و 3791] ومن حديث عبد الله بن عمرو: "ما أظلت الخضراء ولا أقلت
وَإِنَّ أَمِينَنَا، أَيَّتُهَا الأُمَّة ُ، أَبُو عُبَيدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ".
6098 -
(00)(00) حدّثني عَمْرٌو النَّاقِدُ. حَدَّثَنَا عَفَّانُ. حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، (وَهُوَ ابْنُ سَلَمَةَ)، عَنْ ثَابِتٍ،
ــ
الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر" رواه الترمذي أيضًا [3801 و 3802].
(وإن أميننا أيتها الأمة) المحمدية (أبو عبيدة بن الجراح) وأية منادى نكرة مقصودة حُذف منه حرف النداء تخفيفًا في محل النصب على المفعولية مبني على الضم لشبهه بالحرف شبهًا معنويًا، والهاء حرف تنبيه زائد تعويضًا عما فات أي من الإضافة مبني بسكون على الألف المحذوفة، الأمة بالرفع صفة لأية تابع للفظه، وبالنصب تابع لمحله، والأفصح نصب آية على الاختصاص بعامل محذوف وجوبًا لجريانه مجرى المثل، وحكى سيبويه: اللهم اغفر لنا أيتها العصابة بالنصب، قال في المرقاة: وإنما خصه بالأمانة وإن كانت مشتركة بينه وبين غيره من الصحابة لغلبتها فيه بالنسبة إليهم، وقيل لكونها غالبة بالنسبة إلى سائر صفاته اهـ.
قال الحافظ: وهذه الصفة وإن كانت مشتركة بينه وبين غيره من الصحابة لكن السياق يُشعر بأن له مزيدًا في ذلك وأن النبي صلى الله عليه وسلم خص كل واحد من الصحابة الكبار بفضيلة ووصفه بها فأشعر بقدر زائد فيها على غيره كالحياء لعثمان والقضاء لعلي ونحوه كذلك في فتح الباري [7/ 93].
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [3/ 133]، والبخاري في مناقب أبي عبيدة [3744]، وفي المغازي باب قصة أهل نجران [4382] وفي أخبار الآحاد باب ما جاء في إجازة خبر الواحد [7255].
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث أنس هذا بحديث آخر رضي الله عنه فقال:
6098 -
(00)(00)(حدثني عمرو) بن محمد (الناقد) البغدادي (حدثنا عفان) بن مسلم بن عبد الله الأنصاري مولاهم أبو عثمان الصفّار البصري، ثقة، من كبار (10) روى عنه في (9) أبواب (حدثنا حماد وهو ابن سلمة) بن دينار الربعي البصري، ثقة، من (8) روى عنه في (16) بابا (عن ثابت) بن أسلم البناني البصري، ثقة، من (4) روى عنه
عَنْ أَنَسٍ؛ أَنَّ أَهْلَ الْيَمَنِ قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالُوا: ابْعثْ مَعَنا رَجُلًا يُعَلَّمُنَا السُّنَّةَ وَالإِسْلامَ. قَال: فَأَخَذَ بِيَدِ أَبِي عُبَيدَةَ فَقَال: "هَذَا أَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ".
6099 -
(2400)(155) حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ، (وَاللَّفْظُ لابْنِ الْمُثَنَّى)، قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. قَال: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ يُحَدِّثُ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ، عَنْ حُذَيفَةَ، قَال: جَاءَ أَهْلُ نَجْرَانَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
ــ
في (14) بابا (عن أنس) بن مالك. وهذا السند من خماسياته (أن أهل اليمن) وسيأتي في حديث حذيفة أنهم كانوا أهل نجران فلعل الراوي تجوّز عن أهل نجران بقوله: أهل اليمن لقرب نجران من اليمن، وإلا فهما واقعتان والأول أرجح (قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا) له:(ابعث معنا) يا رسول الله (رجلًا يعلّمنا السنة) أي أحكام الشريعة (والإسلام) أي أركان الإسلام وأصوله (قال) أنس: (فأخذ) رسول الله صلى الله عليه وسلم (بيد أبي عبيدة فقال هذا) الذي أخذت بيده (أمين هذه الأمة) المحمدية رضي الله عنه.
وهذا الحديث انفرد به المؤلف عن غيره من أصحاب الأمهات.
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث أنس الأول بحديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنهم فقال:
6099 -
(2400)(155)(حدثنا محمد بن المثنى و) محمد (بن بشار واللفظ لابن المثنى قالا: حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال: سمعت أبا إسحاق) عمرو بن عبد الله السبيعي، ثقة، من (3)(يحدّث عن صلة بن زفر) بوزن عمر فحكمه حكمه في منع الصرف، وسببه كما هو مقرر عند النحاة العبسي بموحدة أبي العلاء الكوفي، ثقة، من (2) روى عنه في (2) بابين (عن حذيفة) بن اليمان العبسي الكوفي رضي الله عنه، روى عنه في (5) أبواب. وهذا السند من سداسياته (قال) حذيفة: (جاء أهل نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونجران بلدة معروفة في اليمن، سميت باسم نجران بن هود عليه السلام لأنه أول من نزلها؛ وهم العاقب والسيد، فالعاقب اسمه عبد المسيح
فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، ابْعَثْ إِلَينَا رَجُلًا أَمِينًا. فَقَال:"لأَبْعَثَنَّ إِلْيَكُمْ رَجُلًا أَمِينًا حَقَّ أَمِينٍ. حَقَّ أَمِينٍ" قَال: فَاسْتَشْرَفَ لَهَا الناسُ. قَال: فَبَعَثَ أَبَا عُبَيدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ.
6205 -
(00) حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. أَخْبَرَنَا أَبُو
ــ
والسيد اسمه الأيهم بسكون الياء التحتانية وأبو الحارث بن علقمة (فقالوا): أي فقال أهل نجران حين جاؤوا: (يا رسول الله ابعث لنا رجلًا أمينًا) أي رجلًا ثقة مرضيًا يعلّمنا الدين (فقال) لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله (لأبعثن إليكم رجلًا أمينًا حق أمين حق أمين) أي كامل الأمانة أو مستحقًا لأن يقال له أمين أو بلغ في الأمانة الغاية القصوى (قال) حذيفة: (فاستشرف) أي تطلع (لها) أي لهذه الولاية (الناس) الحاضرون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ورغبوا فيها حرصًا على تحصيل هذه الصفة المذكورة وهي الأمانة لا على الولاية من حيث همه، وفي نسخة (فتشرف له) أي للبعث (الناس) (قال) حذيفة:(فبعث) رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم (أبا عبيدة بن الجراح) رضي الله عنه.
وقوله: (حق أمين حق أمين) بالتكرار مرتين للتوكيد بنصب حق أمين على أنه مصدر مضاف، وهو في موضع الصفة، تقديره أمينًا محفقًا في أمانته. وقوله:(فاستشرف لها الناس) أي تشوفوا وتعرضوا لمن هو الموجه معهم وكلهم يحرص على أن يكون المعني إذ كل واحد أمين حق أمين.
وعبارة النووي أي تطلعوا للولاية حرصًا على أن يكون هو الأمين الموعود به في الحديث، لا حرصًا على الولاية من حيث هي ولاية.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [5/ 385]، والبخاري في مواضع منها في مناقب أبي عبيدة [3745] وفي المغازي باب قصة أهل نجران [4381] وفي أخبار الآحاد [7254]، والترمذي في مناقب أبي عبيدة [3758]، وابن ماجه في المقدمة باب فضل أبي عبيدة [122].
ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث حذيفة رضي الله عنه فقال:
6100 -
(00)(00)(حدثنا إسحاق بن إبراهيم) الحنظلي المروزي (أخبرنا أبو
دَاوُدَ الْحَفَرِيُّ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، بِهَذَا الإِسْنَادِ، نَحْوَهُ
ــ
داود الحفري) نسبة إلى الحفر موضع بالكوفة، عمر بن سعد بن عبيد الكوفي، ثقة، من (9) روى عنه في (4) أبواب (حدثنا سفيان) بن سعيد الثوري (عن أبي إسحاق) السبيعي. وهذا السند من سداسياته، غرضه بيان متابعة سفيان الثوري لشعبة بن الحجاج، وساق سفيان (بهذا الإسناد) يعني عن صلة بن زفر عن حذيفة بن اليمان (نحوه) أي نحو حديث شعبة والله سبحانه وتعالى أعلم. قال الأبي: وفي طريق آخر أنه لما دخل عمر منزله ووجد فيه ما ذكر من سلاحه ورحل بعيره، رأى أيضًا فراشه طنفسة رحله ومتوسده حقيبته فقال له عمر: ألا اتخذت ما اتخذ أصحابك؟ قال: يا أمير المؤمنين هذا يبلغني المقيل، وقتل أباه يوم بدر وأتى برأسه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه نزل قوله تعالى:{لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} الآية وقال فيه أبو بكر يوم السقيفة: رضيت لكم أحد هذين الرجلين لعمر وأبي عبيدة، وقال فيه حين جعل الأمر شورى في الستة: لو كان أبو عبيدة حيًّا ما اختلج رأيي فيه، وكان توفي بالشام في خلافة عمر رضي الله عنهم وهو ابن ثمان وخمسين سنة رضي الله عنه، وقبره بالأردن، وصلى عليه معاذ، ونزل في قبره عمرو بن العاص والضحاك بن قيس ومعاذ بن جبل، ولما أتى عمر الشام وتلقاه الناس وتلقاه أبو عبيدة نزل له عمر وعانقه اهـ من الأبي.
وجملة ما ذكره المؤلف في هذه الترجمة من الأحاديث ثمانية: الأول: حديث أبي عثمان النهدي ذكره للاستدلال به على الجزء الأول من الترجمة، والثاني: حديث جابر ذكره للاستدلال به على الجزء الثاني من الترجمة وذكر فيه متابعة واحدة، والثالث: حديث عبد الله بن الزبير ذكره للاستشهاد به لحديث جابر وذكر فيه متابعة واحدة والرابع: حديث أبي هريرة ذكره للاستشهاد أيضًا وذكر فيه متابعة واحدة، والخامس: حديث عائشة ذكره للاستشهاد أيضًا وذكر فيه متابعتين، والسادس: حديث أنس ذكره للاستدلال به على الجزء الثالث من الترجمة، والسابع: حديث أنس الثاني ذكره للاستشهاد، والثامن: حديث حذيفة بن اليمان ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعة واحدة والله سبحانه وتعالى أعلم.
***