المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌689 - (3) باب إثبات حوض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبيان قدره وصفته وكيزانه - الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج - جـ ٢٣

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌687 - (1) باب كونه صلى الله عليه وسلم مختارًا من خيار الناس، وتسليم الحجر عليه وتفضيله على جميع الخلق، وبعض معجزاته، وتوكله

- ‌ كتاب فضائل النبي صلى الله عليه وسلم وفواضله عليه الصلاة والسلام

- ‌688 - (2) باب بيان مثل ما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم من الهدى والعلم وشفقته على أمته وذكر كونه خاتم النبيين وذكر إذا أراد الله رحمة أمة قبض نبيها قبلها

- ‌689 - (3) باب إثبات حوض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبيان قدره وصفته وكيزانه

- ‌690 - (4) - باب قتال الملائكة مع النبي صلى الله عليه وسلم وشجاعته، وكونه أجود الناس، وكونه أحسنهم خلقًا، وما سُئل شيئًا وقال: "لا" قط، وكثرة عطائه

- ‌691 - (5) باب رحمته صلى الله عليه وسلم للصبيان والعيال، وكثرة حيائه، وتبسمه، وأمر سواق مطايا النساء بالرفق بهن، وتبرك الناس به صلى الله عليه وسلم

- ‌692 - (6) باب بعداه صلى الله عليه وسلم من الإثم واختياره أيسر الأمور وانتقامه لله تعالى وطيب رائحته ولين مسه وطيب عرقه والتبرك به وعرقه حين يأتيه الوحي وبيان كيفية إتيانه

- ‌693 - (7) باب في سدله وفرقه شعره وقده وصفة شعره وفمه وعينيه وعقبيه ولونه وشيبه صلى الله عليه وسلم

- ‌694 - (8) باب إثبات خاتم النبوة وصفة النبي صلى الله عليه وسلم ومبعثه وكم سنه حين قُبض وكم أقام بمكة وبالمدينة وفي أسمائه وكونه أشد الناس علمًا بالله وخشية له تعالى ووجوب اتباعه صلى الله عليه وسلم

- ‌695 - (9) باب ترك الإكثار من مساءلة رسول الله صلى الله عليه وسلم توقيرًا له ووجوب امتثال ما فعله شرعًا في الدين دون ما ذكره رأيًا من معايش الدنيا وفضل النظر إليه وتمنيه

- ‌ كتاب فضائل بعض الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وفضائل الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين

- ‌696 - (10) باب في فضائل عيسى وإبراهيم عليهما الصلاة والسلام

- ‌697 - (11) باب فضائل موسى، وفضائل يونس، وفضائل يوسف، وفضائل زكريا عليهم الصلاة والسلام

- ‌698 - (12) باب فضائل الخضر عليه السلام

- ‌ أبواب فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله تعالى عنهم أجمعين

- ‌699 - (13) الأول منها باب فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه

- ‌700 - (14) والثاني منها باب فضل عمر رضي الله عنه

- ‌701 - (15) والثالث منها باب فضل عثمان بن عفان، رضي الله تعالى عنه وأرضاه

- ‌702 - (16) والرابع منها باب فضائل علي رضي الله تعالى عنه وأرضاه

- ‌703 - (17) الباب الخامس منها باب فضل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

- ‌704 - (18) والباب السادس منها باب فضائل طلحة والزبير وأبي عبيدة بن الجراح رضي الله تعالى عنهم أجمعين

- ‌705 - (19) باب فضائل الحسن والحسين وفضائل أهل البيت وفضائل زيد بن حارثة وابنه أسامة وفضائل عبد الله بن جعفر رضي الله تعالى عنهم أجمعين

- ‌706 - (20) والباب الثامن منها باب فضائل خديجة الكبرى رضي الله تعالى عنها وأرضاها

- ‌707 - (21) والباب التاسع منها باب فضل عائشة رضي الله تعالى عنها

- ‌708 - (22) والباب العاشر منها باب فضائل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدة نساء العالمين رضي الله تعالى عنها وأرضاها

- ‌709 - (23) والحادي عشر منها باب من فضائل أم سلمة وزينب وأم أيمن وأم سليم رضي الله تعالى عنهن

- ‌زينب أم المؤمنين

- ‌أم أيمن

- ‌أم سليم

- ‌710 - (24) والباب الثاني عشر منها باب فضائل أبي طلحة الأنصاري وبلال وابن مسعود رضي الله تعالى عنهم أجمعين

- ‌فضائل بلال

- ‌فضائل ابن مسعود

- ‌711 - (25) والثالث عشر منها باب‌‌ فضائل أُبي بن كعبوزيد بن ثابت وسعد بن معاذ وأبي دجانة وعبد الله بن عمرو بن حرام والد جابر رضي الله تعالى عنهم أجمعين

- ‌ فضائل أُبي بن كعب

- ‌فضائل زيد بن ثابت

- ‌فضائل سعد رضي الله عنه

- ‌فضائل أبو دجانة

- ‌فضائل أبي جابر

الفصل: ‌689 - (3) باب إثبات حوض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبيان قدره وصفته وكيزانه

‌689 - (3) باب إثبات حوض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبيان قدره وصفته وكيزانه

5814 -

(2263)(18) حدَّثني أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ يُونُسَ. حَدَّثَنَا زَائِدَةُ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيرٍ. قَال: سَمِعْتُ جُنْدَبًا يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ"

ــ

689 -

(3) باب إثبات حوض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وبيان قدره وصفته وكيزانه

5814 -

(2263)(18)(حدثني أحمد بن عبد الله بن يونس) بن عبد الله بن قيس التميمي اليربوعي أبو عبد الله الكوفي، ثقة متقن، من كبار (10) ت سنة (227) وله (94) سنة، روى عنه في (6) أبواب (حَدَّثَنَا زائدة) بن قدامة الثقفي أبوالصلت بفتح الصاد وسكون اللام الكوفي، ثقة ثبت صاحب سُنة، من (7) ت سنة (165) روى عنه في (10) أبواب، وليس في (م) من اسمه زائدة إلَّا هذا الثقة (حَدَّثَنَا عبد الملك بن عمير) الفرسي اللخمي أبو عمر القبطي الكوفي، ثقة فقيه مختلط مدلس، من (3) مات سنة (136) وقد جاوز (100) سنة، روى عنه في (15) بابا (قال) عبد الملك:(سمعت جندبًا) أي جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي العلقي بفتحتين نسبة إلى علقة بن عبقر بن أنمار بطن من بجيلة أبا عبد الله الكوفي ثم البصري ثم المصري، الصحابي المشهور رضي الله عنه، روى عنه في (4) أبواب. وهذا السند من رباعياته أي سمعت جندبًا حالة كونه (يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أنا فرطكم) أي فارطكم وسابقكم إلى الآخرة منتظركم (على الحوض) أي على حوضي لأسقيكم منه، قال أهل اللغة: الفرط والفارط هو الَّذي يتقدم الواردين ليُصلح لهم الحياض والدلاء والكويات ونحوها من أمور الاستقاء، فمعنى فرطكم على الحوض سابقكم إليه كالمهيئ له اهـ نووي.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري أخرجه في الرقاق باب في الحوض [6589] والحوض في اللغة مجتمع الماء يقال: استحوض الماء إذا اجتمع ويجمع على أحواض وحياض وشرعًا ماء أبيض من اللبن وأحلى من السكر ينصب عليه ميزابان من الجنّة من شرب منه لا يظما أبدًا ترد عليه أمة الإجابة فيسقيهم النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.

ص: 60

5815 -

(00)(00) حدَّثنا أَبُو بَكْرٍ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا وَكِيعٌ. ح وَحدَّثَنَا أَبُو كُرَيبٍ. حَدَّثَنَا ابْنُ بِشْير. جَمِيعًا عَنْ مِسْعَرٍ. ح وَحدَّثَنَا عُبَيدُ اللهِ بن مُعاذٍ. حَدَّثَنَا أَبِي. ح وَحدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. قَالا:

ــ

وقد روى الإمام مسلم رحمه الله تعالى في هذا الباب أحاديث كثيرة لإثبات حوض النبي صلى الله عليه وسلم وبيان صفاته وقدره وهذه الأحاديث حجة على من أنكر ثبوت الحوض من الخوارج والمعتزلة وقد ذكر المحدثون أن ثبوت حوض النبي صلى الله عليه وسلم متواتر، فقد ذكر القرطبي رحمه الله تعالى في المفهم أنَّه روى ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة ما ينيف على الثلاثين؛ منهم في الصحيحين ما ينيف على العشرين، وقد ذكر القاضي عياض رحمه الله تعالى خمسة وعشرين من الصحابة الذين رووا أحاديث الحوض وزاد عليهم النووي ثلاثة، وقد ذكر الحافظ في فتح الباري [11/ 468 و 469] أسماءهم وأسماء الذين أخرجوا أحاديثهم ثم قال: زدت عليهم أجمعين قدر ما ذكروه سواء فزادت العدة على خمسين ولكثير من هؤلاء الصحابة في ذلك زيادة على الحديث الواحد كأبي هريرة وأنس بن مالك وابن عباس وأبي سعيد وعبد الله بن عمرو وأحاديثهم بعضها في مطلق ذكر الحوض وفي صفته بعضها وفيمن يرد عليه بعضها وفيمن يدفع عنه بعضهم وبلغني أن بعض المتأخرين وصلها إلى ثمانين صحابيًّا.

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث جندب رضي الله عنه فقال:

5815 -

(00)(00)(حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شيبة حَدَّثَنَا وكيع) بن الجراح الرؤاسي الكوفي، ثقة، من (9)(ح وحدثنا أبو غريب) محمد بن العلاء الهمداني الكوفي (حَدَّثَنَا) محمد (بن بشر) بن الفرافصة العبدي الكوفي، ثقة، من (9)(جميعًا) أي كل من وكيع وابن بشر رويا (عن مسعر) بن كدام بن ظهير بن عبيدة الهلالي أبي سلمة الكوفي، ثقة، من (7) روى عنه في (9) أبواب ت (153) وليس في مسلم من اسمه مسعر إلَّا هذا الثقة (ح وحدثنا عبيد الله بن معاذ) بن معاذ العنبري البصري ثقة، من (10) روى عنه في (9) أبواب (حَدَّثَنَا أبي) معاذ بن معاذ بن حسان التميمي العنبري، ثقة، من (9) روى عنه في (11) بابا (ح وحدثنا محمد بن المثنى) العنزي البصري (حَدَّثَنَا محمد بن جعفر) الهذلي مولاهم أبو عبد الله المدني ربيب شعبة، ثقة، من (9) (تالا): أي قال معاذ بن معاذ

ص: 61

حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. كِلَاهُمَا عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيرٍ، عَنْ جُنْدَبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، بِمِثْلِهِ.

5816 -

(2264)(19) حدَّثنا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، (يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِيَّ)، عَنْ أَبِي حَازِمٍ. قَال: سَمِعْتُ سَهْلًا يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ. مَنْ وَرَدَ شَرِبَ. وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ؛ أَبَدًا

ــ

ومحمد بن جعفر (حَدَّثَنَا شعبة) بن الحجاج بن الورد العتكي أبو بسطام البصري، ثقة إمام أئمة الجرح والتعديل، من (7) روى عنه في (30) بابا (كلاهما) أي كل من مسعر وشعبة رويا (عن عبد الملك بن عمير عن جندب) بن عبد الله رضي الله عنه (عن النبي صلى الله عليه وسلم وساقا (بمثله) أي ساق مسعر بن كدام وشعبة بن الحجاح بمثله أي بمثل حديث زائد بن قدامة، غرضه بسوق هذه الأسانيد بيان متابعة مسعر وشعبة لزائدة بن قدامة في رواية هذا الحديث عن عبد الملك بن عمير.

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث جندب بحديث سهل بن سعد رضي الله تعالى عنهما فقال:

5816 -

(2264)(19)(حَدَّثَنَا قتيبة بن سعيد حَدَّثَنَا يعقوب يعني ابن عبد الرحمن) بن محمد بن عبد الله (القاري) نسبة إلى قارة قبيلة من العرب المدني، ثقة، من (8) روى عنه في (8) أبواب (عن أبي حازم) سلمة بن دينار الأعرج التمار المدني، ثقة، من (5) روى عنه في (12) بابا (قال) أبو حازم:(سمعت سهلًا) بن سعد بن مالك بن خالد الأنصاري الخزرجي الساعدي أبا العباس المدني، الصحابي المشهور رضي الله تعالى عنه، له ولأبيه صحبة، له (188) حديثًا كما مر، قال أبو نعيم: مات سنة (91) له (150) سنة، روى عنه في (5) أبواب. وغذا السند من رباعياته حالة كون سهل (يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أنا فرطكم) أي سابقكم منتظرًا لكم (على الحوض) المصرّح باسمه وصفته وشرابه وآنيته في الأحاديث الكثيرة الشهيرة التي يحصل بمجموعها العلم القطعي واليقين التواتري (من ورد) هـ (شرب) منه يعني أن الممنوع من شربه إنما هو من لم يرد عليه من الذين ذبُّوا عنه، وأما من ورد فإنه يشرب منه (ومن شرب) منه (لم يظمأ) أي لم يعطش (أبدًا) أي مدة حياته الأبدية التي لا موت

ص: 62

وَلَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي. ثُمَّ يُحَالُ بَينِي وَبَينَهُمْ".

قَال أَبُو حَازِمٍ: فَسَمِعَ النَّعْمَانُ بْنُ أَبِي عَيَّاشِ وَأَنَا أُحدَّثُهُمْ هَذَا الْحَدِيثَ. فَقَال: هَكذَا سَمِعْتَ سَهْلًا يَقُولُ؟ قَال: فَقُلْتُ: نَعَمْ

ــ

بعدها من الظمأ وهو مهموز ومقصور كما ورد به في القرآن وهو العطش يقال: ظمئ من باب فرح يظمأ ظمأ فهو ظمآن وهم ظماء بالمد كعطش يعطش عطشًا فهو عطشان وهم عطاش، قال القاضي: ظاهر هذا الحديث أن الشرب منه يكون بعد الحساب والنجاة فهذا هو الَّذي لا يظمأ بعده اهـ نووي.

يعني أنَّه لا يتحمل بعد ذلك أذى العطش وعناءه أما الشهوة إلى الشراب التي تُورث لذة في الشرب فالظاهر أنها غير منتفية من أهل الجنّة والله أعلم، وقيل: إنه لا يشرب منه إلَّا من لا يدخل النار لكن قال القاضي عياض: ظاهر الحديث أن الأمة كلها تشرب منه إلَّا من ارتد ثم من يدخل النار بعد الشرب فيحتمل أنَّه لا يُعذّب فيها بالعطش بل بغيره وهذا كما قيل: إن الأمة كلها تأخذ كتبها بأيمانها ثمّ يعاقب الله تعالى من شاء منهم، وقيل: إنما يأخذ كتابه بيمينه الناجون (و) الله الَّذي لا إله غيره (ليردن) أي لياتين (عليّ) على الحوض (أقوام أعرفهم) في الدنيا بأسمائهم وذواتهم (ويعرفوني) هم حاصله أن رجالًا من أمته صلى الله عليه وسلم يحاولون الورود على الحوض فيُمنعون من ذلك فيعرفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويريد أن يدعوهم إلى الحوض ويسمح لهم بالشرب منه ولكن يقال له عند ذلك إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك من الأعمال السيئة فيتبرأ منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلًا لهم "سحقًا سحقًا" أي بعدًا وطردًا (ثم) بعدما وردوا علي (يُحال) ويُحجر (بيني وبينهم، قال أبو حازم: فسمع النعمان بن أبي عياش) زيد بن الصامت الأنصاري الزرقي، ثقة، من (4) روى عنه في (3) أبواب (وأنا أحدِّثهم هذا الحديث فقال) لي النعمان:(هكذا سمعت) يا أبا حازم (سهلًا) بن سعد (يقول قال) أبو حازم: (فقلت): لِلنُّعْمَانِ (نعم) سمعت سهلًا يقول هكذا.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في الرقاق باب في الحوض [6583]، وفي الفتن باب ما جاء في قوله تعالى:{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ} [7050].

ص: 63

5817 -

(2265)(20) قَال: وَأَنَا أَشْهَدُ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ لَسَمِعْتُهُ يَزِيدُ فَيَقُولُ: "إِنَّهُمْ مِنِّي. فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ. فَأَقُولُ: سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ بَدَّلَ بَعْدِي"

ــ

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث جندب بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنهما فقال:

5817 -

(2265)(20)(قال) النعمان بن أبي عياش بالسند السابق أعني سند أبي حازم (وأنا أشهد) وأقسم (على أبي سعيد الخدري) سعد بن مالك والله (لسمعته) أي لسمعت أبا سعيد (يزيد) على حديث سهل الَّذي منه لفظة (فيقول) النبي صلى الله عليه وسلم: ثم يحال بيني وبينهم فأقول للملائكة: لا تدفعوهم ولا تطردوهم (إنهم) أي إن هؤلاء الذين طردتموهم (مني) أي من أمتي (فيقال) لي من الله أو من جهة الملائكة لا تقل يا محمد إنهم مني فـ (إنك) يا محمد (لا تدري) ولا تعلم (ما عملوا) وأحدثوا (بعدك) أي بعد وفاتك من الارتداد والتبديل، قال النبي صلى الله عليه وسلم:(فأقول) للملائكة: اطردوهم (سحقًا سحقًا) أي بُعدًا بُعدًا عن رحمة الله وعن الحوض (لمن بدل) وغيّر وارتد عن ديني (بعدي) أي بعد وفاتي فإنهم ليسوا مني، وقوله:(سحقًا سحقًا) بضم السين وسكون الحاء منصوب على المفعولية المطلقة بعامل محذوف وجوبًا لنيابته عنه أي سحقه الله سحقًا وأبعدهم بعدًا، والتكرار فيه للتأكيد، والسحيق البعيد كما في التنزيل، واختلف العلماء في هؤلاء من هم؛ فقال بعضهم: إنهم الذين ارتدوا على عهد أبي بكر رضي الله تعالى عنه فقاتلهم أبو بكر، وقال بعضهم: إنهم المنافقون الذين كانوا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم: هم أصحاب الكبائر والبدع الذين ماتوا على الإسلام وإنما يُمنعون من الحوض أولًا عقوبة لهم ثم يُرحمون والصحيح منها القول الأول والله أعلم.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أعني حديث أبي سعيد البخاري كما في تحفة الأشراف.

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث سهل بن سعد وحديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنهما فقال:

ص: 64

5818 -

(00)(00) وحدَّثنا هَارُونُ بن سَعِيدٍ الأَيلِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَن سَهْلٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وَعَنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، بِمِثْلِ حَدِيثِ يَعْقُوبَ.

5819 -

(2266)(21) وحدَّثنا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضِّبِّيُّ. حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ،

ــ

5818 -

(00)(00)(وحدثنا هارون بن سعيد) بن الهيثم التميمي (الأيلي) نزيل مصر، ثقة، من (10) روى عنه في (9) أبواب (حَدَّثَنَا) عبد الله (بن وهب) بن مسلم القرشي المصري، ثقة، من (9) روى عنه في (13) بابا (أخبرني أسامة) بن زيد الليثي مولاهم المدني، صدوق، من (7) روى عنه في (8) أبواب (عن أبي حازم عن سهل) بن سعد الساعدي رضي الله تعالى عنهما (عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة أسامة بن زيد ليعقوب بن عبد الرحمن، وقوله: (وعن النعمان بن أبي عياش) معطوف على قوله عن أبي حازم أي حَدَّثَنَا هارون عن ابن وهب عن أسامة عن النعمان بن أبي عياش (عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم وساق أسامة بن زيد بالسندين (بمثل حديث بعقوب) بن عبد الرحمن عن أبي حازم وعن النعمان بن أبي عياش.

ثم استدل المؤلف رحمه الله تعالى على الجزء الثاني من الترجمة بحديث عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنهما فقال:

5819 -

(2266)(21)(وحدثنا داود بن عمرو) بن زهير بن عمرو بن جميل بالجيم المفتوحة، وقيل بالحاء المهملة المضمومة (الضِبِّيُّ) بكسر المعجمة المُسَيِّبِيُّ أبو سليمان البغدادي مات ببغداد في ربيع الأول سنة - (228) ثمان وعشرين ومائتين، روى عن نافع بن عمر في دلائل النبوة وحماد بن زيد وأبي معشر، ويروي عنه (م) حديثين و (ث) والفضل بن سهل وابن ناجية والبغوي، قال ابن قانع: ثقة ثبت، وقال أبو حاتم وأبو زرعة: منكر الحديث، وقال في التقريب: ثقة، من (10)(حَدَّثَنَا نافع بن عمر) بن عبد الله بن جميل (الجمحي) المكي، قال أحمد: ثقة ثبت صحيح الكتاب، وقال ابن

ص: 65

عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيكَةَ. قَال: قَال عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "حَوْضِي مَسِيرَةُ شَهْرٍ. وَزَوَايَاهُ سَوَاءٌ. وَمَاؤُهُ أَبْيَضُ مِنَ الْوَرِقِ

ــ

سعد: كان ثقة قليل الحديث، وقال في التقريب: ثقة ثبت، من كبار (7) مات سنة (169) روى عنه في (2) بابين في الأحكام والفضائل (عن) عبد الله بن عبيد الله (بن أبي مليكة) زهير بن عبد الله بن جدعان التيمي أبي بكر المكي، ثقة، من (3) روى عنه في (20) بابا (قال) ابن أبي مليكة:(قال عبد الله بن عمرو بن العاه) بن وائل القرشي السهمي أحد السابقين إلى الإسلام وأحد العبادلة الفقهاء رضي الله تعالى عنهما. وهذا السند من رباعياته (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سعة (حوضي) قدر مسافة (مسيرة شهر وزواياه) أي أركانه وجوانبه الأربعة (سواء) أي مستويات.

قال العلماء: معناه طوله كعرضه كما قال في حديث أبي ذر الآتي عرضه مثل طوله اهـ نووي؛ يعني أركانه معتدلة أي أن ما بين الأركان متساوٍ فهو معتدل التربيع اهـ مفهم. قال القاضي عياض: الزوايا الأركان فهو مربع مستوي الأضلاع لأن تساوي الزوايا تدل على تساوي الأضلاع، قال بعضهم: وهذا يدل على معرفته صلى الله عليه وسلم بسائر العلوم لأن هذا من علم الهندسة والتكسير والحساب وهو كما قال في الآخر طوله وعرضه سواء اهـ. قال الأبي: الزوايا هي الكائن بين خطين قام أحدهما على الآخر تنقسم إلى محدبة ومنفرجة قيل وكون زواياه سواء لا يدل على تساوي الأضلاع لولا قوله في الآخر طوله كعرضه وعلى ذلك فمسيرة الشهر لكل واحد من طوله وعرضه اهـ أبي.

(وماؤه) وماء حوضي (أبيض) أي أشد بياضًا (من الورق) بكسر الراء أي من الفضة ووقع في رواية سعيد بن أبي مريم عند البخاري أبيض من اللبن وكلاهما متقاربان لأن المقصود بيان شدة بياضه، ثم قال المازري: مقتضى كلام النحاة أن يقال أشد بياضًا لأن اسم التفضيلى كفعل التعجب لا يُصاغ مما يدل على الألوان أو العيب كسود وحمر وبيض وعور ولا من الفعل الَّذي وصفه على وزن أفعل كسود أو أسود وعور فهو أعور إلَّا أن يقال هنا جاء على الشذوذ والقياس أن يقال هو أشد بياضًا من الورق، وقال الحافظ في الفتح [11/ 472] ويحتمل أن يكون ما هنا من تصرف الرواة فقد وقع في رواية أبي ذر عند مسلم بلفظ أشد بياضًا من اللبن، وكذا لابن مسعود عند أحمد، وكذا

ص: 66

وَرِيحُهُ أَطْيَبُ مِنَ الْمِسْكِ. وَكِيزَانُهُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَا يَظمَأُ بَعْدَهُ أَبَدًا.

5820 -

(2267)(22) قَال: وَقَالتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ:

ــ

لأبي أمامة عند ابن أبي عاصم اهـ (وريحه أطيب من المسك) وسيأتي في حديث أبي ذر وثوبان (وأحلى من العسل) وجاء في حديث ابن عمر عند الترمذي (وماؤه أشد بردًا من الثلج) هذا ملخص ما في فتح الباري (وكيزانه كنجوم السماء) كثرة، والكيزان بكسر الكاف جمع الكوز بضم الكاف والمراد بيان كثرة عددها، قال النووي: والمختار الصواب أن هذا العدد للآنية على ظاهره وأنها أكثر عددًا من نجوم السماء ولا مانع عقليًا ولا شرعيًّا يمنع من ذلك ولا يعد كذبًا لأنه من قول الصادق المصدوق (فمن شرب منه فلا يظمأ بعده) أي بعد شربه (أبدًا) أي لم يعطش آخر ما عليه، وقد وقع هذا التعبير في صحيح مسلم برقم [2305] والمعنى حينئذِ لا يظمأ ما دام في الموقف للحساب اهـ من هامش المفهم، وظاهر هذا وغيره من الأحاديث أن الورود على هذا الحوض والشرب منه إنما يكون بعد النجاة من النار وأهوال القيامة لأن الوصول إلى ذلك المحل الشريف والشرب منه والوصول إلى موضع يكون فيه النبي صلى الله عليه وسلم ولا يُمنع منه من أعظم الإكرام وأجل الأنعام ومن انتهى إلى مثل هذا كيف يُعاد إلى حساب أو يذوق بعد ذلك تنكيل خزي وعذاب فالقول بذلك أوهى من السراب اهـ من المفهم.

ولو أخر المؤلف هذا الحديث إلى أواخر الباب إلى موضع يذكر فيه أحاديث وردت في بيان قدره وصفاته لكان أنسب وأوضح.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري أخرجه في الرقاق باب في الحوض برقم [6579].

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثالثًا لحديث جندب بحديث أسماء رضي الله عنهما فقال:

5820 -

(2267)(22)(قال) ابن أبي مليكة بالسند السابق في حديث ابن عمرو فالحديث موصول سنده وقوله: (وقالت أسماء بنت أبي بكر) الصديق رضي الله تعالى عنهما معطوف على قوله: (قال عبد الله بن عمرو) فسند هذا الحديث أيضًا من رباعياته

ص: 67

قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي عَلَى الْحَوْضِ حَتَّى أَنْظُرَ مَنْ يَرِدُ عَلَيَّ مِنْكُم. وَسَيُؤْخَذُ أُنَاسٌ دُونِي، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، مِنِّي وَمِنْ أُمَّتِي. فَيُقَالُ: أَمَا شَعَرْتَ مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ؟ وَاللهِ مَا بَرِحُوا بَعْدَكَ يَرْجِعُونَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ".

قَال: فَكَانَ ابْنُ أَبِي مُلَيكَةَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نَرْجِعَ عَلَى أَعْقَابِنَا أَوْ أَنْ نُفْتَنَ عَنْ دِينِنَا

ــ

(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني) واقف (على الحوض حتَّى أنظر) أي لكي أنظر (من يرد عليّ منكم) على الحوض (وسيؤخذ) ويدفع ويرد (أناس) من أمتي من (دوني) قبل الوصول إليَّ أي تدفعه الملائكة (فأقول يا رب) هؤلاء (مني) أي من أهل ديني (ومن أمتي) أي ومن أتباعي فينبغي أن يسمح لهم بالورود على الحوض (فيقال) لي: (أما شعرت) وعلمت يا محمد (ما عملوا) وأحدثوا (بعدك) أي بعد وفاتك (والله) نقسم لك يا محمد (ما برحوا) أي ما زال هؤلاء الذين دفعناهم عن الحوض (بعدك) أي بعد وفاتك وفراقك أي ما زالوا (يرجعون) بعدك عن دينهم الَّذي تركتهم عليه (على أعقابهم) أي على أدبارهم مرتدين فهم ليسوا من أمتك (قال) نافع بن عمر بالسند السابق (فكان) عبد الله (بن أبي مليكة يقول) بعدما حَدَّثَنَا هذا الحديث (اللهم إنا نعوذ) ونلوذ (بك) ونلتجئ إليك من (أن نرجع) ونرتد (على أعقابنا) وأدبارنا ونكفر بك وبنبيك محمد صلى الله عليه وسلم (أو) قال ابن أبي مليكة: اللهم إنا نعوذ بك من (أن نفتن) بالشرك والمعاصي (عن ديننا) الَّذي ارتضيته لنا دين الإسلام، والشك فيما قاله ابن أبي مليكة من نافع ابن عمر.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري أخرجه في الرقاق برقم [6593] من طريق سعيد بن أبي مريم عن نافع بن عمر قال: حدثني ابن أبي مليكة عن أسماء، وأخرجه أيضًا في الفتن باب قول الله تعالى:{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} برقم [7541]، من طريق علي بن عبد الله حَدَّثَنَا بشر بن اليسري حَدَّثَنَا نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة قال: قالت أسماء إلخ فذكر الحديث والله أعلم.

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى رابعًا لحديث حندب بحديث عائشة رضي الله تعالى عنها فقال:

ص: 68

5821 -

(2268)(23) وحدَّثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ. حَدَّثَنَا يَحْيَى بن سُلَيمٍ، عَنِ ابْنِ خُثَيمٍ، عَنْ عَبدِ اللهِ بنِ عُبَيدِ اللهِ بنِ أَبِي مُلَيكَةَ؛ أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ، وَهُوَ بَينَ ظَهْرَانَي أَصحَابِهِ: "إِنِّي عَلَى الْحَوْضِ. أَنْتَظِرُ مَنْ يَرِدُ عَلَى مِنْكُمْ. فَوَاللهِ لَيُقْتَطَعَنَّ دُوني

ــ

5821 -

(2268)(23)(وحدثنا) محمد بن يحيى (بن أبي عمر) العدني المكي (حَدَّثَنَا يحيى بن سليم) مصغرًا القرشي مولاهم الخراز بمعجمة ثم مهملة ثم زاي آخره الحذاء أبو محمد الطائفي المكي، وإنما قيل له الطائفي لأنه كان يختلف إليها، روى عن عبد الله بن عثمان بن خشيم في الفضائل، وإسماعيل بن أمية وإسماعيل بن كثير وابن جريج والثوري وعمران القصير وجماعة، ويروي عنه (ع) وابن أبي عمر ووكيع والشافعي وابن المبارك وأبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق وغيرهم، قال ابن معين وابن سعد: ثقة، وقال أبو حاتم: شيخ صالح محله الصدق، ولم يكن بالحافظ يكتب حديثه ولا يحتج به، وقال النسائي: ليس به بأس وهو منكر الحديث عن عبد الله بن عمرو، وقال في التقريب: صدوق سيئ الحفظ، من التاسعة، مات سنة (193) ثلاث وتسعين ومائة بمكة، وله في البخاري فرد حديث (عن) عبد الله بن عثمان (بن خثم) بالمعجمة والمثلثة مصغرًا القاري من القارة حلفاء بني زهرة أبي عثمان المكي، روى عن ابن أبي مليكة في دلائل النبوة، وصفية بنت شيبة وأبي الطفيل، ويروي عنه (م عم) ويحيى بن سليم والسفيانان وبشر بن المفضل، وثقه ابن معين والعجلي وابن سعد، وقال في التقريب: صدوق، من الخامسة، مات سنة (132) اثنتين وثلاثين ومائة (عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة) زهير بن جدعان التيمي المكي، ثقة، من (3) (أنَّه) أي أن ابن أبي مليكة (سمع عائشة) رضي الله تعالى عنها. وهذا السند من خماسياته (تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو) أي والحال أنَّه صلى الله عليه وسلم جالس (بين ظهراني أصحابه) أي وسطهم ولفظ ظهراني بصيغة التثنية مقحم أو لتأكيد معنى بين (إني) واقف (على الحوض) يوم القيامة، حالة كوني (أنتظر) وأرقب (من يرد) ويأتي (علي منكم) أيتها الأمة (فوالله) أي فأقسم لكم بالإله الَّذي لا إله غيره (ليقتطعن) بالبناء للمجهول أي ليدفعن ويمنعن (دوني) وقبل الوصول إلى حوضي أي في أدنى مكان مني اهـ مبارق

ص: 69

رِجَالٌ. فَلأقُولَنَّ: أَي رَبِّ، مِنِّي وَمِنْ أُمَّتِي. فَيَقُولُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ. مَا زَالُوا يَرْجِعُونَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ".

5822 -

(2269)(24) وحدَّثني يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّدَفِيُّ. أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، (وَهُوَ ابْنُ الْحَارِثِ)، أَنَّ بُكَيرًا حدَّثَهُ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبَّاس الْهَاشِمِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ رَافِعٍ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ أَنَّهَا قَالتْ: كُنْتُ أَسْمَعُ النَّاسَ يَذْكُرُونَ الْحَوْضَ. وَلَمْ أَسْمَعْ ذلِكَ

ــ

(رجال) أعرفهم ويعرفوني كما في الرواية الأخرى (فـ) والله (لأقولن أي رب) أي يا رب هؤلاء الرجال المدفوعون عني (مني) أي من أهل ديني (ومن أمتي) أي ومن أتباعي (فيقول) الله عز وجل (إنك) يا محمد (لا تدري) ولا تعلم (ما عملوا بعدك) أي بعد وفاتك لأنهم (ما زالوا يرجعون على أعقابهم) أي على أدبارهم وهو عبارة عن ارتدادهم أعم من أن يكون من الأعمال الصالحة إلى السيئة أو من الإسلام إلى الكفر اهـ مبارق.

ولم يشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحد من أصحاب الأمهات الخمس.

ثم استشهد المؤلف خامسًا لحديث جندب بحديث أم سلمة رضي الله تعالى عنهما فقال:

5822 -

(2269)(24)(وحدثني يونس بن عبد الأعلى) بن ميسرة بن حفص (الصدفي) أبو موسى المصري، ثقة، من (15) روى عنه في (4) أبواب (أخبرنا عبد الله بن وهب) بن مسلم القرشي المصري، ثقة، من (9)(أخبرني عمرو وهو ابن الحارث) بن يعقوب الأنصاري المصري، ثقة، من (7) روى عنه في (13) بابا (أن بكيرًا) بن عبد الله بن الأشج المخزومي المدني ثم المصري، ثقة، من (5) روى عنه في (13) بابا (حدَّثه) أي حدَّث لعمرو بن الحارث (عن القاسم بن عباس) بن محمد بن معتب بمثناة بن أبي لهب (الهاشمي) أبي العباس المدني، ثقة، من (6) روى عنه في (2) بابين الصوم ودلائل النبوة (عن عبد الله بن رافع) المخزومي مولاهم (مولى أم سلمة) ثقة، من (3) روى عنه في (4) أبواب (عن أم سلمة) هند بنت أبي أمية المخزومية (زوج النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله تعالى عنها. وهذا السند من سباعياته (أنها) أي أن أم سلمة (قالت: كنت أسمع الناس) كثيرًا (يذكرون الحوض) فيما بينهم (ولم أسمع) أنا (ذلك)

ص: 70

مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَلَمَّا كَانَ يَوْمًا مِن ذَلِكَ. وَالْجَارِيةُ تَمْشُطُنِي. فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "أَيُّهَا النَّاسُ" فَقُلْتُ لِلْجَارَيةِ: اسْتَأْخِرِي عَنِّي. قَالتْ: إِنَّمَا دَعَا الرِّجَال وَلَمْ يَدْعُ النِّسَاءَ. فَقُلْتُ: إِنِّي مِنَ النَّاسِ

ــ

أي ذكر الحوض (من رسول الله صلى الله عليه وسلم قط (فلما كان) رسول الله صلى الله عليه وسلم (يومًا) أي في يوم كان (من ذلك) اليوم الَّذي كان نوبتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم (والجارية) أي والحال أن جاريتي وأمتي (تمشطني) من باب نصر أي تسرّح لي شعري، والجملة الإسمية حال مقدمة على صاحبها وهو تاء المتكلم من سمعت، والفاء في قوله:(فسمعت) زائدة في جواب لما أي فلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم من أيام نوبتي سمعت (رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول) على المنبر كما في الرواية الآتية والحال أن الجارية تُسرّح لي شعري (أيها الناس فقلت للجارية: استأخري) أي تأخري (عني) واتركي مشط شعري لأستمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما أمرت الجارية بالكف عن الامتشاط لكي يمكن لها الإصغاء إلى خطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (قالت) الجارية:(إنما دعا) رسول الله صلى الله عليه وسلم ونادى (الرجال) بقوله أيها الناس (ولم يدع) لم يناد (النساء) لأن لفظ الناس إنما يُطلق على الرجال فقط (فقلت) للجارية: (إني من الناس) الذين ناداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن لفظ الناس يُطلق على النساء كما يُطلق على الرجال فليس خاصًّا بالرجال، قال النووي: لم يختلف في دخول النساء في الخطاب بالناس وإنما اختلف في دخولهن في خطاب المذكور ومذهبنا عدم دخولهن في خطاب المذكور، قال الأبي: وذلك كالخطاب بالمسلمين والمؤمنين، والمختار عدم دخولهن في خطاب المذكور بدليل قوله تعالى:{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} إذ لو دخلن لم يحسن العطف ولا يحتج على عدم الدخول بقول الجارية إذ ليست من أهل اللسان العربي اهـ أبي.

وفي قول أم سلمة: (إني من الناس) دلالة على كمال عقل أم سلمة رضي الله تعالى عنها ووفور علمها وفرط اشتياقها إلى استماع كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وحب مطاوعتها لأمر النبي صلى الله عليه وسلم فإن قوله أيها الناس متضمن للأمر

ص: 71

فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي لَكُمْ فَرَطٌ عَلَى الْحَوْضِ. فَإِيَّايَ لَا يَأْتِيَنَّ أَحَدُكُمْ فَيُذَبُّ عَنِّي كَمَا يُذَبُّ الْبَعِيرُ الضَّالُّ. فَأَقُولُ: فِيمَ هَذَا؟ فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ. فَأَقُولُ: سُحْقًا"

ــ

بالاستماع وكانت تعرف أم سلمة أنَّه كلما خاطب القرآن أو رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الصيغة فإن النساء يدخلن في الخطاب كما يدخل الرجال فبادرت إلى مطاوعة الأمر والاستماع إلى قوله صلى الله عليه وسلم وإنما قالت أم سلمة: إني من الناس لأن الناس اسم جنس مأخوذ من النسيان كما قال الشاعر:

وما سُمي الإنسان إلَّا لنسيه

وما القلب إلَّا أنَّه يتقلب

(فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لكم) أيتها الأمة المحمدية (فرط) أي كالفارط المهيئ للقافلة مصالحهم على الماء منتظرًا لكم (على الحوض) وقوله: (فإياي) مفعول مقدم لقوله: (لا يأتين أحدكم) لإفادة الحصر، والمعنى إني فرط لكم على الحوض فلا يأتين أحدكم إياي عند الحوض (فيذب) أي فيدفع (عني) بالرفع على الاستئناف أي فهو يذب ويدفع عني، وبالنصب بأن مضمرة على جعل الفاء عاطفة سببية على جملة النهي، والتقدير لا يكن إتيان أحدكم إياي فذبه عني، والكاف في قوله:(كما يذب) ويطرد (البعير الضال) أي الغريب الَّذي ليس معه صاحبه، وما مصدرية أي فيذب أحدكم ذبًا كذب البعير الضال عن الماء لئلا يشرب مع الإبل التي معها صاحبها، وقوله:(فأقول): أنا على الوجهين معطوف على قوله: (فيذب عني) فأقول أنا للملائكة بسبب ذبه وطرده (فيم هذا) الذب والدفع للواردين على لشرب الحوض فإنهم من أمتي، ولفظ في سببية وم اسم استفهام للاستفهام الإنكاري في محل الجر بفي بكسرة مقدرة على الألف المحذوفة فرقًا بينها وبين ما الموصولة، والجار والمجرور خبر مقدم، واسم الإشارة مبتدأ مؤخر أي هذا الدفع والذب للواردين علي باي سبب فإنهم مني (فيقال) لي من جهة الله أو من جهة الملائكة في جواب استفهامي لا تستغرب يا محمد هذا الذب والطرد لهم فـ (إنك لا تدري) ولا تعلم (ما أحدثوا) وابتدعوا (بعدك) أي بعد وفاتك لأنهم ارتدوا عن دينك ورجعوا على أعقابهم (فأقول) عندئذٍ: سحقهم الله (سحقًا) وبُعدًا وطردهم من رحمته طردًا.

حديث أم سلمة رضي الله تعالى عنها هذا انفرد به الإمام مسلم رحمه الله تعالى أيضًا عن أصحاب الأمهات الخمس.

ص: 72

5823 -

(00)(00) وحدَّثني أَبُو مَعْنٍ الرَّقَاشِيُّ وَأَبُو بَكرِ بن نَافِعٍ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيدٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، (وَهُوَ عَبْدُ المَلِكِ بن عَمْرٍو)، حَدَّثَنَا أَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بن رَافِعٍ. قَال: كَانَتْ أُمُّ سَلَمَةَ تُحدِّثُ؛ أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ، عَلَى الْمِنْبَرِ، وَهِيَ تَمْتَشِطُ:"أَيُّهَا النَّاسُ" فَقَالت لِمَاشِطَتِهَا: كُفِّي رَأْسِي، بِنَحو حَدِيثِ بُكَيرٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبَّاسٍ

ــ

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أم سلمة رضي الله تعالى عنها فقال:

5823 -

(00)(00)(وحدثني أبو معن الرقاشي) زيد بن يزيد الثقفي البصري، ثقة، من (11) روى عنه في (6) أبواب (وأبو بكر) محمد بن أحمد (بن نافع) العبدي البصري، صدوق، من (10) روى عنه في (9) أبواب (وعبد بن حميد) بن نصر الكسي إمام حافظ، ثقة، من (11) روى عنه في (12) بابا (قالوا) أي قال كل من الثلاثة (حَدَّثَنَا أبو عامر وهو عبد الملك بن عمرو) القيسي العقدي بفتح المهملة والقاف البصري، ثقة، من (9) روى عنه في (9) أبواب (حَدَّثَنَا أفلح بن سعيد) الأنصاري المدني أبو محمد القبائي بضم القاف نسبة إلى قباء موضع معروف بالمدينة، وبه المسجد الَّذي أسس على التقوى كما قيل، روى عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة في دلائل النبوة وصفة النار، ومحمد بن كعب وجماعة، ويروي عنه (م س) وأبو عامر العقدي وابن المبارك، وثقه ابن معين، وقال النسائي: ليس به بأس، وقال أبو حاتم: شيخ صالح الحديث، وقال ابن حبان؛ يروي عن الثقات الموضوعات لا يحل الاحتجاج به ولا الرواية عنه، وقال في التقريب: صدوق، مات سنة (156) ست وخمسين ومائة، من السابعة (حَدَّثَنَا عبد الله بن رافع) المخزومي مولاهم مولى أبي سلمة المدني، ثقة، من (3) وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة أفلح بن سعيد القاسم بن عباس (قال) عبد الله بن رافع: كانت أم سلمة تحدّث أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر وهي) أي والحال أنها (تمتشط) أي تُسرّح شعرها بواسطة الجارية أي سمعته صلى الله عليه وسلم يقول: (أيها الناس فقالت لماشطتها: كفي رأسي) أي اجمعي شعر رأسي وضمي بعضه إلى بعض واربطيه لي لئلا ينتشر فيشوشني عن استماع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وساق أفلح بن سعيد (بنحو حديث القاسم بن عباس) وفي أغلب النسخ

ص: 73

5824 -

(2270)(25) حدَّثَنا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا لَيثٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيرِ، عَن عُفبَةَ بْنِ عَامِرٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يَوْمًا فَصَلَّى عَلَى أَهْلِ أُحُدٍ صَلاتَهُ عَلَى الْمَيِّتِ. ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْمِنْبَرِ. فَقَال: "إِنِّي فَرَطٌ لَكُمْ، وَأَنا شَهِيدٌ عَلَيكُمْ،

ــ

(بنحو حديث بكير عن القاسم بن عباس) وهو تحريف من النساخ لأن بكيرًا لم يرو عن محمد بن رافع بل عن القاسم بن عباس فالقاسم ليس مذكورًا في هذا السند.

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى سادسًا لحديث جندب بن عبد الله بحديث عقبة بن عامر رضي الله تعالى عنهما فقال:

5824 -

(2270)(25)(حَدَّثَنَا قتيبة بن سعيد حَدَّثَنَا ليث) بن سعد الفهمي المصري (عن يزيد بن أبي حبيب) سويد مولى شريك بن الطفيل الأزدي المصري، ثقة، من (5) روى عنه في (11) بابا (عن أبي الخير) مرثد بن عبد الله الحميري اليزني المصري، ثقة، من (3) روى عنه في (9) أبواب (عن عقبة بن عامر) الجهني الصحابي المشهور رضي الله عنه، روى عنه في (3) أبواب. وهذا السند من خماسياته (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يومًا) إلى البقيع (فصلى) أي دعا (على أهل أحد) أي لأهل أحد وشهداءه (صلاته على الميت) أي دعاء كدعائه للميت يعني دعا لهم بدعاء الموتى وكأنه صلى الله عليه وسلم كان قد استقبل القبلة ودعا لهم واستغفر لهم وهذا كما فعل حيث أمره الله تعالى أن يستغفر لأهل البقيع فقام عليهم ليلًا واستغفر لهم ثم انصرف كما تقدم في الجنائز اهـ من المفهم، قال المازري: أي دعا لهم بمثل دعاء الميت لا يُحتج به للصلاة على الشهيد إذ لم يكن هذا عند قتلهم ودفنهم، وتقدم الكلام عليه في الجنائز، قال الأبي: أُخذ منه الصلاة على الشهيد وهو قول قيل، والجواب بأن المراد بالصلاة الدعاء خلاف الظاهر لأن الصلاة على الميت حقيقة شرعية فيُحمل عليها اهـ (ثم) بعدما دعا لهم (انصرف) أي رجع (إلى المنبر فقال) لمن عنده:(إني فرط) أي سابق مهيئ (لكم) أي لمصالحكم على الحوض (وأنا شهيد عليكم) أشهد عليكم بأعمالكم فكأنه باق معهم بل يبقى بعدهم حتَّى يشهد بأعمال آخرهم لأن أعمالهم تعرض عليه كل يوم الإثنين كما في الحديث الآخر، وفي حديث ابن مسعود عند البزار بإسناد جيد رفعه "حياتي خير لكم ووفاتي خير لكم تُعرض عليَّ أعمالكم فما رأيت من خير

ص: 74

وَإِنِّي، وَاللهِ، لأَنْظُرُ إِلَى حَوْضِيَ الآنَ، وَإِنِّي قَد أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الأَزضِ، أَوْ مَفَاتِيحَ الأَرْضِ. وَإِنِّي، وَاللهِ، مَا أَخَافُ عَلَيكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي، وَلكِنْ أَخَافُ عَلَيكُمْ أَنْ تَتَنَافَسُوا فِيهَا"

ــ

حمدت الله تعالى عليه وما رأيت من شر استغفرت الله تعالى لكم" كذا في القسطلاني اهـ دهني (وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن) قال العيني: هو على ظاهره وكأنه كشف له عنه في تلك الحالة، وقال النووي: هذا تصريح بأن الحوض حوض حقيقي على ظاهره وأنه مخلوق موجود اليوم، وفيه جواز الحلف من غير استحلاف لتفخيم الشيء وتوكيده اهـ (واني قد أُعطيت) ومُلكت من جهة الله تعالى (مفاتيح خزائن الأرض) كلها، قال النووي: هكذا في جميع النسخ مفاتيح بالياء، قال القاضي: ورُوي مفاتح بحذفها فمن أثبتها فهو جمع مفتاح ومن حذفها فجمع مفتح وهما لغتان فيه، وفي هذا الحديث معجزات لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإن معناه الإخبار بأن أمته تملك خزائن الأرض وزخارفها وقد وقع ذلك وأنها لا ترتد جملة وقد عصمها الله تعالى من ذلك وأنها تتنافس في الدنيا وقد وقع ذلك اهـ عند افتتاح كنوز كسرى وقيصر، قال القرطبي: معناه أي بُشر بفتح البلاد وإظهار الدين وإعلاء كلمة المسلمين وتمليكه جميع ما كان في أيدي ملوكها من الصفراء والبيضاء والنفائش والذخائر فقد ملكه الله ديارهم ورقابهم وأراضيهم وأموالهم كل ذلك وفاء بمضمون قوله تعالى: {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [التوبة: 33] اهـ من المفهم (أو) قال: (مفاتيح الأرض) بلا ذكر لفظ خزائن، والشك من الراوي أو ممن دونه (واني والله ما أخاف عليكم) أيتها الأمة (أن تشركوا) بالله شيئًا جملة (بعدي) أي بعد وفاتي (ولكن أخاف عليكم أن) تُبسط عليكم الدنيا فـ (تتنافسوا) وترغبوا (فيها) أي في الدنيا وتعرضوا عن دينكم خدمة لها يعني أن الأمة المحمدية على صاحبها أفضل الصلوات والصلات وأزكى التحيات لن ترتد عن الإسلام جملة، وأما ارتداد بعض الآحاد أو الجماعات فلا ينافيه هذا الخبر، وذكر الأبي احتمالًا آخر وهو أن يكون الخبر متعلقًا بالمخاطب في ذلك الوقت فقط، وقوله:(أن تتنافسوا فيها) أي في خزائن الأرض أو في الدنيا فإنها ربما يُضمر لها بدون ذكر. والحاصل أن النبي صلى الله عليه وسلم حذر الأمة عن التنافس في الدنيا لأنه أكثر ما يسبب بين الناس التباغض والتحاسد ويورث العداوة والشحناء ويجرهم إلى فساد

ص: 75

5825 -

(00)(00) وحدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى. حَدَّثَنَا وَهبٌ، (يَعْنِي ابْنَ جَرِيرٍ)، حَدَّثَنَا أَبِي. قَال: سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَيُّوبُ يُحدَّثُ، عَن يَزِيدَ بنِ أَبِي حَبِيبٍ،

ــ

الأخلاق والأعمال ولم يُحرّم رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ الكنوز والاستمتاع بها لأن المال الحاصل بالوجه الحلال من جملة نعم الله تعالى ولكنه حذّر من الانهماك في طلب الأموال الَّذي ربما يؤدي إلى طلبها من غير وجهها والى التحاسد فيما بين المسلمين فالممنوع هو الانهماك في حبها وطلبها من طرق محظورة لا الحصول عليها بطرق شرعية وبما أن الإكثار من المال ربما يؤدي إلى هذه المفاسد فالاقتصار على قدر الحاجة أولى والله أعلم. ونقل عياض في المدارك عن يحيى بن يحيى أنَّه قال: طلب الدنيا من وجهها من الزهد فيها وفي الحديث: "نعم مطية المؤمن هي عليها يبلغ الخبر وبها ينجو من الشر" اهـ أبي.

قوله: (خزائن الأرض) قال في نسيم الرياض: الخزائن جمع خزينة أو خزانة وهي ما يُدّخر فيه المال والأمور النفيسة لتحفظها والمراد ما في الأرض من الكنوز والأموال فإما أن يكون رأى في رؤيا نومه ملك الرؤيا وضع في يده مفاتيح حقيقة، وقال له هذه مفاتيح خزائن الأرض أرسلها الله إليك، ورؤيا الأنبياء وحي تقع بعينها تارة ويُعبّر بما يحكيها أخرى، وظاهر تعبيره أن أمته تملك الأرض ويجبى لهم أموالها إلخ.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [4/ 149]، والبخاري في مواضع كثيرة منها باب ما يُحذر من زهرة الدنيا والتنافى فيها [6426]، وأبو داود [3223]، والنسائي [4/ 61].

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه فقال:

5825 -

(00)(00)(وحدثنا محمد بن المثنى حَدَّثَنَا وهب يعني ابن جرير) بن حازم بن زيد بن عبد الله الأزدي أبو العباس البصري، ثقة، من (9) روى عنه في (7) أبواب (حَدَّثَنَا أبي) جرير بن حازم أبو النضر البصري، ثقة، من (6) روى عنه في (19) بابا (قال) جرير:(سمعت يحيى بن أيوب) الغافقي بمعجمة ثم فاء بعد الألف ثم قاف أبا العباس المصري، صدوق، من (17) روى عنه في (7) أبواب، حالة كون يحيى (يحدّث عن بزبد بن أبي حببب) سويد الأزدي المصري عالمها، ثقة، من (5)

ص: 76

عَنْ مَرْثَدٍ، عَنْ عُقبَةَ بنِ عَامِرٍ. قَال: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَتْلَى أُحُدٍ. ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَر كَالْمُوَدِّع لِلأَحْيَاءِ وَالأَمْوَاتِ. فَقَال: "إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَإِنَّ عَرْضَهُ كَمَا بَينَ أَيلَةَ إِلَى الْجُحْفَةِ،

ــ

روى عنه في (11) بابا (عن مرثد) بن عبد الله اليزني المصري، ثقة، من (3) روى عنه في (9) أبواب (عن عقبة بن عامر) رضي الله تعالى عنه. وهذا السند من سباعياته، غرضه بيان متابعة يحيى بن أيوب لليث بن سعد (قال) عقبة بن عامر:(صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتلى أحد) وشهداءه أي دعا لهم دعاء الميت (ثم) رجع إلى المسجد و (صعد المنبر كالمودّع للأحياء والأموات) قال النووي: معناه خرج إلى قتلى أحد ودعا لهم دعاء موح ثم دخل المدينة فصعد المنبر فخطب الأحياء خطبة مودِّع اهـ كما قال النواس بن سمعان قلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودّع؟ وفيه معنى المعجزة اهـ.

قال الحافظ في الفتح [7/ 349] وتوديع الأحياء ظاهر لأن سياقه يُشعر بأن ذلك كان في آخر حياته صلى الله عليه وسلم، وأما توديع الأموات فيُحتمل أن يكون الصحابي أراد بذلك انقطاع زيارته الأموات بجسده لأنه بعد موته وإن كان حيًّا فهي حياة أخروية لا تشبه حياة الدنيا والله أعلم.

ويحتمل أن يكون المراد بتوديع الأموات ما أشار إليه في حديث عائشة من الاستغفار لأهل البقيع (فقال) معطوف على صعد المنبر (إني فرطكم) ومنتظركم (على الحوض و (إن عرضه) بفتح العين وسكون الراء أي وإن سعته، وأما العرض بضم العين وسكون الراء فهو أحد الأبعاض الثلاثة الطول والعرض والعمق في مساحة الشيء كما يذكره الفقهاء في باب القلتين من الماء نقلًا عن كتب المساحة فالطول هناك الامتداد المفروض أولًا والعُرض المفروض ثانيًا والعمق ثالثًا راجع كتبهم أي قدر سعته من كل الجهات (كما بين أيلة) أي مثل مسافة ما بين أيلة وما يليها (إلى الجحفة) أي لو كان في الدنيا يكون قدر ذلك قدره بذلك تقريبًا إلى أفهام المخاطبين كأنهم يعرفون مسافة ما بينهما. قال النووي:(وأيلة) مدينة معروفة في طرف الشام على ساحل البحر متوسطة بين مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم ودمشق مصر بينها وبين المدينة نحو خمس عشرة مرحلة وبينها وبين دمشق نحو ثنتي عشرة مرحلة وبينها وبين مصر نحو ثمان مراحل، قال

ص: 77

إِنِّي لَسْتُ أَخشَى عَلَيكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي، وَلَكِنِّي أَخْشَى عَلَيكُمُ الدُّنْيَا أَن تَنَافَسُوا فِيهَا، وَتَقْتَتِلُوا، فَتَهْلِكُوا، كمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ".

قَال عُقْبَةُ: فَكَانَتْ آخِرَ مَا رَأَيتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ

ــ

الحازمي: قيل هي آخر الحجاز وأول الشام (والجحفة) هي بنحو سبع مراحل من المدينة بينها وبين مكة اهـ. قال القرطبي: وقد اختلفت الألفاظ الدالة على مقدار الحوض كما هو مبين في الروايات المذكورة في مسلم وقد ظن بعض القاصرين أن ذلك اضطراب في الحديث يوجب ضعفه فلا يكون حجة في إثبات الحوض وليس كذلك وإنما تحدَّث النبي صلى الله عليه وسلم بحديث الحوض مرات عديدة وذوفيها تلك الألفاظ المختلفة إشعارًا بأن ذلك تقدير لا تحقيق وكلها تفيد أنَّه كبير متسع متباعد الجوانب والزوايا ولعل سبب ذكره للجهات المختلفة في تقدير الحوض أن ذلك إنما كان بحسب من حضره ممن يعرف تلك الجهات فيخاطب كل قوم بالجهة التي يعرفونها والله أعلم، وهذا الجواب في الجمع بينها أوضح وأولى مما ذكره الحافظ في الفتح.

(إني لست أخشى) وأخاف (عليكم أن تشركوا بعدي ولكن أخشى عليكم الدنيا) أي فتنتها، وقوله:(أن تنافسوا فيها) بدل اشتمال من الدنيا (وتقتتلوا) عليها (فتهلكوا كما هلك من كان قبلكم) من الأمم السابقة (قال عقبة) بن عامر بالسند السابق (فكانت) رؤيتي تلك (آخر ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر) أي آخر رؤيتي إياه على المنبر، وما مصدرية في قوله آخر ما رأيت والله أعلم.

قال القرطبي: قوله: (إني لست أخشى عليكم أن تشركوا بعدي) يعني أنَّه أمن على جملة أصحابه أن يبدّلوا دين الإسلام بدين الشرك ولا يلزم من ذلك أن لا يقع ذلك من آحاد منهم فإن الخبر عن الجملة لا يلزم صدقه على كل واحد من آحادها دائمًا لأنه من باب الكل لا من الكلية كيف لا؟ وهو الَّذي أخبر بأن منهم من يرتد بعد موته صلى الله عليه وسلم كما جاء نصًّا في غير ما موضع من أحاديث الحوض وغيرها، وقد ظهر في الوجود ردة كثير ممن صحب النبي صلى الله عليه وسلم وصلى معه وجاهد ثم كفر بعد موته، وقد تقدم قول ابن إسحاق وحكايته أنَّه لم يبق بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم مسجد من مساجد المسلمين إلَّا كان في أهله ردة إلَّا ما كان من ثلاثة مساجد وقتال أبي

ص: 78

5826 -

(2271)(26) حدَّثنا أَبُو بَكْرٍ بْنُ أَبِي شَيبَةَ وَأَبُو كُرَيبٍ وَابْنُ نُمَيرٍ. قَالُوا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاويةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ. وَلأُنَازِعَنَّ أَقْوَامًا ثُمَّ

ــ

بكر رضي الله عنه لأهل الردة معلوم متواتر وإذا كان كذلك فيتعين حمل هذا الحديث على ما ذكرناه.

ويحتمل أن يكون هذا خبرًا عن خصوص أصحابه الذين أعلمه الله تعالى بمآل حالهم وأنهم لا في الون على هدي الإسلام وشرعه إلى أن يلقوا الله ورسوله على هديه إذ قد شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لكثير منهم بذلك وشوهدت استقامة أحوالهم حتَّى توفاهم الله تعالى عليه.

ويحتمل أن يحمل هذا الخبر على جميع الأمة فيكون معناه الإخبار عن دوام الدين واتصال ظهوره إلى قيام الساعة وأنه لا ينقطع بغلبة الشرك على جميع أهله ولا بارتدادهم كما شهد بذلك الكتاب والسنة وإجماع الأمة، والأول أظهر من الحديث اهـ من المفهم.

قوله: (ولكني أخشى أن تنافسوا فيها وتقتتلوا فتهلكوا) هذا الَّذي توقعه النبي صلى الله عليه وسلم هو الَّذي وقع بعده فعمت الفتن وعظمت المحن ولم ينج منها إلَّا من عُصم ولا يزال الهرج إلى يوم القيامة فنسأل الله تعالى عاقبة خير وسلامة اهـ منه.

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى سابعًا لحديث جندب بحديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنهما فقال:

5826 -

(2271)(26)(حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو غريب و) محمد بن عبد الله (بن نمير قالوا: حَدَّثَنَا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق) بن سلمة الأسدي أبي وائل الكوفي، ثقة مخضرم، من (2) روى عنه في (9) أبواب، مات في خلافة عمر بن عبد العزيز، وله (100) مائة سنة (عن عبد الله) بن مسعود الهذلي الكوفي رضي الله تعالى عنه. وهذا السند من خماسياته، ومن لطائفه أن رجاله كلهم كوفيون (قال) عبد الله:(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا فرطكم على الحوض ولأنازعن أقوامًا) أي ولأدافعن وأخاصمن الملائكة عن أقوام ذبتهم الملائكة عن الحوض أي أنازع فيهم وأحتج لهم في المسامحة بورود الحوض ولكني أكون مغلوبًا بعد ذلك كما قال (ثم) بعد

ص: 79

لأُغْلَبَنَّ عَلَيهِمْ. فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، أَصْحَابِي، أَصْحَابِي. فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ".

5827 -

(00)(00) وحدَّثناه عُثمَانُ بن أَبِي شَيبَةَ وإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَن جَرِيرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، بِهَذَا الإِسْنَادِ. وَلَمْ يَذكُرْ "أَصْحَابِي، أَصْحَابِي"

ــ

منازعتي عنهم (لأغلبن) أنا بالبناء للمجهول (عليهم) أي على منازعتي لهم ومخاصمتي مع الملائكة لأجلهم أي لغلبتني الملائكة في المخاصمة بإقامة الحجة علي، وقوله:(فأقول): أنا في المخاصمة لهم تفسير للمنازعة معطوف على قوله لأنازعن أبي فأقول: (يا رب) هؤلاء المطرودون عن الحوض هم (أصحابي أصحابي) وأتباعي (فيقال) لي في إقامة الحجة علي هذا راجع إلى الغلبة (أنك) يا محمد (لا تدري) ولا تعلم (ما أحدثوا) وابتدعوا (بعدك) أي بعد وفاتك فإنهم ارتدوا عن الأعمال الصالحة أو عن الإسلام.

والأصحاب جمع صاحب بمعنى الصحابي، قال الأبي: والصحابي عند المحدثين وبعض الأصوليين من رآه وهو مسلم، ويعرف كونه صحابيأ بالتواتر كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله عليهم أجمعين، وبالاستفاضة وبقول صحابي غيره أنَّه صحابي وبقوله على نفسه إني صحابي إذا كان عدلًا والصحابة كلهم عدول رضي الله عنهم مطلقًا بظاهر الكتاب والسنة وإجماع من يُعتد بإجماعه وهم في الفضل متفاوتون على ما سيأتي في بابهم إن شاء الله تعالى اهـ منه.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في الرقاق باب في الحوض [6575]، وفي الفتن [7049].

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث ابن مسعود رضي الله عنه فقال:

5827 -

(00)(00)(وحدثناه عثمان بن أبي شيبة) أخو أبي بكر أكبر منه بسنتين العبسي الكوفي (وإسحاق بن إبراهيم) الحنظلي المروزي (عن جرير) بن عبد الحميد بن قرط الضبي الكوفي، ثقة، من (8) روى عنه في (16) بابا (عن الأعمش بهذا الإسناد) يعني عن شقيق عن عبد الله، غرضه بيان متابعة جرير لأبي معاوية (و) لكن (لم يذكر) جرير لفظة (أصحابي أصحابي).

ص: 80

5828 -

(00)(00) حدَّثنا عُثمَانُ بن أَبِي شَيبَةَ وَإِسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيمَ. كِلَاهُمَا عَن جَرِيرٍ. ح وَحدَّثَنَا ابْنُ المُثَنَّى. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بن جَعْفَرٍ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. جَمِيعًا عَنْ مُغِيرَةَ، عَن أَبِي وَائِلٍ، عَن عَبْدِ اللهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. بِنَحْو حَدِيثِ الأَعْمَشِ. وَفِي حَدِيثِ شُعْبَةَ، عَن مُغِيرَةَ: سَمِعْتُ أَبَا وَائِلٍ.

5829 -

(2272)(27) وحدَّثناه سَعِيدُ بن عَمْرٍو الأَشْعَثِيُّ، أَخبَرَنَا عَبْثَرُ. ح وَحدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بن أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيلٍ، كِلَاهُمَا عَن حُصَينٍ، عَن أَبِي وَائِلٍ، عَن حُذَيفَةَ،

ــ

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث ابن مسعود رضي الله عنه فقال:

5828 -

(00)(00)(حَدَّثَنَا عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم كلاهما عن جرير) بن عبد الحميد (ح وحدثنا ابن المثنى حَدَّثَنَا محمد بن جعفر) المعروف بغندر (حَدَّثَنَا شعبة جميعًا) أي كل من جرير وشعبة رويا (عن مغيرة) بن مقسم الضبي الكوفي، ثقة، من (6) روى عنه في (8) أبواب (عن أبي وائل) شقيق بن سلمة الأسدي الكوفي (عن عبد الله) بن مسعود رضي الله تعالى عنه (عن النبي صلى الله عليه وسلم غرضه بيان متابعة مغيرة بن مقسم للأعمش، وساق مغيرة (بنحو حديث الأعمش و) لكن (في حديث شعبة) وروايته (عن منيرة) لفظة (سمعت أبا وائل).

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثامنًا لحديث جندب بحديث حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنهما فقال:

5829 -

(2272)(27)(وحدثناه) أي حَدَّثَنَا لفظ هذا الحديث السابق لا حديث ابن مسعود لأن الحديث الآتي لحذيفة بن اليمان رضي الله عنه (سعيد بن عمرو) بن سهل الكندي (الأشعثي) أبو عثمان الكوفي، ثقة، من (10) روى عنه في (5) أبواب (أخبرنا عبثر) بن القاسم الزبيدي أبو زبيد الكوفي، ثقة، من (8) روى عنه في (8) أبواب (ح وحدثنا أبو بكر ابن أبي ضيبة حَدَّثَنَا) محمد (بن فضيل) بن غزوان الضبي الكوفي، صدوق، من (9) روى عنه في (20) بابا (كلاهما) أي كل من عبثر وابن فضيل رويا (عن حصين) بن عبد الرحمن السلمي الكوفي، ثقة، من (5) روى عنه في (10) أبواب (عن أبي وائل) شقيق بن سلمة الأسدي الكوفي (عن حديفة) بن اليمان رضي الله عنه

ص: 81

عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، نَحْوَ حَدِيثِ الأَعْمَشِ وَمُغِيرَةَ.

5830 -

(2273)(28) حدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَزِيعٍ. حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَن مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ حَارِثَةَ؛ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَال:"حَوْضُهُ مَا بَينَ صَنْعَاءَ وَالْمَدِينَةِ"

ــ

(عن النبي صلى الله عليه وسلم وساق حصين بن عبد الرحمن عن أبي وائل (نحو حديث الأعمش ومغيرة) غرضه بسوق هذين السندين بيان متابعة حصين للأعمش ومغيرة، ولكنها متابعة في الشاهد وهي نادرة في كلامه وحديث حذيفة هذا لم أره في البخاري، وقد مر حديثه في الحوض عند المؤلف في الطهارة وبسياق مخالف لسياق حديث ابن مسعود راجع له في باب استحباب إطالة الغرة من صحيح مسلم، وأخرجه ابن ماجة أيضًا في الزهد في باب ذكر الحوض [4357].

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى لحديث عبد الله بن عمرو بن العاص الَّذي استدل به على الجزء الثاني من الترجمة بحديث حارثة بن وهب الخزاعي رضي الله عنهم ولو أخر حديث عبد الله بن عمرو إلى هنا لكان أنسب فقال:

5830 -

(273 2)(28)(حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع) بفتح الموحدة وكسر الزاي أبو عبد الله البصري، ثقة، من (10) روى عنه في (5) أبواب (حَدَّثَنَا) محمد (بن) إبراهيم (أبي عدي) السلمي مولاهم أبو عمرو البصري، ثقة، من (9) روى عنه في (7) أبواب (عن شعبة) بن الحجاج بن الورد العتكي أبي بسطام البصري، ثقة إمام، من (7) روى عنه في (30) بابا (عن معبد بن خالد) بن مرير بمهملتين مصغرًا الجدلي نسبة إلى جديلة قيس الكوفي القاص، ثقة، من (3) روى عنه في (4) أبواب (عن حارثة) بن وهب الخزاعي الكوفي الصحابي المشهور رضي الله عنه، روى عنه في (3) أبواب، وليس في مسلم من اسمه حارثة إلَّا هذا الصحابي الجليل. وهذا السند من خماسياته (أنَّه) أي أن حارثة بن وهب (سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال) أي حالة كون النبي صلى الله عليه وسلم يقول:(حوضه) أي سعة حوضه صلى الله عليه وسلم قدر مسافة (ما بين صنعاء) اليمن (و) بين (المدينة) المنورة. وقال الأبي: صنعاء من بلاد اليمن وبالشام صنعاء أخرى لكن المراد بها هنا صنعاء اليمن وقد جاء في الآخر ما بين أيلة وصنعاء اليمن قاله القاضي اهـ. وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري أخرجه في الرقاق باب في

ص: 82

فَقَال لَهُ الْمُسْتَوْرِدُ: ألَمْ تَسْمَعْهُ قَال: "الأَوَانِي"؟ قَال: لَا. فَقَال الْمُسْتَوْرِدُ: "تُرَى فِيهِ الآنِيَةُ مِثْلَ الْكَواكِبِ".

5831 -

(00)(00) وحدَّثني إِبْراهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ. حدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ،

ــ

الحوض [6591](فقال له) أي لحارثة بن وهب (المستورد) بضم الميم وسكون السين وفتح التاء وسكون الواو وكسر الراء وهو ابن شداد بن عمرو القرشي الفهري الكوفي، صحابي بن صحابي، شهد فتح مصر وسكن الكوفة، ومات بالإسكندرية سنة (45) خمس وأربعين رضي الله عنه، له سبعة أحاديث، انفرد له (م) بحديثين، روى عن أبيه وعن النبي صلى الله عليه وسلم، ويروي عنه المؤلف في (4) أبواب، وأبو عبد الرحمن الحبلي وجبير بن نفير وقيس بن أبي حازم ووقاص بن ربيعة وعبد الكريم بن الحارث وغيرهم.

أي فقال المستورد لحارثة: (ألم تسمعه) بهمزة الاستفهام التقريري أي ألم تسمع يا حارثة رسول الله صلى الله عليه وسلم (قال) أي ذكر (الأواني) أي أواني الحوض التي يُشرب بها الحوض أي ذكرها مع ذكر الحوض حين سمعت حديث الحوض منه والأواني جمع آنية، والانية جمع إناء وهي جمع الجمع لكونها على صيغة منتهى الجموع (قال) الحارثة للمستورد:(لا) أي لم أسمعه ذكر الأواني بل إنما سمعت منه صلى الله عليه وسلم ذكر الحوض فقط (فقال المستورد) للحارثة: أنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الحوض كما ذكرته ويقول أيضًا: (تُرى) بالبناء للمفعول وهي بصرية أي ترى (فيه) أي في الحوض أي ترى (الآنية) في حافتي الحوض حالة كونها (مثل الكواكب) أي مثل النجوم في الكثرة.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث المستورد هذا البخاري وليس به في البخاري إلَّا هذا الحديث كذا في فتح الباري [11/ 475].

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث حارثة بن وهب رضي الله عنه فقال:

5831 -

(00)(00)(وحدثني إبراهيم بن محمد بن عرعرة) بمهملات السامي بمهملة نسبة إلى سامة بن لؤي بن غالب القرشي أبو إسحاق البغدادي، ثقة، من (10) روى عنه في (6) أبواب (حَدَّثَنَا حرمي بن عمارة) بن أبي حفصة نابت، ويقال: ثابت

ص: 83

حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَعْبَدِ بنِ خَالِدٍ؛ أَنهُ سَمِعَ حَارِثَةَ بنَ وَهْبٍ الْخُزَاعِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ، وَذَكَرَ الْحَوْضَ. بمِثْلِهِ. وَلَمْ يَذكُرْ قَوْلَ الْمُسْتَوْرِدِ وَقَوْلَهُ.

5832 -

(2274)(29) حدَّثنا أَبُو الرَّبِيعِ الزَّهْرَانِيُّ وَأَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ. قَالا: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، (وَهُوَ ابْنُ زَيدٍ)، حَدَّثَنَا أيوبُ، عَن نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ. قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَمَامَكُمْ حَوْضًا، مَا بَينَ نَاحِيَتَيهِ كَمَا بَينَ جَرْبَا وَأَذْرُحَ"

ــ

العتكي مولاهم، أبو روح البصري، صدوق، من (9) روى عنه في (3) أبواب (حَدَّثَنَا شعبة) بن الحجاج (عن معبد بن خالد) بن مرير الجدلي الكوفي (أنَّه سمع حارثة بن وهب الخزاعي) رضي الله عنه (يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول): وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة حرمي بن عمارة لابن أبي عدي (وذكر) حرمي بن عمارة (الحوض) وساق حرمي في ذكر الحوض (بمثله) أي بمثل ما ذكر ابن أبي عدي في الحوض يعني قوله:"حوضه ما بين صنعاء والمدينة"(و) لكن (لم يذكر) حرمي بن عمارة في روايته (قول المستورد) أي سؤال المستورد لحارثة بقوله: ألم تسمعه قال الأواني: (و) لم يذكر أيضًا حرمي بن عمارة (قوله) أي قول حارثة بن وهب وجوابه للمستورد بقوله: (لا) أي لم أصمعه صلى الله عليه وسلم يذكر الأواني.

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثانيًا لحديث عبد الله بن عمرو بن العاص بحديث عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهم فقال:

5832 -

(2274)(29)(حَدَّثَنَا أبو الربيع الزهراني) سليمان بن داود البصري (وأبو كامل الجحدري) فضيل بن حسين البصري (قالا: حَدَّثَنَا حماد وهو ابن زيد) بن درهم الأزدي البصري، ثقة، من (8)(حَدَّثَنَا أيوب) بن أبي تميمة كيسان العنزي البصري، ثقة، من (5) روى عنه في (17) بابا (عن نافع) العدوي مولاهم مولى أبي عمر المدني، ثقة، من (3) روى عنه في (12) بابا (عن ابن عمر) رضي الله تعالى عنهما. وهذا السند من خماسياته (قال) ابن عمر:(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أمامكم) أي قدامكم في الآخرة (حوضًا) لي (ما بين ناحيتيه) أي قدر بُعد ما بين جانبيه أي طرفيه طولًا وعرضًا (كما) أي كقدر بعد ما (بين جربا وأذرح) قال القرطبي: قوله بين جربا

ص: 84

5833 -

(00)(00) حدَّثنا زُهَيرُ بن حَربٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ المُثَنَّى وَعُبَيدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ. قَالُوا: حَدَّثَنَا يَحْيَى، (وَهُوَ الْقَطانُ)، عَن عُبَيدِ اللهِ. أَخْبَرَنِي نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال:"إِنَّ أَمَامَكُمْ حَوْضًا كَمَا بَينَ جَرْبَا وَأَذْرُحَ". وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ المُثَنَّى "حَوْضِي"

ــ

صحيح الرواية فيه بفتح الجيم وسكون الراء والمد، وقد وقع عند بعض رواة البخاري جربا بالقصر وهو خطأ (وأذرح) بفتح الهمزة وذال معجمة ساكنة وراء مضمومة وحاء مهملة وهو الصواب، ووقع في رواية العذري بالجيم وهو خطأ وقد فسرهما الراوي قريبًا في الصحيح بأنهما قريتان من قرى الثام بينهما مسيرة ثلاثة أيام وقال ابن وضاح: في أذرح إنها فلسطين وهذا يدل على صحة ما قلناه من أنَّه صلى الله عليه وسلم كان يقدّر الحوض لكل طائفة بما كانت تعرف من مسافات مواضعها فيقول: هذا لأهل الشام ويقول لأهل اليمن من صنعاء إلى عدن وتارة أخرى يقذره بالزمان فيقول: مسيرة شهر كما مر في حديث عبد الله بن عمرو اهـ من المفهم.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [2/ 21]، والبخاري في الرقاق باب في الحوض [6577]، وأبو داود في السنة باب في الحوض [4745].

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما فقال:

5833 -

(00)(00)(حَدَّثَنَا زهير بن حرب ومحمد بن المثنى وعبيد الله بن سعيد) بن يحيى اليشكري مولاهم أبو قدامة النيسابوري، ثقة، من (10) روى عنه في (8) أبواب:(قالوا) أي قال كل من الثلاثة: (حَدَّثَنَا يحيى) بن سعيد بن فروخ التميمي البصري (وهو القطان) ثقة، من (9)(عن عبيد الله) بن عمر بن حفص بن عاصم العدوي المدني، ثقة، من (5) قال:(أخبرني نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة عبيد الله بن عمر لأيوب السختياني (قال) النبي صلى الله عليه وسلم: (إن إمامكم) أي قدامكم أيتها الأمة (حوضًا) لي (كما بين جربا وأذرح وفي رواية ابن المثنى حوضي) بإضافته إلى ياء المتكلم.

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما فقال:

ص: 85

5834 -

(00)(00) وحدَّثنا ابْنُ نُمَيرٍ. حَدَّثَنَا أَبِي. ح وَحدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بن أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ. قَالا: حَدَّثَنَا عُبَيدُ اللهِ، بِهَذَا الإِسْنَادِ، مِثلَهُ. وَزَادَ: قَال عُبَيدُ اللهِ: فَسَأَلْتُهُ فَقَال: قَرْيَتَينِ بِالشَّأمِ، بَينَهُمَا مَسِيرَةُ ثَلَاثِ لَيَالٍ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ بِشْرٍ: ثَلاثَةِ أَيَّامٍ.

5835 -

(00)(00) وحدَّثني سُوَيدُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا حَفْصُ بن مَيسَرَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ،

ــ

5834 -

(00)(00)(وحدثنا) محمد بن عبد الله (بن نمير) الهمداني الكوفي (حَدَّثَنَا أبي) عبد الله بن نمير، ثقة، من (9) روى عنه في (17) بابا (ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حَدَّثَنَا محمد بن بشر) بن الفرافصة العبدي الكوفي، ثقة، من (9) روى عنه في (10) أبواب، كلاهما (قالا): أي كل من عبد الله بن نمير ومحمد بن بشر قالا: (حَدَّثَنَا عبيد الله) بن عمر بن حفص، غرضه بسوق هذين السندين بيان متابعتهما ليحيى القطان (بهذا الإسناد) يعني عن نافع عن ابن عمر وساقا (مثله) أي مثل ما روى يحيى القطان عن عبيد الله (و) لكن (زادا) أي زاد عبد الله بن نمير ومحمد بن بشر على يحيى القطان لفظة (قال) لنا (عبيد الله) بن عمر (فسألته) أي فسألت نافعًا عن معنى ما بين جربا وأذرح (فقال) لي نافع: يعني النبي صلى الله عليه وسلم بجربا وأذرح (قريتين بالشام بينهما مسيرة) أي مسافة سير (ثلاث ليال، وفي حديث ابن بشر) وروايته بينهما مسيرة (ثلاثة أيام) والمعنى واحد، وفي أغلب النسخ (وزاد) بلا ألف التثنية أي زاد الراوي الَّذي هو هما.

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثالثًا في حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما فقال:

5835 -

(00)(00)(وحدثني سويد بن سعيد) بن سهل الهروي الأصل أبو محمد الحدثاني، صدوق، من (10) روى عنه في (7) أبواب (حَدَّثَنَا حفص بن ميسرة) العقيلي مصغرًا نسبة إلى عقيل بن كعب أبو عمر الصنعاني ثم العسقلاني، ثقة، من (8) روى عنه في (10) أبواب (عن موسى بن عقبة) بن أبي عياش الأسدي مولاهم أبي محمد المدني، ثقة، من (5) روى عنه في (10) أبواب (عن نافع عن ابن عمر) رضي الله تعالى عنهما

ص: 86

عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، بِمِثْلِ حَدِيثِ عُبَيدِ اللهِ.

5836 -

(00)(00) وحدَّثني حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ. حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال:"إِنَّ أَمَامَكُمْ حَوْضًا كَمَا بَينَ جَرْبَا وَأَذْرُحَ، فِيهِ أَبَارِيقُ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، مَنْ وَرَدَهُ فَشَرِبَ مِنْهُ، لَمْ يَظمَأْ بَعْدَهَا أَبَدًا"

ــ

(عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل حديث عبيد الله) وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة موسى بن عقبة لعبيد الله بن عمر في الرواية عن نافع.

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة رابعًا في حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما فقال:

5836 -

(00)(00)(وحدثني حرملة بن يحيى) التجيبي المصري (حَدَّثَنَا عبد الله بن وهب) بن مسلم المصري (حدثني عمر بن محمد) بن زيد بن عبد الله بن عمر العمري المدني، ثقة، من (6) روى عنه في (10) أبواب (عن نافع عن عبد الله) بن عمر رضي الله تعالى عنهما. وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة عمر بن محمد لمن روى عن نافع (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أمامكم) في الآخرة (حوضًا) لي واسعًا بُعد مسافته (كـ) بُعد (ما بين جربا وأذرح فيه) أي في ذلك الحوض أي على جوانبه (أباريق) وكيزان كثرتها (كـ) كثرة (نجوم السماء من ورده) أي من ورد ذلك الحوض (فشرب منه لم يظمأ) أي لم يعطش (بعدها) أي بعد تلك الشربة (أبدًا) أي آخر ما عليه من الحياة ولفظ أبدًا كلمة موضوعة لاستغراق ما يستقبل من الزمان ضد قط ومثله عوض، قال القرطبي: له صلى الله عليه وسلم حوضان أحدهما في الموقف قبل الصراط، والثاني في الجنّة، وكلاهما يسمى كوثرًا، والكوثر في كلامهم الخير الكثير، ثم الصحيح أن الحوض قبل الميزان لأن الناس يخرجون عطاشًا من قبورهم فيُقدم الحوض قبل الميزان وكذا حياض الأنبياء في الموقف. (قلت) وفي الجامع "أن لكل نبي حوضًا وإنهم يتباهون أيهم أكثر وارده وإني أرجو أن أكون أكثرهم وارده" رواه الترمذي عن سمرة اهـ مرقاة، قوله:(من ورده فشرب منه) إلخ يعني أن الممنوع من شربه إنما هو من لم يرد عليه من الذين ذيدوا عنه، وأما من ورد فإنه يشرب منه قوله:(لم يظمأ) أي لم يعطش، وظاهر الحديث أن الأمة كلها تشرب منه إلَّا من ارتد ثم من يدخل منهم النار

ص: 87

5837 -

(2275)(30) وحدَّثنا أَبُو بَكْرٍ بْنُ أَبِي شَيبَةَ وإِسْحَاقُ بن إِبْرَاهِيمَ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ الْمَكِّيُّ -وَاللَّفظُ لابْنِ أَبِي شَيبَةَ- (قَال إِسحَاقُ: أَخبَرَنَا. وَقَال الآخَرَانِ: حَدَّثَنَا) عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ العَمِّيُّ، عَن أَبِي عِفرَانَ الجَوْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَن أَبِي ذَرٍّ، قَال: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا آنِيَةُ الْحَوْضِ؟ قَال: "وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لآنِيَتُهُ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ وَكَواكِبِهَا، أَلا فِي اللَّيلَةِ الْمُظلِمَة الْمُصْحِيَةِ،

ــ

بعد فيحتمل أن لا يُعذب فيها بالعطش بل بغيره، وقيل: لا يشرب منه إلَّا من قُدِّر له السلامة من النار اهـ من سنوسي.

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثالثًا لحديث عبد الله بن عمرو بحديث أبي ذر رضي الله عنهم فقال:

5837 -

(2275)(30)(وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم) الحنظلي المروزي (و) محمد بن يحيى (بن أبي عمر) العدني (المكي واللفظ لابن أبي شيبة قال إسحاق: أخبرنا وقال الآخران: حَدَّثَنَا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي) أبو عبد الله البصري، ثقة حافظ، من كبار (9) روى عنه في (4) أبواب (عن أبي عمران الجوني) عبد الملك بن حبيب الأزدي أو الكندي البصري، مشهور بكنيته، والجوني بفتح الجيم نسبة إلى جون بن عوف بطن من الأزد كما في اللباب، ثقة، من (4) روى عنه في (13) بابا (عن عبد الله بن الصامت) الغفاري البصري، ثقة، من (3) روى عنه في (5)(عن أبي ذر) الغفاري جندب بن جنادة المدني الربذي، الصحابي المشهور رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (قال) أبو ذر:(قلت: يا رسول الله ما آنية الحوض) أي كم الآنية التي يُشرب بها عن الحوض فما هو هنا سؤال عن القدر لا عن الحقيقة بدليل الجواب بقوله: (قال) لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والذي نفس محمد بيده) المقدسة (لآنيته) أي لآنية الحوض وكاساته التي يُشرب بها منه (كثر من عدد نجوم السماء) الصغار منها (وكواكبها) الكبار منها كالسبعة السيارة (ألا) بفتح الهمزة وتخفيف الميم حرف استفتاح وتنبيه أي انتبه واستمع ما أزيد لك في الكلام مما لا بد منه أي أكثر من نجوم السماء النيرة (في الليلة المظلمة) أي ذات الظلام التي لا قمر فيها لأن وجود القمر يستر كثيرًا من النجوم خصوصًا في الليالي المقمرة (المصحية) أي

ص: 88

آنِيَةُ الْجَنَّةِ مَنْ شَرِبَ مِنْهَا لَمْ يَظْمَأْ آخِرَ مَا عَلَيهِ، يَشْخُبُ فِيهِ مِيزَابَانِ مِنَ الْجَنَّةِ، مَنْ شَرِبَ مِنْهُ لَمْ يَظْمَأْ، عَرْضُهُ مِثلُ طُولِهِ، مَا بَينَ عَمَّانَ إِلَى أَيلَةَ. مَاؤُهُ

ــ

الخالية من السحاب والضباب لأن وجودهما يستر كل النجوم حتَّى القمر إذا عما السماء وغطاها (آنية الجنّة) بالرفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره هي أي آنية الحوض التي يُشرب بها منه هي آنية الجنّة ويصحبه رفعه على أنَّه مبتدأ أول، والخبر الجملة التي بعدها، وبالنصب على أنَّه مفعول لفعل تقديره أعني بها أي بآنية الحوض التي هي أكثر من نجوم السماء آنية الجنّة (من شرب منها) أي من تلك الآنية (لم يظمأ) أي لم يعطش (آخر ما عليه) من الحياة وهو بمعنى أبدًا المذكور في الرواية الأخرى لأن أهل الجنّة لا يموتون ولا يُخرجون منها أبدًا (يشخب) بضم الخاء المعجمة من الباب الأول كنصر أو بفتحها من الباب الثالث كذهب من الشخب وهو السيلان وأصله ما يخرج من تحت يد الحالب عند كل غمرة وعصرة لضرع الثاة أي يسيل وينصب (فيه) أي في الحوض (ميزابان من الجنّة) تثنية ميزاب وهو ما ينصب منه ماء المطر مثلًا من السطح لئلا يضره كميزاب الكعبة والميزاب المثعب بالمثلثة وهو فارسي معرب، قال الجوهري: وقد عُرِّب بالهمز وربما لم يُهمز يُجمع على مآزب إذا همزته وميازيب إذا لم يُهمز من وزب الشيء يزب وزوبًا من باب وعد إذا سال وانصب من فوق (من شرب منه) أي من الحوض (لم يظمأ) أي لم يعطش عطشًا يضره (عرضه) أي سعته عرضًا وهو الامتداد المفروض ثانيًا وهو أقصر الامتدادين في العادة (مثل طوله) أي مثل سعته طولًا وهو الامتداد المفروض أولًا وهو أطولهما في العادة، والحوض المخالف للعادة عرضه كطوله في السعة كما يعلم ذلك كله من مباحث فن المساحة لأن الجسم عندهم ما يقبل الانقسام في الأبعاض الثلاثة الطول والعرض والعمق بضم أوائلها، وقوله:(ما بين عمَّان) وحواليها (إلى أيلة) خبر ثان لعرضه إذا رفعنا مثل وخبر له إذا نصبناه أو خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أي قدر مسافته ما بين عثمان وأيلة (وعمَّان) ضبطه القاضي عياض بفتح العين وتشديد الميم وهو عثمان البلقاء عاصمة الأردن اليوم ولكن جزم الحافظ في الفتح بأنه عُمان بضم العين وتخفيف الميم وهو البلد المعروف بالخليج العربي اليوم الَّذي هو عَاصِمَتُهُ مُسْقَطُ وبذلك جزم البكري، ويظهر أنَّه الأصح لكون مسافة ما بين أيلة وعمان البلقاء قريبة بخلاف المسافة التي بينها وبين عثمان المسقط وأيلة بلدة معروفة على ساحل بحر الشام (ماؤه)

ص: 89

أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ".

5838 -

(2276)(31) حدَّثنا أَبُو غَسَّانَ الْمِسْمَعِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ، (وَأَلْفَاظُهُمْ مُتَقَارِبَةٌ)، قَالُوا: حَدَّثَنَا مُعَاذٌ، (وَهُوَ ابْنُ هِشَامٍ)، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيِّ، عَنْ ثَوْبَانَ؛

ــ

أي ماء الحوض في اللون (أشد بياضًا من اللبن و) في الذوق أحلى أي أشد حلاوة (من العسل).

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث الترمذي في باب ما جاء في أواني الحوض [2445].

[تتمة] قال الحازمي: قال ابن الأعرابي: يجوز أن يكون عثمان فعلان من عم يعم فلا ينصرف معرفة للعملية وزيادة الألف والنون، وينصرف نكرة لعدم إحدى العلتين، ويجوز أن يكون فعالًا من عمن يعمن من باب ذهب أو عمن يعمن من باب فرح أو عمن يعمن من باب ضرب يقال عمن بالمكان عمنًا إذا قام فيه فحينئذٍ ينصرف معرفة ونكرة إذا قصد به البلد والمعروف في روايات الحديث وغيرها ترك صرفها اهـ من النووي بزيادة.

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى رابعًا لحديث عبد الله بن عمرو بحديث ثوبان رضي الله عنهم فقال:

5838 -

(2276)(31)(حَدَّثَنَا أبو غسان المسمعي) مالك بن عبد الواحد البصري، ثقة، من (10) روى عنه في (10) أبواب ومحمد بن المثنى العنزي البصري (و) محمد (بن بشار) العبدي البصري المعروف ببندار (وألفاظهم متقاربة قالوا: حَدَّثَنَا معاذ وهو ابن هشام) الدستوائي البصري، صدوق، من (9) روى عنه في (5) أبواب (حدثني أبي) هشام بن أبي عبد الله سنبر الدستوائي الربعي البصري، ثقة، من (7) روى عنه في (8) أبواب (عن قتادة) بن دعامة بن قتادة السدوسي البصري الأكمه، ثقة، من (4) روى عنه في (25) بابا (عن سالم بن أبي الجعد) رافع الأشجعي الكوفي، ثقة، من (3) روى عنه في (7) أبواب (عن معدان بن أبي طلحة) ويقال ابن طلحة (اليعمري) الشامي، ثقة، من (2) روى عنه في (6) أبواب (عن ثوبان) بن بجدد مولى رسول الله

ص: 90

أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: "إِنِّي لَبِعُقْرِ حَوْضِي أَذُودُ النَّاسَ لأَهْلِ الْيَمَنِ. أَضْرِبُ بِعَصَايَ حَتَّى يَرْفَضَّ عَلَيهِمْ"،

ــ

صلى الله عليه وسلم رضي الله عنه أبو عبد الله الحمصي، روى عنه في (6) أبواب. وهذا السند من سباعياته (أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: إني لـ) قائم (بعقر) وطرف (حوضي) حالة كوني (أذود) وأطرد وأدفع (الناس) غير اليمنيين عن الحوض توسعة (لأهل اليمن) حتَّى يشربوا (والعقر) بضم العين وسكون القاف إذا أضيف إلى الحوض وهو موقف الإبل إذا وردته للشرب وقيل مؤخره، قال في النهاية: وعقر الحوض بالضم موضع الشاربة منه، وعقر الدار بفتح العين وسكون القاف أصلها ومعظمها ويُطلق العقر كالعقار على البناء المرتفع، قوله:(أذود الناس لأهل اليمن) قال القاضي عياض: يعني أنَّه يقدّم أهل اليمن في الشرب ويدفع عنه غيرهم حتَّى يشربوا إكرامًا لهم ومجازاة لتقدمهم على الناس في الإيمان، قال النووي: والأنصار من اليمن فيدفع غيرهم حتَّى يشربوا كما دفعوا في الدنيا عن النبي صلى الله عليه وسلم أعداءه والمكروهات (أضرب) الحوض (بعصاي) وأحركه أو أضر الناس غير أهل اليمن كما سيأتي عن القرطبي (حتَّى يرفض) الحوض ويسيل وينصب ماؤه (عليهم) أي على أهل اليمن يشربوا، قوله:(يرفض) بفتح الياء وسكون الراء وفتح الفاء وتشديد الضاد من الارفضاض وهو السيلان يعني أدفع الناس حتَّى يسيل الماء على أهل اليمن، قال أهل اللغة: أصل الارفضاض من الدمع يقال: ارفض الدمع من باب افعل كاحمرَّ إذا سال متفرقًا متتابعًا.

قال القرطبي: قوله: (إني لبعقر حوضي) هو بضم العين وسكون القاف وهو مؤخره حيث تقف الإبل إذا وردته وتسكن قافه وتضم فيقال عُقْر وعُقُر كعسر وعسر قاله في الصحاح وقال غيره: عقر الدار بفتح العين وقد تضم أصلها.

وقوله: (أذود الناس لأهل اليمن) يعني السابقين من أهل اليمن الذين نصره الله بهم في حياته وأظهر الدين بهم بعد وفاته، وقد تقدم أن المدينة من اليمن وأن أهلها أحق بهذا الإكرام من غيرهم لما ثبت لهم من سابق النصرة والأثرة ولذلك قال للأنصار:"اصبروا حتَّى تلقوني على الحوض" متفق عليه (وأذود) أي أدفع فكأنه يطرق لهم مبالغة في إكرامهم حتَّى يكونوا أول شارب كما يفعل بفقراء المهاجرين إذ ينطلق بهم إلى الجنّة

ص: 91

فَسُئِلَ عَنْ عَرْضِهِ فَقال: مِنْ مَقَامِي إِلَى عَمَّانَ". وَسُئِلَ عَن شَرَابِهِ فَقَال: وَأَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ. يَغُتُّ فِيهِ مِيزَابَانِ يَمُدَّانِهِ مِنَ الْجَنَّةِ أَحَدُهُمَا مِنْ ذَهَبٍ، وَالآخَرُ مِن وَرِقٍ"

ــ

فيدخلهم الجنّة قبل الناس كلهم كما قد ثبت في الأحاديث، ولا يظن أن النبي صلى الله عليه وسلم يلازم المقام عند الحوض دائمًا بل يكون عند الحوض تارة وعند الميزان أخرى وعند الصراط أخرى كما قد صح عنه أن رجلًا قال: أين أجدك يا رسول الله يوم القيامة؟ قال: "عند الحوض، فإن لم تجدني فعند الميزان، فإن لم تجدني فعند الصراط، فإني لا أخطئ هذه المواطن الثلاثة" رواه الترمذي [2433] وقال: حسن غريب وكأنه صلى الله عليه وسلم لا يفارق أصحابه ولا أمته في تلك الشدائد سعيًا في تخليصهم منها وشفقة عليهم صلى الله عليه وسلم ولا حال الله بيننا وبينه في تلك المواطن، قوله:(فأضرب بعصاي حتَّى يرفض) بفتح التحتانية لأنه خماسي من باب افعل كأحمر كما مر أي يضرب من أراد من الناس الشرب من الحوض قبل أهل اليمن ويدفعهم عنه حتَّى يصل أهل اليمن فيرفض الحوض عليهم أي يسيل يقال: ارفض الدمع إذا سال اهـ من المفهم.

(فسئل) رسول الله صلى الله عليه وسلم (عن عرضه) أي عن عرض الحوض ولم أر من ذكر اسم هذا السائل (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم في جواب السائل حوضي (من مقامي) هذا بضم الميم إن كان أقام الرباعي وبفتحها إن كان من قام الثلاثي وهو اللازم المتعين هنا كما هو معلوم في التصريف اسم مكان أي من موضع قيامي هذا يعني من المدينة (إلى عثمان) بفتح العين المهملة وتشديد الميم على وزن حسَّان قرية من عمل دمشق وهي من البلقاء، وقد جاء في الترمذي من عدن إلى عثمان البلقاء عاصمة الأردن (وسُئل) رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أر من ذكر هذا السائل أيضًا (عن) صفة (شرابه) أي شراب الحوض (فقال): هو (أشد بياضًا من اللبن وأحلى من العسل يغت) أي ينصب (فيه ميزابان يمدانه) أي يكثرانه (من الجنّة أحدهما من ذهب والآخر من ورق) أي من فضة.

قوله: (يغت فيه ميزابان) أي ينصب فيه ميزابان بضم الغين وبالتاء المشددة من باب شد وبكسرها من باب حن أي يدفقان فيه الماء دفقًا متابعًا شديدًا وأصله من اتباع الشيء

ص: 92

وَحَدَّثَنِيهِ زُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بن مُوسَى. حَدَّثَنَا شَيبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ. بِإِسْنَادِ هِشَامٍ، بِمِثْلِ حَدِيثِه. غَيرَ أَنَّهُ قَال:"أَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، عِنْدَ عُقْرِ الْحَوْضِ"

ــ

الشيء والمعنى يصبان فيه الماء صبًا شديدًا متابعًا سريعًا وهذه هي الرواية المشهورة ومعناه الصب الدائم المتوالي، وقد رواه العذري (يعب) بضم العين المهملة وبالموحدة المشددة وكذا ذكره الحربي وفسره بالعب وهو شرب الماء جرعة جرعة، ورواه ابن ماهان (يثعب) بثاء مثلثة قبل العين المهملة ومعناه تتفجر وتسيل فيه ميزابان من الجنّة يمدان الحوض وتزيدان ماءه، ومنه الحديث "وجرحه يثعب دمًا" اهـ مفهم.

قوله: (يمدانه من الجنّة) الأفصح فيه فتح الياء وضم الميم ثلاثيًّا من مد النهر ومده نهر آخر وأما الرباعي فقولهم أمددت الجيش بمدد وقد جاء الرباعي في الأول ومعناه الزيادة على الأول فيهما اهـ مفهم.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [5/ 280]، والترمذي في باب ما جاء في صفة أواني الحوض [2444]، وابن ماجة في الزهد باب ذكر الحوض [4358].

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث ثوبان رضي الله تعالى عنه فقال:

5839 -

(00)(00)(وحدثنيه زهير بن حرب حَدَّثَنَا الحسن بن موسى) البغدادي أبو علي الأشيب، ثقة، من (9) روى عنه في (15) أبواب (حَدَّثَنَا شيبان) بن عبد الرحمن التميمي مولاهم النحوي نسبة إلى نحو بن شمس بطن من الأزد لا إلى علم النحو أبو معاوية البغدادي، ثقة، من (7) روى عنه في (8) أبواب (عن قتادة) بن دعامة السدوسي البصري (بإسناد هشام) الدستوائي يعني عن سالم عن معدان عن ثوبان، غرضه بيان متابعة شيبان لهشام وساق شيبان (بمثله) أي بمثل حديث هشام الدستوائي (غير أنَّه) أي لكن أن شيبان (قال) في روايته:(أنا يوم القيامة عند عقر الحوض) هذا بيان لمحل المخالفة بينهما.

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة ثانيًا في حديث ثوبان رضي الله عنه فقال:

ص: 93

5840 -

(00)(00) وحدّثنا محمد بْنُ بَشارٍ. حَدَّثَنَا يَحْيى بْنُ حمّادٍ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ مَعْدَانَ، عَنْ ثَوْبَانَ، عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم. حَدِيثَ الْحَوْضِ. فَقُلْتُ لِيَحْيَى بْنِ حَمَّادٍ: هَذَا حَدِيث سَمِعْتَهُ مِنْ أَبِي عَوَانَةَ. فَقَال: وَسَمِعْتُهُ أَيضا مِنْ شُعْبَةَ فَقُلْتُ: انْظُرْ لِي فِيهِ. فَنَظَرَ لِي فِيهِ فَحدثَنِي بِهِ.

841 -

(2277)(32) حدَّثنا عَبْدُ الرحْمَنِ بْنُ سَلَّامٍ الْجُمَحِيُّ. حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ، (يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ)، عَنْ محمَّدِ بْنِ زِيَادٍ

ــ

5840 -

(00)(00)(حدثنا محمَّد بن بشار) العبدي البصري (حدثنا يحيى بن حماد) بن أبي زياد الشيباني مولاهم أبو بكر البصري، ثقة، من (9) روى عنه في (6) أبواب (حدثنا شعبة عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان) بن أبي طلحة (عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم) وهذا السند من سباعياته، غرضه بيان متابعة شعبة لهشام الدستوائي، وساق يحيى بن حماد (حديث الحوض) عن شعبة، قال محمَّد بن بشار (فقلت ليحيى بن حماد هذا) الحديث الذي ذكرته لنا عن شعبة هو (حديث سمعته من أبي عوانة) الوضاح بن عبد الله اليشكري الواسطي وحدثناه عنه فكيف تسنده إلى شعبة (فقال) يحيى بن حماد: سمعته من أبي عوانة (وسمعته أيضًا من شعبة) قال محمَّد بن بشار: (فقلت) ليحيى بن حماد: (انظر لي فيه) أي فكر لأجلي وتثبت في هذا الحديث الذي أسندته إلى شعبة هل هو متأكد عندك أم لا؟ قال ابن بشار (فنظر لي) يحيى بن حماد (فيه) أي في هذا الحديث الذي أسنده إلى شعبة فتثبت فيه (فحدثني به) عن شعبة مرة ثانية والله أعلم اهـ الفهم السقيم.

ثم استشهد المؤلف -رحمه الله تعالى- تاسعًا لحديث جندب بن عبد الله بحديث أبي هريرة - رضي الله تعالى عنهما - فقال:

5841 -

(2277)(32)(حدثنا عبد الرحمن بن سلام) بتشديد اللام بن عبيد الله بن سالم (الجمحي) مولاهم أبو حرب البصري، صدوق، من (10) روى عنه في (4) أبواب (حدثنا الربيع يعني ابن مسلم) الجمحي أبو بكر البصري، ثقة، من (7) روى عنه في (4) أبواب (عن محمَّد بن زياد) الجمحي مولاهم أبي الحارث المدني ثم البصري، ثقة، من

ص: 94

عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَال: "لأذُودَنَّ عَنْ حَوْضِي رِجَالًا كلمَا تُذَادُ الغَرِيبَةُ مِنَ الإِبِلِ".

5842 -

(00)(00) وَحَدَّثَنِيهِ عُبَيدُ الله بْنُ مُعَاذٍ. حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّد بْنِ زَيادٍ. سَمِعَ أبا هُرَيرَةَ يَقُولُ: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: بِمِثلِهِ

ــ

(3)

روى عنه في (5) أبواب (عن أبي هريرة) رضي الله عنه. وهذا السند من رباعياته (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال): والله الذي لا إله غيره (لأذودن) أي لأطردن وأدفعن (عن حوضي) يوم القيامة (رجالًا) ممن ارتدوا بعدي (كما تذاد) وتطرد الناقة (الغريبة) التي ليس معها صاحبها وتمنع (من) الشرب مع (الإبل) التي قام معها صاحبها، قال النووي: معناه كما يذود الساقي الناقة الغريبة من إبله إذا أرادت الشرب مع إبله لئلا تزدحمها، والغريبة من الإبل هي الناقة الداخلة على إبل من يسقي إبله فيطردها حتى يسقي إبله فكذلك يطرد النبي صلى الله عليه وسلم عن حوضه رجالًا لا يستحقون الشرب منه ليتيسر الشرب لأمته بلا ازدحام.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري [2367]، وابن ماجه في الزهد [4361].

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:

5842 -

(00)(00)(وحدثنيه عبيد الله بن معاذ) بن معاذ العنبري البصري، ثقة، من (10) روى عنه في (9) أبواب (حدثنا أبي) معاذ بن معاذ بن نصر بن حسان بن الحر بن مالك التميمي العنبري أبو المثنى البصري، ثقة، من (9) روى عنه في (11) بابا (حدثنا شعبة عن محمَّد بن زياد سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم): غرضه بيان متابعة شعبة للربيع بن مسلم، وساق شعبة (بمثله) أي بمثل حديث الربيع بن مسلم.

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى خامسًا لحديث عبد الله بن عمرو بحديث أنس بن مالك رضي الله عنه فقال:

ص: 95

5843 -

(2278)(33) وحدّثني حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى. أخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ؛ أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثهُ؛ أَن رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَال:"قَدْرُ حَوْضِي كَمَا بَيْنَ أَيلَةَ وَصَنْعَاءَ مِنَ الْيَمَنِ وَإِنَّ فِيهِ مِنَ الأَبارِيقِ كَعَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ".

5844 -

(2279)(34) وحدّثني مُحَمَّد بْنُ حَاتِمٍ. حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ الصَّفَّارُ. حَدَّثَنَا وُهَيبٌ. قَال: سَمِعْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ صُهَيبٍ يُحَدِّثُ. قَال: حَدَّثَنَا أنسُ بْنُ مَالِكٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَال:

ــ

5843 -

(2278)(33)(وحدثني حرملة بن يحيى) المصري (أخبرنا) عبد الله (بن وهب) بن مسلم القرشي، ثقة، من (9)(أخبرني يونس) بن يزيد الأموي الأيلي، ثقة، من (7) (عن ابن شهاب أن أنس بن مالك) رضي الله عنه (حدّثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم -قال): وهذا السند من خماسياته (قدر حوضي كما بين أيلة وصنعاه من اليمن) وإن فيه أي وإن على حوضي (من الأباريق) والكاسات التي يُشرب بها عددًا (كعدد نجوم السماء).

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [3/ 238] ، والبخاري في الرقاق باب في الحوض [6580 أو 6582] ، والترمذي في صفة القيامة [2442] ، وابن ماجه في الزهد باب ذكر الحوض [4359 أو 4360].

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى عاشرًا لحديث جندب بن عبد الله بحديث آخر لأنس بن مالك - رضي الله تعالى عنهما - فقال:

5844 -

(2279)(34)(وحدثني محمَّد بن حاتم) بن ميمون السمين البغدادي، ثقة، من (10)(حدثنا عفان بن مسلم) بن عبد الله (الصفّار) الأنصاري أبو عثمان البصري، ثقة من (10) روى عنه في (9) أبواب (حدثنا وهيب) بن خالد بن عجلان الباهلي البصري، ثقة، من (7) روى عنه في (13) بابا (قال) وهيب:(سمعت عبد العزيز بن صهيب) البناني البصري الأعمى، ثقة، من (4) روى عنه في (6) أبواب (يُحدّث) لنا الحديث (قال) عبد العزيز في تحديثه لنا:(حدثنا أنس بن مالك) الأنصاري رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (أن النبي صلى الله عليه وسلم قال): والله

ص: 96

"لَيَرِدَنَّ َعَلَيَّ الْحَوْضَ رِجَالٌ مِمَّنْ صَاحَبَنِي. حَتَّى إِذَا رَأَيتُهُمْ وَرُفِعُوا إِليَّ، اخْتُلِجُوا دُونِي. فَلأتولَنَّ: أَي رَبِّ، أُصَيحَابِي. أُصَيحَابِي. فَلَيُقَالنَّ لِي: إنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ".

5845 -

(00)(00) وحدَّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ. قَالا: حَدَّثَنَا عَلِي بْنُ مُسْهِرٍ. ح وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيبٍ

ــ

(ليردن علي) أي ليأتين عليَّ (الحوض) أي عند حوضي (رجال ممن صاحبني) في الدنيا وأسلموا معي ثم ارتدوا بعد وفاتي (حتى إذا) دنوا مني و (رأيتهم ورفعوا إليّ) أي قربوا إليّ وأظهروا لي (اختلجوا) بالبناء للمجهول أي اقتطعوا وأخذوا (دوني) أي في مكان أدنى مني وأُخرجوا من بين الواردين ورجعوا إلى ورائهم من الاختلاج بمعنى الانتزاع يقال: اختلج ولد الناقة إذا فُطم ويقال: ناقة خلوج إذا اختلج عنهها ولدها فقل لبنها كذا في القاموس، وقوله:(فلأقولن) معطوف على قوله ليردن علي أي فوالله لأقولن بعد اختلاجهم (أي رب) أي يا رب هؤلاء الذين اختلجوا دوني (أصيحابي أصيحابي) تصغير أصحاب على غير قياس كذا في المفهم، ووقع في الروايات مصغرًا مكررًا، وفي بعض النسخ أصحابي أصحابي مكبرًا مكررًا، قال القاضي: هذا دليل لصحة تأويل من أوّل أنهم أهل الردة ولهذا قال فيهم: "سحقًا سحقًا" ولا يقول ذلك في مذنبي الأمة بل يشفع لهم ويهتم لأمرهم اهـ نووي باختصار. وقوله: (فليقالن لي) من جهة الله أو من جهة الملائكة معطوف على قوله: فلأقولن أي فوالله ليقالن لي في جواب قولي ذلك (إنك) يا محمَّد (لا تدري) ولا تعلم (ما أحدثوا) وابتدعوا (بعدك) أي بعد وفاتك فإنهم ارتدوا وبدّلوا دينك فلا حق لهم من شرب الحوض ولا من نعيم الجنة.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري أخرجه في الرقاق في ذكر الحوض عن مسلم بن إبراهيم اهـ تحفة الأشراف.

ثم ذكر المؤلف -رحمه الله تعالى- المتابعة في حديث أنس هذا رضي الله عنه فقال:

5845 -

(00)(00) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن حجر) السعدي المروزي (قالا: حدثنا علي بن مسهر) بصيغة اسم الفاعل من أسهر الرباعي القرشي الكوفي، ثقة، من (8) روى عنه في (14) بابا (ح وحدثنا أبو كريب) محمَّد بن العلاء

ص: 97

حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيلٍ. جَمِيعًا عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ، عَنْ أَنَس، عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، بِهَذَا الْمَعْنَى. وَزَادَ:"آنِيَتُهُ عَدَدَ النُّجُومِ".

5846 -

(2280)(35) وحدَّثنا عَاصِمُ بْنُ النَّضرِ التَّيمِيُّ وَهُرَيمُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، (وَاللَّفْظُ لِعَاصِمٍ)، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ. سَمِعْتُ أَبِي. حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النبِيّ صلى الله عليه وسلم. قَال:"مَا بَينَ نَاحِيَتَي حَوْضِي كَمَا بَينَ صَنْعَاءَ وَالْمَدِينَةِ"

ــ

الهمداني الكوفي (حدثنا) محمَّد (بن فضيل) بن غزوان الضبي الكوفي، صدوق، من (9) روى عنه في (20) بابا (جميعًا) أي كل من ابن مسهر وابن فضيل رويا (عن المختار بن فُلفُل) بفاءين مضمومتين بينهما لام ساكنة مولى عمرو بن حريث الكوفي، صدوق، من (5) روى عنه في (4) أبواب (عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم) وهذان السندان من رباعياته، غرضه بيان متابعة المختار بن فُلفُل لعبد العزيز بن صهيب وساق المختار (بهذا المعنى) في العبارة قلب أي ساق بمعنى هذا الحديث الذي رواه عبد العزيز بن صهيب عن أنس وهو بمعنى قوله في موضع آخر وساق "بمعناه"(و) لكن (زاد) المختار على عبد العزيز لفظة (آنيته عدد النجوم).

ثم استشهد المؤلف -رحمه الله تعالى- سادسًا لحديث عبد الله بن عمرو بحديث آخر لأنس رضي الله عنه فقال:

5846 -

(2280)(35)(وحدثنا عاصم بن النضر) بن المنتشر الأحول (التيمي) أبو عمرو البصري، صدوق، من (10) روى عنه في (4) أبواب (وهريم بن عبد الأعلى) بن الفرات الأسدي أبو حمزة البصري، ثقة، من (10) روى عنه في (4) أبواب (واللفظ لعاصم) قالا:(حدثنا معتمر) بن سليمان بن طرخان التيمي البصري، ثقة، من (9) روى عنه في (10) أبواب (سمعت أبي) سليمان بن طرخان التيمي البصري، ثقة، من (4) روى عنه في (13) بابا (حدثنا قتادة) بن دعامة السدوسي البصري، ثقة، من (4) روى عنه في (25) بابا (عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم) وهذا السند من خماسياته (قال) النبي صلى الله عليه وسلم:(ما بين ناحيتي) أي جانبي وطرفي (حوضي) طولًا وعرضًا أي مسافة ما بين طرفيه (كما بين) أي مثل مسافة ما بين (صنعاء) اليمن (والمدينة) المنورة على من نورَّها أفضل الصلوات وأزكى التحيات.

ص: 98

5847 -

(00)(00) وحدّثنا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ الله. حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ. حَدَّثَنَا هِشَامٌ. ح وَحَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ عَلِيُّ الْحُلْوَانِيُّ. حَدَّثَنَا أبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ. حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ. كِلاهُمَا عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، بِمِثْلِهِ. غَيرَ أَنهُمَا شَكَّا فَقَالا: أَوْ مِثْلَ مَا بَينَ الْمَدِينَةِ وَعَمَّانَ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي عَوَانَةَ: "مَا بَينَ لابَتَي حَوْضِي"

ــ

وهذا الحديث مما انفرد به الإِمام مسلم -رحمه الله تعالى- اهـ تحفة الأشراف.

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أنس هذا - رضي الله تعالى عنه- فقال:

5847 -

(00)(00)(وحدثنا هارون بن عبد الله) بن مروان البغدادي، ثقة، من (10) روى عنه في (9) أبواب (حدثنا عبد الصمد) بن عبد الوارث بن سعيد العنبري البصري، صدوق، من (9) روى عنه في (16) بابا (حدثنا هشام) بن أبي عبد الله سنبر الدستوائي الربعي أبي بكر البصري، ثقة ثبت، من (7) روى عنه في (8) أبواب (ح وحدثنا حسن بن علي) بن محمَّد الهذلي (الحلواني) أبو علي المكي، ثقة، من (11) روى عنه في (8) أبواب (حدثنا أبو الوليد الطيالسي) هشام بن عبد الملك الباهلي مولاهم البصري، ثقة، من (9) روى عنه في (8) أبواب (حدثنا أبو عوانة) الوضاح بن عبد الله اليشكري الواسطي، ثقة، من (7) روى عنه في (19) بابا (كلاهما) أي كل من هشام الدستوائي وأبي عوانة رويا (عن قتادة) بن دعامة (عن أنس) بن مالك (عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذان السندان من خماسياته غرضه بيان متابعة هشام وأبي عوانة لسليمان بن طرخان التيمي وساقا (بمثله) أي بمثل حديث سليمان بن طرخان (غير أنهما) أي لكن أن هشامًا وأبا عوانة (شكا) في الحديث (فقالا: أو) قال لنا قتادة ما بين ناحيتي حوضي (مثل ما بين المدينة وعمّان وفي حديث أبي عوانة) وروايته (ما بين لابتي حوضي) أي ناحيتيه وطرفيه إذ عليهما العطاش أي تحوم للورود، ولابتا المدينة جانباها لكثرة ما يصيب من فيهما من العطش لحرها وأصل اللابة الحرة وهي أرض أُلبست حجارة سودًا، زاد المطرز إذا كانت بين جبلين، الواحدة لابة ولوبة، وزاد أبو عبيد نوبة بالنون ولم يعرفه ابن الأعرابي والجمع باب ولوب ولابات في القليل، وقال الخليل: اللاب واللوب واللواب العطش اهـ من الأبي باختصار.

ص: 99

5848 -

(00)(00) وحدّثني يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ الحَارِثِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله الرُّزِّيُّ. قَالا: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ سعيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ. قَال: قَال أَنَسٌ: قَال نَبِيُّ الله صلى الله عليه وسلم: "تُرَى فِيهِ أَبَارِيقُ الذَّهَب وَالْفِضَّةِ كَعَدَدِ نُجُوم السَّمَاءِ"

ــ

واختلاف الطرق في التعبير عن سعة الحوض ليس هو في حديث واحد حتى يكون اضطرابًا وإنما هو في أحاديث مختلفة من غير واحد من الصحابة سمعوه في مواطن متعددة فروى كل واحد ما سمع، واختلاف عبارته صلى الله عليه وسلم إنما هو بحسب ما سنح له من العبارة تقريبًا للأفهام فذكر ما بين كل بلدين من البعد لا على التقدير المحقق لما بينهما بل إعلام وكناية عن السعة، فبهذا يقع الجمع بين اختلاف هذه المقادير كما قال صلى الله عليه وسلم في آنيته: إنها عدد نجوم السماء فإنه إنما هو إشارة إلى المبالغة في الكثرة كما قال تعالى: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147)} [الصافات: 147] اهـ من الأبي كما مر عن القرطبي.

ثم ذكر المؤلف -رحمه الله تعالى- المتابعة ثانيًا في حديث أنس هذا رضي الله عنه فقال:

5848 -

(00)(00)(وحدثني يحيى بن حبيب) بن عربي (الحارثي) أبو زكريا البصري، ثقة، من (10) روى عنه في (5) أبواب (ومحمد بن عبد الله الرُّزّي) بضم المهملة وكسر الزاي المشددة أبو جعفر البصري، ثقة، من (10) روى عنه في (7) أبواب (قالا: حدثنا خالد بن الحارث) بن عبيد بن سليم الهجيمي أبو عثمان البصري، ثقة، من (8) روى عنه في (12) بابا (عن سعيد) بن أبي عروبة مهران اليشكري مولاهم أبي النضر البصري، ثقة، من (6) روى عنه في (8) أبواب (عن قتادة) بن دعامة (قال) قتادة:(قال أنس) بن مالك: (قال نبي الله صلى الله عليه وسلم): وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة سعيد لمن روى عن قتادة (تُرى) بالبناء للمفعول (فيه) أي في الحوض أي على جوانبه (أباريق الذهب والفضة) حالة كونها (كعدد نجوم السماء) كثرة ولعل اختلاف الجنسين باختلاف مراتب الشاربين من الأولياء والصالحين اهـ مرقاة. ثم ذكر المؤلف -رحمه الله تعالى- المتابعة ثالثًا في حديث أنس رضي الله عنه فقال:

ص: 100

5849 -

(00)(00) وَحَدَّثَنِيهِ زُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ. حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى. حَدَّثَنَا شَيبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ. حَدَّثَنَا أَنسُ بْنُ مَالِكٍ؛ أَنَّ نَبِيَّ الله صلى الله عليه وسلم قَال: مِثْلَهُ، وَزَادَ:"أَوْ أَكثَرُ مِنْ عَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ".

5850 -

(2281)(36) حدّثني الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعِ بْنِ الْوَلِيدِ السَّكُونِيُّ. حَدَّثني أَبِي، رحمه الله، حَدَّثَني زَيادُ بْنُ خَيثَمَةَ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ،

ــ

5849 -

(00)(00)(وحدثنيه زهير بن حرب حدثنا الحسن بن موسى) البغدادي أبو علي الأشيب، ثقة، من (9) روى عنه في (10) أبواب (حدثنا شيبان) بن عبد الرحمن التميمي البغدادي، ثقة، من (7) روى عنه في (8) أبواب (عن قتادة حدثنا أنس بن مالك) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة شيبان لسعيد بن أبي عروبة (أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال): الحديث المذكور وساق شيبان (مثله) أي مثل ما حدّث سعيد (و) لكن (زاد) شيبان على سعيد لفظة (أو أكثر من عدد نجوم السماء) أي ترى فيه أباريق الذهب والفضة كعدد نجوم السماء أو أكثر أي بل أكثر منها، وأو هنا بمعنى بل الإضرابية مثل قوله تعالى:{وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147)} [الصافات: 147].

ثم استشهد المؤلف -رحمه الله تعالى- سابعًا لحديث عبد الله بن عمرو بحديث جابر بن سمرة رضي الله عنهم فقال:

5850 -

(2281)(36)(حدثني الوليد بن شجاع بن الوليد) بن قيس الكندي أبو همام البغدادي (السكوني) نسبة إلى سكون محلة في بغداد، ثقة، من (10) روى عنه في (8) أبواب (حدثني أبي) شجاع بن الوليد بن قيس الكندي أبو بدر البغدادي السكوني، صدوق، من (9) روى عنه في (3) أبواب، وقوله: رحمه الله تعالى ترحم من الوليد لأبيه، وقع منه عندما حدّث الحديث للمؤلف نقله عنه مسلم محافظة على لفظ شيخه وهذا من شدة حفظه وضبطه وورعه، ساقط في بعض النسخ ولذا جعله بين قوسين، قال شجاع بن الوليد:(حدثني زياد بن خيثمة) الجعفي الكوفي، روى عن سماك بن حرب في الحوض ومجاهد والشعبي، ويروي عنه (م عم) وسماك بن حرب وزهير بن معاوية وهشيم ووكيع وثقه ابن معين وأبو زرعة، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال أبو داود: ثقة، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال في التقريب: ثقة، من السابعة (عن سماك بن حرب) بن أوس البكري الذهلي أبي المغيرة الكوفي، صدوق، من (4) روى

ص: 101

عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم قَال:"أَلا إِنِّي فَرَط لَكُمْ عَلَى الْحَوْضِ. وَإِنَّ بُعْدَ مَا بَينَ طَرَفَيهِ كَمَا بَينَ صَنْعَاءَ وَأَيلَةَ. كَأَن الأَبَارِيقَ فِيهِ النُّجُومُ".

5851 -

(00)(00) حدَّثنا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. قَالا: حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ الْمُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ. قَال: كَتَبْتُ إلى جَابِر بْنِ سَمُرَةَ مَعَ غُلامِي نَافِعِ: أَخْبِرْنِي بِشَيءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم. قَال: فَكَتَبَ إِليَّ: إِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "أَنَا الْفَرَطُ عَلَى الْحَوْضِ"

ــ

عنه في (14) بابا (عن جابر بن سمرة) رضي الله عنه. وهذا السند من خماسياته (عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا) حرف استفتاح وتنبيه أي انتبهوا واستمعوا ما أقول لكم (إني فرط) أي فارطكم وسابقكم إلى الآخرة مهيئ (لكم) مصالحكم منتظركم (على الحوض) لأسقيكم منه ألا (وإن) معطوف على جملة إن الأولى أي ألا وإن (بُعد ما بين طرفيه كـ) بُعد (ما بين صنعاء) اليمن (وأيلة) ألا وكان الأباريق والكأسات التي يُشرب بها (فيه) أي عليه (النجوم) أي نجوم السماء في الكثرة.

وهذا الحديث انفرد به الإِمام مسلم -رحمه الله تعالى- عن أصحاب الأمهات الخمس.

ثم ذكر المؤلف -رحمه الله تعالى- المتابعة في حديث جابر بن سمرة - رضي الله تعالى عنهما - فقال:

5851 -

(00)(00)(حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة قالا: حدثنا حاتم بن إسماعيل) العبدري المدني كوفي الأصل، صدوق، من (8) روى عنه في (12) بابا (عن المهاجر بن مسمار) الزهريّ مولاهم مولى سعد بن أبي وقاص المدني، مقبول، من (7) روى عنه في (2) بابين الجهاد والحوض، لم يرو عنه غير (م)(عن) مولاه (عامر بن سعد بن أبي وقاص) الزهريّ المدني، ثقة، من (3) روى عنه في (9) أبواب (قال) عامر:(كتبت) رسالة وأرسلت بها (إلي جابر بن سمرة) - رضي الله تعالى عنهما - (مع غلامي) وعبدي (نافع) بالجر بدل من غلامي. وهذا السند من خماسياته، غرضه بيان متابعة عامر بن سعد لسماك بن حرب في الرواية عن جابر أي كتبت إليه بأن (أخبرني بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال) عامر:(فكتب إلي) جابربـ (أني سمعته) صلى الله عليه وسلم (يقول: أنا الفرط) أي السابق المنتظر لكم (على الحوض) لأسقيكم به.

ص: 102

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وجملة ما ذكره المؤلف من هذا الباب في الأحاديث تسعة عشر: اثنا عشر راجع إلى الجزء الأول من الترجمة وسبعة إلى الجزء الثاني منها: الأول من تلك الأحاديث حديث جندب بن عبد الله ذكره للاستدلال به على الجزء الأول من الترجمة وذكر فيه متابعة واحدة، والثاني: حديث سهل ذكره للاستشهاد لحديث جندب، والثالث: حديث أبي سعيد الخدري ذكره للاستشهاد له أيضًا وذكر فيه متابعة واحدة، والرابع: حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ذكره للاستدلال على الجزء الثاني من الترجمة، والخاص: حديث أسماء بنت أبي بكر ذكره للاستشهاد به لحديث جندب، والسادس: حديث عائشة ذكره للاستشهاد به لحديث جندب، والسابع: حديث أم سلمة ذكره للاستشهاد به لحديث جندب وذكر فيه متابعة واحدة، والثامن: حديث عقبة بن عامر ذكره للاستشهاد به لحديث جندب وذكر فيه متابعة واحدة، والتاسع: حديث عقبة بن عامر ذكره للاستشهاد به لحديث جندب وذكر فيه متابعتين، والعاشر: حديث حذيفة بن اليمان ذكره للاستشهاد لحديث جندب، والحادي عشر: حديث حارثة بن وهب ذكره للاستشهاد به لحديث عبد الله بن عمرو وذكر فيه متابعة واحدة، والثاني عشر: حديث ابن عمر ذكره للاستشهاد به لحديث عبد الله بن عمرو بن العاص وذكر فيه أربع متابعات، والثالث عشر: حديث أبي ذر الغفاري ذكره للاستشهاد به لحديث عبد الله بن عمرو، والرابع عشر: حديث ثوبان ذكره للاستشهاد لحديث عبد الله بن عمرو وذكر فيه متابعتين، والخامس عشر: حديث أبي هريرة ذكره للاستشهاد لحديث جندب وذكر فيه متابعة واحدة، والسادس عشر: حديث أنس الأول ذكره للاستشهاد به لحديث عبد الله بن عمرو، والسابع عشر: حديث أنس الثاني ذكره للاستشهاد به لحديث جندب وذكر فيه متابعة واحدة، والثامن عشر: حديث أنس الثالث ذكره للاستشهاد به لحديث عبد الله بن عمرو وذكر فيه ثلاث متابعات، والتاسع عشر: حديث جابر بن سمرة ذكره للاستشهاد به لحديث عبد الله بن عمرو وذكر فيه متابعة واحدة.

والحاصل أن الجزء الأول من الترجمة إثبات الحوض واستدل عليه بحديث جندب المذكور أولًا وذكر له عشر شواهد، والجزء الثاني تحديده واستدل عليه بحديث عبد الله بن عمرو بن العاص وذكر له سبع شواهد، وشَتَّتَ المؤلفُ بين هذه الأحاديثِ، ورَجَّع أنّها الطالب كل حديث إلى محله بعد التدبر والتأمل في معانيها والله أعلم وهذا هو المهم في مسلم وغرضُه في كتابه.

***

ص: 103