الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كانت المرأة الأعرابية قد فقدت في أخريات هذا العهد بيانها لعذب وأسلوبها البديع فلما أصاب الأعراب من التمزيق والشتات وما شملهم من الدعة والسكون، فلا مجامع تعقد ولا أسواق تقام ولا حروب تشب ولا غارات تثار، وقد كان لهم من هذه وتلك مجالات فساح يأتون فيها بالقصائد المفاضة، والأمثال المرسلة، والحكم الجامعة والخطب الطوال
مأثور من أدب النساء
قالت عليه بنت المهدي - وهو ما يتغنى به -:
مالي أرى الأبصار بي جافيه
…
لم تلتفت مني إلى ناحية
لا ينظر الناس إلى المبتلى
…
وإنما الناس مع العافية
صحبي سلوا ربكم العافية
…
فقد دهتني بعدكم داهيه
صارَمَني من بعدكم سيدي
…
فالعين من هجرانه باكيه
خرج المهدي يتنزه بعيسى باذ، وقدم هنالك النُّصيب ومعه ابنته حجناء، فدخل على المهدي وهي معه، فأنشدته قولها فيه:
رُبَّ عيش ولذة ونعيم
…
وبهاء بِمُشْرِقِ الميدان
بسط الله فيه أبهى بساط
…
من بهار وزاهر الحوذان
ثم من ناضر من العشب الأخ
…
ضر تزهي شقائق النعمان
مدّه الله بالتحاسين حتى
…
قصرت دون طوله العينان
حفلت حافتان حيث تناهي
…
بخيام في العين كالظلمان
زينوا وسطها بطارمة مث
…
ل الثريا يحفها النسران
ثم حشْوُ الخيام كأمثال ال
…
مها في صرائم الكثبان
يتجارين في غناء شجى
…
أسعداني يا نخلتي حلوان
فبقصر السلام من س
…
لم الله وابقي، خليفة الرحمن
ولديه الغزلان بل هن أبهى
…
عنده من شوارد الغزلان
ياله منظراً ويوم سرور
…
شهدت لذيته كل حَصَان
فأمر لها المهدي بعشرة آلاف درهم.
حدث الأصمعي قال: سمعت امرأة من العرب تخاصم زوجها وهي تقول: والله إن شربك لا شتفاف، وإن ضجعتك لا نعجاف، وإن شملتك لالتفاف وإنك لتشبع ليلة تضاف، وتنام ليلة تخاف، فقال لها: والله إنك لكرواء الساقين، قعواء الفخذين،
مقاء، الرفغين مفاضة الكشحين، ضيفك جائع، وشرك شائع.
لما قتل الفضل بن سهل دخل المأمون على أمه فوجدها تبكي فقال لها: أنا ابنك مكانه، فقالت إن أبناً ترك لي ابناً مثلك لجدير أن يبكي عليه.
لما أرسل الأمين على بن عيسى إلى خراسان لقتال المأمون حضر إلى باب زبيدة ليودعها، فقالت له: يا علي إن أمير المؤمنين وإن كان ولدي وإليه انتهت شفقتي فإني على عبد الله - المأمون - منعطفه مشفقة لما يحدث عليه من مكروه وأذى. وإنما ولدي ملك نافس أخاه في سلطانه. فأعرف لعبد الله حق ولادته أخوته، ولا تجبه بالكلام فانك لست نظيراً له، ولا تقتسره اقتسار العبيد