الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
581 - المسور بن مخرمة الزُّهْري
(1)
10910 -
عن ابن أَبي مُليكة، قال: طاف المسور بن مخرمة ثمانية عشر سبوعا، ثم صلى لكل سبع ركعتين، وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أخرجه ابن خزيمة (2749) قال: حدثنا سعد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: حدثنا حفص ابن عمر، يعني العدني، قال: حدثنا عبد الجبار بن الورد، عن ابن أَبي مُليكة، فذكره
(2)
.
(1)
قال البخاري: مسور بن مخرمة بن نوفل بن عبد مناف، أَبو عبد الرَّحمَن، القرشي، يعد في المكيين، له صحبة. «التاريخ الكبير» 7/ 410.
- وقال أَبو حاتم الرازي: مسور بن مخرمة القرشي، وهو ابن مخرمة بن نوفل، أَبو عبد الرَّحمَن، الزُّهْري، مكي، له رؤية للنبي صلى الله عليه وسلم كان صغيرا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. «الجرح والتعديل» 8/ 297.
- وقال ابن عبد البَر: المسور بن مخرمة بن نوفل، القرشي، الزُّهْري، أَبو عبد الرَّحمَن، قبض النبي صلى الله عليه وسلم والمسور ابن ثمان سنين، وسمع من النبي صلى الله عليه وسلم وحفظ عنه. «الاستيعاب» (2434).
- وقال المِزِّي: المسور بن مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، القرشي، أَبو عبد الرَّحمَن الزُّهْري، له، ولأبيه صحبة، توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمان سنين، وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصح سماعه منه. «تهذيب الكمال» 27/ 581.
(2)
المسند الجامع (11418).
10911 -
عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة، أنه أخبره؛
(1)
.
- وفي رواية: «أن سبيعة وضعت بعد وفاة زوجها بشهر، فأتت النبي، فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تزوج»
(2)
.
⦗ص: 312⦘
(3)
.
- وفي رواية: «أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر سبيعة أن تنكح، إذا تعلت من نفاسها»
(4)
.
أخرجه مالك (1727)
(5)
. وعبد الرزاق (11734) عن ابن جُريج. و «ابن أبي شيبة» (17378) قال: حدثنا عبدة. و «أحمد» 4/ 327 (19124 و 19125) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا مالك بن أَنس (ح) قال: وحدثنا إسحاق، يعني ابن الطباع، قال: أخبرني مالك.
(1)
اللفظ لمالك في «الموطأ» .
(2)
اللفظ لابن أبي شيبة.
(3)
اللفظ لأحمد (19126).
(4)
اللفظ لابن ماجة.
(5)
وهو في رواية أبي مصعب الزُّهْري، للموطأ (1704)، وورد في «مسند الموطأ» (772).
وفي (19126) قال: حدثنا حماد بن أُسامة. و «البخاري» 7/ 73 (5320) قال: حدثنا يحيى بن قَزَعة، قال: حدثنا مالك. و «ابن ماجة» (2029) قال: حدثنا نصر بن علي، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا عبد الله بن داود. و «النَّسَائي» 6/ 190، وفي «الكبرى» (5669) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، واللفظ لمحمد، قالا: أنبأنا ابن القاسم، عن مالك. وفي 6/ 190، وفي «الكبرى» (5670) قال: أخبرنا نصر بن علي بن نصر، عن عبد الله بن داود.
خمستهم (مالك بن أنس، وابن جُريج، وعبدة، وحماد بن أُسامة، وعبد الله بن داود الخريبي) عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره.
• أَخرجه أحمد (19127). وأَبو يَعلى (7180) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة. و «ابن حِبَّان» (4298) قال: أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع، قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة.
كلاهما (أحمد بن حنبل، وعثمان) عن أَبي معاوية، قال: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عاصم بن عمر، عن المسور بن مخرمة، قال:
⦗ص: 313⦘
(1)
.
- زاد فيه: «عاصم بن عمر»
(2)
.
(1)
اللفظ لأبي يَعلى، وابن حبان.
وأخرجه من هذا الوجه؛ الطبراني 20/ (10).
(2)
المسند الجامع (11419)، وتحفة الأشراف (11272)، وأطراف المسند (7091).
والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (5: 9 و 11)، والبيهقي 7/ 428، والبغوي (2387).
- فوائد:
- قال الدارقُطني: يرويه هشام بن عروة، عن أبيه، عن المسور.
وكذلك رواه أَبو الزناد، عن عروة، عن المسور بن مخرمة.
واختلف عن هشام؛
فرواه عنه مالك بن أنس، وابن جُريج، ووهيب بن خالد، وعبد الله بن المبارك، والضحاك بن عثمان، والمُفَضَّل بن فَضالة، وإبراهيم بن طهمان، والليث بن سعد، وحاتم بن إسماعيل، عن هشام، عن أبيه، عن المسور بن مخرمة.
وخالفهم أَبو معاوية الضرير، (رواه) عن هشام، عن أبيه، عن عاصم بن عمر بن الخطاب، عن المسور بن مخرمة، وزاد فيه: عاصم بن عمر، ووهم فيه.
والصحيح قول مالك، ومن تابعه. «العلل» (3146).
10912 -
عن عروة، عن المسور بن مخرمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«لا طلاق قبل نكاح
(1)
، ولا عتق قبل ملك».
أخرجه ابن ماجة (2048) قال: حدثنا أحمد بن سعيد الدَّارِمي، قال: حدثنا علي بن الحسين بن واقد، قال: حدثنا هشام بن سعد، عن الزُّهْري، عن عروة، فذكره
(2)
.
⦗ص: 314⦘
• أخرجه عبد الرزاق (11464) عن ابن جُريج، ومعمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: لا طلاق قبل النكاح، ولا عتاقة إلا من بعد الملك.
زاد ابن جُريج، وقال: فمن طلق ما لم ينكح، أو أعتق ما لم يملك، فقوله ذلك باطل. «موقوف» .
(1)
في «مصباح الزجاجة» (729)، و «تحفة الأشراف»:«لا طلاق قبل النكاح» .
(2)
المسند الجامع (11420)، وتحفة الأشراف (11277).
والحديث؛ أخرجه الطبراني في «الأوسط» (7028).
- فوائد:
- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ هِشام بن سَعد، المَدَني، ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (2183).
- قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: سمعت محمد بن خلف العسقلاني يقول: قال لي يحيى بن مَعين: لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم: لا طلاق قبل نكاح، وأصح شيء فيه حديث الثوري، عن ابن المُنكدِر، عَمَّن سمع طاووسا؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا طلاق قبل نكاح. «علل الحديث» (1312).
- وأخرجه ابن عَدي في «الكامل» 8/ 410، في مناكير هشام بن سعد، مرفوعا، ثم أخرجه مرسلا عن عروة، عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال عقبه: وهذا يرويه هشام بن سعد بهذا الإسناد، وبعضهم يوصله.
- وقال الدارقُطني: يرويه حماد بن خالد، عن هشام بن سعد، عن الزُّهْري، عن عروة، عن عائشة، موقوفا.
وخالفه بشر بن السَّري؛ فرواه عن هشام بن سعد، عن الزُّهْري، عن عروة، عن عائشة، ورفعه.
وقيل: عن بشر بن السَّري، عن هشام بن سعد، عن الزُّهْري، عن عروة، عن المسور بن مخرمة.
والصحيح عن هشام بن سعد، ما قاله حماد بن خالد، والله أعلم. «العلل» (3816).
• حديث سعيد بن المُسَيب، عن جابر بن عبد الله، والمسور بن مخرمة، قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لا يرث الصبي حتى يستهل صارخا» .
قال: واستهلاله، أن يبكي، أو يصيح، أو يعطس.
⦗ص: 315⦘
سلف في مسند جابر بن عبد الله، رضي الله تعالى عنه.
10913 -
عن أَبي أُمامة بن سهل بن حنيف، عن المسور بن مخرمة، قال:
(1)
.
- وفي رواية: «حملت حجرا ثقيلا، فبينا أنا أمشي فسقط عني ثوبي، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ عليك ثوبك، ولا تمشوا عراة» .
أخرجه مسلم 1/ 184 (699) قال: حدثنا سعيد بن يحيى الأُمَوي. و «أَبو داود» (4016) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم.
كلاهما (سعيد، وإسماعيل) عن يحيى بن سعيد الأُمَوي، قال: حدثنا عثمان بن حكيم بن عباد بن حنيف الأَنصاري، قال: أخبرني أَبو أُمامة بن سهل بن حنيف، فذكره
(2)
.
(1)
اللفظ لمسلم.
(2)
المسند الجامع (11421)، وتحفة الأشراف (11266).
والحديث؛ أخرجه أَبو عَوانة (805)، والبيهقي 2/ 225.
10914 -
عن أم بكر بنت المسور بن مخرمة، عن المسور، قال:
أخرجه أحمد (19115) قال: حدثنا أَبو عامر، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، عن أم بكر، فذكرته
(1)
.
(1)
المسند الجامع (11422)، وأطراف المسند (7093)، ومَجمَع الزوائد 8/ 234.
والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (32)، والبيهقي في «دلائل النبوة» 1/ 267.
10915 -
عن عبد الله بن عُبيد الله بن أَبي مُليكة، عن المسور بن مخرمة، قال:
(1)
.
(2)
.
(3)
.
(4)
.
أخرجه أحمد (19135) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا ليث. و «البخاري» 3/ 209 (2599) و 7/ 186 (5800) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث.
(1)
اللفظ لأحمد.
(2)
اللفظ للبخاري (2599).
(3)
اللفظ للبخاري (2657).
(4)
اللفظ للبخاري (5862).
وفي 3/ 226 (2657) قال: حدثنا زياد بن يحيى، قال: حدثنا حاتم بن وَردان، قال: حدثنا أيوب. وفي 7/ 200 (5862) تعليقا قال: وقال الليث. و «مسلم» 3/ 103 (2395) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث. وفي 3/ 104 (2396) قال: حدثنا أَبو الخطاب زياد بن يحيى الحساني، قال: حدثنا حاتم بن وَردان، أَبو صالح، قال: حدثنا أيوب السَّخْتِياني. و «أَبو داود» (4028) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، ويزيد بن خالد بن مَوهَب، المَعنَى، أن الليث حدثهم. و «التِّرمِذي» (2818) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. و «النَّسَائي» 8/ 205، وفي «الكبرى» (9584) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث. و «أَبو يَعلى» (7220) قال: حدثنا صالح بن حاتم بن وَردان، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا أيوب. و «ابن حِبَّان» (4817) قال: أخبرنا ابن قتيبة، قال: حدثنا يزيد بن مَوهَب، قال: أخبرنا الليث بن سعد. وفي (4818) قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا حِبَّان بن موسى، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا ليث بن سعد.
كلاهما (الليث، وأيوب السَّخْتِياني) عن عبد الله بن عُبيد الله بن أَبي مُليكة، فذكره
(1)
.
- في رواية أبي يَعلى؛ قال أَبو محمد صالح: فقلت لأبي: من أي شيء فعل هذا النبي صلى الله عليه وسلم بمخرمة؟ فقال: كان يتقي لسانه.
- في رواية البخاري (2599 و 5800 و 5862)، ومسلم (2395)، وأبي داود رواية قتيبة، والتِّرمِذي، والنَّسَائي، وابن حبان:«ابن أَبي مُليكة» .
- وفي رواية البخاري (2657)، ومسلم (2396)، وأبي يَعلى:«عبد الله بن أَبي مُليكة» .
- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وابن أَبي مُليكة اسمه: عبد الله بن أَبي مُليكة.
• أَخرجه البخاري 4/ 105 (3127) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوَهَّاب، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي 8/ 38 (6132) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوَهَّاب، قال: أخبرنا ابن عُلَية.
(1)
المسند الجامع (11423)، وتحفة الأشراف (11268)، وأطراف المسند (7088).
والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (619)، والطبراني في «الأوسط» (5724 و 8558)، والبيهقي 3/ 273.
كلاهما (حماد بن زيد، وإسماعيل ابن عُلَية) عن أيوب السَّخْتياني، عن عبد الله بن أَبي مُليكة؛
وكان في خلقه شدة
(1)
.
قال أيوب بثوبه أنه يريه إياه، وكان في خلقه شيء.
«مُرسَل» ، ليس فيه:«عن المسور» .
- قال البخاري عقب (3127): ورواه ابن عُلَية، عن أيوب.
وقال حاتم بن وَردان: حدثنا أيوب، عن ابن أَبي مُليكة، عن المسور بن مخرمة، قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم أقبية.
تابعه الليث، عن ابن أَبي مُليكة.
- وقال البخاري عقب (6132): ورواه حماد بن زيد، عن أيوب.
وقال حاتم بن وَردان: حدثنا أيوب، عن ابن أَبي مُليكة، عن المسور: قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم أقبية.
(1)
لفظ (3127).
- فوائد:
- قال الدارقُطني: يرويه ابن أَبي مُليكة، واختلف عنه.
فرواه الليث بن سعد، عن ابن أَبي مُليكة، عن المسور.
⦗ص: 319⦘
واختلف عن أيوب؛
فرواه حاتم بن وَردان، عن أيوب، عن ابن أَبي مُليكة، عن المسور.
وخالفه حماد بن زيد، فرواه عن أيوب، عن ابن أَبي مُليكة، مُرسلًا.
وهو صحيح من حديث ابن أَبي مُليكة، عن المسور. «العلل» (3152).
10916 -
عن عوف بن مالك بن الطفيل، هو ابن الحارث، وهو ابن أخي عائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم لأمها، أن عائشة حدثت؛ أن عبد الله بن الزبير قال في بيع، أو عطاء، أعطته عائشة: والله، لتنتهين عائشة، أو لأحجرن عليها، فقالت: أهو قال هذا؟ قالوا: نعم، قالت: هو لله علي نذر، أن لا أكلم ابن الزبير أبدا، فاستشفع ابن الزبير إليها حين طالت الهجرة، فقالت: لا والله، لا أشفع فيه أبدا، ولا أتحنث إلى نذري، فلما طال ذلك على ابن الزبير، كلم المسور بن مخرمة، وعبد الرَّحمَن بن الأسود بن عبد يغوث، وهما من بني زُهرَة، وقال لهما: أنشدكما بالله، لما أدخلتماني على عائشة، فإنها لا يحل لها أن تنذر قطيعتي، فأقبل به المسور وعبد الرَّحمَن، مشتملين بأرديتهما، حتى استأذنا على عائشة، فقالا: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، أندخل؟ قالت عائشة: ادخلوا، قالوا: كلنا؟ قالت: نعم، ادخلوا كلكم، ولا تعلم أن معهما ابن الزبير، فلما دخلوا، دخل ابن الزبير الحجاب فاعتنق عائشة، وطفق يناشدها ويبكي، وطفق المسور وعبد الرَّحمَن يناشدانها إلا ما كلمته، وقبلت منه، ويقولان: إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عما قد علمت من الهجرة، فإنه لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، فلما أكثروا على عائشة من التذكرة والتحريج، طفقت تذكرهما نذرها وتبكي، وتقول: إني نذرت والنذر شديد، فلم يزالا بها حتى كلمت ابن الزبير، وأعتقت في نذرها ذلك أربعين رقبة، وكانت تذكر نذرها بعد ذلك فتبكي، حتى تبل دموعها خمارها
(1)
.
⦗ص: 320⦘
أخرجه عبد الرزاق (15851) عن مَعمَر. و «أحمد» 4/ 327 (19129) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا مَعمَر. وفي 4/ 328 (19131) قال: حدثنا أَبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. و «البخاري» 8/ 25 (6073 و 6074 و 6075) قال: حدثنا أَبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب.
(1)
اللفظ للبخاري (6073).
وفي «الأدب المفرد» (397) قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني الليث، قال: حدثني عبد الرَّحمَن بن خالد. و «ابن حِبَّان» (5662) قال: أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة، قال: حدثنا ابن أبي السري، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعمَر.
ثلاثتهم (مَعمَر بن راشد، وشعيب بن أبي حمزة، وعبد الرَّحمَن بن خالد) عن الزُّهْري، قال: حدثني عوف بن مالك بن الطفيل، هو ابن الحارث، وهو ابن أخي عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم لأمها، فذكره.
- في رواية معمر، وعبد الرَّحمَن بن خالد:«عوف بن الحارث، وهو ابن أخي عائشة لأمها، أن عائشة حدثته» .
- قال أَبو حاتم بن حبان: عائشة هي خالة عبد الله بن الزبير، لأن أم عبد الله بن الزبير أسماء بنت أَبي بكر أخت عائشة.
• أَخرجه أحمد (19130) قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي، قال: حدثنا الزُّهْري، عن الطفيل بن الحارث، وكان رجلا من أزد شنوءة، وكان أخا لعائشة لأمها أم رومان، فذكر الحديث، فاستعان عليها بالمسور بن مخرمة، وعبد الرَّحمَن بن الأسود بن عبد يغوث، فاستأذنا عليها، فأذنت لهما، فكلماها وناشداها الله والقرابة، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«لا يحل لامرئ مسلم، يهجر أخاه فوق ثلاث» .
- جعله من رواية الزُّهْري، عن الطفيل بن الحارث
(1)
.
(1)
المسند الجامع (11424)، وتحفة الأشراف (11279)، وأطراف المسند (7092).
والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (24: 27)، والبيهقي 6/ 61.
10917 -
عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم، يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه، قالا:
قال الزُّهْري: وكان أَبو هريرة يقول: ما رأيت أحدا قط كان أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الزُّهْري، في حديث المسور بن مخرمة ومروان: فراحوا، حتى إذا كانوا ببعض الطريق، قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن خالد بن الوليد بالغميم، في خيل لقريش طليعة، فخذوا ذات اليمين، فوالله، ما شعر بهم خالد، حتى إذا هو بقترة الجيش، فانطلق يركض نذيرا لقريش، وسار النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها بركت به راحلته، وقال يحيى بن سعيد، عن ابن المبارك: بركت بها راحلته ـ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: حل، حل، فألحت، فقالوا: خلأت القصواء، خلأت القصواء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما خلأت القصواء، وما ذاك لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل، ثم قال: والذي نفسي بيده، لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات
⦗ص: 322⦘
الله، إلا أعطيتهم إياها،
ثم زجرها فوثبت به، قال: فعدل عنها، حتى نزل بأقصى الحُدَيبيَة، على ثمد قليل الماء، إنما يتبرضه الناس تبرضا، فلم يلبثه الناس أن نزحوه، فشكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العطش، فانتزع سهما من كنانته، ثم أمرهم أن يجعلوه فيه، قال: فوالله، ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا عنه، قال: فبينما هم كذلك، إذ جاء بديل بن ورقاء الخُزاعي في نفر من قومه، وكانوا عيبة نصح لرسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل تهامة، وقال: إني تركت كعب بن لؤي، وعامر بن لؤي، نزلوا أعداد مياه الحُدَيبيَة، معهم العوذ المطافيل، وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا لم نجئ لقتال أحد، ولكنا جئنا معتمرين، وإن قريشا قد نهكتهم الحرب فأضرت بهم، فإن شاؤوا ماددتهم مدة، ويخلوا بيني وبين الناس، فإن أظهر، فإن شاؤوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا، وإلا فقد جموا، وإن هم أَبوا، فوالذي نفسي بيده، لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي، أو لينفذن الله أمره ـ قال يحيى، عن ابن المبارك: حتى تنفرد، قال: فإن شاؤوا ماددناهم مدة ـ قال بديل: سأبلغهم ما تقول، فانطلق حتى أتى قريشا، فقال: إنا قد جئناكم من عند هذا الرجل، وسمعناه يقول قولا، فإن شئتم نعرضه عليكم؟ فقال سفهاؤهم: لا حاجة لنا في أن تحدثنا عنه بشيء، وقال ذو الرأي منهم: هات ما سمعته يقول، قال: سمعته يقول كذا وكذا، فحدثهم بما قال النبي صلى الله عليه وسلم فقام عروة بن مسعود الثقفي، فقال: أي قوم، ألستم بالوالد؟ قالوا: بلى، قال: أولست بالولد؟ قالوا: بلى، قال: فهل تتهموني؟ قالوا: لا، قال: ألستم تعلمون أني استنفرت أهل عكاظ، فلما بلحوا علي جئتكم بأهلي، ومن أطاعني؟ قالوا: بلى، فقال: إن هذا قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها، ودعوني آته، فقالوا: ائته، فأتاه، قال: فجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم فقال له نحوا من قوله لبديل، فقال عروة عند ذلك: أي محمد، أرأيت إن استأصلت قومك، هل سمعتَ بأحد من العرب اجتاح أصله قبلك؟ وإن تكن الأخرى، فوالله، إني لأرى وجوها، وأرى أوباشا من الناس، خلقا أن يفروا ويدعوك، فقال له أَبو بكر، رضي الله عنه:
⦗ص: 323⦘
امصص بظر اللات، نحن نفر عنه وندعه؟! فقال: من ذا؟ قالوا: أَبو بكر،
قال: أما والذي نفسي بيده، لولا يد كانت لك عندي لم أجزك بها، لأجبتك، وجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم فكلما كلمه أخذ بلحيته، والمغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي صلى الله عليه وسلم ومعه السيف، وعليه المغفر، وكلما أهوى عروة بيده إلى لحية النبي صلى الله عليه وسلم ضرب يده بنعل السيف، وقال: أخر يدك عن لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع عروة يده فقال: من هذا؟ قالوا: المغيرة بن شعبة، قال: أي غدر، أولست أسعى في غدرتك، وكان المغيرة صحب قوما في الجاهلية، فقتلهم وأخذ أموالهم، ثم جاء فأسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما الإسلام فأقبل، وأما المال فلست منه في شيء، ثم إن عروة جعل يرمق النبي صلى الله عليه وسلم بعينه، قال: فوالله، ما تنخم رسول الله صلى الله عليه وسلم نخامة، إلا وقعت في كف رجل منهم، فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيما له، فرجع إلى أصحابه، فقال: أي قوم، والله، لقد وفدت على الملوك، ووفدت على قيصر، وكسرى، والنجاشي، والله، إن رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدا صلى الله عليه وسلم والله، إن يتنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم، فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون إليه النظر تعظيما له، وإنه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها، فقال رجل من بني كنانة: دعوني آتيه، فقالوا: ائته، فلما أشرف على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا فلان، وهو من قوم يعظمون البدن، فابعثوها له، فبعثت له، واستقبله القوم يلبون، فلما رأى ذلك قال: سبحان الله، ما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت، قال: فلما رجع إلى أصحابه قال: رأيت البدن قد قلدت وأشعرت، فلم أر أن يصدوا عن البيت، فقام رجل منهم، يقال له: مكرز بن حفص، فقال: دعوني آته، فقالوا: ائته، فلما أشرف عليهم قال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا مكرز، وهو رجل فاجر، فجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم فبينا هو يكلمه إذ جاءه سهيل بن عَمرو».
قال معمر: وأخبرني أيوب، عن عكرمة؛ أنه لما جاء سهيل، قال النبي صلى الله عليه وسلم: سهل من أمركم».
قال الزُّهْري في حديثه: فجاء سهيل بن عَمرو، فقال: هات اكتب بيننا وبينكم كتابا، فدعا الكاتب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اكتب بسم الله الرَّحمَن الرحيم، فقال سهيل: أما الرَّحمَن فوالله ما أدري ما هو، وقال ابن المبارك: ما هو، ولكن اكتب باسمك اللهم، كما كنت تكتب، فقال المسلمون: والله، ما نكتبها إلا بسم الله الرَّحمَن الرحيم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اكتب باسمك اللهم، ثم قال: هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله، فقال سهيل: والله، لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت، ولا قاتلناك، ولكن اكتب محمد بن عبد الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: والله، إني لرسول الله وإن كذبتموني، اكتب محمد بن عبد الله».
قال الزُّهْري: وذلك لقوله: لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله، إلا أعطيتهم إياها».
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: على أن تخلوا بيننا وبين البيت، فنطوف به، فقال سهيل: والله، لا تتحدث العرب أنا أخذنا ضغطة، ولكن لك من العام المقبل، فكتب، فقال سهيل: على أنه لا يأتيك منا رجل، وإن كان على دينك، إلا رددته إلينا، فقال المسلمون: سبحان الله، كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلما؟! فبينا هم كذلك، إذ جاء أَبو جندل بن سهيل بن عَمرو يرسف، وقال يحيى، عن ابن المبارك: يرصف ـ في قيوده، وقد خرج من أسفل مكة، حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين، فقال سهيل: هذا يا محمد أول ما أقاضيك عليه أن ترده إلي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا لم نقض الكتاب بعد، قال: فوالله، إذا لا نصالحك على شيء أبدا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فأجزه لي، قال: ما أنا بمجيزه لك، قال: بلى فافعل، قال: ما أنا بفاعل، قال مكرز: بلى قد أجزناه لك، فقال أَبو جندل: أي معاشر المسلمين، أرد إلى المشركين وقد جئت مسلما؟! ألا ترون ما قد لقيت؟ وكان
⦗ص: 325⦘
قد عذب عذابا شديدا في الله،
فقال عمر، رضي الله عنه: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: ألست نبي الله؟ قال: بلى، قلت: ألسنا على الحق، وعدونا على الباطل؟ قال: بلى، قال: قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذا؟ قال: إني رسول الله، ولست أعصيه، وهو ناصري؟ قلت: أوليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال: بلى، قال: أفأخبرتك أنك تأتيه العام؟ قلت: لا، قال: فإنك آتيه ومتطوف به، قال: فأتيت أبا بكر، رضي الله عنه، فقلت: يا أبا بكر، أليس هذا نبي الله حقا؟ قال: بلى، قلت: ألسنا على الحق، وعدونا على الباطل؟ قال: بلى، قلت: فلم نعطي الدنية في ديننا إذا؟ قال: أيها الرجل، إنه رسول الله، ولن يعصي ربه، عز وجل، وهو ناصره، فاستمسك، وقال يحيى بن سعيد: بغرزه، وقال: تطوف بغرزه حتى تموت ـ فوالله، إنه لعلى الحق، قلت: أوليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به؟ قال: بلى، قال: أفأخبرك أنه يأتيه العام؟ قلت: لا، قال: فإنك آتيه ومتطوف به».
قال الزُّهْري: قال عمر: فعملت لذلك أعمالا.
قال: فلما فرغ من قضية الكتاب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: قوموا فانحروا، ثم احلقوا، قال: فوالله، ما قام منهم رجل، حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد، قام فدخل على أُم سلمة، فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت أُم سلمة: يا رسول الله، أتحب ذلك؟ اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة، حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقك، فقام فخرج، فلم يكلم أحدا منهم، حتى فعل ذلك، نحر هديه، ودعا حالقه، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضا، حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما، ثم جاءه نسوة مؤمنات، فأنزل الله، عز وجل:{يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات} حتى بلغ: {بعصم الكوافر} قال: فطلق عمر يومئذ امرأتين كانتا له في الشرك، فتزوج إحداهما معاوية بن أبي سفيان، والأخرى صفوان بن أُمية، ثم رجع إلى المدينة، فجاءه أَبو بصير، رجل من قريش، وهو مسلم، وقال يحيى، عن ابن المبارك: فقدم عليه أَبو بصير بن أسيد الثقفي مسلما مهاجرا ـ فاستأجر الأخنس بن شريق،
⦗ص: 326⦘
رجلا كافرا من بني عامر بن لؤي، ومولى معه، وكتب معهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله الوفاء،
فأرسلوا في طلبه رجلين، فقالوا: العهد الذي جعلت لنا فيه، فدفعه إلى الرجلين، فخرجا به حتى بلغا به ذا الحليفة، فنزلوا يأكلون من تمر لهم، فقال أَبو بصير لأحد الرجلين: والله، إني لأرى سيفك يا فلان هذا جيدا، فاستله الآخر، فقال: أجل والله، إنه لجيد، لقد جربت به ثم جربت، فقال أَبو بصير: أرني أنظر إليه، فأمكنه منه، فضربه به حتى برد، وفر الآخر حتى أتى المدينة، فدخل المسجد يعدو، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد رأى هذا ذعرا، فلما انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: قتل والله صاحبي وإني لمقتول، فجاء أَبو بصير فقال: يا نبي الله، قد والله أوفى الله ذمتك، قد رددتني إليهم، ثم أنجاني الله منهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ويل أمه مسعر حرب، لو كان له أحد، فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم، فخرج حتى أتى سيف البحر، قال: وينفلت أَبو جندل بن سهيل، فلحق بأبي بصير، فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم، إلا لحق بأبي بصير، حتى اجتمعت منهم عصابة، قال: فوالله، ما يسمعون بعير خرجت لقريش إلى الشام، إلا اعترضوا لها، فقتلوهم وأخذوا أموالهم، فأرسلت قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم تناشده الله والرحم، لما أرسل إليهم، فمن أتاه فهو آمن، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليهم، فأنزل الله، عز وجل:{وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم} حتى بلغ: {حمية الجاهلية} ، وكانت حميتهم أنهم لم يقروا أنه نبي الله، ولم يقروا ببسم الله الرَّحمَن الرحيم، وحالوا بينهم وبين البيت»
(1)
.
(1)
اللفظ لأحمد (19136).
- وإن كان في إسناده عبد الرزاق، إلا أنه توبع متابعة كاملة، فقد أخرجه أحمد عقبه (19137)، قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا مَعمَر، عن الزُّهْري، عن عروة، عن المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم، قالا: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحُدَيبيَة، في بضع عشرة مئة، فذكر الحديث.
واللفظ المذكور تمت مقابلته حرفا بحرف على رواية يحيى بن سعيد القطان، الصحيحة، وتم إثبات فروق الحروف بين الروايتين في اللفظ المذكور، إما بواسطة أحمد بن حنبل نفسه، أو ابنه عبد الله.
وقد تكرر ذلك مرارا في سياق اللفظ حتى في الحرف الواحد، ومثال ذلك:«قد جمعوا لك الأحابش، وقال يحيى بن سعيد، عن ابن المبارك: وقال: قد جمعوا لك الأحابيش» ، وهكذا.
- وفي رواية: «خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحُدَيبيَة، يريد زيارة البيت، لا يريد قتالا، وساق معه الهدي، سبعين بدنة، وكان الناس سبع مئة رجل، فكانت كل بدنة عن عشرة، قال: وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان بعُسفان، لقيه بشر بن سفيان الكعبي، فقال: يا رسول الله، هذه قريش قد سمعت بمسيرك، فخرجت معها العوذ المطافيل، قد لبسوا جلود النمور، يعاهدون الله أن لا تدخلها عليهم عنوة أبدا، وهذا خالد بن الوليد في خيلهم، قد قدموها إلى كراع الغميم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ويح قريش، لقد أكلتهم الحرب، ماذا عليهم لو خلوا بيني وبين سائر الناس، فإن أصابوني كان الذي أرادوا، وإن أظهرني الله عليهم، دخلوا في الإسلام وهم وافرون، وإن لم يفعلوا قاتلوا وبهم قوة، فماذا تظن قريش، والله، إني لا أزال أجاهدهم على الذي بعثني الله له، حتى يظهره الله له، أو تنفرد هذه السالفة، ثم أمر الناس فسلكوا ذات اليمين بين ظهري الحمض، على طريق تخرجه على ثنية المرار والحُدَيبيَة من أسفل مكة، قال: فسلك بالجيش تلك الطريق، فلما رأت خيل قريش قترة الجيش قد خالفوا عن طريقهم، نكصوا راجعين إلى قريش، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا سلك ثنية المرار، بركت ناقته، فقال الناس: خلأت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما خلأت، وما هو لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل عن مكة، والله، لا تدعوني قريش اليوم إلى خطة يسألوني فيها صلة الرحم، إلا أعطيتهم إياها، ثم قال للناس: انزلوا، فقالوا: يا رسول الله، ما بالوادي من ماء ينزل عليه الناس، فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم سهما من كنانته، فأعطاه رجلا من أصحابه، فنزل في قليب من تلك القلب، فغرزه فيه، فجاش الماء بالرواء، حتى ضرب الناس عنه بعطن، فلما اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بديل بن ورقاء في رجال من خزاعة، فقال لهم كقوله لبشر بن سفيان، فرجعوا إلى قريش، فقالوا: يا معشر قريش، إنكم تعجلون على محمد، إن محمدا لم يأت لقتال، إنما جاء زائرا لهذا البيت، معظما لحقه، فاتهموهم.
قال محمد، يعني ابن إسحاق: قال الزُّهْري: وكانت خزاعة في عيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلمها ومشركها، لا يخفون على رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا كان بمكة، فقالوا: وإن كان إنما جاء لذلك، فلا والله لا يدخلها أبدا علينا عنوة، ولا تتحدث بذلك العرب، ثم بعثوا إليه مكرز بن حفص بن الأخيف، أحد بني عامر بن لؤي، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: هذا رجل غادر، فلما انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو مما كلم به أصحابه، ثم رجع إلى قريش، فأخبرهم بما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فبعثوا إليه الحلس بن علقمة الكناني، وهو يومئذ سيد الأحابش، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: هذا من قوم يتألهون، فابعثوا الهدي في وجهه، فبعثوا الهدي، فلما رأى الهدي يسيل عليه من عرض الوادي في قلائده، قد أكل أوباره من طول الحبس عن محله، رجع ولم يصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إعظاما لما رأى، فقال: يا معشر قريش، قد رأيت ما لا يحل صده، الهدي في قلائده، قد أكل أوباره من طول الحبس عن محله، فقالوا: اجلس، فإنما أنت أعرابي لا علم لك، فبعثوا إليه عروة بن مسعود الثقفي، فقال: يا معشر قريش، إني قد رأيت ما يلقى منكم من تبعثون إلى محمد، إذا جاءكم، من التعنيف وسوء اللفظ، وقد عرفتم أنكم والد، وأني ولد، وقد سمعت بالذي نابكم، فجمعت من أطاعني من قومي، ثم جئت حتى آسيتكم بنفسي، قالوا: صدقت، ما أنت عندنا بمتهم، فخرج حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس بين يديه، فقال: يا محمد، جمعت أوباش الناس، ثم جئت بهم لبيضتك لتفضها، إنها قريش، قد خرجت معها العوذ المطافيل، قد لبسوا جلود النمور، يعاهدون الله أن لا تدخلها عليهم عنوة أبدا، وايم الله، لكأني بهؤلاء قد انكشفوا عنك غدا، قال: وأَبو بكر الصِّدِّيق، رضي الله عنه، خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد، فقال: امصص بظر اللات، أنحن ننكشف عنه؟! قال: من هذا يا محمد؟ قال: هذا ابن أبي قحافة، قال: أما والله، لولا يد كانت لك عندي لكافأتك بها، ولكن هذه بها، ثم تناول لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم والمغيرة بن شعبة واقف على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديد،
قال: فقرع يده، ثم
⦗ص: 329⦘
قال: أمسك يدك عن لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل والله لا تصل إليك، قال: ويحك، ما أفظك وأغلظك، قال: فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من هذا يا محمد؟ قال: هذا ابن أخيك المغيرة بن شعبة، قال: أغدر، هل غسلت سوأتك إلا بالأمس، قال: فكلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل ما كلم به أصحابه، فأخبره أنه لم يأت يريد حربا، قال: فقام من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رأى ما يصنع به أصحابه، لا يتوضأ وضوءا إلا ابتدروه، ولا يبسق بساقا إلا ابتدروه، ولا يسقط من شعره شيء إلا أخذوه، فرجع إلى قريش، فقال: يا معشر قريش، إني جئت كسرى في ملكه، وجئت قيصر، والنجاشي، في ملكهما، والله، ما رأيت ملكا قط مثل محمد في أصحابه، ولقد رأيت قوما لا يسلمونه لشيء أبدا، فروا رأيكم، قال: وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك، بعث خراش بن أُمية الخُزاعي إلى مكة، وحمله على جمل له، يقال له: الثعلب، فلما دخل مكة عقرت به قريش، وأرادوا قتل خراش، فمنعهم الأحابش، حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا عمر ليبعثه إلى مكة، فقال: يا رسول الله، إني أخاف قريشا على نفسي، وليس بها من بني عدي أحد يمنعني، وقد عرفت قريش عداوتي إياها، وغلظتي عليها، ولكن أدلك على رجل هو أعز مني عثمان بن عفان، قال: فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعثه إلى قريش، يخبرهم أنه لم يأت لحرب، وأنه جاء زائرا لهذا البيت، معظما لحرمته، فخرج عثمان حتى أتى مكة، ولقيه أَبَان بن سعيد بن العاص، فنزل عن دابته، وحمله بين يديه، وردف خلفه، وأجاره حتى بلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق عثمان حتى أتى أبا سفيان، وعظماء قريش، فبلغهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أرسله به، فقالوا لعثمان: إن شئت أن تطوف بالبيت فطف به، فقال: ما كنت لأفعل، حتى يطوف به رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: واحتبسته قريش عندها، فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين أن عثمان قد قتل.
قال محمد: فحدثني الزُّهْري؛ أن قريشا بعثوا سهيل بن عَمرو، أحد بني عامر بن لؤي، فقالوا: ائت محمدا فصالحه، ولا يكون في صلحه إلا أن يرجع عنا
⦗ص: 330⦘
عامه هذا، فوالله، لا تتحدث العرب أنه دخلها علينا عنوة أبدا،
فأتاه سهيل بن عَمرو، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال: قد أراد القوم الصلح، حين بعثوا هذا الرجل، فلما انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلما وأطالا الكلام، وتراجعا حتى جرى بينهما الصلح، فلما التأم الأمر، ولم يبق إلا الكتاب، وثب عمر بن الخطاب، فأتى أبا بكر، فقال: يا أبا بكر، أوليس برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أولسنا بالمسلمين؟ أوليسوا بالمشركين؟ قال: بلى، قال: فعلام نعطي الذلة في ديننا؟ فقال أَبو بكر: يا عمر، الزم غرزه حيث كان، فإني أشهد أنه رسول الله، قال عمر: وأنا أشهد، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أولسنا بالمسلمين؟ أوليسوا بالمشركين؟ قال: بلى، قال: فعلام نعطي الذلة في ديننا؟ فقال: أنا عبد الله ورسوله، لن أخالف أمره، ولن يضيعني، ثم قال عمر: ما زلت أصوم، وأتصدق، وأصلي، وأعتق، من الذي صنعت، مخافة كلامي الذي تكلمت به يومئذ، حتى رجوت أن يكون خيرا، قال: ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اكتب بسم الله الرَّحمَن الرحيم، فقال سهيل بن عَمرو: لا أعرف هذا، ولكن اكتب باسمك اللهم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اكتب باسمك اللهم، هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عَمرو، فقال: لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك، ولكن اكتب: هذا ما اصطلح عليه محمد بن عبد الله، وسهيل بن عَمرو، على وضع الحرب عشر سنين، يأمن فيهن الناس، ويكف بعضهم عن بعض، على أنه من أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصحابه، بغير إذن وليه، رده عليهم، ومن أتى قريشا ممن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يردوه عليه، وإن بيننا عيبة مكفوفة، وأنه لا إسلال ولا إغلال، وكان في شرطهم حين كتبوا الكتاب: أنه من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه، فتواثبت خزاعة، فقالوا: نحن مع عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعهده، وتواثبت بنو بكر، فقالوا: نحن في عقد قريش وعهدهم، وإنك ترجع عنا عامنا هذا، فلا تدخل علينا مكة، وأنه إذا
⦗ص: 331⦘
كان عام قابل خرجنا عنك، فتدخلها بأصحابك، وأقمت فيهم ثلاثا، معك سلاح الراكب، لا تدخلها بغير السيوف في القرب،
فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتب الكتاب، إذ جاءه أَبو جندل بن سهيل بن عَمرو في الحديد، قد انفلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجوا وهم لا يشكون في الفتح، لرؤيا رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأوا ما رأوا من الصلح والرجوع، وما تحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسه، دخل الناس من ذلك أمر عظيم، حتى كادوا أن يهلكوا، فلما رأى سهيل أبا جندل، قام إليه فضرب وجهه، ثم قال: يا محمد، قد لجت القضية بيني وبينك قبل أن يأتيك هذا، قال: صدقت، فقام إليه فأخذ بتلبيبه، قال: وصرخ أَبو جندل بأعلى صوته: يا معاشر المسلمين، أتردونني إلى أهل الشرك، فيفتنوني في ديني، قال: فزاد الناس شرا إلى ما بهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا جندل، اصبر واحتسب، فإن الله، عز وجل، جاعل لك، ولمن معك من المستضعفين، فرجا ومخرجا، إنا قد عقدنا بيننا وبين القوم صلحا، فأعطيناهم على ذلك، وأعطونا عليه عهدا، وإنا لن نغدر بهم، قال: فوثب إليه عمر بن الخطاب مع أبي جندل، فجعل يمشي إلى جنبه وهو يقول: اصبر أبا جندل، فإنما هم المشركون، وإنما دم أحدهم دم كلب، قال: ويدني قائم السيف منه، قال: يقول: رجوت أن يأخذ السيف فيضرب به أباه، قال: فضن الرجل بأبيه، ونفذت القضية، فلما فرغا من الكتاب، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في الحرم، وهو مضطرب في الحل، قال: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا أيها الناس، انحروا واحلقوا، قال: فما قام أحد، قال: ثم عاد بمثلها، فما قام رجل، ثم عاد بمثلها، فما قام رجل، فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل على أُم سلمة، فقال: يا أُم سلمة، ما شأن الناس؟ قالت: يا رسول الله، قد دخلهم ما قد رأيت، فلا تكلمن منهم إنسانا، واعمد إلى هديك حيث كان فانحره واحلق، فلو قد فعلت ذلك فعل الناس ذلك، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكلم أحدا، حتى أتى هديه فنحره، ثم جلس فحلق، فقام الناس ينحرون
⦗ص: 332⦘
ويحلقون، قال: حتى إذا كان بين مكة والمدينة، في وسط الطريق، فنزلت سورة الفتح»
(1)
.
(1)
اللفظ لأحمد (19117).
(1)
.
(2)
.
- وفي رواية: «خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحُدَيبيَة، في بضع عشرة مئة» فذكر الحديث.
ومن هاهنا ملصق بحديث الزُّهْري، عن القاسم بن محمد، قال: وقال أَبو بصير للعامري، ومعه سيفه: إني أرى سيفك هذا يا أخا بني عامر جيدا، قال: نعم، أجل، قال: أرني أنظر إليه، قال: فأنطاه إياه، فاستله أَبو بصير، ثم ضرب العامري حتى قتله، وفر المولى يجمز قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل، زعموا، على
⦗ص: 333⦘
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد، يطن الحصى من شدة سعيه،
(1)
اللفظ للبخاري (4178 و 4179).
(2)
اللفظ لأحمد (19128).
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه: لقد رأى هذا ذعرا، فذكر نحوا من حديث عبد الرزاق، قال: فلما رأى ذلك كفار قريش، ركب نفر منهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنها لا تغني مدتك شيئا، ونحن نقتل وتنهب أموالنا، وإنا نسألك أن تدخل هؤلاء الذين أسلموا منا في صلحك، وتمنعهم وتحجز عنا قتالهم، ففعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزل الله، عز وجل:{وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم} فقرأ حتى بلغ: {حمية الجاهلية} »
(1)
.
- وفي رواية: «خرج النبي صلى الله عليه وسلم عام الحُدَيبيَة، في بضع عشرة مئة من أصحابه، فلما كان بذي الحليفة، قلد الهدي، وأشعر، وأحرم منها» .
لا أحصي كم سمعته من سفيان، حتى سمعته يقول: لا أحفظ من الزُّهْري الإشعار والتقليد، فلا أدري، يعني موضع الإشعار والتقليد، أو الحديث كله
(2)
.
- وفي رواية: «عن ابن شهاب الزُّهْري، قال: أخبرني عروة بن الزبير، أنه سمع مروان بن الحكم، والمسور بن مخرمة، يخبران خبرا من خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرة الحُدَيبيَة، فكان فيما أخبرني عروة عنهما؛ أنه لما كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم سهيل بن عَمرو، يوم الحُدَيبيَة، على قضية المدة، وكان فيما اشترط سهيل بن عَمرو، أنه قال: لا يأتيك منا أحد، وإن كان على دينك، إلا رددته إلينا، وخليت بيننا وبينه، وأبى سهيل أن يقاضي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا على ذلك، فكره المؤمنون ذلك وامعضوا، فتكلموا فيه، فلما أبى سهيل أن يقاضي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا على ذلك، كاتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا جندل بن سهيل يومئذ إلى أبيه سهيل بن عَمرو، ولم يأت رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد من الرجال إلا رده في تلك المدة، وإن كان مسلما، وجاءت المؤمنات مهاجرات، فكانت أم كلثوم بنت
⦗ص: 334⦘
عقبة بن أبي معيط ممن خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي عاتق، فجاء أهلها يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرجعها إليهم، حتى أنزل الله تعالى، في المؤمنات ما أنزل»
(3)
.
(1)
اللفظ لأحمد (19137).
(2)
اللفظ للبخاري (4157 و 4158).
(3)
اللفظ للبخاري (4180 و 4181).
أخرجه عبد الرزاق (9720) عن مَعمَر. و «ابن أبي شيبة» (13369 و 37231 و 38005) قال: حدثنا ابن عُيينة. و «أحمد» 4/ 323 (19116) و 4/ 328 (19132) قال: حدثنا سفيان بن عُيينة. وفي 4/ 323 (19117) قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا محمد بن إسحاق بن يسار. وفي 4/ 327 (19128) و 4/ 328 (19136) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعمَر. وفي 4/ 331 (19137) قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا معمر. و «البخاري» 2/ 206 (1694 و 1695) قال: حدثنا أحمد بن محمد، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا معمر. وفي 3/ 252 (2731 و 2732) قال: حدثني عبد الله بن محمد، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعمَر. وفي 5/ 157 (4157 و 4158) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا سفيان. وفي 5/ 161 (4178 و 4179) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثنا سفيان، قال: سمعت الزُّهْري حين حدث هذا الحديث، حفظت بعضه، وثبتني معمر. وفي (4180 و 4181) قال: حدثني إسحاق، قال: أخبرنا يعقوب، قال: حدثني ابن أخي ابن شهاب. و «أَبو داود» (1754) قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد، قال: حدثنا سفيان بن عُيينة. وفي (2766) قال: حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا ابن إدريس، قال: سمعت ابن إسحاق. و «النَّسَائي» 5/ 169، وفي «الكبرى» (3737 و 8789) قال: أنبأنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا معمر. وفي «الكبرى» (8528) قال: أخبرنا سعيد بن عبد الرَّحمَن، قال: حدثنا سفيان، عن الزُّهْري، قال: وثبتني معمر بعد عن الزُّهْري. و «أَبو يَعلى» (42) قال: حدثنا عُبيد الله بن عمر القواريري، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا معمر. و «ابن خزيمة» (2906) قال: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثني محمد بن
⦗ص: 335⦘
إسحاق. وفي (2907) قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدثنا سفيان (ح) وحدثنا علي بن خَشرَم، قال: أخبرنا ابن عُيينة. و «ابن حِبَّان» (4872) قال: أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة، قال: حدثنا محمد بن المتوكل بن أبي السري، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعمَر.
أَربعتهم (مَعمَر بن راشد، وسفيان بن عُيينة، ومحمد بن إِسحاق، ومحمد بن عبد الله، ابن أَخي ابن شهاب) عن محمد بن مسلم بن شهاب الزُّهْري، عن عروة بن الزبير، فذكره.
• أَخرجه البخاري 3/ 11 (1811) قال: حدثنا محمود، قال: حدثنا عبد الرزاق. و «أَبو داود» (2765 و 4655) قال: حدثنا محمد بن عبيد، أن محمد بن ثور حدثهم. و «النَّسَائي» 5/ 169، وفي «الكبرى» (3737) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا محمد بن ثور.
كلاهما (عبد الرزاق بن همام، ومحمد بن ثور) عن مَعمَر بن راشد، عن الزُّهْري، عن عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة، قال:
«خرج النبي صلى الله عليه وسلم زمن الحُدَيبيَة، في بضع عشرة مئة من أصحابه، حتى إذا كانوا بذي الحليفة، قلد الهدي وأشعره، وأحرم بالعمرة
…
وساق الحديث، قال: وسار النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها، بركت به راحلته، فقال الناس: حل، حل، خلأت القصواء، مرتين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما خلأت، وما ذلك لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل، ثم قال: والذي نفسي بيده، لا يسألوني اليوم خطة يعظمون بها حرمات الله، إلا أعطيتهم إياها، ثم زجرها فوثبت، فعدل عنهم حتى نزل بأقصى الحُدَيبيَة، على ثمد قليل الماء، فجاءه بديل بن ورقاء الخُزاعي، ثم أتاه، يعني عروة بن مسعود، فجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم فكلما كلمه أخذ بلحيته، والمغيرة بن شعبة قائم على النبي صلى الله عليه وسلم ومعه السيف، وعليه المغفر، فضرب يده بنعل السيف، وقال: أخر يدك عن لحيته، فرفع عروة رأسه فقال: من هذا؟ قالوا: المغيرة بن شعبة، فقال: أي غدر، أولست أسعى في غدرتك؟! وكان المغيرة صحب قوما في الجاهلية، فقتلهم وأخذ أموالهم، ثم جاء فأسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما الإسلام فقد
⦗ص: 336⦘
قبلنا، وأما المال فإنه مال غدر، لا حاجة لنا فيه، فذكر الحديث، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اكتب: هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله
…
وقص الخبر، فقال سهيل: وعلى أنه لا يأتيك منا رجل، وإن كان على دينك، إلا رددته إلينا، فلما فرغ من قضية الكتاب، قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: قوموا فانحروا، ثم احلقوا، ثم جاء نسوة مؤمنات مهاجرات الآية، فنهاهم الله أن يردوهن، وأمرهم أن يردوا الصداق،
ثم رجع إلى المدينة، فجاءه أَبو بصير، رجل من قريش، يعني فأرسلوا في طلبه، فدفعه إلى الرجلين، فخرجا به، حتى إذا بلغا ذا الحليفة، نزلوا يأكلون من تمر لهم، فقال أَبو بصير لأحد الرجلين: والله، إني لأرى سيفك هذا يا فلان جيدا، فاستله الآخر فقال: أجل، قد جربت به، فقال أَبو بصير: أرني أنظر إليه، فأمكنه منه، فضربه به حتى برد، وفر الآخر حتى أتى المدينة، فدخل المسجد يعدو، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد رأى هذا ذعرا، فقال: قتل والله صاحبي، وإني لمقتول، فجاء أَبو بصير فقال: قد أوفى الله ذمتك، فقد رددتني إليهم، ثم نجاني الله منهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ويل أمه، مسعر حرب، لو كان له أحد، فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم، فخرج حتى أتى سيف البحر، وينفلت أَبو جندل فلحق بأبي بصير، حتى اجتمعت منهم عصابة»
(1)
.
- وفي رواية: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحر قبل أن يحلق، وأمر أصحابه بذلك»
(2)
.
- ليس فيه: «مروان بن الحكم» .
• وأخرجه البخاري 3/ 246 (2711 و 2712) قال: حدثنا يحيى بن بُكير، قال: حدثنا الليث، عن عُقيل. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (11748) عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن يحيى بن سعيد، عن ابن المبارك، عن معمر.
كلاهما (عُقيل بن خالد، ومَعمَر بن راشد) عن ابن شهاب، قال: أخبرني عروة بن الزبير، أنه سمع مروان، والمسور بن مخرمة، رضي الله عنهما، يخبران عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
⦗ص: 337⦘
(1)
اللفظ لأبي داود (2765).
(2)
اللفظ للبخاري (1811).
ـ جعله من حديث مروان، والمسور، عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• وأخرجه ابن أبي شيبة (37995) قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن الزُّهْري، عن عروة بن الزبير، عن مروان؛
- ليس فيه: «المسور بن مخرمة» .
• وأخرجه ابن أبي شيبة (38010) قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن عبد العزيز الأَنصاري، قال: حدثني ابن شهاب، قال: حدثني عروة بن الزبير؛
«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عام الحُدَيبيَة، في ألف وثمان مئة، وبعث بين يديه عينا له من خزاعة، يدعى ناجية، يأتيه بخبر القوم، حتى نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم
⦗ص: 338⦘
غديرا بعُسفان، يقال له: غدير الأشطاط، فلقيه عينه بغدير الأشطاط، فقال: يا محمد، تركت قومك كعب بن لؤي، وعامر بن لؤي، قد استنفروا لك الأحابيش، ومن أطاعهم، قد سمعوا بمسيرك، وتركت عبدانهم يطعمون الخزير في دورهم، وهذا خالد بن الوليد في خيل بعثوه، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ماذا تقولون؟ ماذا تأمرون؟ أشيروا علي، قد جاءكم خبر قريش، مرتين، وما صنعت، فهذا خالد بن الوليد بالغميم، قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: أترون أن نمضي لوجهنا، ومن صدنا عن البيت قاتلناه، أم ترون أن نخالف هؤلاء إلى من تركوا وراءهم، فإن اتبعنا منهم عنق قطعه الله،
قالوا: يا رسول الله، الأمر أمرك، والرأي رأيك، فتيامنوا في هذا العصل، فلم يشعر به خالد، ولا الخيل التي معه، حتى جاوز بهم قترة الجيش، وأوفت به ناقته على ثنية تهبط على غائط القوم، يقال له: بلدح، فبركت، فقال: حل، حل، فلم تنبعث، فقالوا: خلأت القصواء، قال: إنها والله ما خلأت، ولا هو لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل، أما والله، لا يدعوني اليوم إلى خطة يعظمون فيها حرمة، ولا يدعوني فيها إلى صلة، إلا أجبتهم إليها، ثم زجرها فوثبت، فرجع من حيث جاء، عوده على بدئه، حتى نزل بالناس على ثمد من ثماد الحُدَيبيَة ظنون، قليل الماء، يتبرض الناس ماءها تبرضا، فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قلة الماء، فانتزع سهما من كنانته، فأمر رجلا فغرزه في جوف القليب، فجاش بالماء، حتى ضرب الناس عنه بعطن، فبينما هو على ذلك، إذ مر به بديل بن ورقاء الخُزاعي، في ركب من قومه من خزاعة، فقال: يا محمد، هؤلاء قومك، قد خرجوا بالعوذ المطافيل، يقسمون بالله ليحولن بينك وبين مكة، حتى لا يبقى منهم أحد، قال: يا بديل، إني لم آت لقتال أحد، إنما جئت أقضي نسكي، وأطوف بهذا البيت، وإلا فهل لقريش في غير ذلك، هل لهم إلى أن أمادهم مدة، يأمنون فيها ويستجمون، ويخلون فيما بيني وبين الناس، فإن ظهر أمري على الناس كانوا فيها بالخيار، أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس، وبين أن يقاتلوا، وقد جموا وأعدوا، قال بديل: سأعرض هذا على قومك، فركب بديل حتى مر بقريش، فقالوا: من أين؟ قال:
⦗ص: 339⦘
جئتكم من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن شئتم أخبرتكم ما سمعت منه فعلت، فقال ناس من سفهائهم: لا تخبرنا عنه شيئا، وقال ناس من ذوي أسنانهم وحكمائهم: بل أخبرنا ما الذي رأيت، وما الذي سمعت، فاقتص عليهم بديل قصة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما عرض عليهم من المدة، قال: وفي كفار قريش، يومئذ، عروة بن مسعود الثقفي، فوثب، فقال: يا معشر قريش، هل تتهمونني في شيء؟ أولست بالولد؟ أولستم بالوالد؟ أولست قد استنفرت لكم أهل عكاظ، فلما بلحوا علي نفرت إليكم بنفسي وولدي، ومن أطاعني؟ قالوا: بلى، قد فعلت،
قال: فاقبلوا من بديل ما جاءكم به، وما عرض عليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم وابعثوني حتى آتيكم بمصادقها من عنده، قالوا: فاذهب، فخرج عروة حتى نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم بالحُدَيبيَة، فقال: يا محمد، هؤلاء قومك كعب بن لؤي، وعامر بن لؤي، قد خرجوا بالعوذ المطافيل، يقسمون لا يخلون بينك وبين مكة، حتى تبيد خضراءهم، وإنما أنت من قتالهم بين أحد أمرين: أن تجتاح قومك، فلم تسمع برجل قط اجتاح أصله قبلك، وبين أن يسلمك من أرى معك، فإني لا أرى معك إلا أوباشا من الناس، لا أعرف أسماءهم، ولا وجوههم، فقال أَبو بكر، وغضب: امصص بظر اللات، أنحن نخذله، أو نسلمه؟! فقال عروة: أما والله، لولا يد لك عندي، لم أجزك بها، لأجبتك فيما قلت، وكان عروة قد تحمل بدية، فأعانه أَبو بكر فيها بعون حسن، والمغيرة بن شعبة قائم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى وجهه المغفر، فلم يعرفه عروة، وكان عروة يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلما مد يده يمس لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم قرعها المغيرة بقدح كان في يده، حتى إذا أحرجه، قال: من هذا؟ قالوا: هذا المغيرة بن شعبة، قال عروة: أنت بذاك يا غدر، وهل غسلت عنك غدرتك إلا أمس بعكاظ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعروة بن مسعود مثل ما قال لبديل، فقام عروة، فخرج حتى جاء إلى قومه، فقال: يا معشر قريش، إني قد وفدت على الملوك، على قيصر في ملكه بالشام، وعلى النجاشي بأرض الحبشة، وعلى كسرى بالعراق، وإني والله، ما رأيت ملكا هو أعظم فيمن هو بين ظهريه
⦗ص: 340⦘
من محمد في أصحابه، والله، ما يشدون إليه النظر، وما يرفعون عنده الصوت، وما يتوضأ من وضوء إلا ازدحموا عليه، أيهم يظفر منه بشيء، فاقبلوا الذي جاءكم به بديل، فإنها خطة رشد، قالوا: اجلس، ودعوا رجلا من بني الحارث بن عبد مناف، يقال له: الحليس، فقالوا: انطلق فانظر ما قبل هذا الرجل، وما يلقاك به، فخرج الحليس، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلا عرفه، قال: هذا الحليس، وهو من قوم يعظمون الهدي، فابعثوا الهدي في وجهه، فبعثوا الهدي في وجهه.
قال ابن شهاب: فاختلف الحديث في الحليس، فمنهم من يقول: جاءه، فقال له مثل ما قال لبديل، وعروة، ومنهم من قال: لما رأى الهدي رجع إلى قريش، فقال: لقد رأيت امرءا، لئن صددتموه إني لخائف عليكم أن يصيبكم عنت، فأبصروا بصركم، قالوا: اجلس، ودعوا رجلا من قريش، يقال له: مكرز بن حفص بن الأخيف، من بني عامر بن لؤي، فبعثوه، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال: هذا رجل فاجر ينظر بعين، فقال له مثل ما قال لبديل، ولأصحابه في المدة، فجاءهم فأخبرهم، فبعثوا سهيل بن عَمرو، من بني عامر بن لؤي، يكاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم على الذي دعا إليه، فجاءه سهيل بن عَمرو، فقال: قد بعثتني قريش إليك، أكاتبك على قضية نرتضي أنا وأنت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم، اكتب: بسم الله الرَّحمَن الرحيم، قال: قال: ما أعرف الله، ولا أعرف الرَّحمَن، ولكن اكتب كما كنا نكتب: باسمك اللهم، فوجد الناس من ذلك، وقالوا: لا نكاتبك على خطة حتى تقر: بالرَّحمَن الرحيم، قال سهيل: إذا لا أكاتبه على خطة حتى أرجع، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اكتب: باسمك اللهم، هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله، قال: لا أقر، لو أعلم أنك رسول الله ما خالفتك، ولا عصيتك، ولكن اكتب: محمد بن عبد الله، فوجد الناس منها أيضا، قال: اكتب: محمد بن عبد الله، سهيل بن عَمرو، فقام عمر بن الخطاب، فقال: يا رسول الله، ألسنا على الحق؟ أوليس عدونا على باطل؟ قال: بلى، قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا؟ قال: إني رسول الله، ولن أعصيه، ولن يضيعني، وأَبو بكر متنح ناحية، فأتاه عمر، فقال: يا أبا بكر، فقال: نعم، قال: ألسنا على الحق؟ أوليس عدونا على
⦗ص: 341⦘
باطل؟ قال: بلى، قال: فعلام نعطي الدنية في ديننا؟ قال: دع عنك ما ترى يا عمر، فإنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولن يضيعه الله، ولن يعصيه، وكان في شرط الكتاب: أنه من كان منا فأتاك، فإن كان على دينك رددته إلينا، ومن جاءنا من قبلك رددناه إليك، قال: أما من جاء من قبلي فلا حاجة لي برده، وأما التي اشترطت لنفسك فتلك بيني وبينك، فبينما الناس على ذلك الحال، إذ طلع عليهم أَبو جندل بن سهيل بن عَمرو يرسف في الحديد، قد خلا له أسفل مكة، متوشحا السيف، فرفع سهيل رأسه، فإذا هو بابنه أبي جندل،
فقال: هذا أول من قاضيتك على رده، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا سهيل، إنا لم نقض الكتاب بعد، قال: ولا أكاتبك على خطة حتى ترده، قال: فشأنك به، قال: فبهش أَبو جندل إلى الناس، فقال: يا معشر المسلمين، أرد إلى المشركين يفتنونني في ديني؟! فلصق به عمر، وأَبوه آخذ بيده يجتره، وعمر يقول: إنما هو رجل، ومعك السيف، فانطلق به أَبوه، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يرد عليهم من جاء من قبلهم يدخل في دينه، فلما اجتمعوا نفر فيهم أَبو بصير، وردهم إليهم، أقاموا بساحل البحر، فكانوا قطعوا على قريش متجرهم إلى الشام، فبعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا نراها منك صلة أن تردهم إليك وتجمعهم، فردهم إليه، وكان فيما أرادهم النبي صلى الله عليه وسلم في الكتاب: أن يدعوه يدخل مكة، فيقضي نسكه، وينحر هديه بين ظهريهم، فقالوا: لا تحدث العرب أنك أخذتنا ضغطة أبدا، ولكن ارجع عامك هذا، فإذا كان قابل أذنا لك، فاعتمرت وأقمت ثلاثا، وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال للناس: قوموا فانحروا هديكم، واحلقوا، وأحلوا، فما قام رجل ولا تحرك، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس بذلك، ثلاث مرات، فما تحرك رجل ولا قام من مجلسه، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك دخل على أُم سلمة، وكان خرج بها في تلك الغزوة، فقال: يا أُم سلمة، ما بال الناس، أمرتهم ثلاث مرار أن ينحروا، وأن يحلقوا، وأن يحلوا، فما قام رجل إلى ما أمرته به؟ قالت: يا رسول الله، اخرج أنت فاصنع ذلك، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يمم هديه، فنحره، ودعا حلاقا فحلقه، فلما رأى الناس ما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبوا إلى هديهم فنحروه، وأكب بعضهم يحلق
⦗ص: 342⦘
بعضا، حتى كاد بعضهم أن يغم بعضا من الزحام».
قال ابن شهاب: وكان الهدي الذي ساقه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه سبعين بدنة.
قال ابن شهاب: فقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر على أهل الحُدَيبيَة، على ثمانية عشر سهما، لكل مئة رجل سهم. «مُرسَل» .
• وأخرجه عبد الرزاق (9678) عن مَعمَر، عن الزُّهْري، قال:
قال معمر: وسمعت أنهم كانوا أخذوا على المغيرة، أن لا يغدر بهم حتى يؤذنهم، فنزلوا منزلا، فجعل يحفر بنصل سيفه، فقالوا: ما تصنع؟ قال: أحفر قبوركم، فاستحلهم بذلك، فشربوا ثم ناموا، فقتلهم، فلم ينج منهم أحد إلا الشريد، فلذلك سمي الشريد. «منقطع»
(1)
.
(1)
المسند الجامع (11425)، وتحفة الأشراف (11250 و 11270)، وأطراف المسند (7087).
والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم، في الآحاد والمثاني» (550 و 551)، وابن الجارود (505)، والدارقُطني (2529)، والطبراني 20/ (13: 16 و 842)، والبيهقي 5/ 215 و 231 و 7/ 171 و 9/ 113 و 144 و 218 و 228 و 10/ 109، والبغوي (1998).
10918 -
عن عروة بن الزبير؛ أن مروان بن الحكم، والمسور بن مخرمة أخبراه؛
«أن النبي صلى الله عليه وسلم قام حين جاءه وفد هوازن، فسألوه أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم، فقال: إن معي من ترون، وأحب الحديث إلي أصدقه، فاختاروا إحدى الطائفتين: إما المال، وإما السبي، وقد كنت استأنيت بهم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم انتظرهم بضع عشرة ليلة، حين قفل من الطائف، فلما تبين لهم أن النبي صلى الله عليه وسلم غير راد إليهم إلا إحدى الطائفتين، قالوا: فإنا نختار سبينا، فقام النبي صلى الله عليه وسلم في الناس،
⦗ص: 343⦘
فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أما بعد، فإن إخوانكم قد جاؤونا تائبين، وإني رأيت أن أرد إليهم سبيهم، فمن أحب منكم أن يطيب ذلك فليفعل، ومن أحب أن يكون على حظه، حتى نعطيه إياه من أول ما يفيء الله علينا فليفعل، فقال الناس: طيبنا لك ذلك، قال: إنا لا ندري من أذن منكم ممن لم يأذن، فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم، فرجع الناس، فكلمهم عرفاؤهم، ثم رجعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه أنهم طيبوا وأذنوا».
فهذا الذي بلغنا عن سبي هوازن
(1)
.
(2)
.
(1)
اللفظ للبخاري (2539 و 2540).
(2)
اللفظ للبخاري (7176 و 7177).
أخرجه أحمد (19121) قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب. و «البخاري» 3/ 130 (2307 و 2308) و 4/ 108 (3131 و 3132) قال: حدثنا سعيد بن عفير، قال: حدثني الليث، قال: حدثني عُقَيل. وفي 3/ 193 (2539 و 2540) و 3/ 205 (2583 و 2584) قال: حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: حدثنا الليث، قال: حدثني عُقَيل. وفي 3/ 211 (2607 و 2608) قال: حدثنا يحيى بن بُكير، قال: حدثنا الليث، عن عُقيل. وفي 5/ 195 (4318 و 4319) قال: حدثنا سعيد بن عفير، قال: حدثني الليث بن سعد، قال: حدثني عقيل (ح) وحدثني إسحاق، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب. وفي 9/ 89 (7176 و 7177) قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثني إسماعيل بن إبراهيم، عن عمه موسى بن عُقبة. و «أَبو داود» (2693) قال: حدثنا أحمد بن أبي مريم، قال: حدثنا عمي، يعني سعيد بن الحكم، قال: أخبرنا الليث، عن عُقيل. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (8825) قال: أخبرنا هارون بن موسى الفروي، قال: حدثني محمد بن فليح، عن موسى.
⦗ص: 344⦘
ثلاثتهم (محمد بن عبد الله، ابن أخي ابن شهاب، وعُقيل بن خالد، وموسى بن عُقبة) عن ابن شهاب الزُّهْري، قال: وزعم عروة بن الزبير، فذكره
(1)
.
(1)
المسند الجامع (11426)، وتحفة الأشراف (11251)، وأطراف المسند (7089).
والحديث؛ أخرجه البيهقي 6/ 360 و 9/ 64، والبغوي (2715).
• أخرجه عبد الرزاق (9741) عن مَعمَر، قال: قال الزُّهْري: وأخبرني عروة بن الزبير، قال:
قال الزُّهْري: فبلغني أن امرأة منهم كانت تحت عبد الرَّحمَن بن عوف، فخيرت فاختارت أن ترجع إلى أهلها، وتركت عبد الرَّحمَن، وكان معجبا بها، وأخرى عند صفوان بن أُمية، فاختارت أهلها. «مُرسَل» .
10919 -
عن علي بن الحسين؛ أنهم حين قدموا المدينة، من عند يزيد بن معاوية، مقتل حسين بن علي، لقيه المسور بن مخرمة، فقال: هل لك إلي من حاجة تأمرني بها؟ قال: فقلت له: لا، قال له: هل أنت معطي سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني أخاف أن يغلبك القوم عليه، وايم الله، لئن أعطيتنيه لا يخلص إليه أبدا حتى تبلغ نفسي؛
(1)
.
(2)
.
أخرجه أحمد (19118) قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي، قال: سمعت النعمان يحدث. وفي (19119) قال: حدثنا أَبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي (19120) قال: حدثنا يعقوب، يعني ابن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن الوليد بن
⦗ص: 346⦘
كثير، قال: حدثني محمد بن عَمرو بن حلحلة الديلي.
(1)
اللفظ لأحمد (19120).
(2)
اللفظ لأحمد (19119).
و «البخاري» 2/ 14 (926) و 5/ 28 (3729) قال: حدثنا أَبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، قال البخاري عقب (926): تابعه الزبيدي. وقال عقب (3729): وزاد محمد بن عَمرو بن حلحلة. وفي 4/ 101 (3110) قال: حدثنا سعيد بن محمد الجَرْمي، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، أن الوليد بن كثير حدثه، عن محمد بن عَمرو بن حلحلة الديلي حدثه. و «مسلم» 7/ 141 (6390) قال: حدثني أحمد بن حنبل، قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا أبي، عن الوليد بن كثير، قال: حدثني محمد بن عَمرو بن حلحلة الديلي. وفي (6391) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرَّحمَن الدَّارِمي، قال: أخبرنا أَبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. وفي 7/ 142 (6392) قال: وحدثنيه أَبو معن الرَّقَاشي، قال: حدثنا وهب، يعني ابن جرير، عن أبيه، قال: سمعت النعمان، يعني ابن راشد يحدث. و «ابن ماجة» (1999) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أَبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب. و «أَبو داود» (2069) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثني أبي، عن الوليد بن كثير، قال: حدثني محمد بن عَمرو بن حلحلة الديلي. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (8314 و 8469) قال: أخبرنا عُبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا عمي، قال: حدثنا أبي، عن الوليد بن كثير، عن محمد بن عَمرو بن حلحلة. وفي (8468) قال: أخبرنا محمد بن خالد بن خلي، قال: حدثنا بشر بن شعيب، عن أبيه. و «أَبو يَعلى» (7181) قال: حدثنا عَمرو بن محمد الناقد، قال: حدثنا حجاج بن أبي منيع الرصافي، قال: حدثنا عُبيد الله بن أبي زياد. و «ابن حِبَّان» (6956) قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار، قال: حدثنا يحيى بن مَعين، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدثنا أبي، عن الوليد بن كثير، قال: حدثني محمد بن عَمرو بن حلحلة. وفي (6957) قال: أخبرنا أَبو يَعلى، قال: حدثنا عَمرو بن محمد الناقد، قال: حدثنا الحجاج بن أبي منيع، قال: حدثني عُبيد الله بن أبي زياد. وفي (7060) قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا المقدمي، قال: حدثنا وهب بن جرير، قال: حدثنا أبي، قال: سمعت النعمان بن راشد يحدث.
خمستهم (النعمان بن راشد، وشعيب، ومحمد بن عَمرو بن حلحلة، ومحمد بن
⦗ص: 347⦘
الوليد الزبيدي، وعُبيد الله بن أبي زياد) عن ابن شهاب الزُّهْري، قال: حدثني علي بن الحسين، فذكره
(1)
.
- أخرجه البخاري 3/ 249 و 7/ 26 تعليقا، قال: وقال المسور:
• وأخرجه عبد الرزاق (13269). وأَبو داود (2070) قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعمَر، عن الزُّهْري، عن عروة
(2)
(ح) وعن أيوب، عن ابن أَبي مُليكة؛
(1)
المسند الجامع (11427)، وتحفة الأشراف (11278)، وأطراف المسند (7086).
والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (554 و 618)، وأَبو عَوانة (4234: 4236)، والطبراني 20/ (18: 21)، والبيهقي 7/ 308.
(2)
قوله: «عن عروة» لم يرد في مطبوع «مصنف عبد الرزاق» ، وأثبتناه عن «فضائل الصحابة لأحمد» (1330)، و «سنن أبي داود» (2070) إذ أخرجاه من طريق عبد الرزاق، وانظر قول الدارقُطني في الفوائد.
- فوائد:
- قال الدارقُطني: يرويه الزُّهْري، واختُلِف عنه؛
فقال محمد بن عَمرو بن حلحلة الديلي: عن ابن شهاب، عن علي بن الحسين، عن المسور بن مخرمة.
⦗ص: 348⦘
وكذلك قال شعيب بن أبي حمزة، والنعمان بن راشد، عن الزُّهْري.
وخالفهم معمر، فقال: عن الزُّهْري، عن عروة مرسلا؛ أن علي بن أبي طالب خطب بنت أبي جهل، ولم يذكر المسور.
قال ذلك عبد الرزاق عن معمر.
وقال حماد بن زيد: عن مَعمَر، عن الزُّهْري، عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر فوقه أحدا.
وحديث علي بن الحسين أشبه.
وقد رواه حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن علي بن الحسين، مُرسلًا. «العلل» (3153).
10920 -
عن ابن أَبي مُليكة، عن المسور بن مخرمة، قال:
هكذا قال
(1)
.
(2)
.
- وفي رواية: «فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني»
(3)
.
⦗ص: 349⦘
أخرجه أحمد (19134) قال: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا الليث، يعني ابن سعد. و «البخاري» 5/ 26 (3714) و 5/ 36 (3767) قال: حدثنا أَبو الوليد، قال: حدثنا ابن عُيينة، عن عَمرو بن دينار. وفي 7/ 47 (5230) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. وفي 7/ 61 (5278) قال: حدثنا أَبو الوليد، قال: حدثنا الليث. و «مسلم» 7/ 140 (6388) قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، وقتيبة بن سعيد، كلاهما عن الليث بن سعد، قال ابن يونس: حدثنا ليث. وفي 7/ 141 (6389) قال: حدثني أَبو مَعمَر، إسماعيل بن إبراهيم الهذلي، قال: حدثنا سفيان، عن عَمرو. و «ابن ماجة» (1998) قال: حدثنا عيسى بن حماد المصري، قال: أخبرنا الليث بن سعد. و «أَبو داود» (2071) قال: حدثنا أحمد بن يونس، وقتيبة بن سعيد، المَعنَى، قال أحمد: حدثنا الليث.
(1)
اللفظ للبخاري (5230).
(2)
اللفظ للنسائي (8466).
(3)
اللفظ للبخاري (3714 و 3767).
و «التِّرمِذي» (3867) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (8312 و 8465) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث. وفي (8313 و 8467) قال: الحارث بن مسكين، قراءة عليه، عن سفيان، عن عَمرو. وفي (8466) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا بشر بن السَّري، قال: حدثنا ليث بن سعد. و «ابن حِبَّان» (6955) قال: أخبرنا الفضل بن الحُبَاب، قال: حدثنا أَبو الوليد الطيالسي، قال: حدثنا ليث بن سعد.
كلاهما (الليث بن سعد، وعَمرو بن دينار) عن عبد الله بن عُبيد الله بن أَبي مُليكة القرشي التيمي، فذكره
(1)
.
- في روايات البخاري، ومسلم (6389)، والتِّرمِذي، والنَّسَائي، وابن حبان:«ابن أَبي مُليكة» .
- وفي رواية ابن ماجة: «عبد الله بن أَبي مُليكة» .
- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
⦗ص: 350⦘
• أخرجه عبد الرزاق (13266) عن ابن جُريج، قال: أخبرني عَمرو بن دينار؛
• وأخرجه عبد الرزاق (13267) عن ابن عُيينة، عن عَمرو بن دينار، عن أبي جعفر، قال:
(1)
المسند الجامع (11428)، وتحفة الأشراف (11267 و 11278)، وأطراف المسند (7086).
والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (2954)، وأَبو عَوانة (4231: 4233)، والطبراني 22/ (1010: 1012)، والبيهقي 7/ 307 و 10/ 201 و 288، والبغوي (3957 و 3958).
- فوائد:
- قال الدارقُطني: يرويه عَمرو بن دينار، واختُلِف عنه؛
فرواه ابن عُيينة، عن عَمرو بن دينار، عن ابن أَبي مُليكة، عن المسور.
ورواه داود العطار، عن عَمرو، مُرسلًا.
ورواه الليث، وابن لَهِيعة، عن ابن أَبي مُليكة، وهو عبد الله بن عُبيد الله بن عبد الله بن أَبي مُليكة القرشي، تيمي، عن المسور بن مخرمة.
وخالفهم أيوب السَّخْتِياني.
ورواه، عن ابن أَبي مُليكة، عن عبد الله بن الزبير.
وحديث المسور بن مخرمة أشبه بالصواب. «العلل» (3149).
10921 -
عن عُبيد الله بن أبي رافع، عن المسور، قال: بعث حسن بن حسن إلى المسور يخطب بنتا له، قال له: توافيني في العتمة، فلقيه، فحمد الله المسور، فقال: ما من سبب ولا نسب ولا صهر، أحب إلي من نسبكم وصهركم، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
⦗ص: 351⦘
وتحتك ابنتها، ولو زوجتك قبضها ذلك، فذهب عاذرا له
(1)
.
أخرجه أحمد (19114) قال: حدثنا أَبو سعيد مولى بني هاشم، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، قال: حدثتنا أم بكر بنت المسور بن مخرمة. و «عبد الله بن أحمد» 4/ 332 (19138) قال: حدثنا محمد بن عباد المكي، قال: حدثنا أَبو سعيد مولى بني هاشم، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، عن أم بكر، وجعفر.
كلاهما (أم بكر بنت المسور، وجعفر بن محمد بن علي بن الحسين) عن عُبيد الله بن أبي رافع، فذكره
(2)
.
(1)
اللفظ لعبد الله بن أحمد.
(2)
المسند الجامع (11429)، وأطراف المسند (7086)، ومَجمَع الزوائد 9/ 203.
والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (30)، والبيهقي 7/ 64.
• حديث عروة بن الزبير، عن المسور بن مخرمة، قال:
سلف في مسند عَمرو بن عوف الأَنصاري، رضي الله تعالى عنه.