المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌587 - معاذ بن جبل الأنصاري - المسند المصنف المعلل - جـ ٢٤

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌520 - كعب بن عَمرو الأَنصاري، أَبو اليسر

- ‌521 - كعب بن عياض الأشعري

- ‌522 - كعب بن مالك الأَنصاري

- ‌523 - كعب بن مُرَّة البَهزي

- ‌524 - كلثوم بن حصين، أَبو رهم الغِفاري

- ‌525 - كلدة بن الحنبل الجُمحي

- ‌526 - كليب الجهني

- ‌527 - كناز بن الحصين

- ‌528 - كيسان بن جَرير المدني

- ‌529 - كيسان بن عبد الله بن طارق الشامي

- ‌ حرف اللام

- ‌530 - لبيبة الأَنصاري

- ‌531 - اللجلاج العامري

- ‌532 - لقيط بن عامر أَبو رَزين، العُقيلي

- ‌ حرف الميم

- ‌533 - ماعز، غير منسوب

- ‌534 - مالك بن التيهان

- ‌535 - مالك بن الحويرث الليثي

- ‌536 - مالك بن ربيعة

- ‌537 - مالك بن ربيعة

- ‌538 - مالك بن صعصعة الأَنصاري

- ‌539 - مالك بن عبادة، أَبو موسى الغافقي

- ‌540 - مالك بن عبد الله الخثعمي

- ‌541 - مالك بن عبد الله الخُزاعي

- ‌542 - مالك بن عتاهية التجيبي

- ‌543 - مالك بن نضلة الجشمي

- ‌544 - مالك بن هبيرة السَّكوني

- ‌545 - مالك بن يسار السَّكوني

- ‌546 - مجاشع بن مسعود السلمي

- ‌547 - مجاعة بن مرارة اليمامي

- ‌548 - مجمع بن جارية الأَنصاري

- ‌549 - مجمع بن يزيد بن جارية الأَنصاري

- ‌550 - محجن بن الأدرع الأسلمي

- ‌551 - محجن بن أبي محجن الديلي

- ‌552 - محرش الكعبي الخُزاعي

- ‌553 - محمد بن حاطب الجُمحي

- ‌554 - محمد بن صفوان الأَنصاري

- ‌555 - محمد بن صيفي الأَنصاري

- ‌556 - محمد بن طلحة بن عُبيد الله التيمي

- ‌557 - محمد بن عبد الله بن جحش الأسدي

- ‌558 - محمد بن عبد الله بن سلام الإسرائيلي

- ‌559 - محمد بن مَسلَمة الأَنصاري

- ‌560 - محمود بن لَبيد الأَنصاري

- ‌561 - مُحَيِّصَة بن مسعود الأَنصاري

- ‌562 - مخارق بن سليم الشيباني

- ‌563 - مخمر بن معاوية النميري

- ‌564 - مخنف بن سليم الغامدي

- ‌565 - مخول بن يزيد البَهزي

- ‌566 - مَرثد بن ظبيان السدوسي

- ‌567 - مَرثد بن أبي مَرثد الغنوي

- ‌568 - مرحب، أو أَبو مرحب

- ‌569 - مرداس بن مالك الأسلمي

- ‌570 - مرة بن عَمرو بن حبيب الفهري

- ‌571 - مرة بن وهب الثقفي

- ‌572 - مزيدة بن جابر العبدي، ثم العصري

- ‌573 - المستورد بن شداد الفهري

- ‌574 - مسعود بن الأسود القرشي

- ‌575 - مسعود بن هبيرة مولى فروة الأسلمي

- ‌576 - مسلم بن الحارث التميمي

- ‌577 - مسلم بن عبد الله الأزدي

- ‌578 - مسلم بن عُبيد الله القرشي

- ‌579 - مسلم القرشي، أَبو رائطة

- ‌580 - مَسلَمة بن مُخَلَّد(1)الأَنصاري الزرقي(2)

- ‌581 - المسور بن مخرمة الزُّهْري

- ‌582 - المسور بن يزيد، الأسدي المالكي

- ‌583 - المُسَيب بن حزن المخزومي

- ‌584 - المطلب بن أبي وداعة السهمي

- ‌585 - مطيع بن الأسود العدوي

- ‌586 - معاذ بن أَنس الجهني

- ‌587 - معاذ بن جبل الأَنصاري

- ‌588 - معاذ ابن عفراء الأَنصاري

- ‌589 - معاوية بن جاهمة السلمي

- ‌590 - معاوية بن حديج التجيبي

- ‌591 - معاوية بن الحكم السلمي

- ‌592 - معاوية بن حيدة القشيري

- ‌593 - معاوية بن أبي سفيان الأُمَوي

الفصل: ‌587 - معاذ بن جبل الأنصاري

‌587 - معاذ بن جبل الأَنصاري

(1)

كتاب الإيمان

10966 -

عن أَنس بن مالك، أن معاذ بن جبل حدثه، قال:

«بينما أنا رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بيني وبينه إلا آخرة الرحل، فقال: يا معاذ، قلت: لبيك رسول الله وسعديك، قال: ثم سار ساعة، ثم قال: يا معاذ بن جبل، قلت: لبيك رسول الله وسعديك، قال: ثم سار ساعة، ثم قال: يا معاذ بن جبل، قال: قلت: لبيك رسول الله وسعديك، قال: هل تدري ما حق الله على العباد؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإن حق الله على العباد أن يعبدوه، ولا يشركوا به شيئا، قال: ثم سار ساعة، ثم قال: يا معاذ بن جبل، قلت: لبيك رسول الله وسعديك، قال: فهل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإن حق العباد على الله أن لا يعذبهم»

(2)

.

- وفي رواية: «عن أَنس بن مالك، قال: أتينا معاذ بن جبل، فقلنا: حدثنا من غرائب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نعم، كنت ردفه على حمار، قال: فقال: يا معاذ بن جبل، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: هل تدري ما حق الله على العباد؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: إن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، قال: ثم قال: يا معاذ، قلت: لبيك يا رسول الله، قال: هل تدري ما حق العباد على الله إذا هم فعلوا ذلك؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: أن لا يعذبهم»

(3)

.

أخرجه أحمد (22343) قال: حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن أبي سفيان. وفي 5/ 236 (22408) قال: حدثنا أَبو معاوية، وهو الضرير، قال: حدثنا الأعمش، عن أبي سفيان. وفي 5/ 242 (22447) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام، قال:

⦗ص: 394⦘

حدثنا قتادة. وفي (22449) قال: حدثنا بَهز، قال: حدثنا همام، عن قتادة. و «البخاري» 7/ 218 (5967) و 8/ 74 (6267 م) و 8/ 130 (6500) قال: حدثنا هُدبة بن خالد، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا قتادة.

(1)

قال البخاري: معاذ بن جبل، أَبو عبد الرَّحمَن، الأَنصاري، هو الخزرجي السلمي، شهد بَدرًا مع النبي صلى الله عليه وسلم. «التاريخ الكبير» 7/ 359.

(2)

اللفظ لأحمد (22447).

(3)

اللفظ لأحمد (22343).

ص: 393

وفي 8/ 74 (6267)، وفي «الأدب المفرد» (943) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا همام، عن قتادة. و «مسلم» 1/ 43 (52) قال: حدثنا هداب بن خالد الأزدي، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا قتادة. و «عبد الله بن أحمد» 5/ 242 (22448) قال: حدثني هُدبة بن خالد، قال: حدثني همام، قال: حدثنا قتادة. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (9943) قال: أخبرنا عَمرو بن علي، قال: حدثنا أَبو داود، قال: حدثنا همام، عن قتادة. و «ابن حِبَّان» (362) قال: أخبرنا أَبو يَعلى، قال: حدثنا هُدبة بن خالد، قال: حدثنا همام بن يحيى، قال: حدثنا قتادة.

كلاهما (أَبو سفيان طلحة بن نافع، وقتادة بن دعامة) عن أَنس بن مالك، فذكره

(1)

.

- قلنا: صرح قتادة بالسماع، في رواية هُدبة بن خالد، عند البخاري (5967 و 6500)، ومسلم.

• أَخرجه أحمد (13778) قال: حدثنا حسين. و «عَبد بن حُميد» (1199) قال: حدثنا يونس بن محمد.

كلاهما (حسين بن محمد، ويونس) عن شَيبان بن عبد الرَّحمَن، عن قتادة بن دعامة، قال: حدثنا أَنس بن مالك؛

«أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان في بعض أسفاره، ورديفه معاذ بن جبل، ليس بينهما غير آخرة الرحل، إذ قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: يا معاذ بن جبل، قال: لبيك يا رسول الله وسعديك، ثم سار ساعة، ثم قال: يا معاذ بن جبل، قال: لبيك يا رسول الله وسعديك، قال: هل تدري ما حق الله، عز وجل، على العباد؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: فإن حق الله

⦗ص: 395⦘

على العباد؛ أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، قال: فهل تدري ما حق العباد على الله، إذا هم فعلوا ذلك؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: فإن حقهم على الله، عز وجل، أن لا يعذبهم»

(2)

.

- جعله من مسند أَنس

(3)

.

(1)

المسند الجامع (11478)، وتحفة الأشراف (11308)، وأطراف المسند (7136).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (1841)، والبزار (2627)، وأَبو عَوانة (29)، والطبراني 20/ (81: 88).

(2)

اللفظ لأحمد.

(3)

المسند الجامع (233)، وأطراف المسند (808).

ص: 394

- فوائد:

- رواه سعيد بن سليم الضبي، عن أَنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم وسلف في مسنده.

ص: 395

10967 -

عن عَمرو بن ميمون، عن معاذ، رضي الله عنه، قال:

«كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار، يقال له: عفير، فقال: يا معاذ، هل تدري حق الله على عباده، وما حق العباد على الله؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا، فقلت: يا رسول الله، أفلا أبشر به الناس؟ قال: لا تبشرهم فيتكلوا»

(1)

.

- وفي رواية: «كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هل تدري ما حق الله، عز وجل، على عباده؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، قال: هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟ أن يغفر لهم ولا يعذبهم» .

قال معمر في حديثه: «قال: قلت: يا رسول الله، ألا أبشر الناس؟ قال: دعهم يعملوا»

(2)

.

أخرجه عبد الرزاق (20546) قال: أخبرنا معمر. و «أحمد» 5/ 228 (22341) قال: حدثنا وكيع، عن إسرائيل. وفي (22344) قال: حدثناه عبد الرَّحمَن، قال: حدثنا

⦗ص: 396⦘

سفيان (ح) وعبد الرزاق، قال: حدثنا مَعمَر.

(1)

اللفظ للبخاري.

(2)

اللفظ لأحمد (22344).

ص: 395

و «البخاري» 4/ 35 (2856) قال: حدثني إسحاق بن إبراهيم، سمع يحيى بن آدم، قال: حدثنا أَبو الأحوص

(1)

. و «مسلم» 1/ 43 (53) قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أَبو الأحوص سَلَّام بن سليم. و «أَبو داود» (2559) قال: حدثنا هَنَّاد بن السَّري، عن أبي الأحوص. و «التِّرمِذي» (2643) قال: حدثنا محمود بن غَيلان، قال: حدثنا أَبو أحمد، قال: حدثنا سفيان. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (5846) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا عمار بن رُزيق. و «ابن حِبَّان» (210) قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن بن الشرقي، قال: حدثنا أحمد بن منصور، زاج، قال: حدثنا النضر بن شميل، قال: أخبرنا شعبة.

ستتهم (مَعمَر بن راشد، وإسرائيل بن يونس، وسفيان الثوري، وأَبو الأحوص سَلَّام بن سليم، وعمار بن رُزيق، وشعبة بن الحجاج) عن أبي إسحاق السبيعي، عن عَمرو بن ميمون، فذكره

(2)

.

- قلنا: صرح أَبو إسحاق السبيعي بالسماع في رواية ابن حبان.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وقد روي من غير وجه عن معاذ بن جبل.

(1)

قال ابن حجر: «أَبو الأحوص» شيخ يحيى بن آدم فيه، كنت أظن أنه سلام بالتشديد، وهو ابن سليم، وعلى ذلك يدل كلام المزي، لكن أخرج هذا الحديث النَّسَائي، عن محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي، عن يحيى بن آدم، شيخ شيخ البخاري فيه، فقال: عن عمار بن رُزيق، عن أبي إسحاق، والبخاري أخرجه ليحيى بن آدم، عن أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، وكنية عمار بن رُزيق أَبو الأحوص، فهو هو، ولم أر من نبه على ذلك.

وقد أخرجه مسلم، عن أَبي بكر بن أبي شيبة، وأَبو داود، عن هَنَّاد بن السَّري، كلاهما، عن أبي الأحوص، عن أبي إسحاق، وأَبو الأحوص هذا، هو سلام بن سليم، فإن أبا بكر، وهنادا أدركاه، ولم يدركا عمارا، والله أعلم. «فتح الباري» 6/ 59.

(2)

المسند الجامع (11479)، وتحفة الأشراف (11351)، وأطراف المسند (7191).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (566)، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (1842 و 1843)، وأَبو عَوانة (27)، والطبراني 20/ (254: 257)، والبيهقي 10/ 25، والبغوي (48).

ص: 396

10968 -

عن الأسود بن هلال، عن معاذ بن جبل، قال:

«قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معاذ، أتدري ما حق الله على العباد؟ فقال: الله ورسوله أعلم، قال: أن يعبدوا الله، ولا يشركوا به شيئا، قال: أتدري ما حقهم عليه إذا فعلوا ذلك؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: أن لا يعذبهم»

(1)

.

- وفي رواية: «دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجبته، فقال: هل تدري ما حق الله على الناس؟» نحو حديثهم

(2)

.

أخرجه أحمد (22345) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن، قال: حدثنا سفيان، عن أبي حصين. وفي 5/ 229 (22354) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن أبي حصين، والأشعث بن سليم. و «البخاري» 9/ 140 (7373) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا غُندَر، قال: حدثنا شعبة، عن أبي حصين، والأشعث بن سليم. و «مسلم» 1/ 43 (54) قال: حدثنا محمد بن المثنى، وابن بشار، قال ابن المثنى: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن أبي حصين، والأشعث بن سليم. وفي 1/ 44 (55) قال: حدثنا القاسم بن زكريا، قال: حدثنا حسين، عن زائدة، عن أبي حصين.

كلاهما (أَبو حَصِين عثمان بن عاصم، والأشعث بن سليم) عن الأسود بن هلال المحاربي، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (22345).

(2)

اللفظ لمسلم (55).

(3)

المسند الجامع (11480)، وتحفة الأشراف (11306)، وأطراف المسند (7135).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (1844 و 1845)، وأَبو عَوانة (28)، والطبراني 20/ (317: 320).

ص: 397

10969 -

عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل، قال:

«كنت رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أتدري ما حق الله على العباد؟ قلت: الله

⦗ص: 398⦘

ورسوله أعلم، قال: أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، قال: وهل تدري ما حقهم عليه إذا فعلوا ذلك؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: أن لا يعذبهم»

(1)

.

- وفي رواية: «مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا على حمار، فقال: يا معاذ، هل تدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وحق العباد على الله، إذا فعلوا ذلك، أن لا يعذبهم» .

أخرجه أحمد (22356) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. و «ابن ماجة» (4296) قال: حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، قال: حدثنا أَبو عَوانة.

كلاهما (شعبة بن الحجاج، وأَبو عَوانة الوضاح) عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، فذكره

(2)

.

- في رواية أبي عَوانة: «ابن أبي ليلى» لم يُسَمِّه.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (11481)، وتحفة الأشراف (11346)، وأطراف المسند (7179).

والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (273: 276).

ص: 397

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال ابن خزيمة: عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ بن جبل. «صحيحه» (384).

- وقال الدارقُطني: يرويه عبد الملك بن عمير، واختُلِف عنه؛

فرواه شعبة، عن عبد الملك، فأسنده عنه غُندَر، ومسلم بن إبراهيم.

وأرسله عَمرو بن مرزوق، وأَبو داود.

ورواه زائدة، وأَبو حمزة، وجرير، وزياد البكائي، وأَبو جعفر الرازي، عن عبد الملك، عن ابن أبي ليلى، عن معاذ متصلا.

والمتصل أصح. «العلل» (978).

⦗ص: 399⦘

- وقال الدارقُطني: سماع عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، عن معاذ، فيه نظر، لأن معاذا قديم الوفاة، مات في طاعون عمواس، وله نيف وثلاثون سنة. «العلل» (976).

ص: 398

(1)

المسند الجامع (11482)، وأطراف المسند (7185).

ص: 399

10971 -

عن أبي العوام، عن معاذ بن جبل، قال:

«كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم على جمل أحمر، فقال: يا معاذ، قلت: لبيك، قال: هل تدري ما حق الله على العباد؟ قال: فقلت: الله ورسوله أعلم، قالها ثلاثا، فقلت ذلك ثلاثا، ثم قال: حقه، عز وجل، أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، ثم قال: هل تدري ما حق العباد على الله، إذا فعلوا ذلك؟ فقلت: الله ورسوله أعلم، قالها ثلاثا، وقلت ذلك ثلاثا، فقال: حقهم عليه إذا هم فعلوا ذلك؛ أن يغفر لهم، وأن يدخلهم الجنة» .

أخرجه أحمد (22390) قال: حدثنا عفان، وحسن بن موسى، قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، قال حسن في حديثه: أخبرنا علي بن زيد، عن أبي المليح، قال الحسن: الهذلي، عن روح بن عابد، عن أبي العوام، فذكره

(1)

.

• أَخرجه أحمد (22391) قال: حدثنا عفان، وحسن، قالا: حدثنا حماد، عن عطاء بن السائب، عن أبي رَزين، عن معاذ بن جبل، مِثلَه، غير أنه قال:

⦗ص: 400⦘

«أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بحمار قد شد عليه بردعة» .

إلا أن حسنا جمع الإسنادين في حديثه

(2)

.

(1)

المسند الجامع (11483 و 11484)، وأطراف المسند (7205 و 7214).

والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (245).

(2)

أخرجه الطبراني 20/ (372).

ص: 399

10972 -

عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، وهو الذي بعثه عمر بن الخطاب إلى الشام يفقه الناس، أن معاذ بن جبل حدثه؛

«عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه ركب يوما على حمار له، يقال له: يعفور، رسنه من ليف، ثم قال: اركب يا معاذ، فقلت: سر يا رسول الله، فقال: اركب، فردفته، فصرع الحمار بنا، فقام النبي صلى الله عليه وسلم يضحك، وقمت أذكر من نفسي أسفا، ثم فعل ذلك الثانية، ثم الثالثة، فركب وسار بنا الحمار، فأخلف يده، فضرب ظهري بسوط معه، أو عصا، ثم قال: يا معاذ، هل تدري ما حق الله على العباد؟ فقلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، قال: ثم سار ما شاء الله، ثم أخلف يده فضرب ظهري، فقال: يا معاذ يا ابن أم معاذ، هل تدري ما حق العباد على الله، إذا هم فعلوا ذلك؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإن حق العباد على الله، إذا فعلوا ذلك، أن يدخلهم الجنة» .

أخرجه أحمد (22423) قال: حدثنا أَبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، قال: حدثني عبد الله بن أبي حسين، قال: حدثني شهر بن حوشب، عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11485)، وأطراف المسند (7174).

والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (140).

ص: 400

10973 -

عن أبي وائل، عن معاذ بن جبل، قال:

«كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فأصبحت يوما قريبا منه، ونحن نسير، فقلت: يا رسول الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة، ويباعدني من النار، قال: لقد

⦗ص: 401⦘

سألتني عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه: تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت، ثم قال: ألا أدلك على أَبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة، كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل من جوف الليل، قال: ثم تلا {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} حتى بلغ {يعملون} ثم قال: ألا أخبرك برأس الأمر كله، وعموده، وذروة سنامه؟ قلت: بلى، يا رسول الله، قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد، ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى، يا نبي الله، فأخذ بلسانه قال: كف عليك هذا، فقلت: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو على مناخرهم، إلا حصائد ألسنتهم»

(1)

.

(1)

اللفظ للترمذي.

ص: 400

أخرجه عبد الرزاق (20303). وأحمد (22366) قال: حدثنا عبد الرزاق. و «عَبد بن حُميد» (112) قال: أخبرنا عبد الرزاق. و «ابن ماجة» (3973) قال: حدثنا محمد بن أبي عمر العدني، قال: حدثنا عبد الله بن معاذ. و «التِّرمِذي» (2616) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا عبد الله بن معاذ الصَّنْعاني. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (11330) قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا محمد بن ثور.

ثلاثتهم (عبد الرزاق بن همام، وعبد الله بن معاذ، ومحمد بن ثور) عن مَعمَر بن راشد، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، فذكره

(1)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

(1)

المسند الجامع (11487)، وتحفة الأشراف (11311)، وأطراف المسند (7146).

والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (266)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (3079)، والبغوي (11).

ص: 401

10974 -

عن عروة بن النزال، عن معاذ بن جبل، قال:

⦗ص: 402⦘

«أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك، فلما رأيته خليا قلت له: يا رسول الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة، قال: بخ، لقد سألت عن عظيم، وهو يسير على من يسره الله عليه: تقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتلقى الله، عز وجل، لا تشرك به شيئا، أولا أدلك على رأس الأمر، وعموده، وذروة سنامه؟ أما رأس الأمر فالإسلام، فمن أسلم سلم، وأما عموده فالصلاة، وأما ذروة سنامه فالجهاد في سبيل الله، أولا أدلك على أَبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة، وقيام العبد في جوف الليل يكفر الخطيئة، وتلا هذه الآية: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون}، أولا أدلك على أملك ذلك لك كله؟ قال: فأقبل نفر، قال: فخشيت أن يشغلوا عني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال شعبة: أو كلمة نحوها ـ قال: فقلت: يا رسول الله، قولك: ألا أدلك على أملك ذلك لك كله، قال: فأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى لسانه، قال: قلت: يا رسول الله، وإنا لنؤاخذ بما نتكلم به؟ قال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس على مناخرهم، إلا حصائد ألسنتهم»

(1)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

ص: 401

أخرجه ابن أبي شيبة (19658 و 27029 و 30950) مقطعا. وأحمد (22418).

كلاهما (أَبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل) عن محمد بن جعفر غُندَر، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم بن عُتيبة، قال: سمعت عروة بن النزال يحدث، فذكره.

- قال شعبة: قال لي الحكم: وحدثني به ميمون بن أبي شبيب، وقال الحكم: سمعته منه منذ أربعين سنة.

• وأخرجه أحمد (22382) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم، قال: سمعت عروة بن النزال، أو النزال بن عروة يحدث، عن معاذ بن جبل ـ قال شعبة: فقلت له: سمعه من معاذ؟ قال: لم يسمعه منه، وقد أدركه ـ أنه قال:

«يا رسول الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة؟» .

⦗ص: 403⦘

فذكر مثل حديث معمر، عن عاصم

(1)

.

قال الحكم: وسمعته من ميمون بن أبي شبيب.

(1)

وهو الحديث السابق.

ص: 402

- وأخرجه ابن أبي شيبة (30951) قال: حدثنا عَبيدة بن حُميد، عن الأعمش، عن الحكم، عن ميمون بن أبي شبيب، عن معاذ بن جبل، قال:

«خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك

ثم ذكر نحوه».

• وأخرجه النَّسَائي 4/ 166، وفي «الكبرى» (2547) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، قالا: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة، عن الحكم، قال: سمعت عروة بن النزال يحدث، عن معاذ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«الصوم جنة» .

قال النَّسَائي 4/ 166، وفي «الكبرى» (2548): أخبرني إبراهيم بن الحسن، عن حجاج، عن شعبة، قال لي الحكم: سمعته منه منذ أربعين سنة، ثم قال الحكم: وحدثني به ميمون بن أبي شبيب، عن معاذ بن جبل

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11488 و 11524)، وتحفة الأشراف (11347)، وأطراف المسند (7188)، وإتحاف المهرة (37 و 4284).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (561)، والحارث بن أبي أُسامة، «بغية الباحث» (12)، والطبراني 20/ (304 و 305)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (2549 و 3078 و 3921).

ص: 403

- وأخرجه النَّسَائي 4/ 166، وفي «الكبرى» (2545) قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن سَمُرَة، قال: حدثنا المحاربي، عن فطر، قال: أخبرني حبيب بن أبي ثابت، عن الحكم بن عتيبة، عن ميمون بن أبي شبيب، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«الصوم جنة» .

• وأخرجه النَّسَائي 4/ 166، وفي «الكبرى» (2546) قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى بن حماد، قال: حدثنا أَبو عَوانة، عن سليمان، عن حبيب بن أبي ثابت، والحكم

(1)

، عن ميمون بن أبي شبيب، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 404⦘

«الصوم جنة» .

- قال فيه: «عن حبيب بن أبي ثابت، والحكم»

(2)

.

(1)

في «تحفة الأشراف» : «عن حبيب بن أبي ثابت، عن الحكم، وفي نسخة: عن حبيب بن أبي ثابت، والحكم» .

(2)

المسند الجامع (11523)، وتحفة الأشراف (11367).

والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (291 و 292).

ص: 403

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال أَبو حاتم الرازي: ميمون بن أبي شبيب روى عن معاذ بن جبل مُرسلًا. «الجرح والتعديل» 8/ 234.

- وأخرجه أَبو عبد الرَّحمَن النَّسَائي، في الإغراب 1/ 60 (92)، وقال عقبه: عروة بن النزال لا نعلمه سمع من معاذ.

- وقال الدارقُطني: يرويه الحكم بن عتيبة، واختُلِف عنه؛

فرواه شعبة، عن الحكم، عن عروة بن النزال، أو النزال بن عروة، عن معاذ.

وقال غُندَر، وحجاج: عن شعبة، عن الحكم، قال: وحدثني به أيضا ميمون بن أبي شبيب، عن معاذ.

وكذلك رواه الأعمش، وفطر بن خليفة، عن الحكم، عن ميمون بن أبي شبيب، عن معاذ.

وكذلك قال شَيبان، وأَبو الأحوص عن منصور، عن الحكم.

ورواه زبيد، عن الحكم مرسلا، عن معاذ بن جبل.

واختلف عن الأعمش، فرواه عَبيدة بن حُميد، عن الأعمش، عن الحكم وحده، عن ميمون، عن معاذ.

وخالفه عبد الله بن إدريس، وأَبو إسحاق الفزاري، فروياه عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ميمون بن أبي شبيب.

ورواه جَرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن الحكم، وحبيب، عن ميمون، عن معاذ، فصح القولان عن الأعمش.

وكذلك رواه فطر بن خليفة، عن الحكم، وحبيب أيضا.

⦗ص: 405⦘

ورواه منصور، واختُلِف عنه؛

فقال شَيبان: عن منصور، عن الحكم، عن ميمون بن أبي شبيب، عن معاذ.

وقال أَبو الأحوص: عن منصور، عن حبيب بن أبي ثابت، به.

وقيل: عن شَيبان، عن منصور، عن حبيب بن أبي ثابت أيضا.

وكذلك رواه حماد بن شعيب، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ميمون، عن معاذ.

وهو صحيح من حديث الحكم، وحبيب، عن ميمون. «العلل» (988).

ص: 404

10975 -

عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، عن حديث معاذ بن جبل؛

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج بالناس قبل غزوة تبوك، فلما أن أصبح صلى بالناس صلاة الصبح، ثم إن الناس ركبوا، فلما أن طلعت الشمس نعس الناس على أثر الدلجة، ولزم معاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلو أثره، والناس تفرقت بهم ركابهم على جواد الطريق، تأكل وتسير، فبينما معاذ على أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم وناقته تأكل مرة، وتسير أخرى، عثرت ناقة معاذ، فكبحها بالزمام، فهبت حتى نفرت منها ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كشف عنه قناعه، فالتفت فإذا ليس من الجيش رجل أدنى إليه من معاذ، فناداه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا معاذ، قال: لبيك يا نبي الله، قال: ادن دونك، فدنا منه حتى لصقت راحلتاهما إحداهما بالأخرى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما كنت أحسب الناس منا كمكانهم من البعد، فقال معاذ: يا نبي الله، نعس الناس، فتفرقت بهم ركابهم ترتع وتسير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأنا كنت ناعسا، فلما رأى معاذ بشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، وخلوته له، قال: يا رسول الله، ائذن لي أسألك عن كلمة قد أمرضتني وأسقمتني وأحزنتني، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: سلني عم شئت، قال: يا نبي الله، حدثني بعمل يدخلني الجنة، لا أسألك عن شيء غيره، قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: بخ بخ بخ، لقد سألت بعظيم، لقد سألت بعظيم، ثلاثا، وإنه ليسير على من أراد الله به الخير، وإنه ليسير على من أراد الله به الخير، وإنه ليسير على من أراد الله به الخير، فلم يحدثه بشيء إلا قاله له ثلاث

⦗ص: 406⦘

مرات، يعني أعاده عليه ثلاث مرات، حرصا لكيما يتقنه عنه، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: تؤمن بالله واليوم الآخر، وتقيم الصلاة، وتعبد الله وحده لا تشرك به شيئا، حتى تموت وأنت على ذلك، فقال: يا نبي الله، أعد لي، فأعادها له ثلاث مرات،

ص: 405

ثم قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: إن شئت حدثتك يا معاذ برأس هذا الأمر، وقوام هذا الأمر، وذروة السنام، فقال معاذ: بلى، بأبي وأمي أنت يا نبي الله، فحدثني، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: إن رأس هذا الأمر: أن تشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وإن قوام هذا الأمر: إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وإن ذروة السنام منه: الجهاد في سبيل الله، إنما أمرت أن أقاتل الناس، حتى يقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، ويشهدوا أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، فإذا فعلوا ذلك، فقد اعتصموا وعصموا دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله، عز وجل، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفس محمد بيده، ما شحب وجه، ولا اغبرت قدم، في عمل تبتغى فيه درجات الجنة، بعد الصلاة المفروضة، كجهاد في سبيل الله، ولا ثقل ميزان عبد، كدابة تنفق له في سبيل الله، أو يحمل عليها في سبيل الله»

(1)

.

- وفي رواية: «والذي نفسي بيده، ما شحب وجه، ولا اغبرت قدم، في عمل يبتغى به درجات الجنة، بعد الصلاة المفروضة، كجهاد في سبيل الله، ولا ثقل ميزان عبد، كدابة تنفق له في سبيل الله، عز وجل، أو يحمل عليها في سبيل الله»

(2)

.

- وفي رواية: «أمرت أن أقاتل الناس، حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة» .

أخرجه أحمد (22473) قال: حدثنا أَبو النضر. و «عَبد بن حُميد» (113) قال: حدثنا سليمان بن داود. و «ابن ماجة» (72) قال: حدثنا أحمد بن الأزهر، قال: حدثنا محمد بن يوسف.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

اللفظ لعَبد بن حُميد.

ص: 406

ثلاثتهم (أَبو النضر هاشم بن القاسم، وسليمان، ومحمد بن يوسف) عن عبد الحميد بن بَهرام، قال: حدثنا شهر بن حوشب، قال: حدثني عبد الرَّحمَن بن غَنْم، فذكره

(1)

.

- في رواية أبي النضر: «ابن غنم» لم يُسَمِّه.

• أَخرجه أحمد (22401) قال: حدثنا الحكم بن نافع، قال: حدثنا ابن عياش، عن عبد الله بن عبد الرَّحمَن بن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، عن معاذ بن جبل، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«ذروة سنام الإسلام الجهاد في سبيل الله» .

مختصر

(2)

.

• وأخرجه ابن حبان (214) قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا علي بن الجعد، قال: أخبرنا ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن معاذ بن جبل (ح) وعن عمير بن هانئ، عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، أنه سمع معاذ بن جبل؛

«عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قلت: حدثني بعمل يدخلني الجنة، قال: بخ بخ، سألت عن أمر عظيم، وهو يسير لمن يسره الله به: تقيم الصلاة المكتوبة، وتؤتي الزكاة المفروضة، ولا تشرك بالله شيئا» .

زاد فيه طريق مكحول، عن معاذ

(3)

.

(1)

المسند الجامع (11486)، وتحفة الأشراف (11340)، وأطراف المسند (7175)، ومَجمَع الزوائد 5/ 272، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (4266 و 4284).

والحديث؛ أخرجه البزار (2669 و 2670)، والطبراني 20/ (115 و 117)، والدارقُطني (900).

(2)

المسند الجامع (11561)، وأطراف المسند (7171).

(3)

أخرجه الطبراني 20/ (122).

ص: 407

- فوائد:

- أخرجه ابن عَدي في «الكامل» 7/ 8، في مناكير عبد الحميد بن بَهرام، وقال: هو في نفسه لا بأس به، وإنما عابوا عليه كثرة رواياته عن شهر بن حوشب، وشهر ضعيف جدا.

⦗ص: 408⦘

- قال الدارقُطني: روى هذا الحديث شهر بن حوشب، واختُلِف عنه؛

فرواه عبد الحميد بن بَهرام، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، عن معاذ.

ورواه عبد الله بن عبد الرَّحمَن بن أبي حسين، عن شهر، واختُلِف عنه؛

فرواه شعيب بن أبي حمزة، وإبراهيم بن نشيط، عن ابن أبي حسين، عن شهر، عن ابن غنم، عن معاذ.

وقال ابن عبد الحكم: عن ابن وهب، عن ابن سمعان، وإبراهيم بن نشيط، عن ابن أبي حسين، عن شهر، عن معاذ.

ورواه مسلم بن خالد، عن ابن أبي حسين، عن شهر، عن ابن غنم، عن معاذ.

ورواه محمد بن عَجلان، عن أَبَان بن صالح، وابن أبي حسين، كلاهما عن شهر بن حوشب، عن ابن غنم مرسلا، لم يذكرا فيه معاذا.

وروى هذا الحديث ابن ثوبان، واختُلِف عنه؛

فرواه علي بن الجعد، عن ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول مرسلا، عن معاذ.

وعن عمير بن هانئ، عن ابن غنم، عن معاذ.

ورواه كثير بن هشام، عن ابن ثوبان، قال: حدثني عمير بن هانئ، عن ابن غنم، عن معاذ.

وقال الفريابي: عن ابن ثوبان، قال: حدثني من سمع ابن غنم، ولم يذكر أحدا.

ورواه عطاء الخراساني، عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، عن معاذ.

ورواه سعيد بن مسروق، عن أيوب بن كريز، عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، عن معاذ.

وروى هذا الحديث عاصم بن أبي النجود، واختُلِف عنه؛

فرواه معمر، عن عاصم، عن أبي وائل، عن معاذ.

وخالفه حماد بن سلمة، فرواه عن شهر، عن معاذ.

وقول حماد بن سلمة أشبه بالصواب، لأن الحديث معروف من رواية شهر، على اختلاف عنه فيه، وأحسنها إسنادا حديث عبد الحميد بن بَهرام، ومن تابعه، عن شهر، عن ابن غنم، عن معاذ.

⦗ص: 413⦘

وروى هذا الحديث محمد بن عبد الرَّحمَن بن أَبي بكر بن أَبي مُليكة، وكان ضعيفا، عن المثنى بن الصباح، عن عَمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جَدِّه، عن معاذ، ولا يثبت. «العلل» (988).

ص: 407

10976 -

عن أَنس بن مالك، عن معاذ؛

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: يا معاذ، من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة»

(1)

.

- وفي رواية: «عن معاذ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة» .

وقد قال حماد: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ» .

أخرجه أحمد (22434) قال: حدثنا حسن بن موسى. وفي 5/ 241 (22442) قال: حدثنا عفان.

⦗ص: 414⦘

كلاهما (حسن بن موسى، وعفان بن مسلم) عن حماد بن سلمة، عن عبد العزيز بن صُهَيب، عن أَنس بن مالك، فذكره.

• أَخرجه أَبو يَعلى (3937) قال: حدثنا محمد بن أَبي بكر المُقَدَّمي، قال: حدثنا مبارك مولى عبد العزيز بن صُهَيب، قال: حدثنا عبد العزيز، قال: حدثنا أَنس بن مالك؛

«أن النبي صلى الله عليه وسلم أردف معاذ بن جبل، فقال: يا معاذ، بأعلى صوته، قال: لبيك رسول الله، ثم ناداه الثانية، ثم ناداه الثالثة، بأعلى صوته، فقال: لبيك رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم: من لم يشرك فله الجنة» .

- جعله من مسند أَنس

(2)

.

(1)

لفظ (22434).

(2)

المسند الجامع (11492)، وأطراف المسند (7137).

والحديث؛ أخرجه ابن منده في «الإيمان» (98).

ص: 413

- فوائد:

- مبارك، هو ابن سحيم.

ص: 414

10977 -

عن أبي صالح، عن معاذ بن جبل، أنه إذ حضر قال: أدخلوا علي الناس، فأدخلوا عليه، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«من مات لا يشرك بالله شيئا، جعله الله في الجنة» .

وما كنت أحدثكموه إلا عند الموت، والشهيد على ذلك عويمر أَبو الدرداء، فأتوا أبا الدرداء، فقال: صدق أخي، وما كان يحدثكم به إلا عند موته.

أخرجه أحمد (28098) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، فذكره

(1)

.

(1)

أطراف المسند (7143 و 7981)، ومَجمَع الزوائد 1/ 16، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (94 و 6126).

ص: 415

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ إِسماعيل بن عياش أَبو عُتبة الحِمصي، ليس بحجة. انظر فوائد الحديث رقم (1886).

ص: 415

10979 -

عن عامر الشعبي، قال: لما قدم معاذ إلى اليمن، خطب الناس، فحمد الله، وأثنى عليه، وقال:

«أنا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم؛ أن تعبدوا الله لا تشركوا به شيئا، وتقيموا الصلاة، وتؤتوا الزكاة، وإنما هو الله وحده، والجنة والنار، إقامة فلا ظعن، وخلود فلا موت» .

أخرجه ابن أبي شيبة (35506) قال: حدثنا وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، فذكره

(1)

.

(1)

أخرجه الخلال في «السُّنَّة» (1193).

وأخرجه ابن المبارك في «الزهد» (1566)، مُرسلًا.

ص: 415

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال أَبو زُرعَة الرازي: الشعبي، عن معاذ، مرسل. «المراسيل» لابن أبي حاتم (593).

ص: 415

10980 -

عن شهر بن حوشب، عن معاذ بن جبل، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«مفاتيح الجنة: شهادة أن لا إله إلا الله» .

أخرجه أحمد (22453) قال: حدثنا إبراهيم بن مهدي، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عبد الله بن عبد الرَّحمَن بن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11491)، وأطراف المسند (7150)، ومَجمَع الزوائد 1/ 16 و 10/ 82.

والحديث؛ أخرجه البزار (2660)، والطبراني في «الدعاء» (1479).

ص: 415

- فوائد:

- قلنا: إسناده ضعيفٌ؛ قال البزار: شهر بن حوشب لم يسمع من معاذ بن جبل. "مُسنده"(2660).

- وأخرجه ابن عَدي في «الكامل» 5/ 60، في مناكير شهر بن حوشب، وقال: وشهر هذا ليس بالقوي في الحديث، وهو ممن لا يحتج بحديثه، ولا يتدين به.

- وإِسماعيل بن عياش أَبو عُتبة الحِمصي، ليس بحجة. انظر فوائد الحديث رقم (1886).

ص: 415

10981 -

عن عبد الرَّحمَن بن سَمُرَة، عن معاذ بن جبل، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«ما من نفس تموت، تشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، يرجع ذلك إلى قلب موقن، إلا غفر الله له»

(1)

.

- وفي رواية: «عن هصان بن الكاهل، قال: دخلت المسجد الجامع بالبصرة، فجلست إلى شيخ أبيض الرأس واللحية، فقال: حدثني معاذ بن جبل، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما من نفس تموت، وهي تشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، يرجع ذاك إلى قلب موقن، إلا غفر الله لها» .

قلت له: أنت سمعته من معاذ؟ فكأن القوم عنفوني، قال: لا تعنفوه، ولا تؤنبوه، دعوه، نعم، أنا سمعت ذاك من معاذ، يذبره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (وقال إسماعيل مرة: يأثره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: قلت لبعضهم: من هذا؟ قال: هذا عبد الرَّحمَن بن سَمُرة

(2)

.

- وفي رواية: «عن هصان بن الكاهل ـ قال: وكان أَبوه كاهنا في الجاهلية ـ قال: دخلت المسجد في إمارة عثمان بن عفان، فإذا شيخ أبيض الرأس واللحية، يحدث عن معاذ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث»

(3)

.

- وفي رواية: «عن هصان بن الكاهن العدوي، قال: جلست مجلسا، فيه عبد الرَّحمَن بن سَمُرَة، ولا أعرفه، قال: حدثنا معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما على الأرض نفس تموت، لا تشرك بالله شيئا، تشهد أني رسول الله، يرجع ذاكم إلى قلب موقن، إلا غفر لها» .

قلت: أنت سمعته من معاذ؟ فعنفني القوم، فقال: دعوه، فإنه لم يسئ القول، نعم، أنا سمعته من معاذ، زعم أنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم

(4)

.

(1)

اللفظ للحميدي.

(2)

اللفظ لأحمد (22348).

(3)

اللفظ لأحمد (22349).

(4)

اللفظ للنسائي (10910).

ص: 415

أخرجه الحُميدي (374) قال: حدثنا محمد بن الزِّبْرِقان الأهوازي، أَبو همام، قال: حدثنا يونس بن عبيد. و «أحمد» 5/ 229 (22348) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا يونس. وفي (22349) قال: حدثنا عبد الأعلى، عن يونس. وفي (22350) قال: حدثنا محمد بن أَبي عَدي، عن الحجاج، يعني ابن أبي عثمان. وفي (22351) قال: حدثنا ابن أَبي عَدي، عن حبيب بن الشهيد. و «ابن ماجة» (3796) قال: حدثنا عبد الحميد بن بيان الواسطي، قال: حدثنا خالد بن عبد الله، عن يونس. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (10909) قال: أخبرنا زياد بن أيوب، قال: حدثنا ابن عُلَية، قال: حدثنا يونس. وفي (10910) قال: أخبرنا عَمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا يونس (ح) وأخبرنا عَمرو بن علي، قال: حدثنا ابن أَبي عَدي، عن الحجاج الصواف. وفي (10911) قال: أخبرنا عَمرو بن علي، قال: حدثنا ابن أَبي عَدي، قال: حدثنا حبيب بن الشهيد. و «ابن حِبَّان» (203) قال: أخبرنا الفضل بن الحُبَاب الجُمحي، قال: حدثنا مُسَدد بن مُسَرهد، عن ابن أَبي عَدي، قال: حدثنا حجاج الصواف.

ثلاثتهم (يونس بن عبيد، والحجاج بن أبي عثمان الصواف، وحبيب بن الشهيد) عن حميد بن هلال، عن هصان بن الكاهن العدوي، عن عبد الرَّحمَن بن سَمُرَة، فذكره

(1)

.

- في رواية الحميدي، وأحمد من رواية إسماعيل، وعبد الأعلى، وحبيب، ورواية ابن ماجة، والنَّسَائي من رواية زياد بن أيوب:«هصان بن الكاهل» .

(1)

المسند الجامع (11489)، وتحفة الأشراف (11331)، وأطراف المسند (7169)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (16 و 17).

والحديث؛ أخرجه البزار (2621: 2624)، وابن خزيمة، في التوحيد (518)، والطبراني 20/ (71: 74)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (128 و 129).

ص: 415

10982 -

عَمَّن شهد معاذ بن جبل، حين حضرته الوفاة، يقول: اكشفوا عني سجف القبة، حتى أحدثكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمنعني أن أحدثكم إلا أن تتكلوا عن العمل، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«من قال لا إله إلا الله، مخلصا من قلبه، أو يقينا من قلبه، دخل الجنة، ولم تمسه النار»

(1)

.

أخرجه الحُميدي (373). وأحمد (22410).

كلاهما (عبد الله بن الزبير الحميدي، وأحمد بن حنبل) عن سفيان بن عُيينة، قال: حدثنا عَمرو بن دينار، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: أخبرني من شهد معاذ بن جبل حين حضرته الوفاة، فذكره.

• وأخرجه عَبد بن حُميد (118) قال: حدثنا محمد بن الفضل، قال: حدثنا سعيد بن زيد. و «ابن حِبَّان» (200) قال: أخبرنا علي بن الحسين العسكري، بالرَّقَّة، قال: حدثنا عبدان بن محمد الوكيل، قال: حدثنا ابن أبي زائدة، عن سفيان.

(1)

اللفظ للحميدي.

ص: 415

كلاهما (سعيد بن زيد، وسفيان بن عُيينة) عن عَمرو بن دينار المكي، قال: حدثنا جابر بن عبد الله الأَنصاري، قال: قال معاذ بن جبل في مرضه الذي توفي فيه: لولا أن تتكلوا لحدثتكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«من مات وفي قلبه لا إله إلا الله، موقنا، دخل الجنة»

(1)

.

- وفي رواية: «عن جابر، أن معاذا لما حضرته الوفاة، قال: اكشفوا عني سجف القبة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من شهد أن لا إله إلا الله، مخلصا من قلبه، دخل الجنة» .

- ليس فيه: من شهد معاذ بن جبل

(2)

.

(1)

اللفظ لعَبد بن حُميد.

(2)

المسند الجامع (11490)، وأطراف المسند (7223)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (92 و 94 و 6127).

والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (59 و 63).

ص: 415

10983 -

عن أَنس بن مالك، عن معاذ بن جبل؛

«أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ: يا معاذ، قال: لبيك يا رسول الله، قال: يا معاذ، قال: لبيك يا رسول الله، قال: يا معاذ، قال: لبيك يا رسول الله، قال: بشر الناس؛ من يشهد أن لا إله إلا الله، دخل الجنة» .

⦗ص: 416⦘

أخرجه عَبد بن حُميد (116) قال: حدثنا محمد بن الفضل، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن عبد العزيز بن صُهَيب، عن أَنس بن مالك، فذكره.

• أَخرجه أَبو يَعلى (3899) قال: حدثنا أَبو الربيع. وفي (3941) قال: حدثنا إسحاق.

كلاهما (أَبو الربيع الزهراني، وإسحاق بن أبي إسرائيل) عن حماد بن زيد، عن عبد العزيز بن صُهَيب، عن أَنس؛

«أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا معاذ، قال: لبيك يا رسول الله، قال: بشر الناس؛ أنه من قال: لا إله إلا الله، دخل الجنة»

(1)

.

- وفي رواية: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا معاذ، قال: لبيك رسول الله، ثم قال: يا معاذ، قال: لبيك رسول الله، ثلاثا، كل ذلك يقول: لبيك رسول الله، قال: بشر الناس، أنه من قال: لا إله إلا الله، دخل الجنة»

(2)

.

- جعله من مسند أَنس

(3)

.

(1)

لفظ (3899).

(2)

لفظ (3941).

(3)

إتحاف الخِيرَة المَهَرة (17).

والحديث؛ أخرجه ابن خزيمة في «التوحيد» (521)، والطبراني 20/ (82).

ص: 415

10984 -

عن أَنس بن مالك، عن معاذ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من مات، وهو يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، صادقا من قلبه، دخل الجنة» .

قال شعبة: لم أسأل قتادة أنه سمعه من أنس؟

(1)

.

⦗ص: 417⦘

- وفي رواية: «من قال عند الموت: لا إله إلا الله، مخلصا، دخل الجنة»

(2)

.

أخرجه أحمد (22353) قال: حدثنا محمد بن جعفر. و «عَبد بن حُميد» (117) قال: حدثنا عثمان بن عمر. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (10907) قال: أخبرنا عَمرو بن علي، قال: حدثنا محمد بن جعفر.

كلاهما (محمد بن جعفر، وعثمان بن عمر) عن شعبة بن الحجاج، عن قتادة بن دعامة، عن أَنس بن مالك، فذكره

(3)

.

• أَخرجه أَبو يَعلى (3228) قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا أَبو داود، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أَنس؛

«أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ: اعلم أنه من مات، وهو يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، صدقا من قلبه، دخل الجنة» .

- جعله من مسند أَنس

(4)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

اللفظ لعَبد بن حُميد.

(3)

المسند الجامع (11493)، وتحفة الأشراف (11309)، وأطراف المسند (7137).

والحديث؛ أخرجه ابن خزيمة في «التوحيد» (514)، والطبراني 20/ (79)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (7).

(4)

أخرجه الطيالسي (2077).

ص: 416

10985 -

عن أَنس بن مالك، أن معاذ بن جبل حدثه؛

«أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: يا معاذ بن جبل، قال: لبيك يا رسول الله وسعديك، قال: لا يشهد عبد أن لا إله إلا الله، ثم يموت على ذلك، إلا دخل الجنة، قال: قلت: أفلا أحدث الناس؟ قال: لا، إني أخشى أن يتكلوا عليه» .

أخرجه أحمد (22359) قال: حدثنا بَهز، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا قتادة، عن أَنس، فذكره

(1)

.

• أخرجه البخاري (128) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم. و «مسلم» 1/ 45 (57) قال: حدثنا إسحاق بن منصور.

(1)

المسند الجامع (11494)، وأطراف المسند (7137).

ص: 417

كلاهما (إسحاق بن إبراهيم، وإسحاق بن منصور) عن معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، قال: حدثنا أَنس بن مالك؛

«أن نبي الله صلى الله عليه وسلم ومعاذ بن جبل رديفه على الرحل، قال: يا معاذ، قال: لبيك رسول الله وسعديك، قال: يا معاذ، قال: لبيك رسول الله وسعديك، قال: يا معاذ، قال: لبيك رسول الله وسعديك، قال: ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، إلا حرمه الله على النار، قال: يا رسول الله، أفلا أخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال: إذا يتكلوا» .

فأخبر بها معاذ عند موته تأثما

(1)

.

- في رواية إسحاق بن إبراهيم: «ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، صدقا من قلبه» .

- جعله من مسند أَنس

(2)

.

(1)

اللفظ لمسلم.

(2)

المسند الجامع (232)، وتحفة الأشراف (1363).

والحديث؛ أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (125)، والبغوي (49).

ص: 417

10986 -

عن كثير بن مُرَّة، عن معاذ بن جبل، قال: قال لنا معاذ في مرضه: قد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا كنت أكتمكموه، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«من كان آخر كلامه: لا إله إلا الله، وجبت له الجنة»

(1)

.

- وفي رواية: «من كان آخر كلامه: لا إله إلا الله، دخل الجنة»

(2)

.

أخرجه أحمد (22384) قال: حدثنا محمد بن بكر. وفي 5/ 247 (22478) قال: حدثنا أَبو عاصم. و «أَبو داود» (3116) قال: حدثنا مالك بن عبد الواحد المسمعي، قال: حدثنا الضحاك بن مخلد.

كلاهما (محمد بن بكر، وأَبو عاصم الضحاك بن مخلد) عن عبد الحميد بن جعفر، قال: حدثني صالح بن أبي عريب، عن كثير بن مُرَّة الحضرمي، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (22384).

(2)

اللفظ لأبي داود.

(3)

المسند الجامع (11495)، وتحفة الأشراف (11357)، وأطراف المسند (7195).

والحديث؛ أخرجه البزار (2626)، والطبراني 20/ (221)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (93 و 8798 و 8800).

ص: 418

- كتاب الطهارة

10987 -

عن أبي سعيد الحميري، قال: كان معاذ بن جبل يتحدث بما لم يسمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسكت عما سمعوا، فبلغ عبد الله بن عَمرو ما يتحدث به، فقال: والله، ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا، وأوشك معاذ أن

⦗ص: 419⦘

يفتيكم في الخلاء، فبلغ ذلك معاذا، فلقيه، فقال معاذ: يا عبد الله بن عَمرو، إن التكذيب بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم نفاق، وإنما إثمه على من قاله، لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«اتقوا الملاعن الثلاث: البراز في الموارد، والظل، وقارعة الطريق»

(1)

.

- وفي رواية: «اتقوا الملاعن الثلاث: البراز في الموارد، وقارعة الطريق، والظل» .

أخرجه ابن ماجة (328) قال: حدثنا حَرملة بن يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن وهب. و «أَبو داود» (26) قال: حدثنا إسحاق بن سويد الرملي، وعمر بن الخطاب، أَبو حفص، وحديثه أتم، أن سعيد بن الحكم حدثهم.

كلاهما (عبد الله بن وهب، وسعيد) عن نافع بن يزيد، قال: حدثني حَيْوَة بن شُرَيح، أن أبا سعيد الحميري حدثه، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لابن ماجة.

(2)

المسند الجامع (11497)، وتحفة الأشراف (11370).

والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (247)، والبيهقي 1/ 97.

ص: 418

- فوائد:

- في طبعة دار القبلة (27)، وطبعة دار المعارف (26): قال أَبو داود عقب الحديث: هذا مرسل، وهو مما انفرد به أهل مصر.

- وقال علاء الدين مغلطاي: ذكره أَبو داود، عن إسحاق بن سويد، وعمر بن الخطاب، عن سعيد بن الحكم، قال: حدثنا نافع .. ، فذكره مختصرا، كذا هو في رواية اللؤلؤي، وابن داسة، وفي رواية ابن العبد، في كتاب التفرد له، زيادة عليهما، وهي: قال أَبو داود: ليس هذا بمتصل.

يعني بذلك انقطاع ما بين أبي سعيد ومعاذ. «شرح ابن ماجة» 1/ 126.

ص: 419

10988 -

عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، عن معاذ بن جبل، قال:

⦗ص: 420⦘

«رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا توضأ، مسح وجهه بطرف ثوبه» .

أخرجه التِّرمِذي (54) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا رِشْدِين بن سعد، عن عبد الرَّحمَن بن زياد بن أَنْعُم، عن عتبة بن حميد، عن عُبادة بن نُسَي، عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، فذكره

(1)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ غريبٌ، وإسناده ضعيف، ورِشْدِين بن سعد وعبد الرَّحمَن بن زياد بن أَنْعُم الإفريقي، يضعفان في الحديث.

(1)

المسند الجامع (11498)، وتحفة الأشراف (11335).

والحديث؛ أخرجه البزار (2652)، والطبراني في «الأوسط» (4182)، والبيهقي 1/ 236.

ص: 419

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ عبد الرَّحمَن بن زياد بن أَنعُم الإفريقي ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (8232).

- ورِشدين بن سعد المِصري، ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (1322).

- وقال البزار: هذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن معاذ، وعبد الرَّحمَن بن زياد لم يكن بالحافظ، وقد روى عنه الثوري، وجماعة كثيرة. «مسنده» (2652).

ص: 420

10989 -

عن رجل، عن معاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«إذا جاوز الختان الختان، فقد وجب الغسل» .

أخرجه أحمد (22396) قال: حدثنا أَبو المغيرة، قال: حدثنا أَبو بكر، قال: حدثنا ضمرة بن حبيب، عن رجل، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11499)، وأطراف المسند (7221)، ومَجمَع الزوائد 1/ 266.

والحديث؛ أخرجه البزار (2675)، والطبراني في «مسند الشاميين» (1479)، كلاهما من رواية ضمرة عن معاذ، ليس فيه: عن رجل.

ص: 420

10990 -

عن عبد الرَّحمَن بن عائذ الأزدي، (قال هشام: وهو ابن قرط أمير حمص)، عن معاذ بن جبل، قال:

«سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عما يحل للرجل من امرأته، وهي حائض؟ قال: فقال: ما فوق الإزار، والتعفف عن ذلك أفضل» .

⦗ص: 421⦘

أخرجه أَبو داود (213) قال: حدثنا هشام بن عبد الملك اليزني، قال: حدثنا بقية، عن سعد الأغطش، وهو ابن عبد الله، عن عبد الرَّحمَن بن عائذ الأزدي، فذكره

(1)

.

- قال أَبو داود: وليس هو بالقوي.

(1)

المسند الجامع (11500)، وتحفة الأشراف (11332)، ومَجمَع الزوائد 1/ 266.

والحديث؛ أخرجه الشاشي (1393).

ص: 420

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال أَبو حاتم الرازي: عبد الرَّحمَن بن عائذ الأزدي لم يدرك معاذا. «المراسيل» لابن أبي حاتم (448).

ص: 421

- كتاب الصلاة

10991 -

عن مكحول، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«جنبوا مساجدكم مجانينكم، وصبيانكم، ورفع أصواتكم، وسل سيوفكم، وبيعكم وشراءكم، وإقامة حدودكم، وخصومتكم، وجمروها يوم جمعكم، واجعلوا مطاهركم على أَبوابها» .

أخرجه عبد الرزاق (1726) عن محمد بن مسلم، عن عبد رَبِّه بن عبد الله، عن مكحول، فذكره

(1)

.

• أَخرجه عبد الرزاق (1727) عن عبد القدوس بن حبيب، قال: سمعت مكحولا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«جنبوا مساجدكم الصبيان، والمجانين» . «مُرسَل» .

(1)

مَجمَع الزوائد 2/ 26، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (998)، والمطالب العالية (356).

أخرجه الطبراني 20/ (369) من طريق محمد بن مسلم الطائفي، عن عبد رَبِّه بن عبد الله الشامي، عن يحيى بن العلاء، عن مكحول، رفعه إلى معاذ بن جبل.

زاد فيه: يحيى بن العلاء.

ص: 421

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال أَبو حاتم الرازي: سألتُ أَبا مسهر: هل سمع مكحول من أحد من أصحاب

⦗ص: 422⦘

النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما صح عندنا إلا أَنس بن مالك، قلت: واثلة؟ فأنكره. «المراسيل» لابن أبي حاتم (789).

- ومحمد بن مسلم الطَّائفي ليس بحجة. انظر فوائد الحديث رقم (6052).

ص: 421

10992 -

عن عطاء بن يسار، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من صلى الصلوات الخمس، وحج البيت، وصام رمضان، ولا أدري أذكر الزكاة أم لا ـ كان حقا على الله أن يغفر له، إن هاجر في سبيله، أو مكث بأرضه التي ولد بها، فقال معاذ: يا رسول الله، أفأخبر الناس؟ قال: ذر الناس يا معاذ، في الجنة مئة درجة، ما بين كل درجتين مئة سنة، والفردوس أعلى الجنة، وأوسطها، ومنها تفجر أنهار الجنة، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس»

(1)

.

- وفي رواية: «من لقي الله لا يشرك به شيئا، يصلي الخمس، ويصوم رمضان، غفر له، قلت: أفلا أبشرهم يا رسول الله؟ قال: دعهم يعملوا»

(2)

.

- وفي رواية: «من صام رمضان، وصلى الصلوات، وحج البيت ـ لا أدري أذكر الزكاة أم لا ـ إلا كان حقا على الله أن يغفر له، إن هاجر في سبيل الله، أو مكث بأرضه التي ولد بها، قال معاذ: ألا أخبر بهذا الناس؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذر الناس يعملون، فإن في الجنة مئة درجة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، والفردوس أعلى الجنة وأوسطها، وفوق ذلك عرش الرَّحمَن، ومنها تفجر أنهار الجنة، فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس»

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (22438).

(2)

اللفظ لأحمد (22378).

(3)

اللفظ للترمذي.

ص: 422

- وفي رواية: «الجنة مئة درجة، كل درجة منها ما بين السماء والأرض، وإن أعلاها الفردوس، وإن أوسطها الفردوس، وإن العرش على الفردوس، منها تفجر أنهار الجنة، فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس» .

⦗ص: 423⦘

أخرجه أحمد (22378) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا زهير بن محمد. وفي 5/ 240 (22438) قال: حدثنا سريج بن النعمان، قال: حدثنا عبد العزيز، يعني الدراوَرْدي. و «ابن ماجة» (4331) قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا حفص بن ميسرة. و «التِّرمِذي» (2530) قال: حدثنا قتيبة، وأحمد بن عَبدة الضبي البصري، قالا: حدثنا عبد العزيز بن محمد.

ثلاثتهم (زهير بن محمد، وعبد العزيز بن محمد الدراوَرْدي، وحفص بن ميسرة) عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره

(1)

.

- قال التِّرمِذي: هكذا روى هذا الحديث هشامُ بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن معاذ بن جبل، وهذا عندي أصح من حديث همام، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبادة بن الصامت، وعطاء لم يدرك معاذ بن جبل، ومعاذ قديم الموت، مات في خلافة عمر.

(1)

المسند الجامع (11501)، وتحفة الأشراف (11349 و 11350)، وأطراف المسند (7189)، ومَجمَع الزوائد 1/ 46، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (765).

والحديث؛ أخرجه البزار، «كشف الأستار» (26)، والطبري 15/ 434 و 435، والطبراني 20/ (327: 330).

ص: 422

- فوائد:

- قلنا: إسناده ضعيفٌ؛ قال البزار: لا نعلمه بهذا اللفظ إِلا عن معاذ، ولا نعلم لعطاء منه سماعًا. «كشف الأَستار» (26).

ص: 423

10993 -

عن ابن جُريج، قال: حدثت عن عكرمة مولى ابن عباس، وقال:

«كان معاذ بن جبل يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة التي يدعونها الناس العتمة، ثم ينطلق فيؤمهم في العشاء الآخرة أيضا، فهي له تطوع، وهي لهم مكتوبة» .

أخرجه عبد الرزاق (2265) عن ابن جُريج، فذكره.

⦗ص: 424⦘

- أخرجه عبد الرزاق (2266) عن ابن جُريج، عن عَمرو بن دينار، عن معاذ بن جبل

مثل ذلك.

ص: 423

10994 -

عن مالك بن يخامر، أن معاذ بن جبل قال:

«احتبس علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة، عن صلاة الصبح، حتى كدنا نتراءى قرن الشمس، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم سريعا، فثوب بالصلاة وصلى، وتجوز في صلاته، فلما سلم قال: كما أنتم على مصافكم كما أنتم، ثم أقبل إلينا، فقال: إني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة، إني قمت من الليل، فصليت ما قدر لي، فنعست في صلاتي حتى استيقظت، فإذا أنا بربي، عز وجل، في أحسن صورة، فقال: يا محمد، أتدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري رب، قال: يا محمد، فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري رب، قال: يا محمد، فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري رب، فرأيته وضع كفه بين كتفي، حتى وجدت برد أنامله بين صدري، فتجلى لي كل شيء وعرفت، فقال: يا محمد، فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: في الكفارات، قال: وما الكفارات؟ قلت: نقل الأقدام إلى الجمعات، وجلوس في المساجد بعد الصلوات، وإسباغ الوضوء عند الكريهات، قال: وما الدرجات؟ قلت: إطعام الطعام، ولين الكلام، والصلاة والناس نيام، قال: سل، قلت: اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت فتنة في قوم فتوفني غير مفتون، وأسألك حبك، وحب من يحبك، وحب عمل يقربني إلى حبك، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها حق، فادرسوها وتعلموها»

(1)

.

أخرجه أحمد (22460) قال: حدثنا أَبو سعيد مولى بني هاشم. و «التِّرمِذي» (3235) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا معاذ بن هانئ، أَبو هانئ اليشكري.

⦗ص: 425⦘

كلاهما (أَبو سعيد، وأَبو هانئ) عن جهضم بن عبد الله اليمامي، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلَّام، عن أبي سلام، عن عبد الرَّحمَن بن عائش الحضرمي، أنه حدثه، عن مالك بن يخامر السكسكي، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد (22460).

(2)

المسند الجامع (11502)، وتحفة الأشراف (11362)، وأطراف المسند (7199).

والحديث؛ أخرجه ابن خزيمة في «التوحيد» (321)، والطبراني 20/ (216).

ص: 424

ـ في رواية أبي سعيد مولى بني هاشم: «حدثنا يحيى، يعني ابن أبي كثير، قال: حدثنا زيد، يعني ابن أبي سلام، عن أبي سلام، وهو زيد بن سلَّام بن أبي سلام، نَسبَه إلى جَدِّه» .

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، سأَلتُ محمد بن إسماعيل، يعني البُخاري، عن هذا الحديث، فقال: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وقال: هذا أَصحُّ من حديث الوليد بن مسلم، عن عبد الرَّحمَن بن يزيد بن جابر، قال: حدثنا خالد بن اللجلاج، قال: حدثني عبد الرَّحمَن بن عائش الحضرمي، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث، وهذا غير محفوظ، هكذا ذَكَر الوليد في حديثه عن عبد الرَّحمَن بن عائش، قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى بشر بن بكر، عن عبد الرَّحمَن بن يزيد بن جابر، هذا الحديث بهذا الإِسناد، عن عبد الرَّحمَن بن عائش، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا أَصح، وعبد الرَّحمَن بن عائش لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم.

• أَخرجه أحمد (16738) و 5/ 378 (23597) قال: حدثنا أَبو عامر، قال: حدثنا زهير بن محمد، عن يزيد بن يزيد، يعني ابن جابر، عن خالد بن اللجلاج، عن عبد الرَّحمَن بن عائش، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؛

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عليهم ذات غداة، وهو طيب النفس، مسفر الوجه، أو مشرق الوجه، فقلنا: يا نبي الله، إنا نراك طيب النفس، مسفر الوجه، أو مشرق الوجه، فقال: وما يمنعني، وأتاني ربي، عز وجل، الليلة في أحسن صورة، قال: يا محمد، قلت: لبيك ربي وسعديك، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: لا أدري أي رب، قال ذلك مرتين، أو ثلاثا، قال: فوضع كفيه بين كتفي، فوجدت بردها بين ثديي، حتى تجلى لي ما في السماوات وما في الأرض، ثم تلا هذه الآية:{وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين} ،

ص: 425

ثم قال: يا محمد، فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قال: قلت: في الكفارات، قال: وما الكفارات؟ قلت: المشي على الأقدام إلى الجمعات، والجلوس في المسجد خلاف الصلوات، وإبلاغ الوضوء في المكاره، قال: من فعل ذلك عاش بخير، ومات بخير، وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه، ومن الدرجات: طيب الكلام، وبذل السلام، وإطعام الطعام، والصلاة بالليل والناس نيام، قال: يا محمد، إذا صليت فقل: اللهم إني أسألك الطيبات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تتوب علي، وإذا أردت فتنة في الناس، فتوفني غير مفتون»

(1)

.

- لم يُسَمِّ الصحابي

(2)

.

• وأخرجه الدَّارِمي (2288) قال: أخبرنا محمد بن المبارك، قال: حدثني الوليد، قال: حدثني ابن جابر، عن خالد بن اللجلاج، وسأله مكحول أن يحدثه، قال: سمعت عبد الرَّحمَن بن عائش يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«رأيت ربي في أحسن صورة، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ فقلت: أنت أعلم يا رب، قال: فوضع كفه بين كتفي، فوجدت بردها بين ثديي، فعلمت ما في السماوات والأرض، وتلا: {وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين}» .

- ليس فيه: مالك بن يخامر، ولا معاذ بن جبل

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (16738).

(2)

المسند الجامع (15545)، وأطراف المسند (11083)، ومَجمَع الزوائد 7/ 176.

(3)

المسند الجامع (9535)، ومَجمَع الزوائد 7/ 176.

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (2585 و 2586)، وابن خزيمة في «التوحيد» (318)، والطبراني في «مسند الشاميين» (597)، والبغوي (924).

ص: 426

- فوائد:

- قال البخاري: قال محمد بن سنان، وأَبو سعيد مولى بني هاشم: عن جهضم بن عبد الله، عن يحيى ابن أبي كثير، عن زيد بن سلَّام، عن أبي سلام، عن عبد الرَّحمَن بن

⦗ص: 427⦘

عائش، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: قيل لي: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قال: في الكفارات، قيل: وما الكفارات؟ قال: نقل الأقدام إلى الجمعات، وانتظار الصلاة بعد الصلاة.

قال محمد بن عبد الله الخُزاعي: حدثنا موسى بن خلف، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلَّام، عن جَدِّه ممطور، عن أبي عبد الرَّحمَن السكسكي، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم مِثلَه.

وقال عبد الله بن محمد: عن الوليد، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن يزيد بن جابر، أنه سمع مكحولا يقول لخالد بن اللجلاج: يا أبا إبراهيم، حدثنا حديث عبد الرَّحمَن بن عائش الحضرمي، فقال: نعم، سمعت عبد الرَّحمَن بن عائش الحضرمي، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول.

فلما ولى خالد بن اللجلاج، قال مكحول: ما رأيت أحدا قط أحفظ لهذا الحديث من هذا الرجل. «التاريخ الكبير» 7/ 359.

- وقال التِّرمِذي: حدثنا يحيى بن موسى، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، قال: حدثني عبد الرَّحمَن بن يزيد بن جابر، قال: حدثنا خالد بن اللجلاج، قال: حدثني عبد الرَّحمَن بن عائش الحضرمي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: رأيت ربي أو قال: أتاني ربي في أحسن صورة، فقال: فيم يختصم الملأ الأعلى يا محمد، الحديث.

ص: 426

حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا معاذ بن هانئ أَبو هانئ اليشكري، قال: حدثنا جهضم بن عبد الله، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلَّام، عن أبي سلام، عن عبد الرَّحمَن بن عائش الحضرمي، أنه حدثه مالك بن يخامر السكسكي، عن معاذ بن جبل، قال: احتبس عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة عن صلاة الصبح، وذكر الحديث بطوله.

سألتُ محمدًا، يعني ابن إسماعيل البخاري، عن هذا الحديث؟ فقال: عبد الرَّحمَن بن عائش لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم وحديث الوليد بن مسلم غير صحيح.

والحديث الصحيح ما رواه جهضم بن عبد الله، عن يحيى بن أبي كثير، حديث معاذ بن جبل هذا.

⦗ص: 428⦘

وقال قتادة: عن أبي قلابة، عن خالد بن اللجلاج، عن ابن عباس. «ترتيب علل التِّرمِذي» (660 و 661 و 662).

- وقال ابن أبي حاتم: سألتُ أبي عن حديثٍ؛ رواه معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن أبي قلابة، عن خالد بن اللجلاج، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم: رأيت ربي عز وجل وذكر الحديث في إسباغ الوضوء ونحوه.

قال أبي: هذا رواه الوليد بن مسلم وصدقة، عن ابن جابر، قال: كنا مع مكحول فمر به خالد بن اللجلاج، فقال مكحول: يا أبا إبراهيم، حدثنا، فقال: حدثني ابن عائش الحضرمي، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال أبي: وهذا أشبه، وقتادة يقال: لم يسمع من أبي قلابة إلا أحرفا، فإنه وقع إليه كتاب من كتب أبي قلابة، فلم يميزوا بين عبد الرَّحمَن بن عائش، وبين ابن عباس.

قال أبي: وروى هذا الحديث جهضم بن عبد الله اليمامي، وموسى بن خلف العمي، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلَّام، عن جَدِّه: ممطور، عن أبي عبد الرَّحمَن السكسكي، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ص: 427

قال أبي: وهذا أشبه من حديث ابن جابر. «علل الحديث» (26).

- وأخرجه البزار في «مسنده» (4172) من طريق أبي أسماء، عن ثوبان، وقال عقبه: وهذا الحديث قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو كلامه من وجوه، فذكرنا حديث ثوبان دون غيره، لأن في الأحاديث الأخر اضطرابا، واقتصرنا على هذا الحديث، وفيه أيضا زيادة ليست في حديث معاذ بن جبل، ولا في حديث ابن عباس، ولا في حديث عبد الرَّحمَن بن عائش.

- وقال الدارقُطني: رواه عبد الرَّحمَن بن يزيد بن جابر، عن خالد بن اللجلاج، قال: سمعت عبد الرَّحمَن بن عائش، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال ذلك الوليد بن مسلم، وحماد بن مالك، وعمارة بن بشير، عن ابن جابر.

وكذلك قال الأوزاعي، عن عبد الرَّحمَن بن يزيد بن جابر، عن خالد بن اللجلاج.

وقال يزيد بن يزيد بن جابر: عن خالد بن اللجلاج، عن عبد الرَّحمَن بن عائش، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم.

⦗ص: 429⦘

قال ذلك زهير بن محمد عنه.

وقال خارجة بن مصعب: عن يزيد بن يزيد، عن خالد بن اللجلاج، عن عبد الرَّحمَن بن عياش، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما أراد ابن عائش.

ورواه أَبو قلابة، عن خالد بن اللجلاج، واختلف عنه فيه؛

فرواه قتادة، واختلف عليه فيه أيضا؛

فقال يوسف بن عطية الصفار: عن قتادة، عن أَنس بن مالك، ووهم فيه.

وقال هشام الدَّستوائي، من رواية المقدمي، عن معاذ بن هشام، عن أبيه: عن قتادة، عن أبي قلابة، عن خالد بن اللجلاج، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ووهم في قوله ابن عباس، وإنما أراد ابن عائش.

ص: 428

وقال القواريري، وأَبو قدامة، وغيرهم: عن معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن أبي قلابة، عن خالد، عن ابن عباس.

ورواه أيوب، عن أبي قلابة، واختلف عن أيوب؛

فرواه أنيس بن سوار الجَرْمي، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن خالد بن اللجلاج، عن عبد الله بن عائش.

ورواه عَدي بن الفضل، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أَنس.

ورواه حميد الطويل، عن بكر، عن أبي قلابة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مُرسلًا.

وروى هذا الحديث يحيى بن أبي كثير، فحفظ إسناده؛

فرواه جهضم بن عبد الله القيسي، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلَّام، عن جَدِّه أبي سلام، واسمه ممطور، عن عبد الرَّحمَن الحضرمي وهو عبد الرَّحمَن بن عائش، قال: حدثنا مالك بن يخامر، قال: حدثنا معاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه موسى بن خلف العمي، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلَّام، عن جَدِّه أبي سلام، فقال: عن أبي عبد الرَّحمَن السكسكي.

وإنما أراد عن عبد الرَّحمَن، وهو ابن عائش، وقال: عن مالك بن يخامر، عن معاذ، فعاد الحديث إلى معاذ بن جبل.

⦗ص: 430⦘

وروي عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل، نحو هذا.

ورواه الحجاج بن دينار، عن الحكم بن عتيبة، عن ابن أبي ليلى.

ورواه سعيد بن سويد القرشي الكوفي، عن عبد الرَّحمَن بن إسحاق، عن ابن أبي ليلى، عن معاذ.

قال: ليس فيها صحيح، وكلها مضطربة. «العلل» (973).

ص: 429

10995 -

عن أبي الطفيل، عن معاذ بن جبل؛

«أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستحب الصلاة في الحيطان» .

قال أَبو داود: يعني البساتين.

أخرجه التِّرمِذي (334) قال: حدثنا محمود بن غَيلان، قال: حدثنا أَبو داود، قال: حدثنا الحسن بن أبي جعفر، عن أبي الزبير، عن أبي الطفيل، فذكره

(1)

.

- قال التِّرمِذي: حديث معاذ حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث الحسن بن أبي جعفر، والحسن بن أبي جعفر قد ضعفه يحيى بن سعيد وغيره، وأَبو الزبير اسمه محمد بن مسلم بن تدرس، وأَبو الطفيل اسمه عامر بن واثلة.

(1)

المسند الجامع (11503)، وتحفة الأشراف (11323).

والحديث؛ أخرجه تمام في «الفوائد» (1268).

ص: 430

- فوائد:

- قلنا إِسناده ضعيفٌ؛ قال البخاري: الحسن بن أبي جعفر، الجفري، البصري، وهو الحسن بن عَجلان، عن أبي الزبير، منكر الحديث. «التاريخ الكبير» 2/ 288.

- وأخرجه ابن عَدي في «الكامل» 3/ 135، في مناكير الحسن بن أبي جعفر، وقال: وهذا لا يعرف رواه عن أبي الزبير غير الحسن بن أبي جعفر.

ص: 430

10996 -

عن عاصم بن حميد السَّكوني، وكان من أصحاب معاذ بن جبل، عن معاذ، قال:

⦗ص: 431⦘

«رقبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة العشاء، فاحتبس حتى ظننا أن لن يخرج، والقائل منا يقول: قد صلى ولن يخرج، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا: يا رسول الله، ظننا أنك لن تخرج، والقائل منا يقول: قد صلى ولن يخرج، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعتموا بهذه الصلاة، فقد فضلتم بها على سائر الأمم، ولم تصلها أمة قبلكم»

(1)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (3365) و 2/ 439 (8167) قال: حدثنا يزيد بن هارون. و «أحمد» 5/ 237 (22416) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (22417) قال: حدثنا هاشم، يعني ابن القاسم. و «أَبو داود» (421) قال: حدثنا عَمرو بن عثمان الحِمصي، قال: حدثنا أبي.

ثلاثتهم (يزيد، وهاشم، وعثمان بن سعيد بن كثير الحِمصي) عن حريز بن عثمان، قال: حدثنا راشد بن سعد، عن عاصم بن حميد السَّكوني، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد (22416).

(2)

المسند الجامع (11504)، وتحفة الأشراف (11319)، وأطراف المسند (7157).

والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (239 و 240)، والبيهقي 1/ 451.

ص: 430

10997 -

عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل، قال:

«أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال، وأحيل الصيام ثلاثة أحوال:

فأما أحوال الصلاة؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة، وهو يصلي سبعة عشر شهرا إلى بيت المقدس، ثم إن الله أنزل عليه:{قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره} ، قال: فوجهه الله إلى مكة، قال: فهذا حول.

قال: وكانوا يجتمعون للصلاة، ويؤذن بها بعضهم بعضا، حتى نقسوا، أو كادوا ينقسون، قال: ثم إن رجلا من الأنصار، يقال له: عبد الله بن زيد، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني رأيت فيما يرى النائم، ولو قلت إني لم أكن نائما لصدقت، إني بينا أنا بين النائم واليقظان، إذ رأيت شخصا عليه ثوبان

⦗ص: 432⦘

أخضران، فاستقبل القبلة، فقال: الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، مثنى مثنى، حتى فرغ من الأذان، ثم أمهل ساعة، قال: ثم قال مثل الذي قال، غير أنه يزيد في ذلك: قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علمها بلالا فليؤذن بها، فكان بلال أول من أذن بها، قال: وجاء عمر بن الخطاب، فقال: يا رسول الله، إنه قد طاف بي مثل الذي أطاف به، غير أنه سبقني، فهذان حولان.

قال: وكانوا يأتون الصلاة، وقد سبقهم ببعضها النبي صلى الله عليه وسلم قال: فكان الرجل يشير إلى الرجل إذا جاء: كم صلى، فيقول: واحدة، أو اثنتين، فيصليها، ثم يدخل مع القوم في صلاتهم، قال: فجاء معاذ، فقال: لا أجده على حال أبدا إلا كنت عليها، ثم قضيت ما سبقني، قال: فجاء وقد سبقه النبي صلى الله عليه وسلم ببعضها، قال: فثبت معه، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته، قام فقضى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه قد سن لكم معاذ، فهكذا فاصنعوا، فهذه ثلاثة أحوال.

ص: 431

وأما أحوال الصيام؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة، فجعل يصوم من كل شهر ثلاثة أيام، وقال يزيد: فصام تسعة عشر شهرا، من ربيع الأول إلى رمضان، من كل شهر ثلاثة أيام، وصام يوم عاشوراء، ثم إن الله، عز وجل، فرض عليه الصيام، فأنزل الله، عز وجل:{يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم} إلى هذه الآية: {وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين} ، قال: فكان من شاء صام، ومن شاء أطعم مسكينا، فأجزأ ذلك عنه.

قال: ثم إن الله، عز وجل، أنزل الآية الأخرى:{شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن} إلى قوله: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} ، قال: فأثبت الله صيامه على المقيم الصحيح، ورخص فيه للمريض، والمسافر، وثبت الإطعام للكبير، الذي لا يستطيع الصيام، فهذان حولان.

قال: وكانوا يأكلون ويشربون، ويأتون النساء ما لم يناموا، فإذا ناموا امتنعوا، قال: ثم إن رجلا من الأنصار، يقال له: صرمة، ظل يعمل صائما حتى

⦗ص: 433⦘

أمسى، فجاء إلى أهله، فصلى العشاء، ثم نام، فلم يأكل ولم يشرب حتى أصبح، فأصبح صائما، قال: فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جهد جهدا شديدا، قال: ما لي أراك قد جهدت جهدا شديدا؟ قال: يا رسول الله، إني عملت أمس، فجئت حين جئت، فألقيت نفسي فنمت، وأصبحت حين أصبحت صائما، قال: وكان عمر قد أصاب من النساء من جارية، أو من حرة، بعد ما نام، وأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فأنزل الله، عز وجل:{أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم} إلى قوله: {ثم أتموا الصيام إلى الليل} ».

وقال يزيد: «فصام تسعة عشر شهرا، من ربيع الأول إلى رمضان»

(1)

.

(1)

اللفظ لأحمد (22475).

ص: 432

- وفي رواية: «أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال، وأحيل الصيام ثلاثة أحوال

وساق نصر الحديث بطوله، واقتص ابن المثنى منه قصة صلاتهم نحو بيت المقدس قط، قال: الحال الثالث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فصلى، يعني نحو بيت المقدس، ثلاثة عشر شهرا، فأنزل الله هذه الآية:{قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره} فوجهه الله، عز وجل، إلى الكعبة، وتم حديثه، وسمى نصر صاحب الرؤيا، قال: فجاء عبد الله بن زيد، رجل من الأنصار، وقال فيه: فاستقبل القبلة، قال: الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله، حي على الصلاة، مرتين، حي على الفلاح، مرتين، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، ثم أمهل هنية، ثم قام، فقال مثلها، إلا أنه قال: زاد بعد ما قال: حي على الفلاح، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقنها بلالا، فأذن بها بلال،

وقال في الصوم: قال: فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، ويصوم يوم عاشوراء، فأنزل الله: {كتب عليكم الصيام كما

⦗ص: 434⦘

كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون. أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين}، فكان من شاء أن يصوم صام، ومن شاء أن يفطر، ويطعم كل يوم مسكينا، أجزأه ذاك، فهذا حول، فأنزل الله:{شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر} ، فثبت الصيام على من شهد الشهر، وعلى المسافر أن يقضي، وثبت الطعام للشيخ الكبير والعجوز اللذين لا يستطيعان الصوم، وجاء صرمة وقد عمل يومه» وساق الحديث

(1)

.

(1)

اللفظ لأبي داود (507).

ص: 433

- وفي رواية: «كان الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سبق الرجل ببعض صلاته سألهم، فأومؤوا إليه بالذي سبق به من الصلاة، فيبدأ فيقضي ما سبق، ثم يدخل مع القوم في صلاتهم، فجاء معاذ بن جبل والقوم قعود في صلاتهم، فقعد، فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فقضى ما كان سبق به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اصنعوا كما صنع معاذ»

(1)

.

- وفي رواية: «جاء رجل من الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني رأيت في النوم كأني مستيقظ، أرى رجلا نزل من السماء، عليه بردان أخضران، نزل على جذم حائط من المدينة، فأذن مثنى مثنى، ثم جلس، ثم أقام، فقال مثنى مثنى، قال: نعم ما رأيت، علمها بلالا، قال: قال عمر: قد رأيت مثل ذلك، ولكنه سبقني»

(2)

.

أخرجه أحمد (22377) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: أنبأنا أَبو بكر، يعني ابن عياش، عن الأعمش، عن عَمرو بن مُرَّة. وفي 5/ 233 (22383) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا عبد العزيز، يعني ابن مسلم، قال: حدثنا الحصين. وفي 5/ 246 (22474) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا فليح، عن زيد بن أَبي أُنيسة، عن

⦗ص: 435⦘

عَمرو بن مُرَّة. وفي (22475) قال: حدثنا أَبو النضر، قال: حدثنا المَسعودي (ح) ويزيد بن هارون، قال: أخبرنا المَسعودي، قال أَبو النضر في حديثه: حدثني عَمرو بن مُرَّة. و «أَبو داود» (507) قال: حدثنا محمد بن المثنى، عن أبي داود (ح) وحدثنا نصر بن المهاجر، قال: حدثنا يزيد بن هارون، عن المَسعودي، عن عَمرو بن مُرَّة. و «ابن خزيمة» (381) قال: حدثنا بخبر المَسعودي زياد بن أيوب، قال: حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا المَسعودي (ح) وحدثنا زياد أيضا، قال: حدثنا عاصم، يعني ابن علي، قال: حدثنا المَسعودي، عن عَمرو بن مُرَّة (ح) وحدثنا بخبر أَبي بكر بن عياش الحسن بن يونس بن مِهران الزيات، قال: حدثنا الأسود بن عامر، قال: حدثنا أَبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن عَمرو بن مُرَّة.

(1)

اللفظ لأحمد (22383).

(2)

اللفظ لأحمد (22377).

ص: 434

كلاهما (عَمرو بن مُرَّة، والحصين) عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، فذكره.

- في رواية أبي داود: «ابن أبي ليلى» غير مُسَمى.

• وأخرجه ابن أبي شيبة (2137) قال: حدثنا غُندَر. و «أَبو داود» (506) قال: حدثنا عَمرو بن مرزوق (ح) وحدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر. و «ابن خزيمة» (383) قال: حدثناه بُندَار، قال: حدثنا محمد بن جعفر.

كلاهما (محمد بن جعفر غُندَر، وعَمرو بن مرزوق) عن شعبة، عن عَمرو بن مُرَّة، قال: سمعت ابن أبي ليلى، قال: أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال، قال: وحدثنا أصحابنا، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«لقد أعجبني أن تكون صلاة المسلمين، أو المؤمنين واحدة، حتى لقد هممت أن أبث رجالا في الدور، ينادون الناس بحين الصلاة، وحتى هممت أن آمر رجالا يقومون على الآطام، ينادون المسلمين بحين الصلاة، حتى نقسوا، أو كادوا أن ينقسوا، قال: فجاء رجل من الأنصار، فقال: يا رسول الله، إني لما رجعت، لما رأيت من اهتمامك، رأيت رجلا كأن عليه ثوبين أخضرين، فقام على المسجد فأذن، ثم قعد قعدة، ثم قام فقال مثلها، إلا أنه يقول: قد قامت الصلاة، ولولا أن تقول ـ قال ابن المثنى: أن تقولوا ـ لقلت: إني كنت يقظان غير نائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ابن المثنى: لقد أراك الله خيرا، ولم يقل عَمرو: لقد ـ

⦗ص: 436⦘

فمر بلالا فليؤذن، قال: فقال عمر: أما إني قد رأيت مثل الذي رأى، ولكني لما سبقت استحييت.

قال: وحدثنا أصحابنا، قال: كان الرجل إذا جاء يسأل، فيخبر بما سبق من صلاته، وإنهم قاموا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين قائم وراكع، وقاعد ومصل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال ابن المثنى: قال عَمرو: وحدثني بها حصين، عن ابن أبي ليلى، حتى جاء معاذ.

ص: 435

قال شعبة: وقد سمعتها من حصين، فقال: لا أراه على حال إلى قوله: كذلك فافعلوا.

ثم رجعت إلى حديث عَمرو بن مرزوق، قال: فجاء معاذ فأشاروا إليه.

قال شعبة: وهذه سمعتها من حصين.

قال: فقال معاذ: لا أراه على حال إلا كنت عليها، قال: فقال: إن معاذا قد سن لكم سنة، كذلك فافعلوا.

قال: وحدثنا أصحابنا؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة، أمرهم بصيام ثلاثة أيام، ثم أنزل رمضان، وكانوا قوما لم يتعودوا الصيام، وكان الصيام عليهم شديدا، فكان من لم يصم أطعم مسكينا، فنزلت هذه الآية:{فمن شهد منكم الشهر فليصمه} فكانت الرخصة للمريض، والمسافر، فأمروا بالصيام.

قال: وحدثنا أصحابنا، قال: وكان الرجل إذا أفطر، فنام قبل أن يأكل، لم يأكل حتى يصبح، قال: فجاء عمر فأراد امرأته، فقالت: إني قد نمت، فظن أنها تعتل، فأتاها، فجاء رجل من الأنصار، فأراد الطعام، فقالوا: حتى نسخن لك شيئًا فنام، فلما أصبحوا نزلت عليه هذه الآية:{أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم} »

(1)

.

⦗ص: 437⦘

- وفي رواية: «عن ابن أبي ليلى، قال: حدثنا أصحابنا؛ أن رجلا من الأنصار جاء فقال: يا رسول الله، إني لما رجعت البارحة، ورأيت من اهتمامك، رأيت كأن رجلا قائمًا على المسجد، عليه ثوبان أخضران، فأذن، ثم قعد قعدة، ثم قام فقال مثلها، غير أنه قال: قد قامت الصلاة، ولولا أن تقولوا لقلت: إني كنت يقظان غير نائم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد أراك الله خيرا، فقال عمر: أما إني قد رأيت مثل الذي رأى، غير أني لما سبقت استحييت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مروا بلالا فليؤذن»

(2)

.

(1)

اللفظ لأبي داود (506).

(2)

اللفظ لابن أبي شيبة (2137).

ص: 436

لم يسم ابن أبي ليلى من حدثه.

• وأخرجه ابن خزيمة (384) قال: حدثناه يوسف بن موسى، قال: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن عَمرو بن مُرَّة، فقال: عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، عن رجل، بعض هذا الخبر، أعني قوله: أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال، ولم يذكر عبد الله بن زيد، ولا معاذا.

• وأخرجه عبد الرزاق (1788) عن الثوري، عن عَمرو بن مُرَّة، وحصين بن عبد الرَّحمَن. و «ابن أبي شيبة» (2138) قال: حدثنا ابن فضيل، عن حصين. و «ابن خزيمة» (382) قال: حدثناه المخزومي، قال: حدثنا سفيان، عن حصين (ح) وحدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن عَمرو بن مُرَّة، وحصين بن عبد الرَّحمَن. وفي (384) قال: حدثناه هارون بن إسحاق الهمداني، قال: حدثنا ابن فضيل، عن الأعمش، عن عَمرو بن مُرَّة.

كلاهما (عَمرو بن مُرَّة، وحصين بن عبد الرَّحمَن) أنهما سمعا عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى يقول:

«كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أهمه الأذان، حتى هم أن يأمر رجالا، فيقومون على آطام المدينة، فينادون للصلاة، حتى نقسوا، أو كادوا أن ينقسوا، قال: فرأى رجل من الأنصار، يقال له: عبد الله بن زيد، رجلا على حائط المسجد، عليه بردان أخضران، وهو يقول: الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله، حي على

⦗ص: 438⦘

الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، ثم قعد قعدة، ثم عاد فقال مثلها، ثم قال: قد قامت الصلاة، مرتين، الإقامة، فغدا على النبي صلى الله عليه وسلم فحدثه، فقال: علمها بلالا، ثم قام عمر، فقال: لقد أطاف بي الليلة الذي أطاف به عبد الله، ولكنه سبقني»

(1)

. «مُرسَل» .

- قال ابن خزيمة: سمعت محمد بن يحيى يقول: ابن أبي ليلى لم يدرك ابن زيد.

(1)

اللفظ لعبد الرزاق (1788).

ص: 437

ـ وقال أيضا: فهذا خبر العراقيين الذين احتجوا به، عن عبد الله بن زيد، في تثنية الأذان والإقامة، وفي أسانيدهم من التخليط ما بينته، وعبد الرَّحمَن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ بن جبل، ولا من عبد الله بن زيد بن عبد رَبِّه، صاحب الأذان، فغير جائز أن يحتج بخبر غير ثابت على أخبار ثابتة.

• وأخرجه عبد الرزاق (3175) عن الثوري، عن حصين، عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، قال:

«كان الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاء الرجل، وقد فاته من الصلاة شيء، أشار إليه الناس، فصلى ما فاته، ثم دخل في الصلاة، حتى جاء يوما معاذ بن جبل، فأشاروا إليه، فدخل ولم ينتظر ما قالوا، فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم ذكروا ذلك له، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: سن لكم معاذ» . «مُرسَل» .

• وأخرجه ابن أبي شيبة (2131 و 2262). وابن خزيمة (380) قال: حدثناه سَلْم بن جُنادة.

كلاهما (ابن أبي شيبة، وسلم) عن وكيع بن الجراح، قال: حدثنا الأعمش، عن عَمرو بن مُرَّة، عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، قال: حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم؛

«أن عبد الله بن زيد الأَنصاري جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، رأيت في المنام، كأن رجلا قام وعليه بردان أخضران، على جذمة حائط، فأذن مثنى، وأقام مثنى، وقعد قعدة، قال: فسمع ذلك بلال، فقام فأذن مثنى، وأقام مثنى، وقعد قعدة»

(1)

.

⦗ص: 439⦘

- وفي رواية: «أن عبد الله بن زيد لما رأى الأذان، أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: علمه بلالا، فقام بلال، فأذن مثنى مثنى، وأقام مثنى مثنى، وقعد قعدة»

(2)

.

- في رواية ابن أبي شيبة (2262): «ابن أبي ليلى» غير مُسَمى

(3)

.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة (2131).

(2)

اللفظ لابن خزيمة (380).

(3)

المسند الجامع (11505 و 11506)، وتحفة الأشراف (11344)، وأطراف المسند (7176: 7178).

والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (267: 272)، والدارقُطني (937)، والبيهقي 1/ 391 و 420 و 2/ 296 و 4/ 200.

ص: 438

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال ابن خزيمة: عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ بن جبل، ولا من عبد الله بن زيد بن عبد رَبِّه، صاحب الأذان. «صحيحه» (384)

- وقال الدارقُطني: يرويه حصين، وعَمرو بن مُرَّة، عن ابن أبي ليلى، واختلف عنهما؛

فرواه إبراهيم بن طهمان، وعبد العزيز بن مسلم، ومحمد بن جابر، وشريك، عن حصين، عن ابن أبي ليلى، عن معاذ.

وخالفهم شعبة، والثوري، وجرير بن عبد الحميد، فرووه عن حصين، عن ابن أبي ليلى، مُرسلًا.

ورواه عَمرو بن مُرَّة، واختُلِف عنه؛

فرواه المَسعودي، عن عَمرو بن مُرَّة، عن ابن أبي ليلى، عن معاذ.

وتابعه زيد بن أَبي أُنيسة، وتابعهما الأعمش من رواية أَبي بكر بن عياش عنه، ورواه عن عَمرو بن مُرَّة، عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، عن معاذ.

حدثنا ابن صاعد، قال: حدثنا الحسن بن يونس الزيات إملاء، قال: حدثنا الأسود بن عامر، قال: حدثنا أَبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن عَمرو بن

⦗ص: 440⦘

مُرَّة، عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل، قصة عبد الله بن زيد في الأذان، فقط.

وكذلك رواه حجاج، عن عَمرو بن مُرَّة.

وأرسله شعبة، والثوري، عن عَمرو بن مُرَّة.

والمرسل أصح.

قيل له: فحديث حجاج عن عَمرو بن مُرَّة، عن ابن أبي ليلى، عن أشياخهم، عن معاذ، قول آخر، فقال قال ذلك إبراهيم بن الزِّبْرِقان عنه.

وخالفه أَبو خالد الأحمر، فقال: عن حجاج، عن عَمرو بن مُرَّة، عن ابن أبي ليلى، عن معاذ.

حدثنا بذلك المحاملي، قال: حدثنا هارون بن إسحاق، قال: حدثنا أَبو خالد الأحمر بذلك، قيل: فصح سماع عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، عن معاذ، قال: فيه نظر، لأن معاذا قديم الوفاة، مات في طاعون عمواس، وله نيف وثلاثون سنة. «العلل» (976).

- قلنا: رواه عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، عن عبد الله بن زيد، رضي الله تعالى عنه، وسلف برقم ().

ص: 439

10998 -

عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، عن معاذ، قال:

«بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، إذ سمع مناديا يقول: الله أكبر، الله أكبر، فقال: على الفطرة، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال: شهد بشهادة الحق، قال: أشهد أن محمدا رسول الله، قال: خرج من النار، انظروا، فستجدونه إما راعيا معزبا، وإما مكلبا، فنظروه، فوجدوه راعيا حضرته الصلاة، فنادى بها» .

⦗ص: 441⦘

أخرجه أحمد (22485) قال: حدثنا سريج، قال: حدثنا الحكم بن عبد الملك، عن عمار

(1)

، عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، فذكره

(2)

.

(1)

في النسخ الخطية، و «جامع المسانيد والسنن» 11/ 450، وطبعتي الرسالة (22134)، والمكنز (22562):«عمار بن ياسر» ، وأقر محققو الطبعتين بوقوع التحريف، وجاء على حاشية نسخة الشيخ عبد الله بن سالم الخطية: قوله: «عمار بن ياسر» كذا في نسخة قديمة، وفي «الأطراف»:«عمار» ، من غير نسبة.

والمثبت عن «أطراف المسند» (7183)، و «إتحاف المهرة» لابن حجر (16696)، وطبعة عالم الكتب.

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «الدعاء» (468) قال: حدثنا محمد بن العباس المُؤَدِّب، قال: حدثنا سريج بن النعمان الجوهري، قال: حدثنا الحكم بن عبد الملك، عن عمار العبسي، عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، به.

وقد روى الحكم بن عبد الملك، عن عمار بن محمد العبسي الكوفي. «تهذيب الكمال» 7/ 110.

- وهناك أيضا: عمار بن عبد الله بن يسار، الجهني، الكوفي، يروي عن ابن أبي ليلى. «التاريخ الكبير» 7/ 28، و «الجرح والتعديل» 6/ 392، و «الثقات» لابن حبان 7/ 284.

(2)

المسند الجامع (11507)، وأطراف المسند (7183)، ومَجمَع الزوائد 1/ 334.

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «الصغير» (768).

ص: 440

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال ابن خزيمة: عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ بن جبل، ولا من عبد الله بن زيد بن عبد رَبِّه، صاحب الأذان. «صحيحه» (384).

- وقال الدارقُطني: سماع عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، عن معاذ، فيه نظر، لأن معاذا قديم الوفاة، مات في طاعون عمواس، وله نيف وثلاثون سنة. «العلل» (976).

ص: 441

10999 -

عن الصُّنَابحي، عن معاذ بن جبل؛

«أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيده يوما، ثم قال: يا معاذ، إني لأحبك، فقال له معاذ: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، وأنا أحبك، قال: أوصيك يا معاذ، ولا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك» .

⦗ص: 442⦘

قال: وأوصى بذلك معاذ الصُّنَابحي، وأوصى الصُّنَابحي أبا عبد الرَّحمَن، وأوصى أَبو عبد الرَّحمَن عقبة بن مسلم

(1)

.

- وفي رواية: «أخذ بيدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا معاذ، قلت: لبيك، قال: إني أحبك، قلت: وأنا والله أحبك، قال: ألا أعلمك كلمات تقولها في دبر كل صلاتك؟ قلت: نعم، قال: قل: اللهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك»

(2)

.

- وفي رواية: «أخذ بيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني لأحبك يا معاذ، فقلت: وأنا أحبك يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلا تدع أن تقول في كل صلاة: رب أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك»

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (22470).

(2)

اللفظ للبخاري.

(3)

اللفظ للنسائي 3/ 53.

ص: 441

أخرجه أحمد (22470) قال: حدثنا المُقرِئ. وفي 5/ 247 (22477) قال: حدثنا أَبو عاصم. و «عَبد بن حُميد» (120) قال: حدثنا عبد الله بن يزيد. و «البخاري» في «الأدب المفرد» (690) قال: حدثنا أَبو عاصم. و «أَبو داود» (1522) قال: حدثنا عُبيد الله بن عمر بن ميسرة، قال: حدثنا عبد الله بن يزيد المُقرِئ. و «النَّسَائي» 3/ 53، وفي «الكبرى» (1227) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب. وفي «الكبرى» (9857) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد، قال: حدثنا أبي. و «ابن خزيمة» (751) قال: حدثنا محمد بن مهدي العطار، قال: حدثنا المُقرِئ. و «ابن حِبَّان» (2020 و 2021) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا المُقرِئ.

ثلاثتهم (عبد الله بن يزيد المُقرِئ، وأَبو عاصم الضحاك بن مخلد، وعبد الله بن وهب) عن حَيْوَة بن شُرَيح، قال: سمعت عقبة بن مسلم التجيبي يقول: حدثني أَبو عبد الرَّحمَن الحبلي، عن الصُّنَابحي، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11508)، وتحفة الأشراف (11333)، وأطراف المسند (7170).

والحديث؛ أخرجه البزار (2661)، والطبراني 20/ (110)، والبيهقي في «الصغرى» 1/ 48.

ص: 442

- فوائد:

- الصُّنَابحي؛ هو عبد الرَّحمَن بن عُسيلة، المرادي، أَبو عبد الله الصُّنَابحي، وأَبو عبد الرَّحمَن الحبلي؛ هو عبد الله بن يزيد المَعَافِري.

ص: 443

11000 -

عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، عن معاذ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من قال حين ينصرف من صلاة الغداة: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهوعلى كل شيء قدير، عشر مرات، من قبل أن يتكلم، كتب له بهن عشر حسنات، ومحي عنه بهن عشر سيئات، ورفع بهن عشر درجات، وكن له عدل عشر نسمات، وكن له حرسا من الشيطان، وحرزا من المكروه، ولم يلحقه في يومه ذلك ذنب، إلا الشرك بالله، ومن قالهن حين ينصرف من صلاة العصر، أعطي مثل ذلك في ليلته» .

أخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (9877) قال: أخبرنا جعفر بن عمران، قال: حدثنا المحاربي، عن حصين بن عاصم بن منصور الأسدي

(1)

، عن ابن أبي حسين المكي، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، فذكره

(2)

.

⦗ص: 444⦘

- قال أَبو عبد الرَّحمَن النَّسَائي: حصين بن عاصم مجهول، وشهر بن حوشب ضعيف، سئل ابن عَون عن حديث شهر؟ فقال: إن شهرا نزكوه، وكان شعبة سيئ الرأي فيه، وتركه يحيى القطان.

(1)

وهكذا أخرجه ابن السني في «عمل اليوم والليلة» (140) قال: أخبرنا أَبو عبد الرَّحمَن، يعني النَّسَائي، قال: حدثنا جعفر بن عمران الكوفي، قال: حدثنا المحاربي، عن حصين بن عاصم بن منصور الأسدي، به.

وأكده النَّسَائي، بقوله عقب الحديث: حصين بن عاصم مجهول.

- أما في «تحفة الأشراف» (11338)، و «تهذيب الكمال» 6/ 545، فورد إسناده:«عن المحاربي، عن حصين، عن عاصم بن منصور الأسدي» قال المِزِّي: رواه أَبو هشام الرفاعي، عن المحاربي، عن حصين بن منصور الأسدي، وهو الصواب، وكذلك رواه يوسف بن يعقوب الصفار، عن المحاربي، عن حصين بن منصور بن حيان الأسدي، وهو أخو إسحاق بن منصور الأسدي.

(2)

المسند الجامع (11509)، وتحفة الأشراف (11338)، ومَجمَع الزوائد 10/ 108.

والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (119).

ص: 443

ـ رواه ابن أبي حسين المكي، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، عن معاذ،

• أَخرجه عبد الرزاق (3192) عن إسماعيل بن عياش، قال: أخبرني عبد الله بن عبد الرَّحمَن بن أبي حسين، وليث. و «أحمد» 4/ 227 (18153) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا همام، قال: حدثنا عبد الله بن أبي حسين المَكِّي.

كلاهما (عبد الله بن عبد الرَّحمَن بن أبي حسين، وليث بن أبي سُلَيم) عن شهر بن حوشب، عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

«من قال قبل أن ينصرف ويثني رجله من صلاة المغرب والصبح: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، بيده الخير، يحيي ويميت، وهو على كل شيء قدير، عشر مرات، كتب له بكل واحدة عشر حسنات، ومحيت عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكانت حرزا من كل مكروه، وحرزا من الشيطان الرجيم، ولم يحل لذنب يدركه إلا الشرك، وكان من أفضل الناس عملا، إلا رجلا يفضله، يقول أفضل مما قال»

(1)

.

- وفي رواية: «عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من قال دبر كل صلاة ـ قال ابن أبي حسين في حديثه: وهو ثاني رجله، قبل أن يتكلم ـ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، عشر مرات، كتب الله له بكل واحدة عشر حسنات، وحط عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان له بكل واحدة قالها عدل رقبة من ولد إسماعيل، وكن مسلحة وحرسا من الشيطان، وحرزا من كل مكروه، ولم يعمل عملا يقهرهن إلا أن يشرك بالله» .

⦗ص: 445⦘

«مُرسَل»

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (9576)، وأطراف المسند (5888)، ومَجمَع الزوائد 10/ 107.

ص: 444

- فوائد:

- قال الدارقُطني: يرويه عبد الله بن عبد الرَّحمَن بن أبي حسين، واختُلِف عنه؛

فرواه المحاربي، عن حصين بن منصور الأسدي، عن ابن أبي حسين، عن شهر، عن ابن غنم، عن معاذ.

وخالفه زيد بن أَبي أُنيسة، فرواه عن ابن أبي حسين، عن شهر، عن ابن غنم، عن أبي ذر.

وخالفه محمد بن جحادة، فرواه عن ابن أبي حسين، عن شهر، عن ابن غنم، عن أبي هريرة.

قال ذلك عبد العزيز بن الحصين، عن ابن جحادة.

وخالفه زهير بن معاوية، فرواه عن ابن جحادة، عن ابن أبي حسين، عن شهر، عن ابن غنم مرسلا، وكذلك قال معقل بن عُبيد الله، عن ابن أبي حسين.

وقيل: عن شهر، عن أَبي أُمامة، ذكر ذلك عن إسماعيل بن أبي خالد، عن ابن أبي حسين.

والاضطراب فيه من شهر، والله أعلم. «العلل» (966 و 2133).

- وقال الدارقُطني نحو ذلك أيضا، وزاد: وكذلك رواه معقل بن عُبيد الله، وهمام بن يحيى، عن ابن أبي حسين، عن شهر، عن ابن غنم، مُرسلًا.

وخالف الجماعة عبد الحميد بن بَهرام، فرواه عن شهر بن حوشب، عن أُم سلمة، أن النبي صلى الله عليه وسلم علم ذلك القول ابنته فاطمة.

ويشبه أن يكون الاضطراب فيه من شهر، والله أعلم.

والصحيح عن ابن أبي حسين المرسل ابن غنم، عن النبي صلى الله عليه وسلم. «العلل» (1109).

- رواه عبد الله بن عبد الرَّحمَن بن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، عن أبي ذر، ويأتي في مسند أبي ذر، رضي الله عنه.

ص: 445

• حديث هُبيرة بن يَرِيم، عن علي، وابن أبي ليلى، عن معاذ بن جبل، قالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم:

«إذا أتى أحدكم الصلاة، والإمام على حال، فليصنع كما يصنع الإمام» .

سلف في مسند أمير المؤمنين، علي بن أبي طالب، رضي الله تعالى عنه.

ص: 446

11001 -

عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، أن معاذ بن جبل أخبره؛

«أنهم خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام تبوك، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، قال: فأخر الصلاة يوما، ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعا، ثم دخل، ثم خرج فصلى المغرب والعشاء جميعا، ثم قال: إنكم ستأتون غدا، إن شاء الله، عين تبوك، وإنكم لن تأتوها حتى يضحى النهار، فمن جاءها فلا يمس من مائها شيئًا حتى آتي، فجئناها وقد سبقنا إليها رجلان، والعين تبض بشيء من ماء، فسألهما رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل مسستما من مائها شيئا؟، فقالا: نعم، فسبهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لهما ما شاء الله أن يقول، ثم غرفوا بأيديهم من العين قليلا قليلا، حتى اجتمع في شيء، ثم غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه وجهه ويديه، ثم أعاده فيها، فجرت العين بماء كثير، فاستقى الناس، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة، أن ترى ما هاهنا قد ملئ جنانا»

(1)

.

- وفي رواية: «كان النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك لا يروح حتى يبرد، يجمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء»

(2)

.

- وفي رواية: «جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء» .

⦗ص: 447⦘

قال: فقلت: ما حمله على ذلك؟ قال: فقال: أراد أن لا يحرج أمته

(3)

.

(1)

اللفظ لمالك في «الموطأ» .

(2)

اللفظ لأحمد (22386).

(3)

اللفظ لمسلم (1578).

ص: 446

- وفي رواية: «أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، في غزوة تبوك، في السفر»

(1)

.

أخرجه مالك (383)

(2)

. وعبد الرزاق (4398) عن الثوري. وفي (4399) عن مالك. و «ابن أبي شيبة» (8314) و 14/ 165 (37262) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. و «أحمد» 5/ 229 (22347) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن، قال: حدثنا قرة بن خالد. وفي 5/ 230 (22362) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان (ح) وأَبو أحمد، قال: حدثنا سفيان. وفي 5/ 233 (22386) قال: حدثنا حماد بن خالد، قال: حدثنا هشام بن سعد. وفي 5/ 236 (22412) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. وفي 5/ 237 (22420) قال: قرأت على عبد الرَّحمَن بن مهدي: حدثنا مالك. وفي 5/ 238 (22421) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا مالك بن أنس. و «عَبد بن حُميد» (122) قال: حدثنا أَبو نُعيم، قال: حدثنا هشام بن سعد. و «الدَّارِمي» (1636) قال: أخبرنا أَبو علي الحنفي، قال: حدثنا مالك بن أنس. و «مسلم» 2/ 151 (1577) قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، قال: حدثنا زهير. وفي 2/ 152 (1578) قال: حدثنا يحيى بن حبيب، قال: حدثنا خالد، يعني ابن الحارث، قال: حدثنا قرة بن خالد. وفي 7/ 60 (6011) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرَّحمَن الدَّارِمي، قال: حدثنا أَبو علي الحنفي، قال: حدثنا مالك، وهو ابن أنس. و «ابن ماجة» (1070) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، عن سفيان.

(1)

اللفظ لابن ماجة.

(2)

وهو في رواية أبي مصعب الزُّهْري، للموطأ (365)، وسويد بن سعيد (116)، وابن القاسم (108)، وورد في «مسند الموطأ» (244).

ص: 447

و «أَبو داود» (1206) قال: حدثنا القَعنَبي، عن مالك. و «النَّسَائي» 1/ 285، وفي «الكبرى» (1576) قال: أخبرنا محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن القاسم، قال: حدثني مالك. و «ابن خزيمة» (966) قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن

⦗ص: 448⦘

مهدي، قال: حدثنا قرة. وفي (968 و 1704) قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، أن مالكا حدثه. و «ابن حِبَّان» (1591) قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا النضر بن شميل، وأَبو عامر العَقَدي، قالا: حدثنا قرة بن خالد السدوسي. وفي (1595 و 6537) قال: أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي، بِمَنْبِج، قال: أخبرنا أحمد بن أَبي بكر، عن مالك.

خمستهم (مالك بن أنس، وسفيان الثوري، وقرة بن خالد، وهشام بن سعد، وزهير بن معاوية) عن أبي الزبير المكي، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، فذكره

(1)

.

- قال أَبو داود: رواه هشام بن عروة، عن حسين بن عبد الله، عن كُريب، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو حديث المفضل، والليث.

(1)

المسند الجامع (11511)، وتحفة الأشراف (11320 و 11322)، وأطراف المسند (7158).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (570)، والبزار (2637: 2639)، والطبراني 20/ (101: 108)، والدارقُطني (1462 و 1463)، والبيهقي 1/ 387 و 3/ 162، والبغوي (1041).

ص: 447

11002 -

عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن معاذ؛

«أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في غزوة تبوك، إذا ارتحل قبل زيغ الشمس، أخر الظهر حتى يجمعها إلى العصر، يصليهما جميعا، وإذا ارتحل بعد زيغ الشمس، صلى الظهر والعصر جميعا ثم سار، وكان إذا ارتحل قبل المغرب، أخر المغرب حتى يصليها مع العشاء، وإذا ارتحل بعد المغرب، عجل العشاء فصلاها مع المغرب»

(1)

.

- وفي رواية: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في غزوة تبوك، إذا زاغت الشمس قبل أن يرتحل، جمع بين الظهر والعصر، وإن يرتحل قبل أن تزيغ الشمس، أخر الظهر حتى ينزل للعصر، وفي المغرب مثل ذلك، إن غابت الشمس قبل أن يرتحل، جمع بين المغرب والعشاء، وإن يرتحل قبل أن تغيب الشمس، أخر المغرب حتى ينزل للعشاء، ثم جمع بينهما»

(2)

.

⦗ص: 449⦘

أخرجه أحمد (22445) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث، عن يزيد بن أبي حبيب. وأَبو داود (1208) قال: حدثنا يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله بن مَوهَب الرملي الهمداني، قال: حدثنا المُفَضَّل بن فَضالة، والليث بن سعد، عن هشام بن سعد، عن أبي الزبير. وفي (1220) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب. والتِّرمِذي (553) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

اللفظ لأبي داود (1208).

ص: 448

وفي (554) قال: حدثنا عبد الصمد بن سليمان، قال: حدثنا زكريا اللؤلؤي، قال: حدثنا أَبو بكر الأعين، قال: حدثنا علي بن المديني، قال: حدثنا أحمد بن حنبل، بهذا

(1)

. و «ابن حِبَّان» (1458) قال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب. وفي (1593) قال: أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب.

كلاهما (يزيد بن أبي حبيب، وأَبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس) عن أبي الطفيل، فذكره

(2)

.

- قال أَبو داود: ولم يرو هذا الحديث إلا قتيبة وحده.

- وقال التِّرمِذي: وحديث معاذ حديثٌ حسنٌ غريبٌ، تفرد به قتيبة، لا نعرف أحدا رواه عن الليث غيره.

وحديث الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الطفيل، عن معاذ، حديث غريب، والمعروف عند أهل العلم حديث معاذ، من حديث أبي الزبير، عن أبي الطفيل، عن معاذ؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع في غزوة تبوك، بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء.

رواه قرة بن خالد، وسفيان الثوري، ومالك، وغير واحد، عن أبي الزبير المَكِّي.

⦗ص: 450⦘

- وقال أَبو حاتم بن حبان: سمعت محمد بن إسحاق الثقفي يقول: سمعت قتيبة بن سعيد يقول: عليه علامة سبعة من الحفاظ، كتبوا عني هذا الحديث: أحمد بن حنبل، ويحيى بن مَعين، والحميدي، وأَبو بكر بن أبي شيبة، وأَبو خيثمة، حتى عد سبعة.

(1)

يعني قال أحمد: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، به.

(2)

المسند الجامع (11512)، وتحفة الأشراف (11321)، وأطراف المسند (7158).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «الأوسط» (4533)، والدارقُطني (1464)، والبيهقي 3/ 163.

ص: 449

- فوائد:

- قال عبد الرَّحمَن بن أبي حاتم الرازي: سمعت أبي يقول: كتبت عن قتيبة حديثا، عن الليث بن سعد، لم أصبه بمصر، عن الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الطفيل، عن معاذ، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه كان في سفر فجمع بين الصلاتين.

قال أبي: لا أعرفه من حديث يزيد، والذي عندي أنه دخل له حديث في حديث، حدثنا أَبو صالح، قال: حدثنا الليث، عن هشام بن سعد، عن أبي الزبير، عن أبي الطفيل، عن معاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث. «علل الحديث» (245).

- وقال الدارقُطني: حدث به قتيبة بن سعيد، عن الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الطفيل، عن معاذ؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ارتحل قبل زيغ الشمس أخر الظهر حتى يجمعها إلى العصر، فيصليهما جميعا، الحديث.

كذلك حدث به جماعة من الرفعاء، عن قتيبة.

ورواه المُفَضَّل بن فَضالة، عن الليث، عن هشام بن سعد، عن أبي الزبير، عن أبي الطفيل، عن معاذ، بهذه القصة بعينها، وهو أشبه بالصواب، والله أعلم. «العلل» (965).

ص: 450

11003 -

عن عبد الرَّحمَن بن رافع التنوخي، قاضي إفريقية، أن معاذ بن جبل قدم الشام، وأهل الشام لا يوترون، فقال لمعاوية: ما لي أرى أهل الشام لا يوترون؟ فقال معاوية: وواجب ذلك عليهم؟ قال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«زادني ربي، عز وجل، صلاة، وهي الوتر، وقتها ما بين العشاء إلى طلوع الفجر» .

⦗ص: 451⦘

أخرجه أحمد (22446) قال: حدثنا هارون بن معروف، قال عبد الله بن أحمد: وسمعتُه أنا من هارون، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يحيى بن أيوب، عن عُبيد الله بن زحر، عن عبد الرَّحمَن بن رافع التنوخي، قاضي إفريقية، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11513)، وأطراف المسند (7168)، ومَجمَع الزوائد 2/ 239.

ص: 450

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ يحيى بن أَيوب الغَافِقي، أَبو العباس المِصري، لا يُحتج به. انظر فوائد الحديث رقم (190).

ص: 451

11004 -

عن شهر بن حوشب، عن معاذ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«سأنبئك بأَبواب من الخير: الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة، كما يطفئ الماء النار، وقيام العبد من الليل، ثم قرأ: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} إلى آخر الآية»

(1)

.

- وفي رواية: «عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا} قال: قيام العبد من الليل»

(2)

.

أخرجه أحمد (22372) قال: حدثنا زيد بن الحُبَاب. وفي 5/ 242 (22454) قال: حدثنا حسن بن موسى. وفي 5/ 248 (22484) قال: حدثنا سريج.

ثلاثتهم (زيد، وحسن، وسريج بن النعمان) عن حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن شهر بن حوشب، فذكره

(3)

.

(1)

لفظ (22484).

(2)

لفظ (22454).

(3)

المسند الجامع (11514)، وأطراف المسند (7148 و 7149).

والحديث؛ أخرجه الطبري 18/ 615، والطبراني 20/ (200).

ص: 451

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال البزار: شهر بن حوشب لم يسمع من معاذ بن جبل. «مسنده» (2660).

ص: 451

- كتاب الجنائز

11005 -

عن عبد الله بن عَمرو بن العاص، عن معاذ، قال:

⦗ص: 452⦘

«عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في خمس، من فعل منهن كان ضامنا على الله: من عاد مريضا، أو خرج مع جِنازة، أو خرج غازيا في سبيل الله، أو دخل على إمام يريد بذلك تعزيره وتوقيره، أو قعد في بيته، فيسلم الناس منه وسلم»

(1)

.

- وفي رواية: «أن عبد الله بن عَمرو مر بمعاذ بن جبل، وهو قائم على بابه يشير بيده، كأنه يحدث نفسه، فقال له عبد الله: ما شأنك يا أبا عبد الرَّحمَن تحدث نفسك؟ قال: وما لي، أيريد عدو الله أن يلهيني عن كلام سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تكابد دهرك الآن في بيتك، ألا تخرج إلى المجلس فتحدث، فأنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من جاهد في سبيل الله، كان ضامنا على الله، ومن عاد مريضا كان ضامنا على الله، ومن غدا إلى المسجد، أو راح، كان ضامنا على الله، ومن دخل على إمام يعوده، كان ضامنا على الله، ومن جلس في بيته لم يغتب أحدا بسوء، كان ضامنا على الله» .

(1)

اللفظ لأحمد.

ص: 451

فيريد عدو الله أن يخرجني من بيتي إلى المجلس

(1)

.

أخرجه أحمد (22444) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ابن لَهِيعة، عن الحارث بن يزيد، عن عُلَي بن رباح. و «ابن خزيمة» (1495) قال: حدثنا سعد بن عبد الله بن عبد الحكم بن أَعْيَن، بخبر غريب غريب، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا الليث بن سعد، عن الحارث بن يعقوب، عن قيس بن رافع القيسي، عن عبد الرَّحمَن بن جبير. و «ابن حِبَّان» (372) قال: أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، قال: حدثنا سعد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا الليث بن سعد، عن الحارث بن يعقوب، عن قيس بن رافع القيسي، عن عبد الرَّحمَن بن جبير.

⦗ص: 453⦘

كلاهما (عُلَي بن رباح، وعبد الرَّحمَن بن جبير) عن عبد الله بن عَمرو بن العاص، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لابن خزيمة.

(2)

المسند الجامع (11515)، وأطراف المسند (7163)، ومَجمَع الزوائد 2/ 299 و 5/ 277 و 10/ 304، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (1802).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم (1021 و 1022)، والبزار، «كشف الأستار» (1649)، والطبراني 20/ (54 و 55)، والبيهقي 9/ 166.

ص: 452

- كتاب الزكاة

11006 -

عن مسروق، عن معاذ؛

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إلى اليمن، وأمره أن يأخذ من كل حالم دينارا، أو عدله معافر، ومن البقر من ثلاثين: تبيعا، أو تبيعة، ومن كل أربعين: مسنة»

(1)

.

- وفي رواية: «بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فأمرني أن آخذ من البقر من ثلاثين تبيعا حوليا، ومن أربعين بقرة مسنة»

(2)

.

أخرجه عبد الرزاق (6841) قال: أخبرنا معمر، والثوري، عن الأعمش، عن أبي وائل. و «أحمد» 5/ 230 (22363) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل. و «الدَّارِمي» (1747) قال: حدثنا عاصم بن يوسف، قال: حدثنا أَبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن أبي وائل. وفي (1748) قال: حدثنا أحمد بن يونس، عن أَبي بكر بن عياش، بنحوه. و «ابن ماجة» (1803) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نُمير، قال: حدثنا يحيى بن عيسى الرملي، قال: حدثنا الأعمش، عن شقيق. و «أَبو داود» (1577) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، والنفيلي، وابن المثنى، قالوا: حدثنا أَبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم. وفي (1578) قال: حدثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء، قال: حدثنا أبي، عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل. وفي (3039) قال: حدثنا النفيلي، قال: حدثنا أَبو معاوية، قال: حدثنا

⦗ص: 454⦘

الأعمش، عن إبراهيم. و «التِّرمِذي» (623) قال: حدثنا محمود بن غَيلان، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل. و «النَّسَائي» 5/ 25، وفي «الكبرى» (2242) قال: أخبرنا محمد بن رافع، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا مفضل، وهو ابن مهلهل، عن الأعمش، عن شقيق. وفي 5/ 26، وفي «الكبرى» (2244) قال: أخبرنا أحمد بن حرب، قال: حدثنا أَبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم.

(1)

اللفظ للنسائي 5/ 25.

(2)

اللفظ للدارمي (1747).

ص: 453

و «ابن خزيمة» (2268) قال: حدثنا أَبو موسى، قال: حدثنا أَبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش، عن إبراهيم (ح) وحدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن مغراء، قال: حدثنا الأعمش، عن شقيق بن سلمة، وإبراهيم (ح) وحدثنا محمد بن الوزير الواسطي، قال: حدثنا إسحاق الأزرق، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، عن أبي وائل (ح) وحدثنا سعيد بن أبي زيدون

(1)

، قال: حدثنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل. و «ابن حِبَّان» (4886) قال: أخبرنا أَبو يَعلى، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نُمير، قال: حدثنا يحيى بن عيسى، قال: حدثنا الأعمش، عن شقيق.

كلاهما (شقيق بن سلمة، أَبو وائل، وإبراهيم النَّخَعي) عن مسروق بن الأجدع، فذكره.

- قال أَبو داود (1578): ورواه جرير، ويَعلى، ومعمر، وشعبة، وأَبو عَوانة، ويحيى بن سعيد، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق، قال يَعلى ومعمر: عن معاذ، مِثلَه.

- وقال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ، وروى بعضهم هذا الحديث، عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذا إلى اليمن، فأمره أن يأخذ، وهذا أصح.

⦗ص: 455⦘

• أخرجه الدَّارِمي (1746). و «النَّسَائي» 5/ 26، وفي «الكبرى» (2243) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان.

كلاهما (عبد الله بن عبد الرَّحمَن الدَّارِمي، وأحمد بن سليمان) عن يَعلى بن عبيد، قال: حدثنا الأعمش، عن شقيق، عن مسروق (ح) والأعمش، عن إبراهيم، قالا

(2)

: قال معاذ:

«بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فأمرني أن آخذ من كل أربعين بقرة ثنية، ومن كل ثلاثين تبيعا، ومن كل حالم دينارا، أو عدله معافر»

(3)

.

(1)

تصحف في المطبوع إلى: «سعيد بن أبي يزيد» ، وهو: سعيد بن عبدوس بن أبي زيدون، الرملي، كاتب الفريابي، نزيل قيسارية. انظر «الجرح والتعديل» 4/ 53، و «الأنساب» للسمعاني 10/ 309.

(2)

يعني مسروق، وإبراهيم، وحديث مسروق موصول، وحديث إبراهيم مرسل.

(3)

اللفظ للنسائي 5/ 26.

ص: 454

- وأخرجه أحمد (22387) قال: حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، قال: حدثنا أَبو بكر، يعني ابن عياش، قال: حدثنا عاصم. وفي 5/ 247 (22480) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا شَريك، عن عاصم. و «أَبو داود» (1576 و 3038) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا أَبو معاوية، عن الأعمش. و «النَّسَائي» 5/ 26، وفي «الكبرى» (2245) قال: أخبرنا محمد بن منصور الطوسي، قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني سليمان الأعمش. وفي 5/ 42، وفي «الكبرى» (2281) قال: أخبرنا هَنَّاد بن السَّري، عن أَبي بكر، وهو ابن عياش، عن عاصم.

كلاهما (عاصم بن بهدلة، وسليمان الأعمش) عن أبي وائل، عن معاذ، قال:

«بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، وأمرني أن آخذ من كل حالم دينارا، أو عدله معافر، وأمرني أن آخذ من كل أربعين بقرة مسنة، ومن كل ثلاثين بقرة تبيعا حوليا، وأمرني فيما سقت السماء العشر، وما سقي بالدوالي نصف العشر»

(1)

.

- وفي رواية: «بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، أن آخذ من كل ثلاثين من البقر بقرة، تبيعا، أو تبيعة، أو قال: جذعا، أو جذعة، ومن كل أربعين بقرة، بقرة مسنة، ومن كل حالم دينارا، أو عدله معافر»

(2)

.

⦗ص: 456⦘

- وفي رواية: «أن النبي صلى الله عليه وسلم لما وجهه إلى اليمن، أمره أن يأخذ من البقر، من كل ثلاثين تبيعا، أو تبيعة، ومن كل أربعين مسنة، ومن كل حالم، يعني محتلما دينارا، أو عدله من المعافر، ثياب تكون باليمن»

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (22387).

(2)

اللفظ لأحمد (22480).

(3)

اللفظ لأبي داود (1576).

ص: 455

- وفي رواية: «أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعثني إلى اليمن، أن لا آخذ من البقر شيئا، حتى تبلغ ثلاثين، فإذا بلغت ثلاثين، ففيها عجل تابع جذع، أو جذعة، حتى تبلغ أربعين، فإذا بلغت أربعين، ففيها بقرة مسنة»

(1)

.

- وفي رواية: «بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فأمرني أن آخذ مما سقت السماء العشر، وفيما سقي بالدوالي نصف العشر»

(2)

.

- ليس فيه: «مسروق» .

- قال أَبو عبد الرَّحمَن النَّسَائي: هذا الإسناد أيضا ليس بذاك القوي، لأن أبا بكر بن عياش، وعاصما ليسا بحافظين.

• وأخرجه الدَّارِمي (1790) قال: أخبرنا عاصم بن يوسف. و «ابن ماجة» (1818) قال: حدثنا الحسن بن علي بن عفان، قال: حدثنا يحيى بن آدم.

كلاهما (عاصم بن يوسف، ويحيى بن آدم) عن أَبي بكر بن عياش، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، عن مسروق، عن معاذ بن جبل، قال:

«بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فأمرني أن آخذ من الثمار ما سقي بعلا العشر، وما سقي بالسانية فنصف العشر»

(3)

.

- وفي رواية: «بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، وأمرني أن آخذ مما سقت السماء، وما سقي بعلا العشر، وما سقي بالدوالي نصف العشر» .

⦗ص: 457⦘

- قال يحيى بن آدم: البعل، والعثري، والعذي: هو الذي يسقى بماء السماء، والعثري: ما يزرع بالسحاب والمطر خاصة، ليس يصيبه إلا ماء المطر، والبعل: ما كان من الكروم قد ذهبت عروقه في الأرض إلى الماء، فلا يحتاج إلى السقي، الخمس سنين والست، يحتمل ترك السقي، فهذا البعل، والسيل: ماء الوادي إذا سال، والغيل: سيل دون سيل.

(1)

اللفظ للنسائي 5/ 26.

(2)

اللفظ للنسائي 5/ 42.

(3)

اللفظ للدارمي (1790).

ص: 456

زاد فيه: «عن مسروق» .

• وأخرجه عبد الرزاق (10099 و 19268) قال: أخبرنا معمر، عن الأعمش، عن شقيق بن سلمة. و «ابن أبي شيبة» (10014) و 12/ 240 (33306) قال: حدثنا أَبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم.

كلاهما (شقيق، وإبراهيم النَّخَعي) عن مسروق، قال:

«لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذا إلى اليمن، أمره أن يأخذ من كل ثلاثين من البقر تبيعا، أو تبيعة، ومن كل أربعين مسنة، ومن كل حالم دينارا، أو عدله معافر»

(1)

.

- وفي رواية: «بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل إلى اليمن، فأمره أن يأخذ من كل حالم وحالمة من أهل الذمة دينارا، أو قيمته معافري»

(2)

. «مُرسَل» .

- قال عبد الرزاق (10099): كان معمر يقول: هذا غلط قوله: «حالمة» ليس على النساء شيء، معمر القائل.

• وأخرجه ابن أبي شيبة (10016) و 12/ 239 (33303) قال: حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن إبراهيم، وأبي وائل، قالا:

⦗ص: 458⦘

«بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذا إلى اليمن، وأمره أن يأخذ من البقر من كل ثلاثين تبيعا، أو تبيعة، ومن كل أربعين مسنة، ومن كل حالم دينارا، أو عدله من المعافر» .

- وفي رواية:

«عن أبي وائل، وإبراهيم، قالا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذا إلى اليمن، وأمره أن يأخذ الجزية من كل حالم دينارا، أو عدله معافر» . «مُرسَل» .

• وأخرجه ابن أبي شيبة (10019) قال: حدثنا جرير، عن مغيرة، عن حماد، عن إبراهيم، قال: في ثلاثين من البقر تبيع أو تبيعة: جذع أو جذعة، وفي أربعين مسنة. «موقوف»

(3)

.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة (10014).

(2)

اللفظ لعبد الرزاق (10099).

(3)

المسند الجامع (11516)، وتحفة الأشراف (11312 و 11313 و 11363 و 11364)، وأطراف المسند (7147 و 7203).

ص: 457

- فوائد:

- قال الدارقُطني: يرويه عاصم بن أبي النجود، والأعمش، عن أبي وائل.

ورواه أَبو بكر بن عياش، وشريك، عن عاصم، عن أبي وائل، عن مسروق، عن معاذ.

واختلف عن أَبي بكر، فرواه منصور بن أبي مزاحم، وعبد الرَّحمَن بن صالح عنه، عن عاصم، عن أبي وائل، عن معاذ، لم يذكرا مسروقا، وقول من ذكر مسروقا أصح.

وأما الأعمش، فرواه عنه الثوري، وشريك، وأَبو عَوانة، وعيسى بن يونس، وزفر بن الهذيل، وغيرهم، رووه عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق، عن معاذ.

ورواه أَبو معاوية الضرير، عن الأعمش، عن إبراهيم النَّخَعي، عن مسروق، عن معاذ.

ورواه عبد الرَّحمَن بن مغراء، عن الأعمش، عن أبي وائل، وإبراهيم النَّخَعي، عن مسروق، عن معاذ.

ورواه يَعلى بن عبيد، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق.

والأعمش، عن إبراهيم، قالا: قال معاذ، فأرسله عن إبراهيم، ووصله عن ابن أبي وائل.

⦗ص: 459⦘

ورواه شعبة، والقاسم بن مَعْن، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق مرسلا، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ورواه وكيع، عن الأعمش، عن أبي وائل، وإبراهيم، قالا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذا، فأرسله عنهما.

والمحفوظ عن أبي وائل، عن مسروق، عن معاذ، وعن إبراهيم، مُرسلًا. «العلل» (985).

ص: 458

11007 -

عن عطاء بن يسار، عن معاذ بن جبل؛

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إلى اليمن، وقال: خذ الحب من الحب، والشاة من الغنم، والبعير من الإبل، والبقرة من البقر»

(1)

.

أخرجه ابن ماجة (1814) قال: حدثنا عَمرو بن سواد المصري. و «أَبو داود» (1599) قال: حدثنا الربيع بن سليمان.

كلاهما (عَمرو، والربيع) عن عبد الله بن وهب، قال: أخبرني سليمان بن بلال، عن شريك بن أبي نمر، عن عطاء بن يسار، فذكره

(2)

.

- في رواية أبي داود: «شريك بن عبد الله أبي نمر» .

- قال أَبو داود: شبرت قثاءة بمصر ثلاثة عشر شبرا، ورأيت أترجة على بعير بقطعتين قطعت وصيرت على مثل عدلين.

(1)

والحديث؛ أخرجه البزار (2654)، وابن الجارود (343 و 1104)، والطبراني 20/ (261: 265)، والدارقُطني (1935: 1937)، والبيهقي 4/ 98 و 9/ 193، والبغوي (1571).

(2)

المسند الجامع (11517)، وتحفة الأشراف (11348).

والحديث؛ أخرجه الدارقُطني (1929)، والبيهقي 4/ 112.

ص: 459

- فوائد:

- قال التِّرمِذي: عطاء لم يدرك معاذ بن جبل، ومعاذ قديم الموت، مات في خلافة عمر. «السنن» (2530).

- وقال البزار: لا نعلم لعطاء منه سماعا، يعني من معاذ. «كشف الأستار» (26).

ص: 459

11008 -

عن يحيى بن الحكم، أن معاذا قال:

«بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أصدق أهل اليمن، وأمرني أن آخذ من البقر من كل ثلاثين تبيعا ـ قال هارون: والتبيع: الجذع، أو الجذعة، ومن كل أربعين مسنة، قال: فعرضوا علي أن آخذ من الأربعين ـ قال هارون: ما بين الأربعين والخمسين، وبين الستين والسبعين، وما بين الثمانين والتسعين ـ فأبيت ذاك، وقلت لهم: حتى أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقدمت فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فأمرني أن آخذ من كل ثلاثين تبيعا، ومن كل أربعين مسنة، ومن الستين تبيعين، ومن السبعين مسنة وتبيعا، ومن الثمانين مسنتين، ومن التسعين ثلاثة أتباع، ومن المئة مسنة وتبيعين، ومن العشرة والمئة مسنتين وتبيعا، ومن العشرين ومئة ثلاث مسنات، أو أربعة أتباع، قال: وأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا آخذ فيما بين ذلك، وقال هارون: فيما بين ذلك شيئًا ـ إلا أن يبلغ مسنة، أو جذعا، وزعم أن الأوقاص لا فريضة فيها» .

أخرجه أحمد (22435) قال: حدثنا معاوية بن عَمرو، وهارون بن معروف، قالا: حدثنا عبد الله بن وهب، قال هارون في حديثه: قال: وقال حيوة: عن ابن أبي حبيب، وقال معاوية: عن حيوة، عن يزيد، عن سلمة بن أُسامة، عن يحيى بن الحكم، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11518)، وأطراف المسند (7209).

والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (363).

ص: 460

11010 -

عن موسى بن طلحة، قال: عندنا كتاب معاذ، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛

«أنه إنما أخذ الصدقة من الحنطة، والشعير، والزبيب، والتمر» .

أخرجه أحمد (22338) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن مهدي، قال: حدثنا سفيان، عن عَمرو بن عثمان، يعني ابن مَوهَب، عن موسى بن طلحة، فذكره

(1)

.

• أَخرجه عبد الرزاق (7186) عن الثوري، عن عبد الله بن عثمان، عن موسى بن طلحة، قال: سمعته يقول: بعث الحجاج موسى بن مغيرة على السواد، فأراد أن يأخذ من خضر السواد، فقال: موسى بن طلحة عندي كتاب معاذ بن جبل، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛

«أمره أن يأخذ من الحنطة، والشعير، والزبيب، والتمر» .

قال: فذكرت ذلك للحجاج، فقال: صدق.

(1)

المسند الجامع (11519)، وأطراف المسند (7207).

والحديث؛ أخرجه الدارقُطني (1914)، والبيهقي 4/ 128.

ص: 461

- فوائد:

- سُئل الدارَقُطني عن حديث موسى بن طلحة، عن أَبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ليس في الخَضروات صدقة.

فقال: اختُلف فيه عن موسى بن طلحة، فرُوي عن عطاء بن السائب؛

فقال الحارث بن نَبهان: عن عطاء، عن موسى بن طلحة.

وقال خالد الواسطي: عن عطاء، عن موسى بن طلحة مُرسَلًا، أَن النبي صلى الله عليه وسلم.

ورُوي عن الأَعمش، عن موسى بن طلحة، عن أَبيه.

ورواه الحكم بن عُتيبة، وعبد الملك بن عُمير، وعَمرو بن عثمان بن مَوهب، عن موسى بن طلحة، عن معاذ بن جبل.

وقيل: عن موسى بن طلحة، عن عمر.

⦗ص: 462⦘

وقيل: عن موسى بن طلحة، عن أَنس.

وقيل: عن موسى بن طلحة، مُرسَل.

وأَصحها كلها المُرسَل. «العلل» (510).

ص: 461

11011 -

عن عيسى بن طلحة، عن معاذ؛

«أنه كتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم: يسأله عن الخضروات، وهي البقول، فقال: ليس فيها شيء» .

أخرجه التِّرمِذي (638) قال: حدثنا علي بن خَشرَم، قال: أخبرنا عيسى بن يونس، عن الحسن، عن محمد بن عبد الرَّحمَن بن عبيد، عن عيسى بن طلحة، فذكره

(1)

.

- قال التِّرمِذي: إسناد هذا الحديث ليس بصحيح، وليس يصح في هذا الباب عن النبي صلى الله عليه وسلم شيءٌ، وإِنما يُروى هذا، عن موسى بن طلحة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسلٌ.

والحسن، هو ابن عُمارة، وهو ضعيف عند أَهل الحديث، ضعَّفه شعبة وغيره، وتركه عبد الله بن المبارك.

• أَخرجه عبد الرزاق (7185) عن ابن جُريج، قال: حدثت عن عطاء بن السائب وغيره، عن موسى بن طلحة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«ليس في الخضروات صدقة» . «مُرسَل» .

• وأخرجه عبد الرزاق (7187) عن ابن عُيينة، عن عبد الله بن عثمان بن مَوهَب، قال: سمعت ابن طلحة، يعني موسى، وكانوا أخذوا من حبوب له في أرضه، فسمعته يقول لعبد الحميد، ودخل عليه: بيني وبينكم كتاب معاذ بن جبل: لم يأخذ من الخضر شيئا.

(1)

المسند الجامع (11520)، وتحفة الأشراف (11354).

ص: 462

11012 -

عن محمد بن زيد، عن معاذ، قال:

«بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قرى عربية، فأمرني أن آخذ حظ الأرض» .

⦗ص: 463⦘

قال سفيان: حظ الأرض: الثلث والربع

(1)

.

- في رواية عبد الرزاق في «المُصَنَّف» : «قال سفيان: وحظها: الثلث والربع، فلم ير به بأسا» .

أخرجه عبد الرزاق (14472). وأحمد (22340 و 22468) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا سفيان، عن جابر، عن عبد الرَّحمَن بن الأسود، عن محمد بن زيد، فذكره.

• أَخرجه أحمد (22339) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن جابر، عن محمد بن زيد، عن معاذ، قال:

«بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم على قرى عربية، فأمرني أن آخذ حظ الأرض» .

- ليس فيه: «عبد الرَّحمَن بن الأسود»

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد (22468).

(2)

المسند الجامع (11521)، وأطراف المسند (7201)، ومَجمَع الزوائد 4/ 123 و 6/ 7.

والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (336).

ص: 462

11013 -

عن طاووس، قال: أتي معاذ بوقص البقر، والعسل، فقال: لم يأمرني النبي صلى الله عليه وسلم فيها بشيء.

قال سفيان: الأوقاص ما دون الثلاثين

(1)

.

- وفي رواية: «عن معاذ بن جبل، قال: لم يأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم في أوقاص البقر شيئا»

(2)

.

- وفي رواية: «أن معاذ بن جبل قال: لست آخذ في أوقاص البقر شيئا، حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يأمرني فيها بشيء» .

⦗ص: 464⦘

قال ابن بكر: لست بآخذ في أوقاص

(3)

.

أخرجه عبد الرزاق (6843) عن ابن جُريج. و «أحمد» 5/ 230 (22360) و 5/ 248 (22486) قال: حدثنا أَبو كامل، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي 5/ 230 (22361) قال: حدثنا أَبو كامل، قال: حدثنا حماد، يعني ابن سلمة. وفي 5/ 231 (22368) قال: حدثنا عبد الرزاق، وابن بكر، قالا: أخبرنا ابن جُريج. وفي (22369) قال: حدثنا سفيان.

(1)

اللفظ لأحمد (22369).

(2)

اللفظ لأحمد (22360).

(3)

اللفظ لأحمد (22368).

ص: 463

أربعتهم (عبد الملك بن جُريج، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة، وسفيان بن عُيينة) عن عَمرو بن دينار، عن طاووس، فذكره.

• أَخرجه أَبو داود في «المراسيل» (107) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، وحدثنا أحمد بن عَبدة، قالا: أخبرنا سفيان، عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاووس؛ أن معاذ بن جبل أتي من اليمن، بوقص البقر والغنم، فقال:

«كلاهما لم يأمرني النبي صلى الله عليه وسلم فيه بشيء» .

• أَخرجه عبد الرزاق (6964)، وابن أبي شَيبة (10150) قال: حدثنا وكيع.

كلاهما (عبد الرزاق، ووكيع) عن سفيان الثوري، عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاووس، عن معاذ بن جبل، قال: سألوه عما دون ثلاثين من البقر، وعن العسل، قال: لم أومر فيها بشيء

(1)

.

- وفي رواية: «عن طاووس، أن معاذا لما أتى اليمن، أتي بالعسل، وأوقاص الغنم، فقال: لم أومر فيها بشيء» .

• وأخرجه ابن أبي شيبة (10036) و 14/ 210 (37420) قال: حدثنا ابن إدريس، عن ليث، عن طاووس، عن معاذ، قال: ليس في الأوقاص شيء. «موقوف»

(2)

.

(1)

اللفظ لعبد الرزاق.

(2)

المسند الجامع (11522)، وأطراف المسند (7154)، ومَجمَع الزوائد 3/ 73.

والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (348)، والدارقُطني (1927)، والبيهقي 4/ 98.

ص: 464

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال علي بن المديني: لم يسمع طاووس من معاذ بن جبل شيئا. «المراسيل» لابن أبي حاتم (354).

- وقال أَبو زُرعَة الرازي: طاووس عن معاذ، مرسل. «المراسيل» لابن أبي حاتم (357).

- وقال الدارقُطني: يرويه عَمرو بن دينار، وإبراهيم بن ميسرة.

فرواه ابن عُيينة، والحسن بن أبي جعفر، عن عَمرو بن دينار، عن طاووس، عن معاذ.

وكذلك رواه ابن عُيينة، عن إبراهيم بن ميسرة.

واختلف عن الثوري؛

فرواه ابن وهب، عن الثوري، عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاووس، عن معاذ بن جبل.

ورواه وكيع، عن الثوري، عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاووس؛ أن معاذا لما أتى اليمن، قال: لم أومر فيها بشيء، فأرسله.

ومن قال: عن معاذ، فهو أيضا مرسل، لأن طاووسا لم يسمع من معاذ. «العلل» (984).

ص: 465

11014 -

عن طاووس اليماني؛ أن معاذ بن جبل الأَنصاري أخذ من ثلاثين بقرة تبيعا، ومن أربعين بقرة مسنة، وأتي بما دون ذلك، فأبى أن يأخذ منه شيئا، وقال: لم أسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه شيئا، حتى ألقاه فأسأله، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يقدم معاذ بن جبل

(1)

.

- وفي رواية: «عن معاذ بن جبل؛ أنه أخذ من البقر من ثلاثين تبيعا، ومن أربعين مسنة، فسألوه عما دون الثلاثين؟ فقال: لم أسمع من النبي صلى الله عليه وسلم فيه شيئا، ولم يأمرني فيها بشيء»

(2)

.

⦗ص: 466⦘

أخرجه مالك

(3)

(698). وعبد الرزاق (6856) عن مالك. و «أَبو داود» في «المراسيل» (108) قال: حدثنا عبد الله بن مَسلَمة، عن مالك، عن حميد بن قيس، عن طاووس اليماني، فذكره

(4)

.

(1)

اللفظ لمالك في «الموطأ» .

(2)

اللفظ لعبد الرزاق.

(3)

وهو في رواية أبي مصعب الزُّهْري، للموطأ (681)، وورد في «مسند الموطأ» (323)، وقال: هذا حديثٌ موقوف.

(4)

تحفة الأشراف (18832).

والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (347)، والبيهقي 4/ 98، والبغوي (1572).

ص: 465

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ طاووس لم يدرك معاذ بن جبل، انظر فوائد الحديث السابق.

ص: 466

كتاب الصيام

• حديث ميمون بن أبي شبيب، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«الصوم جنة» .

سلف برقم ().

ص: 466

11015 -

عن أبي بَحْرية، عن معاذ بن جبل؛

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئِل عن ليلة القدر، فقال: هي في العشر الأواخر، أو في الثالثة، أو في الخامسة» .

أخرجه أحمد (22393) قال: حدثنا حَيْوَة بن شُرَيح، ويزيد بن عبد رَبِّه، قالا: حدثنا بَقيَّة بن الوليد، قال: حدثني بَحِير بن سعد، عن خالد بن مَعدان، عن أبي بَحْرية، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11525)، وأطراف المسند (7165)، ومَجمَع الزوائد 3/ 175، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (2376).

والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (177).

ص: 466

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ بَقِيَّة بن الوليد ليس بحُجة. انظر فوائد الحديث رقم (7488).

ص: 466

- كتاب النكاح

11016 -

عن كثير بن مُرَّة الحضرمي، عن معاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا، إلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه، قاتلك الله، فإنما هو عندك دخيل، يوشك أن يفارقك إلينا»

(1)

.

أخرجه أحمد (22452) قال: حدثنا إبراهيم بن مهدي. و «ابن ماجة» (2014) قال: حدثنا عبد الوَهَّاب بن الضحاك. و «التِّرمِذي» (1174) قال: حدثنا الحسن بن عرفة.

ثلاثتهم (إبراهيم بن مهدي، وعبد الوَهَّاب بن الضحاك، والحسن بن عرفة) عن إسماعيل بن عياش، عن بَحِير بن سعد، عن خالد بن مَعدان، عن كثير بن مُرَّة، فذكره

(2)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، ورواية إسماعيل بن عياش عن الشاميين أصلح، وله عن أهل الحجاز وأهل العراق مناكير.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (11526)، وتحفة الأشراف (11356)، وأطراف المسند (7196).

والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (224).

ص: 467

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ إِسماعيل بن عياش أَبو عُتبة الحِمصي، ليس بحجة. انظر فوائد الحديث رقم (1886).

- وقال ابن أبي حاتم: سمعت أَبا زُرعَة، وذكر الحديث الذي رواه نُعيم بن حماد، عن بقية، عن بَحِير بن سعد، عن خالد بن مَعدان، عن كثير بن مُرَّة الحضرمي، عن معاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا، إلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذينه، قاتلك الله، فإنما هو عندك دخيل عسى أن يفارقك.

قال أَبو زُرعَة: ما أدري من أين جاء به نعيم، أراه شبه على نعيم، لم يرو هذا الحديث عن بحير غير إسماعيل بن عياش، إلا أن يكون بقية، عن إسماعيل بن عياش.

⦗ص: 468⦘

وذكر أَبو زُرعَة؛ أن هذا الحديث ليس عندهم بحمص في كتب بقية. «علل الحديث» (1264).

ص: 467

11017 -

عن أبي ظبيان، عن معاذ بن جبل؛

«أنه لما رجع من اليمن، قال: يا رسول الله، رأيت رجالا باليمن يسجد بعضهم لبعض، أفلا نسجد لك؟ قال: لو كنت آمرا بشرا يسجد لبشر، لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها»

(1)

.

- وفي رواية: «لو كنت آمرا أحدا يسجد لأحد، لأمرت النساء يسجدن لأزواجهن» .

أخرجه ابن أبي شيبة (8877). وأحمد (22335) عن وكيع بن الجراح، قال: حدثنا الأعمش، عن أبي ظبيان، فذكره.

- قال عبد الله بن أحمد: حدثني أبي في سنة ثمان وعشرين ومئتين، قال: حدثنا وكيع.

• أَخرجه ابن أبي شيبة (17412). وأحمد (22336) كلاهما عن عبد الله بن نُمير، قال: حدثنا الأعمش، قال: سمعت أبا ظبيان، يحدث عن رجل من الأنصار، عن معاذ بن جبل، قال:

«أقبل معاذ من اليمن، فقال: يا رسول الله، إني رأيت رجالا» فذكر معناه.

- زاد فيه: عن رجل من الأنصار.

• وأخرجه ابن أبي شيبة (17411) قال: حدثنا أَبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، قال:

«لما قدم معاذ من اليمن، قال: يا رسول الله، رأينا قوما يسجد بعضهم لبعض، أفلا نسجد لك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا، إنه لا يسجد أحد لأحد دون

⦗ص: 469⦘

الله، ولو كنت آمرا أحدا يسجد لأحد، لأمرت النساء يسجدن لأزواجهن». «مُرسَل»

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (11528)، وأطراف المسند (7141)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (3207)، والمطالب العالية (1666).

والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (373)، والبغوي (2329).

ص: 468

11018 -

عن عائذ الله بن عبد الله؛ أن معاذا قدم عليهم اليمن، فلقيته امرأة من خولان، معها بنون لها اثنا عشر، فتركت أباهم في بيتها، أصغرهم الذي قد اجتمعت لحيته، فقامت فسلمت على معاذ، ورجلان من بنيها يمسكان بضبعيها، فقالت:

«من أرسلك أيها الرجل؟ قال لها معاذ: أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت المرأة: أرسلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلا تخبرني يا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال لها معاذ: سليني عما شئت، قالت: حدثني ما حق المرء على زوجته؟ قال لها معاذ: تتقي الله ما استطاعت، وتسمع وتطيع، قالت: أقسمت بالله عليك، لتحدثني ما حق الرجل على زوجته؟ قال لها معاذ: أو ما رضيت أن تسمعي وتطيعي، وتتقي الله؟ قالت: بلى، ولكن حدثني ما حق المرء على زوجته، فإني تركت أبا هؤلاء شيخا كبيرا في البيت، فقال لها معاذ: والذي نفس معاذ في يده، لو أنك ترجعين، إذا رجعت إليه، فوجدت الجذام قد خرق

⦗ص: 470⦘

لحمه، وخرق منخريه، فوجدت منخريه يسيلان قيحا ودما، ثم ألقمتيهما فاك، لكيما تبلغي حقه، ما بلغت ذلك أبدا.

أخرجه أحمد (22428) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا عبد الحميد، قال: حدثنا شهر بن حوشب، قال: حدثني عائذ الله بن عبد الله، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11569)، وأطراف المسند (7159)، ومَجمَع الزوائد 4/ 307.

والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (166).

ص: 469

- فوائد:

- أَبو إدريس الخَولاني، عائذ الله بن عبد الله، لم يسمع من معاذ.

ص: 470

- كتاب الطلاق

11019 -

عن طاووس، عن معاذ بن جبل، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«لا طلاق قبل النكاح، ولا نذر فيما لا يملك»

(1)

.

- وفي رواية: «لا طلاق قبل النكاح، ولا عتاقة إلا من بعد الملك»

(2)

.

- وفي رواية: «لا طلاق لمن لم ينكح، ولا عتاقة لمن لم يملك، ولا نذر في معصية الله» .

أخرجه عبد الرزاق (11455) عن ابن جُريج، عن عَمرو بن شعيب. وفي (11458) عن إبراهيم بن محمد، عن صفوان بن سليم. و «عَبد بن حُميد» (121) قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثنا عبد العزيز بن المطلب، عن عبد الرَّحمَن بن الحارث بن عياش، عن عَمرو بن شعيب.

كلاهما (عَمرو، وصفوان) عن طاووس، فذكره

(3)

.

⦗ص: 471⦘

• أَخرجه عبد الرزاق (11457). وابن أَبي شيبة (18114) قال: حدثنا وكيع.

كلاهما (عبد الرزاق بن همام، ووكيع بن الجراح) عن سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدِر، عَمن سمع طاووسًا يُحَدث، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أَنه قال:

«لا طلاق لمن لم ينكح، ولا عتاق لمن لم يملك»

(4)

.

- وفي رواية: «لا طلاق إِلا بعد نكاح، ولا عتق قبل ملك» .

«مُرسَل» .

• وأخرجه عبد الرزاق (11452) عن مَعمَر، عن ابن طاووس، عن أبيه، قال: لا طلاق قبل النكاح. «موقوف» .

(1)

اللفظ لعبد الرزاق (11455).

(2)

اللفظ لعبد الرزاق (11458).

(3)

إتحاف الخِيرَة المَهَرة (3308: 3310)، والمطالب العالية (1712).

والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (349 و 350 و 351)، والدارقُطني (3930).

(4)

اللفظ لعبد الرزاق.

ص: 470

- فوائد:

- قال الدارقُطني: يرويه عَمرو بن شعيب، واختُلِف عنه؛

فرواه ابن جُريج، عن عَمرو بن شعيب، عن طاووس، عن معاذ.

قاله عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رَوَّاد، عن ابن جُريج.

وخالفه عامر الأحول، ومطر الوراق، وغيرهما، رووه عن عَمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جَدِّه، وهو الصواب. «العلل» (983).

- طاووس لم يدرك معاذ بن جبل.

ص: 471

11020 -

عن مكحول، عن معاذ بن جبل، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:

«يا معاذ، ما خلق الله على ظهر الأرض أحب إليه من عتاق، وما خلق الله على وجه الأرض أبغض إليه من الطلاق، فإذا قال الرجل لعبده: هو حر إن شاء الله، فهو حر، ولا استثناء له، وإذا قال لامرأته: أنت طالق، إن شاء الله، فله استثناءه، ولا طلاق عليه» .

أخرجه عبد الرزاق (11331) عن إسماعيل بن عياش، قال: أخبرني حميد بن مالك، أنه سمع مكحولا يحدث، فذكره

(1)

.

(1)

إتحاف الخِيرَة المَهَرة (3303)، والمطالب العالية (1691).

والحديث؛ أخرجه الدارقُطني (3984)، والبيهقي 7/ 361.

ص: 471

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ إِسماعيل بن عياش أَبو عُتبة الحِمصي، ليس بحجة. انظر فوائد الحديث رقم (1886).

- وقال أَبو حاتم الرازي: سألتُ أَبا مسهر: هل سمع مكحول من أحد من أصحاب

⦗ص: 472⦘

النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما صح عندنا إلا أَنس بن مالك. قلت: واثلة؟ فأنكره. «المراسيل» لابن أبي حاتم (789).

ص: 471

- كتاب العتق

11021 -

عن قيس، عن معاذ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

«من أعتق رقبة مؤمنة، فهي فداؤه من النار» .

أخرجه أحمد (22464) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن قيس، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11529)، وأطراف المسند (7194).

ص: 472

- فوائد:

- رواه سعيد بن أبي عَروبَة، وهشام الدَّستوائي، عن قتادة بن دعامة، عن قيس الجذامي، عن عقبة بن عامر الجهني، وسلف في مسنده.

ص: 472

- كتاب الفرائض

11022 -

عن أبي الأسود الديلي، قال: كان معاذ باليمن، فارتفعوا إليه في يهودي مات وترك أخاه مسلما، فقال معاذ: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«إن الإسلام يزيد ولا ينقص» .

فورثه

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي الأسود، قال: أتي معاذ بيهودي وارثه مسلم، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، أو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الإسلام يزيد ولا ينقص، فورثه»

(2)

.

⦗ص: 473⦘

أخرجه ابن أبي شيبة (32101) قال: حدثنا غُندَر. و «أحمد» 5/ 230 (22355) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي 5/ 236 (22407) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. و «أَبو داود» (2913) قال: حدثنا مُسدد، قال: حدثنا يحيى بن سعيد.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة.

(2)

اللفظ لأحمد (22407).

ص: 472

كلاهما (محمد بن جعفر غُندَر، ويحيى بن سعيد) عن شعبة بن الحجاج، قال: حدثني عَمرو بن أبي حكيم، عن عبد الله بن بُريدة، عن يحيى بن يَعمَر، عن أبي الأسود الديلي، فذكره.

• أَخرجه أَبو داود (2912) قال: حدثنا مُسدد، قال: حدثنا عبد الوارث، عن عَمرو الواسطي، قال: حدثنا عبد الله بن بُريدة؛ أن أخوين اختصما إلى يحيى بن يَعمَر، يهودي ومسلم، فورث المسلم منهما، وقال: حدثني أَبو الأسود، أن رجلا حدثه، أن معاذا قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«الإسلام يزيد ولا ينقص» .

فورث المسلم.

- زاد فيه: أن رجلا حدثه

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11530)، وتحفة الأشراف (11318)، وأطراف المسند (7155)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (3034).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (569)، والبزار (2636)، والطبراني 20/ (338 و 339)، والبيهقي 6/ 205 و 254.

ص: 473

- فوائد:

- قال الدارقُطني: يرويه عَمرو بن أبي حكيم، وهو عَمرو بن كردي الواسطي، واختُلِف عنه؛

فرواه شعبة، عن عَمرو بن أبي حكيم، عن عبد الله بن بُريدة، عن يحيى بن يَعمَر، عن أبي الأسود الدؤلي، عن معاذ بن جبل.

وكذلك رواه عبد الوارث بن سعيد، عن عَمرو بن أبي حكيم.

ورواه خالد الحَذَّاء، عن عَمرو بن كردي، عن يحيى بن يَعمَر، عن معاذ، أسقط من الإسناد رجلين، أحدهما عبد الله بن بُريدة، والآخر أَبو الأسود الدؤلي.

⦗ص: 474⦘

قال ذلك حماد بن سلمة، عن خالد الحَذَّاء.

واختلف عن حماد، فقال زيد بن الحُبَاب: عن حماد، عن داود بن أبي هند، عن عَمرو بن كردي، عن يحيى بن يَعمَر، أو غيره، شك حماد، عن معاذ بن جبل.

والصحيح عن حماد، عن خالد الحَذَّاء، ولم يضبط الإسناد غير شعبة، وعبد الوارث. «العلل» (1000).

ص: 473

11023 -

عن ابن أبي حسين؛ أن رجلا مسلما شج رجلا من أهل الذمة، فهم عمر بن الخطاب أن يقيده، قال معاذ بن جبل: قد علمت أن ليس ذلك له، وأثر ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاه عمر بن الخطاب في شجته دينارا، فرضي به.

أخرجه عبد الرزاق (18511) عن ابن جُريج، قال: أخبرني ابن أبي حسين، فذكره.

ص: 474

11024 -

عن الأسود بن يزيد النَّخَعي، قال: قضى فينا معاذ بن جبل، على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: النصف للابنة، والنصف للأخت.

ثم قال سليمان: قضى فينا، ولم يذكر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه البخاري 8/ 189 (6741) قال: حدثنا بشر بن خالد، قال: حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سليمان، عن إبراهيم، عن الأسود، فذكره.

• أَخرجه عبد الرزاق (19025) عن الثوري. و «ابن أبي شيبة» (31715) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان. و «الدَّارِمي» (3051) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، عن سفيان الثوري. و «البخاري» 8/ 188 (6734) قال: حدثني محمود بن غَيلان، قال: حدثنا أَبو النضر، قال: حدثنا أَبو معاوية شَيبان.

كلاهما (سفيان الثوري، وأَبو معاوية شَيبان) عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن الأسود بن يزيد، قال: أتانا معاذ بن جبل باليمن، معلما وأميرا، فسألناه عن رجل توفي، وترك ابنته وأخته، فأعطى الابنة النصف، والأخت النصف

(1)

.

⦗ص: 475⦘

- وفي رواية: «عن الأسود بن يزيد، قال: قضى معاذ باليمن في ابنة وأخت لأب وأم: للأخت النصف، وللابنة النصف»

(2)

.

(1)

اللفظ للبخاري (6734).

(2)

اللفظ لابن أبي شيبة (31715).

ص: 474

- وأخرجه ابن أبي شيبة (31716) قال: حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن معاذ، مثل ذلك.

• وأخرجه أَبو داود (2893) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبان، قال: حدثنا قتادة، قال: حدثني أَبو حسان، عن الأسود بن يزيد؛ أن معاذ بن جبل ورث أختا وابنة، جعل لكل واحدة منهما النصف، وهو باليمن، ونبي الله صلى الله عليه وسلم يومئذ حي.

• وأخرجه ابن أبي شيبة (31717) قال: حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن وبرة بن عبد الرَّحمَن، عن الأسود بن يزيد، قال: كان ابن الزبير لا يعطي الأخت مع الابنة شيئا، حتى حدثته أن معاذا قضى باليمن في ابنة، وأخت لأب وأم: للابنة النصف، وللأخت النصف، فقال: أنت رسولي إلى ابن عُتبة، فمره بذلك.

• وأخرجه ابن أبي شيبة (31718) قال: حدثنا وكيع. و «الدَّارِمي» (3052) قال: أخبرنا محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان.

كلاهما (وكيع بن الجراح، وسفيان الثوري) عن سليمان الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود بن يزيد؛ أن ابن الزبير كان لا يورث الأخت من الأب والأم مع البنت، حتى حدثه الأسود، أن معاذ بن جبل جعل للبنت النصف، وللأخت النصف، فقال: أنت رسولي إلى عبد الله بن عُتبة، فأخبره بذاك، وكان قاضيه بالكوفة

(1)

.

(1)

اللفظ للدارمي (3052).

ص: 475

- وأخرجه ابن أبي شيبة (31721) قال: حدثنا ابن عُلَية، عن أيوب، عن ابن سِيرين، عن الأسود، قال: كان ابن الزبير قد هم أن يمنع الأخوات مع البنات الميراث، فحدثته؛ أن معاذا قضى به فينا؛ ورث ابنة وأختا.

• وأخرجه عبد الرزاق (19026) عن مَعمَر، عن أيوب، عن ابن سِيرين؛ أن معاذا قضى باليمن في بنت وأخت، فجعل للبنت النصف، وللأخت النصف.

⦗ص: 476⦘

- ليس فيه: «الأسود»

(1)

.

• وأخرجه ابن أبي شيبة (31723) قال: حدثنا علي بن مُسهِر، عن الشيباني، عن المُسَيَّب بن رافع، قال: كنت جالسا عند عبد الله بن عُتبة، وقد أمرني أن أصلح بين الابنة والأخت في الميراث، وقد كان ابن الزبير أمره أن لا يورث الأخت مع الابنة شيئا، فإني لأصلح بينهما عنده، إذا جاء الأسود بن يزيد، فقال: إني شهدت معاذا باليمن، قسم المال بين الابنة والأخت، وإني أتيت ابن الزبير فأعلمته ذلك، فأمرني أن آتيك فأعلمك ذلك، لتقضي به وتكتب به إليه، فقال: يا أسود، إنك عندنا لمصدق، فأته فأعلمه ذلك، فليقض به.

قال أَبو بكر: وهذه من سهمين: للابنة سهم، وللأخت سهم.

(1)

المسند الجامع (11531)، وتحفة الأشراف (11307).

والحديث؛ أخرجه ابن الجارود (963)، والدارقُطني (4106 و 4108)، والبيهقي 6/ 233.

ص: 475

- كتاب الحدود والدِّيَات

• حديث عبد الرَّحمَن بن غَنْم، قال: حدثنا معاذ بن جبل، وأَبو عُبَيدة بن الجَراح، وعبادة بن الصامت، وشداد بن أوس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«المرأة إذا قتلت عمدا، لا تقتل حتى تضع ما في بطنها، إن كانت حاملا، وحتى تكفل ولدها، وإن زنت لم ترجم، حتى تضع ما في بطنها، وحتى تكفل ولدها» .

سلف في مسند شداد بن أَوس، رضي الله تعالى عنه، برقم (4815).

• وحديث أبي بردة، قال: قدم على أبي موسى معاذ بن جبل باليمن، فإذا رجل عنده، قال: ما هذا؟ قال: رجل كان يهوديا فأسلم، ثم تهود، ونحن نريده على الإسلام منذ ـ قال: أحسبه شهرين ـ فقال: والله، لا أقعد حتى تضربوا عنقه، فضربت عنقه، فقال: قضى الله ورسوله؛

«أن من رجع عن دينه فاقتلوه» .

⦗ص: 477⦘

أو قال: «من بدل دينه فاقتلوه» .

يأتي في مسند أبي موسى الأشعري، رضي الله تعالى عنه.

ص: 476

11025 -

عن ناس من أصحاب معاذ من أهل حمص، عن معاذ؛

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعثه إلى اليمن، فقال: كيف تصنع إن عرض لك قضاء؟ قال: أقضي بما في كتاب الله، قال: فإن لم يكن في كتاب الله؟ قال: فسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فإن لم يكن في سنة رسول الله؟ قال: أجتهد رأيي لا آلو، قال: فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدري، ثم قال: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم لما يرضي رسول الله صلى الله عليه وسلم»

(1)

.

- وفي رواية: «عن معاذ؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعثه، قال له: كيف تقضي؟ قال: أقضي بما في كتاب الله، قال: فإن جاءك أمر ليس في كتاب الله، قال: أقضي بسنة رسول الله، قال: فإن لم تكن سنة من رسول الله؟ قال: أجتهد رأيي، قال: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله»

(2)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (23442) و 10/ 177 (29710) قال: حدثنا وكيع. و «أحمد» 5/ 230 (22357) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي 5/ 242 (22451) قال: حدثنا عفان. و «عَبد بن حُميد» (124) قال: حدثنا سليمان بن حرب. و «الدَّارِمي» (175) قال: حدثنا يحيى بن حماد. و «أَبو داود» (3593) قال: حدثنا مُسدد، قال: حدثنا يحيى. و «التِّرمِذي» (1327) قال: حدثنا هَنَّاد، قال: حدثنا وكيع. وفي (1328) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن جعفر، وعبد الرَّحمَن بن مهدي.

(1)

اللفظ لأحمد (22357).

(2)

اللفظ لابن أبي شيبة.

ص: 477

سبعتهم (وكيع بن الجراح، ومحمد بن جعفر، وعفان بن مسلم، وسليمان، ويحيى بن حماد، ويحيى بن سعيد القطان، وابن مهدي) عن شعبة بن الحجاج، عن أبي عون، محمد بن

⦗ص: 478⦘

عُبيد الله الثققي، عن الحارث بن عَمرو الثققي، ابن أخي المغيرة بن شعبة، عن ناس من أصحاب معاذ من أهل حمص، فذكروه.

- في رواية ابن أبي شيبة (23442): «عن رجال من أهل حمص من أصحاب معاذ» .

- وفي رواية عَبد بن حُميد: «عن أصحاب معاذ من أهل حمص» .

- وفي رواية التِّرمِذي (1327): «عن رجال من أصحاب معاذ، عن معاذ

(1)

».

- وفي رواية التِّرمِذي (1328): «عن الحارث بن عَمرو، ابن أخ للمغيرة بن شعبة، عن أناس من أهل حمص» .

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وليس إسناده عندي بمتصل، وأَبو عون الثققي اسمه محمد بن عُبيد الله.

• أَخرجه أحمد (22411) قال: حدثنا وكيع. و «أَبو داود» (3592) قال: حدثنا حفص بن عمر.

(1)

قوله: «عن معاذ» لم يرد في «تحفة الأشراف» (11373)، وطبعة دار الغرب، وهو ثابت في نسختي الكروخي الخطية، الورقة (96/ أ)، والأزهرية، الورقة (127/ ب)، وطبعتي الرسالة والمكنز.

- والحديث؛ أخرجه ابن أبي شيبة (23442 و 29710)، قال: حدثنا وكيع، وفيه:«عن معاذ» .

- وأخرجه أحمد (22411) قال: حدثنا وكيع، وليس فيه:«عن معاذ» .

- وانظر قول الدارقُطني في الفوائد.

ص: 477

كلاهما (وكيع بن الجراح، وحفص) عن شعبة، عن أبي عون الثققي، عن الحارث بن عَمرو، عن رجال من أصحاب معاذ؛

«أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى اليمن، فقال: كيف تقضي؟ قال: أقضي بكتاب الله، قال: فإن لم يكن في كتاب الله؟ قال: فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فإن لم يكن في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أجتهد رأيي، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله»

(1)

.

⦗ص: 479⦘

- وفي رواية: «عن أناس من أهل حمص، من أصحاب معاذ بن جبل؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يبعث معاذا إلى اليمن، قال: كيف تقضي إذا عرض لك قضاء؟ قال: أقضي بكتاب الله، قال: فإن لم تجد في كتاب الله؟ قال: فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فإن لم تجد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا في كتاب الله؟ قال: أجتهد رأيي ولا آلو، فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره، وقال: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضى رسول الله» .

«مُرسَل» ، ليس فيه:«عن معاذ» .

• وأخرجه ابن أبي شيبة (23443) قال: حدثنا أَبو معاوية، عن الشيباني، عن محمد بن عُبيد الله الثقفي، قال:

«لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معاذا إلى اليمن، قال: يا معاذ، بم تقضي؟ قال: أقضي بكتاب الله، قال: فإن جاءك أمر ليس في كتاب الله؟ قال: أقضي بما قضى به نبيه صلى الله عليه وسلم قال: فإن جاءك أمر ليس في كتاب الله، ولم يقض فيه نبيه، ولم يقض فيه الصالحون؟ قال: أؤم الحق جهدي، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحمد لله الذي جعل رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي بما يرضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم» .

منقطع

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (11533)، وتحفة الأشراف (11373)، وأطراف المسند (7220).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (560)، والطبراني 20/ (362)، والبيهقي 10/ 114.

ص: 478

- فوائد:

- قلنا: إسناده ضعيفٌ؛ قال البخاري: الحارث بن عَمرو، ابن أخي المغيرة بن شعبة، الثقفي، عن أصحاب معاذ، عن معاذ، روى عنه أَبو عون، ولا يصح، ولا يعرف إلا بهذا، مرسل. «التاريخ الكبير» 2/ 277.

- وأَورده العُقيلي في «الضعفاء» 2/ 70، في ترجمة الحارث، ونقل قول البخاري السابق، وساق هذا الحديث.

- وقال الجُورْقاني: هذا حديثٌ باطلٌ، رواه جماعةٌ عن شعبة، عن أبي عَون الثقفي، عن الحارث بن عَمرو ابن أخي المغيرة بن شعبة، كما أوردناه، واعلم أنني تصفحت عن هذا الحديث في المسانيد الكبار والصغار، وسألتُ مَن لقيتُه من أهل العلم بالنقل عنه، فلم أجد له طريقًا غير هذا، والحارث بن عَمرو هذا مجهولٌ، وأصحاب معاذ من أهل حمص لا يُعرَفون، وبمثل هذا الإسناد لا يُعتمد عليه في أصل من أصول الشريعة. «الأباطيل» (101).

- وقال ابن الجوزي: هذا حديثٌ لا يصح، لأن الحارث بن عَمرو مجهولٌ، وأصحاب معاذ من أهل حمص لا يعرفون، وما هذا طَريقُه فلا وجهَ لثبوته. «العلل المتناهية» (1264).

- وقال عبد الحق الإشبيلي: لا يُسْنَد، ولا يوجد من وجه صحيحٍ. «بيان الوهم والإيهام» 3/ 67.

- وقال الدارقُطني: يرويه شعبة، عن أبي عون، عن الحارث بن عَمرو، عن أصحاب معاذ، عن معاذ.

⦗ص: 480⦘

حدث به كذلك، عن شعبة: يزيد بن هارون، ويحيى القطان، ووكيع، وعفان، وعاصم بن علي، وغُندَر.

وأرسله عبد الرَّحمَن بن مهدي، وأَبو الوليد، والرصاصي، وعلي بن الجعد، وعَمرو بن مرزوق.

وقال أَبو داود، عن شعبة، قال مرة: عن معاذ، وأكثر ما كان يحدثنا، عن أصحاب معاذ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وروي عن مِسعَر، عن أبي عون مرسلا، والمرسل أصح. «العلل» (1001).

ص: 479

11026 -

عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، قال: حدثنا معاذ بن جبل، قال:

«لما بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، قال: لا تقضين ولا تفصلن إلا بما تعلم، وإن أشكل عليك أمر فقف حتى تبينه، أو تكتب إلي فيه» .

أخرجه ابن ماجة (55) قال: حدثنا الحسن بن حماد، سجادة، قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأُمَوي، عن محمد بن سعيد بن حسان، عن عُبادة بن نُسَي، عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11534)، وتحفة الأشراف (11339).

ص: 480

- فوائد:

- قال العُقيلي: حدثنا محمد بن سعيد بن بلج، قال: سمعت عبد الرَّحمَن بن الحكم بن بشير بن سلمان يقول: سألت زافرا عن حديث معاذ، الذي يرويه محمد بن سعيد، أَبو عبد الرَّحمَن، عن عُبادة بن نُسَي، عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، عن معاذ.

قال زافر: هذا حديثٌ رجل نهيت عن حديثه، يعني محمد بن سعيد بن حسان المصلوب. «الضعفاء» 5/ 269.

ص: 480

11027 -

عن عبد الرَّحمَن بن جبير، وشريح بن عُبيد الحضرميين، عن معاذ بن جبل، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«إن القاضي لينزل في حكمه في مزلقة، أبعد من عدن أبين، في جهنم» .

⦗ص: 481⦘

أخرجه عَبد بن حُميد (108) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا بَقيَّة بن الوليد، عن صفوان بن عَمرو، عن عبد الرَّحمَن بن جبير، وشريح بن عُبيد الحضرميين، فذكره

(1)

.

(1)

إتحاف الخِيرَة المَهَرة (4884)، والمطالب العالية (2172).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (978).

ص: 480

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ بَقِيَّة بن الوليد ليس بحُجة. انظر فوائد الحديث رقم (7488).

ص: 481

كتاب الأشربة

11028 -

عن أبي الشعثاء، عن معاذ بن جبل، قال:

«نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن غبيراء السكر» .

أخرجه ابن أبي شيبة (24686) قال: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن أشعث، عن أبي الشعثاء، فذكره

(1)

.

(1)

أخرجه أحمد في «الأشربة» (223)، والمحاملي في «أماليه» (113)، كلاهما من طريق وكيع، عن سفيان، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن رجل، لم يُسَمِّه، عن معاذ.

ص: 481

- كتاب الطب والمرض

11029 -

عن إسماعيل بن عُبيد الله، قال: قال معاذ بن جبل: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«ستهاجرون إلى الشام، فيفتح لكم، ويكون فيكم داء كالدمل، أو كالحرة، يأخذ بمراق الرجل، يستشهد الله به أنفسهم، ويزكي به أعمالهم» .

اللهم إن كنت تعلم أن معاذ بن جبل سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطه هو وأهل بيته الحظ الأوفر منه، فأصابهم الطاعون، فلم يبق منهم أحد، فطعن في إصبعه السبابة، فكان يقول: ما يسرني أن لي بها حمر النعم.

أخرجه أحمد (22439) قال: حدثنا أَبو أحمد الزُّبَيري، قال: حدثنا مَسَرَّة بن مَعبد، عن إسماعيل بن عُبيد الله، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11535)، وأطراف المسند (7134)، ومَجمَع الزوائد 2/ 311.

ص: 481

- فوائد:

- أَبو أحمد، الزُّبَيري؛ هو محمد بن عبد الله بن الزبير، الأسدي.

ص: 481

11030 -

عن أبي منيب الأحدب، قال: خطب معاذ بالشام، فذكر الطاعون، فقال:

«إنها رحمة ربكم، ودعوة نبيكم، وقبض الصالحين قبلكم» .

اللهم أدخل على آل معاذ نصيبهم من هذه الرحمة، ثم نزل من مقامه ذلك، فدخل على عبد الرَّحمَن بن معاذ، فقال عبد الرَّحمَن: الحق من ربك فلا تكونن من الممترين، فقال معاذ: ستجدني إن شاء الله من الصابرين.

⦗ص: 482⦘

أخرجه أحمد (22436) قال: حدثنا أَبو سعيد مولى بني هاشم، قال: حدثنا ثابت بن يزيد، قال: حدثنا عاصم، عن أبي منيب الأحدب، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11536)، وأطراف المسند (7218)، ومَجمَع الزوائد 2/ 311، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (1821).

والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (243).

ص: 481

- فوائد:

- عاصم؛ هو ابن سليمان الأحول، وثابت؛ هو ابن يزيد الأحول، وأَبو سعيد؛ هو عبد الرَّحمَن بن عبد الله البصري.

- سلف بهذا الإسناد، برقم (4834)، إلا أنه عن أبي منيب، عن شرحبيل بن حسنة.

ص: 482

11031 -

عن الحارث بن عميرة الزبيدي، قال: وقع الطاعون بالشام، فقام معاذ بحمص فخطبهم، فقال:

«إن هذا الطاعون رحمة ربكم، ودعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم» .

اللهم اقسم لآل معاذ نصيبهم الأوفى منه.

أخرجه ابن أبي شيبة (30971). وعَبد بن حُميد (129) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا أَبو معاوية، عن داود بن أبي هند، عن شهر بن حوشب، عن الحارث بن عميرة الزبيدي، فذكره

(1)

.

- زاد في رواية ابن أبي شيبة: قال الحارث بن عميرة: فلما نزل عن المنبر، أتاه آت، فقال: إن عبد الرَّحمَن بن معاذ قد أصيب، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، قال: ثم انطلق نحوه، قال: فلما رآه عبد الرَّحمَن مقبلا، قال: إنه الحق من ربك فلا تكونن من الممترين، قال: فقال: يا بني، ستجدني إن شاء الله من الصابرين، قال: فمات آل معاذ إنسانا إنسانا، حتى كان معاذ آخرهم، قال: فأصيب، فأتاه الحارث بن عميرة الزبيدي، قال: فأغشي على معاذ غشية، قال: فأفاق معاذ والحارث يبكي،

(1)

المسند الجامع (11537)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (1821).

والحديث؛ أخرجه البزار (2671)، والطبراني 20/ (230 و 231).

ص: 482

قال: فقال معاذ: ما يبكيك؟ قال: فقال: أبكي على العلم الذي يدفن معك، قال: فقال: إن كنت طالب العلم لا محالة، فاطلبه من عبد الله بن مسعود، ومن عويمر أبي الدرداء، ومن سلمان الفارسي، قال: وإياك وزلة العالم، قال: قلت: وكيف لي أصلحك الله أن أعرفها؟ قال: إن للحق نورا يعرف به، قال: فمات معاذ، وخرج الحارث يريد عبد الله بن مسعود بالكوفة، قال: فانتهى إلى بابه، فإذا على الباب نفر

⦗ص: 483⦘

من أصحاب عبد الله يتحدثون، قال: فجرى بينهم الحديث، حتى قالوا: يا شامي، أمؤمن أنت؟ قال: نعم، فقالوا: من أهل الجنة؟ قال: فقال: إن لي ذنوبا لا أدري ما يصنع الله فيها، فلو أني أعلم أنها غفرت لي لأنبأتكم أني من أهل الجنة، قال: فبينما هم كذلك، إذ خرج عليهم عبد الله، فقالوا له: ألا تعجب من أخينا هذا الشامي، يزعم أنه مؤمن، ولا يزعم أنه من أهل الجنة، قال: فقال عبد الله: لو قلت إحداهما لأتبعتها الأخرى، قال: فقال الحارث: إنا لله وإنا إليه راجعون، صلى الله على معاذ، قال: ويحك، ومن معاذ؟ قال: معاذ بن جبل، قال: وما قال؟ قال: إياك وزلة العالم، فأحلف بالله، إنها منك لزلة يا ابن مسعود، وما الإيمان إلا أنا نؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والجنة، والنار، والبعث، والميزان، ولنا ذنوب لا ندري ما يصنع الله فيها، فلو أنا نعلم أنها غفرت لنا لقلنا: إنا من أهل الجنة، فقال عبد الله: صدقت والله، إن كانت مني لزلة.

ص: 482

- فوائد:

- وقال الدارقُطني: يرويه شهر بن حوشب واختُلِف عنه؛

فرواه داود بن أبي هند عن شهر بن حوشب عن الحارث بن عميرة عن معاذ.

وخالفه عبد الحميد بن بَهرام، فرواه عن شهر بن حوشب، عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، عن الحارث بن عميرة، وهو أشبه بالصواب. «العلل» (994).

ص: 483

11032 -

عن أبي قلابة؛ أن الطاعون وقع بالشام، فقال عَمرو بن العاص: إن هذا الرجز قد وقع، ففروا منه في الشعاب والأَوْدية، فبلغ ذلك معاذا، فلم يصدقه بالذي قال، فقال: بل هو شهادة ورحمة، ودعوة نبيكم صلى الله عليه وسلم اللهم أعط معاذا وأهله نصيبهم من رحمتك.

قال أَبو قلابة: فعرفت الشهادة، وعرفت الرحمة، ولم أدر ما دعوة نبيكم، حتى أنبئت

(1)

؛

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو ذات ليلة يصلي، إذ قال في دعائه: فحمى إذا، أو طاعون، فحمى إذا، أو طاعون، ثلاث مرات، فلما أصبح، قال له إنسان من أهله: يا رسول الله، لقد سمعتك الليلة تدعو بدعاء، قال: وسمعته؟ قال: نعم، قال: إني سألت ربي، عز وجل، أن لا يهلك أمتي بسنة، فأعطانيها، وسألته أن لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم فيستبيحهم، فأعطانيها، وسألته أن لا يلبسهم شيعا، ويذيق بعضهم بأس بعض، فأبى علي، أو قال: فمنعت، فقلت: حمى إذا، أو طاعونا، حمى إذا، أو طاعونا، حمى إذا، أو طاعونا، ثلاث مرات» .

أخرجه أحمد (22487) قال: حدثنا إسماعيل، عن أيوب، عن أبي قلابة، فذكره

(2)

.

(1)

من هنا أرسله أَبو قلابة، والمرسل ليس بحجة.

(2)

المسند الجامع (11538)، وأطراف المسند (7161)، ومَجمَع الزوائد 2/ 311.

ص: 484

- فوائد:

- أَبو قلابة؛ هو عبد الله بن زيد الجَرْمي، وأيوب؛ هو السَّخْتِياني، وإسماعيل؛ هو ابن إبراهيم ابن عُلَية.

ص: 484

• حديث شهر بن حوشب الأشعري، عن رابه، رجل من قومه، كان خلف على أمه بعد أبيه، كان شهد طاعون عمواس، قال: لما اشتعل الوجع، قام أَبو عُبَيدة بن الجَراح في الناس خطيبا، فقال: أيها الناس؛

⦗ص: 485⦘

«إن هذا الوجع رحمة ربكم، ودعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم، وإن أبا عبيدة يسأل الله أن يقسم له منه حظه، قال: فطعن فمات، رحمه الله، واستخلف على الناس معاذ بن جبل، فقام خطيبا بعده، فقال: أيها الناس، إن هذا الوجع رحمة ربكم، ودعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم، وإن معاذا يسأل الله أن يقسم لآل معاذ منه حظه» .

يأتي في مسند أبي عُبَيدة بن الجَراح، رضي الله تعالى عنه، برقم (13235).

ص: 484

- كتاب الأدب

11033 -

عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«يطلع الله إلى خلقه في ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه، إلا لمشرك، أو مشاحن» .

أخرجه ابن حبان (5665) قال: حدثنا محمد بن المعافى العابد، بصيدا، وابن قتيبة وغيره، قالوا: حدثنا هشام بن خالد الأزرق، قال: حدثنا أَبو خليد، عتبة بن حماد، عن الأوزاعي، وابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن مالك بن يخامر، فذكره

(1)

.

⦗ص: 486⦘

• أخرجه عبد الرزاق (7924) عن المثنى بن الصباح، قال: حدثني قيس بن سعد. و «ابن أبي شيبة» (30479) قال: حدثنا أَبو خالد الأحمر، عن حجاج.

كلاهما (قيس بن سعد، وحجاج بن أَرطَاة) عن مكحول، عن كثير بن مُرَّة الحضرمي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن الله ينزل ليلة النصف من شعبان، فيغفر فيها الذنوب، إلا لمشرك، أو مشاحن» . «مُرسَل» .

• وأخرجه عبد الرزاق (7923) عن محمد بن راشد، قال: حدثنا مكحول، عن كثير بن مُرَّة؛ أن الله يطلع ليلة النصف من شعبان إلى العباد، فيغفر لأهل الأرض، إلا رجل مشرك، أو مشاحن. «موقوف» .

(1)

مَجمَع الزوائد 8/ 65.

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم (512)، والطبراني 20/ (215)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (3552 و 6204).

ص: 485

- فوائد:

- قال عبد الرَّحمَن بن أبي حاتم الرازي: سألتُ أبي عن حديثٍ؛ رواه أَبو خليد القارئ، عن الأوزاعي، عن مكحول، وعن ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ يطلع الله تبارك وتعالى ليلة النصف من شعبان إلى خلقه.

قال أبي: هذا حديثٌ منكرٌ بهذا الإسناد لم يرو بهذا الإسناد غير أبي خليد ولا أدري من أين جاء به.

قلت: ما حال أبي خليد؟ قال: شيخ. «علل الحديث» (2012).

- قال الدارقُطني: يروى عن مكحول، واختُلِف عنه؛

فرواه أَبو خليد عتبة بن حماد القارئ، عن الأوزاعي، عن مكحول، وعن ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل.

قال ذلك هشام بن خالد، عن أبي خليد.

حدثناه ابن أبي داود، قال: حدثنا هشام بن خالد بذلك.

وخالفه سليمان بن أحمد الواسطي، فرواه عن أبي خليد، عن ابن ثوبان، عن أبيه، عن خالد بن مَعدان، عن كثير بن مُرَّة، عن معاذ بن جبل، وكلاهما غير محفوظ.

⦗ص: 487⦘

وقد روي عن مكحول في هذا روايات، قال هشام بن الغاز: عن مكحول، عن عائشة.

وقيل: عن الأحوص بن حكيم، عن مكحول، عن أبي ثعلبة.

وقيل: عن الأحوص، عن حبيب بن صُهَيب، عن أبي ثعلبة.

وقيل: عن مكحول، عن أبي إدريس، مُرسلًا.

وقال: الحجاج بن أَرطَاة، عن مكحول، عن كثير بن مُرَّة، مرسلا، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال.

وقيل: عن مكحول من قوله.

والحديث غير ثابت. «العلل» (970).

ص: 486

• حديث ميمون بن أبي شبيب، عن معاذ؛

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: يا معاذ، أتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن» .

يأتي في مسند أبي ذر، رضي الله عنه.

ص: 487

11034 -

عن أبي إدريس الخَولاني، أنه قال: دخلت مسجد دمشق، فإذا فتى شاب، براق الثنايا، وإذا الناس معه، إذا اختلفوا في شيء أسندوا إليه، وصدروا عن قوله، فسألت عنه؟ فقيل: هذا معاذ بن جبل، فلما كان الغد هجرت، فوجدته قد سبقني بالتهجير، ووجدته يصلي، قال: فانتظرته حتى قضى صلاته، ثم جئته من قبل وجهه، فسلمت عليه، ثم قلت: والله، إني لأحبك لله، فقال: آلله؟ فقلت: آلله، فقال: آلله؟ فقلت: آلله، فقال: آلله؟ فقلت: آلله، قال: فأخذ بحبوة ردائي فجبذني إليه، وقال: أبشر، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«قال الله، تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين في، والمتجالسين في، والمتزاورين في، والمتباذلين في»

(1)

.

⦗ص: 488⦘

- وفي رواية: «عن معاذ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأثر عن الله، عز وجل، قال: وجبت محبتي للذين يتحابون في، ويتجالسون في، ويتباذلون في»

(2)

.

(1)

اللفظ لمالك في «الموطأ» .

(2)

اللفظ لأحمد (22482).

ص: 487

أخرجه مالك

(1)

(2744) عن أبي حازم بن دينار. و «أحمد» 5/ 233 (22380) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا مالك (ح) وإسحاق، يعني ابن عيسى، قال: أخبرني مالك، عن أبي حازم بن دينار. وفي 5/ 247 (22482) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا أَبو معشر، عن محمد بن قيس. و «عَبد بن حُميد» (125) قال: حدثنا القَعنَبي، قال: حدثنا مالك، عن أبي حازم. و «ابن حِبَّان» (575) قال: أخبرنا الحسين بن إدريس الأَنصاري، قال: حدثنا أحمد بن أَبي بكر، عن مالك، عن أبي حازم بن دينار.

كلاهما (أَبو حازم بن دينار، ومحمد بن قيس) عن أبي إدريس الخَولاني، فذكره

(2)

.

- قال أَبو حاتم بن حبان: أَبو إدريس الخَولاني اسمه عائذ الله بن عبد الله، كان سيد قراء أهل الشام في زمانه.

(1)

وهو في رواية أبي مصعب الزُّهْري، للموطأ (2007)، وسويد بن سعيد (655)، وابن القاسم (414)، وورد في «مسند الموطأ» (422).

(2)

المسند الجامع (11540) وأطراف المسند (7160)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (5426).

والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (150 و 152 و 153)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (8579)، والبغوي (3463).

ص: 488

- فوائد:

- قال عباس الدُّوري: سمعت يحيى بن مَعين، يقول: قال أَبو إدريس الخَولاني: فاتني معاذ، فحدثني عنه يزيد بن عَميرة. «تاريخه» (5145).

- وقال البخاري: قال ابن عُيينة، ومَعمَر، عن الزُّهْري، عن أبي إدريس، يعني الخَولاني، قال: أدركت عبادة بن الصامت، ووعيت عنه، وأدركت أبا الدرداء، ووعيت عنه، وأدركت شداد بن أوس، ووعيت عنه، وفاتني معاذ بن جبل. «التاريخ الكبير» 7/ 83.

⦗ص: 489⦘

- وقال ابن أبي حاتم، أيضا: قلت لأبي: سمع أَبو إدريس الخَولاني من معاذ؟ قال: يختلفون فيه، فأما الذي عندي فلم يسمع منه. «المراسيل» (554).

- وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي، وحدثنا عن حَرملة، عن ابن وهب، عن سعيد بن عبد الرَّحمَن الجُمحي، عن أبي حازم، عن محمد بن المُنكدِر، عن أبي إدريس الخَولاني، قال: جلست مجلسا بالشام فيه نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيهم فتى، فقيل له: إنه معاذ بن جبل، فقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله عز وجل: وجبت محبتي

، وذكر الحديث.

فقال أبي: منهم من يقول بدل أبي إدريس أبي مسلم. «علل الحديث» (1830).

- وقال الدارقُطني: يرويه جماعة من أهل الحجاز والشام، عن أبي إدريس، منهم: أَبو حازم سلمة بن دينار، والوليد بن عبد الرَّحمَن بن الزجاج، ومحمد بن قيس القاص، وشهر بن حوشب، واختُلِف عنه؛

فرواه ابن أبي حسين، عن شهر، عن أبي إدريس، عن معاذ.

وخالفه الحجاج بن الأسود، فرواه عن شهر، عن معاذ.

ويرويه أيضا عطاء الخراساني، ويزيد بن أبي مريم، ويونس بن ميسرة بن حلبس، كلهم، عن أبي إدريس، عن معاذ بن جبل، وكلهم ذكروا أن أبا إدريس سمعه من معاذ.

وخالفهم محمد بن مسلم الزُّهْري، وهو أحفظ من جميعهم، فرواه عن أبي إدريس الخَولاني، قال: أدركت عبادة بن الصامت، ووعيت عنه، وأدركت شداد بن أوس، ووعيت عنه، وعد نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وفاتني معاذ بن جبل، وأخبرت عنه.

وروى هذا الحديث أيضا أَبو مسلم الخَولاني، عن معاذ بن جبل، حدث به عطاء بن أبي رباح عنه.

ورواه أَبو بحرية السَّكوني، عن معاذ بن جبل.

ورواه عبد الرَّحمَن بن غَنْم، عن معاذ، حدث به عنه أَبو الزبير المَكِّي.

والقول قول الزُّهْري، لأنه أحفظ الجماعة. «العلل» (986).

ص: 488

11035 -

عن أبي إدريس الخَولاني، قال: دخلت مسجد حمص، فجلست إلى حلقة فيها اثنان وثلاثون رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: يقول الرجل منهم: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيحدث، ثم يقول الآخر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيحدث، قال: وفيهم رجل أدعج، براق الثنايا، فإذا شكوا في شيء ردوه إليه، ورضوا بما يقول فيه، قال: فلم أجلس قبله ولا بعده مجلسا مثله، فتفرق القوم، وما أعرف اسم رجل منهم ولا منزله، قال: فبت بليلة ما بت بمثلها، قال: وقلت: أنا رجل أطلب العلم، وجلست إلى أصحاب نبي الله صلى الله عليه وسلم لم أعرف اسم رجل منهم ولا منزله، فلما أصبحت غدوت إلى المسجد، فإذا أنا بالرجل الذي كانوا إذا شكوا في شيء ردوه إليه، يركع إلى بعض أسطوانات المسجد، فجلست إلى جانبه، فلما انصرف، قلت: يا عبد الله، والله، إني لأحبك لله، تبارك وتعالى، فأخذ بحبوتي حتى أدناني منه، ثم قال: إنك لتحبني لله؟ قال: قلت: إي والله، إني لأحبك لله، قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«إن المتحابين بجلال الله، في ظل الله، وظل عرشه، يوم لا ظل إلا ظله» .

قال: فقمت من عنده، فإذا أنا برجل من القوم الذين كانوا معه، قال: قلت: حديث حدثنيه الرجل، قال: أما إنه لا يقول لك إلا حقا، قال: فأخبرته، فقال: قد سمعت ذلك وأفضل منه، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يأثر عن ربه، تبارك وتعالى:

«حقت محبتي للذين يتحابون في، وحقت محبتي للذين يتباذلون في، وحقت محبتي للذين يتزاورون في» .

قال: قلت: من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا عبادة بن الصامت، قال: قلت: من الرجل؟ قال: معاذ بن جبل.

ص: 490

أخرجه عبد الله بن أحمد (23165 و 23166) قال: حدثنا أَبو صالح الحكم بن موسى، قال: حدثنا هقل، يعني ابن زياد، عن الأوزاعي، قال: حدثني رجل في مجلس يحيى بن أبي كثير، عن أبي إدريس الخَولاني، فذكره.

⦗ص: 491⦘

• أخرجه أحمد (22352) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة، عن يَعلى بن عطاء، عن الوليد بن عبد الرَّحمَن، عن أبي إدريس العيذي، أو الخَولاني، قال: جلست مجلسا فيه عشرون من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وإذا فيهم شاب حديث السن، حسن الوجه، أدعج العينين، أغر الثنايا، فإذا اختلفوا في شيء، فقال قولا انتهوا إلى قوله، فإذا هو معاذ بن جبل، فلما كان من الغد جئت، فإذا هو يصلي إلى سارية، قال: فحذف من صلاته، ثم احتبى فسكت، قال: فقلت: والله، إني لأحبك من جلال الله، قال: آلله؟ قال: قلت: آلله، قال: فإن من المتحابين في الله، فيما أحسب، أنه قال: في ظل الله، يوم لا ظل إلا ظله، ثم ليس في بقيته شك، يعني في بقية الحديث، يوضع لهم كراسي من نور، يغبطهم بمجلسهم من الرب، عز وجل، النبيون والصديقون والشهداء، قال: فحدثته عبادة بن الصامت، فقال: لا أحدثك إلا ما سمعت عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«حقت محبتي للمتحابين في، وحقت محبتي للمتزاورين في، وحقت محبتي للمتباذلين في، وحقت محبتي للمتصافين في المتواصلين» .

شك شعبة في: «المتواصلين، أو المتزاورين»

(1)

.

(1)

المسند الجامع (5574)، وأطراف المسند (7160)، ومَجمَع الزوائد 10/ 279، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (4953 و 5426 و 5428).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (572 و 573)، والبيهقي 10/ 233.

ص: 490

- فوائد:

- أَبو إدريس الخَولاني لم يسمع من معاذ.

ص: 491

11036 -

عن أبي مسلم الخَولاني، قال: دخلت مسجد حمص، فإذا فيه نحو من ثلاثين كهلا، من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فإذا فيهم شاب أكحل العينين، براق الثنايا، ساكت، فإذا امترى القوم في شيء أقبلوا عليه فسألوه، فقلت لجليس لي: من هذا؟ قال: هذا معاذ بن جبل، فوقع له في نفسي حب، فكنت معهم حتى

⦗ص: 492⦘

تفرقوا، ثم هجرت إلى المسجد، فإذا معاذ بن جبل قائم يصلي إلى سارية، فسكت لا يكلمني، فصليت، ثم جلست فاحتبيت بردائي، ثم جلس فسكت لا يكلمني، وسكت لا أكلمه، ثم قلت: والله إني لأحبك، قال: فيم تحبني؟ قال: قلت: في الله، تبارك وتعالى، فأخذ بحبوتي، فجرني إليه هنية، ثم قال: أبشر، إن كنت صادقا، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«المتحابون في جلالي، لهم منابر من نور، يغبطهم النبيون والشهداء» .

قال: فخرجت فلقيت عبادة بن الصامت، فقلت: يا أبا الوليد، ألا أحدثك بما حدثني معاذ بن جبل في المتحابين؟ قال: فأنا أحدثك عن النبي صلى الله عليه وسلم يرفعه إلى الرب، عز وجل، قال:

«حقت محبتي للمتحابين في، وحقت محبتي للمتزاورين في، وحقت محبتي للمتباذلين في، وحقت محبتي للمتواصلين في»

(1)

.

(1)

اللفظ لأحمد (22431).

ص: 491

- وفي رواية: «عن أبي مسلم، قال: دخلت مسجد حمص، فإذا فيه حلقة فيها اثنان وثلاثون رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وفيهم شاب أكحل، براق الثنايا، محتب، فإذا اختلفوا في شيء سألوه فأخبرهم، فانتهوا إلى خبره، قال: قلت: من هذا؟ قالوا: هذا معاذ بن جبل، قال: فقمت إلى الصلاة، قال: فأردت أن ألقى بعضهم، فلم أقدر على أحد منهم، انصرفوا، فلما كان الغد، دخلت فإذا معاذ يصلي إلى سارية، قال: فصليت عنده، فلما انصرف جلست بيني وبينه السارية، ثم احتبيت، فلبثت ساعة لا أكلمه ولا يكلمني، قال: ثم قلت: والله، إني لأحبك لغير دنيا أرجوها أصيبها منك، ولا قرابة بيني وبينك، قال: فلأي شيء؟ قال: قلت: لله، تبارك وتعالى، قال: فنثر حبوتي، ثم قال: فأبشر، إن كنت صادقا، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المتحابون في الله، تبارك وتعالى، في ظل العرش، يوم لا ظل إلا ظله، يغبطهم بمكانهم النبيون والشهداء» .

⦗ص: 493⦘

قال: ثم خرجت، فألقى عبادة بن الصامت، قال: فحدثته بالذي حدثني معاذ، فقال عبادة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يروي عن ربه، تبارك وتعالى، أنه قال:

«حقت محبتي على المتحابين في، يعني نفسه، وحقت محبتي للمتناصحين في، وحقت محبتي على المتزاورين في، وحقت محبتي على المتباذلين في، على منابر من نور، يغبطهم بمكانهم النبيون والصديقون»

(1)

.

- وفي رواية: «عن أبي مسلم الخَولاني، عن معاذ بن جبل، وعبادة بن الصامت، قالا: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي عن ربه، يقول: حقت محبتي على المتحابين في، وحقت محبتي على المتباذلين في، وحقت محبتي على المتزاورين في، والمتحابون في الله على منابر من نور، في ظل العرش، يوم لا ظل إلا ظله»

(2)

.

(1)

اللفظ لعبد الله بن أحمد (23163).

(2)

اللفظ لابن أبي شيبة.

ص: 492

أخرجه ابن أبي شيبة (35235) قال: حدثنا وكيع، عن جعفر بن برقان. و «أحمد» 5/ 236 (22414) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا جعفر بن برقان. وفي 5/ 237 (22415) قال: حدثنا إبراهيم بن أبي العباس، قال: حدثنا أَبو المليح. وفي 5/ 239 (22431) قال: حدثنا كثير بن هشام، قال: حدثنا جعفر، يعني ابن برقان. و «عبد الله بن أحمد» في زياداته على مسند أبيه 5/ 328 (23163 و 23164) قال: حدثنا أَبو أحمد، مخلد بن الحسن بن أبي زميل، إملاء من كتابه، قال: حدثنا الحسن بن عمر بن يحيى الفزاري، ويكنى أبا عبد الله، ولقبه أَبو المليح، يعني الرقي. و «ابن حِبَّان» (577) قال: أخبرنا أَبو يَعلى، قال: حدثنا مخلد بن أبي زميل، قال: حدثنا أَبو المليح الرقي.

كلاهما (جعفر بن برقان، والحسن بن عمر، ويقال: عَمرو، أَبو المليح) عن حبيب بن أبي مرزوق، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي مسلم الخَولاني، فذكره

(1)

.

⦗ص: 494⦘

- قال أَبو حاتم بن حبان: أَبو مسلم الخَولاني، اسمه عبد الله بن ثوب، يماني، تابعي، من أفاضلهم وأخيارهم.

• أَخرجه التِّرمِذي (2390) قال: حدثنا أحمد بن مَنيع، قال: حدثنا كثير بن هشام، قال: حدثنا جعفر بن برقان، قال: حدثنا حبيب بن أبي مرزوق، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي مسلم الخَولاني، قال: حدثني معاذ بن جبل، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«قال الله، عز وجل: المتحابون في جلالي، لهم منابر من نور، يغبطهم النبيون والشهداء» .

- ليس فيه: «عبادة بن الصامت» .

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، وأَبو مسلم الخَولاني اسمه عبد الله بن ثوب.

(1)

المسند الجامع (5573 و 11541)، وتحفة الأشراف (11325)، وأطراف المسند (3034 و 7216)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (5426 و 5428).

والحديث؛ أخرجه الحارث بن أبي أُسامة «بغية الباحث» (1108)، والطبراني 20/ (167 و 168).

ص: 493

11037 -

عن شهر بن حوشب، عن معاذ بن جبل، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«المتحابون في الله، في ظل العرش يوم القيامة» .

أخرجه أحمد (22381) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا الحجاج الأسود، عن شهر بن حوشب، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11542)، وأطراف المسند (7152).

ص: 494

- فوائد:

- قلنا: إسناده ضعيفٌ؛ شَهر بن حَوشب الأَشعري الشامي، ليس بحُجة. انظر فوائد الحديث رقم (8297).

- وقال البزار: شهر بن حوشب لم يسمع من معاذ بن جبل. «مسنده» (2660).

ص: 494

11038 -

عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، عن معاذ، قال:

«استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فغضب أحدهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب غضبه: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم»

(1)

.

⦗ص: 495⦘

- وفي رواية: «استب رجلان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فغضب أحدهما غضبا شديدا، حتى إنه ليخيل إليه أن أنفه يتمزع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لأعرف كلمة، لو يقولها هذا الغضبان، ذهب عنه غضبه: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم» .

قال: يتمزع، يقول: كأنه ينفطر من شدة الغضب

(2)

.

- وفي رواية: «استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فغضب أحدهما غضبا شديدا، حتى خيل إلي أن أنفه يتمزع من شدة غضبه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إني لأعلم كلمة، لو قالها لذهب عنه ما يجده من الغضب، فقال: ما هي يا رسول الله؟ قال: يقول: اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم» .

قال: فجعل معاذ يأمره، فأبى ومحك، وجعل يزداد غضبا

(3)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (25892) و 10/ 350 (30198) قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة. و «أحمد» 5/ 240 (22437) قال: حدثنا أَبو سعيد، قال: حدثنا زائدة. وفي 5/ 244 (22462) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن مهدي، عن سفيان. و «عَبد بن حُميد» (111) قال: حدثنا حسين الجعفي، عن زائدة.

(1)

اللفظ لأحمد (22462).

(2)

اللفظ لعَبد بن حُميد.

(3)

اللفظ لأبي داود.

ص: 494

و «أَبو داود» (4780) قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا جَرير بن عبد الحميد. و «التِّرمِذي» (3452) قال: حدثنا محمود بن غَيلان، قال: حدثنا قَبيصَة، عن سفيان. وفي (3452 م) قال: حدثنا بُندَار، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن، عن سفيان. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (10149) قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن، قال: حدثنا سفيان. وفي (10150) قال: أخبرنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا حسين، عن زائدة.

ثلاثتهم (زائدة بن قُدَامة، وسفيان الثوري، وجرير بن عبد الحميد) عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، فذكره

(1)

.

⦗ص: 496⦘

- في رواية أحمد (22437)، والنَّسَائي (10149):«ابن أبي ليلى» غير مُسَمى.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ مرسل عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ بن جبل، ومات معاذ في خلافة عمر بن الخطاب، وقتل عمر بن الخطاب وعبد الرَّحمَن بن أبي ليلى غلام ابن ست سنين.

هكذا روى شعبة، عن الحكم، عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى.

وقد روى عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، عن عمر بن الخطاب ورآه.

وعبد الرَّحمَن بن أبي ليلى يكنى أبا عيسى، وأَبو ليلى اسمه يسار، وروي عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، قال: أدركت عشرين ومئة من الأنصار من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

- رواه يزيد بن زياد بن أبي الجعد، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، عن أُبي بن كعب، وسلف برقم ().

(1)

المسند الجامع (11543)، وتحفة الأشراف (11342)، وأطراف المسند (7180).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (571)، والطبراني 20/ (286:289).

ص: 495

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال ابن خزيمة: عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ بن جبل. «صحيحه» (384).

- وقال الدارقُطني: سماع عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، عن معاذ، فيه نظر، لأن معاذا قديم الوفاة، مات في طاعون عمواس، وله نيف وثلاثون سنة. «العلل» (976).

ص: 496

11039 -

عن عُبيد الله بن مسلم، عن معاذ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ما من مُسلِمَيْن يتوفى لهما ثلاثة، إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته إياهما، فقالوا: يا رسول الله، أو اثنان؟ قال: أو اثنان، قالوا: أو واحد؟ قال: أو واحد، ثم قال: والذي نفسي بيده، إن السقط ليجر أمه بسرره إلى الجنة، إذا احتسبته»

(1)

.

- وفي رواية: «والذي نفسي بيده، إن السقط ليجر أمه بسرره إلى الجنة، إذا احتسبته»

(2)

.

⦗ص: 497⦘

أخرجه أحمد (22441) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا خالد، يعني الطحان. و «عَبد بن حُميد» (123) قال: حدثنا عُبيد الله بن موسى، عن إسرائيل بن يونس. و «ابن ماجة» (1609) قال: حدثنا علي بن هاشم بن مرزوق، قال: حدثنا عَبيدة بن حُميد.

ثلاثتهم (خالد بن عبد الله الطحان، وإسرائيل، وعبيدة) عن يحيى التيمي، عن عُبيد الله بن مسلم الحضرمي، فذكره

(3)

.

- في رواية ابن ماجة: «يحيى بن عُبيد الله، عن عُبيد الله بن مسلم»

(4)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

اللفظ لابن ماجة.

(3)

المسند الجامع (11544)، وتحفة الأشراف (11330)، وأطراف المسند (7187)، ومَجمَع الزوائد 3/ 9، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (1853).

والحديث؛ أخرجه الحارث بن أبي أُسامة «بغية الباحث» (263)، والطبراني 20/ (299: 303).

(4)

قال المِزِّي: تابعه عُبيد الله بن عَمرو الرَّقِّي، عن زيد بن أَبي أُنيسة، عن يحيى بن عُبيد الله التيمي، عن عبد الله بن مسلم.

وقال إسرائيل بن يونس وخالد بن عبد الله الواسطي، وغير واحد: عن يحيى بن عبد الله الجابر، عن عُبيد الله بن مسلم، وهو المحفوظ. «تحفة الأشراف» (11330)، ونحوه في «تهذيب الكمال» 31/ 453.

ص: 496

11040 -

عن عُبيد الله بن مسلم، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«أوجب ذو الثلاثة، فقال له معاذ: وذو الاثنين؟ قال: وذو الاثنين»

(1)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (12002) قال: حدثنا غُندَر. و «أحمد» 5/ 230 (22358) قال: حدثنا بَهز. وفي 5/ 237 (22419) قال: حدثنا محمد بن جعفر.

كلاهما (محمد بن جعفر غُندَر، وبَهز بن أسد) عن شعبة، قال: حدثنا قيس بن مسلم، قال: سمعت أبا رملة يحدث، عن عُبيد الله بن مسلم، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد (22358).

(2)

المسند الجامع (11545)، وأطراف المسند (7186)، ومَجمَع الزوائد 3/ 7، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (1853).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (563)، والطبراني 20/ (302).

ص: 497

11041 -

عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، عن معاذ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«ثكلتك أمك، وهل يكب الناس على مناخرهم في جهنم، إلا حصائد ألسنتهم» .

أخرجه أحمد (22413) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا عبد الحميد بن بَهرام، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، فذكره

(1)

.

• أَخرجه البخاري في «خلق أفعال العباد» (306) تعليقا، قال: ويذكر عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، عن معاذ، أنه قال:

«يا رسول الله، أنؤاخذ بما نقول كله، ويكتب علينا؟ قال: وهل يكب الناس على مناخرهم في جهنم، إلا حصائد الألسنة؟» .

(1)

المسند الجامع (11546)، وأطراف المسند (7173).

والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (116).

ص: 498

- فوائد:

- سلف ضمن حديث طويل، من رواية أبي وائل، عن معاذ.

وعروة بن النزال، عن معاذ.

ص: 498

11042 -

عن خالد بن مَعدان، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من عير أخاه بذنب، لم يمت حتى يعمله» .

قال أحمد: قالوا: من ذنب قد تاب منه.

أخرجه التِّرمِذي (2505) قال: حدثنا أحمد بن مَنيع، قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أبي يزيد الهمداني، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن مَعدان، فذكره

(1)

.

⦗ص: 499⦘

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ، وليس إسناده بمتصل، وخالد بن مَعدان لم يدرك معاذ بن جبل، وروي عن خالد بن مَعدان، أنه أدرك سبعين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومات معاذ بن جبل في خلافة عمر بن الخطاب، وخالد بن مَعدان روى عن غير واحد من أصحاب معاذ، عن معاذ غير حديث.

(1)

المسند الجامع (11547)، وتحفة الأشراف (11310).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «الأوسط» (7244)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (6271 و 6356).

ص: 498

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال أَبو حاتم الرازي: خالد بن مَعدان، عن معاذ بن جبل، مرسل، لم يسمع منه، وربما كان بينهما اثنان. «المراسيل» لابن أبي حاتم (184).

- وقال البرذعي: قال لي أَبو زُرعَة الرازي، في أحاديث ثور، عن خالد بن مَعدان، عن معاذ؛ «من عير أخاه بذنب» ، و «أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم: ما لم يحضر الماء أن نتوضأ ونشرب»، و «أطيب الكسب كسب التجارة» ، و «في استقراض الخبز» ، و «فيمن وقر صاحب بدعة» ، و «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف» .

فقال: كلها مناكير، لم يقرأها علي، وأمرني فضربت عليها. «سؤالاته» (508).

ص: 499

- كتاب الذكر والدعاء

11043 -

عن شهر بن حوشب، عن معاذ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛

«لن ينفع حذر من قدر، ولكن الدعاء ينفع مما نزل، ومما لم ينزل، فعليكم بالدعاء عباد الله» .

⦗ص: 500⦘

أخرجه أحمد (22394) قال: حدثنا الحكم بن موسى، (قال عبد الله بن أحمد: وحدثناه الحكم بن موسى)، قال: حدثنا ابن عياش، قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرَّحمَن بن أبي حسين، عن شهر بن حوشب، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11548)، وأطراف المسند (7151)، ومَجمَع الزوائد 10/ 146، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (6160)، والمطالب العالية (3369).

والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (201).

ص: 499

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال البزار: شهر بن حوشب لم يسمع من معاذ بن جبل. «مسنده» (2660).

- ابن عياش؛ هو إسماعيل.

ص: 500

11044 -

عن طاووس، عن معاذ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ما عمل ابن آدم عملا، أنجى له من النار، من ذكر الله، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا أن تضرب بسيفك حتى ينقطع، ثم تضرب به حتى ينقطع، ثم تضرب به حتى ينقطع»

(1)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (30065) و 13/ 455 (36194). وعَبد بن حُميد (127) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا سليمان بن حَيَّان، أَبو خالد الأحمر، عن يحيى بن سعيد، عن أبي الزبير، عن طاووس، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لابن أبي شيبة (30065).

(2)

مَجمَع الزوائد 10/ 73، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (6042).

والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (352).

ص: 500

- فوائد:

- قال الدارقُطني: يرويه يحيى بن سعيد الأَنصاري، عن أبي الزبير، واختُلِف عنه؛

فرواه أَبو خالد الأحمر، عن يحيى، عن أبي الزبير، عن طاووس، عن معاذ، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

⦗ص: 501⦘

وخالفه عباد بن العوام، فرواه عن يحيى، عن أبي الزبير، عن معاذ، لم يذكر فيه طاووسا.

وأسنده عنه الفضل بن زياد الطستي

(1)

، وغيره لا يسنده، بل يوقفه.

ورواه عبد الله بن الأجلح، عن يحيى بن سعيد، عن أبي الزبير، عن معاذ موقوفًا، ولم يذكر طاووسا.

والموقوف أصح. «العلل» (982).

- طاووس لم يدرك معاذ بن جبل.

(1)

تصحف في المطبوع من «العلل» إلى: «الطسي» ، انظر «توضيح المُشْتَبِه» 6/ 27، و «تبصير المُنتَبه» 3/ 875.

ص: 500

11045 -

عن زياد بن أبي زياد مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، أنه بلغه عن معاذ بن جبل، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ما عمل آدمي عملا قط، أنجى له من عذاب الله، من ذكر الله» .

وقال معاذ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ألا أخبركم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من تعاطي الذهب والفضة، ومن أن تلقوا عدوكم غدا، فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ذكر الله، عز وجل» .

أخرجه أحمد (22429 و 22430) قال: حدثنا حُجَين بن المثنى، قال: حدثنا عبد العزيز، يعني ابن أبي سلمة، عن زياد بن أبي زياد مولى عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11549)، وأطراف المسند (7224)، ومَجمَع الزوائد 10/ 73، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (6042).

ص: 501

- فوائد:

- رواه مالك بن أنس، وعبد الله بن سعيد، عن زياد بن أبي زياد مولى ابن عياش، قال: وقال أَبو عبد الرَّحمَن، معاذ بن جبل: ما عمل ابن آدم من عمل أنجى له من عذاب الله، من ذكر الله. «موقوف» .

⦗ص: 502⦘

يأتي في مسند أبي الدرداء، رضي الله عنه.

ص: 501

11046 -

عن أبي عبد الله القراظ، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من أحب أن يرتع في رياض الجنة، فليكثر ذكر الله» .

أخرجه ابن أبي شيبة (30070) و 13/ 458 (36207) قال: حدثنا يحيى بن واضح، عن موسى بن عُبيدة، عن أبي عبد الله القراظ، فذكره

(1)

.

(1)

مَجمَع الزوائد 10/ 75، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (6052)، والمطالب العالية (3392).

والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (326).

ص: 502

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ موسى بن عُبيدة الرَّبَذي، ليس بثقةٍ. انظر فوائد الحديث رقم (10561).

ص: 502

11047 -

عن مالك بن يخامر، قال: سمعت معاذ بن جبل يقول:

«إن آخر كلمة، فارقت عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: يا رسول الله، أي الأعمال أحب إلى الله، أو أفضل؟ قال: أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله، عز وجل»

(1)

.

- وفي رواية: «سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله» .

أخرجه البخاري في «خلق أفعال العباد» (297) قال: حدثنا علي. و «ابن حِبَّان» (818) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام، مكحول، ببيروت، قال: حدثنا محمد بن هاشم البعلبكي.

كلاهما (علي بن عبد الله، ومحمد بن هاشم) عن الوليد بن مسلم، قال: حدثني ابن ثوبان، قال: حدثني أبي، عن مكحول، عن جُبير بن نُفير، عن مالك بن يخامر، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ للبخاري.

(2)

المسند الجامع (11550)، ومَجمَع الزوائد 10/ 74، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (6052).

والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (208 و 212 و 213)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (513).

ص: 502

- فوائد:

- قال الدارقُطني: يرويه عبد الرَّحمَن بن ثابت بن ثوبان، واختُلِف عنه؛

فرواه الوليد بن مسلم، وكثير بن هشام، ويحيى بن عَمرو بن عمارة بن راشد أَبو الخطاب الليثي، عن ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن جُبير بن نُفير، عن مالك بن يخامر، عن معاذ بن جبل.

وخالفهم زيد بن يحيى بن عُبيد الدمشقي، فرواه، عن ابن ثوبان، واختُلِف عنه؛

فقال سلمة بن شبيب: عنه، عن ابن ثوبان، عن أبيه، عن جُبير بن نُفير، عن مالك بن يخامر، عن معاذ، لم يذكر في الإسناد مكحولا.

وكذلك قال كثير بن عبيد: عن الوليد، عن ابن ثوبان.

وقال عباس الترقفي: عن زيد بن يحيى، عن ابن ثوبان، عن أبيه، عن ابن جُبير بن نُفير، عن أبيه، عن معاذ، لم يذكر في الإسناد مكحولا، ولا مالك بن يخامر، وزاد فيه عبد الرَّحمَن بن جبير.

والصحيح قول من قال: عن ابن ثوبان، عن مكحول، عن جبير، عن مالك بن يخامر، عن معاذ. «العلل» (968).

ص: 503

11048 -

عن اللجلاج، قال: حدثني معاذ؛

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى على رجل وهو يصلي، وهو يقول في دعائه: اللهم إني أسألك الصبر، قال: سألت البلاء، فسل الله العافية، قال: وأتى على رجل وهو يقول: اللهم إني أسألك تمام نعمتك، فقال: ابن آدم، هل تدري ما تمام النعمة؟ قال: يا رسول الله، دعوة دعوت بها أرجو بها الخير، قال: فإن تمام النعمة فوز من النار، ودخول الجنة، وأتى على رجل وهو يقول: يا ذا الجلال والإكرام، فقال: قد استجيب لك فسل»

(1)

.

⦗ص: 504⦘

- وفي رواية: «سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو يقول: اللهم إني أسألك تمام النعمة، فقال: أي شيء تمام النعمة؟ قال: دعوة دعوت بها أرجو بها الخير، قال: فإن من تمام النعمة دخول الجنة، والفوز من النار، وسمع رجلا وهو يقول: يا ذا الجلال والإكرام، فقال: استجيب لك فسل، وسمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا وهو يقول: اللهم إني أسألك الصبر، فقال: سألت الله البلاء، فسله العافية»

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد (22406).

(2)

اللفظ للترمذي.

ص: 503

أخرجه ابن أبي شيبة (29968) قال: حدثنا يزيد بن هارون. و «أحمد» 5/ 231 (22367) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا سفيان (ح) ويزيد بن هارون. وفي 5/ 235 (22406) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. و «عَبد بن حُميد» (107) قال: أخبرنا يزيد بن هارون. و «البخاري» في «الأدب المفرد» (725) قال: حدثنا قَبيصَة، قال: حدثنا سفيان. و «التِّرمِذي» (3527) قال: حدثنا محمود بن غَيلان، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان. وفي (3527 م) قال: حدثنا أحمد بن مَنيع، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم.

ثلاثتهم (يزيد بن هارون، وسفيان الثوري، وإسماعيل بن إبراهيم) عن سعيد الجُريري، عن أبي الورد بن ثمامة، عن اللجلاج، فذكره

(1)

.

- قال أحمد بن حنبل عقب (22367): لو لم يرو الجُريري إلا هذا الحديث كان.

- وقال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ.

(1)

المسند الجامع (11551)، وتحفة الأشراف (11358)، وأطراف المسند (7197).

والحديث؛ أخرجه البزار (2634 و 2635)، والطبراني 20/ (97: 100).

ص: 504

- فوائد:

- قال ابن أَبي حاتم: سمعتُ أَبي، وسئل عن حديثٍ؛ رواه ضَمرة، عن يَحيى بن راشد، عن أَبي الورد بن ثمامَة، عن أَبي الجُلاح، عن معاذ بن جبل، أَن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلًا يقول: اللهم تَمم عليَّ نِعمتَك، فقال: تَدري ما تَمامُ النعمة، الفوز بالجنة والنجاة من النار، وسَمِع رجلًا يقول: يا ذا الجلال والإِكرام، فقال: قد استُجيب لك، فاسأل.

⦗ص: 505⦘

فقال أَبو زُرعَة: هذا خطأ، إِنما هو عن أَبي الورد، عن اللجلاج، عن معاذ، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال أَبو زُرعَة: وأَبو الورد لا يُسَمَّى. «علل الحديث» (2063).

- وقال البَرقاني: سمعتُ الدارَقُطني يقول: الجُريري عن أَبي الورد، شيخٍ له، ما حَدَّث عنه غيرُه. «سؤالاته» (581).

ص: 504

11049 -

عن أبي ظبية، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ما من عبد بات على طهور، ثم تعار من الليل، فسأل الله من أمر الدنيا، أو من أمر الآخرة، إلا أعطاه»

(1)

.

- وفي رواية: «ما من مسلم يبيت على ذكر طاهرا، فيتعار من الليل، فيسأل الله خيرًا من الدنيا والآخرة، إلا أعطاه إياه» .

قال ثابت البُنَاني: قدم علينا أَبو ظبية، فحدثنا بهذا الحديث، عن معاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال ثابت: قال فلان: لقد جهدت أن أقولها حين أنبعث، فما قدرت عليها

(2)

.

أخرجه أحمد (22398) قال: حدثنا روح، وحسن بن موسى. وفي 5/ 244 (22465) قال: حدثنا أَبو كامل. و «عَبد بن حُميد» (126) قال: حدثني عَمرو بن عاصم الكلابي. و «ابن ماجة» (3881) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أَبو الحسين. و «أَبو داود» (5042) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل.

ستتهم (روح بن عبادة، وحسن بن موسى، وأَبو كامل مُظفر بن مُدرِك، وعَمرو بن عاصم، وزيد بن الحُبَاب، أَبو الحسين، وموسى بن إسماعيل) عن حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، وهو ابن أبي النجود، عن شهر بن حوشب، عن أبي ظبية، فذكره.

⦗ص: 506⦘

• وأخرجه أحمد (22399) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا حماد، قال: حدثنا ثابت، قال: قدم علينا أَبو ظبية، فحدثنا، فذكر مثل هذا الحديث.

(1)

اللفظ لابن ماجة.

(2)

اللفظ لأبي داود.

ص: 505

- وأخرجه أحمد (22443). والنَّسَائي في «الكبرى» (10574) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب.

كلاهما (أحمد بن حنبل، وإبراهيم) عن عفان بن مسلم، عن حماد، يعني ابن سلمة، قال: كنت أنا، وعاصم بن بهدلة، وثابت، فحدث عاصم، عن شهر بن حوشب، عن أبي ظبية، عن معاذ بن جبل، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«ما من مسلم يبيت على ذكر الله طاهرا، فيتعار من الليل، فيسأل الله خيرًا من الدنيا والآخرة، إلا أعطاه» .

فقال ثابت: قدم علينا فحدثنا هذا الحديث، ولا أعلمه إلا يعني أبا ظبية، قلت لحماد: عن معاذ؟ قال: عن معاذ

(1)

.

• وأخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (10573) قال: أخبرنا عَمرو بن علي، قال: حدثنا أَبو داود، قال: حدثنا حماد، عن ثابت، وعاصم، عن شهر، عن أبي ظبية، عن معاذ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«من أوى إلى فراشه طاهرا، يذكر الله، تعالى، حتى تغلبه عيناه، فتعار من الليل، لم يسأل الله، تعالى، خيرًا من خير الدنيا والآخرة، إلا أعطاه» .

قال ثابت: فقدم علينا أَبو ظبية، فحدثنا بهذا الحديث، عن معاذ

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (11552)، وتحفة الأشراف (11371)، وأطراف المسند (7213)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (6101)، والمطالب العالية (3361).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (564)، والبزار (2676)، والطبراني 20/ (235).

ص: 506

11050 -

عن أبي رَزين، عن معاذ؛

«أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ألا أدلك على باب من أَبواب الجنة؟ قال: وما هو؟ قال: لا حول ولا قوة إلا بالله»

(1)

.

⦗ص: 507⦘

- وفي رواية: «عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، كنز من كنوز الجنة»

(2)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (36413) قال: حدثنا الحسن بن موسى. و «أحمد» 5/ 228 (22346) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن. وفي 5/ 242 (22450) قال: حدثنا عفان. وفي 5/ 244 (22466) قال: حدثنا أَبو كامل. و «عَبد بن حُميد» (128) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا الحسن بن موسى. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (10117) قال: أخبرنا عَمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن.

أربعتهم (الحسن بن موسى، وعبد الرَّحمَن بن مهدي، وعفان بن مسلم، وأَبو كامل مُظفر بن مُدرِك) عن حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن أبي رَزين، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد (22346).

(2)

اللفظ لابن أبي شيبة في «المُصَنَّف» .

(3)

المسند الجامع (11553)، وتحفة الأشراف (11365)، وأطراف المسند (7204)، ومَجمَع الزوائد 10/ 97، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (6129).

والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (371).

ص: 506

- فوائد:

- أَبو رَزين؛ هو مسعود بن مالك الأسدي.

ص: 507

11051 -

عن جُبير بن نُفير، عن معاذ بن جبل، قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«استعيذوا بالله من طمع يهدي إلى طبع، ومن طمع يهدي إلى غير مطمع، ومن طمع حيث لا طمع»

(1)

.

أخرجه أحمد (22371) قال: حدثنا محمد بن بشر. وفي 5/ 247 (22479) قال: حدثنا عثمان بن عمر. و «عَبد بن حُميد» (115) قال: حدثنا محمد بن بشر العبدي.

⦗ص: 508⦘

كلاهما (محمد بن بشر، وعثمان بن عمر) عن عبد الله بن عامر الأسلمي، عن الوليد بن عبد الرَّحمَن، عن جُبير بن نُفير، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد (22371).

(2)

المسند الجامع (11554)، وأطراف المسند (7138)، ومَجمَع الزوائد 10/ 144، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (6300).

والحديث؛ أخرجه الحارث بن أبي أُسامة «بغية الباحث» (1058)، والبزار (2662)، والطبراني 20/ (179)، والبغوي (1363).

ص: 507

- كتاب القرآن

11052 -

عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، عن معاذ، قال:

«أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل، فقال: يا رسول الله، أرأيت رجلا لقي امرأة، وليس بينهما معرفة، فليس يأتي الرجل شيئًا إلى امرأته إلا قد أتى هو إليها، إلا أنه لم يجامعها، قال: فأنزل الله: {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين}، فأمره أن يتوضأ ويصلي، قال معاذ: فقلت: يا رسول الله، أهي له خاصة أم للمؤمنين عامة؟ قال: بل للمؤمنين عامة»

(1)

.

أخرجه أحمد (22463) قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن مهدي، وأَبو سعيد. و «عَبد بن حُميد» (110) قال: حدثنا حسين الجعفي، وهو ابن علي. و «التِّرمِذي» (3113) قال: حدثنا عَبد بن حُميد، قال: حدثنا حسين الجعفي.

(1)

اللفظ للترمذي.

ص: 508

ثلاثتهم (ابن مهدي، وأَبو سعيد مولى بني هاشم، وحسين الجعفي) عن زائدة بن قُدَامة، عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، فذكره

(1)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ إِسناده ليس بمُتَّصِل، عبد الرَّحمَن بن أَبي ليلى لم يسمع من معاذ بن جبل، ومعاذ بن جبل مات في خلافة عمر، وقُتل عمر وعبد الرَّحمَن بن

⦗ص: 509⦘

أَبي ليلى غلامٌ صغيرٌ ابن سِتِّ سنين، وقد روى عن عمر ورآه.

وروى شعبة هذا الحديث، عن عبد الملك بن عُمير، عن عبد الرَّحمَن بن أَبي ليلى، عن النبي صلى الله عليه وسلم، مُرسَلًا.

• أَخرجه النَّسَائي في «الكبرى» (7287) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا عبد الملك، عن ابن أبي ليلى؛

«أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أصبت من امرأة ما دون الجماع، فأنزل الله هذه الآية: {وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل} إلى {ذكرى للذاكرين}، فقال معاذ: يا رسول الله، أله خاصة؟ فقال: بل للناس كافة» .

«مُرسَل» ، ليس فيه:«عن معاذ» .

(1)

المسند الجامع (11555)، وتحفة الأشراف (11343)، وأطراف المسند (7184).

والحديث؛ أخرجه الطبري 12/ 622 و 623، والطبراني 20/ (277 و 278)، والدارقُطني (483)، والبيهقي 1/ 125.

ص: 508

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال ابن خزيمة: عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ بن جبل، ولا من عبد الله بن زيد بن عبد رَبِّه، صاحب الأذان. «صحيحه» (384).

- وقال الدارقُطني: سماع عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، عن معاذ، فيه نظر، لأن معاذا قديم الوفاة، مات في طاعون عمواس، وله نيف وثلاثون سنة. «العلل» (976).

- وقال الدارقُطني: يرويه عبد الملك بن عمير، عن ابن أبي ليلى، واختُلِف عنه؛

فوصله زائدة، وجرير بن عبد الحميد، عن عبد الملك بن عمير، عن ابن أبي ليلى، عن معاذ.

وأرسله شعبة، ولم يذكر معاذا فيه. «العلل» (977).

ص: 509

11053 -

عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، عن معاذ بن جبل؛

«أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ: (هل تستطيع ربك)» .

أخرجه التِّرمِذي (2930) قال: حدثنا أَبو كُريب، قال: حدثنا رِشْدِين بن سعد، عن عبد الرَّحمَن بن زياد بن أَنْعُم، عن عتبة بن حميد، عن عُبادة بن نُسَي، عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، فذكره

(1)

.

⦗ص: 510⦘

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ غريبٌ، لا نعرفه إِلا من حديث رِشدين، وليس إِسناده بالقوي، ورِشدين بن سعد، وعبد الرَّحمَن بن زياد بن أَنْعُم الإفريقي، يُضَعَّفان في الحديث.

(1)

المسند الجامع (11556)، وتحفة الأشراف (11337).

والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (128).

ص: 509

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ عبد الرَّحمَن بن زياد بن أَنعُم الإفريقي ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (8232).

- ورِشدين بن سعد المِصري، ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (1322).

- قال ابن كثير: قوله تعالى: {إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ} وهم أَتباع عيسى عليه السلام: {يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ} هذه قراءةُ كثيرين، وقرأَ آخرون:(هَلْ تَسْتَطِيعُ رَبَّكَ)، أَي هل تستطيعُ أَن تسأل رَبَّك {أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ} ?. «تفسيره» 3/ 225.

ص: 510

- كتاب العلم

11054 -

عن دويد بن نافع، عن معاذ بن جبل؛

«أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: يا معاذ، أن يهدي الله على يديك رجلا من أهل الشرك، خير لك من أن يكون لك حمر النعم» .

أخرجه أحمد (22424) قال: حدثنا حَيْوَة بن شُرَيح، قال: حدثني بقية، قال: حدثني ضبارة بن عبد الله، عن دويد بن نافع، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11558)، وأطراف المسند (7142)، ومَجمَع الزوائد 5/ 334.

ص: 510

- كتاب الجهاد

11055 -

عن مالك بن يخامر؛ أن معاذ بن جبل حدثهم، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«من قاتل في سبيل الله، عز وجل، من رجل مسلم، فواق ناقة، وجبت له الجنة، ومن سأل الله القتل من عند نفسه صادقا، ثم مات، أو قتل، فله أجر شهيد، ومن جرح جرحا في سبيل الله، أو نكب نكبة، فإنها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت، لونها كالزعفران، وريحها كالمسك، ومن جرح جرحا في سبيل الله، فعليه طابع الشهداء»

(1)

.

⦗ص: 511⦘

- وفي رواية: «من قاتل في سبيل الله، فواق ناقة، وجبت له الجنة» .

وفواق ناقة: قدر ما يدر لبنها لمن حلبها

(2)

.

- وفي رواية: «من جرح جرحا في سبيل الله، جاء يوم القيامة، لونه لون الزعفران، وريحه ريح المسك، عليه طابع الشهداء، ومن سأل الله الشهادة مخلصا، أعطاه الله أجر شهيد، وإن مات على فراشه، ومن قاتل في سبيل الله، فواق ناقة، وجبت له الجنة»

(3)

.

- وفي رواية: «من سأل الله القتل في سبيله، صادقا من قلبه، أعطاه الله أجر الشهادة»

(4)

.

أخرجه عبد الرزاق (9534) عن ابن جُريج، عن سليمان بن موسى. و «أحمد» 5/ 230 (22364) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جُريج، قال سليمان بن موسى.

(1)

اللفظ للنسائي 6/ 25.

(2)

اللفظ لأحمد (22400).

(3)

اللفظ لأحمد (22461).

(4)

اللفظ للترمذي (1654).

ص: 510

وفي 5/ 235 (22400) قال: حدثنا الحكم بن نافع، قال: حدثنا ابن عياش، عن بَحِير بن سعد، عن خالد بن مَعدان. وفي 5/ 243 (22461) قال: حدثنا زيد بن يحيى الدمشقي، قال: حدثنا ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن كثير بن مُرَّة. وفي 5/ 244 (22467) قال: حدثنا محمد بن بكر، قال: أخبرنا ابن جُريج (ح) وروح، قال: حدثنا ابن جُريج، قال: قال سليمان بن موسى. و «عَبد بن حُميد» (119) قال: أخبرنا أَبو عاصم النبيل، قال: أخبرنا ابن جُريج، قال: حدثنا سليمان بن موسى. و «الدَّارِمي» (2547) قال: أخبرنا نُعيم بن حماد، قال: حدثنا بقية، عن بحير، عن خالد بن مَعدان. و «ابن ماجة» (2792) قال: حدثنا بشر بن آدم، قال: حدثنا الضحاك بن مخلد، قال: حدثنا ابن جُريج، قال: حدثنا سليمان بن موسى. و «التِّرمِذي» (1654 و 1657) قال: حدثنا أحمد بن مَنيع، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا ابن جُريج، عن سليمان بن موسى. و «النَّسَائي» 6/ 25، وفي «الكبرى» (4334) قال: أخبرنا يوسف بن

⦗ص: 512⦘

سعيد، قال: سمعت حجاجا، قال: أخبرنا ابن جُريج، قال: حدثنا سليمان بن موسى. و «ابن حِبَّان» (3191 و 4618) قال: أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان، قال: حدثنا العباس بن الوليد الخلال، قال: حدثنا زيد بن يحيى بن عبيد، قال: حدثنا ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن كثير بن مُرَّة.

ثلاثتهم (سليمان بن موسى، وخالد بن مَعدان، وكثير بن مُرَّة) عن مالك بن يخامر السكسكي، فذكره.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

• أَخرجه أَبو داود (2541) قال: حدثنا هشام بن خالد، أَبو مروان، وابن المُصَفَّى، قالا: حدثنا بقية، عن ابن ثوبان، عن أبيه، يرد إلى مكحول، إلى مالك بن يخامر؛ أن معاذ بن جبل حدثهم، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«من قاتل في سبيل الله، فواق ناقة، فقد وجبت له الجنة، ومن سأل الله القتل من نفسه صادقا، ثم مات، أو قتل، فإن له أجر شهيد» .

ص: 511

زاد ابن المُصَفَّى من هنا:

«ومن جرح جرحا في سبيل الله، أو نكب نكبة، فإنها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت، لونها لون الزعفران، وريحها ريح المسك، ومن خرج به خراج في سبيل الله، فإن عليه طابع الشهداء» .

- ليس فيه: «كثير بن مُرَّة» .

• وأخرجه ابن حبان (3185) قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن عبد الرَّحمَن بن سهم الأنطاكي، قال: حدثنا أَبو إسحاق الفزاري، عن ابن جُريج، عن سليمان بن موسى، عن عبد الله بن مالك بن يخامر، عن أبيه، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من جرح جرحا في سبيل الله، جاء يوم القيامة يدمى، اللون لون دم، والريح ريح مسك، ومن جرح في سبيل الله، طبع بطابع الشهداء» .

- زاد فيه: «عبد الله بن مالك» .

⦗ص: 513⦘

• أخرجه عبد الرزاق (9539) عن عبد القدوس، أنه سمع مكحولا يقول: حدثنا بعض الصحابة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«من قاتل في سبيل الله، فواق ناقة، قتل، أو مات، دخل الجنة، ومن رمى بسهم بلغ العدو، أو قصر، كان كعدل رقبة، ومن شاب شيبة في سبيل الله، كانت له نورا يوم القيامة، ومن كلم كلمة، جاءت يوم القيامة ريحها مثل المسك، ولونها مثل الزعفران» .

أبهم فيه اسم الصحابي

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11559)، وتحفة الأشراف (11359)، وأطراف المسند (7198).

والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (203: 207)، والبيهقي 9/ 170.

ص: 512

- فوائد:

- قال الدارقُطني: يرويه مكحول، واختُلِف عنه؛

فرواه ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن مالك بن يخامر، عن معاذ.

قال ذلك بَقيَّة بن الوليد عنه.

وخالفه زيد بن يحيى بن عبيد، فرواه عن ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن كثير بن مُرَّة، عن مالك بن يخامر، عن معاذ، زاد فيه كثير بن مُرَّة.

وروى هذا الحديث سليمان بن موسى، واختُلِف عنه؛

فرواه ابن جُريج، عن سليمان بن موسى، عن مالك بن يخامر، عن معاذ.

قال ذلك يحيى بن سعيد الأُمَوي، وحجاج بن محمد.

وقال حجاج في حديثه: عن ابن جُريج، عن سليمان بن موسى، قال: حدثنا مالك بن يخامر.

وخالفهما أَبو إسحاق الفزاري، رواه عن ابن جُريج، عن سليمان بن موسى، عن عبد الله بن مالك بن يخامر، عن أبيه، عن معاذ.

تفرد به أَبو إسحاق الفزاري، فإن كان حفظ، فقد أغرب به، لا أعلم حدث به عن أبي إسحاق كذلك غير محمد بن عبد الرَّحمَن بن سهم الأنطاكي. «العلل» (971).

ص: 513

11056 -

عن عطية بن قيس، عن معاذ بن جبل، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«الجهاد عمود الإسلام، وذروة سنامه» .

أخرجه أحمد (22397) قال: حدثنا أَبو المغيرة، قال: حدثنا أَبو بكر، قال: حدثني عطية بن قيس، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11560)، وأطراف المسند (7190).

والحديث؛ أخرجه البزار (2651)، والطبراني في «مسند الشاميين» (1492).

ص: 514

- فوائد:

- أَبو بكر؛ هو ابن عبد الله بن أبي مريم، وأَبو المغيرة؛ هو عبد القدوس بن الحجاج الخَولاني.

ص: 514

• حديث عبد الرَّحمَن بن غَنْم، عن معاذ بن جبل، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«ذروة سنام الإسلام الجهاد في سبيل الله» .

سلف برقم ().

ص: 514

11057 -

عن أبي بَحْرية، عن معاذ بن جبل، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:

«الغزو غزوان؛ فأما من ابتغى وجه الله، وأطاع الإمام، وأنفق الكريمة، وياسر الشريك، واجتنب الفساد، فإن نومه ونبهه أجر كله، وأما من غزا فخرا ورياء وسمعة، وعصى الإمام، وأفسد في الأرض، فإنه لم يرجع بالكفاف»

(1)

.

أخرجه أحمد (22392) قال: حدثنا حَيْوَة بن شُرَيح، ويزيد بن عبد رَبِّه. و «الدَّارِمي» (2573) قال: أخبرنا نُعيم بن حماد. و «أَبو داود» (2515) قال: حدثنا حَيْوَة بن شُرَيح الحضرمي. و «النَّسَائي» 6/ 49 و 7/ 155، وفي «الكبرى» (4382 و 7770 و 8677) قال: أخبرنا عَمرو بن عثمان بن سعيد.

أربعتهم (حَيْوَة، ويزيد بن عبد رَبِّه، ونُعيم، وعَمرو بن عثمان) عن بَقيَّة بن الوليد، عن بَحِير بن سعد، عن خالد بن مَعدان، عن أبي بَحْرية، فذكره.

(1)

اللفظ لأحمد.

ص: 514

• أخرجه عَبد بن حُميد (109) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا بقية، عن بَحِير بن سعد، عن خالد بن مَعدان، عن معاذ بن جبل، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

«الغزو غزوان: فأما من ابتغى به وجه الله، وأطاع الإمام، وأنفق الكريمة، وياسر الشريك، واجتنب الفساد، فإن نومه ونبهه أجر كله، وأما من غزا غزو فخر ورياء وسمعة، وعصى الإمام، وأفسد في الأرض، فإنه لن يرجع بالكفاف» .

ليس فيه: «عن أبي بَحْرية»

(1)

.

• وأخرجه مالك

(2)

(1340) عن يحيى بن سعيد، عن معاذ بن جبل، أنه قال: الغزو غزوان، فغزو تنفق فيه الكريمة، ويياسر فيه الشريك، ويطاع فيه ذو الأمر، ويجتنب فيه الفساد، فذلك الغزو خير كله، وغزو لا تنفق فيه الكريمة، ولا يياسر فيه الشريك، ولا يطاع فيه ذو الأمر، ولا يجتنب فيه الفساد، فذلك الغزو لا يرجع صاحبه كفافا. «موقوف» .

(1)

المسند الجامع (11562)، وتحفة الأشراف (11329)، وأطراف المسند (7164).

والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (176)، والبيهقي 9/ 168.

(2)

وهو في رواية أبي مصعب الزُّهْري، للموطأ (912).

ص: 515

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ بَقِيَّة بن الوليد ليس بحُجة. انظر فوائد الحديث رقم (7488).

- قال الدارقُطني: يرويه بَحِير بن سعد، عن خالد بن مَعدان، عن أبي بَحْرية، عن معاذ.

قاله ابن المبارك، عن بَقيَّة بن الوليد.

وخالفه عبد الرَّحمَن بن الحارث، فرواه عن بقية، ولم يذكر أبا بحرية فيه.

والقول قول ابن المبارك.

واسم أبي بَحْرية عبد الله بن قيس شامي، قالوا: قرأ على معاذ. «العلل» (997).

ص: 515

11058 -

عن رجل، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من جهز غازيا، أو خلفه في أهله بخير، فإنه معنا» .

⦗ص: 516⦘

أخرجه أحمد (22388) قال: حدثنا محمد بن مصعب، قال: حدثنا أَبو بكر بن أبي مريم، عن يحيى بن جابر، عن رجل، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11563)، وأطراف المسند (7222)، ومَجمَع الزوائد 5/ 283.

والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (357).

ص: 515

11059 -

عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، قال: رابطنا مدينة قنسرين مع شُرحبيل بن السِّمْط، فلما فتحها أصاب فيها غنما وبقرا، فقسم فينا طائفة منها، وجعل بقيتها في المغنم، فلقيت معاذ بن جبل فحدثته، فقال معاذ:

«غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر، فأصبنا فيها غنما، فقسم فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم طائفة، وجعل بقيتها في المغنم» .

أخرجه أَبو داود (2707) قال: حدثنا محمد بن المُصَفَّى، قال: حدثنا محمد بن المبارك، عن يحيى بن حمزة، قال: حدثنا أَبو عبد العزيز، شيخ من أهل الأردن، عن عُبادة بن نُسَي، عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11564)، وتحفة الأشراف (11334).

والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (129 و 131)، والبيهقي 9/ 60.

ص: 516

- فوائد:

- أَبو عبد العزيز، هو: يحيى بن عبد العزيز الأردني.

ص: 516

11060 -

عن أبي عبد الله، عن معاذ بن جبل، أنه قال:

«من عقد الجزية في عنقه، فقد برئ مما عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم» .

أخرجه أَبو داود (3081) قال: حدثنا هارون بن محمد بن بكار بن بلال، قال: حدثنا محمد بن عيسى، يعني ابن سميع، قال: حدثنا زيد بن واقد، قال: حدثني أَبو عبد الله، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11565)، وتحفة الأشراف (11372).

والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (196)، والبيهقي 9/ 139.

ص: 516

- فوائد:

- قال المِزِّي: أَبو عبد الله الأشعري، الشامي، الدمشقي، روى عن معاذ بن جبل، روى عنه زيد بن واقد، مُرسلًا.

قال أَبو زُرعَة الدمشقي: لم أجد أحدا سماه. «تهذيب الكمال» 34/ 21.

ص: 517

- كتاب الإمارة

11061 -

عن شهر بن حوشب، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن الشيطان ذِئب ابن آدم، كذئب الغنم، وإن ذِئب الغنم يأخذ من الغنم الشاة المهزولة والقاصية، ولا يدخل في الجماعة، فالزموا العامة، والجماعة، والمساجد» .

أخرجه عَبد بن حُميد (114) قال: حدثنا حسين بن علي الجعفي، عن فُضيل بن عِياض، عن أَبَان، عن شهر بن حوشب، فذكره

(1)

.

• أَخرجه عبد الرزاق (1997) عن مَعمَر، عن أَبَان، عن شهر بن حوشب، عن عطاء، قال: إن الشيطان ذِئب ابن آدم، كذئب الغنم، يأخذ الشاة دون الناحية والقاصية، فعليكم بالجماعة، والمساجد. «موقوف» .

(1)

المسند الجامع (11566)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (4169).

ص: 517

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال البزار: شهر بن حوشب لم يسمع من معاذ بن جبل. «مسنده» (2660).

- وأَبَان؛ هو ابن أَبي عَياش، متروك الحديث. انظر فوائد الحديث رقم (6275).

ص: 517

11062 -

عن رجل، عن معاذ بن جبل، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛

«إن الشيطان ذِئب الإنسان، كذئب الغنم، يأخذ الشاة القاصية والناحية، وإياكم والشعاب، وعليكم بالجماعة، والعامة» .

⦗ص: 518⦘

أخرجه أحمد (22458) قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثنا عمر بن إبراهيم، قال: حدثنا قتادة، عن العلاء بن زياد، عن رجل حدثه يثق به، فذكره.

• أَخرجه أحمد (22379) قال: حدثنا روح، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، قال: حدثنا العلاء بن زياد، عن معاذ بن جبل، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال:

«إن الشيطان ذِئب الإنسان، كذئب الغنم، يأخذ الشاة القاصية والناحية، فإياكم والشعاب، وعليكم بالجماعة، والعامة، والمسجد» .

- ليس فيه: «عن رجل»

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11567)، وأطراف المسند (7193)، ومَجمَع الزوائد 2/ 23 و 5/ 219، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (4169).

والحديث؛ أخرجه الحارث بن أبي أُسامة «بغية الباحث» (606)، والطبراني 20/ (344 و 345).

ص: 517

11063 -

عن الوالبي، صديق لمعاذ بن جبل، عن معاذ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«من ولي من أمر الناس شيئا، فاحتجب عن أولي الضعفة والحاجة، احتجب الله عنه يوم القيامة» .

أخرجه أحمد (22426) قال: حدثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا شَريك، عن أبي حصين، عن الوالبي، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11568)، وأطراف المسند (7219)، ومَجمَع الزوائد 5/ 210.

والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (316).

ص: 518

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال أَبو حاتم الرازي: هذا حديثٌ منكرٌ. «علل الحديث» (2743).

- وقال الدارقُطني: يرويه شريك، عن أبي حصين، واختلف عنه في رفعه؛

فرواه حنيفة بن مرزوق، وعاصم بن علي، عن شريك، مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

ووقفه علي بن الجعد، عن شَريك.

⦗ص: 519⦘

ورواه علي بن حفص المدائني، عن شريك، فقال فيه: رفعه مرة، ومرة لم يرفعه، فصح القولان جميعا عن شَريك. «العلل» (995).

ص: 518

11064 -

عن قيس بن أبي حازم، عن معاذ بن جبل، قال:

«بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فلما سرت أرسل في أثري، فرددت، فقال: أتدري لم بعثت إليك؟ لا تصيبن شيئًا بغير إذني، فإنه غلول، {ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة} لهذا دعوتك، فامض لعملك» .

أخرجه التِّرمِذي (1335) قال: حدثنا أَبو كُريب، قال: حدثنا أَبو أُسامة، عن داود بن يزيد الأَوْدي، عن المغيرة بن شبيل، عن قيس بن أبي حازم، فذكره

(1)

.

- قال التِّرمِذي: حديث معاذ حديثٌ حسنٌ غريبٌ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، من حديث أبي أُسامة، عن داود الأَوْدي.

(1)

المسند الجامع (11570)، وتحفة الأشراف (11355).

والحديث؛ أخرجه البزار (2673)، والطبراني 20/ (259).

ص: 519

- فوائد:

- قال التِّرمِذي: سألتُ محمدًا، يعني ابن إسماعيل البخاري، عن هذا الحديث؟ فقال: هو حديث حسن.

قلت له: كيف داود بن يزيد الأَوْدي؟ قال: مقارب الحديث، وإدريس بن يزيد الأَوْدي ثبت صدوق. «ترتيب علل التِّرمِذي» (354).

ص: 519

11065 -

عن مصعب بن سعد، عن معاذ، قال: إن كان عمر لمن أهل الجنة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ما رأى في يقظته، أو نومه، فهو حق، وإنه قال:

«بينما أنا في الجنة، إذ رأيت فيها دارا، فقلت: لمن هذه؟ فقيل: لعمر بن الخطاب، رضي الله عنه»

(1)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (32653) قال: حدثنا عَبدة بن سليمان، وأَبو أُسامة. و «أحمد» 5/ 245 (22471) قال: حدثنا محمد بن بشر.

ثلاثتهم (عبدة، وأَبو أُسامة حماد بن أُسامة، وابن بشر) عن مِسعَر بن كِدَام، عن عبد الملك بن ميسرة، عن مصعب بن سعد، فذكره.

• أَخرجه أَحمد (22459) قال: حدثنا وهب بن جَرير، حدثنا أَبي، قال: سمعتُ الأَعمش يُحَدِّث، عن عبد الملك بن مَيسرة، عن مصعب بن سعد، أَن مُعاذًا قال: والله، إِن عُمَرَ في الجنة، وما أُحِبُّ أَن لي حُمْرَ النَّعَم، وإِنكُم تَفَرَّقتُم قَبل أَن

⦗ص: 521⦘

أُخبِرَكُم لِمَ قلتُ ذاك؟ ثم حَدَّثَهم الرُّؤْيا التي رَأى النبيُّ صلى الله عليه وسلم في شأن عُمر، قال: ورُؤيا النبي صلى الله عليه وسلم حَقٌّ

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد (22471).

(2)

المسند الجامع (11571)، وأطراف المسند (7206)، ومَجمَع الزوائد 9/ 74، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (6584).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم (464 و 1265)، والطبراني 20/ (308: 310).

ص: 520

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال أَبو حاتم الرازي: مصعب بن سعد لم يسمع من معاذ بن جبل. «المراسيل» لابن أبي حاتم (766).

- وقال الدارقُطني: يرويه عبد الملك بن ميسرة، واختُلِف عنه؛

فرواه الأعمش، ومسعر، عن عبد الملك.

فأما الأعمش، فلم يختلف عنه، رواه عن عبد الملك بن ميسرة، عن مصعب بن سعد، عن معاذ.

قاله جَرير بن حازم، عن الأعمش.

وأما مسعر، فرواه عنه عَبدة بن سليمان، ومحمد بن فضيل، وأَبو أُسامة، وأَبو أحمد الزُّبَيري، وعلي بن مُسهِر، ومحمد بن بشر، ومحمد بن سابق، وعُبيد الله بن موسى، رووه عن مِسعَر، عن عبد الملك بن ميسرة، عن مصعب بن سعد، عن معاذ.

وخالفهم يحيى بن اليمان، رواه عن مِسعَر، عن عبد الملك بن ميسرة، عن النزال بن سبرة، عن ابن مسعود.

وقال جعفر الطيالسي عن محمد بن الصباح، عن يحيى بن اليمان، عن الثوري، عن مِسعَر، عن عبد الملك بن ميسرة، عن النزال، عن عبد الله كذلك، وهو وهم منه، والأول أصح.

حدثناه ابن مخلد، قال: حدثنا جعفر بذلك. «العلل» (993).

ص: 521

11066 -

عن يزيد بن عَميرة، قال: لما حضر معاذ بن جبل الموت، قيل له: يا أبا عبد الرَّحمَن، أوصنا، قال: أجلسوني، فقال: إن العلم والإيمان مكانهما،

⦗ص: 522⦘

من ابتغاهما وجدهما، يقول ثلاث مرات، فالتمسوا العلم عند أربعة رهط: عند عويمر أبي الدرداء، وعند سلمان الفارسي، وعند عبد الله بن مسعود، وعند عبد الله بن سلام، الذي كان يهوديا ثم أسلم، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«إنه عاشر عشرة في الجنة»

(1)

.

- في رواية ابن حبان: «إن العمل والإيمان مظانهما، من التمسهما وجدهما، أو العلم والإيمان مكانهما، من التمسهما وجدهما، فالتمسوا العلم عند أربعة» .

أخرجه أحمد (22455) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث بن سعد. و «التِّرمِذي» (3804) قال: حدثنا قتيبة، قال: حدثنا الليث. و «النَّسَائي» في «الكبرى» (8196) قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث. و «ابن حِبَّان» (7165) قال: أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة، قال: حدثنا حَرملة بن يحيى، قال: حدثنا ابن وهب.

كلاهما (ليث بن سعد، وعبد الله بن وهب) عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخَولاني، عن يزيد بن عَميرة، فذكره

(2)

.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (11572)، وتحفة الأشراف (11368)، وأطراف المسند (7210).

والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (229).

ص: 521

11067 -

عن يزيد بن قطيب، عن معاذ، أنه كان يقول:

«بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فقال: لعلك أن تمر بقبري ومسجدي، قد بعثتك إلى قوم رقيقة قلوبهم، يقاتلون على الحق، مرتين، فقاتل بمن أطاعك منهم من عصاك، ثم يفيؤون إلى الإسلام، حتى تبادر المرأة زوجها، والولد والده، والأخ أخاه، فانزل بين الحيين: السكون والسكاسك» .

⦗ص: 523⦘

أخرجه أحمد (22403) قال: حدثنا أَبو المغيرة، قال: حدثنا صفوان، قال: حدثني أَبو زياد، يحيى بن عُبيد الغساني، عن يزيد بن قطيب، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11573)، وأطراف المسند (7211)، ومَجمَع الزوائد 10/ 55.

والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (171)، والبيهقي 9/ 20.

ص: 522

- كتاب الزُّهد

11068 -

عن أبي إدريس الخَولاني، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«ألا أخبرك عن ملوك الجنة؟ قلت: بلى، قال: رجل ضعيف مستضعف، ذو طمرين، لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبره» .

أخرجه ابن ماجة (4115) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا سويد بن عبد العزيز، عن زيد بن واقد، عن بُسر بن عُبيد الله، عن أبي إدريس الخَولاني، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11574)، وتحفة الأشراف (11324).

والحديث؛ أخرجه الطبراني في «مسند الشاميين» (1192)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (10006).

ص: 523

- فوائد:

- قال عبد الرَّحمَن بن أبي حاتم الرازي: سألتُ أبي عن حديثٍ؛ رواه سويد بن عبد العزيز، عن زيد بن واقد، عن بُسر بن عُبيد الله، عن أبي إدريس، عن معاذ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ألا أخبركم بملوك أهل الجنة: كل ضعيف متضعف ذو طمرين لا يؤبه له، لو أقسم على الله لأبره.

قال أبي: هذا حديثٌ خطأ إنما يروى عن أبي إدريس، كلامه فقط. «علل الحديث» (1814).

- قلنا: وأَبو إدريس الخَولاني لم يسمع من معاذ.

ص: 523

11069 -

عن عمر بن الخطاب؛ أنه خرج يوما إلى مسجد رسول الله،

⦗ص: 524⦘

فوجد معاذ بن جبل قاعدا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم يبكي، فقال: ما يبكيك؟ قال: يبكيني شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«إن يسير الرياء شرك، وإن من عادى لله وليا، فقد بارز الله بالمحاربة، إن الله يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء، الذين إذا غابوا لم يفتقدوا، وإن حضروا لم يدعوا، ولم يعرفوا، قلوبهم مصابيح الهدى، يخرجون من كل غبراء مظلمة» .

أخرجه ابن ماجة (3989) قال: حدثنا حَرملة بن يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرني ابن لَهِيعة، عن عيسى بن عبد الرَّحمَن، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11575)، وتحفة الأشراف (11305).

والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (321 و 322)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (6393).

ص: 523

- فوائد:

- قلنا إِسناده ضعيفٌ؛ عبد الله بن لَهيعَة ليس بثقة. انظر فوائد الحديث رقم (5997).

ص: 524

11070 -

عن عاصم بن حميد السَّكوني، عن معاذ بن جبل، قال:

«لما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، خرج معه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصيه، معاذ راكب، ورسول الله صلى الله عليه وسلم تحت راحلته، فلما فرغ قال: يا معاذ، إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا، لعلك أن تمر بمسجدي وقبري، فبكى معاذ جشعا لفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم التفت صلى الله عليه وسلم نحو المدينة، فقال: إن أهل بيتي هؤلاء يرون أنهم أولى الناس بي، وإن أولى الناس بي المتقون، من كانوا وحيث كانوا، اللهم إني لا أحل لهم فساد ما أصلحت، وايم الله، ليكفؤون أمتي عن دينها، كما يكفأ الإناء في البطحاء»

(1)

.

أخرجه أحمد (22402). وابن حبان (647) قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، قال: حدثنا أَبو نَشيط محمد بن هارون بن إبراهيم

(2)

، بغدادي ثقة.

كلاهما (أَحمد بن حنبل، وأَبو نَشيط) عن أَبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، عن صفوان بن عَمرو، عن راشد بن سعد، عن عاصم بن حُميد السَّكوني، فذكره.

(1)

اللفظ لابن حبان.

(2)

تحرف في طبعة الرسالة لـ «صحيح ابن حِبان» إلى: «محمد بن هارون بن رُهَيم» ، وهو على الصواب في «التقاسيم والأنواع» (4509)، وطبعة التأصيل، و «تهذيب الكمال» 26/ 560.

ص: 524

• أخرجه أحمد (22404) قال: حدثنا الحكم بن نافع، أَبو اليمان، قال: حدثنا صفوان بن عَمرو، عن راشد بن سعد، عن عاصم بن حميد السَّكوني؛

«أن معاذا لما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، خرج معه النبي صلى الله عليه وسلم يوصيه، ومعاذ راكب، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي تحت راحلته، فلما فرغ قال: يا معاذ، إنك عسى أن لا تلقاني بعد عامي هذا، ولعلك أن تمر بمسجدي وقبري، فبكى معاذ بن جبل جشعا لفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تبك يا معاذ، للبكاء، أو إن البكاء، من الشيطان» .

- مرسل، لم يقل:«عن معاذ بن جبل»

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11576)، وأطراف المسند (7156)، ومَجمَع الزوائد 3/ 16 و 9/ 22، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (3006).

والحديث؛ أخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (1837)، والبزار (2647)، والطبراني 20/ (242)، والبيهقي 10/ 86.

ص: 525

11071 -

عن أبي عياش، قال: قال معاذ بن جبل: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«إن شئتم أنبأتكم ما أول ما يقول الله، عز وجل، للمؤمنين يوم القيامة، وما أول ما يقولون له، قلنا: نعم يا رسول الله، قال: إن الله، عز وجل، يقول للمؤمنين: هل أحببتم لقائي؟ فيقولون: نعم يا ربنا، فيقول: لم؟ فيقولون: رجونا عفوك ومغفرتك، فيقول: قد وجبت لكم مغفرتي» .

أخرجه أحمد (22422) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله، قال: أخبرنا يحيى بن أيوب، أن عُبيد الله بن زحر حدثه، عن خالد بن أبي عمران، عن أبي عياش، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11577)، وأطراف المسند (7215)، ومَجمَع الزوائد 2/ 321 و 10/ 358، والمطالب العالية (4589).

والحديث؛ أخرجه الطيالسي (565)، والطبراني 20/ (251)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (1017)، والبغوي (1452).

ص: 525

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ يحيى بن أَيوب الغَافِقي، أَبو العباس المِصري، لا يُحتج به. انظر فوائد الحديث رقم (190).

ص: 525

11072 -

عن مريح بن مسروق، عن معاذ بن جبل؛

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث به إلى اليمن، قال: إياي والتنعم، فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين»

(1)

.

أخرجه أحمد (22456) قال: حدثنا سريج بن النعمان، ويونس. وفي 5/ 244 (22469) قال: حدثنا يونس.

كلاهما (سريج بن النعمان، ويونس بن محمد المُؤَدِّب) عن بَقيَّة بن الوليد، عن السري بن ينعم، عن مريح بن مسروق، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد (22456).

(2)

المسند الجامع (11578)، وأطراف المسند (7202)، ومَجمَع الزوائد 10/ 250.

والحديث؛ أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» (5766 و 5767).

ص: 526

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ بَقِيَّة بن الوليد ليس بحُجة. انظر فوائد الحديث رقم (7488).

ص: 526

- كتاب الفتن

11072 م- عن طاووس، عن معاذ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لا تعجلوا بالبلية قبل نزولها، فإنكم إن لم تفعلوا لم ينفك المسلمون منهم من إذا قال سدد، أو وفق، وإنكم إن عجلتم، تشعبت

(1)

بكم السبل هاهنا وهاهنا».

أخرجه أَبو داود في «المراسيل» (451) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد، عن أبي خالد، عن ابن عَجلان، عن طاووس، فذكره

(2)

.

• أَخرجه الدَّارِمي (164) قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا الصلت بن راشد، قال: سألت طاووسا عن مسألة، فقال لي: كان هذا؟ قلت: نعم، قال: آلله؟ قلت: آلله، ثم قال: إن أصحابنا أخبرونا عن معاذ بن جبل، أنه قال: أيها الناس، لا تعجلوا بالبلاء قبل نزوله، فيذهب بكم هاهنا وهاهنا، فإنكم إن لم تعجلوا بالبلاء قبل نزوله لم ينفك المسلمون أن يكون فيهم من إذا سئل سدد، وإذا قال وفق. «موقوف»

(3)

.

(1)

في طبعة الصميعي: «تشتت» ، والمثبت عن نسخة برنستون، الورقة (27)، وطبعة الرسالة.

(2)

تحفة الأشراف (11316)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (344 و 7566)، والمطالب العالية (3029).

والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (353)، وابن عبد البَر في «جامع بيان العلم» (2055).

(3)

إتحاف الخِيرَة المَهَرة (344)، والمطالب العالية (3030).

ص: 526

11073 -

عن مالك بن يخامر، عن معاذ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجال، ثم ضرب بيده على فخذ الذي حدثه، أو منكبه، ثم قال: إن هذا لحق كما أنك هاهنا، أو كما أنك قاعد» ، يعني معاذا

(1)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (38632). وأحمد (22472). وأَبو داود (4294) قال: حدثنا عباس العنبري.

ثلاثتهم (أَبو بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن حنبل، وعباس بن عبد العظيم العنبري) عن أبي النضر هاشم بن القاسم، عن عبد الرَّحمَن بن ثابت بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن جُبير بن نُفير، عن مالك بن يخامر، فذكره.

⦗ص: 527⦘

• أَخرجه أحمد (22373) قال: حدثنا زيد بن الحُبَاب، قال: حدثنا عبد الرَّحمَن بن ثوبان، قال: حدثني أبي، عن مكحول، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجال، ثم ضرب على فخذه، أو على منكبه، ثم قال: إن هذا لحق كما أنك قاعد» .

وكان مكحول يحدث به، عن جُبير بن نُفير، عن مالك بن يخامر، عن معاذ ابن جبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم مِثلَه

(2)

.

• وأخرجه ابن أبي شيبة (38364) قال: حدثنا أَبو أُسامة، عن عبد الرَّحمَن بن يزيد بن جابر، عن مكحول، أن معاذ بن جبل قال: عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجال، ثم ضرب بيده على منكب رجل، وقال: والله إن ذلك لحق. «موقوف» .

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (11579)، وتحفة الأشراف (11361)، وأطراف المسند (7200).

والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (214)، والبغوي (4252).

ص: 526

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ لضعف عبد الرَّحمَن بن ثابت بن ثوبان العَنسي، الدمشقي. انظر فوائد الحديث رقم (2239).

- وقال الدارقُطني: يرويه ابن ثوبان، واختُلِف عنه؛

فرواه أَبو حيوة شريح بن يزيد، عن ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، قال: حدثني مالك بن يخامر، عن معاذ.

⦗ص: 528⦘

وخالفه علي بن الجعد، فرواه عن ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن جُبير بن نُفير، عن مالك بن يخامر، عن معاذ، زاد في الإسناد جبيرا، والله أعلم. «العلل» (972).

ص: 527

11074 -

عن أبي بَحْرية، عن معاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم: قال:

«الملحمة الكبرى، وفتح القسطنطينية، وخروج الدجال، في سبعة أشهر»

(1)

.

- وفي رواية: «الملحمة العظمى، وفتح القسطنطينية، وخروج الدجال، في سبعة أشهر»

(2)

.

أخرجه أحمد (22395) قال: حدثنا أَبو المغيرة، وأَبو اليمان. و «ابن ماجة» (4092) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا الوليد بن مسلم، وإسماعيل بن عياش. و «أَبو داود» (4295) قال: حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي، قال: حدثنا عيسى بن يونس. و «التِّرمِذي» (2238) قال: حدثنا عبد الله ابن عبد الرَّحمَن، قال: أخبرنا الحكم بن المبارك، قال: حدثنا الوليد بن مسلم.

خمستهم (أَبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، وأَبو اليمان الحكم بن نافع، والوليد بن مسلم، وإسماعيل بن عياش، وعيسى بن يونس) عن أَبي بكر بن أبي مريم، عن الوليد بن سفيان بن أبي مريم الغساني، عن يزيد بن قطيب السَّكوني، عن أبي بَحْرية عبد الله بن قيس، فذكره

(3)

.

- في رواية الوليد بن مسلم، عند ابن ماجة:«يزيد بن قطبة» .

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

(1)

اللفظ لابن ماجة.

(2)

اللفظ لأحمد.

(3)

المسند الجامع (11581)، وتحفة الأشراف (11328)، وأطراف المسند (7166).

ص: 528

11075 -

عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، عن معاذ، قال:

⦗ص: 529⦘

«صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة، فأحسن فيها القيام والخشوع، والركوع والسجود، قال: إنها صلاة رغب ورهب، سألت الله فيها ثلاثا، فأعطاني اثنتين، وزوى عني واحدة، سألته أن لا يبعث على أمتي عدوا من غيرهم فيجتاحهم، فأعطانيه، وسألته أن لا يبعث عليهم سنة تقتلهم جوعا، فأعطانيه، وسألته أن لا يجعل باسهم بينهم، فردها علي»

(1)

.

أخرجه أحمد (22459) قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا شَريك. وفي 5/ 247 (22476) قال: حدثنا حسين بن علي، عن زائدة.

كلاهما (شريك بن عبد الله النَّخَعي، وزائدة بن قُدَامة) عن عبد الملك بن عمير، عن عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد (22476).

(2)

المسند الجامع (11580)، وأطراف المسند (7182)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (7495).

ص: 528

- فوائد:

- قلنا: إِسناده ضعيفٌ؛ قال ابن خزيمة: عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ بن جبل. «صحيحه» (384).

- وقال الدارقُطني: سماع عبد الرَّحمَن بن أبي ليلى، عن معاذ، فيه نظر، لأن معاذا قديم الوفاة، مات في طاعون عمواس، وله نيف وثلاثون سنة. «العلل» (976).

ص: 529

11076 -

عن عبد الله بن شداد، عن معاذ بن جبل، قال:

«أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أطلبه، فقيل لي: خرج قبل، قال: فجعلت لا أمر بأحد إلا قال: مر قبل، حتى مررت فوجدته قائمًا يصلي، قال: فجئت حتى قمت خلفه، قال: فأطال الصلاة، فلما قضى الصلاة، قال: قلت: يا رسول الله، لقد صليت صلاة طويلة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني صليت صلاة رغبة ورهبة، سألت الله، عز وجل، ثلاثا، فأعطاني اثنتين، ومنعني واحدة، سألته أن لا يهلك أمتي

⦗ص: 530⦘

غرقا، فأعطانيها، وسألته أن لا يظهر عليهم عدوا ليس منهم، فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل باسهم بينهم، فردها علي»

(1)

.

- وفي رواية: «صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما صلاة، فأطال فيها، فلما انصرف، قلنا، أو قالوا: يا رسول الله، أطلت اليوم الصلاة، قال: إني صليت صلاة رغبة ورهبة، سألت الله، عز وجل، لأمتي ثلاثا، فأعطاني اثنتين، ورد علي واحدة، سألته أن لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم، فأعطانيها، وسألته أن لا يهلكهم غرقا، فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل باسهم بينهم، فردها علي»

(2)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (30121) قال: حدثنا أَبو معاوية. و «أحمد» 5/ 240 (22433) قال: حدثنا عَبيدة بن حُميد. و «ابن ماجة» (3951) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نُمير، وعلي بن محمد، قالا: حدثنا أَبو معاوية. و «ابن خزيمة» (1218) قال: حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأُمَوي، قال: حدثنا أبي.

ثلاثتهم (أَبو معاوية محمد بن خازم، وعَبيدة بن حُميد، ويحيى بن سعيد الأُمَوي) عن سليمان الأعمش، عن رجاء الأَنصاري، عن عبد الله بن شداد بن الهاد، فذكره

(3)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

اللفظ لابن ماجة.

(3)

المسند الجامع (11582)، وتحفة الأشراف (11326)، وأطراف المسند (7162)، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (4448).

والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (306 و 307).

ص: 529

• حديث أبي ثعلبة الخشني، قال: كان أَبو عُبَيدة بن الجَراح، ومعاذ ابن جبل يتناجيان بينهما بحديث، فقلت لهما: ما حفظتما وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بي، قال: وكان أوصاهما بي، قالا: ما أردنا أن ننتجي بشيء دونك، إنما ذكرنا حديثا حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلا يتذاكرانه، قالا:

«إنه بدأ هذا الأمر نبوة ورحمة، ثم كائن خلافة ورحمة، ثم كائن ملكا عضوضا، ثم كائن عتوا وجبرية، وفسادا في الأمة، يستحلون الحرير، والخمور، والفروج، والفساد في الأمة، ينصرون على ذلك، ويرزقون أبدا، حتى يلقوا الله» .

يأتي، إن شاء الله تعالى، في مسند أبي عُبَيدة بن الجَراح، رضي الله تعالى عنه، برقم (13239).

ص: 531

11077 -

عن حبيب بن عبيد، عن معاذ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«يكون في آخر الزمان أقوام، إخوان العلانية، أعداء السريرة، فقيل: يا رسول الله، وكيف يكون ذلك؟ قال: ذلك برغبة بعضهم إلى بعض، ورهبة بعضهم إلى بعض» .

أخرجه أحمد (22405) قال: حدثنا أَبو اليمان، قال: حدثنا أَبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني، عن حبيب بن عبيد، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11583)، وأطراف المسند (7139)، ومَجمَع الزوائد 7/ 286.

والحديث؛ أخرجه البزار (2650)، والطبراني في «الأوسط» (434).

ص: 531

- كتاب أشراط الساعة

11078 -

عن شداد أبي عمار، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 532⦘

«ست من أشراط الساعة: موتي، وفتح بيت المقدس، وموت ياخذ في الناس كقعاص الغنم، وفتنة يدخل حربها بيت كل مسلم، وأن يعطى الرجل ألف دينار فيتسخطها، وأن تغدر الروم، فيسيرون في ثمانين بندا، تحت كل بند اثنا عشر ألفا»

(1)

.

أخرجه ابن أبي شيبة (38538). وأحمد (22342) عن وكيع بن الجراح، عن النهاس بن قهم، قال: حدثني شداد أَبو عمار، فذكره

(2)

.

(1)

اللفظ لأحمد.

(2)

المسند الجامع (11584)، وأطراف المسند (7145)، ومَجمَع الزوائد 7/ 322، وإتحاف الخِيرَة المَهَرة (7581).

والحديث؛ أخرجه الطبراني 20/ (244 و 368).

ص: 531

- كتاب القيامة والجَنة

11079 -

عن الحسن البصري، عن معاذ بن جبل؛

«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية: {أصحاب اليمين}، {وأصحاب الشمال} فقبض بيديه قبضتين، فقال: هذه في الجنة ولا أبالي، وهذه في النار ولا أبالي» .

أخرجه أحمد (22427) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن المثنى، قال: حدثنا البراء الغنوي، قال: حدثنا الحسن، فذكره

(1)

.

(1)

المسند الجامع (11557)، وأطراف المسند (7140)، ومَجمَع الزوائد 7/ 120.

ص: 532

11080 -

عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، عن معاذ بن جبل، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

«يدخل أهل الجنة الجنة، جردا مردا مكحلين، أبناء ثلاثين، أو ثلاث وثلاثين سنة»

(1)

.

⦗ص: 533⦘

أخرجه أحمد (22457). والتِّرمِذي (2545) قال: حدثنا أَبو هريرة، محمد بن فراس البصري.

كلاهما (أحمد بن حنبل، وأَبو هريرة) عن أبي داود سليمان بن داود، قال: حدثنا عمران أَبو العوام، عن قتادة، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرَّحمَن بن غَنْم، فذكره.

- قال التِّرمِذي: هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ، وبعض أصحاب قتادة رووا هذا عن قتادة مرسلا، ولم يسندوه.

• أَخرجه أحمد (22374) قال: حدثنا يونس، في تفسير شَيبان. وفي 5/ 239 (22432) قال: حدثنا عبد الوَهَّاب بن عطاء الخفاف العجلي، عن سعيد.

كلاهما (شيبان بن عبد الرَّحمَن، وسعيد بن أبي عَروبَة) عن قتادة بن دعامة، عن شهر بن حوشب، عن معاذ بن جبل، قال: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم:

«يبعث المؤمنون يوم القيامة، جردا مردا مكحلين، بني ثلاثين سنة» .

- ليس فيه: «عبد الرَّحمَن بن غَنْم»

(2)

.

(1)

اللفظ للترمذي.

(2)

المسند الجامع (11585)، وتحفة الأشراف (11336)، وأطراف المسند (7153 و 7172)، ومَجمَع الزوائد 10/ 336 و 398.

والحديث؛ أخرجه البزار (2644)، والطبراني 20/ (118).

ص: 532

- فوائد:

- قال البزار: شهر بن حوشب لم يسمع من معاذ بن جبل. "مُسنده"(2660).

ص: 533

• معاذ بن سعد، أَو سعد بن معاذ

• حديث رجل من الأنصار، عن معاذ بن سعد، أو سعد بن معاذ؛

«أن جارية لكعب بن مالك كانت ترعى غنما لها بسلع، فأصيبت شاة منها، فأدركتها فذكتها بحجر، فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك؟ فقال: لا بأس بها، فكلوها» .

سلف في مسند سعد بن معاذ، برقم (4256 م).

ص: 533