الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[2]
صدق المعلم
إن الصدق تاج على رأس المعلم، إذا فقده فقد ثقة الناس بعلمه، وبما يمليه عليهم من معلومات. لأن الطالب في الغالب يتقبل من معلمه كل ما يقوله، فإذا بان للطلاب كذب معلمهم في بعض الأمور، فإن ذلك ينعكس عليه مباشرة، ويؤدي إلى سقوطه من أعين طلابه.
والصدق منجاة للعبد في الدنيا والآخرة، وقد أثنى الله على الصادقين، ورغب المؤمنين أن يكونوا من أهله بقوله:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} (1)، وأرشد المعلم الأول إلى أن الصدق يهدي إلى الجنة بقوله:
(1) سورة التوبة، الآية: 119
1-
«إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق ويتحى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً» (1) وعند تأمل السيرة النبوية، نجد أن نبيكم صلى الله عليه وسلم كان يسمى بالصادق الأمين، ولم يعهد منه كفار مكة كذبة واحدة. ولما بعث وظهر أمره، عاداه سادات قريش وأعيانهم، لا لكذبه عليهم، ولكن استكباراً وتجبراً، وخوفاً من سقوط هيبتهم وجاههم ومقامهم بين القبائل، وقد صرح بحقيقة ذلك بعض أعيانهم. ولقد كان لا تصافه صلى الله عليه وسلم بالصدق أثراً كبيراً في دخول كثير من الناس في دين الله، ورحم الله ذلك الصحابي (2) الذي عندما رأى النبي صلى الله عليه وسلم لأول وهلة قال: لما رأيت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب!!
(1) متفق عليه.
(2)
هو عبد الله بن سلام رواه الترمذي في كتاب صفة القيامة / والدارمي في كتاب الصلاة.
و (1) صدق المعلم يدعو المتعلم إلى الثقة به وبما يقول، ويكسبه احترام المعلمين، ويرفع من شأنه في عمله، ويتمثل صدق المعلم في مستلزمات المسئولية الملقاة على عاتقه، والتي منها نقل المعرفة بما فيها من حقائق ومعلومات للأجيال، فإن لم يكن المعلم متحلياً بالصدق فإنه سينقل لهم علماً ناقصاً ومبتوراً، وحقائق ومعلومات مغايرة للصورة التي يجب أن ينقلها، وإذا تعود التلميذ على قبول هذا السلوك السيء من المعلم فإنه ربما يستحسن هذا العمل حتى يصبح ملازماً له، وهو أمر خطير على المجتمع أهـ.
(1) من هنا يبدأ النقل من كتاب إعداد المعلم / د. عبد الله عبد الحميد محمود. 156، 157.
وإليك أيها المعلم مثالاً يبين أثر الكذب على الطلاب. يقول الشيخ محمد جميل زينو: حدث أن سأل أحد الطلاب معلمه مستنكراً تدخين أحد المعلمين، فأجاب المعلم مدافعاً عن زميله، بأن سبب تدخينه هو نصيحة الطبيب له، وحين خرج التلميذ من الصف قال: إن المعلم يكذب علينا. (قال محمد جميل) وحبذا لو صدق المعلم في إجابته، وبين خطأ زميله، بأن التدخين حرام، لأنه مضر بالجسم، مؤذ للجار، متلف للمال، فلو فعل ذلك لكسب ثقة الطلاب وحبهم، ويستطيع أن يقول هذا المعلم إلى طلابه: إن هذا المعلم فرد من الناس تجري عليه الأعراض البشرية، فهو يصيب ويخطئ.. . (1)
الخلاصة:
(1)
الصدق نجاة للمعلم في الدنيا والآخرة.
الكذب على الطلاب، عائق عن التلقي، وفاقد للثقة.
الكذب أثره يتعدى إلى المجتمع، ولا يقتصر على منتحله.
(1) نداء إلى المربين ص14.