الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[19]
التعليق على إجابة المتعلم
يحتاج المعلم إلى التعليق على إجابة الطالب بعد توجيه السؤال إليه، وذلك لأن الطالب قد يكون غير متأكد من الإجابة التي أدلى بها، وأيضاً فإن الطلاب الآخرين الذي يستمعون إلى إجابة الطالب في شوق لمعرفة ما إذا كانت إجابة الطالب صحيحة أم غير ذلك. وعلى المعلم أن يعلق على إجابة كل طالب فيستفيد الطالب من تصويب المعلم له، ويستفيد الطلاب الآخرون بمعرفة صحة الجواب من عدمه.
وعلى المعلم أيضاً أن يتحرى الدقة في التصويب والتخطئة، وألا يسارع بتخطئة الطالب كلياً إن كان في إجابته شيء من الصحة، بل عليه أن يشيد بالصحيح ويوضح الخطأ ويبينه، وينبغي على المعلم أن يختار ألفاظ التخطئة فلا تكون ألفاظاً قاسية أو عبارات ساخرة فتصيب الطالب بإحباط وتمنعه من الإقدام على الإجابة على أسئلة المعلم خوفاً من لسان المعلم السليط وعباراته القاسية، بل تكون العبارة مخطئة للجواب ولكن في قالب تشجيعي. وإليك بيان ذلك:
1-
عن أبي هريرة رضي الله عنه «أن رجلاً أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أرى الليلة - فذكر رؤيا، فعبرها أبو بكر - فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أصبت بعضاً، وأخطأت بعضاً) فقال: أقسمت عليك يا رسول الله بأبي أنت لتحدثني، ما الذي أخطأت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لا تقسم» (1) . وهنا يتبين لنا بجلاء تعليق النبي صلى الله عليه وسلم على تعبير أبي بكر للرؤيا، وأخبره بأن بعضها صحيح وبعضها خطأ وهذا عين الإنصاف أن تذكر ما في الإجابة من صحة أو خطأ، ثم إن على المعلم أن يبين الخطأ ويوضحه، وفي المثال السابق لم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم الخطأ ولم يوضحه لما يترتب على ذكره من مفاسد كان الأولى ترك تعبيره (2) ولكن غرضنا هنا هو بيان تقييم الإجابة في حالة الصحة أو الخطأ، أو بينهما.
(1) رواه البخاري في كتاب التعبير / ومسلم في الرؤيا / والترمذي في الرؤيا / وابن ماجه في تعبير الرؤيا / وأبو داود في الأيمان والنذور واللفظ له. والحديث عند أبي داود مختصر جداً، وتجده عند من ذكرنا بأتم منه. فراجعه ففيه فوائد.
(2)
انظر ما ذكره الشراح في المصادر السابقة حول هذا الحديث.
2-
«عن أبي بن كعب قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة فبينما أنا في المسجد إذ سمعت رجلاً يقرأها بخلاف قراءتي، فقلت من أقرأك هذه السورة؟ فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: لا تفارقني حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيناه فقلت: يا رسول الله إن هذا قد خالف قراءتي في هذه السورة التي علمتني، قال: اقرأ يا أبي، فقرأت، فقال: أحسنت، فقال للآخر: اقرأ فقرأ بخلاف قراءتي، فقال له: أحسنت، ثم قال: يا أبي إنه أنزل على سبعة أحرف، كلها شاف، كاف، قال: فما اختلج في صدري شيء من القرآن بعد» (1) . وهنا كان التعليق على قراءة أبي والصحابي الآخر بقوله صلى الله عليه وسلم أحسنت لكل منهما لأن الصحابيين كليهما قد قرأ قراءة صحيحة، استوجبت التصحيح، ولو بعبارة مغايرة لكلمة الصحة (2) بل يكفي أي عبارة تدل على المقصود.
الخلاصة:
التعليق على إجابة المتعلم، تفيد المجيب في تصحيح إجابته، وتفيد الطلاب الآخرين في قبول الإجابة أو رفضها.
قد تكون الإجابة صحيحة، وقد تكون الإجابة صحيحة جزئياً، وقد تكون خطأ. ولكل إجابة ما يناسبها من عبارات التعليق.
(1) رواه مسلم في كتاب صلاة المسافرين / وأحمد في مسند الأنصار / وأبو داود في الصلاة / والنسائي في كتاب الافتتاح / وابن عبد البر (في التمهيد 8 / 286، 287) واللفظ له.
(2)
وعند أحمد في مسند الأنصار بقوله: (أصبتما) ، مما يدل على أن قوله صلى الله عليه وسلم أحسنت يقتضي التصحيح والتصويب.
الإجابة الخاطئة يراعى فيها نفسية الطالب وروحه المعنوية.
لا يلزم أن يتقيد المعلم بلفظ (صحيح، خطأ) بل أي عبارة تدل على المقصود (كأحسنت، جيد، ممتاز، تحتاج العبارة إلى تصحيح أكثر، الجواب غير مكتمل.. ونحوه) .