الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غيرها، مواضع تخرج منها مياه حارة كبريتية في الأكثر، ويستشفي بمياهها الناس بالاستحمام. وانتشارها على هذه الصورة وبهذه الكثرة يلفت النظر، وهي من آثار التقلبات الجوفية التي حدثت في جزيرة العرب منذ القدم1.
1 Naval، P. 21
2-
الدهناء:
وهي مساحات من الأرضين تعلوها رمال حمر في الغالب، تمتد من النفود في الشمال إلى حضرموت ومهرة في الجنوب، واليمن في الغرب، وعمان في الشرق1. وفيها سلاسل من التلال الرملية ذات ارتفاعات مختلفة، تنتقل في الغالب مع الرياح، وتغطي مساحات واسعة من الأرض2. ويمكن العثور على المياه في قيعانها إذا حفرت فيها الآبار3.
وقد أشير إلى الدهناء في بيت شعر للأعشى هذا نصه:
يمرون بالدهناء خفافًا عيابهم
…
ويرجعن من دارين بُجر الحقائب4
وقد تصل الأمطار الموسمية إلى بعض أجزاء "الدهناء" فتنبت فيها الأعشاب؛ ولكن عمرها فيها قصير؛ إذ سرعان ما تجف وتموت. وقد هجر الناس السكنى في أكثر أقسام الدهناء، لجفاف أكثر أقسام هذه المنطقة الصحراوية الواسعة، وخلوها من الماء والمراعي، ولكثرة هبوب العواصف الرملية فيها، ولشدة حرارتها التي يصعب احتمالها في أثناء النهار، وأقاموا في الأمكنة المرتفعة منها، التي تتوافر فيها المياه، وتتساقط عليها الأمطار، فتنبت الأعشاب، وينتجعها الأعراب. أما الأقسام الجنوبية من الدهناء فيسميها الجغرافيون المحدثون
1 "الدهناء" بفتح أوله وسكون ثانية ونون وألف تمد وتقصر، البلدان "4/ 115 وما بعدها".
2 Ency. Vol. 1، P. 893، Ency. Vrit. Vol. 2، p. 173 Hitti p. 15.
3 Handbook of Arabia، vol. 1، P. 11
4 الألوسي، تأريخ نجد، تحقيق الأستاذ محمد بهجت الأثري، المطبعة السلفية القاهرة 1347 "ص30".
"الربع الخالي"1 "the empty quarter"، لخلوها من الناس، وكانت تعرف بـ "مفازة صيهد"2.
وقد تمكن السائح الإنكليزي "برترام توماس bertram thomas" من اجتيازها في "58" يومًا، وهو عمل مجهد شاق؛ فكان أول أوروبي جَرُؤ على اجتياز هذه الأرض3.
ويطلق على القسم الغربي من الدهناء اسم "الأحقاف" وهو منطقة واسعة من الرمال بها كثبان اقترن اسمها باسم "عاد". {وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ} 4.
وكشف "برترام توماس" في الربع الخالي بحيرة من المياه الملحة، وبقايا حيوانات مبعثرة، وتبين لدى العلماء أن هذه البحيرة كانت من متفرعات الخليج العربي، وأن من المحتمل أن هذه الأرضين التي تكثر فيها رواسب قيعان البحر، قد كانت في عهدها من المناطق البحرية التي تغمرها مياه المحيط، كما عثر فيه على آثار جاهلية لم يعرف من أمرها شيء حتى الآن5، يظهر أنها لأقوام كانت تستوطن هذه المناطق أيام كانت ذات مياه صالحة للإنبات والخصب. وما زالت حتى اليوم تعد أرضًا مجهولة، وإن تحسنت معارفنا عنها كثيرًا، بفضل بعض موظفي شركات البترول والباحثين عن المعادن في مختلف أنحاء الجزيرة. وستأتي الاكتشافات الجديدة لها بمعارف قيمة عن تأريخ العرب قبل الإسلام من غير شك.
وتكو "وبار" قسمًا من الدهناء، وكانت من الأرضين المشهورة بالخصب والنماء، وهي اليوم من المناطق الصحراوية، وبها آثار القرى القديمة التي كانت كثيرة قبل الإسلام. والظاهر أنها كانت مواطن الرباريين، وهم الذين دعاهم
1Terra Incognita، Hitti، P.، 15، Ency.، Vol.، 1، P.، 895، Philby، The Empty
Quarter، London، 1933، Bertram Thomas، Arabia Fllix، P.، XXiii، 180، Philby،
In the Geographical Journal، "The Empty Quarter"، 81، "1933"، 1-26.
2 Ency.، Vol.، 1، P.، 370، Moritz، S.، 15.،"صفة 214، البلدان "5/ 419"
3 Ency.، Vol.، 1، P.، 183، Handbook of Arabia، Vol.، 1، P.، 11 Bertram Thomas Arabia Felix، Across the Empty Quarteer of Arabia، London، 1932، The Geographical Journal، Across the Empty Quarter، III، "1948"، 1-21، Also "A Further Journey Across the Empty Quarter"، CXIII، "1949"، 12-45.
4 سورة الأحقاف، السورة 46 أية21
5 Arabia Felix، PP.، 180، Ency. Brit.، Vol.، 2، P.، 173.