المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الفصل السادس: صلات العرب بالساميين ‌ ‌مدخل … الفصل السادس: صلات العرب بالساميين لاحظ المعنيون - المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام - جـ ١

[جواد علي]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الأول

- ‌مقدمة

- ‌الفصل الأول: تحديد لفظة العرب

- ‌الفصل الثاني: الجاهلية ومصادر التاريخ الجاهلي

- ‌مدخل

- ‌موارد التاريخ الجاهلي

- ‌مدخل

- ‌ النقوش والكتابات:

- ‌تاريخ الكتابات:

- ‌ التوراة والتلمود والتفاسير والشروح العبرانية:

- ‌ الكتب الكلاسيكية:

- ‌الموارد النصرانية:

- ‌الموارد العربية الإسلامية:

- ‌المؤرخون المسلمون:

- ‌الفصل الثالث: إهمال التأريخ الجاهلي وإعادة تدوينه

- ‌مدخل

- ‌تدوين التأريخ الجاهلي:

- ‌الفصل الرابع: جزيرة العرب

- ‌مدخل

- ‌ الحِرار، أو الأرضون البركانية:

- ‌ الدهناء:

- ‌ النفود:

- ‌مصدر الصحاري:

- ‌الدارات:

- ‌الجبال:

- ‌الأنهار والأودية:

- ‌أقسام بلاد العرب

- ‌مدخل

- ‌العربية السعيدة:

- ‌العربية الصحراوية:

- ‌العربية الحجرية، العربية الصخرية:

- ‌التقسيم العربي

- ‌مدخل

- ‌تهامة:

- ‌اليمن:

- ‌العروض:

- ‌اليمامة:

- ‌نجد:

- ‌الفصل الخامس: طبيعة جزيرة العرب وثرواتها وسكانها

- ‌مدخل

- ‌الطرق البرية:

- ‌الفصل السادس: صلات العرب بالساميين

- ‌مدخل

- ‌وطن الساميين:

- ‌الهجرات السامية:

- ‌اللغة السامية الأم:

- ‌العقلية السامية:

- ‌الفصل السابع: طبيعة العقلية العربية

- ‌الفصل الثامن: طبقات العرب

- ‌مدخل

- ‌العرب البائدة:

- ‌هود:

- ‌لقمان:

- ‌ثمود:

- ‌طسم وجديس:

- ‌جديس:

- ‌أميم:

- ‌عبيل:

- ‌جرهم الأولى:

- ‌العمالقة:

- ‌حضورا:

- ‌هلاك العرب البائدة:

- ‌فهرس

الفصل: ‌ ‌الفصل السادس: صلات العرب بالساميين ‌ ‌مدخل … الفصل السادس: صلات العرب بالساميين لاحظ المعنيون

‌الفصل السادس: صلات العرب بالساميين

‌مدخل

الفصل السادس: صلات العرب بالساميين

لاحظ المعنيون بلغات "الشرق الأدنى" وجود أوجه شبه ظاهرة بين البابلية والكنعانية والعبرانية والفينيقية والأرمية والعربية واللهجات العربية الجنوبية والحبشية والنبطية وأمثالها؛ فهي تشترك أو تتقارب في أمور أصلية وأساسية من جوهر اللغة، وذلك في مثل جذور الأفعال، وأصول التصريف، تصريف الأفعال، وفي زمنيّ الفعل الرئيسيين، وهما: التام والناقص، أو الماضي والمستقبل، وفي أصول المفردات والضمائر والأسماء الدالة على القرابة الدموية والأعداد، وبعض أسماء أعضاء الجسم الرئيسيَّة1، وفي تغير الحركات في وسط الكلمات الذي يحدث تغيّرًا في المعنى، وفي التعابير التي تدل على منظمات الدولة والمجتمع والدين2، وفي أمور مشابهة أخرى، فقالوا بوجوب وجود وحدة مشتركة كانت تجمع شمل هذه الشعوب، وأطلقوا على ذلك الأصل، أو الوحدة "الرس السامي" أو "الجنس السامي"، أو "الأصل السامي"، أو "السامية،3 "semites" "semitic race" "semites" وعلى اللغات التي تكلمت وتتكلم بها هذه الشعوب

1 Hastings، Encylopaedia of Religion and Ethics، Vol.، H، PP، 378 (1934) ، Zimmern، Vergleichende Grammatlk der Semltlschen Sprachen، Berlin 1898، P.، 82.ff

2 Ency. Brlta.، 20، PP.، 315.

3 Leland. W. Parr،. An Introduction to the Anthropology of the Near East،X f Amesterdam، 1934، P.، 43.

ص: 222

"اللغات السامية""semitic languages".

وقد أخذ من أطلق هذه التسمية، تسمية هذه من التوراة2. أخذها من اسم "سام بن نوح"، جدّ هذه الشعوب الأكبر، كما هو وارد فيها. وأول من أطلقها وأذاعها بين العلماء عَلَمًا على هذه الشعوب، عالم نمساوي اسمه "أوغست لودويك شلوتسر" august ludwing schloetzer أطلقها عام "1781م" فشاعت منذ ذلك الحين، وأصبحت عند العلماء والباحثين في موضوع لغات الشرق الأدنى عَلَمًا للمجموعة المذكورة من الشعوب3 وقد أخذ "آيشورن""joh. Cotte. Eichhorn" هذه التسمية، وسعى لتعميمها بين العلماء علمًا على الشعوب المذكورة4.

وفي عام "1869م" قسم العلماء اللغات السامية إلى مجموعتين: المجموعة السامية الشمالية، والمجموعة السامية الجنوبية5 وتتألف المجموعة الشمالية من العبرانية والفينيقية والأرمية والآشورية والبابلية والكنعانية. وأما المجموعة الجنوبية، فتتألف من العربية بلهجات والحبشية. وعمّ استعمال هذا الاصطلاح بينهم وأصبح موضع "الساميات" من الدراسات الخاصة عند المستشرقين، تقوم على مقارنات وفحوص "أنتولوجية" و "بيولوجية" وفحوص علمية أخرى؛ فضلًا عن الدراسات التأريخية واللغوية والدينية6.

وهذه القرابة الواردة في التوراة، وذلك التقسيم المذكور فيها للبشر، لا يستندان إلى أسس علمية أو عنصرية صحيحة، بل بُنِيت تلك القرابة، ووضع ذلك التقسيم على اعتبارات سياسية وعاطفية وعلى الآراء التي كانت شائعة عند شعوب

1 Hommel، Grundrlss، Bd.، I، S.، 17، Ency. Brita.، Vol.، 20، PP. 314. Eichhorns، Geschlchte der Neuern Sprachenkunde، I، abt.، Gottingen، 1807.

2 التكوين، الإصحاح العاشر، الاية، 1، 21، قاموس الكتاب المقدس

3 Hommel، Grundrlss، I، S، 76، Ency. Brita.، 20، PP.، 314، The Universal Jewish Encyclopedia، Vol.، 4، P.، 473، Hastings، P.، 845، S. Moscati، The Semites in ancient History، Cardiff، 1959.

4 Elshhom، Geshichte der Neueren Sprachenkunde، I abt.، Gottingen، 1807، Sprachen، der Semiten in Westasien، S-، 403-672،

5 Hommel، Grundriss، 1، S.، 76، Eichhorn، S.، 405،

Eberhard Schrader، S.، 76.

6 SJH. Hooke، The Origins of early Semitic ritual، London، 1938، Hommel،

Grundriss، I، PP.، 84.

ص: 223

العالم في ذلك الزمان عن النسب والأنساب وتوزع البشر1. فحشرت التوراة في السامية شعوبًا لا يمكن عدّها من الشعوب السامية، مثل "العيلاميين" "elam" و "اللوديين" "ludim" "lud"، وأقصت منها جماعة من الواجب عدّها من الساميين، مثل الفينيقيين" و "الكنعانيين"2.

ويرى "بروكلمن" أن العبرانيين كانوا قد تعمدوا إقصاء الكنعانيين من جدول أنساب سام، لأسباب سياسية ودينية، مع أنهم كانوا يعلمون حق العلم ما بينهم وبين الكنعانيين من صلات عنصرية ولغوية3.

وقد رَجَع الإصحاح العاشر من التكوين نسب الفينيقيين والسبئيين إلى حام، جد الكوشيين، ذوي البشرة السوداء، مع أنهم لم يكونوا من الحاميين، وقد يكون ذلك بسبب وجود جاليات فينيقية وسبئية في إفريقية، فعدّ كتبة التوراة هؤلاء من الحاميين4.

وقد عرف المسلمون اسم "سام بن نوح"، وقد كان لا بد لهم من البحث عن أولاد "نوح" لما لذلك من علاقة بما جاء عن "نوح" وعن الطوفان في القرآن الكريم. وقد روي أن رسول الله قال:"سام أبو العرب، ويافث أبو الروم، وحام أو الحبش"5، وقد روى "الطبري" جملة أحاديث عنه في هذا المعنى. وقد لاحظت أنها كلها وردت من طريق "سعيد بن أبي عروبة" عن "قتادة" عن "الحسن" عن "سمرة بن جندب"، وهي في الواقع حديث واحد، ولايختلف إلا اختلافًا يسيرًا في ترتيب الأسماء أو في لفظ أو لفظين6.

ومن هنا يجب أن يدرس هذا الحديث وكل الأحاديث المنسوبة إلى الرسول في هذا الباب دراسة وَافِية، لنرى مدى صحة نسبتها إلى الرسول، كما يجب دراسة ما نسب إلى عبد الله بن عبّاس أو غيره في هذا الشأن، فإن مثل هذه الدراسات تحيطنا علمًا برأي المسلمين أيام الرسول وبعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى في نسبتهم إلى سام بن نوح7.

1 George Aaron Barton، Semitic، and Hamitlc Origins، London، 1934، P.، 1،

2 "التكوين، الإصحاح العاشر" الآية1، فما بعدها،

Hastings، P.، 945، Ency. of Relig.and Ethic.، Vol.، H، PP.، 37 378، Barton، P. I.

3 Brockelman، Sprachwissenschaft، S.، 15.

4 Reynold، A. Nicholson A Literary History of the As*abs، P.، XV.

5 "الطبري "1/ 209" "دار المعارف".

6 الطبري "1/ 209""دار المعارف".

7 الإكليل"1/ 64".

ص: 224

وقد قسم بعض علماء الساميّات المحدثين اللغات السامية إلى أربع مجموعات هي: المجموعة السامية الشرقية ومنها البابلية والآشورية، والمجموعة الشمالية ومنها الأمورية والأرمية، والمجموعة الغربية ومنها الكنعانية والعبرانية والموابية والفينيفية، والمجموعة الجنوبية ومنها المعينية والسبئية والأثيوبية والعربية والأمهرية1. ويلاحظ أن واضعي هذا التقسيم لم يراعوا في وضعه التطورات التأريخية التي مرت بها هذه اللغات بل وضعوا تقسيمهم هذا على أسس المواقع الجغرافية لتلك الشعوب.

والسامية بعد، ليست رسًا "race" بالمعنى المفهوم من الرس عند علماء الأحياء، أي جنس له خصائص جسميّة وملامح خاصة تميّزه عن الأجناس البشرية الأخرى. فبين الساميين تمايز وتباين في الملامح وفي العلامات الفارقة يجعل إطلاق "الرس" عليهم بالمعنى العملي الحديث المفهوم من "علم الأجناس"، أو الفروع العلمية الأخرى نوعا من الإسراف واللغو، كما أننا نرى تباينًا في داخل الشعب الواحد من هذه الشعوب السامية في الملامح والمظاهر الجسمية، وفي هذا التمايز والتباين دلالة على وجود اختلاط وامتزاج في الدماء، سأتحدث عنه في الفصل الخاص بالأنساب وبانقسام العرب إلى قحطانيين وعدنانيين.

ولقد وجد بعض علماء "الأنثروبولوجي" مثلًا أن بين اليهود تباينًا في الصفات وفي الخصائص التي وضعها هذا العلم للجنس، مع ما عرف عن اليهود من التقيد بالزواج وبالابتعاد عن الزّواج من غير اليهود2. وكذلك وجد العلماء الذين درسوا العرب دراسة "أنثروبولوجية" أن بين العرب تباينًا في الملامح الجسمية. وقد اتَّضح وجود هذا التباين عند الجاهليين أيضًا، كما دلت على ذلك الفحوص التي أجريت على بقايا العظام التي عُثر عليها في مقابر جاهلية3. كذلك وجد علماء "الأنثروبولوجي" من فحص العظام التي عُثِر عليها في الآثار الآشورية والبابلية أن أصحابها يختلفون أيضًا فيما بينهم في الملامح التي تعد أساسًا في تكوين جنس من الأجناس.

1 Ency. Brita.، 20، P.، 316، Gesenius، Geschichte، der Hebraeischen Sprache und Schrlft، Graf Arthur، Gobineau، Die Ungleichheit der Menachenrassen، Berlin، S.، 180، (German translation) ،

2 Euxton، The People of Asia، P.، 96.ff

3 Buxton، P.، 99. ff.

ص: 225

ولهذا، فإني حين أتحدث عن السامية لا أتحدث عنها على أنها جنس، أي رس صاف بالمعنى "الأنثروبولوجي"، بل أتحدث عنها على أنها مجموعة ثقافية وعلى أنها مصطلح أطلقه العلماء على هذه المجموعة لتمييزها عن بقية الأجناس البشرية؛ فأنا أجاريهم لذلك في هذه التسمية، ليس غير.

إن بحوث العلماء في موضوع السلالات البشرية وفي الأجناس البشرية وفي توزع الشعوب وخصائص ومميزات الأجناس لا تزال بحوثًا قلقة غير مستقرة. ولهذا نجد نتائج بحوثهم في تعريف الجنس وفي صفات الأجناس وفي المسائل الأخرى المتعلقة بهذا الموضوع مختلفة، ولا سيما أن هنالك عدة أمور تؤثر في حياة الإنسان وفي خصائصه الروحية والجسمية. والنواحي اللغوية وبعض الخصائص الروحية الأخرى، وإن كانت مهمة وضرورية لدراسة الناحية العقلية للإنسان؛ إلا أنها ليس الأسس الوحيدة لتكوين رأي في الأجناس البشرية1.

فالسامية إذن، بهذا المعنى هي مجرد اصطلاح، قصد به التعبير عن هذه الروابط أو الظواهر التي نراها بين الشعوب المذكورة، أما البحث على أن الساميين جنس من الأجناس بالتعبير الذي يعنيه أهل العلوم من لفظة جنس، فإن ذلك في نظري موضوع لا يسع علماء الساميّات أو علماء التاريخ أن يبتّوا فيه ويصدروا حكمًا في شأنه، لأنه بحث يجب أن يستند إلى تجارب وبحوث مختبرية، وإلى دارسات للشعوب الباقية من السامية، بأن ندرس جماجم قدماء الساميين وعظامهم في جزيرة العرب وفي المواطن الأخرى التي انتشر فيها الساميون، وعند اكتمال مثل هذه الدراسات ووصولها إلى درجات كافية ناضجة يمكن العلماء حينئذ أن يتحدثوا عن السامية من حيث أنها جنس بالمعنى العلمي، أو جنس بالمعنى الاصطلاحي.

هذا وقد عني بعض الباحثين المحدثين بدراسة ما عثر عليه في بعض القبور العادية من عظام، لتعيين أوصافها وخصائصها والجنس الذي تعود إليه، كما قام بعضهم بدراسة أجسام الأحياء وإجراء فحوص عليها وتسجيل قياسات الرءوس

1 Ralph LInton، The Study of Man، L. H. Dudley Buxton، The Peoples of Asia، London، 1925، Sonia Cole، Races of Man، British Museum، (Natural History) ، London، 1965.

ص: 226

وملامح الأجسام وما إلى ذلك مما يتعلق بموضوع "الأجناس البشرية"، وإذا ما استمر العلماء على هذه الدارسة وتوسعوا فيها، فسيكون لها شأن خطير في وضع نظريات علمية عن تأريخ أجناس الشرق الأدنى وفي جملتهم الساميين.

وممن بحث في "أنثروبولوجية" الشرق الأدنى "كبرس ariens kappers"، وقد وضع مؤلفًا قيّمًا في دراسة شعوب الشرق الأدنى1. و "الدكتور سلكمن"2 "dr. seligman"، و "شنكلن w. shanklin" الذي عني بدراسة "أنثروبولوجية" سكّان شرقي الأردن وتقسيماتهم وحالات أعصابهم3، و4 "a. mochi"، و "برترام توماس" الذي قام بدراسات علمية عديدة من هذه الناحية لنماذج من أفراد القبائل العربية الجنوبية5، والبعثة الأمريكية التي أرسلها متحف "فيلد:" بشيكاغو لدراسة "أنثروبولوجية" القبائل العراقية النازلة على مقربة من "كيش"، عدا دراسات أخرى عديدة قام بها علماء آخرون6.

وقد أجريت أكثر هذه البحوث في مناطق عرفت باتصالها منذ القديم بالعالم الخارجي، وفي أرضين استضافت الغرباء، فهي لذلك لا يمكن أن تعطينا فكرة علمية عن "أنثروبولوجية" داخل جزيرة العرب، فلا بد من القيام بدراسات دقيقة في قلب الجزيرة لتكوين رأي علمي عن عرب هذه الأماكن.

وقد لاحظ الفاحصون للعظام التي عُثِر عليها في الأقسام الجنوبية الشرقية من جزيرة العرب وجود تشابه كبير بين جماجم أهل عمان وجماجم سكان السواحل الهندية المقابلة لهذه البقاع، كما لاحظوا تشابهًا كبيرًا في الملامح الجسمية بين العرب الجنوبيين أهل عدن وبقية العربية الجنوبية الغربية وتهامة وسكان إفريقية الشرقية.

1 C.U. Ariena Kappers، An Introduction to the Anthropology of the Near East in ancient and recent Times، Amesterdam، 1934، P.، 73،

2 Dr. Seligman، The Physical Characters of the Arabs، in Journal of the Royal Anthrop. Inst، Vol.، 47، 1917، P.، 217، The Races of Africa، 1930.

3 W. Shanklln، The Anthropology of the Transjordan Arabs، Psychiatrische en Neurologische bladen، 1934، Anniversary Book for the central Institute of Brain reserch Amesterdam.

4 A. Mochl، Sulla Anthropologla Giuffrida Ruggeri، in Crani Egiziani antichi، ed.، Arabo — Egiziani، Attt della Soc. Romana d'Anthrop.، T.، 15، 1915.

راجع الفصل الذي كتبه "Dr. wilton Marion Krogman" في كتاب"Arabia Felix" صفحة 301

6 Henry Field، The Anthropology of Iraq، Field Museum of Natural History، Chicago. 1940.

ص: 227

وقد اتخذ القائلون إن أصل العرب الجنوبيين من إفريقية هذه التشابه حجة، تذرّعوا بها في إثبات نظرياتهم هذه1.

غير أن هذه الفحوص أشارت من جهة أخرى إلى حقيقة تخالف النظرية الإفريقية؛ إذ بيّنت أن أشكال جماجم العرب الجنوبيين ورءوسهم هي من النوع الذي يقال له"2 "brachycephaly". أما أشكال جماجم سكان إفريقية الشرقية ورءوسهم، فمن النوع الذي يعرف باسم "dolichocephaly" في الغالب3. وهذا التباين لا يشير إلى وحدة الأصل. وقد تبين من هذه الفحوص أن أشكال جماجم العرب الشماليين ورءوسهم، هي من نوع "dolichocephaly" كذلك، أي أنها نوع مشابه لأشكال جماجم الإفريقيين الشرقيين ورءوسهم4.

وقد حملت هذه النتائج بعض الباحثين على التفكير في أن العرب الجنوبيين كانوا في الأصل في المواطن التي تكثر فيها الرءوس المستديرة، وأن هذه المواطن هي من آسية الصغرى إلى الأفغان؛ فزعموا أنهم كانوا هناك ثم هاجروا منها إلى مواطنهم الجديدة في العربية الجنوبية5، كما زعموا أن سكان "عمان" قد تأثروا تأثرًا كبيرًا بالدماء "الدراوبدينية""dravidian" الهندية، لهذا نجد أنهم يختلفون بعض الاختلاف عن بقية العرب الجنوبيين6.

وإذا قامت بعثات علمية بالبحوث "الأنثروبولوجية" في مواضع أخرى من جزيرة العرب ولا سيما في باطن الجزيرة، وإذا ما استمر العلماء والسياح في البحث عن العظام والأحداث، وفي دراستها دراسة مختبرية، واستمروا في إجراء فحوصهم على الأحياء، وقورنت نتائج فحوصها بنتائج فحوص العلماء في بقية أنحاء الشرق الأدنى، فإن البحث في الساميات وفي علاقات الشعوب القديمة بعضها ببعض، سيتقدم كثيرًا، وسيأتي ولا شك بنتائج علمية مقبولة في موضوع السامية والجنس السامي.

1 Arabia Felix، P. 302.

2 اصطلاح يطلق في علم "النتروبولوجي" على الجماجم التي يبلغ عرضها حوالي "80%" أو أكثر من مقدار طول الجمجمة من الأمام إلى الخلف. ويقال لهذه الرءوس قصيرة. راجع: Enc. Britanica. Vol. 3، P. 1003، 18، P. 865.

3 ويعني أصحاب الرءوس الطويلة، وهي الجماجم التي تكون أبعادها من جانب إلى جانب تساوي "75%" أو أقل من طول المسافة بين جبهة الجمجمة والمؤخرة. راجع:

Enc. Britanica، Vol.، 7، P.، 506.

4 Seligman، The Races of Africa، 1930، Arabia Felix، P.، 304، P.، 308.

5 Arabia Felix، P.، 304، 322.

6 Dr. Wilton Marion Krogman، in Arabia Felix، P.316.

ص: 228