الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد ذكر الهمداني أن "ابن الكلبي" يرى أن "عبد ضخم" و "بيض"، وهما حيّان، هما اللذان وضعا الكتاب العربي، وذكر الهمداني أن الشاعر "حاجز الأزدي" ضمن هذا الرأي بقوله:
عبد بن ضخم إذا نسبتهم
…
وبيض أهل العلوّ في النسب
ابتدعوا منطقا لخطهم
…
فبين الخط لهجة العرب1
جرهم الأولى:
وجرهم هؤلاء، هم غير "جرهم" القحطانية على رأي النسّابين والأخباريين، ولذلك يقولون لجرهم هذه "جرهم الأولى"، ولجرهم القحطانية "جرهم الثانية"، ويقولون عن الأولى: إنهم من طبقة العرب البائدة، وإنهم كانوا على عهد عاد وثمود والعمالقة1. ويظهر من روايات الأخباريين أنهم كانوا يقيمون بمكة، ويرجعون أنسابهم إلى "عابر"، وأنهم أُبِيدوا: أبادهم القحطانيون2.
أما جرهم الثانية، أي جرهم القحطانيين فينسبهم بعض أهل الأخبار إلى "جرهم بن قحطان بن هود" وهم أصهار إسماعيل3.
وقد ورد اسم "جرهم" عند "إصطيفان البيزنطي" من الكتبة اليونان4.
1 الإكليل"1/ 78".
2 enc،، vol، I، p،، 1066.
3 ابن خلدون "2/ 30"، صبح الأعشى"1/ 314"، enc،، vol،I ،p، 1066.
4 شمس العلوم"ج1، ق1، ص322".
العمالقة:
وحشر الأخباريون العمالقة "العماليق" في هذه الطبقة أيضًا، فنسبوهم إلى "عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح"1، ولم تذكر التوراة أصلهم ونسبهم،
1 enc،، vol، I، p، 1066.
وهي لا تشير إلى أبناء "لود" أو "لاوذ" كما يقول له الأخباريون1.
و"عمليق" جدّ العمالقة، هو شقيق طسم. ويذكرون أنهم كانوا أُمَمًا كثيرة، تفرقت في البلاد، فكان منهم أهل عمان وأهل الحجاز وأهل الشام وأهل مصر. ويعرف أهل عمان والبحرين بـ "جاسم"، وجاسم هم من نسل عمليق على زعم أهل الأخبار. وكان من العمالقة أهل المدينة، ومنهم "بنو هف" و "سعد بن هزان" و "بنو مطر" و "بنو الأزرق". وكذلك سكان نجد، ومنهم بديل وراحل وغفار، وكذلك أهل تيماء2.
وكان ملكهم "الأرقم"، وهو من العمالقة3. وهو من معاصري "موسى" على رواية الهمداني. وقد أرسل "موسى" عليه جندًا لمقاتلته ففتك بأتباعه أهل تمياء وببقية عمالقة الحجاز4
ويذكر بعض أهل الأخبار أن "العماليق" لحقت بصنعاء قبل أن تُسمّى صنعاء، ثم انحدر بعضهم إلى يثرب، فأخرجوا منها "عبيلًا"، وسكنوا في ديارهم، وذهبت "عبيل" إلى موضع "الجُحْفَة"، فأقبل السيل فاجتحفهم، فذهب بهم، فسميت الجحفة5. وذكروا أن "موسى" أرسل جيشًا لحرب عماليق يثرب6، ولم نجد في التوراة ذكرًا لمثل هذا الجيش، أو الحرب.
والعمالقة الذين نتحدث عنهم، هم عرب صُرحاء، من أقدم العرب زمانًا، لسانهم اللسان المُضَري الذي هو لسان كل العرب البائدة على حدّ قول أهل الأخبار7. بل زعم بعضهم أن عمليقًا، وهو أبو العمالقة، أول من تكلم بالعربية حين ظعنوا من بابل، فكان يقال لهم ولجرهم "العرب العاربة"8.
ويظهر من فحص هذا المروي في كتب الأخباريين عن العمالقة ونقده أنه مأخوذ من منابع يهودية، فقد ذُكر العمالقة في التوراة، وقد كانوا أول شعب
1 قاموس الكتاب المقدس "2/ 112 فما بعدها"،
Hastings، P. 24، The Uni. Jew. Enc. Vol. I. p. 218.
2 الطبري "1/ 203""دار المعارف".
3 الطبري "1/ 203".
4 الإكليل"1/ 74 وما بعدها".
5 الطبري "1/ 20".
6 Enc. Vol. I، P. 325.
7 الطبري "1/ 203 فما بعدها".
8 الطبري "1/ 207 فما بعدها".