الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولم يذهب اسم "وبار" من ذاكرة سكان العرب حتى هذا اليوم. فهم يَرَوْن أن في الربع الخالي موضعًا منكوبًا هو الآن خراب، هو مكان "وبار". وقد قاد بعض الأعراب "فلبي" إلى موضع في الربع الخالي، قال له عنه إنه مكان "وبار" المدينة التي غضب الله عليها، فأنزل بها العقاب، وصارت خرابًا. وقد تبين ل "فلبي" أن ذلك الوضع هو فوهة بركان، قذف حميمًا، فبانت الأرض المحيطة به وكأنها خرائب تولدت من حريق1. وتحدث أعراب آخرون للسائح "برترام توماس" عن مكان آخر يقع في جنوب شرقي هذا الموضع بمسافة "200" ميل، قالوا له إنه مكان "وبار" المدينة المفقودة المنكوبة كما عثر رجال شركة "أرامكو" على موضع في البادية وذلك في سنة 1944، زعم لهم الأعراب أنه مكان وبار مما يدل على أن الأعراب يطلقون اسم وبار على مواضع عديدة تقع في البوادي. والبوادي أنسب مكان يليق في نظرهم بأن يكون موطن وبار2.
1 Philby، The Empty Quarter، P. 165، R. H. Sanger، The Arabian Peninsula، P. 126، 132.
2 Sanger، The Arabian Peninsula، P.، 132.
عبيل:
و"عبيل" مثل أميم لا نعرف من أمرهم غير نتف ذكرها الأخباريون الذين زعموا أنهم إخوان عاد بن عوص، أو إخوان عوص بن إرم، وأنهم لحقوا بموضع "يثرب" حيث اختطوا يثرب. وكان الذي اختطها منهم رجل يقال له "يثرب بن باثلة بن مهلهل بن عبيل"1. ثم إن قسمًا من العماليق انحدروا إلى يثرب، فأخرجوا منها عبيلًا، فنزلوا موضع "الجحفة"، فأقبل سيل فاجتحفهم فذهب بهم فسميت "الجحفة"2.
وقد ورد في التوراة اسم ولد من أولاد "يقطان"، هو "obal""عوبال"
1 ابن خلدون "2/ 21"، "وعاد وعبيل أبناء عوص بن إرم بن سام بن نوح"، طبقات ابن سعد "ج1، قسم1 ص19".
2 ابن سعد، طبقات "ج1 قسم1 ص20"، البلدان "3/ 62".
أو "ebal"1. وهذا الاسم قريب من "عبيل"، لذلك رأى بعض علماء التوراة أن من الممكن أن يكون "عبيل" هو "عوبال"2. ونجد في جغرافيا بطلميوس اسم موضع يقال له avalitae على خليج يُدعى بهذا الاسم "avalites sinus" وعليه مدينة تسمى "avalites emporium"، وسكانها يُعرفون باسم "avalites". وقد ورد هذا الاسم عند "بلينيوس" على صورة "abalitae" و "abalites"، ويرى "فورستر" أن من المحتمل أن يكون هؤلاء هم "عوبال"3 وقد يكون أبناء عوبال هم عبيل.
وذكر أن في اليمن مكانًا يقال له عبيل4، وقرية تقع على طريق صنعاء تعرف بـ "عبال"5. وهذان الاسمان قريبان من سام عبيل. غير أني لا أريد أن أقول الآن شيئًا فيما يخص "عبيلا"، فلا يجوز الحكم في مثل هذه الأمور لمجرد تشابه الأسماء، وإنما ذكرت ذلك للمناسبة العارضة وللتنبيه.
وأما عبد ضخم، فكانت تسكن على قول الأخباريين الطائف، وهلكوا فيمن هلك من الشعوب البائدة، وكانوا أول من كتب بالخط العربي6. وذكر الطبري أنهم حيّ من عبس الأول7.
ويذكر أهل الأخبار أن "أمية بن أبي الصلت" ذكر "بني عبد ضخم" في شعره، إذ قال فيهم:
كما أُفنى بني عبد بن ضخم
…
فما يذكو لصاليها شهاب
بني بيض ورهط بني معاذ
…
وفيهم عزة وهم غلاب8
1 أخبار الأيام الأول، الإصحاح الأول، آية 22، التكوين، الإصحاح العاشر، آية 28.
2 Hastings، P.، 201، Ency.، Bibli.، P.، 3462، M. Gottfried Buchner's Biblische Real und Verbal Hand.، S.، 276
3 Forster، Vol.، I، P.، 148، 149.
4 Glaser، Sklzze، 2، S.، 426.
5 Scott The High Yemen، P.، 185.
6 ابن خلدون "2/ 21"، "عبد ضخم بن إرم".
7 "وكان ساكني الطائف بنو عبد ضخم، حي من عبس الأول"، الطبري "1/ 203 "دار المعارف".
8 الإكليل"1/ 75".