الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والقرية المذكورة هي "الحجر"، وهي "قرية ثمود"1.
وقد ورد في شعر "حسّان بن ثابت": "أشقى ثمود"، وقد ذكر الشُّرّاح أنه "قدار بن سالف أحيمر ثمود"، وهي عاقر ناقة صالح2. وهكذا نجد لثمود "أحيمرًا" على نحو ما وجدنا عند عاد.
ويرجع سند روايات "الطبري" عن ثمود إلى "الحسن بن يحيى"، ويتصل سنده بـ "أبي الطفيل"، وإلى "القاسم"، وينهي سنده إلى "عمرو بن خارجة"، و"ابن جريج" عن جابر بن عبد الله و "إسماعيل بن المتوكل الأشجعي" وينتهي سنده ب"عبد الله بن عثمان بن خثتم" عن "أبي الطفيل"3.
وتفيدنا دراسة هذه الأسانيد وأمثالها فائدة كبيرة في الوصول إلى معرفة الموارد التي أمَدَّتْ الأخباريين بأمثال هذه الأخبار.
1 الطبري "1/ 231 فما بعدها".
2
كأشقى ثمود، إذ تعاطي لحينه
…
عضيلة أم السقب والسقب وارد
ديوان حسنان "ص120""للبرقوقي".
3 الطبري "1/ 231".
طسم وجديس:
وساق الأخباريون نسب "طَسْم" على هذه الصورة: "طسم بن لاوذ بن إرم" أو "طسم بن لاوذ بن سام"، أو "طسم بن كاثر"، أو ما شابه ذلك من نسب1. ونحن لا نعرف الآن من أمرهم غير ما ورد من القصص المدوّن في الكتب، ولم يردْ لهم ذكر في القرآن الكريم. وقد جعلهم بعض أهل الأخبار من أهل الزمان الأول، أو من عاد2.
وقد شكّ حتى الأخباريون في الأخبار المنسوبة إلى "طسم"، إذ اعتبروها أخبارًا موضوعة، فقال بعضهم: "وأحاديث طسم: يقال لما لا أصل له. تقول لمن يخبرك بما لا أصل له: أحاديث طسم وأحلامها، وطسم إحدى قبائل
1 الطبري "1/ 771""طبعة أوروبة"، ابن خلدون "2/ 24"، الأغاني "10/ 48"، ابن الأثير "1/ 139"، الطبري "1/ 203 وما بعدها""دار المعارف"
2 اللسان "12/ 363".
العرب البائدة"1.
أما مواطن طسم، فكانت اليمامة، وعند بعضهم الأحقاف والبحرين2. وقد زعم الأخباريون أن طسمًا وجديسًا سكنتا اليمامة معًا، وهي إذ ذاك من أخصب البلاد وأعمرها، ثم انتهى الملك إلى رجل ظالم غشوم من "طسم" يقال له "عمليق" أو "عملوق" استذلّ جديسًا، وأهانها، فثارت جديس وقتلت عمليقًا ومن كان معه من حاشيته، واستعانت طسم بـ "حسّان بن تبع" من تبابعة اليمن، فوقعت حرب أهلكت طسمًا وجديسًا، وبقيت اليمامة خالية، فحلّ بها "بنو حنيفة" الذين كانوا بها عند ظهور الإسلام3.
وذهب نفر من المستشرقين إلى أن طسمًا من الشعوب الخرافية التي ابتدعها الأخباريون، غير أنه لا يستبعد أن يأتي يوم قد يعثر فيه على أخبار هؤلاء القوم وعلى اسمهم في الكتابات. وقد وردت في نصّ يوناني عثر عليه في "صلخد"، ويعود تأريخه إلى سنة "322م" جملة "أنعم طسم"، فلا يستبعد أن يأتي اليوم الذي نقرأ فيه نصوصًا تعود إلى طسم4.
ويروي أهل الأخبار أن "الأسود بن رباح"، وهو قاتل عمليق، هرب بعد ذلك من اليمامة إلى جلبي طيء، فأقام بهما إلى أن جاءت طيء، وأمر سيدهم "سامة بن لؤي" ابنه الغوث أن يقتل الأسود، بعد أن رأوا ضخامة جسمه بالنسبة إلى أجسامهم، وخافوا منه، فجاء إليه الغوث، ثم أخذ يكلمه، ثم باغته بأن رماه بسهم قتله، واستقرت طيء بالجبلين5.
وذهب "جرجي زيدان" إلى أن "طسمًا" هي لطوشيم"6، وهي قبيلة من العرب ورد اسمها في التوراة على أنها من نسل "ددان بن يقشان" وورد
1 الأغاني "11/ 103"، اللسان "15/ 256"، الأغاني "10/ 45"، الطبري "1/ 206"، دار المعارف.
2 ابن خلدون "2/ 24"، الطبري "1/ 206"، المعارف لابن قتيبة "13" enc،،vol،I، p،، 992.
3 وعند الطبري أنه "تبان أسعد كرب ملكي كرب" ابن خلدون "2/ 25" المعارف "308"، الأمثال للميداني "1/ 192"، "2/ 690" الأغاني "10/ 45""10/ 89""بيروت"
D. H. Mueller، Suedarabische Studien، S. 67.
5 ابن خلدون "2/ 25"، الأغاني "10/ 47"، "10/ 92""طبعة بيروت".
6 الهلال، الجزء العشرون، السنة الخامسة، حزيران "1897م"، "ص776"