المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌باب الوتر 4 - عن عائشة رضي الله عنها "أن رسول - المنهل الحديث في شرح الحديث - جـ ٢

[موسى شاهين لاشين]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب الصلاة

- ‌باب العيدينأي صلاتهما وما يشرع فيهما

- ‌باب الوتر

- ‌باب الاستسقاء

- ‌باب الكسوف

- ‌باب التهجد

- ‌باب الاستخارة

- ‌باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة

- ‌كتاب الجنائز

- ‌باب الأمر باتباع الجنائز

- ‌باب الكفن في ثوبين وغسل الميت المحرم

- ‌باب إحداد المرأة

- ‌باب زيارة القبور

- ‌باب البكاء عن الميت وإظهار الحزن عليه

- ‌باب حمل الرجل الجنازة دون النساء

- ‌باب فضل اتباع الجنائز

- ‌باب الصلاة على الشهيد

- ‌باب موت الطفل من أبوين غير مسلمين

- ‌باب ثناء الناس على الميت

- ‌كتاب الزكاة

- ‌باب وجوب الزكاة

- ‌باب إثم مانع الزكاة

- ‌باب الصدقة من كسب طيب

- ‌باب أجر المرأة إذا تصدقت من بيت زوجها وكذلك الخادم

- ‌باب الاستعفاف عن المسألة

- ‌باب من تصدق في الشرك ثم أسلم

- ‌باب مثل المتصدق والبخيل

- ‌باب زكاة الإبل

- ‌باب لا يسألون الناس إلحافا

- ‌باب أخذ الصدقة عند صرام النخل والصدقة على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب صدقة الفطر

- ‌كتاب الحج

- ‌باب فضل الحج المبرور

- ‌باب التمتع والقران والإفراد

- ‌باب ما ذكر في الحجر الأسود

- ‌باب سقاية الحاج

- ‌كتاب العمرة وفضلها

- ‌باب جزاء الصيد

- ‌باب الحج عن الميت

- ‌فضائل المدينة

- ‌كتاب الصوم

- ‌باب فضل ليلة القدر

- ‌كتاب البيوع

- ‌كتاب الوكالة

- ‌باب ما جاء في الحرث والمزارعة

- ‌باب الشرب

- ‌باب إثم من منع ابن السبيل الماء

- ‌باب فضل سقي الماء

- ‌باب شرب الناس وسقي الدواب من الأنهار

- ‌كتاب الاستقراض والحجر والتفليس

- ‌كتاب الخصومات

- ‌كتاب اللقطة

- ‌كتاب المظالم

الفصل: ‌ ‌باب الوتر 4 - عن عائشة رضي الله عنها "أن رسول

‌باب الوتر

4 -

عن عائشة رضي الله عنها "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي إحدى عشرة ركعة كانت تلك صلاته -تعني بالليل -فيسجد السجدة من ذلك قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه ويركع ركعتين قبل صلاة الفجر ثم يضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن للصلاة"

-[المعنى العام]-

خاطب الله رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله (يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا) كان ذلك في أوائل البعثة، فصدع صلى الله عليه وسلم بأمر ربه فكان يقوم نصف الليل أو يزيد وصلى أصحابه قيام الليل سنة ثم أنزل الله التخفيف في آخر سورة المزمل ولما فرضت الصلوات الخمس حافظ رسول الله صلى الله عليه وسلم على صلاة الليل بقدر أخف مما قبل فكان يصلي في كل ليلة عددا تراوح بالاستقراء -بين سبع ركعات منها ركعة الوتر وبين ثلاث عشرة ركعة منها ركعة الوتر واقتدى الصحابة به لكن بعضهم كان يزيد وبعضهم كان ينقص لما علموا أن صلاة الليل سنة وتطوع لكن أغلب ما كان عليه صلى الله عليه وسلم صلاة إحدى عشرة ركعة يصليها مثنى مثنى ويختم بواحدة وكان أحيانا يختم بثلاث بتسليمة واحدة وأحيانا يصلي أربعا أربعا ثم ثلاثا وأحيانا صلى ثمانيا بجلسة واحدة لا يسلم ثم يقوم التاسعة ويسلم وكل هذه الأحوال لبيان الجواز وكان أكثر أحواله صلى الله عليه وسلم أن ينام أول الليل ويحيي آخره، لما في ذلك من فضل الثلث الأخير من الليل إذ تنزل فيه الرحمات ولبيان الجواز صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الليل في أوقات

ص: 21

مختلفة من الليل في أوله تارة وفي وسطه تارة وفي آخره تارات فأوتر في كل ساعة من ساعات الليل

وقد اضطجع صلى الله عليه وسلم -أحيانا -بعد صلاة الوتر على شقه الأيمن ليفصل بين صلاة الليل وصلاة الصبح واضطجع أحيانا بين سنة الفجر وصلاة فرضه وكان يصليها في بيته ويضطجع حتى يأتيه المؤذن فيؤذنه بالصلاة فيخرج للجماعة وكان من عادته صلى الله عليه وسلم أن يطيل صلاة الليل قراءة وركوعا وسجودا فهي أفضل القربات لخلوها عن الرياء والسمعة وخلوص القلب في الليل من مشاغل الحياة

-[المباحث العربية]-

(كان يصلي إحدى عشرة ركعة) هذا جوابها حين سئلت عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل وفي بعض روايات مسلم "كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل عشر ركعات ويوتر بسجدة" والسائل في بعض الروايات أبو سلمة

(كانت تلك صلاته) الإشارة إلى الإحدى عشرة ركعة و"صلاته" بالنصب خبر كان

(تعني بالليل) مدرج من الراوي عن عائشة

(فيسجد السجدة من ذلك) المذكور من صلاته

(ويركع ركعتين قبل صلاة الفجر) هما سنة الصبح وهذه الجملة معطوفة على جملة "كان يصلي

" في أول الحديث أي كان يصلي إحدى عشرة ركعة و"يركع ركعتين

"

(حتى يأتيه المؤذن للصلاة)"أل" في "الصلاة" للعهد والمراد فريضة الفجر

-[فقه الحديث]-

اختلفت الروايات في عدد ركعات صلاته صلى الله عليه وسلم صلاة الليل من سبع

ص: 22

إلى تسع إلى إحدى عشرة إلى ثلاث عشرة بل إلى سبع عشرة ركعة وقد وجه هذا الاختلاف بأن سببه أن كل راو من الرواة أخبر بما شاهد وأما الاختلاف عن عائشة فقيل هو من الرواة عنها وقيل هو منها على احتمال أنها أخبرت عن حالات منها ما هو الأغلب ومنها ما هو نادر ومنها ما اتفق له من اتساع الوقت وضيقه صلى الله عليه وسلم

ويؤخذ من الحديث

1 -

ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من صلاة الليل لكن هل كانت تلك الصلاة واجبة عليه أو تطوعا؟ يقول النووي: ظاهره أنه صار تطوعا في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمة فأما الأمة فهو تطوع في حقهم بالإجماع وأما النبي صلى الله عليه وسلم فاختلفوا في نسخ وجوبه في حقه صلى الله عليه وسلم والأصح عندنا نسخه أهـ. وقال الحافظ ابن حجر: لم أر القول بإيجاب قيام الليل على الأمة إلا عن بعض التابعين وقال ابن عبد البر شذ بعض التابعين فأوجب قيام الليل ولو قدر حلب شاة والذي عليه جماعة العلماء أنه مندوب إليه

2 -

إن غالب ما كان عليه صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم من الليل إحدى عشرة ركعة منها الوتر واحدة وفي بعض الروايات "ثلاث عشرة ركعة" وحملت على أنه عد منها ركعتا الفجر وفي بعض الروايات "خمس عشرة ركعة" وحملت على أنه عد منها ركعتا الفجر والركعتان الخفيفتان في أول قيام الليل كراتبة العشاء وفي بعض الروايات "تسع ركعات" وحملت على أن ذلك كان بعد أن ثقل جسمه صلى الله عليه وسلم وبدن وفي بعض الروايات "سبع ركعات" وحملت على حالة كبر السن وضعف القدرة قال القاضي عياض ولا خلاف أنه ليس في ذلك حد لا يزاد عليه ولا ينقص منه وأن صلاة الليل من الطاعات التي كلما زاد فيها زاد الأجر

ولم يتعرض هذا الحديث لكيفية صلاة الليل لكن الروايات على أنه صلى الله عليه وسلم كان في أغلب الأحوال يصليها مثنى مثنى ثم يختم بواحدة فهذه أفضل الحالات وجوز أن تصلى أربعا ثم أربعا ثم ثنتين ثم واحدة أو بعد

ص: 23

الثمان تصلى ثلاثا بتسليمة وأجيز جمع كل الركعات بتسليمة واحدة

ولم يتعرض هذا الحديث لوقتها وقد ذهب الفقهاء إلى أن وقت الجواز من بعد صلاة العشاء حتى الفجر لحديث مسلم "من كل الليل قد أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أول الليل ووسطه وآخره فانتهى وتره إلى السحر"

أما أفضل أوقاتها فالثلث الأخير من الليل لحديث مسلم "كان ينام أول الليل ويحيي آخره" وله أيضا "من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل" وله أيضا "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ ومن يسألني فأعطيه؟ ومن يستغفرني فأغفر له"؟

3 -

وفي الحديث صلاة الوتر وقد ذهب أبو حنيفة إلى وجوبه والجمهور ومعهم صاحباه أبو يوسف ومحمد على أن الوتر سنة وليس بواجب قال الحافظ ابن حجر صلاة الليل ليست بواجبة فكذا آخرها وإن الأصل عدم الوجوب حتى يقوم دليله

4 -

يؤخذ من الحديث الاضطجاع بين ركعتي الفجر وبين فريضته وجاء في عدد من روايات مسلم أن الاضطجاع بعد الوتر وقبل راتبتي الفجر ومذهب الشافعية استحباب الاضطجاع بعد ركعتي الفجر وأنكر مالك وأصحابه الاضطجاع وشذ ابن حزم فقال إنه فرض لا بد من الإتيان به وإلا لم يجزه صلاة الصبح

والذي تستريح إليه النفس أن اضطجاع الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن سنة تعبدية وإنما كان للراحة والنشاط لصلاة الصبح فقد أخرج عبد الرزاق عن عائشة قالت: "إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يضطجع لسنة ولكنه كان يدأب ليلته فيستريح"

5 -

وفي الحديث استحباب الاضطجاع على الشق الأيمن "عند من يقول باستحباب الاضطجاع" وقد قيل في حكمة ذلك إن القلب في جهة

ص: 24

اليسار؟ فالنوم على اليمين أخف وأصح يضاف إلى ذلك حب التيامن واستحبابه بصفة عامة

6 -

وفيه استحباب اتخاذ مؤذن راتب للمسجد

7 -

وجواز إعلام المؤذن الإمام بحضور الصلاة وإقامتها واستدعاؤه لها

8 -

واستحباب طول السجود في صلاة الليل وهل الأفضل طول القراءة أو طول السجود؟ خلاف سبق بيانه

9 -

وأن سنة الصبح قبلية وهي ركعتان. والله أعلم

ص: 25