المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌باب الاستسقاء 5 - عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه - المنهل الحديث في شرح الحديث - جـ ٢

[موسى شاهين لاشين]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب الصلاة

- ‌باب العيدينأي صلاتهما وما يشرع فيهما

- ‌باب الوتر

- ‌باب الاستسقاء

- ‌باب الكسوف

- ‌باب التهجد

- ‌باب الاستخارة

- ‌باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة

- ‌كتاب الجنائز

- ‌باب الأمر باتباع الجنائز

- ‌باب الكفن في ثوبين وغسل الميت المحرم

- ‌باب إحداد المرأة

- ‌باب زيارة القبور

- ‌باب البكاء عن الميت وإظهار الحزن عليه

- ‌باب حمل الرجل الجنازة دون النساء

- ‌باب فضل اتباع الجنائز

- ‌باب الصلاة على الشهيد

- ‌باب موت الطفل من أبوين غير مسلمين

- ‌باب ثناء الناس على الميت

- ‌كتاب الزكاة

- ‌باب وجوب الزكاة

- ‌باب إثم مانع الزكاة

- ‌باب الصدقة من كسب طيب

- ‌باب أجر المرأة إذا تصدقت من بيت زوجها وكذلك الخادم

- ‌باب الاستعفاف عن المسألة

- ‌باب من تصدق في الشرك ثم أسلم

- ‌باب مثل المتصدق والبخيل

- ‌باب زكاة الإبل

- ‌باب لا يسألون الناس إلحافا

- ‌باب أخذ الصدقة عند صرام النخل والصدقة على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌باب صدقة الفطر

- ‌كتاب الحج

- ‌باب فضل الحج المبرور

- ‌باب التمتع والقران والإفراد

- ‌باب ما ذكر في الحجر الأسود

- ‌باب سقاية الحاج

- ‌كتاب العمرة وفضلها

- ‌باب جزاء الصيد

- ‌باب الحج عن الميت

- ‌فضائل المدينة

- ‌كتاب الصوم

- ‌باب فضل ليلة القدر

- ‌كتاب البيوع

- ‌كتاب الوكالة

- ‌باب ما جاء في الحرث والمزارعة

- ‌باب الشرب

- ‌باب إثم من منع ابن السبيل الماء

- ‌باب فضل سقي الماء

- ‌باب شرب الناس وسقي الدواب من الأنهار

- ‌كتاب الاستقراض والحجر والتفليس

- ‌كتاب الخصومات

- ‌كتاب اللقطة

- ‌كتاب المظالم

الفصل: ‌ ‌باب الاستسقاء 5 - عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه

‌باب الاستسقاء

5 -

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه فقال: "اللهم إن كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا قال: فيسقون"

-[المعنى العام]-

في سنة ثمان عشرة من الهجرة قحط الناس واشتد الجدب وأغبرت الأرض من عدم المطر حتى سمي ذاك العام بعام الرمادة وبعد تسعة أشهر من انقطاع المطر خرج عمر بالناس إلى المصلى للاستسقاء وطلب السقيا والمطر من الله ولقد شهد عمر استسقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلب الناس من رسول الله أن يطلب لهم السقيا من ربه لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مجاب الدعاء وما كان ينتهي من الدعاء حتى تمطر السماء فمن من الأمة بعد رسولها يقوم بهذا الدعاء إن عمر معروف بالتواضع وهضم النفس ولن يتقدم ليقوم مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدعاء والاستسقاء وهو يعرف فضيلة العباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم فخطب الناس فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرى للعباس ما يرى الولد للوالد فاقتدوا أيها الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم في عمه العباس واتخذوه وسيلة إلى الله يدعو وتؤمنون ثم قال للعباس قم فاستسق لنا ورفع عمر يديه إلى السماء يقول: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك اليوم بعم نبينا يدعوك ونؤمن فاسقنا يا أكرم الأكرمين وتقدم العباس يرفع يديه إلى السماء يدعو ربه ويقول: اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة وقد توجه القوم بي إليك لمكاني من نبيك وهذه أيدينا إليك بالذنوب ونواصينا إليك بالتوبة فاسقنا الغيث فأرخت السماء مثل الجبال وفتحت السماء بالمطر كأفواه القرب وأخصبت الأرض وعاش الناس في رخاء

ص: 26

-[المباحث العربية]-

(عن عمر بن الخطاب أنه كان إذا قحطوا) بضم القاف وكسر الحاء أي أصابهم القحط والحاجة الشديدة إلى الماء وضمير "قحطوا" للمسلمين

(استسقى بالعباس) السين والتاء للطلب، أي طلب السقيا من ربه بواسطة دعاء العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم أي قدمه ليدعو ويؤمن المسلمون

(فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا) أي كنا نتقرب إليك وندعوك بدعاء نبينا في حياته

(فتسقينا) أي فتجيب دعاءه وضراعتنا فتسقينا

(وإنا) أي بعد وفاة نبينا

(نتوسل إليك بعم نبينا) أي نقدمه ليدعوك

(فاسقنا) دعا عمر ربه واعتذر بذلك للناس عن تقديمه العباس ولم يتقدم هو

(قال: فيسقون) القائل أنس راوي الحديث

-[فقه الحديث]-

الاستسقاء وطلب المطر عند انحباسه والحاجة إليه يكون بطرق ثلاث

1 -

بالدعاء في جميع الأوقات وعلى جميع الحالات فرادى وجماعات خلف الصلاة وبين الصلوات.

2 -

وبالدعاء خلف الصلوات فريضة أو نافلة والأكثر في صلاة الجمعة وخطبتها.

3 -

وبالصلاة المشهورة به وخروج الناس إلى المصلى والصحراء.

وقد حكى ابن عبد البر الإجماع على استحباب الخروج للاستسقاء والبروز إلى ظاهر البلاد لكن حكى القرطبي عن أبي حنيفة أنه لا يستحب

ص: 27

الخروج ورجح الحافظ قول ابن عبد البر

وقد روى البخاري عن عبد الله بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج بالناس إلى المصلى فاستسقى فاستقبل القبلة وقلب رداءه فجعل اليمين شمالا والشمال يمينا فصلى ركعتين

وكأنه صلى الله عليه وسلم بهذا التحويل يتفاءل بتحول الحال من القحط إلى المطر

وفي بعض الروايات أنه خرج صلى الله عليه وسلم متبذلا متواضعا متضرعا حتى أتى المصلى فرقى المنبر وخطب ودعا

وقد اختلف الفقهاء في تقديم خطبتها على الصلاة والجمهور على تقديم الصلاة كما اختلفوا في كيفية صلاة الركعتين هل هما كركعتي الصبح أو كركعتي العيد يكبر فيهما؟ واختلفوا في استحباب الخروج أو صلاتها في المسجد الجامع وفي وقتها والراجح أنه ليس لها وقت معين، وكذا في الاجتزاء بصلاة الجمعة عن صلاة الاستسقاء لكن الأفضل الخروج وبخاصة إذا لم يتسع مسجد واحد للراغبين في الاستسقاء

والأصل أن يؤم الإمام المسلمين في الاستسقاء كغيرها من الصلوات لكن عمر تواضع -كما هو شأنه -والتواضع في مثل هذا الوقت ألزم واختار العباس لقرابته للنبي صلى الله عليه وسلم وتقدير رسول الله صلى الله عليه وسلم له وكان من دعاء العباس في ذلك اليوم اللهم لم ينزل البلاء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة وهذه أيدينا إليك بالذنوب ونواصينا إليك بالتوبة فاسقنا الغيث فأرسلت السماء ماءها مثل أفواه القرب حتى أخصبت الأرض

ويؤخذ من الحديث

1 -

استحباب الاستشفاع بأهل الخير وأهل الصلاح وأهل بيت النبوة

2 -

أن الاستشفاع يكون بالأحياء يقدمون فيدعون ويدعو الناس بدعائهم دون الأموات إذ لو صح لاستشفع عمر واستسقى برسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سمع المسلمون عمر يقدم العباس وأقروه ولم يعترض عليه أحد.

ص: 28