المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ باب أشراط الساعة - الميسر في شرح مصابيح السنة للتوربشتي - جـ ٤

[التوربشتي]

فهرس الكتاب

- ‌ كتاب الفتن

- ‌ باب الملاحم

- ‌ باب أشراط الساعة

- ‌ باب العلامات بين يدي الساعة

- ‌ باب نزول عيسى ابن مريم عليه السلام

- ‌ باب قرب الساعة وأن من مات فقد قامت قيامته

- ‌ باب لا تقوم الساعة إلى على الشرار

- ‌ باب النفخ في الصور

- ‌ باب الحشر

- ‌ باب الحساب

- ‌ باب الحوض

- ‌ باب صفة الجنة

- ‌ باب رؤية الله سبحانه

- ‌ باب صفة النار وأهلها

- ‌ باب خلق الجنة والنار

- ‌ باب بدء الخلق

- ‌ باب: فضائل سيد المرسلين

- ‌ باب أسماء النبي صلى الله عليه وسلم وصفاته

- ‌ باب: ما ذكر من أخلاقه وشمائله

- ‌ باب: المبعث وبدء الوحي

- ‌ باب علامات النبوة

- ‌ الفصل الذي في المعراج

- ‌ الفصل الذي في المعجزات

- ‌ باب الكرامات

- ‌ مناقب قريش وذكر القبائل

- ‌ باب مناقب الصحابة

- ‌ باب مناقب أبي بكر- رضي الله عنه

- ‌ مناقب عمر- رضي الله عنه

- ‌ باب مناقب الشيخين- رضي الله عنهما

- ‌ باب مناقب عثمان- رضي الله عنه

- ‌ باب مناقب علي- رضي الله عنه

- ‌ باب مناقب العشرة

- ‌ باب مناقب أهل البيت

- ‌ باب مناقب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته

- ‌ باب جامع المناقب

- ‌ باب ذكر اليمن والشام

- ‌ باب ثواب هذه الأمة

الفصل: ‌ باب أشراط الساعة

ومن‌

‌ باب أشراط الساعة

(من الصحاح)

] 4070 [قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (إذا وسد الأمر الى غير أهله).

معناه أن يلي الأمر من ليس له بأهل، فتلقى له وسادة الملك. وأراد بالأمر الخلافة وما ينضم اليها من قضاء وإمارة ونحوهما. والوسد أخذ من الوساد، يقال وسدته الشيء بالتخفيف، وتوسده إذا جعله تحت رأسه، ولفظة (إلى) فيها إشكال إذ كان من حقه أن يقال: وسد الأمر لغير أهله، فلعله أتى به ليدل على إسناد الأمر إليه. وأكثر ظني أني وجدت في بعض الروايات:(إذا أسند الأمر الى غير أهله).

] 4072 [ومنه حديثه الآخر عن النبي صلى الله عليه وسلم: (حتى يبلغ المساكن إهاب أو نهاب) يريد أن المدينة يكثر سوادها حتى تتصل مساكن أهلها بإهاب أو نهاب شك الراوي في اسم الموضع، فلم يدري أسمع إهاب أو نهاب بالنون بدل الهمزة. أو كان يدعى بكلا الاسمين فذكر (أو) للتخيير بينهما، وهو من المدينة على أميال. وفي كتاب مسلم في حديث سهيل ابن أبي صالح وهو الراوي ن أبيه عن أبي هريرة أن زهيرا قال: قلت لسهيل: وكم ذلك من المدينة قال: كذا وكذا ميلا.

قلت: والذي يعتمد عليه في نهاب أنه بالنون المكسورة، ومن رواة كتاب مسلم من يرويه بالياء، ولا أحققه.

ص: 1156

[4076]

ومنه حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (تقئ الأرض أفلاذ كبدها)

قيل: معناه أنها تخرج الكنوز المدفونة فيها.

قلت: ويحتمل أنه أراد به أيضا ما رسخ فيها من العروق المعدنية، ويدل عليه] 177/ب [قوله:(أمثال الأسطوانة من الذهب والفضة) وسمي ما في الأرض كبدا تشبيها بالكبد التي في بطن البعير، وإنما قلنا في بطن البعير؛ لأن ابن الإعرابي قال الفلذ لا يكون إلا للبعير، وخص الكبد؛ لأنه عند العرب من أطايب الجزور، فإنها تقول أطايب الجزور: السنام والملحاء والكبد.

والأفلاذ: جمع فلذة، وهي القطعة المقطوعة طولا.

] 4078 [ومنه حديثه الآخر: (لا تقوم الساعة حتى تخرج نار م أرض الحجاز ..) الحديث.

يريد أنها تعلو وتستطع حتى تتضح لها أعناق الإبل في سواد الليل ببصرى. وبصرى مدينة حوران وقيل: هي مدينة قيسارية.

فإن قيل: كيف التوفيق بين هذا الحديث وبين الحديث الذي يتلوه، وهو أيضا من حديث أبي هريرة، وهو مشكل جدا لأنه قال:(أول أشراط الساعة نار) فيلزم أن لا تتقدمها التي تخرج من أرض الحجاز، وقد سبقتها ورآها أهل المدينة ومن حولهم رؤية لا مرية فيها ولا خفاء، فإنها لبثت نحوا من خمسين يوما تتقد وترمي بالأحجار المحمرة بالنار من بطن الأرض إلى ما حولها مشاكلة للوصف الذي ذكره الله في كتابه عن نار جهنم:{ترمى بشرر كالقصر (32) كأنه جمالت صفر} ، وقد سال من ينبوع النار في تلك الصحاري مد عظيم شبيه بالصفر المذاب فيجمد الشيء بعد الشيء فيوجد شبيها بخبث الحديد؟

فالجواب -وبالله التوفيق ومنه المعونة- أن نقول: أن في أشراط الساعة كثرة، وأولها بعثة نبينا صلى الله عليه وسلم -

ص: 1157

-فعلمنا بذلك أن قوله: أول أشراط الساعة لم يصدر مصدر الإطلاق، بل في أشراط مخصوصة تقرب من زمان الوقوع.

ويحتمل أنه أراد بالنار التي تحشر الناس من المشرق الى المغرب فتنة الترك، فإن الفتنة إذا عظمت وعمت وأسرعت في الناس، كانت أشبه شيء بالحريق، لا سيما وقد كان التحريق معظم ما استعانوا به على التخريب، ولا اختلاف بين الحديثين على هذا التأويل.

فإن قيل: أنى يستقيم لك هذا التأويل وفي حديث أبي سريحة حذيفة بن أسيد في ذكر الآيات العشر، (وآخر ذلك نار تخرج من اليمن) وفي رواية:(من قعر عدن تسوق الناس إلى المحشر؟).

قلنا لم يذكر في حديث أبي هريرة أن تلك النار تخرج من اليمن أو من قعر عدن، حتى يلزم من الأول] 178/أ [والآخر تضاد، فنذهب في حديث أبي هريرة إذا إلى ما ذهبنا ونذهب في حديث أبي سريحة إلى ما يقتضيه ظاهر اللفظ حتى لا يختلف الحديثان اختلاف تباين وتناقض، والأحاديث إذا صحت ووجد في ظواهرها اختلاف فلابد أن يؤول كل منها على وجه لا يلزم منه تباين وتناقض، فقد قدس كلام النبوة عن مقاربة أو وهم ومقاربة شك، اللهم إما أن يكون في حديث أخطأ فيه سمع يعض الرواة، فنقل فيه أول مكان آخر.

(ومن الحسان)

] 4080 [حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان ..) الحديث.

يحمل ذلك على قلة بركة الزمان وذهاب فائدته، أو على أن الناس لكثرة اهتمامهم بما دهمهم من النوازل والمشيبات شغل قلبهم بالفتن العظام، لا يدرون كيف تنقضي أيامهم ولياليهم فإن قيل: العرب تستعمل قصر الأيام والليالي في المسرات وطولها في المكاره.

قلنا: المعنى الذي يذهبون اليه في القصر والطول مفارق للمعنى الذي نذهب اليه، فإن ذلك يرجع الى تمني الإطالة للرخاء وإلى تمني القصر للشدة.

والذي نذهب إليه راجع الى زوال الإحساس بما يمر عليهم من الزمان؛ لشدة ما هم فيه، وذلك أيضاً صحيح.

ص: 1158

[4081]

ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في حديث عبد الله بن حواله رضي الله عنه: (قد دنت الزلازل والبلابل) البلبال: الهم ووسواس الصدر.

] 4082 [ومنه حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أتخذ الفئ دولا). الدول: جمع دولة، وهي اسم لكل ما يتداول من المال، يعني أن الأغنياء وأهل الشرف يستأثرون بحقوق الفقراء، أو يكون المراد منه أن أموال أن أموال الفيء تأخذ غلبة وأثرة، صنيع أهل الجاهلية وذوي العدوان وفيه (والأمانة مغنما) أي: يذهبون بها فيغتنمونها. يقال فلان يتغنم الأمر أي: يحرص عليه كما يحرص على المغانم.

وفيه (والزكاة مغرما) أي: يشق أداؤها حتى يعدونها غرامة.

ص: 1159

[4087]

ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أم سلمة رضي الله عنهما: (فيخف بهم بالبيداء) البيداء: أرض ملساء بين الحرمين.

وفي الحديث (يخف بالبيداء بين المسجدين)، وليست بالبيداء التي أمام ذي الحليفة وهي شرف من الرض.

وفيه (أتاه أبدال الشام وعصائب أهل العراق) الأبدال: قوم من الصالحين لا تخلوا الدنيا منهم إذا مات واحد منهم أبدل الله مكانه بآخر. وقيل للواحد منهم بديل.

(وعصائب أهل العراق، يحتما أنه أراد] 178/ب [بها خيارهم، من قولهم: ذاك رجل من عصب القوم وعصبهم: أي من خيارهم.

وفيه (ثم ينشأ رجل من قريش أخواله كلب) يريد أن أم القرشي تكون كلبية فتنازع المهدي في أمره ونستعين عليه بأخواله من بني كلب فيبعث اليهم، أي: المبايعين بعثا، فيظهر المبايعون على البعث الذي بعثه القرشي.

] 4088 [ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: (حتى يتمنى الأحياء الأموات). الأحياء رفع بالفاعلية، وفي الكلام حذف، أي يتمنون حياة الأموات، أو كونهم أحياء، وإنما يتمنون ذلك ليروا ما هم فيه من الخير والأمن، ويشاركوهم فيه. ومن زعم أن الصواب فيه الأحياء بالنصب من باب الأفعال والعامل في التمني الأموات فقد أحال.

ص: 1160