الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحق، ومن المكروه إلى المستحب، ثم إن لم يكره من ذلك ما يقع به الوفاء بالنذر، وقد حصل ذلك بأدنى ضرب، ثم عاد الأمر في الزيادة إلى حد المكروه، ولم يرد أن يمنعها؛ لأنه بمنعه صلى الله عليه وسلم كان يرجع إلى حد التحريم، فلهذا سكت عنها وحمد انتهاءها عما كانت فيه لمجيء عمر- رضي الله عنه.
[4593]
ومنه قول عائشة- رضي الله عنه في حديثها: (فإذا حبشية تزفن ..) يريد: ترقص. والزفن. الرقص. والأصل فيه اللعب والدفع. وفي حديث آخر: (والحبشة يزفنون) وفيه رواية أخرى: (يلعبون بحرابهم) ولم يرد الرقص في شيء من الحديث، وإن كان معنى الزفن الرقص، وقد ورد في الحديث عن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنه أن الله تعالى- أنزل الحق ليذهب به الباطل ويبطل به اللعب والزفن والزمارات والزاهر والكنازات.
ومن
باب مناقب الشيخين- رضي الله عنهما
-
(من الصحاح)
[4594]
حديث أبي هريرة- رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بينما رجل يسوق بقرة ..) الحديث. إنما أراد بذلك تخصيصهما بالتصديق الذي بلغ عين اليقين وكوشف صاحبه بالحقيقة التي ليس وراءها للتعجب مجال.
[4595]
وفيه: (فمن لها يوم السبع) السبع- بسكون الباء- وقد مر القول فيه.
(ومن الحسان)
[4597]
قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه: (وإن أبا بكر وعمر منهم، وأنعما) أنعما أي: زادا على تلك الرتبة والمنزلة وفي أكثر نسخ المصابيح: (لمنهم) واللام زائدة على الرواية، فإنه نقل هذا الحديث عن كتاب الترمذي وفيه (منهم وأنعما) من غير لام.
[4602]
حديث عبد الله بن حنطب: (أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى أبا بكر وعمر، فقال: هذا السمع والبصر)
يريد- والله أعلم- أن منزلتهما في الدين منزلة السمع والبصر، وقد ذهب بعض أهل الحديث في تأويل قوله صلى الله عليه وسلم (اللهم، متعنا بأسماعنا وأبصارنا). إلى أن المراد من الأسماع والأبصار أبو بكر وعمر- رضي الله عنهما.
وهذا الحديث مرسل؛ لأن عبد الله بن حنطب لم ير النبي صلى الله عليه وسلم وأهل الحديث يفتحون الحاء والطاء من (حنطب) فلعله اسم مرتجل، والذي نعرفه من اللغة حنطب، بالطاء وبالظاء أيضا، والحاء مضمومة فيهما، والطاء والظاء مضمومتان، وهو الذكر من الجراد.