الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ومن
باب جامع المناقب
(من الصحاح)
[4705]
حديث ابن عمر- رضي الله عنه: (رأيت في المنام كأن في يدى سرقة حرير) يأول هذا على أن السرقة كانت ذات يده من العمل الصالح، وبياض السرقة منبئ عن خلوصه من الهوى، وصفائه عن كدر النفس.
[4706]
ومنه: حديث حذيفة- رضي الله عنه: (إن أشبه الناس دلا وسمتا وهديا
…
الحديث). قال أبو عبيد: الدل قريب المعنى من الهدى، وهما من السكينة والوقار في المنظر والهيئة والشمائل وغير ذلك وفي الحديث:(كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحلون إلى عمر- رضي الله عنه وينظرون إلى سمته وهديه ودله فيتشبهون به).
قلت: ويشبه أن يكون الدل ما يدل على صلاح صاحبه من حسن الحديث وحسن الهيئة. والسمت: السيرة. والهدى: الطريقة المرضية. يقال: فلان حسن الهدى: إذا كان محمود الطريقة في الأمور كلها، وقد فسرنا هذه الكلمات فيما مر من الكتاب. وقوله:(لا يدري ما يصنع في بيته إذ خلا) يريد: إنا نشهد له بما يستبين لنا من ظاهر أمره، ولا يدرى ما بطن منه.
[4709]
ومنه قول أبي الدرداء- رضي الله عنه في حديثه: (صاحب النعلين والوساد والمطهرة) يريد: أنه خص من رسول الله صلى الله عليه وسلم بخدمات ثلاث: بأخذ النعلين إذا جلس في المجلس، وبوضعهما إذا نهض منه، وبتسوية المضجع ووضع الوساد إذا أحب النوم، ويحمل المطهرة إذا أراد الوضوء، وذكر ابن عبد البر في كتابه أنه أسلم وهو غلام، فضمه رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، فكان يلج عليه، ويمشي أمامه ومعه، ويستره إذا اغتسل، ويوقظه إذا نام، وكان يعرف في الصحابة بصاحب السواد والسواك.
وفيه: (وصاحب السر الذي [335] لا يعلمه غيره) قد أشرنا إلى اختصاصه بعلم أسماء المنافقين لذلك.
[4710]
ومنه حديث جابر- رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أريت لجنة، فرأيت امرأة أبي طلحة .. الحديث) امرأة أبي طلحة هي أم سليم أم أنس، وتلقب بالرميصاء.
[4712]
ومنه حديث أبي موسى- رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (يا أبا موسى، لقد أعطيت مزمارا من مزامير آل داود). المزمار: واحد المزامير التي تضرب، وقد يستعار في الصوت الحسن، وهو المراد به في الحديث، وأراد بآل داود نفس داود. ويريد: إنك أوتيت لحنا طيبا من ألحان داود عليه السلام.
[4713]
ومنه حديث أنس- رضي الله عنه: (قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب: إن الله أمرني أن أقرأ عليك .. الحديث).
قلت: الوجه في قراءة على أبي أن يصرف إلى قراءة التعليم لا إلى قراءة التعلم، وقراءة المعلم على الذي يتعلم أبلغ في التعليم من قراءة المتعلم عليه؛ لان المتعلم إذا تفرغ للاستماع كان ذلك أضبط للحرف الذي يقرأ به، وأمكن له من القراءة على وجهها عند الأداء، وأما تخصيص أبي بذلك؛ فلأنه كان إماما في القراءة، أخذ منه قراء التابعين، ثم إنه كان من الأنصار، وهم وإن كانوا من أهل اللغة الفصيحة، فإن لهجتهم في التنزيل لم تكن تقع موقع لهجة المهاجرين في حسن التلاوة وصحة التأدية، فإن القرآن بلغة قريش، فافتقر هو إلى أخذ حسن الأداء من النبي صلى الله عليه وسلم افتقاره إلى تعلم القرآن، وكان بالمهاجرين غنية عن ذلك، ثم إن الله- تعالى- أحب أن يجعله أسوة لمن بعده في ذلك؛ لئلا يمتنع أحد عن القراءة على من دونه في العلم والمنزلة.
[4714]
ومنه حديثه الآخر (جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة ..) الحديث.
قلت: قد جمع القرآن جمع من المهاجرين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فالمراد من الأربعة: أربعة: من رهط أنس، وهم الخزرجيون. ويحتمل أنه أراد أربعة من الأنصار أوسهم وخزرجهم، وهو أشبه، وقد كان بين الحيين مناوأة قبل الإسلام بقيت منها بقية من العصبية بعد الإسلام، فلعله ذكر ذلك على سبيل المفاخرة، وهو الصحيح، لما روى عن أنس أنه قال: (افتخرت الأوس والخزرج، فقالت الأوس: منا غسيل الملائكة حنظلة بن الراهب، ومنا من حمته الدبر عاصم بن ثابت الأقلح، ومنا من أجيزت شهادته بشهادة رجلين خزيمة بن ثابت، ومنا من اهتز العرش لموته سعد بن معاذ.
وقالت الخزرج: منا أربعة فرأوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقرأه غيرهم: زيد بن ثابت، وأبو زيد، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب. فقوله:(لم يقرأه عنهم) أي: لم يقرأه كله أحد منكم يا معشر الأوس.
[4715]
قول خباب- رضي الله عنه في حديثه: (فهو يهدبها) يقال: هدب الناقة يهدبها [336] بالكسر، أي [احتلبها] وهدب الثمرة: إذا اجتناها.
[4716]
ومنه حديث جابر- رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (اهتز العرش لموت سعد بن معاذ)(اهتز)[اهتشاشا وسرورا بنقلته من الدار الفانية، إلى الدار الباقية] وذلك لأن أرواح السعداء الشهداء [مستقرها] تحت العرش، تأوى إلى قناديل معلقة هنالك، ولو ذهب ذاهب إلى أنه اهتز استعظاما لتلك الوقعة، فله وجه. قال ابن ميادة:
الريح تبكي شجوها .... والبرق يلمع في غمامه
ومنهم من ذهب في العرش إلى السرير الذي حمل عليه، وليس بشيء، لودود الرواية بعرض الرحمن.
[4717]
ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في حديث البراء بن عازب- رضي الله عنه: (المناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها وألين). يريد: أن المناديل التي يمسح سعد بها يده خير من هذه.
وفيه تنبيه على بعد المناسبة بين حلل الدارين، حتى إن أرفع شيء من هذه لا يقاوم أوضع شيء من تلك، فلا جائز أن يقابل أعلاها وأنفسها بما هو الأدنى في الدار الآخرة.
ولولا النظر إلى تقريب المعنى من الأفهام؛ لم تقع هذه المناسبة موقعها في الكلام، وأين الماء من السماء.
[4720]
ومنه قول عبد الله بن سلام- رضي الله عنه في حديثه: (فأتاني منصف) المنصف- بكسر الميم: الخادم.
[4727]
ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أنس: (لولا الهجرة، لكن امرءا من الأنصار) المراد منه إكرام الأنصار، والتعريض بأن لا رتبة بعد الهجرة أعلى من النصرة، ولولا الهجرة، ما كنت أعدل بالأنصار أحدا، ولا أبتغى بهم بدلا.
وفيه: (ولو سلك الناس واديا
…
) الحديث. لم يرد بذلك المتابعة؛ فإن المتابعة حق له على كل مؤمن،
وإنما أراد به الموافقة أي: كنت أختار موافقتهم على موافقة غيرهم، لما لهم من حق الجوار، ووفاء الذمة، وحسن العهد فيما بايعوني عليه.
وفيه: (الأنصار شعار، والناس دثار) الشعار: ما يلي الجسد منا لثوب لمماسته الشعر، و (الدثار) ما فوق الشعار. يريد: أنهم بطانتي وأقرب الناس إلى. وفيه: (إنكم سترون بعدي أثرة) أي: يستأثر غيركم بحقكم فاصبروا. وقد مر القول فيه.
[4728]
ومنه: قول صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة- رضي الله عنه: (كلا، إني عبد الله ورسوله) كلا: ردع. أي: ليس الأمر على ما توهمتم. وقوله: (إني عبد الله ورسوله) أي: كوني على هذه الصفة يقتضى أن لا أعود إلى دار تركتها لله، وأن لا أرغب في بلدة هاجرت منها إلى الله.
قوله: (هاجرت إلى الله وإليكم) يعني: أن القصد في الهجرة كان إلى الله، وأن التهاجر من دار قومي كان إلى داركم. وقوله:(المحيا محياكم والممات مماتكم) يريد: ما حييت أحيا في بلدكم، كما تحيون فيه، وإذا توفيت في بلدكم كما تتوفون، لا أفارقكم حيا ولا ميتا.
وفيه: (إلا ضنا بالله ورسوله) يريدون: ما قلنا قولنا ذلك إلا ضنة بما آتانا الله من [337] كرامته، خشية أن يفوتنا فيناله غيرنا، وشحا برسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينتقل من بلدتنا إلى بلدته.
[4730]
ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أنس- رضي الله عنه: (فإنهم كرشي وعيبتي) الكرش لكل
مجتر: بمنزلة المعدة للإنسان، وكرش الرجل أيضا: عياله من صغار ولده، والكرش أيضا: الجماعة من الناس، و (العيبة): ما يجعل فيه الثياب.
وذكر الهروي عن ابن الأعرابي في تفسير الكلمتين: أنهم خاصتي وموضع سري، وهو مستفيض في اللغة العربية. قال: والعرب تكنى بالعيبة عن الصدر. وفسر بعضهم الكرش في هذا الحديث بالجماعة؛ كأنه يريد أنهم أسرته التي يتقوى بهم، وهو تأويل مستقيم على الوضع اللغوي.
قلت: والعرب تستعمل الكرش في كلامهم موضع البطن، تقول: تزوج فلان فلانة فنثرت له كرشها وبطنها: إذا كثر ولدها له. والبطن مستودع مكتوم السر، والعيبة مستودع مكنون المتاع، والأول أمر باطن، والثاني أمر ظاهر، فيحتمل أنه ضرب المثل بهما إرادة اختصاصهم به في أموره الظاهرة والباطنة.
[4731]
ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عباس- رضي الله عنه: (إن الناس يكثرون ويقل الأنصار) يريد: أن أهل الإسلام يكثرون، ويقل الأنصار؛ لأن الأنصار هم الذين آووا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونصروه، وهذا أمر قد انقضى زمانه، لا يلحقهم اللاحق، ولا يدرك شأوهم السابق، وكلما مضى منهم واحد مضى من غير بدل، فيكثر غيرهم ويقلون.
[4733]
ومنه حديث أبي أسيد الساعدي- رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير دور الأنصار
…
) الحديث. يريد: خير بطونها وعمائرها، وإنما كنى عنها بالدور؛ لأن كل واحد من تلك البطون كانت لها محلة تسكنها، والمحلة تسمى دارا ودارة.
(ومن الحسان)
[4739]
قوله صلى الله عليه وسلم في حديث حذيفة بن اليمان- رضي الله عنه: (وتمسكوا بعهد ابن أم عبد) يريد: عهد عبد الله بن مسعود، وهو: ما يعهد إليهم ويوصيهم به، وأرى أشبه الأشياء بما يراد من عهده أمر الخلافة، فإنه من أول من شهد بصحتها، وأثار إلى استقامتها من أفاضل الصحابة، وأقام عليها الدليل، فقال: لا نؤخر من قدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا نرتضى لدنيانا من ارتضاه لديننا.
ومما يؤيد هذا المعنى: المناسبة الواقعة بين أول الحديث وآخره، ففي أوله:(اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر، وفي آخره: (وتمسكوا بعهد ابن أم عبد) ومما يدل على صحة ما ذهبنا إليه قوله- في حديث حذيفة أيضا: (لو استخلفت عليكم فعصيتموه عذبتم: ولكن ما حدثكم حذيفة فصدقوه) وهذه إشارة إلى ما أسر إليه من أمر الخلافة في الحدث الذي نحن فيه. ويشهد لذلك الاستدراك [338] الذي أوصله بحديث الخلافة فقال: (لو استخلفت عليكم فعصيتموه عذبتم، ولكن ما حدثكم حذيفة فصدقوه) وحذيفة هو الذي يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقتدوا بالذين من بعدي) ولم أرد في التعريض بالخلافة في [سنن] الرسول صلى الله عليه وسلم أوضح من هذين الحديثين، ولا أصح من حديث أبي سعيد:(سدوا عني كل خوخة).
[4740]
ومنه حديث علي- رضي الله عنه قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو كنت مؤمرا من غير مشورة، أمرت عليهم ابن أم عبد) وفي بعض طرقه: (لو كنت مستخلفا)
قلت: ومن أي وجه روى هذا الحديث، فلابد أن يأول على أنه صلى الله عليه وسلم أراد تأميره على جيش بعينها، أو استخلافه في أمر من أموره حال حياته، ولا يجوز أن يحمل على غير ذلك، فإنه- وإن كان من العلم والعمل بمكان، وله الفضائل الجمة والسوابق الجليلة- فإنه لم يكن من قريش، وقد نص رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن هذا الأمر في قريش، فلا يصح حمله إلا على الوجه الذي ذكرنا.
[4746]
ومنه قول المنافقين في حديث أنس- رضي الله عنه وذلك لحكمه في بني قريظة. يريدون: قول سعد بن معاذ لما نزلت بنو قريظة على حكمه معتمدين على حسن رأيه فيهم: (حكمت فيهم بأن تقتل المقاتلة وتسبى الذرية) فنسبوه- أعنى المنافقين- إلى الجور والعدوان، وقد شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم له بالإصابة في حكمه، وقد ذكرنا القصة من قبل ذلك.
[4647]
ومنه حديث عبد الله بن عمرو- رضي الله عنه: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء أصدق من أبي ذر) يريد بالخضراء: السماء، وبالغبراء: الأرض.
قلت: وهذا من العام الذي يراد به الخاص، ويحمل قوله صلى الله عليه وسلم هذا على التأكيد والمبالغة في صدقه، على
ما هو مذهب العرب في هذا النوع، لا على أنه أصدق من غيره على الإطلاق، لا يصح أن يقال: أبو ذر أصدق من أبي بكر- رضي الله عنه وهو صديق هذه الأمة، وخيرها بعد نبيها، ولو ذهبت إلى العموم لم يستقيم؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ممن أظلته الخضراء، وأقلته الغبراء، وكان أصدق من أبي ذر وغيره. وفي رواية:[أبي ذر] شبه عيسي بن مريم) يريد: شبهه في الزهد والتقشف والانتباذ من الناس وحدانا.
[4754]
ومنه حديث عقبة بن عامر- رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أسلم الناس، وآمن عمرو ابن العاص).
قلت: هذا أيضا من العام الذي يراد به الخاص، والمراد من الناس مسلمة الفتح من أهل مكة. أسلم عمرو قبل الفتح طائعا راغبا مهاجرا إلى المدينة.
وقد اختلف في السنة التي خرج فيها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنهم من قال: خرج بين الحديبية وخيبر.
ومنهم من قال: خرج سنة ثمان قبل الفتح. والصحيح أنه رجع من [339] الحبشة حين أرسلته قريش إلى النجاشي [ليستل] من هاجر من المسلمين إلى الحبشة، وقد وقع في قلبه الإسلام، فخرج من مكة هو وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة العبدرى الحجبي فلما دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ونظر إليهم قال:(رمتكم مكة بأفلاذ كبدها) فقوله: (أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص) تنبيه على أنهم رهبة، وآمن عمرو رغبة، فإن الإسلام يحتمل أن يشوبه كراهة، والإيمان لا يكون إلا عن رغبة وطواعية.
[4755]
ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في حديث جابر- رضي الله عنه: (إن الله كلم أباك كفاحا) كفحته كفحا: إذا استقبلته كفة كفة، وكافحوهم: إذا استقبلوهم في الحرب بوجوههم ليس دونها ترس. ومنه المكافحة، يقال: لقيته كفاحا.
ومعنى الحديث- والله أعلم- أنه كلم أباك من غير واسطة بينه وبين الله. وفي الحديث: (إني لأكفحها وأنا صائم) أي: أواجهها بالقبلة.
[4757]
ومنه حديث أنس- رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (كم من أشعث أغبر ذي طمرين، لا يؤبه له
…
الحديثّ) الطمر: الثوب الخلق، وفلا لا يؤبه له. أي: لا يبالي به. وأنت تئبه- بكسر الباء- مثل [تبخل] أي: تبالي. وبقية الحديث قد مر تفسيره.
[4760]
ومنه حديث أبي طلحة الأنصاري- رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أقرئ قومك السلام، فإنهم ما علمت أعفة صبر) يريد: فإنهم صبر، على ما علمت، أو الذي علمت منهم أنهم