المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ مناقب قريش وذكر القبائل - الميسر في شرح مصابيح السنة للتوربشتي - جـ ٤

[التوربشتي]

فهرس الكتاب

- ‌ كتاب الفتن

- ‌ باب الملاحم

- ‌ باب أشراط الساعة

- ‌ باب العلامات بين يدي الساعة

- ‌ باب نزول عيسى ابن مريم عليه السلام

- ‌ باب قرب الساعة وأن من مات فقد قامت قيامته

- ‌ باب لا تقوم الساعة إلى على الشرار

- ‌ باب النفخ في الصور

- ‌ باب الحشر

- ‌ باب الحساب

- ‌ باب الحوض

- ‌ باب صفة الجنة

- ‌ باب رؤية الله سبحانه

- ‌ باب صفة النار وأهلها

- ‌ باب خلق الجنة والنار

- ‌ باب بدء الخلق

- ‌ باب: فضائل سيد المرسلين

- ‌ باب أسماء النبي صلى الله عليه وسلم وصفاته

- ‌ باب: ما ذكر من أخلاقه وشمائله

- ‌ باب: المبعث وبدء الوحي

- ‌ باب علامات النبوة

- ‌ الفصل الذي في المعراج

- ‌ الفصل الذي في المعجزات

- ‌ باب الكرامات

- ‌ مناقب قريش وذكر القبائل

- ‌ باب مناقب الصحابة

- ‌ باب مناقب أبي بكر- رضي الله عنه

- ‌ مناقب عمر- رضي الله عنه

- ‌ باب مناقب الشيخين- رضي الله عنهما

- ‌ باب مناقب عثمان- رضي الله عنه

- ‌ باب مناقب علي- رضي الله عنه

- ‌ باب مناقب العشرة

- ‌ باب مناقب أهل البيت

- ‌ باب مناقب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته

- ‌ باب جامع المناقب

- ‌ باب ذكر اليمن والشام

- ‌ باب ثواب هذه الأمة

الفصل: ‌ مناقب قريش وذكر القبائل

وفيه قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة- رضي الله عنه: (ما تركت بعد نفقة نسائي ومؤنة عاملي) يريد: ما ترك من أموال الفئ التي كانت يتصرف فيها تصرف الملاك، ولم يكن ذلك لغيره ونفقة كانت بعده تتعلق بحياة كل واحدة منهم؛ لكونهن محبوسات عن النكاح في الله وفي رسوله، وبقى حكم نكاح النبي صلى الله عليه وسلم عليهن باقيا مدة بقائهن، فوجب لهن النفقة في مال الفئ وجوب نفقة النساء على أزواجهن.

وأما نفقة عامله فإنها تتعلق بعامة ذلك، وهو العامل الذي استعمله على مال الفئ فاستحق العمالة بقدر عمله، ولم يكن أخذها، فاستثناها من مال الفئ، وإنما لم يجعل نفقة أمها المؤمنين في جملة ما تصدق به؛ لأنها كانت واجبة لهن على ما ذكرنا، ثم لكرامتهن، فإنهن من أهل بيت النبوة، وكان نبي الله صلى الله عليه وسلم يتنزه عن تناول الصدقة، وإن كان المتصدق متبرعا.

ومن‌

‌ مناقب قريش وذكر القبائل

(من الصحاح)

[4534]

قوله صلى الله عليه وسلم: في حديث أبي هريرة- رضي الله عنه: (الناس تبع لقريش في هذا الشأن) يريد الخلاقة. وقوله: (وكافرهم تبع لكافرهم) وإذ قد علمنا أن أحدا من قريش لم يبق بعده على الكفر، علمنا أن المراد منه أن الإسلام لم ينقصهم مما كانوا عليه في الجاهلية من الشرف، فهم سادة في الإسلام كما كانوا قادة في الجاهلية.

ص: 1306

[4537]

ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في حديث معاوية- رضي الله عنه (إلا كبه الله على وجهه، ما أقاموا الدين) يحتمل أنه أراد بالدين الصلاة لما في الحديث: (ما أقاموا الصلاة) وإن أريد به الدين بأصوله وتوابعها فإن الكب ينبغي أن يكون متعلقا بإقامة الدين لا يكون الأمر في قريش؛ فإن منهم من غير وبدل، ولم يصرف عنه الأمر.

[4538]

ومنه حديث جابر بن سمرة- رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم[يقول](لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثنى عشر خليفة كلهم من قريش) السبيل في هذا الحديث وما يعتقبه في هذا المعنى أن يحمل على المقسطين منهم فإنهم هم المستحقون لاسم الخلافة على الحقيقة، ولا يلزم أن يكونوا على الولاء، وإن قدر أنهم على الولاء فإن المراد منه المسمون بها على المجاز.

[4540]

ومنه حديث أبي هريرة- رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (قريش والأنصار وجهينة ومزينة وأسلم وغفار وأشجع موالي) الحديث: (موالي) يروى على الإضافة أي: أحبابي وأنصاري ويروى موال بالتنوين أي: بعضهم لبعض أحباء وأنصار، ولا ولاء لأحد عليهم إلا لله ولرسوله.

[4541]

ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة- رضي الله عنه أيضا (والحليفين أسد وغطفان)، إنما يقال لهم الحليفان؛ لأنهم تحالفوا على التناصر، ويقال أيضا لبني أسد وطيئ: الحليفان، وكذلك لبني أسد

ص: 1307

وفزارة، لأن بني أسد لما أجلتهم خزاعة من الحرم خرجت فحالفت طيئا، ثم حالفت بني فزارة. وقد ذكر زهير بن أبي سلمى الأحلاف في شعره، وعنى بها أسدا [321] وغطفان. وأسد أبو قبيلة من مضر وهو أشد بن ربيعة بن نزار، وهم الذين [....] غطفان وفي بطون قريش أيضا أسد، وهو أسد بن عبد العزي ابن قصي وهم [....] خديجة- رضي الله عنها ومنهم الزبير- رضي الله عنه وفي بني خزيمة أيضا أسد بن خزيمة.

(ومن الحسان)

[4545]

حديث ألي عامر الأشعري- رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نعم الحي الأسد، والأشعريون) الأسد بسكون السين أبو حي من اليمن من سبأ بن حمير، ويقال لهم: الأزد، وهو السين أفصح، وهما أزدان: أزد شنوءة وأزد عمان، قال الشاعر:

وكنت ذكي رجلين رجل: صحيحة .... ورجل بها ريب من الحدثان

فأما الذي صحت فأزد شنوءة .... وأما الذي شلت فأزد عمان

و (أزد) الذي في حديث أنس الذي تلو هذا الحديث هم أزد شنوءة قوله: (أزد الله) يريد أنهم جنده وأنصار دينه، فقد أكرمهم الله بذلك فهم يضافون إليه.

[4548]

ومنه حديث ابن عمر- رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم: (في تثقيف كذاب ومبير) قد أشارت

ص: 1308

إليهما أسماء بنت أبي بكر أم عبد الله بن الزبير- رضي الله عنهم في حديثها، وأرادت بالكذاب المختار أبن أبي عبيد بن مسعود الثقفي، أبوه من جلة الصحابة، أمره عمر أمير المؤمنين- رضي الله عنه على جيش العراق، وإليه ينسب يوم جسر أبي عبيد، وقد استشهد يومئذ وأما ابنه المسمى بالمختار، فلم يكن مختارا؛ بل كان متدلسا مشعوذا يطلب الدنيا بالدين، يظهر الخير ويضمر الشر، حتى استبان منه ما كان يسر؛ لضعف عقله وسوء سيرته، شهد بذلك عليه الأعلام من التابعين، كالشعبي، وسويد بن غفلة، وغيرهما. ومن العجب أنه كان يبغض عليا- رضي الله عنه، قد عرف ذلك منه في تارات أحواله، وان يدعى موالاته، وقد نقل عن علي- رضي الله عنه أنه قال فيه: ما له قاتله الله، ولو شق عن قلبه الآن لوجد ملآن من حب اللات والعزى، فلما قتل الحسين- رضي الله عنه دعا إلى نفسه متسترا بطلب ثأره، فلما تمكن من الأمر استخف بمن طاوعه من الأغماد، وادعى أن الملائكة تأتيه بخبر السماء، وأفسد على قوم من المتشيعة عقائدهم، فهم ينسبون إليه في آرائهم الفاسدة وأقاويلهم الزائعة يقال لهم: المختارية.

[4550]

ومنه حديث أبي هريرة- رضي الله عنه: (كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء رجل أحسبه من قيس ..) الحديث. هذا الحديث يرويه عن أبي هريرة مينا مولى لعبد الرحمن بن عوف، وله أحاديث

ص: 1309