المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ باب مناقب أهل البيت - الميسر في شرح مصابيح السنة للتوربشتي - جـ ٤

[التوربشتي]

فهرس الكتاب

- ‌ كتاب الفتن

- ‌ باب الملاحم

- ‌ باب أشراط الساعة

- ‌ باب العلامات بين يدي الساعة

- ‌ باب نزول عيسى ابن مريم عليه السلام

- ‌ باب قرب الساعة وأن من مات فقد قامت قيامته

- ‌ باب لا تقوم الساعة إلى على الشرار

- ‌ باب النفخ في الصور

- ‌ باب الحشر

- ‌ باب الحساب

- ‌ باب الحوض

- ‌ باب صفة الجنة

- ‌ باب رؤية الله سبحانه

- ‌ باب صفة النار وأهلها

- ‌ باب خلق الجنة والنار

- ‌ باب بدء الخلق

- ‌ باب: فضائل سيد المرسلين

- ‌ باب أسماء النبي صلى الله عليه وسلم وصفاته

- ‌ باب: ما ذكر من أخلاقه وشمائله

- ‌ باب: المبعث وبدء الوحي

- ‌ باب علامات النبوة

- ‌ الفصل الذي في المعراج

- ‌ الفصل الذي في المعجزات

- ‌ باب الكرامات

- ‌ مناقب قريش وذكر القبائل

- ‌ باب مناقب الصحابة

- ‌ باب مناقب أبي بكر- رضي الله عنه

- ‌ مناقب عمر- رضي الله عنه

- ‌ باب مناقب الشيخين- رضي الله عنهما

- ‌ باب مناقب عثمان- رضي الله عنه

- ‌ باب مناقب علي- رضي الله عنه

- ‌ باب مناقب العشرة

- ‌ باب مناقب أهل البيت

- ‌ باب مناقب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته

- ‌ باب جامع المناقب

- ‌ باب ذكر اليمن والشام

- ‌ باب ثواب هذه الأمة

الفصل: ‌ باب مناقب أهل البيت

جعل نفسه يوم أحد وقاية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر أنه أصيب يومئذ في جسده ببضع وثمانين من بين طعنة وضربة ورمية، وكان يقول: عقرت يومئذ في سائر جسدي، حتى عقرت في ذكرى. وكان الصحابة- رضوان الله عليهم- إذا ذكروا يوم أحد قالوا: ذاك يوم كان كل لطلحة.

ومن‌

‌ باب مناقب أهل البيت

(من الصحاح)

[4649]

قول عائشة- رضي الله عنها في حديثها) وعلى مرط مرحل) المرط: واحد المروط، وهي أكسية من خز وصوف به علم. وقيل: عليه صورة الرحال، وقد ذكرناه.

ص: 1331

[4650]

ومنه: حديث البراء- رضي الله عنه: (لما توفي إبراهيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن له مرضعا في الجنة) المرضع- بفتح الميم- الرضاع ومحل الرضاع أيضا، كالمدخل. وذكر الخطابي أنه يروي أيضا بضم الميم.

قلت: وأصوب الروايتين الفتح؛ لأن العرب إذا أرادوا الفعل ألحقوا به هاء التأنيث، وإذا أرادوا أنها ذات رضيع اسقطوا الهاء، وقالوا: امرأة مرضع، بلا هاء، ولما كان المراد من هذا اللفظ أن الله يقيم له من لذات الجنة وروحها ما تقع منه موقع الرضاع، فإنه كان رضيعا لم يستكمل مدة الرضاع، كان المصدر فيه أقوم وأصوب، ولو كان على ما ذكره من الرواية لكان من حقه أن يلحق به هاء التأنيث.

(ومن الحسان)

[4653]

ومنه: حديث زيد بن أرقم- رضي الله عنه: (قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا بماء يدعى:

ص: 1332

خما ..) الحديث، خم- بتشديد الميم- موضع بذي الحليفة به دجلة وماء آجن، أكثر بلاد الله وباء، وقد ذكرناه.

[4656]

ومنه: قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة- رضي الله عنه: (ثم لكع) لكع: الصبي الصغير، ومن حقه أن ينون، وإن كان معرفة، فإن الذي لا يصرف في المعرفة هو المعدول عن الكع، والذي في هذا الحديث ليس بمعدول، وإنما [331] هـ مثل صرد نغر.

[4657]

ومنه: قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي بكرة- رضي الله عنه: (إن ابنى هذا سيد ..) الحديث هذا الحديث رواه جمع من الصحابة، وكفى به شرفا وفضلا، فلا أسود ممن سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدا.

وقوله: (ولعل الله أن يصلح به فئتين) وفي بعض طرقه: (وعسى الله أن يبقيه حتى يصلح به بين فئتين عظيمتين) إنما وصفهم بالعظيمتين؛ لأن المسلمين كانوا يومئذ فرقتين، فرقة معه، وفرقة مع معاوية، وكان الحسن- رضي الله عنه يومئذ أحق الناس بهذا الأمر، فدعاه ورعه وشفقته على أمة جده إلى أن ترك الملك والدنيا، رغبة فيما عند الله، ولم يكن ذلك لقلة ولا ذلة، فقد بايعه على الموت أربعون ألفا، وقال: والله، ما أحببت منذ علمت ما ينفعني ويضرني أن لي أمر محمد صلى الله عليه وسلم على أن يهراق في ذلك محجمة دم،

ص: 1333

وشق ذلك على بعض شيعته، حتى حملته العصبية على أن قال- عند الدخول عليه-:(السلام عليك يا عار المؤمنين، فقال: العار خير من النار).

[4664]

ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عمر- رضي الله عنهما: (إن كنتم تطعنون في إمارته، فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه).

قلت: إنما طعن من طعن في إمارتهما؛ لأنهما كانا من الموالي، وكانت العرب لا ترى تأمير الموالي، وتستنكف عن اتباعهم كل الاستنكاف، فلما جاء الله بالإسلام، ورفع قدر من لم يكن له عندهم قدر بالباقة والجرة والعلم والتقى؛ عرف حقهم المحفوظون من أهل الدين، فأما المرتهنون بالعادة والممتحنون بحب الرئاسة من الأعراب ورؤساء القبائل، فلم يزل يختلج في صدورهم شيء من ذلك، لاسيما أهل

ص: 1334

النفاق، فإنهم كانوا يسارعون إلى الطعن وشدة النكير عليه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعث زيد بن حارثة- رضي الله عنه أميرا على عدة سرايا، وأعظمها جيش مؤتة، وسار تحت رايته في تلك الغزوة نجباء الصحابة، منهم: جعفر بن أبي طالب- رضي الله عنه وكان خليقا بذلك لسوابقه وفضله، وقربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم كان يبعث أسامة، وقد أمره في مرض على جيش فيهم جماعة من مشيخة الصحابة وفضلائهم- رضي الله عنهم وكأنه رأى في ذلك- سوى ما توسم فيه من النجابة- أن يمهد الأمر ويوطئه لمن يلي الأمر بعده؛ لئلا ينزع أحد يدا من طاعة، وليعلم كل منهم أن العادات الجاهلية قد عميت مسالكها، وخفيت معالمها.

(ومن الحسان)

[4666]

قول جابر- رضي الله عنه في حديثه، (وهو على ناقته: القصواء) قد ذكرنا في باب الحج معنى القصواء، وأنه لم يكن بها جدع، وأنها تارة تلقب بالجدعاء، وتارة بالعضباء، وأخرى بالقصواء، اعتورتها هذه الألقاب على حسب ما خيل للناظرين إليها، فمن ثم فليتفقد بيان ذلك. وفيه:(وعترتي أهل بيتي).

وقد أكثر أصحاب الغريب في العترة، فمنهم من قال: عترة الرجل: أولياءه. ومنم من قال: عترة النبي صلى الله عليه وسلم بنو عبد المطلب. وقال القتبي: عترة الرجل أهل بيته الأدنون والأبعدون.

واستدل بحديث أبي بكر- رضي الله عنه نحن عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيضته التي تفقأت عنه.

قلت: وفي حديثه أيضا حين سارره صلى الله عليه وسلم في أسارى بدر: يا رسول الله، عترتك وقومك). كأنه أراد بالعترة العباس ومن أسره معه من بني عبد المطلب وبقومه قريشا، على نحو من هذا فره الأزهري، والقول الأمثل في العترة من طريق اللغة، هو أن عترة الرجل: أهل بيته ورهطه الأدنون، ولاستعمالهم العترة على أنحاء كثيرة بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله:(أهل بيتي) ليلعم أنه أراد بذلك نسله وعصابته الأدنين وأزواجه.

ص: 1335

[4670]

ومنه قول العباس في حديث المطلب بن ربيعة- رضي الله عنهما (بوجوه مبشرة) مبشرة بضم الميم وسكون الباء وفتح الشين يريد: بوجوه عليها البشر، من قولهم: فلان مؤدم مبشر: إذا كانت له أدمة وبشرة محمودتان.

[4671]

ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في حديث علي- رضي الله عنه: (إن عم الرجل صنو أبيه) وقد فسرناه في باب الزكاة.

[4673]

ومنه قول ابن عباس- رضي الله عنه في حديثه: (وألبسنا كساءه) أشار بذلك إلى أنهم خاصته وأنهم بمثابة النفس الواحدة منه التي يشملها كساء واحد، وأنه يسأل الله- تعالى- أن يبسط عليهم رحمته بسط الكساء عليهم، وأن يجمعهم في الآخرة تحت لوائه، وفي هذه الدار تحت رايته، لإعلاء كلمة الله ونصر دعوة رسوله.

[4673]

ومنه حديث أبي هريرة- رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رأيت جعفر يطير في الجنة مع الملائكة).

ص: 1336

=====

ص: 1337

كان جعفر قد أصيب بمؤتة من أرض الشام، وهو أمير بيده راية الإسلام، بعد زيد بن حارثة- رضي الله عنه فقاتل في الله حتى قطعت يداه ورجلاه، فأرى نبي الله صلى الله عليه وسلم فيما كوشف به أن له جناحين مضرجين بالدم يطير بهما في الجنة مع الملائكة.

[4684]

ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في حديث يعلي بن مرة الثقفي- رضي الله عنه: (حسين سبط من الأسباط)

ص: 1338

السبط مأخذه من السيط وهي شجرة لها أغصان كبيرة، وأصلها واحد، كأن الوالد بمنزلة الشجرة، والأولاد بمنزلة أغصانها. وقيل في تفسيره: إنه أمة من الأمم في الخير. وقيل: هم خاصة الأولاد. وفي الحديث: (الحسن والحسين سيطا رسول الله صلى الله عليه وسلم) قيل: أي هما طائفتان منه.

قلت: ويحتمل أنه أراد بالسيط القبيلة، أي: يتشعب منهما نسله، فما هما بذلك؛ لأنهما هما الأصلان اللذان ينشأ منهما السبط [333].

[4690]

ومنه: قول أسامة- رضي الله عنه في حديثه: (هبطت وهبط الناس

) إنما قال: هبطت؛ لأنه كان يسكن العوالي، والمدينة من أي جهة أتيت صح فيها الهبوط، لأنها واقعة في غلظ من الأرض ينحدر إليها السيل.

وفيه: (وقد أصمت) أصمت العليل فهو مصمت: إذا اعتقل لسانه، ومن الحديث (أصمتت أمامة بنت أبي العاص) أي: اعتقل لسانها.

[4692]

ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أسامة- رضي الله عنه: (من قد أنعم الله عليه وأنعمت عليه أسامة بن زيد).

قلت: لم يكن أحد من الصحابة إلا وقد أنعم الله عليه وأنعم عليه رسوله، إلا أن المعنى الخاص في ذلك عرف في حق زيد بن حارثة. قال الله تعالى:{وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه} وهو زيد لا خلاف في ذلك ولا شك.

ص: 1339