الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[ما وقع من الحوادث سنة 855]
السنة الرابعة عشرة من سلطنة الملك الظاهر جقمق
على مصر وهى سنة خمس وخمسين وثمانمائة:
وفيها كان تزايد الغلاء حتى خرج عن الحدّ، وبيع القمح بنحو ألف وخمسمائة درهم الإردب، والفول والشعير بألف درهم الإردب، ثم تزايد بعد ذلك على ما حرّرناه فى الحوادث «1» .
وفيها توفّى الخليفة أمير المؤمنين المستكفى بالله أبو الربيع سليمان ابن الخليفة المتوكل على الله أبى عبد الله محمد بالقاهرة، فى يوم الجمعة ثانى المحرم، وقد تقدّم ذكر نسبه إلى العباس فى ترجمة أخيه المعتضد داود من هذا الكتاب.
وتولى الخلافة بعدة أخوه حمزة بغير عهد منه، ولقّب بالقائم بأمر الله.
ونزل السلطان الملك الظاهر للصلاة عليه بمصلاة المؤمنى «2» ، ومشى فى جنازته إلى أن شهد دفنه، وربما أراد حمل نعشه فى طريقه، ومات المستكفى وهو فى عشر الستين، بعد أن أقام فى الخلافة تسع سنين ونحو عشرة أشهر. وكان ديّنا خيّرا، منجمعا عن الناس بالكلّيّة، كثير الصّمت، قليل الكلام، ذكر عنه أخوه أمير المؤمنين المعتضد داود- وكان شقيقه- عند ما عهد له بالخلافة فى مرض موته، أنه لا يعرف عليه كبيرة فى مدة «3» عمره- رحمه الله تعالى.
وتوفّى القاضى جمال الدين عبد الله بن هشام «1» الحنبلى الفقيه، أحد نوّاب الحكم بالقاهرة، فى العشر الأخير من المحرم، وكان فقيها فاضلا مشكور السّيرة فى أحكامه- رحمه الله تعالى.
وتوفّى الرئيس مجد الدين عبد الرحمن بن الجيعان «2» ، ناظر الخزانة الشّريفة السّلطانية وكاتبها، فى يوم الخميس تاسع عشرين المحرم، بعد قدومه من الحجاز متمرّضا، وخلّف عدّة أولاد، أمّهاتهم أمهات «3» أولاد جوار بيض مسلمات.
وتوفّى القاضى شمس الدين محمد المعروف بابن زبالة «4» الشّافعى المصرى الأصل والمولد، قاضى قضاة مدينة الينبع، بها فى هذه السنة. وكان مولده بباب البحر خارج القاهرة، ثم انتقل إلى الينبع بعد أمور، وولى قضاءها إلى أن مات، وكان له سمعة وصيت بتلك البلاد.
وتوفّى السلطان خوندكار مراد «5» بك ابن السلطان محمد بك كرشجى بن أبى يزيد ابن عثمان، متملّك برصا «6» وأدرنابولى «7» ، وما والاهما من ممالك الرّوم، فى سابع المحرم بمملكة الروم.
وتولّى الملك من بعده ولده السلطان محمد بن مراد بك، واقتدى بسنّة أبيه فى الجهاد والغزو، ونكاية العدوّ، وأخذ البلاد والقلاع من يد الفرنج، ومات السلطان مراد
بك وهو فى أوائل الكهولية، وكان خير ملوك زمانه شرقا وغربا؛ مما اشتمل عليه من العقل والحزم والعزم والكرم والشجاعة والسؤدد. وأفنى عمره فى الجهاد فى سبيل الله تعالى، وغزا عدّة غزوات، وفتح عدّة فتوحات، وملك الحصون المنيعة، والقلاع والمدن من العدوّ المخذول. على أنه كان منهمكا فى اللذات التى تهواها النفوس، ولعل حاله كقول بعض الأخيار- وقد سئل عن دينه- فقال: أمزّقه بالمعاصى، وأرقّعه بالاستغفار. فهو أحقّ بعفو الله وكرمه، فإن له المواقف المشهورة، وله اليد البيضاء فى الإسلام ونكاية العدوّ، حتى قيل عنه إنه كان سياجا للإسلام والمسلمين- عفا الله عنه، وعوّض شبابه الجنة- فلقد كان بوجوده «1» غاية التجمل فى جنس بنى آدم- رحمه الله تعالى.
وتوفّى الشيخ شمس الدين محمد بن حسّان «2» ، الفقيه الشافعى، شيخ خانقاه سعيد السعداء «3» ، فى يوم السبت أول شهر ربيع الأول، وكان فقيها ديّنا مشكور السّيرة، وتولّى مشيخة سعيد السّعداء من بعده الشيخ خالد.
وتوفّى الشيخ شمس الدين محمد الحلبى «4» ، المعروف بالحجازى، ابن أخت السخاوى، فى يوم الخميس ثالث عشر ربيع الأول، وكان أديبا، وهو ممن عرف فى هذه الدولة بخاله خليل السخاوى «5» ، وعدّ من بياض الناس، على أنه كان قليل البضاعة من العلوم والفضيلة.
وتوفّى الشيخ شمس الدين محمد الحنفى الرومى «1» الأصل والمولد، المصرى الدّار والوفاة، المعروف بالكاتب، فى يوم الأحد ثالث عشرين شهر ربيع الأوّل، بعد أن نال حظّا من ملوك مصر، لا سيما من الملك الظاهر جقمق؛ فإنه عظم فى دولته إلى الغاية ونالته السعادة، وعدّ من الرؤساء، ولم يكن لذلك أهلا، غير أن ملوك زماننا كالعميان، يضع الواحد يده على كتف الواحد، فمهما تحرّك الأوّل بحركة تحرّك الثانى بمثله.
فأول من قرّب شمس الدين هذا الظاهر ططر، فاقتدى جميع من جاء بعده من السلاطين به من تقريب شمس الدين هذا، ولا يعرف أحدهم لم قرّبه واختصّ به غير الظاهر ططر، فإنه كان له مقاصد لا يعرفها هؤلاء، ثم انحطّ قدره، ونكب وصودر، وادّعى عليه عند القضاة بدعاوى اقتضت تعزيره وحبسه بسجن الرّحبة، وقاسى أهوالا، كلّ ذلك بأمر السلطان الملك الظاهر جقمق لمّا تغيّر عليه، نكالا من الله، فإنه كان واسطة سوء مع دهاء ومكر، وعقل تام، فإنه اتصل لما اتصل، ولم يقتن دابة يركبها، بل كان كلما أراد أن يطلع القلعة ركب من الشيخونية «2» حمارا مكاريا بالكرى، وطلع إلى القلعة، واجتمع بالسلطان ثم نزل وعاد على الحمار المذكور إلى داره بالشيخونية، فى كل يوم على ذلك.
وكان قليل العلم، إلا أنه كان له مشاركة ومحاضرة ومعرفة بمداخلة الملوك، محظوظا عندهم.
كان مرتّبه فى اليوم على الجوالى «3» فقط دينارين، وله أشياء غير ذلك، وكان شكلا مهولا، طوالا، ذا لحية كبيرة، وعلى رأسه عمامة هائلة، وقبّع
جوخ كبير جدا، ويلفّ عليه أزيد من ثوب بعلبكى رفيع، وقيل ثوبان عوضا من الشاش.
ومع تقربه من الملوك كان عنده عفّة عن أموال الناس، وعدم طمع بالنسبة إلى غيره- رحمه الله.
وتوفّى الشيخ المعتقد محمد السفارى، نزيل جامع عمرو بن العاص، فى يوم الجمعة حادى عشر جمادى الأولى وقد ذكرنا واقعته مع الملك الظاهر جقمق فى الحوادث، وملخصها أنه كان وقع من بعض فقرائه ما أوجب إحضاره، فامتنع، فألحّ السلطان على الوالى بإحضار الشيخ محمد المذكور، فلما حضر إليه ثانيا أفحش فى الجواب للوالى، ثم تكلم فى الملأ بكلام يدل على موت السلطان فى سابع عشر جمادى الأولى، وشاع ذلك بين الناس، فمات الشيخ قبل ذلك اليوم، أعنى يوم سابع عشر جمادى الأولى بستة أيام، فتعجّب الناس من ذلك.
والذي أظنّه أن الشيخ ما قال إلا عن نفسه، فتوهمت العامة أن الشيخ يشير بذلك عن السلطان، والله أعلم، وعلى كل حال واقعة غريبة- رحمه الله.
وتوفّى السيّد الشريف هلمان بن وبير بن نخبار»
أمير مدينة الينبع بها فى أواخر جمادى الأولى، وهو فى أوائل الكهولية، وكان شابا مليح الوجه، مشكور السّيرة، لولا أنه على مذهب القوم- عفا الله عنه.
وتولى بعده إمرة الينبع أخوه سنقر، وكانت ولاية هلمان المذكور، بعد عزل ابن أخية معز بن هجّان بن وبير بن نخبار فى سنة تسع وأربعين وثمانمائة- اهـ.
وتوفّى السيد الشريف أميان بن مانع الحسينى «2» المدنى، أمير المدينة الشريفة
النبوية- على ساكنها أفضل الصلاة والسلام- فى جمادى الآخرة بها، وتولّى إمرة المدينة من بعده زبير بن قيس بن ثابت.
وتوفّى الأمير ناصر الدين محمد الحلبى الحاجب الثانى بحلب المعروف بابن ألتغا، فى يوم السبت سابع عشرين شهر رمضان بالقاهرة، غريبا عن أهله وعياله، وكان أصله من بعض قرى حلب، وترقّى فى الخدم حتى لبس زىّ الجند، وخدم أستادارا عند بعض أعيان حلب، وتموّل، وترقّى بالبذل حتى صار حاجبا ثانيا بحلب، وهو لا يعرف كلمة مركّبة باللغة التركية، ويتلفظ فى كلامه بألفاظ فلاحى القرى إلى أن مات، غير أنه كان مشكور السيرة، كريم النفس- رحمه الله.
وتوفّى القاضى تاج الدين محمد ابن «1» قاضى القضاة جلال الدين عبد الرحمن ابن شيخ الإسلام سراج الدين عمر البلقيني الشافعى فى يوم السبت سابع عشرين «2» شهر رمضان ودفن من الغد عن ثمان وستين سنة، وخلّف مالا كثيرا، وكان مسيكا بخيلا، وإليه أشار الحافظ بن حجر بقوله [السريع]
مات جلال الدين، قالوا: ابنه
…
يخلفه، أو فالأخ الراجح
فقلت: تاج الدين لا لائق
…
لمنصب الحكم، ولا صالح
أراد «3» بتاج الدين هذا فى الأول ثم بالتورية (4) قاضى القضاة علم الدين صالح البلقني «4» .
وتوفّى الأمير سيف الدين يشبك بن عبد الله السيفى «1» سودون الحمزاوى نائب صفد بها فى ليلة السبت تاسع عشرين شهر رمضان، وكان يشبك المذكور ولى «2» دواداريّة السلطان بحلب سنين، ثم ولى نيابة غزّة؛ ثم نقل إلى نيابة صفد إلى أن مات بها، وكان مشكور السّيرة، لم تسبق له رئاسة بالديار المصرية، وتولّى الأمير بيغوت المؤيّدى بعده نيابة صفد ثانى مرّة- رحمه الله تعالى.
وتوفّى الأمير شهاب الدين أحمد بن أمير على بن إينال اليوسفى الأتابكى، أحد مقدّمى الألوف بالديار المصرية، فى ليلة الثلاثاء سابع عشرين ذى القعدة، وحضر السلطان الصلاة عليه بمصلاة المؤمنى، ودفن بتربة جدّه الأتابك إينال، ومات وسنّة نحو خمسين سنة- تخمينا- وإلى والده أمير على ينتسب الملك الظاهر جقمق بالعلائى وقد تقدّم ذكر ذلك كله فى أوّل ترجمة الملك الظاهر جقمق، وكيف أخذه الملك الظاهر برقوق منه.
وكان أحمد المذكور أميرا ضخما عاقلا، رئيسا ديّنا خبيّرا، متواضعا، عارفا بأنواع الفروسية، وعنده محبة للفقراء وأرباب الصلاح، وكان سمينا جدا، لا يحمله إلا الجياد من الخيل، وكان ممّن رقّاه الملك الظاهر حقمق، وأمّره عشرة فى أوائل سلطنته، ثم ولّاه نيابة الإسكندرية، وزاده عدّة زيادات على إقطاعه، ثم أنعم عليه بإمرة مائة وتقدمة ألف، عوضا عن الأمير إينال العلائى بحكم انتقاله إلى الأتابكيّة بعد موت
يشبك السودونى المشدّ، فدام على ذلك إلى أن مات، وتأسّف الناس عليه لحسن سيرته بالنسبة إلى أخيه محمد؛ وإلى الشهابى أحمد بن نوروز، شادّ الأغنام، فإنهما كانا أسوأ حواشى الملك الظاهر جقمق سيرة، بخلاف الشّهابى أحمد فإنه لم يكن له كلمة في الدولة إلا بخير- رحمه الله تعالى.
وتوفّى السيّد الشريف إبراهيم بن حسن بن عجلان الحسنى، المقبوض عليه مع أخيه على بن حسن قبل تاريخه بمكة، وحمل إلى القاهرة، وحبس بالبرج من القلعة مدّة طويلة، ثم أخرج مع أخيه إلى ثغر دمياط، فدام به بعد موت أخيه علىّ إلى أن مات فى هذا التاريخ.
وتوفّى الأمير سيف الدين تمراز بن عبد الله من بكتمر المؤيدى، المصارع شادّ بندر جدّة قتيلا بالحديدة من بلاد اليمن، فى خامس عشرين «1» شهر رمضان، بعد أن فرّ من جدّة بمال السلطان عاصيا عليه، فلم يحصل له ما قصد، وقد أوضحنا أمره وما وقع له من يوم خروجه من جدة إلى يوم موته في أصل هذه الترجمة، سياقا في أواخر ترجمة الملك الظاهر هذا.
وتوفّى قاضى القضاة شيخ الإسلام بدر الدين أبو الثناء، وقيل أبو محمد بدر الدين محمود ابن القاضى شهاب الدين أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين بن يوسف بن محمود العينتابى «2» الحنفى، قاضى قضاة الديار المصرية، وعالمها ومؤرخها، فى ليلة الثلاثاء رابع ذى الحجة، ودفن من الغد بمدرسته التي أنشأها تجاه داره بالقرب من جامع الأزهر، ومولده بعينتاب في سنة اثنتين وستين وسبعمائة، ونشأ بها، وتفقّه بوالده بعد حفظه القرآن الكريم، وكان أبوه قاضى عينتاب، وتوفّى بها في شهر رجب سنة أربع وثمانين
وسبعمائة، ثم رحل ولده القاضى بدر الدين هذا بعد موته إلى حلب، وتفقّه بها، وأخذ عن العلامة جمال الدين يوسف بن موسى الملطى الحنفى وغيره، ثم قدم لزيارة بيت المقدس فلقى به العلامة علاء الدين العلاء بن أحمد بن محمد السيرامى الحنفى شيخ المدرسة الظاهرية- برقوق- وكان أيضا توجّه لزيارة بيت المقدس، فاستقدمه معه إلى القاهرة فى سنة ثمان وثمانين وسبعمائة، ونزّله في جملة الصوفية بالمدرسة الظاهرية- برقوق- ثم قرّره خادما بها، ثم وقع له بعد ذلك أمور حكيناها في ترجمته في المنهل الصافى، إلى أن عرف بين الطلبة، وفضل في علوم، وصحب الأمير جكم من عوض «1» ، والأمير قلمطاى العثمانى الدّوادار، وتغرى بردى القردمى إلى أن توفّى الملك الظاهر برقوق في سنة إحدى وثمانمائة، فولى حسبة القاهرة في مستهل ذى الحجة من السنة، بسفارة هؤلاء الأمراء عوضا عن الشيخ تقي الدين أحمد المقريزى، فمن يومئذ وقعت العداوة بينهما «2» إلى أن ماتا، ثم صرف بعد أشهر، وتولى حسبة القاهرة غير مرّة، وآخر ولايته للحسبة فى سنة ست وأربعين وثمانمائة عوضا عن يرعلى الخراسانى- انتهى.
فنعود إلى ما كنا يصدده: ثم ولى القاضى بدر الدين هذا نظر الأحباس في الدولة المؤيّدية، ولما تسلطن الملك الأشرف برسباى صحبه وعظم عنده إلى الغاية، وصار ينادمه، ويقرأ له التواريخ من أيام السلف من الوقائع والأخبار، ويعلمه دينه، كان يقرأ له
التاريخ باللغة العربية ثم يفسره له باللغة التركية، وكان فصيحا في اللغتين «1» ، وكان الملك الأشرف يسأله كثيرا عن دينه وعما يحتاج إليه من العبادات وغيرها، فيجيبه القاضى بدر الدين المذكور بعبارة تقرب من فهمه، حتى لقد سمعت الأشرف يقول غير مرة:
«لولا العينتابى لكان في إسلامنا شىء» .
وولّاه قضاء الحنفية مرّتين، ومات الأشرف وهو قاض، فعزل في الدولة العزيزية بالشيخ سعد الدين سعد الدّيرى، ولزم داره على نظر الأحباس مدة سنين إلى أن سعى علاء الدين علىّ بن آقبرس فيها ووليها، فاستقبح الناس عليه ذلك من وجوه عديدة، ثم مات بعد ذلك بمدة يسيرة.
وكان إماما فقيها أصوليا، نحويا، لغويا، بارعا في علوم كثيرة، وأفتى ودرّس سنين، وصنّف التصانيف المفيدة النافعة، وكتب التاريخ، وصنّف فيه مصنفات كثيرة «2» ذكرناها مع جملة مصنفاته في المنهل الصافى، يطول الشرح في ذكرها هنا.
ولما انتهينا من الصلاة على قاضى القضاة بدر الدين هذا بجامع الأزهر، وخرجنا إلى مشاهدة دفنه، قال لى قاضى القضاة بدر الدين محمد بن عبد المنعم البغدادى الحنبلى.
«خلا لك البرّ فبض وأصفر «3» » فلم أردّ عليه، وأرسلت إليه بعد عودى إلى منزلى ورقة بخط العينى هذا يسألنى فيه عن شىء سئل عنه في التاريخ من بعض الأعيان، ويعتذر عن الإجابة بكبر سنه وتشتت ذهنه، ثم أبسط القول في الشكر والمدح والثناء إلى أن قال:«وقد صار المعوّل عليك الآن في هذا الشأن، وأنت فارس ميدانه، وأستاذ زمانه، فاشكر الله على ذلك» .
وكان تاريخ كتابة الورقة المذكورة في سنة تسع وأربعين وثمانمائة- انتهى.
وتوفّى السيد الشريف عفيف الدين أبو بكر محمد الأيكى العجمى الشافعى نزيل مكة المشرفة بمنى في ثانى يوم من التّشريق، وحمل إلى مكة، ودفن بها، وكانت جنازته مشهودة، وكان الناس في أمره وصلاحه على أقسام، رأيته بمكة واجتمعت به مجلسا خفيفا- رحمه الله.
وتوفّى الشيخ المعتقد الصالح أحمد التّرابى «1» المصرى فجأة، فى يوم الجمعة حادى عشر ذى الحجة، ودفن بزاويته من الغد، بالقرب من تربة الشيخ جوشن خارج باب النصر.
وكان رجلا صالحا دينا خيرا معتقدا، وكنت أصحبه، وكان لى فيه اعتقاد ومحبة- رحمه الله تعالى.
أمر النيل في هذه السنة: الماء القديم أربعة أذرع وخمسة عشر إصبعا، مبلغ الزيادة ثمانية عشر ذراعا وثمانية أصابع.